أحلام غزة تتنفس من جرش
يتعدى السجال في الأردن حول مهرجان جرش، النطاق الفني والثقافي للمهرجان الذي يطفئ هذا الصيف شمعته التاسعة والثلاثين، ويضع هذا الحدثَ السنوي في قلب السياسة، لاسيما في ظل المشكلات المشتعلة في المنطقة، وفي غزة تحديداً التي تشهد على "هولوكست" يذيب الصخر والعظام ويمزق شغاف الأفئدة.
ومنذ "طوفان الأقصى" والجدل حول انعقاد المهرجان محتدم، إذ تبرز انقسامات شبه عامودية بين من يؤيد استمراريته رغم المآسي من حولنا، ومن يعارض توقف المهرجان على اعتبار أنّ التضامن مع غزة يكون بالفن أيضاً.
الموقفان يصدران عن مرجعيات فكرية (أيديولوجية) وأخلاقية. ويمكن أن يلمس المراقب أنّ المؤيدين لتعطيل المهرجان ينتسبون، في جلّهم، إلى ما يعرف بتيار "الإسلام السياسي"، وبعض المحافظين (اجتماعياً) المتأثرين بأدبيات هذا التيار ممن كانوا يعارضون انعقاد المهرجان قبل السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بذريعة أنّ المهرجان يشجع على "الاختلاط والعري والخلاعة والفن الهابط، ويتنافى مع ضوابط المجتمع وأعرافه وقيمه" إلى آخر هذه المعزوفة المثقوبة التي تعتصم بالتأويل الديني (الانتقائي) من أجل شيطنة أي فعل له صلة بالإبداع والترفيه والانفتاح.
الفن سلاح
أما التيار الذي يؤيد انعقاد المهرجان في موعده، فجلّه من الليبراليين ونشطاء المجتمع المدني والكتّاب والمثقفين، ممن يؤمنون أنّ الفن سلاح، وأنّ ما لا تحققه السياسة يتولاه الإبداع، وأنّ المهرجان يستطيع أن "يسوّق" مأساة غزة بطريقة خلاقة تخترق الوجدان العالمي. كما يحرص هذا التيار على تأكيد أنّ الآلام لا ينبغي أن تُقعد الناس عن مواصلة التحدي، وإنبات الفرح في عروق الحياة، وهزيمة اليأس، لأنّ الانتصار على العدو يكون بتعريته وفضح جرائم الإبادة التي يرتكبها، وبالتالي تجريده من إنسانيته.
إدارة المهرجان استجابت، بطريقة ذكية، لكلا التيارين، فخصصت فقرات كثيرة، وأعدت برامج وفعاليات للتضامن مع مأساة غزة، من خلال معارض فنية، وفرق ومغنين عرب اشتهروا بالغناء الوطني. كما سيشارك في المهرجان 140 شاعراً، بالإضافة إلى انعقاد "مهرجان المونودراما" بعروض مسرحية من: فلسطين، الكويت، الجزائر، عُمان، البحرين، سورية، مصر، ليبيا، العراق، تونس، والأردن، وكذلك عقد "سمبوزيوم الرسم والحروفية والخط العربي"، فضلاً عن باحثين يقدمون أوراق عمل في المؤتمر الفلسفي العربي الثالث عشر بالتعاون مع الجمعية الفلسفية الأردنية.
جائزة غالب هلسا للرواية
وفي البرنامج الثقافي للمهرجان، سيتم الإعلان عن الفائز بـ "جائزة غالب هلسا للرواية"، وهي جائزة مشتركة بين مهرجان جرش ورابطة الكتاب الأردنيين. كما سينعقد بالتعاون مع الرابطة "ملتقى تحولات السرد العربي في العصر الرقمي"، (دورة الروائي الرائد جمال ناجي) الذي يناقش قضايا السرد العربي في ظل التطورات الرقمية، وتداخل الأجناس السردية، والعلاقة بين السرد والدراما، وغيرها من الموضوعات بمشاركات من السعودية، الإمارات، مصر، السودان، الكويت، سورية، عُمان، البحرين، لبنان، العراق، والجزائر، والأردن.
مهرجان جرش الذي يلتئم في 23 من يوليو المقبل وحتى 2 أغسطس؛ تحت شعار "هنا الأردن.. ومجده مستمر"، أثبت منذ انطلاقته انحيازه للفن الأصيل، حيث وقف على المدرج الجنوبي في المدينة الأثرية التي شيدها الرومان قبل زهاء ألفي عام، أهم الفنانين العرب والعالميين، ما جعل هذا الحدث لقاء سنوياً للاحتفاء بالمخيلة، وإشاعة الأمل، وصناعة أفق للرجاء والتحدي.
وفي قائمة المشاركين في المهرجان المقبل، الذي يشهد أكثر 235 فعالية، أصالة، ناصيف زيتون، أحلام، ميادة الحناوي، نور مهنا، جوزيف عطية، ملحم زين، خالد عبد الرحمن، محمد حماقي، بالإضافة إلى الفنانين الأردنيين عمر العبداللات، نداء شرارة، ديانا كرزون، عيسى السقار، أسامة جبور، حسين السلمان، عزيز مرقة، وغيرهم.
استفتاء غير معلن
الذين يؤمّون بالآلاف فعاليات المهرجان من الأردن وخارجه يشاركون في استفتاء غير معلن على جدارة هذا الحدث ومصداقيته وكونه فضاءً رحباً للعائلة، ما يقوّض المزاعم التي يطلقها المعارضون الذين يتطلعون، فقط، إلى احتكار الحقيقة المطلقة المتصلة بصيانة الأخلاق، وحماية الوجدان، فيما هم في الواقع يصطادون في المياه العكرة، لتحقيق مآرب سياسية وشعبوية انتهازية تتغذى على المآسي من حولنا لإشاعة جو من الإحباط واليأس على اعتبار أنّ "الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر"، في تأويل مغرض يتوخى ليّ أعناق المعنى وإخراجه من سياقه، حيث ينهض في المقابل: "روّحوا القلوب ساعة بعد ساعة، فإنّ القلوب إذا كلّت عميت".
المهرجان مستمر، ويستمر معه الفرح. وإذا أرادت إسرائيل للعالم العربي أن يبقى حزيناً، مكتئباً، متخلّفاً، لائذاً بالغيبيات، متقاعساً عن اللحاق بالركب الحضاري، فيتعين أن يتم مقاومتها بالإقبال على الحياة، وشحن الهمم، وإيقاظ الإبداعات، والاستثمار بالقوة الناعمة من أجل الترفيه والسياحة وتحويل الثقافة والفنون إلى قوى منتجة ترفد الاقتصاد الوطني بالصناعات الإبداعية، وصولاً إلى "الاقتصاد الإبداعي" أو "اقتصاد العقول" الذي قدّرت توقعات سابقة أن تصل سوقه إلى أكثر من تريليوني دولار. وهذه في مجملها رؤى وتصورات تستند إلى أرقام وبيانات، ويتعين أن تتوفر لها بيئة تنافسية منشدّة إلى الأمام تؤمن بالعلم والسعي إلى تحسين الحياة والارتقاء بجودتها. ومن نافل القول أن نذكّر أنّ نهضة الدول التي ابتليت بالدمار الذي حاذى الإفناء (كما جرى في اليابان) كانت من خلال تثوير العقول، ومناهضة المستحيل، والاعتصام بالتفكير النقدي، وعشق الأمل. وبفضل هذه الاستراتيجية أصبحت اليابان في زمن قياسي أكبر الدول الدائنة في العالم لأكثر منذ 31 عاماً، إذ وصلت صافي قيمة الأصول الخارجية لليابان (3.7 تريليون دولار) في نهاية 2024، قبل أن تتقدم عليها ألمانيا التي خاضت هي الأخرى معجزة البقاء والتحدي، بعد الحرب العالمية الثانية.
