logo
بعد عقد على انطلاقه سعيد قبيسي لـ "سيدتي": مجموعتي الجديدة للهوت كوتور في باريس ستكون ثورة في عالم الموضة

بعد عقد على انطلاقه سعيد قبيسي لـ "سيدتي": مجموعتي الجديدة للهوت كوتور في باريس ستكون ثورة في عالم الموضة

مجلة سيدتيمنذ 14 ساعات
بمناسبة مرور عشرة أعوام على إطلاق ماركته الخاصة، أطلق المصمم المبدع سعيد قبيسي تصاميم خاصة بالعروس تحت شعار: "رؤية خاصة للحب". وقد تم تصوير فساتين الزفاف الجديدة في قالب عصري رومانسي اشتُهر به المصمم، وشارك بدوره في تصوير حملة إعلانية مع عشرة فنانين قدّموا تصوُّرهم الخاص بمعنى الحب ومفهومه بالنسبة إليهم. ومن أبرز الأسماء التي شاركت في هذا الفيلم: نور العلي، وعبير نعمة، وفرح الديباني.
View this post on Instagram
A post shared by SAIID KOBEISY (@saiidkobeisy)
الحب هو القوة الدافعة للكون وليس فقط للتصميم، وقد اختار المصمم هذا الشعار وربطه برومانسية فساتين الزفاف ، واستعان بالرقم عشرة في تصاميمه لأنه يرمز بنظره إلى الكمال، كما أوضح بلسانه. فلطالما ارتبطت تصاميمه بنفحة رومانسية، والتي استعان فيها سعيد قبيسي بحقبة العشرينيات لتنفيذ مجموعته الجاهزة لخريف وشتاء 2025- 2026. وتجمع الحملة الجديدة عشرة شخصيات مؤثرة، يقدّم كلٌّ منها تفسيراً شخصياً عميقاً لمعنى الحب في هذا الوقت، بينهم النجوم: نور علي، عبير نعمة، علا فرحات، نادين قانصو، كليم بشارة وآخرون، بمشاركة المصمم سعيد قبيسي نفسه في السرد. وأشرف على تنفيذ الفيديوهات المخرج إيلي فهد.
ويتحدث سعيد قبيسي عن مجموعته الجديدة للعروس؛ فيقول: "تمزج حملة Vision Of Love بين الصور السينمائية والعمق العاطفي، ضمن إطار جمالي راقٍ يُجسّد عالم الأزياء الراقية لدار سعيد قبيسي. ويقول المصمم: "أردنا أن نُخلّد هذه المحطة بشيء إنساني عميق. فالحب هو جوهر كلّ ما نصمّمه: حب الحِرفة، حب التراث، وحب النساء اللواتي يرتدين تصاميمنا. هذه الحملة تُجسّد هذا الشعور من خلال أصوات تُلهمني".
وفي غمرة تحضيراته لعرض الكوتور المرتقَب في 8 يوليو الجاري في فوبورغ سانت أونوريه الباريسي ضمن أسبوع الهوت كوتور لشتاء 2026- 2025، كان لنا معه هذا الحوار القصير عن حِقبة الآرت ديكو ومدى تأثُّره بها.
- ما الذي يعنيه الآرت ديكو لك؟
هو أسلوب فني يشمل: العمارة، الأثاث، الأزياء، التصميم الداخلي، المجوهرات وحتى السيارات، ويتميز بمظهر: أنيق، فاخر، ومبسّط، ويجمع بين الحداثة والزخرفة. أما أبرز خصائص هذه المدرسة؛ فهي: الخطوط الواضحة، والزوايا الحادة، مع استخدام المعادن كالذهب والكروم. هذه المدرسة متأثرة بمصر القديمة، أفريقيا واليونان.
- كيف استوحيتَ من هذه الحِقبة مجموعتكَ الجاهزة لصيف 2025؟
حرَصتُ على تنفيذ مجموعة مستوحاة من الملاحة الجوية والطائرات القديمةـ فاخترت حِقبة العشرينيات واعتمدت القصات القريبة من الجسم، سواء أكان بالنسبة للفساتين الضيقة للمساء المنفّذة من الترتر الذهبي، أو التايورات. وأضفت الياقة العريضة والظاهرة مع زخرفات من الفرو على شكل قبعات أو ياقات من الدانتيل والدرابيه، بحسب ما يتطلبه التصميم.
- مَن هي النجمة التي تعتبرها أيقونةً للموضة من حقبة الآرت ديكو؟
أبرز نجمات العشرينات في القرن الماضي، هي Clara Bow. لُقبت بـ It Girl. كانت ممثلة أمريكية اشتُهرت بفترة الأفلام الصامتة في العشرينات. عُرفت بقَصة شعرها القصير، والتي كانت في تلك الفترة الزمنية رمزاً للتحدي وانقلاباً على المحتمع بحد ذاته. أصبحت رمزاً للتحرر والتجدُّد في عصر الجاز؛ إضافة إلى الفنانتين جوزفين بيكر، ولويز بروكس.
- ما الجديد الذي تحضّر له في هذه الفترة؟
إننا بصدد تحضير مجموعة جديدة للهوت كوتور، مستوحاة من الوضع الاجتماعي العالمي. وستكون ثورة في عالم الموضة التي سنقدّمها ونعرضها في باريس ضمن أسبوع الهوت كوتور. والجدير ذكره، وأخص به مجلة «سيدتي» أنني في هذا الموسم بالذات أُطلق أول مجموعة للأزياء.
تابعي المزيد 7 أسئلة تشغل بال العروس حول فستان الزفاف المناسب للجسم الكمثري
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

