logo
"حياة مهددة".. مرضى الفشل الكلوي في غزة يترقبون موتهم مع نفاد الوقود

"حياة مهددة".. مرضى الفشل الكلوي في غزة يترقبون موتهم مع نفاد الوقود

غزة/ مريم الشوبكي
داخل أحد أقسام وحدة غسيل الكلى في مستشفى الشفاء بمدينة غزة، بدا المشهد قاتماً. آلات الغسيل صامتة، والأسِرّة خاوية إلا من وجوه شاحبة تحدق في العدم، ومرضى جاؤوا يطلبون جرعة أمل، لكنهم غادروا بخيبة موجعة، بعد إبلاغهم بتوقف الأجهزة نتيجة نفاد الوقود.
ومع استمرار الحصار المتواصل منذ أكثر من 18 عاماً، وتحت وطأة حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ قرابة عامين، يواجه أكثر من 1200 مريض بالفشل الكلوي في قطاع غزة خطر الموت الوشيك، مع اقتراب توقف كامل لجلسات الغسيل، بحسب تحذيرات صادرة عن وزارة الصحة في غزة.
أم محمد السرساوي (56 عاماً)، تعاني من الفشل الكلوي منذ خمس سنوات، اعتادت الذهاب إلى مستشفى الشفاء ثلاث مرات أسبوعيًا. اليوم، لم يسمح لها نفاد الوقود بالخضوع للجلسة.
تقول بصوت متهدج لـ "فلسطين أون لاين": "رجعت من المستشفى من غير غسيل، الجهاز طفى بسبب قطع الكهرباء ونفاد السولار.. بطني منفخة، ضغطي مرتفع، وأنا مش قادرة أتنفس، كل تأخير يعني جسمي بيتسمم، وكل تأخير ممكن يكون الأخير".
في بيان صحفي أصدرته وزارة الصحة في غزة بتاريخ 30 يونيو 2025، حذّرت من "توقف جزئي ثم كلي في خدمات غسيل الكلى بسبب نفاد كميات الوقود اللازمة لتشغيل مولدات الكهرباء، في ظل استمرار إغلاق المعابر ومنع دخول الوقود منذ أشهر".
وقالت الوزارة إن أكثر من 1200 مريض بالفشل الكلوي في قطاع غزة مهددون بفقدان حياتهم إذا توقفت خدمات الغسيل، مشيرة إلى أن بعض المستشفيات اضطرت إلى تقليص عدد جلسات الغسيل إلى جلستين أسبوعياً بدلاً من ثلاث، فيما توقفت الأجهزة تماماً في أوقات الذروة بسبب انقطاع الكهرباء وعدم توفر بدائل.
محمد حجاج (43 عاماً)، من سكان حي الشجاعية، يعاني من فشل كلوي منذ عشر سنوات. يقول إنه يعيش على ثلاث جلسات غسيل أسبوعية، لكن منذ أسبوعين بدأت المستشفى تقلّص الجلسات: "قالولي تعال مرتين بس، وكل مرة بتأخروا علي (بسبب أزمة الوقود)، والمرة الأخيرة طلعونا قبل ما أكمل الجلسة. حسّيت حالي برجع بمشي للموت برجليّ".
ويضيف حجاج لـ "فلسطين أون لاين": "أعيش على جهاز غسيل الكلى، وحينما يتوقف يتوقف معه القلب، والدم، و الكلى، والكبد، لا أنام ليلا من الخوف".
أما عبد الله عطية (٤٣ عاما) يقول: "إذا ما غسلت اليوم، يمكن أموت غدا، هذا الأمر ليس من المفترض أن يعيشه، ولكن في غزة نعيش الموت قبل أن يأتينا."
ويردف عطية لـ "فلسطين أون لاين": " الصعوبات لا تتوقف عند هذا الحد بل نعاني من نقص المياه النقية، وتأثير قطع الكهرباء على محطات تحلية المياه، وصعوبة الوصول إلى المستشفيات بسبب الأوامر بالإخلاء والشوارع المتضررة، كما أثر النزوح القسري المتكرر على حالة المرضى، مما زاد من تعقيد الأمر".
وأعلنت وزارة الصحة بغزة، أمس، توقف خدمة غسيل الكلى في "مستشفى الشفاء" نتيجة نفاد الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء بسبب الحصار الإسرائيلي، محذرة من توقف خدمة العناية المركزة خلال الساعات القادمة.
وفي يونيو/حزيران حذرت الوزارة مرارا من تعطل تقديم خدماتها الحيوية جراء أزمة الوقود الناجمة عن إغلاق (إسرائيل) للمعابر ومنع إدخال المساعدات الإغاثية والبضائع.
ومطلع مارس/ آذار صعَّدت (إسرائيل) من جرائمها باتخاذ قرار تعسفي بإغلاق جميع المعابر المؤدية إلى القطاع، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية الإغاثية وشاحنات الوقود بشكل كامل وجميع الإمدادات.
المصدر / فلسطين أون لاين

