
مستشفى الأمراض النفسية على طاولة المجلس الإقليمي: تنمية صحية أم ترحيل مقنن؟
عقد مجلس إقليم الفقيه بن صالح دورة استثنائية اليوم الأربعاء 2 يوليوز الجاري، بقاعة الاجتماعات التابعة لملحقة عمالة الإقليم، لمناقشة والمصادقة على مجموعة من النقاط الإستراتيجية التي تندرج ضمن رؤية تنموية شاملة.
وقد افتتحت الدورة، بالتذكير بأهم خلاصات الدورة العادية السابقة، قبل أن يصادق المجلس بالإجماع على سبع نقاط، من أبرزها إحداث شركة تنمية محلية تحت اسم 'تحفيز لإقليم الفقيه بن صالح'، بهدف دعم الاستثمار وتنويع آليات التنمية، لا سيما في ما يتعلق بقطاعي النقل ومحاربة الهدر المدرسي.
كما صادق المجلس، بعد إعادة الدراسة، على اقتناء وعاء عقاري تابع لأملاك الدولة، بمساحة تناهز 2876 متر مربع، سيحتضن المقر الإداري الجديد للمجلس الإقليمي، في خطوة تروم تحسين ظروف العمل الإداري وتجويد الخدمات المقدمة للمواطنين.
في الجانب الصحي والاجتماعي، شكل مشروع تهيئة وتأهيل بناية المستشفى الإقليمي القديم وتحويله إلى مصلحة متخصصة في الأمراض النفسية والعقلية إحدى أبرز محاور الدورة، حيث صودق عليه بالإجماع دون تدخلات تذكر، في إطار شراكة تجمع وزارة الصحة، المكتب الشريف للفوسفاط، مجلس الإقليم، جماعة الفقيه بن صالح، وتحت إشراف وتتبع عمالة الإقليم. وتبلغ الكلفة الإجمالية للمشروع 20 مليون درهم، تتوزع بين مساهمات الشركاء المذكورين، مع التزام وزارة الصحة بتوفير الموارد البشرية والتجهيزات.
هذا المشروع، يعد خطوة نوعية ومحمودة في مسار تعزيز البنيات الصحية، واستجابة فعلية لحاجة اجتماعية وإنسانية ملحة، إذ يمثل إحداث مؤسسة للرعاية النفسية والعقلية واجبا وطنيا وحقا من حقوق الإنسان، بالنظر إلى هشاشة الفئة المستهدفة وأهمية التكفل بها في ظروف تحفظ كرامتها وتقرب الخدمات منها.
كما تناول المجلس، مشروع اتفاقية شراكة لتفعيل برنامج 'جواز الشباب'، الرامي إلى دعم تنقلات هذه الفئة عبر النقل العمومي، فضلا عن تعيين ممثل عن المجلس في لجنة تتبع عقد التدبير المفوض للنقل الحضري وبين الجماعات، في إطار تحسين جودة الخدمات.
ورغم الأهمية الاجتماعية والإنسانية لمشروع تحويل المستشفى القديم إلى مستشفى للأمراض النفسية والعقلية، خصوصا مع اقتراب الإعلان عن افتتاح المستشفى الإقليمي الجديد بالفقيه بن صالح، إلا أن تساؤلات مشروعة تطرح نفسها بقوة، هل سيخصص فعلا لساكنة الإقليم فقط؟ أم سيحول إلى مجمع يستقبل مرضى من مختلف مناطق المملكة، في ظل ما يتداول حول ترحيل المرضى النفسيين من المدن الكبرى نحو المدن الصغرى استعدادا لتظاهرات رياضية دولية كبرى؟
ومع استمرار تسلل حافلات محملة بمهاجرين ومرضى نفسيين ليلا إلى مدينة الفقيه بن صالح، رغم تدخلات الأمن والسلطات المحلية، فإن الخشية قائمة من أن يتحول المشروع من مكسب صحي إلى عبء اجتماعي إضافي، في غياب دعم كاف ومقاربة عادلة في توزيع المرافق الصحية المتخصصة.