في يومها العالمي.. كيف زاحمت الشوكولاتة شراكة التمر للقهوة السعودية؟!
في يومها العالمي.. كيف زاحمت الشوكولاتة شراكة التمر للقهوة السعودية؟!

عكاظ

timeمنذ 27 دقائق

  • عكاظ

في يومها العالمي.. كيف زاحمت الشوكولاتة شراكة التمر للقهوة السعودية؟!

فيما يحتفل العالم في السابع من يوليو باليوم العالمي للشوكولاتة، باعتبارها واحدة من أكثر الحلويات ارتباطًا بالمشاعر والمناسبات، تستأثر الشوكولاتة باهتمام السعوديين على نحو خاص، حيث أصبحت في السنوات الأخيرة شريكة للتمر في جلسات القهوة السعودية، بل وبدأت تنافسها أحيانًا على المكان التقليدي بجوار الفنجان. فالشوكولاتة لم تعد مجرد ضيف أنيق في صناديق الهدايا أو مناسبات الأعياد، بل تحوّلت إلى مكوّن ثابت في الثقافة اليومية، تتنوع في تقديمها من الأنواع الداكنة المحشوة بالفستق أو البرتقال، إلى القطع الرفيعة المغلّفة يدويًا، وكلها تشترك في لغة واحدة: الدفء والمشاركة. وتُظهر بيانات عالمية حديثة، أن متوسط الاستهلاك السنوي للشوكولاتة عالميًا تجاوز 7.5 مليون طن، مع تزايد ملحوظ في الأسواق الخليجية. وتتصدر مناسبات مثل عيد الحب ونهاية العام قائمة المواسم الأعلى مبيعًا، لكنها لم تعد تقتصر على الغرب، بل وجدت في المجتمعات العربية مساحة جديدة، حيث اقترنت الشوكولاتة بالقهوة كجزء من الضيافة أو حتى التعبير عن الامتنان. أما تاريخ الشوكولاتة فيعود لآلاف السنين، حين استخدمتها حضارات أمريكا الوسطى كمشروب احتفالي مقدّس، لتدخل لاحقًا أوروبا وتتحول هناك إلى منتج فاخر، ثم تنتقل إلى العالم كرمز للفرح والهدايا والمشاعر العميقة. وفي العصر الحديث، تجاوزت كونها حلوى لتصبح صناعة عالمية، تحتفل بتنوعها وتتنافس عليها العلامات الكبرى. من الأرقام اللافتة في السنوات الأخيرة: أكبر لوح شوكولاتة تجاوز وزنه 5 أطنان، وأطول شلال شوكولاتة في لاس فيغاس، وصناديق تحتوي آلاف القطع مخصصة للمناسبات. لكنها رغم كل الأرقام، تظل مرآة شعورية، تتسلل إلى القلب في لحظة، وتترك أثرًا لا يُمحى في الذاكرة. في يومها العالمي، تعيد الشوكولاتة تذكيرنا بأن الحلاوة لا تُقاس بالسكر، بل بما تحمله من دفء وحب، سواء قُدّمت مع وردة، أو في صحن صغير بجوار القهوة. أخبار ذات صلة

الحروب... كأنها النشاط الأثير للإنسان منذ فجر وجوده
الحروب... كأنها النشاط الأثير للإنسان منذ فجر وجوده