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مستشفيات غزة: الوضع كارثي بسبب نقص الغذاء والمياه
مستشفيات غزة: الوضع كارثي بسبب نقص الغذاء والمياه

معا الاخبارية

timeمنذ 40 دقائق

  • معا الاخبارية

مستشفيات غزة: الوضع كارثي بسبب نقص الغذاء والمياه

غزة- معا- قال مروان الهمص، مدير عام المستشفيات الميدانية في غزة، إن الوضع في القطاع أصبح كارثيا بشكل كبير بسبب نقص الغذاء والمياه وانتشار الأمراض. وأوضح الهمص أن النقص الحاد في الموارد الأساسية يزيد من معاناة السكان ويصعب تقديم الخدمات الطبية الطارئة، مما يهدد حياة الكثيرين في ظل الأوضاع الحالية. وأشار إلى أن المستشفيات تعمل بأقصى طاقتها وسط ظروف صعبة، داعيًا المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لتوفير الدعم اللازم لإنقاذ حياة المدنيين.

مجازر لا تتوقف.. الاحتلال يُواصل حرب الإبادة الجماعيَّة على غزَّة لليوم الـ 639
مجازر لا تتوقف.. الاحتلال يُواصل حرب الإبادة الجماعيَّة على غزَّة لليوم الـ 639

فلسطين أون لاين

timeمنذ 3 ساعات

  • فلسطين أون لاين

مجازر لا تتوقف.. الاحتلال يُواصل حرب الإبادة الجماعيَّة على غزَّة لليوم الـ 639

دخلت حرب الإبادة الجماعيَّة التي يشنُّها الاحتلال "الإسرائيلي" على قطاع غزة يومها الـ 639 تواليًا، أمعن خلالها في جرائم القتل والتدمير والتهجير والتجويع ضد الأهالي، ما أدى لارتقاء عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، بالإضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض وفي الطرقات ومقابر المجهولين وسجون الاحتلال تحت بند "الإخفاء القسري" عقب اختطافهم خلال الحرب البرية على القطاع. وأوضحت وزارة الصحة بغزة، أنَّ حصيلة ما وصل للمستشفيات من شهداء المساعدات خلال 24 ساعة الماضية 23 شهيدًا، وأكثر من 54 إصابة. ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا المستشفيات 743 شهيدًا وأكثر من 4,891 إصابة. وأشارت إلى أنَّ حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس 2025 بلغت 6,780 شهيدًا، 23,916 إصابة، معلنةً ارتفاع حصيلة العدوان "الإسرائيلي" إلى 57,338 شهيدًا و135,957 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023م. وفي رصد "فلسطين أون لاين" لآخر التطورات الميدانية خلال الساعات الماضية، فقد واصل الاحتلال قصفه وتدميره وارتكابه للمجازر الدامية في قطاع غزة. وقصف الطيران الحربي محيط مفترق السنافور بحي التفاح شرق مدينة غزة واستهدف قصف إسرائيلي منطقة الـ 17 غرب دير البلح، وشرقي مخيم البريج وسط قطاع غزة وأفادت مصادر محلية بقصف مدفعية الاحتلال مناطق شرق وجنوب مستشفى ناصر الطبي بخان يونس وأطلقت قوات الاحتلال النار كثيفة تزامنً مع عمليات نسف ضخمة في شرق مدينة غزة ومخيم جباليا. وارتفع عدد الشهداء جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلًا بحي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة إلى 12 شهيدا ونسفت قوات الاحتلال عددًا من منازل المواطنين فجر اليوم شرقي مدينة غزة. واستشهد 8 مواطنين وأصيب 20 آخرون بقصف إسرائيلي فجر الأحد على منزلين لعائلتي أبو شكيان بحي النصر، وعائلة ابو فول في محيط مستوصف الشيخ رضوان بحي الشيخ رضوان، شمالي مدينة غزة. واستشهد 3 مواطنين منهم سيدة، وأصيب عدد آخر، فجر الأحد، جرّاء قصف إسرائيلي استهدف على منزل لعائلة الصفدي في شارع يافا في حي التفاح شمال شرقي مدينة غزة. وارتقى 3 شهداء في قصف من مسيرة إسرائيلية على خيام لعائلتي الشريف وفرحات في مواصي مدينة خان يونس وهم: أسماء صيام وجهاد محمد عبدالرحمن أبو حشيش ومسك محمد الشريف. المصدر / فلسطين أون لاين

خاص مسؤول طبي: "مجازر المساعدات الأمريكية" تُفاقم انهيار القطاع الصحي بغزة
خاص مسؤول طبي: "مجازر المساعدات الأمريكية" تُفاقم انهيار القطاع الصحي بغزة