ليس بعيداً عن جرش وعن غزة
بدأت الحكاية بنفض غبار القنوط عن كاهل الوعي. وستتواصل بالتفكير الحر وإثبات الحضور، واستعادة الحيوية الوجودية في عالم لا يحترم الضعفاء، ويرفع قبعته وينحني لمن يرفع قفازات التحدي.
ليس بعيداً عن جرش وعن غزة، الشعب الممتلئ عزة وتصميماً ينتصر في النهاية. أفراح غزة المقبلة تبدأ برسم لوحة وغناء قصيدة والهتاف للحياة وتمجيد الأمل. للنصر وجود عديدة، أولها امتلاك الوعي واستقلال الإرادة وامتلاء الذات باليقين العلمي أنها قادرة. وإذ ذاك تتحول أحلام المحتلين إلى كوابيس ضارية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


خبرني
منذ 41 دقائق
- خبرني
جيش الاحتلال يلقي منشورات في غزة تتضمن آيات قرآنية
خبرني - نثر الجيش الإسرائيلي -اليوم السبت- منشورات في قطاع غزة تتضمن آيات قرآنية تشير إلى طوفان سيدنا نوح عليه السلام. وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي نثر منشورات في منطقة السودانية شمال غربي قطاع غزة، تربط الطوفان الذي أخذ المشركين إبان عهد النبي نوح بعملية "طوفان الأقصى" التي أعلنتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. وقالت هيئة البث إن "تقارير من غزة تفيد بنشر الجيش الإسرائيلي منشورات في منطقة السودانية شمال غرب قطاع غزة". وأضافت أن المنشورات تضمنت الآية القرآنية "فأخذهم الطوفان وهم ظالمون" [سورة العنكبوت، من الآية 14]، في إشارة إلى قصة الطوفان المذكورة في القرآن، وإلى "طوفان الأقصى"، وهو الاسم الذي أطلقته حماس على هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، على حد قولها. ولم توضح الهيئة المقصد من نثر تلك المنشورات التي جاءت في وقت تحدث فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الجمعة، عن اعتقاده بإمكانية التوصل إلى وقف إطلاق نار في قطاع غزة خلال الأسبوع المقبل. موقف نتنياهو وأبدى مسؤولون إسرائيليون، السبت، استغرابهم من تصريحات ترمب، مؤكدين أنه لا مؤشرات على تغير بمواقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وفق ما نقلت عنهم صحيفة يديعوت أحرونوت. وأكدت حماس مرارا استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين. لكن نتنياهو -المطلوب للعدالة الدولية- يصر على صفقات جزئية ويتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حاليا على إعادة احتلال غزة، لتحقيق مصالحه السياسية الشخصية، لا سيما استمراره في السلطة، كما تقول المعارضة الإسرائيلية.

الدستور
منذ 2 ساعات
- الدستور
برنامج ثقافي لمهرجان جرش.. فعاليات أدبية وفكرية تجسد خطاب الأردن وموروثه الحضاري
نضال برقانتتضمن فعاليات الدورة الـ(39) لمهرجان جرش للثقافة والفنون، والتي تحمل هذا العام شعار «هنا الأردن.. ومجده مستمر»، وتنطلق تحت الرعاية الملكية السامية، في الـ23 من تموز المقبل، متواصلا حتى 2 آب المقبل، برنامجا ثقافيا مميزا ونوعيا، وأمسيات شعرية بمشاركة 140 شاعرا.ويشهد المهرجان برنامجًا أدبيًا وفكريًا ثريًا، يُعزز الحوار الثقافي، حيث يعلن خلال البرنامج الثقافي عن الفائز بـ «جائزة غالب هلسا للرواية»، وهي جائزة مشتركة بين مهرجان جرش ورابطة الكتاب الأردنيين.كما يقام ملتقى تحولات السرد العربي في العصر الرقمي بالتعاون مع رابطة الكتاب الأردنيين (دورة الروائي الرائد جمال ناجي): الذي يناقش قضايا السرد العربي في ظل التطورات الرقمية، بما في ذلك «الذكاء الاصطناعي راويًا»، وتداخل الأجناس السردية، والعلاقة بين السرد والدراما، وغيرها من الموضوعات بمشاركات كتاب وروائيين من الأردن، السعودية، مصر، السودان، الإمارات، الكويت، سوريا، عُمان، البحرين، لبنان، العراق، والجزائر. وتقام ندوات حول «جماليات المكان في الأدب الأردني» وذاكرة المكان وجمالياته التي تركز على مدن أردنية مختلفة (إربد، الزرقاء، المفرق، مادبا، الطفيلة، معان)، وتُناقش تأثير المكان في الرواية والشعر الأردني، وتاريخ المدن، آثارها، تراثها المعماري، وندوات حول ذاكرة المخيم تُركز على الذاكرة الثقافية للمخيمات الفلسطينية في الأردن (مخيم إربد، مخيم البقعة، مخيم شنلر حطين).ويعقد المؤتمر الفلسفي العربي الثالث عشر بالتعاون مع الجمعية الفلسفية الأردنية بمشاركة أكاديميين وباحثين من تونس، الأردن، مصر، العراق، سوريا، لبنان، السودان، المغرب، وليبيا، يناقشون خلال جلساتهم قضايا فلسفية معاصرة وتراثية.كما تقام ندوات ثقافية بالتعاون مع اتحاد الكتاب الأردنيين تُغطي موضوعات مثل: النضال الأردني من أجل فلسطين، والعمق التاريخي لعروبة فلسطين، والأهمية التاريخية لمدينة جرش، والملكية الفكرية وحقوق المؤلف، وطريق الحرير، والتزوير والتلفيق في الإعلام، والرأي القانوني في التهجير والتدمير في فلسطين، وغيرها.وضمن فعاليات المهرجان هذا العام، يقام برنامج «بشاير جرش» في نسخته الثانية عشرة، ويشمل فن الكاريكاتير، والفن التشكيلي، والخط العربي، ويوم القصة، ويوم الشعر، بإشراف الكاتب رمزي الغزوي.وزير الثقافة، رئيس اللجنة العليا لمهرجان جرش للثقافة والفنون، الأستاذ مصطفى الرواشدة، كان أكد أهمية الدور الكبير الذي يقوم به مهرجان جرش للثقافة والفنون في حمل خطاب الأردن وموروثه الحضاري، والتعريف بالثقافة الوطنية، وتعزيز السياحة الثقافية، وإغناء السردية الوطنية ومواصلة العمل من أجل المستقبل، وإعلاء قيم الريادة والإبداع.وقال الرواشدة إن تواصل المهرجان على مدى أربعة عقود يعبر عن الاستقرار والأمن الذي ينعم به بلدنا العزيز، ويؤكد الأساس المتين الذي قامت عليه مفردات المهرجان بالالتزام بالثقافة والفن الجاد، النابع من التراث الأصيل، والمنفتح على الإنسانية، كما يمثل عنوانًا وطنيًا، ونافذة مشرعة على العالم وجسرا للتواصل مع الشعوب.وأضاف الرواشدة أن رسالة المهرجان لا تنفصل عن التنمية الشاملة والمستدامة المتراكمة على امتداد مئة عام، ولا تبتعد عن خطاب الدولة ورسالة الأردن الإنسانية ومكانته السياسية، مبينا أن المهرجان مؤسسة ثقافية وطنية هدفها التعريف بالثقافة الوطنية، وتعزيز الانتماء للهوية الوطنية، ومنصة للحوار بين الثقافات، ومساحة لصناعة الفرح في هذا العالم المتقلب.