الشرق الأوسط

timeمنذ 3 ساعات

  • الشرق الأوسط

الحروب... كأنها النشاط الأثير للإنسان منذ فجر وجوده

شرفة، وليلٌ أليل بقمر خجول على سماء المدينة، يشق صمتَه صوتُ نشراتِ أخبار الحروب الطاحنة الدائرة في الأركان الأربعة من الأرض، نشرات بكل اللغات. متسللة من كل نافذة، وشرفةٍ، وشقٍّ، ومنفذٍ، وكُوَّة، وحدبٍ وصوب. ابتسمتُ حين ارتجَّ صدى صوت فيروز العظيمة في ذاكرتي، يردد ببراءة وملائكية: (القمر بِيضَوّي عَ الناس... والناس بيتْقاتَلُو...!) ... وكما ترى، ها قد اندلعت الحروب الطاحنة تقريباً في كل مكان. - هل هي مفاجئة لأحد؟ - أبداً، فقد كانت في الحساب والحسبان، وكأنها النشاط الأثير للإنسان منذ فجر وجوده، وبداية الأزمان. لا يتوقف عنها إلا ليتهيأ لها ويعدّ لها ما استطاع من الوسائل الناجعة لسحق الآخر. لم تتوقف الحروب منذ كان القمر المتربّع على عرش السماء وحيداً، سلطاناً، ومعبوداً أحياناً. لم تكن تزاحمه بعدُ الأقمار الاصطناعية المعدنية الجديدة، التي لا تأفل، ولا تحتجب، ولا تغيب، ولا تتحول أهلة. أقمار ليست لرصد المناخ ومراقبة المحيطات فقط، بل للاستطلاع والاستخبارات. أقمار التجسس الإلكتروني، واعتراض المكالمات والرسائل وإشارات الرادارات. أقمار تحلل الأنظمة التكنولوجية لدول أخرى، وتتجسس على الهواتف والاتصالات العسكرية، وتراقب النشاط النووي، وتتتبع السفن والغواصات والطائرات. أقمار تسجل الحركات والأنفاس، وتتلصص على ما يدور في الأدمغة والصدور والبطون. أقمار آلية متوحشة بعيون يقظة، تضمر الغيظ، وترتب مناخ الحروب القديمة-المتجددة. ألم تبدأ حكاية البشر مع «الحرب» بقصة الفلاح قابيل الذي قتل أخاه راعي الغنم هابيل، منذ بداية البراءة والخبز الساخن، رمزاً للصراع الأول بين الخير والشر، والأنانية والتقوى، إذ اغتاظ قابيل لأن السماء اختارت قربان هابيل وأشاحت بزرقتها عن قربانه. دعاه: - تعال نخرج إلى الحقل يا أخي! «لَئِن بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ» ومع ذلك بسط يده وقتله، فلبس الإنسانُ لعنة السماء إلى الأبد: - «أين هابيل أخوك؟» - «أَحارسٌ أنا لأخي؟» - «دمُ أخيك صارخ إليّ من الأرض» ثم ماذا لو لم يأتِ الغرابُ الحكيم، معلمُ البشر الأولُ لطقوس الدفن، وزرع شاهدات قبور المقتولين، ليكتشفوا حرارة الدمع وحرقة العويل وربما الندم؟ لا شك... إنه أول تكوين لصلصال الحرب، وبداية شك البشرية في قيمة الحُبّ والأخوّة. فرُفعت جبال الحزن والوجع فوق أكتافها، إذ تبدى لها أن مساحة الأرض الشاسعة لا تكفي الإِخْوَةَ. إنها ليست مجرد قصة راجت في الأدبيات الدينية والروائية والفلسفية لتفسير نشأة العنف الإنساني وشرعية القتل، بين ظالم ومظلوم، بل إنها تأريخ لم تنقطع بعده أخبار حروب البشر منذ فجر التاريخ. تقاتلوا بقسوة، وغلفوا حروبهم - غالباً - برداء السماء يُشرْعِنُها، وآلهة أسطورية تُخاض باسمها المعارك، لترضى، وتصفح، وتمنح. تخبرنا بذلك (مسلة النسور - Stèle des vautours)، أقدم وثيقة حجرية سومرية، فلتت من عوامل الزمن، وترقد الآن بعينين مفتوحتين في متحف اللوفر تحت رقم AO16373، بقسم الآثار الشرقية القديمة، تُوثق لأول نموذج حرب سياسية - دينية، لمدينة «لَكش» ضد جارتها «أمّا»، معتبرة أن الأرض المتنازع عليها ملكٌ لإلهها «ننورتا»، وأن أي اعتداء عليها يعتبر تدنيساً دينياً وخيانة للآلهة. كل ذلك بسرد ديني - حربي، وبنصوص وصور، قادمة إلينا من منتصف الألف الثالث قبل الميلاد، ويبدو على أحد أوجه القطعة الأثرية الإله ننورتا وهو يحمل سلاحاً فوق جيش يقوده الملك «إيناتوم»، وتظهر النسور تلتهم جثث المهزومين. - هل تغير الأمر كثيراً أو قليلاً عبر الأزمنة؟ منذ زمن سومر وأگد، إلى آمون رع في مصر القديمة، ويهوه إسرائيل، وإندرا ڤرونا الهندية، والسماء «تيان» في الصين القديمة، والإله إيتزامنا - كوكولكان في حضارة المايا، إلى الحضارة الفارسية... هل تبدل الأمر، أم أن دار لقمان ظلت على حالها؟ وما فتئ التاريخ البشري يشهد العديد من الحروب التي تتخذ طابعاً دينياً، سواء بدوافع إيمانية مباشرة أو مغلّفة بخطاب الدين، الذي في جوهره - في كل الأديان الكبرى - يدعو إلى السلام والعدالة والرحمة، وغالباً ما تستخدمه يد السياسي كسلاح رمزي فتاك، وغطاء، أو مبرر في الصراعات السياسية، والاقتصادية، والقومية؟ لا... مع الأسف. فالحروب ذات الطابع الديني لم تنتهِ، بل تغيرت أشكالها وتلاعبت بها القوى السياسية، وتستمر النزاعات في العصر الحديث والمعاصر. فكان «القتال المقدسُ» الشبح الخلفيّ للحربين العالميتين. أفلم تُعلن الإمبراطورية العثمانية الجهاد ضد الحلفاء؟ وألم تستخدم بريطانيا وفرنسا رجال الدين لحشد الشعوب المستعمَرة؟ ألم تُبارك الكنائس في أوروبا الحرب في بدايتها، باعتبارها دفاعاً عن القيم المسيحية؟ والنازية، سيئة السمعة تلك، ألم تستخدم في حروبها عنصر الدين كواجهة، فكُتب على أحزمة الجنود شعار «الله معنا»، وتحدث هتلر عن «القدر الإلهي» في كتابه «كفاحي»، وحروب الهندوس والمسلمين التي لا تزال بؤرة توتر حتى اليوم؟ والحرب الأهلية ذات الطابع الديني - الطائفي في لبنان التي لم تندمل جراحها بعد، و«القاعدة» و«داعش» في العراق، و«بوكو حرام» في نيجيريا، والعنف البوذي ضد المسلمين في ميانمار، وموجة «الهندوتفا» في الهند، التي تشجع عودة الهندوسية وتصاعد خطاب يستهدف المسلمين والمسيحيين بوصفهم دخلاء؟ وهذا الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الاستيطاني، هذه النكبة المتواصلة والنزيف المستمر. نعيش هذه الأيام العصيبة أمرّ فصوله وأبشعها، وأكثرها وحشية، تفجع العالمَ صورُ القتل الحي، والتشريد، والإبادة الجماعية. إنه الهولوكوست الصامت. ثم ماذا؟ حروب آلية قد تأتي غداً في صمت معدني - لا قدر الله - الذي باسمه ستشتعل، وتُفني مخلوقاتُه البشريةُ ما خلقه، بقنابل نووية، وذكاء اصطناعي قاتل، وروبوتات ميدانية، ودرونز انتحارية، وهجمات سيبرانية، وحروب فضاء، وقنابل جينية، وتشويش عصبي يخوض المعارك في وعي الإنسان، بفتك شامل، وبلا دماء تُرى، وانفجارات فيزيائية، تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ، ولا تبقي ولا تذر، كأنها شمس صغيرة لا تضيء الكون بل تحيل نوره إلى رماد. لكن... أيُعقل أن هذا الكوكب الذي خلقه الله، يعدمه صاروخٌ فيه من جينات شطط البشر؟ وهو الذي غرس نبتة الحب في بعض قلوب قاطنيه، وجعلها أقوى من البلوتونيوم، وأشد بقاءً من اليورانيوم المخصّب. وجعل البشر ناطقين، ومسح على ألسنتهم لغات رائعة وذات بيان، قد يفسُد العالم إذا ما فسدت، ويكاد يتفق الفلاسفة من أفلاطون إلى الجاحظ أن فساد اللغة مقدّمة لفساد العالم، في آثارهم عن البيان والسياسة، وأن أثر السيف يمحو أثر الكلام، كما غرّد جرير، أثيري بين الشعراء، عن إمكانية قوة البيان في مواجهة العنف: «سبقن كسْبَقِ السيف ما قال عاذله». ألا ترى... يا لهذا الكوكب الجميل، الذي يعج بموسيقى مكوّناته كلِّها، لا بد أن تذوي صفارة الإنذار، وتبكم أمام أغنية فيروز، علّها توقظ الضمائر: (القمر بِيضَوّي عَ الناس... والناس بيتْقاتَلُو...!) * كاتبة جزائرية.

