
ولي العهد.. إرادة ملهمة نحو أردن رقمي مزدهر
عمان - يطل عيد ميلاد سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، والأردن يسير بخطى متسارعة نحو التحديث الشامل، في مرحلة تعد من الأكثر أهمية في تاريخ الدولة الحديثة، حيث تتقاطع إرادة التقدم مع طموحات الأجيال الشابة، لتشكل معا مسارا واعدا نحو أردن رقمي مزدهر.ويجسد سمو ولي العهد نموذجا معاصرا للقيادة الشابة التي تمزج بين الرؤية المستقبلية والقدرة على التنفيذ، فهو لا يكتفي بالتوجيه، بل يحرص على الانخراط الفاعل في دعم المبادرات الاستراتيجية التي تعزز التحول الرقمي وتمكين الشباب وتعزيز الريادة، بوصفها مرتكزات أساسية لبناء الاقتصاد الحديث والمجتمع المعرفي.تمكين الشباب عبر التكنولوجيا أكد وزير الاقتصاد الرقمي والريادة المهندس سامي سميرات، لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن سمو ولي العهد يمثل نموذجا ملهما للشباب الأردني، وداعما حقيقيا لمسيرة التحديث والتطوير في المملكة، لاسيما في القطاعات الحيوية التي تعد من أولويات عمل الوزارة.وأشار إلى أن سموه أولى اهتماما خاصا بمجالات ريادة الأعمال، والتكنولوجيا، والابتكار، إدراكا منه بأنها أدوات رئيسة في بناء مستقبل اقتصادي قوي ومستدام، مضيفا أن سموه يتابع شخصيا المبادرات الوطنية التي تنفذها الوزارة وتنسجم مع رؤيته الطموحة، وعلى رأسها برامج تمكين الريادة والابتكار.وبين أن الدعم المتواصل من سموه، شكل رافعة حقيقية لمنظومة ريادة الأعمال في المملكة، وساهم في إطلاق مبادرات نوعية أبرزها مبادرة «Jordan Source»، التي تهدف إلى الترويج للأردن كمركز إقليمي لصادرات الخدمات الرقمية، حيث أسهمت هذه المبادرة في استقطاب استثمارات وشركات عالمية، ووضع المملكة على خارطة الاقتصاد الرقمي العالمي.وفي مجال التحول الرقمي والتقنيات المستقبلية، أشار إلى أن سمو ولي العهد يولي اهتماما كبيرا بالتقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي، وسلاسل الكتل ، والأمن السيبراني، حيث تعمل الوزارة على تطوير هذه المحاور من خلال إعداد الكفاءات الوطنية، وتحديث البنية التحتية الرقمية.كما أكد أن سموه يولي اهتماما خاصا بتطوير تجربة المواطن في مراكز الخدمات الحكومية، لضمان تقديم خدمات متكاملة بكفاءة وجودة، وهو ما يترجم عبر مشروعات تطوير مراكز الخدمة ورفع جاهزيتها الرقمية.وأضاف أن سمو ولي العهد يعد شريكا استراتيجيا للوزارة، ويوجه باستمرار إلى تبني سياسات وطنية تعزز التنافسية الرقمية، وتحفز الابتكار، وتسهم في تمكين الشباب الأردني في مختلف المجالات التقنية.وفي هذا الإطار، أشار إلى الدور المحوري الذي يقوم به المجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل، والذي يحظى بمتابعة مباشرة من سمو ولي العهد، ويضم خبراء وقيادات من مختلف القطاعات ويعمل على صياغة سياسات متقدمة في مجال التقنيات الحديثة، وتعزيز البيئة التشريعية والتنظيمية الداعمة.وأكد سميرات أن وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة، وبتوجيهات سمو ولي العهد، مستمرة في تنفيذ خططها الاستراتيجية لبناء أردن رقمي متطور، قائم على الابتكار والمعرفة ويمتلك مقومات الريادة على المستوى الإقليمي. رافعة اقتصادية ومجال استراتيجي أكدت الخبيرة العالمية في الذكاء الاصطناعي وسفيرة الذكاء الاصطناعي في المجلس الأعلى السويسري الدكتورة ريما دياب، أن الأردن مطالب خلال العقد المقبل بمواكبة التحولات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي، الذي أصبح محركا أساسيا للاقتصاد العالمي، مشيرة إلى أهمية الاستثمار في الذكاء التوليدي، وأتمتة الأعمال، والتعليم التفاعلي، وحوكمة البيانات الأخلاقية.