فلسطين أون لاين

timeمنذ 15 ساعات

  • فلسطين أون لاين

خاص مسؤول طبي: "مجازر المساعدات الأمريكية" تُفاقم انهيار القطاع الصحي بغزة

غزة/ محمد عيد: حذر مدير مستشفى العودة في النصيرات، د. مروان أبو ناصر، من التداعيات الخطيرة للمجازر اليومية التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين المجوّعين قرب نقاط توزيع "المساعدات الأمريكية" في قطاع غزة، مؤكدًا أن هذه الهجمات تُفاقم الضغط على منظومة طبية منهكة أصلًا، وتضاعف أعباء الكوادر الصحية العاملة في ظروف شبه مستحيلة. وقال أبو ناصر، لصحيفة "فلسطين"، إن أعداد الشهداء والجرحى "الهائلة" التي تصل يوميًا إلى مستشفى العودة، نتيجة استهداف طالبي المساعدات الإنسانية في "محور نيتساريم" وسط القطاع، تستنزف الطواقم الطبية التي تعمل ليلًا ونهارًا وسط نقص حاد في المستلزمات والأدوية والأجهزة. ويُعد مستشفى العودة أقرب نقطة طبية إلى مواقع توزيع المساعدات، حيث يستقبل يوميًا عشرات الشهداء والمصابين، يجري التعامل معهم داخله، أو يُحوّلون إلى مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح. وأشار أبو ناصر إلى أن خطة توزيع المساعدات التي بدأت واشنطن وتل أبيب بتنفيذها منذ 27 مايو/أيار الماضي، تتم دون إشراف أممي أو إنساني، عبر ما تُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية" المثيرة للجدل، والتي شرعت الحكومة السويسرية مؤخرًا بإغلاق مكتبها في جنيف، إثر مطالبات حقوقية متصاعدة تتهمها بتسهيل استهداف المدنيين. وتابع: "بعد اعتراف جنود الاحتلال بإطلاق النار على المدنيين أثناء تجمعهم للحصول على المساعدات، طالبت 130 منظمة إغاثية دولية بإغلاق المؤسسة فورًا، وهي مدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل". أزمات صحية مركبة وأوضح أبو ناصر أن القطاع الصحي يواجه أزمات مركبة، أبرزها: النقص الحاد في الكوادر والمستلزمات الطبية، وشح الوقود، وتعطّل المولدات الكهربائية، وتهالك سيارات الإسعاف، مؤكدًا أن الوضع الإنساني والصحي في غزة يواصل التدهور الكارثي بفعل العدوان المستمر منذ أكثر من 630 يومًا. وأضاف: "نؤدي واجبنا الوطني والإنساني في تقديم الخدمة الطبية رغم المجازر اليومية والإبادة الجماعية، من أجل إنقاذ ضحايا الحرب والجوع والكوارث". وبيّن أبو ناصر أن الأطفال هم الأكثر تضررًا صحيًا في ظل الأوضاع الحالية، مشيرًا إلى ارتفاع معدلات سوء التغذية، والإصابة بالأمراض الجلدية، خاصة مع قدوم الصيف، وتفاقم أزمة النظافة، وشح المياه النظيفة، وظروف النزوح القاسية. كما رصدت وزارة الصحة مئات الإصابات بمرض التهاب السحايا بين الأطفال، نتيجة الاكتظاظ في الخيام، وتدهور الأوضاع الصحية في مراكز الإيواء. توقف تمويل حيوي وفي سياق متصل، كشف أبو ناصر أن وكالة "أونروا" أوقفت، منذ 7 أبريل/نيسان الماضي، تمويل خدمات الولادة في مستشفى العودة والمستشفيات الأهلية الأخرى، مما زاد من الأعباء على هذه المؤسسات. ورغم ذلك، افتتح المستشفى مؤخرًا قسمًا ميدانيًا جديدًا للولادة (العودة 2)، في محاولة لإنقاذ حياة النساء الحوامل والأطفال حديثي الولادة من تبعات الجوع والأوبئة وسوء التغذية. ودعا أبو ناصر وكالة "أونروا" والمنظمات الصحية والدولية إلى التحرك العاجل لدعم القطاع الصحي في غزة، وإنقاذ ما تبقى من مكوناته الأساسية التي تواجه خطر الانهيار الكامل. وبحسب بيانات حكومية، دمّر جيش الاحتلال أو ألحق أضرارًا بأكثر من 94% من مستشفيات القطاع، ودمر 180 مركبة إسعاف، وقتل 1581 من الكوادر الصحية، وأصاب 1312 آخرين، فيما لا يزال 362 من العاملين في القطاع الصحي رهن الاعتقال، إلى جانب المفقودين والنازحين المصدر / فلسطين أون لاين

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store