
'سد تامري'.. مشروع استراتيجي لتعزيز الأمن المائي بأكادير الكبير
يندرج هذا المشروع ضمن البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي 2020-2027، ويعرف وتيرة إنجاز متسارعة مكنت من تجاوز نسبة 69%، مع تسجيل تقدم يسمح بإنهائه بداية سنة 2026، أي ثلاث سنوات قبل الموعد المحدد سابقًا (2029).
وباستثمار إجمالي يناهز 2.7 مليار درهم، تبلغ الطاقة التخزينية لهذا السد الجديد نحو 204 ملايين متر مكعب، وهو ما سيمكن من تزويد منطقة أكادير الكبير بالماء الصالح للشرب، إلى جانب دعم الفلاحة عبر توفير مياه السقي، والمساهمة في الحد من الفيضانات وتقوية الموارد المائية السطحية.
في تصريح إعلامي، أبرز حسن فوزي، رئيس إعداد سد تامري، أن هذه المنشأة، التي يصل ارتفاعها إلى 75 مترا وطولها 460 مترا، تأتي في سياق ضغط مائي متواصل تعيشه الجهة، نتيجة تراجع التساقطات وتقلص منسوب الوديان والمياه الجوفية.
مشاريع موازية لتعزيز الموارد المائية
إلى جانب سد تامري، تعرف جهة سوس ماسة إنجاز مجموعة من المشاريع المتكاملة لتأمين التزود بالماء، أبرزها:
توسعة محطة تحلية مياه البحر باشتوكة، والتي توفر حاليًا حوالي 65% من حاجيات المنطقة من الماء الشروب، وستُعزز بطاقة إضافية تبلغ 48 مليون متر مكعب سنويًا.
إنشاء محطة تحلية جديدة بشاطئ تزنيت، بطاقة إنتاجية تصل إلى 70.4 مليون متر مكعب سنويًا، ستُخصص لتزويد المناطق القروية والفلاحية، بتكلفة تناهز 2.7 مليار درهم.
تعلية سد المختار السوسي بحقينة إضافية تصل إلى 281 مليون متر مكعب، ضمن مشروع ضخم بقيمة 4.4 مليار درهم.
وتُضاف إلى هذه المشاريع اقتناء وحدات متنقلة لتحلية المياه، وتوسيع برنامج الأثقاب الاستكشافية، فضلاً عن استعمال الشاحنات الصهريجية لتأمين التزود في المناطق المتضررة.
رهان استراتيجي لمواجهة تغير المناخ
تُعد هذه المشاريع المائية الطموحة استجابة عملية وميدانية لأحد أبرز التحديات المناخية التي تواجهها البلاد، وتندرج ضمن رؤية استباقية لضمان تدبير مستدام للموارد المائية، وتأمين الحاجيات الأساسية للساكنة والقطاع الفلاحي، الذي يُعد ركيزة أساسية في النسيج الاقتصادي للجهة.
ويبقى سد تامري، برمزيته وأهميته، لبنة مركزية في هذه الدينامية التنموية الجديدة، التي تراهن على الماء كعنصر حيوي لتحقيق الاستقرار، وضمان العيش الكريم للأجيال الحالية والمقبلة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


كش 24
منذ ساعة واحدة
- كش 24
برنامج GO 'سياحة'.. الوزيرة عمور تعد برفع الحواجز أمام المقاولين
بعد 18 شهرًا من التنفيذ والاستماع بإمعان لحاملي المشاريع السياحية، قالت وزارة السياحة، إن برنامج "GO سياحة" يشهد "تطورًا جديدًا"، حيث تم الكشف عن شروط جديدة يرتقب أن تدخل حيز التطبيق، انطلاقا من يوم الثلاثاء 22 يوليوز الجاري. وتشير المعطيات الرسمية إلى أنه تم دعم 1000 مشروع حتى الآن، ويهدف البرنامج على دعم 1700 مقاولة سياحية بحلول سنة 2026. وأصبح بإمكان المشاريع التي تتطلب أقل من مليون درهم الاستفادة من دعم الاستثمار الذي يقدمه برنامج GO" سياحة". وأكدت الوزارة، في بلاغ صحفي، أن هذا التغيير يأتي استجابةً للطلب المتزايد من قبل الشباب الحاملين لمشاريع مبتكرة، والذين لم يكن بإمكانهم الاستفادة من البرنامج. ويفتح إلغاء الحد الأدنى للاستثمار المجال أمام جميع المشاريع المبتكرة التي تقل قيمتها عن 10 ملايين درهم، مما يتيح دعم مبادرات متنوعة مثل التعاونيات المحلية، ومراكز الترفيه، ودور الضيافة التي تقدم أنشطة ترفيهية. وبعد أن كان مخصصًا في السابق للمقاولات الجديدة فقط، أصبح دعم الاستثمار متاحًا الآن للمقاولات السياحية النشطة التي ترغب في تطوير عرض جديد للترفيه السياحي. ويهدف هذا الإصلاح إلى تثمين خبرة هذه المقاولات، استخدام البنية التحتية المتوفرة، وتسريع تنفيذ المشاريع ذات الإمكانيات العالية. وأصبح الدعم التقني، الذي كان سابقاً مخصصاً للمقاولات النشطة، متاحاً الآن للمقاولات الجديدة أيضاً، مع تركيز خاص على إعداد الملفات المالية. ويساعد هذا الدعم المخصص، أصحاب المشاريع على هيكلة أفكارهم، تأمين التمويل اللازم، وتسريع انطلاق مشاريعهم. هذه الخطوة تعد استجابة مباشرة للتحديات التي تواجه أصحاب المشاريع الجدد. واعتبرت الوزيرة فاطمة الزهراء عمور، أن "هذه التحسينات تعكس رغبتنا المستمرة في التكيف مع احتياجات حاملي المشاريع.