أخبارنا
منذ 6 ساعات
- أخبارنا
حسين دعسة يكتب: حقيقة يعيشها الرئيس ترامب: المؤامرة مع نتنياهو بحجة إيقاف الحرب.
أخبارنا : *بقلم:حسين دعسة. إن المأزق الذي وقعت به الإدارة الأميركية، بتحالفها المشبوه تاريخيا مع الكيان الإسرائيلي الصهيوني، حقيقة يعيشها الرئيس ترامب، وهو يدرك بطريقة سياسية وأمنية، أن حكومة اليمين المتطرف التوراتي الإسرائيلية؛ نظام حرب إبادة، ما زالت مستمرة على سكان غزة منذ الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة بعد معركة طوفان الأقصى، في السابع من تشرين الأول، أكتوبر ٢٠٢٣.. وهي الحرب التي ما زالت تتصاعد نيرانها ومجازرها اليومية تترافق مع اقتحامات فلول الجيش الإسرائيلي والمستوطنين على الضفة الغربية و السعي تهويد القدس والداخل الفلسطيني المحتل. .. عمليا، وفق جيوسياسية المنطقة، وكل الشرق الأوسط، يُظهر ما يحدث عندما تكون لعبة العلاقات الأميركية - الإسرائيلية، قوامها ألاعيب وخطط وعديد المؤامرات السياسية والعسكرية، وليس فهم الواقع، ومسار الحقوق لأي نتائج تقوم بها دولة الاحتلال وفق أفكار السفاح نتنياهو، والائتلاف الذي يشكل عملية صنع القرار الصهيوني بدعم سياسي وعسكري واقتصادي غير محدود، بل بات يهدد المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وكيان المنطقه ومستقبلها، في ظل حرب مفتوحة على كل الاحتمالات المؤسفة المدمرة . *وعد ترامب لوقف إطلاق النار في غزة.. أم مؤامرة أميركية - إسرائيلية . .. ما يتداول في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، والمنطقة، أن اتفاق وقف إطلاق النار بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وإيران، بإرادة وإصرار أميركي، جعل الأبواب مواربة، أمام تعدد مشاريع التوافق المشبوه بين الرئيس الأميركي ترامب، و السفاح نتنياهو، وقد يقود ذلك إلى احتمالات متباينة، منها وقف التصعيد في المنطقة ، أو كما يبدو ما يسعى إليه ترامب، وفق ما يصرّح به هو و إدارته، تحديدا الموفد الرئاسي وتيكوف. كاريزما ترامب باتت اعتيادية، متباينة، مضطربة، وأحيانا حاسمة، وهي نتاج إرادته، وحلم ضبابي يدعو لوقف الحروب. ترامب والإدارة الأميركية، وتحديدا البنتاغون، لها في الأساس، اشتراطات لأي خطوة(..) يبقى منها ( دس السم في العسل)، عبر الشروط التي يسعى إلى فرضها على كل دول المنطقة، بما يضمن الحماية الكاملة لدولة الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني، مرحليا للسفاح اليميني نتنياهو، بما في ذلك الحفاظ على التفوق الوهمي، الأكبر على غيرها من دول المنطقة والشرق الأوسط، وأيضا صورة إسرائيل اليمينية المتطرفة في المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي . .. والواضح، هناك مؤامرات تحاك، وقد تكون استمرارا العقلية رجل الكابوي، و أكاذيب السفاح نتنياهو. .. وتثار أسئلة، عن ما تسعى اليه، الإدارة الأميركية حالياً، بإدعاء الرئيس ترامب لوقف الحرب على غزة، و هو أعد، مرة أخرى معيقات و مقترحات، لتسوية حال دول جوار فلسطين المحتلة، كما هو الوضع الحالي في لبنان، و إلى المسارات السياسية والاجتماعية والأمنية بشأن سوريا، عدا عن قضايا مناقشات التطبيع بين الاحتلال الإسرائيلي، ودول عديدة يفكر في سياق الواقع، انها، اشتراط متقدم، راهن لوقف إطلاق نار "محتمل" في غزة الأسبوع المقبل، وهو ما أعلن عنه الرئيس الأميركي ترمب، من أن اتفاقاً لوقف إطلاق النار في قطاع غزة قد يتم التوصّل إليه خلال الأسبوع المقبل. وقال ترامب في تصريح لصحافيين "أعتقد أنه وشيك" وأضاف "نعتقد أنه في الأسبوع المقبل سنتوصل إلى وقف لإطلاق النار". ولفت إلى أنّه كان يتحدّث للتو مع بعض المعنيين (...) بمحاولة التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس. *هل هي رؤية ممكنة..؟! خلال ال ٧٢ ساعة الماضية، تجتاح المجتمع الدولي، ما كشفت عنه صحيفة "اسرائيل اليوم"، ان الرئيس الأميركي ترامب يسعى إلى دفع اتفاقيات سلام بين الدول العربية وإسرائيل بوتيرة سريعة. والرؤية المطروحة، بحسب تحليلات وتسريبات، تشمل 4 نقاط اساسية وهي: *1: حكم عربي في غزة. "2:سيادة إسرائيلية على الضفة الغربية. *3: إعلان عن "دولة فلسطينية". *4:.. آفاق محتملة لتوسيع اتفاقيات أبراهام. و من أبرز بنود الخطة، انهاء الحرب في غزة خلال أسبوعين، وتتضمن شروط إنهاء الحرب دخول أربع دول عربية (من بينها مصر والإمارات) لتتولى إدارة قطاع غزة بدلا من "المنظمة الإرهابية/بنص الصحيفة الإسرائيلية " حماس. وما تبقى من قيادة حماس سيتم نفيهم إلى دول أخرى، وبالطبع الإفراج عن كافة الأسرى. وإن عددا من دول العالم ستستقبل أعدادا من سكان غزة الراغبين في الهجرة منها. كذلك، سيتم توسيع اتفاقيات أبراهام: سوريا، السعودية، ودول عربية وإسلامية أخرى ستعترف بإسرائيل وتقيم معها علاقات رسمية. .. هذا الخيال الأميركي الإسرائيلي، عاد مرة أخرى، لنبش مشروع ترامب لتهجير سكان قطاع غزة ورفح، قسرا، وهو المقترح الذي رفض من دول جوار فلسطين، تحديدا مصر والأردن، بل تمت مواجهه سياديا وشعبا، ومن دبلوماسية رفيعة المستوى، ابرزت انه : -لا للتهجير. -لا للتوطين، ومع حق العودة للأجئين الفلسطينين. -أن إعمار غزة، وفق الخطة المصرية العربية التي تعتمد وترفع للعالم، لتكون مشروعا عربيا، لتمكين اهل غزة في الإعمار والتنمية، وكل ذلك شهدته إرادة شعبية، وقفت مع قيادة مصر والأردن، رفضا لمشاريع التهجير التي تصورها ترامب. *عن أي تعزيز، لسلام مفتقد يبحث ترامب؟! واقعيا