وقالت إن الأردن اليوم يشهد تحولا رقميا نوعيا تقوده رؤية ملكية هاشمية طموحة، تعكس دعما استراتيجيا من جلالة الملك وسمو ولي العهد لقطاع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، باعتباره أداة فاعلة للنهوض الاقتصادي وتعزيز الابتكار وتوفير فرص نوعية للشباب.وشددت على ضرورة بناء منظومة وطنية متكاملة تدعم الابتكار المحلي، وتربط البحث العلمي بسوق العمل، بما يضمن تحفيز الإبداع ورفد الاقتصاد بكفاءات متخصصة.وقالت إن تجربتها من خلال مؤسسة Galaxy للتكنولوجيا، التي تأسست عام 2015، أثبتت جدوى الاستثمار في تمكين الشباب والنساء، حيث تم تدريب أكثر من 4200 مستفيد من طلبة ولاجئين ومعلمين، في مجالات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والبرمجة والأمن السيبراني.وأضافت أن المؤسسة عملت على تطوير حلول عملية في التعليم الذكي، والواقع المعزز، إلى جانب توفير أجهزة إلكترونية معاد تدويرها لدعم التعليم في المناطق النائية، مؤكدة أن هذه المبادرات ليست ترفا، بل ضرورة استراتيجية.وفيما يتعلق بالتحديات، أشارت إلى فجوة بين مخرجات التعليم ومتطلبات الثورة الصناعية الرابعة، مبينة أن أبرز التحديات تكمن في نقص الكفاءات المتخصصة، وضعف التنسيق بين المؤسسات الأكاديمية وسوق العمل، وندرة الموارد البحثية.ودعت إلى تحديث المناهج التعليمية بدءا من المدارس، وتعزيز الاستثمار في مراكز أبحاث وطنية، بالإضافة إلى إبرام شراكات استراتيجية مع شركات التكنولوجيا العالمية، لافتة إلى تعاون مؤسستها مع شركات مثل «غوغل» و»علي بابا»، إلى جانب شراكات محلية مع وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة، ووزارة الشباب، وإقليمية مع مؤسسات خليجية.وأكدت أن الذكاء الاصطناعي يعد ركيزة اقتصادية حيوية، تسهم في رفع كفاءة القطاعات، وتخفيض التكاليف التشغيلية، وخلق وظائف غير تقليدية، وتعزيز الأمن الغذائي والمائي، فضلا عن تحسين مستوى الخدمات العامة، مبينة أن أبرز القطاعات الواعدة في الأردن تشمل الرعاية الصحية، والسياحة الذكية، والتعليم، والنقل، والخدمات الحكومية.وحول دور المجلس الأعلى لتكنولوجيا المستقبل، اعتبرت الدكتورة دياب أن تأسيسه بتوجيه مباشر من سمو ولي العهد، يشكل خطوة استراتيجية وطنية تعكس التزام الدولة بالتحول الرقمي، مشيدة بتركيبة المجلس التي تضم وزراء وخبراء من القطاع الخاص.وختمت حديثها بالتأكيد على أن الذكاء الاصطناعي لم يعد خيارا تقنيا بل ضرورة وطنية لضمان مستقبل اقتصادي واجتماعي مستدام، مضيفة أن التكريم الملكي الذي نالته بوسام التميز يشكل دافعا إضافيا لمواصلة الجهود في دعم الذكاء الاصطناعي وتمكين الشباب والمرأة في الاقتصاد الرقمي.التعليم الرقمي.. أساس التحول الوطني وفي السياق ذاته، أكد الأستاذ المشارك في كلية تكنولوجيا المعلومات بجامعة مؤتة الدكتور سليمان الشورة، أن دعم سمو ولي العهد للتعليم التقني والرقمي ساهم في ترسيخ بيئة جامعية قائمة على الابتكار وريادة الأعمال، وشجع الطلاب على التوجه إلى مجالات مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات والأمن السيبراني.