هبة بريس
منذ 2 ساعات
- هبة بريس
طنجة تستعد لافتتاح مرآب تحت أرضي جديد لتخفيف الضغط على وسط المدينة
هبة بريس – طنجة تستعد مدينة طنجة لافتتاح مرآب 'سيرفانتيس' تحت أرضي الجديد خلال الأيام القليلة المقبلة، بعد استكمال الأشغال المتعلقة بهذه المنشأة الحيوية، التي تقع قبالة مسرح سيرفانتيس التاريخي، عند مدخل المدينة العتيقة. ويُرتقب أن يساهم هذا المشروع، الذي تم إنجازه بغلاف مالي تجاوز 60 مليون درهم، في التخفيف من حِدة الازدحام المروري الذي تعرفه المنطقة، لاسيما مع توافد الزوار والسياح الأجانب، إلى جانب السكان المحليين، على هذه النقطة الحيوية من المدينة. المرآب الجديد يضم 202 مكانًا لركن السيارات موزعة على ثلاثة مستويات، وهو مفتوح طوال أيام الأسبوع وعلى مدار الساعة، وتم تشييده وفق المعايير الدولية من حيث السلامة والولوجيات. كما تم تجهيزه بكاميرات مراقبة من الجيل الخامس، ونظام إنذار للحريق، بالإضافة إلى أربعة مصاعد مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، وممرات تربط بين الطوابق والمحلات التجارية، ومساحات خضراء مهيأة للعموم. ويُعد المشروع ثمرة جهود تنسيقية من طرف ولاية جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، حيث تم إنجازه في وقت قياسي مع مراعاة أعلى شروط الجودة والسلامة.


عبّر
منذ 3 ساعات
- عبّر
برلمانية تكشف: 99 مليار درهم للفلاحة الكبرى مقابل تهميش الفلاحة العائلية في المغرب عكس التوجيهات الملكية
في جلسة برلمانية ساخنة، فجّرت النائبة هند بناني الرطل مفاجأة سياسية من العيار الثقيل، بعدما كشفت بالأرقام عن اختلالات كبرى في توزيع الاستثمارات العمومية المخصصة للقطاع الفلاحي بالمغرب. 99 مليار درهم للفلاحة الكبرى مقابل 14 مليار فقط للفلاحة العائلية واستندت النائبة البرلمانية إلى تقرير صادر عن المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، يُظهر أن ما يفوق 99 مليار درهم من الاستثمارات العمومية توجهت نحو مشاريع الفلاحة الكبرى، في حين لم تستفد الفلاحة العائلية إلا من 14 مليار درهم، رغم أنها تمثل: 70% من مجموع الاستغلاليات الفلاحية وتساهم بـ 30% من القيمة المضافة للقطاع دعم غير متوازن واستنزاف للموارد ووصفت بناني هذا التوزيع بـ'غير العادل'، معتبرة أنه يخدم مصالح اللوبيات وكبار المستثمرين على حساب صغار الفلاحين. وأضافت أن هذه السياسة أدت إلى استنزاف الموارد المائية والمالية، وانعكست سلباً على الخدمات الاجتماعية والصحية لملايين القرويين. تحذير من كارثة اجتماعية في البوادي المغربية وأشارت النائبة إلى انخفاض نسبة سكان البادية إلى 37%، محذّرة من كارثة اجتماعية وشيكة، لا سيما في ظل تدهور تربية المواشي التي يعتمد عليها أكثر من 365 ألف أسرة، في غياب دعم حقيقي للثروة الحيوانية الوطنية. كما اعتبرت أن هذه التوجهات تتعارض مع التوجيهات الملكية الداعية إلى بناء طبقة وسطى فلاحية، تعزز استقرار العالم القروي وتُحقق العدالة الاجتماعية. انتقادات لسياسات التشغيل والبطالة في القرى وفي معرض تدخلها، انتقدت النائبة ما وصفته بـ'تزيين الأرقام الرسمية' المتعلقة ببطالة الشباب القروي، مؤكدة أن الواقع يكشف مستويات مقلقة من الفقر والهشاشة، وسط احتدام المضاربات وتراجع القدرة الشرائية. ودعت إلى مراجعة عاجلة لسياسات الدعم الفلاحي، خاصة فيما يتعلق بالثروة الحيوانية، باعتبارها ركيزة أساسية في الحفاظ على السلالات المحلية وضمان الأمن الغذائي. سؤال مفتوح أمام الحكومة 'كيف يمكن الحديث عن تنمية فلاحية مستدامة، في ظل استمرار السياسات التي تعمّق الفجوات وتبدّد الموارد؟' سؤال يضع الحكومة أمام امتحان حقيقي، لا سيما مع تصاعد الاحتجاجات في العالم القروي، وارتفاع الأصوات المطالبة بعدالة اجتماعية وتنمية منصفة تُنهي تهميش الفلاح الصغير.