انشغل الإعلام العالمي، الأميركي منه الأوروبي ، بما نقل موقع "أكسيوس" عن مصادر مطلعة أن الرئيس ترامب يعتزم، بعد وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، العمل على إنهاء الصراع في غزة وتعزيز اتفاقيات السلام بين دولة الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني والدول العربية المجاورة. الموقع، كشف انه : *اولا: "بعد وقف إطلاق النار مع إيران، يسعى ترامب الآن إلى إنهاء حرب إسرائيل في غزة والدفع باتفاقيات السلام بين إسرائيل وجيرانها العرب". .. وان رئيس وزراء حكومة اليمين المتطرف التوراتي الإسرائيلية السفاح نتنياهو، يريد لقاء ترامب في البيت الأبيض خلال الأسابيع المقبلة. .. وإن "كلا الجانبين مهتمان بإقامة أمسية نصر بعد الحرب مع إيران". *ثانيا: رؤية الدولتين، وبعض السيادة، ونهاية الحرب - * أو ما باتت تعرف، بخطة ترامب ونتنياهو للسلام، السلام المفتقدة تحت حراب حرب الإبادة الجماعية والتهجير ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية .. وما يطرح :الرئيس ترامب مهتم بالتقدم السريع في اتفاقيات السلام بين الدول العربية وإسرائيل *ثالثا: رؤية الخيال الذي جنح به الاطراف: حكم عربي في غزة، وسيادة في الضفة الغربية ، وإعلان "دولة فلسطينية"، وتوسيع اتفاقيات إبراهيم. *رابعا: علمت صحيفة إسرائيل اليوم بتفاصيل المحادثة بين ترامب ونتنياهو وديرمر وماركو روبيو، والتي أبدى فيها الأربعة حماسهم لنتائج العملية في إيران. .. وفي هذه النقطة، تحديدا، نشرت يوم 26/6/2025، فورَ الهجوم الأمريكي على المنشآت النووية الإيرانية، جرت مكالمة هاتفية رباعية بين الرئيس ترامب، ووزير الخارجية ماركو روبيو، والسفاح نتنياهو، ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية رون ديرمر. صحيفة "إسرائيل اليوم" أعادت التأكيد، من مصدر مطلع على المحادثة أن الأربعة كانوا متحمسين للغاية لنتائج عملية قاذفات 2B، وكانوا، على حد تعبيره، "في غاية السعادة". *خامسا : من جانب الرئيس ترامب، كتب : "أبلغنا إسرائيل أننا نريد أن تنتهي هذه الأزمة بأسرع وقت ممكن" .. والذي حدث(..) : *١: لم يكن الرضا الكبير بين الأربعة ناجمًا عن الجوانب العملية فحسب، بل أيضًا عن الخطوات التي يخططون لها مستقبلًا. يهدف الرئيس ترامب ورئيس الوزراء نتنياهو إلى تحقيق تقدم سريع نحو اتفاقيات سلام جديدة مع الدول العربية، في إطار توسيع اتفاقيات إبراهيم. *٢: بشكل عام، تم الاتفاق على المبادئ التالية: ستنتهي الحرب في غزة خلال أسبوعين. وتتضمن شروط النهاية دخول أربع دول عربية (منها مصر والإمارات) لحكم قطاع غزة بدلاً من حركة حماس الإرهابية القاتلة-نص الصحيفة الإسرائيلية - . وسيتم الكشف عن بقايا قيادة حماس لدول أخرى، وسيتم إطلاق سراح الرهائن بالطبع. *٣: سوف تستوعب عدة دول حول العالم أعداداً كبيرة من سكان غزة الراغبين في الهجرة منها. *٤: سيتم توسيع اتفاقيات إبراهيم: ستعترف سوريا والمملكة العربية السعودية والدول العربية والإسلامية بإسرائيل وتقيم علاقات رسمية معها. *٥: ستعبر إسرائيل عن استعدادها للتوصل إلى حل مستقبلي للصراع مع الفلسطينيين في إطار مفهوم "الدولتين"، بشرط إجراء إصلاحات في السلطة الفلسطينية. *٦: ستعترف الولايات المتحدة بتطبيق جزء من السيادة الإسرائيلية في يهودا والسامرة/الضفة الغربية . *سادسا: خطة ترامب ونتنياهو للسلام، نوقشت هذه الرؤية الطموحة، كما ذُكر، في محادثة بين الأربعة ليلة الاثنين والثلاثاء. وتهدف هذه الرؤية إلى تحقيقها سريعًا، والخطوة الأولى هي إنهاء الحرب في غزة. .. وبحسب أقوال صحيفة "إسرائيل اليوم"، انه بوجود ضغط شديد من الرئيس الأمريكي على رئيس الوزراء نتنياهو؛ لإنهاء الحملة على قطاع غزة. بدأ هذا الضغط حتى قبل عملية "عام كلافي" واستؤنف فور انتهائها. إلا أن مصدرًا آخر صرّح بأنه لا يُعرف سبب هذا الضغط. *سابعا: علمت صحيفة "إسرائيل اليوم" أيضًا أن الخوف من انهيار الخطة الطموحة كان أحد أسباب غضب الرئيس ترامب الشديد من الهجمات الإسرائيلية، عقب إعلانه وقف إطلاق النار مع إيران. ففي محادثة طالب فيها رئيس الوزراء نتنياهو بـ"إيقاف الطائرات"، أخبره ترامب أنه لا يفهم كيف يُعطل نتنياهو الخطة الاستراتيجية للسلام، بعد أن اتفقا عليها، بسبب "حادث تكتيكي صغير يتعلق بصاروخ إيراني". *ثامنا: لنقل، أن مؤامرة ترامب /السفاح نتنياهو لتحقيق هذه الخطة الطموحة كانت وراء المنشور غير المعتاد للرئيس ترامب بشأن محاكمة رئيس الوزراء. ترامب، الذي سبق أن تحدث مع نتنياهو بشأن محاكمته، يريد منحه الحرية للانخراط بشكل كامل في رؤية السلام. ولهذا السبب، ستُستأنف شهادة نتنياهو أمام المحكمة الأسبوع المقبل. *تاسعا: ترامب، من جانبه وعد بـ"إنقاذ السفاح نتنياهو"، وهو اي الرئيس الأمريكي اعتبره : بطل عظيم يستحق العفو،لهذا،ومونها مؤامرة مثيرة للجدل أثارت دعوة ترامب إلى إلغاء محاكمة السفاح نتنياهو" أو "منحه عفواً"، معتبراً إياه "بطلاً عظيماً"، جدلاً واسعاً داخل الاحتلال الإسرائيلي ، إذ صنفت تصريحاته في إطار محاولة "إنقاذ نتنياهو"، فيما وصفتها المعارضة بأنها تدخل بالقضاء الإسرائيلي. *غرائبية الحدث.. ترامب على منصته "تروث سوشيال"، يكتب، يلمع السفاح، ويقول عنه انه : أن الولايات المتحدة أنقذت إسرائيل، وستنقذ نتنياهو أيضاً، في إشارة إلى الدعم الأميركي للضربات الإسرائيلية الأخيرة على إيران. هذه التصريحات، التي تزامنت مع قرب جلسة محاكمة نتنياهو يوم الإثنين المقبل بتهم