وأشار إلى أن مبادرات مثل «حقق»، وجامعة الحسين التقنية، ومختبر التصنيع الرقمي (FABLAB)، قدمت نموذجا ملهما يربط التعليم بسوق العمل، ويدمج المفاهيم التقنية في مراحل مبكرة من التعليم.ودعا إلى تطوير المناهج بشكل دوري لتتلاءم مع التطورات التكنولوجية، وتحسين البنية التحتية التقنية في الجامعات، إلى جانب تعزيز التعاون بين مؤسسات التعليم والشركات الناشئة، بهدف تقديم تجارب تعليمية تطبيقية ترفع جاهزية الخريجين وتسد الفجوة بين مخرجات التعليم ومتطلبات السوق.كما شدد على أهمية إشراك القطاع الخاص في تحديث المناهج، وتوسيع التدريب العملي، ودمج الشهادات المهنية العالمية في البرامج الأكاديمية، مشيرا إلى أن هذه الخطوات تسهم في بناء كوادر تقنية منافسة.أما في مجال البحث العلمي، أكد الشورة أن هناك نموا ملحوظا في حجم الأبحاث المرتبطة بالذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، مدعوما بالتشريعات الجامعية، إلا أن هذه الجهود ما تزال بحاجة إلى تمويل أفضل، وشراكات دولية، واستثمار نتائج الأبحاث في حلول عملية قابلة للتطبيق. نحو أردن رقمي ريادي ويجمع الخبراء والفاعلون على أن سمو ولي العهد، يمثل جسرا بين الطموح الوطني والتقدم التقني، حيث يحرص على دعم المبادرات الرقمية، وتمكين الشباب، وتطوير منظومة الخدمات الحكومية، في سبيل تحقيق تنمية شاملة مستدامة، ترتكز على العدالة وتكافؤ الفرص.وبمناسبة عيد ميلاده، يجدد الأردنيون العهد على مواصلة السير خلف رؤية قيادة شابة، طموحة، تؤمن أن بناء المستقبل لا يكون إلا بالعلم، والكفاءة، والريادة. (بترا) رانا النمرات ونضال النوافعة

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صراحة نيوز
منذ 6 ساعات
- صراحة نيوز
أورنج الأردن ترعى اليوم العلمي في الجامعة الهاشمية'الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المستقبل' دعماً للشباب والابتكار
صراحة نيوز- في إطار دعمها المتواصل للشباب وتمكينهم في مجال التكنولوجيا والابتكار، قدمت أورنج الأردن رعايتها لليوم العلمي 'الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المستقبل'، والذي نظمته كلية الأمير الحسين بن عبدالله الثاني لتكنولوجيا المعلومات في الجامعة الهاشمية، والتي أتت ضمن احتفالاتها بعيد الاستقلال، بمشاركة نخبة من المتخصصين والخبراء في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. كما تم افتتاح معرض مشاريع التخرج لطلبة الكلية والتي كشفت عن تميزهم والمهارات التقنية العالية التي يمتلكونها والتي تؤهلهم للانخراط بسوق العمل. وخلال هذه الفعالية، قدم مؤسس شركة e-Fresco، عمار الشامي، والتي تعتبر إحدى الشركات المحتضنة من مركز أورنج الرقمي، عرضاً تقديمياً بعنوان: 'e-Fresco, Journey of a Startup with Orange AI Incubator'، استعرض فيه رحلته الريادية وتجربته في بناء شركة ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، وأهمية الدعم الذي قدمته أورنج الأردن في مختلف مراحل النمو. وأعربت أورنج الأردن على حرصها المستمر في تمكين الشباب ودعم طموحاتهم من خلال توفير فرص التعلم والتطوير في مجالات التكنولوجيا الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، والذي يقع في صميم استراتيجية مسؤوليتها المجتمعية المستلهمة من خطة أورنج العالمية، كما أكدت التزامهابتقديم الدعم لرواد الأعمال وتوفير بيئة محفّزة تساعدهم على الانطلاق والنمو بثقة.