كرسي «Vitturi»: تجسيدٌ حيّ للهوية السعودية والتقنيات العالمية
كرسي «Vitturi»: تجسيدٌ حيّ للهوية السعودية والتقنيات العالمية

الرياض

timeمنذ 4 ساعات

  • الرياض

كرسي «Vitturi»: تجسيدٌ حيّ للهوية السعودية والتقنيات العالمية

في ظل الحراك الثقافي اللافت الذي تشهده المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة، برز التصميم كأحد الأذرع الأساسية التي تعبّر عن طموح الوطن، وتُجسّد روح التجديد التي تسري في مفاصل المجتمع السعودي. ويأتي معرض «داون تاون ديزاين الرياض» كواحد من أبرز المنصات التي تحتفي بالإبداع المحلي وتضعه في مواجهة مباشرة مع النبض العالمي للتصميم. من خلال شراكة استراتيجية مع هيئة فنون العمارة والتصميم التابعة لوزارة الثقافة، قدّم المعرض فرصة فريدة لإبراز الهوية السعودية بأسلوب يتفاعل مع أحدث ما توصلت إليه التقنيات والخبرات الدولية، ليعكس الدور النشط والمتنامي للمملكة على خريطة الإبداع العالمي. في قلب هذا المشهد البصري الغني بالتجريب والبحث، برز عمل فني استثنائي، لا باعتباره مجرد قطعة أثاث، بل كترجمة جمالية لصراعٍ وتكاملٍ بين الجذور والأفق، بين الرمزية التراثية واللغة التقنية الحديثة. هذا العمل هو كرسي «Vitturi»، الذي يُعد تحفة فنية تنبض بالرمزية والتجريد، وتحمل في طياتها قصة تصميمية عميقة تُعيد تعريف الجمال السعودي من خلال عدسة عالمية. من الشماغ إلى الفولاذ: الحكاية تبدأ من رمز استُلهم كرسي «Vitturi» من أحد أكثر الرموز البصرية رسوخًا في الوعي الثقافي السعودي: الشماغ. هذا الغطاء الرأسي الذي تجاوز كونه مجرد زيّ تقليدي ليصبح رمزًا للهيبة والانتماء والهوية في المملكة، حُمّل بمعانٍ تتجاوز زخارفه الحمراء وخطوطه المتقاطعة. فقد أراد المصمم أن ينقل هذا الرمز من النسيج إلى المعدن، من الرأس إلى الفراغ، ليُجسّد حركته وتكوينه في قالب ثلاثي الأبعاد ينبض بالحياة والانسيابية. كل طيّة وكل انحناءة في التصميم لم تكن عشوائية، بل نتيجة دراسة فنية عميقة لما تمثله دينامكية الشماغ كرمز بصري وثقافي. تم تفكيك الزخرفة وتحليل حركة «النسفة» بصريًا، ثم إعادة تركيبها على هيئة خطوط منحنية ترسم فوق سطح معدني براق، كما لو كانت قطعة موسيقية بصرية تُعزف على أوتار الضوء والظل. بين الحِرفة والحداثة: ولادة قطعة فريدة صُنع الكرسي بالكامل من الستانلس ستيل 003، وهو نوع نادر من الفولاذ المقاوم للصدأ، يتميّز بمرونته العالية وصلابته اللافتة ولمعانه العصري. هذه المادة لم تُختر اعتباطًا، بل جاءت كمقابل مادي وفلسفي لمضمون التصميم: الجمع بين النعومة الظاهرية والقوة الكامنة، بين الخفة البصرية والثقل الصناعي. العمل على تشكيل هذا الفولاذ بهذا المستوى من التعقيد والانسيابية تطلّب تعاونًا دقيقًا مع حرفيين صناعيين في إيطاليا، مهد التصميم الأوروبي، وبلدٌ لطالما ارتبط اسمه بالبراعة الحرفية والدقة المتناهية. عملية التصنيع لم تكن مجرد تطبيق لتصميم مرسوم مسبقًا، بل كانت