الفساد، قوبلت برفض من المعارضة الإسرائيلية، وقال زعيم المعارضة يائير لابيد إن "ترامب يجب أن ينأى بنفسه عن الشأن القضائي لدولة ديمقراطية"، مشيراً إلى أن هذا التدخل قد يكون ثمناً متوقعاً لصفقة رهائن محتملة في غزة يضغط ترامب من أجل إنجازها. . وليس سرا، أن السفاح يواجه منذ عام 2019 ثلاث قضايا جنائية بتهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، وينفي جميع التهم المنسوبة إليه، بينما تستمر محاكمته منذ عام 2020 في واحدة من أطول المحاكمات السياسية في تاريخ دولة الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني. .. ولكن، الحدث المقرن بالغرائبية،بالذات بعد توقف الأعمال الحربية بين إيران وإسرائيل والولايات المتحدة، لا تزال إسرائيل منفتحة على مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، الذي يشمل وقفاً لإطلاق النار لمدة 60 يوماً مقابل إطلاق سراح 10 رهائن إسرائيليين وجثامين 18 آخرين ممن أُسروا في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023. وطالبت "حماس" التي لم ترفض المقترح رسمياً بضمانات أقوى، وسط مؤشرات على رغبتها بربط إنهاء الحرب بوقف دائم للعمليات الإسرائيلية. من جهته، أدلى زعيم حزب "شاس" الديني، أرييه درعي، بتصريحات لافتة، قال فيها إن "فرصة كبيرة برزت باتجاه إنهاء الحرب"، ما يعكس تزايد الأصوات داخل الائتلاف الحاكم الداعية لبحث تسوية شاملة، بينما تواصل جماعات اليمين الإسرائيلي المطالبة بالقضاء الكامل على "حماس". .. تتقاطع التحليلات السياسية والأمنية، مع نتائج الأحداث التي تزامنت مع حرب إيران وإسرائيل، ذلك انه وسط ما نشا من الزخم السياسي، والأمني، والحرام الدبلوماسي، ما زالت قضية الرهائن الإسرائيليين، عند حركة المقاومة الإسلامية حماس، في غزة، تعد أخطر وأهم نقطة مركزية في أي اتفاق محتمل، رغم سلبية التوقعات، نتيجة شروط الإدارة الأميركية وجيش الاحتلال والكابنيت، وتشير التقديرات الحكومية إلى أن نحو 50 رهينة ما زالوا محتجزين في القطاع، يُعتقد أن 20 منهم أحياء، ودعت جمعية عائلات الرهائن والمفقودين إلى توسيع وقف إطلاق النار ليشمل ليس فقط حماس بل التوتر مع إيران أيضاً، في ضوء الربط الذي يقوم به ترامب بين الملف النووي الإيراني والتقدم في غزة. وفي حين تزداد الضغوط الداخلية على الحكومة الإسرائيلية لإنهاء الحرب عبر تسوية تضمن استعادة الرهائن، يرى التيار المتشدد داخل الحكومة أن أي وقف لإطلاق النار بدون "انتصار عسكري واضح" سيُعد هزيمة سياسية وأمنية، لكن تصريحات درعي، وديناميكيات التحرك الأميركي – خاصة بعد الضربات الجوية ضد إيران – تعزز فرضية اقتراب حل مؤقت يضع الحرب في غزة على طريق الإغلاق المرحلي، بانتظار ما إذا كانت الضمانات الأميركية لـ"حماس" سترضي شروطها الجديدة.. وهذا عمليا، غير ممكن في الظروف التي افرزتها نتائج حرب إيران و الاحتلال الإسرائيلي والتدخل الأميركي بالحرب بشكل مباشر. .. وفي غرائبية واقع المؤامرة الطروحات القادمة من ترامب والسفاح، ما ورد من وزير الامن الاسرائيلي المتطرف بن غفير في مؤتمر صحفي: نعلن انهزامنا و استسلامنا امام إيران التي فرضت علينا شروطها مقابل وقف اطلاق النار وهي الانسحاب الكامل و الفوري من كامل قطاع غزة ومن محور فلادلفيا واطلاق سراح جميع الفلسطينية. .. وفي ظلال ذلك، ما زالت ردود فعل حركة حماس، كأنها خارج المقترح أو نقاشه، لهذا نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصادر إسرائيلية مشاركة في مفاوضات صفقة التبادل: "في إسرائيل لا يريدون إرسال وفدًا إلى القاهرة أو الدوحة لأن نتنياهو يريد إغلاق الأمر على أعلى المستويات - هذه المرة إنها اتفاقية شاملة، لن تسير مثل الصفقة العادية التي تُرسل فيها بعثة وتُجري اتصالات ودية مع المقاومة - هذه ستأتي من أعلى بقرار مشترك من نتنياهو، ترامب، ويتكوف وديرمر - أما الباقون فيتحدثون ألف كلمة ولا يتقصّدون، وليس لديهم أدنى فكرة عما يجري"؛ ذلك ان الصفقة التي يجري الحديث عنها أكبر وتشمل وقف الحرب، وعودة 50 من المختطفين، وتوسيع اتفاقيات التطبيع - هذا ما يهم ترامب، دون أي ايضاحات *لبنان وسوريا و"الشرق الأوسط الجديد": إنهاء الصراع مع إسرائيل.. كيف؟ منذ بداية الحرب الإسرائيلية على المنطقة، تسعى الولايات المتحدة الأميركية إلى فصل الملفات عن بعضها البعض، أو فصل الساحات، وفق تحليل رئيس نشرته المدن اللبنانية على موقعها الإلكتروني، في وقت أكدت فيه: .. الولايات المتحدة الأمريكية، أبقت على غزة جبهة مفتوحة، فيما عملت على وقف الحرب في لبنان، وفرضت وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، كما أبرمت تفاهماً مع الحوثيين على الوقف العمليات العسكرية مقابل وقف الضربات. تبقى جبهة غزة هي الأكثر تعقيداً، نظراً للشروط السياسية والعسكرية والأمنية والاجتماعية، التي من المستحيل تطبيقها طالما أنها تفضي كلها إلى تهجير سكان القطاع وإعدام الحياة فيه. وعلى الرغم من ذلك، لا تزال الادعاءات قائمة بضرورة وقف الحرب. أما بالنسبة إلى لبنان وسوريا، يقول النصدر:إن المنظار الدولي لهما يربط مساريهما ببعضها البعض. وهو ما يتردد على ألسنة المسؤولين المعنيين، الذين يشددون على ضرورة التفاهم بين البلدين، والدخول في مسار واضح. وهو ما تجلى في مضمون وفحوى زيارة المبعوث الأميركي إلى تركيا وسوريا -ولبنان ضمناً- توم بارّاك، الذي يستعد لزيارة ثانية إلى بيروت للقاء المسؤولين والبحث معهم في تفاصيل المقترح الذي