أخبارنا
منذ 8 ساعات
- أخبارنا
مؤسسة ولي العهد رؤية ملكية ملهمة: شباب قادر لأردن طموح
أخبارنا : برؤية تُجسّد الإصرار على تحقيق التقدّم والازدهار وبتوجيه ملكي، يسعى سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد منذ عام 2009 إلى تعزيز دور الشباب في بناء الوطن وتطوير الاقتصاد الأردني، وقيادة النهوض بالقطاعات الحيوية مثل التعليم والتكنولوجيا والسياحة. والتزاماً من سموّه ببناء مستقبل مشرق لشباب الأردن استنادا لإلهامهم وتوجيههم للمشاركة في خدمة مجتمعاتهم وتطويرها وتولّي مسؤولية القيادة، وتحفيزهم نحو الابتكار والريادة، وحثّهم على ارتياد العمل التقني والمهني، تم تأسيس مؤسسة ولي العهد بقانون خاص. وبحسب بيان للمؤسسة اليوم الأحد، انبثقت مبادرات مؤسسة ولي العهد في جميع محافظات المملكة لتجسّد على أرض الواقع إيمان سموّه بأن الشباب الأردني قادر على تحقيق أعظم الإنجازات إذا تم تسليحهم بالمهارات والوسائل اللازمة لتأدية دورهم في العملية التنمويّة كمواطنين فاعلين. وتنفيذاً لرؤية سموّه الرامية لبناء مستقبل مشرق للشباب في الأردن، بدأت مؤسسة ولي العهد عملها انطلاقاً من إيمانه العميق بأن الشباب هم الأساس في تشكيل مستقبل المملكة. ومنذ تأسيس مؤسسة ولي العهد، وفر سموه منبراً للشباب لابتكار مستقبلهم عبر استثمار مهاراتهم وتعزيز مشاركتهم الفعّالة، وتزويدهم بالفرص التي تعزز قدرتهم على التعلّم والتطوع والريادة، ليتمكنوا من بناء مستقبلهم الذي يطمحون إليه، وخدمة وطنهم ومجتمعهم. وتتمحور جهود المؤسسة حول رؤيتها "شباب قادر لأردن طموح"، حيث تعمل ضمن ثلاثة مسارات رئيسة هي: المشاركة الاقتصادية، القيادة، والتنمية المجتمعية المستدامة، وتندرج ضمنها برامج مصمّمة على أسس علمية وتراعي متطلبات السوق المحلي والمستجدات العالمية. فمن خلال مسار المشاركة الاقتصادية، تُعدّ مؤسسة ولي العهد الشباب للمشاركة في سوق العمل الذي تتغيّر وتتطور متطلّباته بشكل سريع ولافت، ولتحقيق ذلك، توفر المؤسسة فرصاً حقيقية تهدف لتدريبهم ومنحهم المهارات والمعارف اللازمة لضمان حصولهم على فرص العمل التي يستحقون، بهدف المشاركة الفعلية في النموّ الاقتصادي للمملكة الأردنية الهاشمية. ففي مسار القيادة، تهدف مؤسسة ولي العهد إلى تعزيز عقلية القيادة التي ترتبط بتطوير وخدمة المجتمع لدى شبابنا الواعد، ومنحهم ما يلزم ليكونوا قادة حقيقيين على المستوى الشّخصي والوطني، حيث تحرص المؤسسة على أن تعمل ضمن خطط واضحة تُركّز على تشكيل هوية شبابية مميزة ومعطاءة، وتضمن أن يحمل شبابنا أساسيات المواطنة الفعّالة، والتركيز على دورهم في قيادة التغيير الإيجابي. وتسعى مؤسسة ولي العهد من خلال مسار التنمية المجتمعية المستدامة، إلى بناء مجتمع مستدام ومَرِن، من خلال العمل المُنظّم الذي يشمل المجتمع بأكمله، أفراداً وجماعات بمشاركة الشباب، والتزامهم بمسؤوليتهم المجتمعية، وبدورها تعمل المؤسسة على إيجاد بيئة تدعم استمرار نموّهم وتمنحهم الفُرص، الأمر الذي يضمن تمكينهم والتواصل الفعّال بينهم، فضلا