فهل نحن أمام توزيع متوازن للبنيات الاستشفائية؟ أم أن مدنا مثل الفقيه بن صالح تدفع لتحمل مسؤوليات تفوق إمكانياتها؟ وهل يمكن أن يتحول المشروع إلى 'بويا عمر' جديد بمواصفات حديثة؟
أسئلة تبقى مفتوحة، وتضع المشروع تحت مجهر المتابعة، في انتظار أجوبة عملية تبدد المخاوف وتضمن نجاعة المشروع، وعدالته المجالية والاجتماعية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


برلمان
منذ 13 ساعات
- برلمان
مؤسسة محمد الخامس للتضامن تطلق مركزا طبيا للقرب بسلا
الخط : A- A+ إستمع للمقال تم، اليوم الجمعة بسلا-تابريكت، إطلاق العمل بمركز طبي للقرب، أنجزته مؤسسة محمد الخامس للتضامن باستثمار إجمالي قدره 85,5 مليون درهم، وذلك طبقا للتعليمات السامية للملك محمد السادس. ويحتوي هذا المركز، الذي تبلغ مساحته 9 آلاف متر مربع، ويندرج في إطار برامج التدخل الكبرى للمؤسسة الرامية إلى تعزيز ولوج الساكنة الهشة إلى العلاجات الطبية للقرب، عدة وحدات، لا سيما تلك الخاصة بالعلاجات الطبية الأولية، والتوليد، والمستعجلات الطبية للقرب، والأشعة، والاستشارات الطبية المتخصصة، وكذا وحدة لطب الفم والأسنان وأخرى لإعادة التأهيل. وتتكون هذه البنية الطبية أيضا قاعتين للعمليات الجراحية (الجراحة العامة وجراحة الولادة القيصرية)، ومختبرا (الكيمياء الحيوية وأمراض الدم والبكتيريا)، وقطبا للاستشفاء (14 غرفة مزدوجة)، إضافة إلى خدمة الاستقبال والقبول، وصيدلية، وغرفة للتعقيم، ومستودع للأموات. وفي ما يخص الموارد البشرية، يضم المركز 135 من الأطر الطبية وشبه الطبية والتقنية والإدارية. وفي هذا السياق، أوضحت سعاد بولويز، مديرة المشاريع بمؤسسة محمد الخامس للتضامن، أن إطلاق العمل بهذا المركز الطبي للقرب يهدف إلى تقريب وتسهيل ولوج الساكنة إلى العلاجات والخدمات المتخصصة، لا سيما بالنسبة للأشخاص في وضعية هشة. وأبرزت بولويز، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا المركز يأتي أيضا ليعالج النقص المسجل في البنيات التحتية الطبية والاستشفائية، خاصة في بعض الأحياء ذات الكثافة السكانية العالية. من جانبه، قال بوبكر اليعقوبي، مندوب وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بعمالة سلا، إن 300 ألف من السكان سيستفيدون من خدمات هذه البنية الطبية الجديدة، مسجلا أن من شأن هذا المركز الطبي للقرب، بفضل موقعه الإستراتيجي، تقريب الخدمات العلاجية من السكان. وفي هذا السياق، عبر عدد من سكان الأحياء المجاورة للمركز، بهذه المناسبة، عن ارتياحهم البالغ لإطلاق العمل بهذه البنية، التي ستمكنهم من الاستفادة من علاجات طبية للقرب ذات جودة، وكذا تجنب عناء التنقل إلى مؤسسات طبية بعيدة. ومن خلال افتتاح هذه البنية الجديدة، تواصل مؤسسة محمد الخامس للتضامن انخراطها لفائدة ولوج أفضل للعلاجات لفائدة الساكنة الهشة، بوضع مبدأي القرب والتضامن في صلب عملها. إذ تنضاف هذه البنية الجديدة، التي أسندت إدارتها إلى وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، إلى الوحدات الخمس الأخرى المشغلة حاليا. ويعتبر هذا المركز واحدا من 13 بنية جديدة في مجالات الصحة والإعاقة والتكوين، تم وضعها رهن إشارة الساكنة المعوزة المستفيدة، بتعليمات ملكية سامية، والتي تم الانتهاء من أشغال بنائها وتجهيزها بثمان من عمالات وأقاليم المملكة.