قدّمه، والاستماع إلى ردودهم، ودلالك ذلك: *على المستوى السوري: المواقف الأميركية واضحة لجهة التقارب مع الرئيس أحمد الشرع، إلى حدود التعبير عن وجود "أخصام أو أعداء مشتركين". والمقصود هنا هي إيران وحلفاؤها، لا سيما أن كل النظرة الدولية والإقليمية ترتكز على أن التغيير الذي يحصل في المنطقة، او اقتراح الشرق الأوسط الجديد، يمرّ حتماً بالمعنى الاستراتيجي، عبر سوريا وانطلاقاً منها، والتي تلاشى فيها إلى حدود بعيدة النفوذ الإيراني. هذا النفوذ الذي تعرض لضربة قوية في لبنان، ولا تزال المساعي قائمة لإضعافه أكثر فأكثر، أو لتغييب تأثيره عن المسارات السياسية والاستراتيجية. *على المستوى اللبناني : يستعد لبنان لتقديم رؤيته حول المقترح الأميركي، وهو بلا شك يتضمن طروحات قديمة وجديدة، تتصل بإنهاء حالة الصراع مع إسرائيل، وسيطرة الدولة على أراضيها، ما يعني حصر السلاح بيدها وحدها، وانتشار الجيش اللبناني في الجنوب بشكل كامل بالتنسيق والتعاون مع قوات اليونيفيل ولجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية، التي من الواضح أن هناك سعياً أميركياً إلى تعزيز دورها، ولو على حساب قوات اليونيفيل. وذلك، وفق المدن، لا ينفصل أيضاً عن ضرورة إنجاز "الإصلاحات"، سواء الإصلاحات الجوهرية في بنية النظام الاقتصادي والمالي والمصرفي، أو الإصلاحات المقصود منها اتخاذ كل الإجراءات في الداخل والخارج وعلى المعابر والمرافق العامة، لتجفيف المنابع المالية لحزب الله، لعدم السماح له بإعادة بناء قوته العسكرية. *الطروحات المتقدمة : يطرح الأميركيون مساراً متقدماً من المفاوضات بين سوريا وإسرائيل، للوصول إلى اتفاق على ترتيبات أمنية وعسكرية تخص الجنوب السوري، من خلال العناية بالمجموعات العسكرية التي سيتم نشرها هناك، بما يضمن أن لا يكون لها أي خلفية عقائدية ضد إسرائيل. مثل هذا الاتفاق يسعى الأميركيون إلى تكريسه في لبنان أيضاً، وذلك من خلال توسيع نشاط لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية وتعزيز انتشار الجيش اللبناني في الجنوب، بالتعاون مع قوات اليونيفيل، وبإشراف تام من اللجنة، وذلك لضمان عدم حصول أي تصعيد عسكري في المرحلة اللاحقة، بما يضمن استقراراً طويل الأجل. يتم ذلك، عبر مساع أميركية ومن دول المنطقة لفتح مسار جدي من الضغط مع إسرائيل للوصول إلى وقف الاعتداءات ضد لبنان، ووضع برنامج واضح للانسحاب من النقاط التي لا تزال تحتلها، في مقابل التزام لبناني علني بسحب سلاح الحزب. .. إذا ما تم تأجيل المفاوضات بين الدول الوسطاء، مصر، قطر، الولايات المتحدة الأمريكية، وخضعت الإدارة الأميركية لانتظار زيارة ترامب إلى البيت الأبيض، فإن المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، يراقب، بل يستمر في المراقبة السلبية، ذلك أن الاحتلال الإسرائيلي يحاصر غزة منذ أكثر من ٢٣ شهرا، مجازر وحرب إبادة ومنع المساعدات وتسميمها، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة الجماعية مساكنهم، مدارسهم ومستشفياتهم،.. وفي تحليل ذلك، بات الإنسان المرابط في غزة، ورفح والضفة الغربية والقدس، غير معنى، بما تردده الإدارة الأميركية، ففي الجمعة 2025/06/27 قال "ويتكوف" انه مستعد لتعديل مقترحه الأخير بشأن غزة(..)، وفي تفاصيل ذلك عن الوساطة الجارية بين "حماس" وإسرائيل، وتفاصيل الاتصالات الجارية في الوقت الراهن، للتوصل إلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار في قطاع غزة المحاصر. الموقف، سلبي من الحكومة اليمنية الإسرائيلية، والسفاح نتنياهو الذي يعارض كل شئ الا مؤامرات، خوفاً من سقوط حكومته في اليوم ذاته الذي يوافق فيه على "إنهاء الحرب". *أ: في اللحظة الراهنة تبدو الأمور متعثرة في ظل تمسّك حركة "حماس" بموقفها الرافض للصيغة الأخيرة المقدمة من المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، في مقابل تمسّك السفاح نتنياهو بموقفه المتشدد برفض أي صيغة تتضمن مصطلح إنهاء الحرب". *ب: أن الاتصالات منصّبة على ممارسة الضغوط على حماس والوفد الإسرائيلي ، ذلك أن ويتكوف أبدى استعداداً لإدخال تعديلات على الصياغة الخاصة ببعض البنود، وفي مقدمها البند الخاص بالضمانات التي تطلبها "حماس"، مستدركاً في الوقت نفسه، أن الحديث عن التعديلات لا يتجاوز الصياغات، مع التمسّك بمضمون الاتفاق والبنود الـ13 التي تشملها الورقة الأخيرة المقدمة من ويتكوف. *ج: "الأمر الوحيد الذي شدد ودعا اليه الرئيس ترامب، هو تقديم تعهد وضمانة والتزام به هو استمرار الهدنة طوال الـ60 يوماً المتفق عليها ضمن الورقة". *ء: أوضح مصدر من وفد حماس أنه جرى التوافق على إمكانية الحديث عن جدول تسليمات الأسرى، بحيث تتسلم الحكومة الإسرائيلية 8 أسرى أحياء مع اليوم الأول للاتفاق، واثنين آخرين مع اليوم الخمسين من الاتفاق، وهو الأمر الذي لا يزال ينتظر رداً من "حماس". *ه: شدّد المصدر على أنه ظهر خلال المناقشات بين ويتكوف والسفاح نتنياهو، أنه من المستحيل في الوقت الراهن موافقة الأخير على أي اتفاق ينص منذ اللحظة الأولى على "إنهاء الحرب"، كون ذلك مرتبطاً بمستقبل حكومته وتحالفه الحكومي، إذ إنه أكد لويتكوف أن حكومته ستنهار في اليوم ذاته الذي يوافق فيه على "إنهاء الحرب". *و: وزير الاستراتيجية الإسرائيلي ديرمر يتوجه إلى العاصمة واشنطن الإثنين لمحادثات بشأن إيران والحرب على غزة وترتيبات زيارة السفاح نتنياهو. * "غلوبز" الإسرائيليّ : انهيار محور المقاومة. سياسيا وأمنيا، تشتد مخاوف