رحلة تعاونية بين الرؤية الإبداعية السعودية والخبرة التقنية الأوروبية. وقد استغرق تنفيذ الكرسي شهورًا من التجريب والاختبار لضمان أن تبقى كل انحناءة وفاصل مرئيّ أمينًا للهوية التي يستحضرها، دون أن يفقد حسّه العصري وقدرته الوظيفية. لحظة الكشف: عندما وقف «Vitturi» بين الكبار شهدت النسخة الأولى من معرض «داون تاون ديزاين الرياض» عرض كرسي «Vitturi» للمرة الأولى داخل المملكة، وذلك في حي جاكس، الذي يُعد أحد أبرز المراكز الثقافية والإبداعية في العاصمة. لم يكن مجرد عرض ضمن مجموعة من الأعمال، بل كان لحظة فارقة في مسيرة التصميم السعودي، حيث وقف الكرسي شامخًا بين أعمال لمصممين عالميين، حاملاً توقيعًا سعوديًا خالصًا، يتحدّث بلغة بصرية عصرية دون أن يتنازل عن جذوره. تفاعل الجمهور والنقّاد مع هذا العمل لم يكن ناتجًا فقط عن جمالياته الخارجية، بل عن الرسالة العميقة التي يحملها. فقد نجح في أن يكون أكثر من مجرد كرسي: كان جسرًا ثقافيًا يربط بين زمنين وثقافتين، وشاهدًا على قدرة التصميم السعودي على أن يُحاور، يُنافس، ويتميّز عالميًا حين يُمنح المساحة ليبدع. التصميم كرسالة وهوية يندرج كرسي «Vitturi» تحت مظلة العلامة التجارية السعودية «ZAZA MAIZON»، التي تسعى إلى بناء هوية بصرية جديدة للمملكة، تستند إلى الإرث الثقافي المحلي ولكنها لا تكتفي بتكراره. بل تسعى إلى تأويله، تحويره، وإعادة تقديمه بلغة تصميمية معاصرة تتفاعل مع السوق العالمية دون أن تذوب فيه. كما يأتي المشروع بالتعاون مع الشركة المعمارية الاستشارية «A1 Architects»، الذي يؤمن بأن التصميم ليس مهنة فحسب، بل وسيلة للتعبير الثقافي وخلق جسور تواصل بين الشعوب. هذا الإيمان العميق هو ما يُحوّل الأعمال من مجرد قطع أثاث أو مبانٍ إلى بيانات بصرية تُحاكي الهوية وتنطق بها. و»Vitturi» هو أحد أبرز تمثيلات هذا التوجّه الطموح، حيث لا يتم استحضار الرمز المحلي بغرض الزينة أو الإثارة السطحية، بل يتم تفكيكه وإعادة تركيبه ضمن سردية تصميمية تنتمي للمستقبل بقدر ما ترتبط بالماضي. بداية لمسار مختلف قد يكون «Vitturi» مجرد بداية، لكنه بلا شك بداية تُمهّد لطريق جديد في مسيرة التصميم السعودي. طريق يتجاوز فكرة الاستنساخ أو الاقتباس، ليُركّز على إنتاج رؤية تصميمية محلية برؤية عالمية. رؤية تُكرّس لفكرة أن التصميم يمكن أن يكون معاصرًا ومحليًا في آنٍ معًا، وأن الجمال لا يحتاج للتنازل عن الأصالة كي يكون حديثًا. في زمن تتعاظم فيه الحاجة إلى إثبات الهوية، ويُصبح فيه التحدي الأكبر هو الموازنة بين التجذّر والتجديد، يأتي «Vitturi» ليُعلن أن الهوية لا تُختزل في الرموز، بل في القدرة على التعبير عنها بلغة يفهمها العالم. هذا هو التحدي الحقيقي الذي يواجه المصمم السعودي اليوم، وهذا هو الطريق الذي بدأته «ZAZA MAIZON» بثقة وإبداع، لتُثبت أن التصميم ليس فقط انعكاسًا للثقافة، بل أداة لصناعتها أيضًا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store