عن الحملات والاستجابات الإنسانية. وتوسعت جهود المؤسسة اليوم لتشمل أكثر من 14 برنامجاً نوعياً تعكس التزام سمو ولي العهد بتمكين الشباب في كافة محافظات المملكة، حيث بات للمؤسسة حضور يومي فعّال من خلال 26 موقعاً موزعة جغرافياً لتشمل مكاتب في كافة محافظات المملكة تتواصل مع الشباب بشكل مستمر، كما تعمل المؤسسة بكافة طاقاتها لتوفير الفرص لأكثر من 2.2 مليون شاب وشابة سنوياً. ومن خلال برامج جامعة الحسين التقنية، وكلية التدريب المهني المتقدم، و "برنامج القيادة للمدارس" و"خطى الحسين"، وجائزة ولي العهد لأفضل تطبيق خدمات حكومية، وغيرها الكثير، يرى الشباب الأردني في سمو الأمير الحسين قائداً يقودهم نحو آفاق جديدة من الطموح والريادة. وتبرز إنجازات مؤسسة ولي العهد في كافة برامجها، فبرنامج "خطى الحسين" على سبيل المثال، يوشك على تخريج الفوج الرابع من المشاركين والذين عمل البرنامج على مدار عام كامل على بناء قدراتهم عبر تدريبات عملية ونظرية لتعزيز مفهوم القائد المجتمعي والذي يتحلى بالمسؤولية، حيث يعمل البرنامج من خلال مفهوم "الخدمة من أجل القيادة" وهو أيضاً على وشك فتح أبواب التسجيل للشباب والشابات للالتحاق بالدورة الخامسة ليصيغ جيلاً جديداً من الشباب الذين يؤمنون بالتغيير الإيجابي، أما جامعة الحسين التقنية فقد بلغت نسبة التوظيف بين خريجيها نحو 100%، إضافة إلى برنامج "42 عمّان" الذي يوفر فرصة تعليمية رائدة في مجال البرمجة دون معلمين وبأسلوب مبتكر ويعمل على افتتاح المقر الجديد له في محافظة إربد. وفي إطار الاهتمام بالتعليم المهني، أطلقت مؤسسة ولي العهد كلية التدريب المهني المتقدم التي تعمل حالياً في 7 مراكز في المملكة وتقدّم أكثر من 65 تخصصًا حديثًا، إلى جانب العمل على افتتاح مركز رئيس متكامل في وادي السير. أما من حيث دعم الابتكار، فقد أنشأت المؤسسة مركز التميز للريادة والابتكار "The Core" في جامعة الحسين التقنية، إلى جانب مختبر التصنيع الرقمي (مساحة الصناع) الذي أنتج قصص نجاح محلية لمبتكرين منهم من تمكن من الحصول على براءات اختراع عالمية والوصول بمنتجاتهم إلى الأسواق الإقليمية وحتى العالمية. ويأتي منتدى (تواصُل) كأحد أبرز منصات الحوار الوطني التي تنظمها المؤسسة والتي تتوج جهودها على مدار العام في رصد أبرز القضايا الوطنية التي تهم الشباب والمجتمع لطرحها ضمن جلسات حوارية تجمع الشباب بأصحاب القرار لبحث التحديات والفرص، حيث فتح المجال ضمن نسخته الثالثة والتي عقدت مطلع شهر حزيران للمئات من الشباب من كافة المحافظات للمشاركة في نقاشات وطنية حول قضايا المستقبل والاقتصاد والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وريادة الأعمال والسياحة والفن والثقافة والإصلاح الإداري تحت رعاية كريمة من سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد. وبحسب المؤسسة، فإن عدد المتطوعين المسجلين على منصة (نحنُ)؛ المنصة الوطنية للتطوع ومشاركة الشباب والتي تنفذ أعمالها بالشراكة مع وزارة الشباب وبدعم من منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، تجاوز 200 ألف متطوع ومتطوعة، والذين بدورهم عملوا على إنجاز أكثر من 5.4 مليون ساعة تطوع لإفادة مئات الآلاف من أفراد المجتمع المحلي في كافة محافظات المملكة. وتؤمن المؤسسة بأن التمكين الحقيقي يبدأ من الوصول للشباب حيث هم، ولهذا تصمّم برامجها بناء على أولويات المحافظات واحتياجاتها، بالشراكة مع القطاعين العام والخاص، حيث تعمل اليوم مع قاعدة كبيرة من الشركاء المحليين والإقليميين والعالميين تتجاوز أربعة آلاف وخمسمئة شريك. وتعكس قصص النجاح الشبابية والتي انبثقت من مؤسسة ولي العهد، من اختراعات ومبادرات وصولاً إلى شركات ناشئة نماذج شبابية وطنية ذات أثر، مدى فاعلية النموذج الذي تتبعه المؤسسة، حيث تُمكّن الشباب من تصميم حلولهم بأنفسهم. ويواصل سمو ولي العهد زياراته إلى المؤسسات الأردنية الحكومية والخاصة، ويستمع إلى احتياجاتهم وأفكارهم واقتراحاتهم خاصة الشباب، حول كيفية مواصلة بناء الأردن وصولاً إلى المستقبل المشرق والمزدهر. واليوم، وبعد عشر سنوات على التأسيس، تُعد مؤسسة ولي العهد منصة وطنية رائدة تربط الشباب بفرص النمو وتُحفّزهم على المبادرة والاعتماد على الذات، تحقيقاً لرؤية سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني كما قال في كلمته خلال افتتاح منتدى (تواصُل 2025): "حين تتاح للإنسان وسائل الارتقاء بواقعه، ينشأ مجتمع قوي ومنيع". --(بترا)


أخبارنا
منذ 16 ساعات
- أخبارنا
نايف استيتية : ولي العهد في عيده
أخبارنا : يوم أول من أمس صادف العيد الحادي والثلاثون لسمو ولي العهد حفظه الله، وللأمير الحسين بن عبدالله الثاني في قلوب الأردنيين منزلة فهو للشباب على وجه الخصوص صديقًا عزيزًا وأخًا مُقرَّبًا ومحاورًا ومصغيًا لكل شأن من شؤونهم، وهو للكبار من رجالات الدولة خاصة ممن لازموا جدّه الحسين، موقِّرًا ومُقدِّرًا لدورهم وزائرًا لهم في منازلهم بتواضع هاشمي عزّ نظيره، وهو للجند واحدًا منهم ورفيق سلاح لا يُشقّ له غُبار. يأتي عيد ميلاد سمو الأمير الحسين والمملكة الأردنية الهاشمية تسير بقيادة جلالة الملك بخطى واثقة نحو التحديث الشامل وفي مرحلة تعد من الأكثر أهمية في تاريخ الدولة الحديثة، حيث تتقاطع إرادة التقدم مع طموحات الأجيال الشابة، لتشكل معا مسارا واعدا نحو أردن رقمي مزدهر، وفي مثل هذه المناسبة حريٌّ بنا التوقف بعجالة على أبرز الأولويات التي شكلت مرتكزات رئيسية في تفكير ورؤى سمو ولي العهد لاسيما تلك المتعلقة بتأكيداته على التوجه نحو التدريب المهني والتقني ووضع برامج عملية جادة تهدف إلى "التدريب من أجل التشغيل"، ولطالما لفت سموّه وفي أكثر من مناسبة إلى أهمية إقبال الأفراد على المشاريع الصغيرة والمتوسطة وبرامج التشغيل الذاتي، ونشر ثقافة المبادرة والريادة في المجتمع. وحيث كان سموه أميرًا شابًّا يدرك الأهمية القصوى التي يجب إيلاؤها للشباب والاستجابة لمتطلباتهم وتحقيقًا لطموحاتهم فقد أولى اهتماما خاصا بمجالات ريادة الأعمال، والتكنولوجيا، والابتكار، إدراكا منه بأنها