التصعيد وإمكانية ظهور متغيرات في واقع حرب غزة ونتائج الحرب العدوانية الإسرائيلية على إيران. يعضد ذلك ما نشره موقع "غلوبز" الإسرائيليّ، المعنى الأبحاث والدراسات الاستراتيجية، وهو كشف تقريرًا جديدًا تحدّث فيه عما سمّاه : "انهيار محور المقاومة"، الّذي كانت تدعمه إيران في منطقة الشرق الأوسط. "غلوبز" يذكر أنّه : *١:لم تكن موجودة..! "على مدى عقودٍ، استثمرت إيران في بناء مجموعة من المنظمات المسلَّحة المصمَّمة لتهديد إسرائيل وردعها عن مهاجمتها"؛ "لكن في لحظة الحسم، عندما احتاج المرشدُ الإيرانيّ الأعلى علي خامنئي إلى تلك الجماعات، لم تكن موجودة". *٢:الانهيار النهائي..! أنّ "الحرب الأخيرة بين إسرائيل وإيران تعكس الانهيار النهائيّ لمحور المقاومة"، مشيرًا إلى أنّه "في السّابع من تشرين الأوّل 2023 مُنِيَتْ إسرائيل بهزيمةٍ تاريخيّة ساحقة، لكن كرة الثلج الّتي بدأت تتدحرج أدّت في النهاية إلى تفكيك مخالب الأخطبوط الإيرانيّ". *٣:فيلق القدس. أنّ القائد السّابق لفيلق القدس في الحرس الثوريّ الإيرانيّ قاسم سليماني، أمضى سنواتٍ في تطوير هذا المحور بهدف إحكام قبضته على إسرائيل، وذلك عبر المنظمات المسلَّحة في غزة بقيادة حماس، ونظام الرئيس السّوريّ بشار الأسد، وجماعة الحوثي في اليمن، والجماعات الموالية لإيران في العراق، "وفوق كل ذلك حزب الله في لبنان". *٤:يوم الحسم والمعركة الكبرى. "كان من المفترض، في يوم الحسم والمعركة الكبرى، أن يُحلِّق وكلاء إيران فوق حدود إسرائيل، بينما تُظهِر إيران قدراتها الصاروخيّة والطائرات المُسيَّرة الواسعة التي طوَّرتها. لكن، في المقابل، أدرك الإيرانيون ضعفهم، فأرادوا إبقاء الحرب بعيدةً عنهم، آملين ألّا تنكشف قدراتهم المحدودة، بما في ذلك سلاحهم الجويّ القائم على طائراتٍ مقاتلةٍ عمرُها خمسون عامًا". *٥:مليارات في الهواء. أنّ النظام الإيراني كرّس موارد هائلة لدعم جماعاته في المنطقة، أنّ "الحرس الثوري الإيراني حصل على 2.3 مليار دولار في ميزانية السنة المالية 2021–2022، أي ما يعادل ثلث ميزانية الدفاع تقريبًا وثلاثة أضعاف ميزانية الجيش"، وذهبت في الهواء، احيانا . *٦:ميزانية الدفاع في إيران. قدَّرت شركة جينز للاستخبارات أنّ حصة الحرس الثوري ارتفعت من 27 % إلى نحو 37.3 % من إجمالي ميزانية الدفاع في إيران بين عامَي 2013 و2023". *٧:نظرية سليماني. اغتيل سليماني بأمرٍ من الرئيس الأميركي دونالد ترامب في بغداد عام 2020، ولم يشهد انهيار نظريته نهائيًّا بالهجوم الأميركي على المنشآت النووية في فوردو ونطنز وأصفهان. وإثر ذلك، دخل وقفُ إطلاق النار بين إيران وإسرائيل حيّز التنفيذ من دون عودة حزب الله إلى الحرب، بعدما تكبَّد الأخير خسائر فادحة. كما لم يُضاعِف الحوثيون وتيرةَ إطلاق الصواريخ، ولم تهاجم الجماعاتُ الموالية لإيران في العراق أهدافًا أميركية". *٨:الرهائن. "لا تزال قضية الرهائن هي الأهم بالنسبة إلى حماس، لكن يبدو أنّ ما تبقّى في قطاع غزة هو صواريخُ قصيرة المدى تُطلَق باعتدال، ولا يوجد أيّ تهديد لعمق إسرائيل". *٩:القوه الرادعة. أنّ "حزب الله استمدّ قوته الرادعة عشيّة حرب تشرين الأوّل 2023 من مجموعةٍ متنوعةٍ من القدرات التي امتلكها، أبرزها 150 ألف صاروخ وقذيفة. ومع اندلاع المعركة في 2023، استعمل الإيرانيون محورَ المقاومة كوسيلة بقاءٍ لحماس". كما أكّد أنّ "الاختراق الاستخباراتي الإسرائيلي كان عميقًا"، موضحًا أنّه "بأمرٍ من القيادة الإسرائيلية، جرى تفجير أجهزة البيجر ضد حزب الله، وتدمير بنيةٍ تحتيةٍ صاروخيةٍ مهمّة، والقضاء على معظم قيادته السياسية والعسكرية؛ ما أدّى إلى استسلام الحزب وموافقته على وقف إطلاق النار، وهو ما كان الأمينُ العامُّ السابق لحزب الله، حسن نصر الله، قد رفضَه بشدّة قبل اغتياله في الضاحية الجنوبية لبيروت". *١٠:عن سوريا. "من أهمّ الركائز التي فقدتها إيران تمامًا في الحرب هي سوريا"، موضحًا: "لقد ضَمِن النظام الإيرانيّ بقاءَ بشار الأسد في السلطة بغية إحكام قبضته على إسرائيل والحفاظ على طريق تهريبٍ مناسبٍ وواسع النطاق إلى حزب الله. غير أنّ انقلاب أبي محمد الجولاني (أحمد الشرع) المفاجئ، فور إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، أسهم في إضعاف محور المقاومة بشكلٍ كبير، وصعَّب نقل الأسلحة والأموال الإيرانية إلى لبنان". *١١:محور المقاومة. "في المقابل، كانت المنظماتُ المسلَّحة في غزة، ولا سيما حماس، هي التي تسببت في كارثة السابع من تشرين الأول؛ إلا أنّ ذلك اليوم كان أيضًا التاريخ الحاسم في انهيار محور المقاومة. فقد جرى القضاءُ على قيادة حماس العليا بشكل شبهَ كامل، ودُمِّرت بناها التحتية في غزة. ومع ذلك، فإنّ الحملة في القطاع معقَّدةٌ للغاية، والواقع على الأرض يشير إلى أنّ إسرائيل لن تتمكن من استعادة جميع المختطَفين بالعمل العسكري وحده. في الأثناء، ما زالت حماس تتمتّع بميزةٍ تتمثّل في أصولٍ تزيد قيمتُها على نصف مليار دولار يديرها زاهر جبارين، المُفرَج عنه في صفقة شاليط". *١٢:شحنات الأسلحة الإيرانية. أنّ "أولى شحنات الأسلحة الإيرانية لم تصل إلى الحوثيين إلّا في عام 2009، ومكَّنتهم – ضمن أمورٍ أخرى – من غزو مناطق واسعة، منها العاصمة صنعاء ومدينة الحُديدة الساحلية الاستراتيجية، في الحرب الأهلية التي اندلعت بين عامَي 2015 و2022". وأردف: "أطلق الحوثيون الصواريخَ والطائراتِ المُسيَّرة على المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، ما جعلهم