هبة بريس
منذ 15 ساعات
- هبة بريس
جرسيف.. انطلاق الترتيبات لبناء مركز استشفائي إقليمي
هبة بريس – محمد بودهان بدأت الترتيبات الأولية لإطلاق أشغال بناء المركز الاستشفائي الإقليمي الجديد بجرسيف، وهو مشروع استراتيجي طال انتظاره من قبل ساكنة الإقليم، ويأتي لتعزيز العرض الصحي وتجويد الخدمات العلاجية المقدمة للمواطنين. وسيقام هذا المرفق الصحي الحديث على قطعة أرضية تمتد على مساحة تناهز 5 هكتارات، وسيضم طاقة استيعابية تصل إلى 200 سرير، ما يجعله أحد أهم البنيات الصحية المرتقبة على مستوى الجهة الشرقية. وقد تم اختيار المقاولة المكلفة بإنجاز الأشغال، في إطار الصفقة العمومية المتعلقة بالحصة الأولى من المشروع، والتي رُصد لها غلاف مالي يقارب 179 مليون درهم، على أن تمتد مدة الأشغال إلى 24 شهراً من تاريخ انطلاقها. ويُرتقب أن يضم المركز وحدات طبية وجراحية حديثة، إضافة إلى مرافق استشفائية متطورة من شأنها تقوية البنيات التحتية الصحية بالإقليم، التي تعاني من ضغط متزايد بسبب ارتفاع الكثافة السكانية ومحدودية التجهيزات الطبية الحالية. ويأتي هذا المشروع في إطار تنزيل سياسة القرب وتحقيق العدالة المجالية في القطاع الصحي، تماشياً مع التوجيهات الملكية السامية بخصوص إصلاح المنظومة الصحية الوطنية وتأهيلها، وخاصة في العالم القروي والمناطق النائية. وينتظر أن يُحدث المشروع نقلة نوعية في الخدمات الصحية بجرسيف، ويسهم في تقليص معاناة التنقل إلى المدن المجاورة لتلقي العلاج، لا سيما في الحالات المستعجلة والتخصصات الدقيقة.


كش 24
منذ 20 ساعات
- كش 24
حزب 'المصباح' يتهم حكومة أخنوش بالفشل في تنزيل برنامج الحماية الاجتماعية
تحدث عبد الله بووانو، رئيس المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، اليوم الجمعة، عن عدد من الاختلالات التي وقع فيها رئيس الحكومة بشأن الحماية الاجتماعية، ومنها ما يتعلق بالإقصاء من التغطية الصحية الإجبارية، حيث صرح رئيس الحكومة بأن عموم الأسر المغربية شملتها التغطية، في حين تم إقصاء 8 ملايين مغربي من الذين كانوا في 'راميد'. وقال بووانو إن هذه المعطيات أكدها المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، ووأضاف بأن البنك الدولي وهو يسلم لرئيس الحكومة الدعم الثالث ب 600 مليون أورو، أكد أن 25 بالمائة من الساكنة ليس لهم أي تغطية صحية. وسجل بووانو بأنه لم يتم احترام الأجندة الزمنية التي أكد عليها جلالة الملك، وذكر أن هدف استفادة سبعة ملايين طفل في سن التمدرس لا يزال بعيد التحقيق. وأشار رئيس مجموعة العدالة والتنمية بمجلس النواب إلى عدم وفاء الحكومة بتوفير 'مدخول كرامة' لمن تزيد أعمارهم عن 65 سنة، وصرف منحة الولادة لأقل من 3 بالمائة للولادات الجديدة والتي تبلغ حسب الإحصاءات الرسمية ما يناهز 660 ألف ولادة جديدة، في حين هو يتحدث عن 43 ألف ولادة فقط. وانتقد، في السياق ذاته، حرمان اليتامى والأرامل، إذ أن الأرقام الرسمية الصادرة عن وزارة المالية، مؤكدا أنه تم حرمان أزيد من 43 ألف أرملة يعولون أطفال يتامى، و123 ألف يتيم ويتيمة من الدعم الذي كانوا يستفيدون منه سابقا، وتخفيض مستوى الدعم من 1250 درهم أو 700 درهم إلى 500 درهم في بعض الحالات. وذكر أيضا بأنه تم حرمان أزيد من مليون و700 ألف تلميذ وتلميذة من دعم فرض التمدرس، والذين كانوا يستفيدون في السابق من برنامج مليون محفظة، كما تم تخفيض مبلغ الدعم، حيث كان ما يقارب من مليون و400 ألف تلميذ وتلميذة يستفيدون من محفظة كاملة في إطار برنامج مليون محفظة، واليوم يتم صرف 200 أو 300 درهم بدل المحفظة.