أدوات رئيسة في بناء مستقبل اقتصادي قوي ومستدام وترجمة لذلك نرى باستمرار متابعاته الشخصية والمباشرة لتنفيذ المبادرات الوطنية التي تخدم فئة الشباب خاصة المرتبطة بتمكين الريادة والابتكار، وفي الذاكرة الحية إطلاق سموه لمبادرات نوعية أبرزها مبادرة "Jordan Source"، بهدف الترويج للأردن كمركز إقليمي لصادرات الخدمات الرقمية والتي أسهمت في استقطاب استثمارات وشركات عالمية، ووضع المملكة على خارطة الاقتصاد الرقمي العالمي، وبشكل عام فإن دعم سمو ولي العهد للتعليم التقني والرقمي ساهم في ترسيخ بيئة محفزة قائمة على الابتكار وريادة الأعمال، وشجع الطلاب خاصة في الجامعات على التوجه إلى مجالات مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات والأمن السيبراني. سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني يحرص على متابعة كل ما يرتبط بمستقبل الشباب في الأردن، وانخراطهم في المجتمع وحصولهم على التعليم والفرص الاقتصادية. وذلك انطلاقا من قناعته بأن الشباب يمكن أن يتفوقوا إذا ما أتيحت لهم الأدوات والوسائل المناسبة، وهو ما ظهر واضحا في مبادراته وبرامجه ونشاطاته الساعية للتواصل مع الشباب الأردني في المدارس والجامعات والمنتديات التي كانت تشهد حوارات مباشرة وغنية بالأفكار الخلاقة التي كانت توجيهات سموه سببا في الإسراع في تنفيذها ضمن أقصى طاقات وإمكانات متاحة إيمانًا منه بمقدرة الشباب على إحداث التغير المنشود لأنهم الأكثر استيعابًا لمفردات التكنولوجيا الحديثة. ولا يمكن القفز عن دعوات سموه لمحاربة البطالة وتطوير بيئة التدريب المهني والتعليم التقني وتزويد الشباب بمهارات يحتاجها سوق العمل، تسهم بخفض نسبة البطالة وتوفر فرص عمل جديدة، وهي دعوات تعتبر من الضرورات التي يجب العمل على إنفاذها بشكل فوري لا يقبل التأجيل مع التركيز على أهمية تمكين الشباب بمهارات جديدة تتناسب مع التطور التكنولوجي، خاصة المهارات الرقمية، وضرورة بناء قدرات المدربين القائمين على عملية التدريب لمواكبة التطورات التكنولوجية وتطوير المناهج بالشراكة مع القطاع الخاص لتتواءم مع متطلباته. في عيد ميلاد الأمير المحبوب نستذكر أقرب الانجازات التي أدخلت الفرحة في قلب كل أردني واعني بها تأهل منتخبنا الوطني لكرة القدم لنهائيات كأس العالم والذي كان فخرا اردنيا لكل العرب وكان لسمو الأمير الحسين دور لا يمكن انكاره حيث كان لتواجده مع المنتخب في المبارايات داخل وخارج المملكة وحضوره معهم في غرف التدريب وتشجيعه للاعبين بافخم عبارات التشجيع اثر بالغ في تحقيق الإنجاز التاريخي الذي طال انتظاره. لهذا نحن نحبّ الأمير الحسين ونفرح في عيد ميلاده، وكيف لا نحبه وهو قائد الروح الإيجابية التي يشحن بها طاقات الأمة للنهضة والتقدم، وأنه ما كان إلا واحدًا من الشعب وإلى الشعب، وحين نكتب عن سمو ولي العهد لا نستأذنه لأننا إن فعلنا ذلك جزمنا أنه لن يدعنا، فهو الأمير الذي يزداد تواضعاً وقناعة برغبته أن تمرّ كل تحركاته دون إطراء أو مديح أو إشارة، لكننا نحبه وبقدر محبتنا له نكتب إليه.