لاعبًا إقليميًّا مهمًّا". *١٣:عن اليمن الحوثي. تجاهلت إسرائيل هذا التهديد إلى حدٍّ كبير، ولم تُدركه إلّا في الحرب الحالية؛ وقد تجلّت ذروةُ تراكمها الاستخباراتي في محاولة اغتيال رئيس أركان الحوثيين عبد الكريم العمري قبل نحو أسبوعٍ ونصف. وطوالَ الحرب، استخدمت إيران هذه الجبهة عاملَ إزعاجٍ ضد إسرائيل بإطلاقها المتكرر للصواريخ والطائرات المُسيَّرة". ليوضح أنّ "الحوثيين استثناءٌ في هذا المحور؛ فقد نجحوا، بانتهاكهم حرية الملاحة في البحر الأحمر والقواعد الأميركية في المنطقة، في التوصُّل إلى وقفِ إطلاق نار مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب. علاوةً على ذلك، عندما بدأ ضعفُ إيران يتكشّف، سعى الحوثيون إلى إيجاد دعمٍ جديد، ومع مرور الوقت توترت علاقاتهم مع روسيا والصين، إلا أنهم لم يتخلّوا عن إيران بعد، بل أعلنوا أنّ الهجومَ الأميركي عليها سيؤدي إلى تجدُّد هجماتهم على القواعد الأميركية في المنطقة". *١٤:عن العراق. أنّ "الجماعات في العراق كانت الساحة الأقل أهمية طوال فترة الحرب. فقد أدّى الغزو الأميركي للعراق عام 2003 إلى زعزعة استقرار البلاد، التي يشكِّل الشيعة نحو 65 % من سكانها. استغل قاسم سليماني ذلك الفراغ، فأسَّس عشراتِ الجماعات، ثمّ – نتيجةً لسيطرة داعش على المنطقة – تأسس الحشدُ الشعبي قبل نحو عقدٍ من الزمان ليكون مظلّةً لهذه الجماعات الموالية لإيران. لكن في كانون الثاني 2020، قُتل نائب قائد الحشد، أبو مهدي المهندس، مع سليماني". *في نتاج المؤامرة الأميركية الإسرائيلية.. إعادة احتلال غزة. .. الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح، تستخدم منذ بدايتها والي اللحظة، المساعدات لتهجير السكان، اعدانهم عبر مجازر يومية، وفي النتيجة، موت وإبادة، وذلك عبر برنامج المساعدات الإنسانية، الذي يهدف لتسهيل إعادة احتلال غزة. استشهد وأُصيب عشرات الأهالي من قطاع غزة، في سلسلة غارات وهجمات إسرائيلية بقطاع غزة. واستهدفت الغارات مدرسة تؤوي نازحين، وسوقاً، ومنازل، ومنتظري مساعدات، وتجمعات الأهالي، ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى في شمال ووسط وجنوب القطاع. تأتي هذه الهجمات مع أوضاع إنسانية كارثية يعيشها القطاع، جراء الحرب التي ترتكبها إسرائيل منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023. وأفادت مصادر طبية، باستشهاد العديد من الأشخاص، وإصابة نحو 50 آخرين، إثر قصف إسرائيلي استهدف مدنيين أثناء انتظارهم مساعدات غذائية قرب مركز توزيع مساعدات في محيط "محور نتساريم" وسط القطاع. وأكّد مدير شبكة المنظمات الأهلية في غزة، "نهب 50 شاحنة، أمس الخميس، كان من المقرر وصولها إلى مدينة غزة"، مضيفاً أن "الاحتلال الإسرائيلي يحمي العصابات، ويوجه شاحنات المساعدات نحو مناطقهم". وارتفعت حصيلة الحرب الإسرائيلية على غزة، اليوم الجمعة، إلى 56 ألفاً و331 شهيداً و132 ألفاً و632 مصاباً، فيما استقبلت مستشفيات قطاع غزة خلال 24 ساعة، 72 شهيداً و174 مصابا، جراء استمرار الهجمات الإسرائيلية، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة. وخلّفت الحرب الإسرائيلية على غزة، نحو 189 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال. مجلة "فورين أفيرز"، نبهت إن العالم انشغل مؤخراً بالحرب بين إسرائيل وإيران والمخاوف النووية، وأغفل تقدم المخطط الإسرائيلي لاحتلال غزة، وإن الضغط الأميركي هو العامل الوحيد الذي يمكنه وقف هذا التمدد. وأكد التقرير أن انشغال العالم بقصف الولايات المتحدة للمواقع الإيرانية النووية أتاح للحكومة الإسرائيلية التقدم في تنفيذ عملية "عربات جدعون"، والاستمرار بتجويع الغزيين دون عواقب. ووجد الكاتب ماكس رودنبيك -مدير مشروع إسرائيل وفلسطين في مجموعة الأزمات الدولية- أن الحكومة الإسرائيلية تجاوزت أهدافها المعلنة في بداية الحرب من تحرير الرهائن، وهزيمة حركة "حماس"، وأصبحت الآن تسعى إلى احتلال غزة. عمليا، وهذا يؤشر إلى أن واشنطن تستطيع -بإرادة سياسية قوية- إعادة فرض وقف إطلاق النار، ووضع حد للتقدم الإسرائيلي، ويمكن أن تشكّل العودة إلى صيغة الهدنة السابقة أساساً للمفاوضات المستقبلية. وشدد التقرير على أن الضغط الأميركي هو المحور الأساسي لمنع تحقيق أهداف التهجير القسري وتجنب وقوع جريمة حرب في غزة، محذراً من أن غياب الضغط الجدي من الولايات المتحدة سيترك غزة تحت رحمة الحكومة الإسرائيلية وحلفائها المتطرفين. قطعا، وفق المنظور والتجربة القاسية، إن مؤسسة غزة الإنسانية زادت المجاعة سوءاً، إذ قتل الجيش الإسرائيلي أكثر من 500 فلسطيني أثناء محاولتهم الوصول إلى مراكز توزيع الغذاء، في مشهد غير مسبوق في سياق توزيع المساعدات الإنسانية. "فورين أفيرز"، تؤكد، وتنبه المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، إلى حقيقة انه :تمت هندسة برنامج المساعدات بهدف تسهيل احتلال غزة، فعلى عكس شبكة المساعدات القديمة التي كانت تشمل عشرات الوكالات ومئات مواقع التوزيع وآلاف العمال المنتشرين في القطاع، وُضعت مراكز الغذاء الجديدة في أقصى جنوب القطاع بهدف إخلاء الشمال تدريجياً. .. ومما يندرج ضمن مأسي الحرب، أجبرت العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ آذار/مارس، 660 ألف فلسطيني على النزوح القسري، وقتل الجيش الإسرائيلي حوالي 5 آلاف فلسطيني، مع تركيز الهجمات على المناطق المدنية لدفع السكان جنوبا، نحو الخوف والجوع والملاحة من جيش الكابنيت الصهيوني.