
كيف يغادر المرء عمان؟
من أمام باب الطائرة، أسأل نفسي كيف يغادر المرء عمّان!؟ ولماذا؟
ذلك أن فيها شيئًا من الروح..
شكرًا لكم يا أصدقاء على هذه الأيام التي تكثّف فيها عمر كامل من الألق..
إدارة المهرجان، الرفاق في وزارة الثقافة، الشعراء الأردنيين والضيوف (الذين سامحهم الله لم يتركوا لنا وقتًا للنوم على سرير خمس نجوم!) شكرًا لكم على هذه المساحة المضيئة الذي تشبه الأردنّ جماًلا وعراقةً..
شكرًا للعزيز أ. أيمن سماوي وللصديق محمود الخطيب على ترتيب هذا الجمال، والشكر موصول للمحب أ. نمر أبو رمان لحرصه وانتباهه على التفاصيل..
الأحبة الشعراء، الذين لم يُكتب لي لقاؤهم، شكرًا لأنكم تركتم أصواتكم معلقة في بهو الفندق والقاعات وشوارع المدينة..
شكرًا لدارة الشعراء، لرابطة الكتاب، لمركز الحسين، لكل من جعل هذه التجربة استثنائية..
إلى اللقاء يا رفاق، وعذرًا على الاطالة.
تابعو جهينة نيوز على

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سواليف احمد الزعبي
منذ 25 دقائق
- سواليف احمد الزعبي
بيتُ الشعر في الشارقة قصيدةٌ عربية مكتملة البهاء
#سواليف كتب .. أ.د. خليل الرفوع الجامعة القاسمية بحكمةِ صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكمُ #الشارقة وحكيمُها أنشِئَ #بيت_الشعر بدائرة الثقافة في رحاب إمارة الشارقة العاصمة الدائمة للعلم والأدب والفكر، ومن رؤية سموه يتجدد بيت الشعر تألقًا ليظللَ الشعراءَ بغيمة البيان ونَدى الجمال، ومن سحائب فكر سموه ورؤيته في عظمة اللغة العربية انطلق القائمون على بيت الشعر ليؤسسوا قواعَد بيانيةً راسخةً في فجر العربية، وتاريخ الشعر، وسحر الكلمة، ليكونَ من ثمة البناءُ مكتملَ البهاء أناقةً كما هي الشارقة في روحها وجمالها. إن ما يقوم به بيت الشعر هو تنشيطُ جمالِ حركيةِ الكلمة الشعرية، والفعل الثقافي، وإبراز صوت القصيدة في عالم تحيكُ خيوطَه عولمةُ المادة المتحجرة، بيتُ الشعر رافدٌ جمالي في مشروع الشارقة الثقافي، ففيه أمسيات أسبوعية تنشر شذى القصيدة ونداها في وجدان الحضور، وفيه: تعقد ندوات فكرية نقدية، وتمنح جوائز ثقافية، وتلقى محاضرات لتطوير مواهب المبدعين، وتعطى دورات في تعلم العروض، وتُحَّكمُ وتطبع دواوين الشعراء والمجلات الثقافية، وغير ذلك من مبادرات ومشاريع وإصدارات، وتبقى أمسية الثلاثاء في كل أسبوع منذ افتتاح بيت الشعر الأكثر تألقًا في البوح البياني، وفيها قصائد تلقى على ألسنة شعراء من مختلف أرجاء الوطن العربي وغيره من الأوطان أمامَ حضور يحرص على الاستماع والاستمتاع والتأمل. من بيت شعر الشارقة انطلقت بيوت الشعر العربية لتمتد على مساحة الوطن؛ لتنشر أصالة القصيدة في روح الأمة من المفرق في الأردن حتى نواكشط في موريتانيا، مرورًا بعَمَّان والأقصر والقيروان والخرطوم ومراكش وتطوان، وهي مدن بفعل الحراك الشعري أضحت مناراتٍ يهتدي بها وإليها الشعراء وعشاق البيان، وعلى منصاتها تُلقى أجمل القصائد لعلها تعيد وحدة الأمة بالكلمة تحت غيمة القصيدة وأحرفها الندية. ولسمو الشيح الدكتور سلطان بن محمد القاسمي راعي الثقافة ومفجر ينابعها رأيٌ في دلالة معنى الشعر، وهو العلم، إذ كان العرب منذ بدايات القصيدة الأولى به يتواصلون وينشرون أخبارهم وفلسفتهم الوجودية، وهو رأي آتٍ من موسوعة تاريخية أدبية عروبية يمثلها سموه، وقد رُوِيَ عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوله: ' كان الشعرُ علمَ قومٍ لم يكن لهم علمٌ أصحُّ منه'، وقال الناقد الكبير محمد بن سلام الجُمحي:' كان الشعرُ في الجاهلية عند العرب ديوانَ علمهِم ومنتهى حِكمهم به، به يأخذون وإليه يصيرون'، هكذا فُهِمَ الشعرُ منذ عتباتِ القصيدة الأولى، فبالشعر يعلمُ الناسُ أخبارَ الآخرين ومعارفَهم ومشاعرَهم، وبذا فهو تعبير عن وجدان الأمة ووقع الوجود عليها؛ ولذا قيل عن الشعر: إنه ديوان العرب، وهل بغير الشعر عرفنا أخبارَ العرب وأنماطَ حياتهم وقيمَهم وأخلاقَهم، وعلاقاتِهم مع الأمم المجاورة، وكيف يفكرون ويعشقون ويكرهون، نعم إنه علمُ قوم لم يكن لهم علم أصح منه. كان للعرب أسواقٌ أدبية في العصر الجاهلي وما تلاه من عصور، وفي رأيي أن المقاربة بين أسواق العرب قديمًا وبين بيت شعر الشارقة وبيوت الشعر في المدن العربية في هذا الزمن غير دقيقة؛ فلا يمكن تشبيهها بتلك الأسواق القديمة لسبب واضح دالٍّ: كان في كل زمن قديم سوق مرتبطة بالتجارة وبمواسم الحج، فكانت في العصر الجاهلي سوق عُكاظ جنوب مكة، تعقد قبيل أيام الحج، وفي ذات الزمن كان الشعر يلقى في مضارب القبيلة، وفي بلاط الحِيرة حيث المناذرة في العراق، وخيام جِلَّق والجَابية حيث الغساسنة في بلاد الشام، والغريب أنه لم يظهر من هاتين المملكتين إلا شاعر واحد في الحيرة هو عدي بن زيد العبادي التميمي، وفي عصر الرسول صلى الله عليه وسلم كان الشعر يلقى في المساجد أو في ساحات الفتح بلا مواسم محددة، وفي العصر الأموي كان يلقى في سوق المِرْبَد في البصرة، وفي سوق كُنَاسة في الكوفة حيث شعراء النقائض يفتخرون بعصبية قبلية طبعت هاتين المدينتين بطوابعهما، وهما أقرب إلى ما نسميه في أيامنا المسرح، يتوافد إليهما الجماهير للتسلية وليستمعوا إلى آخر ما قاله جرير والفرزدق وقليل من الشعراء الآخرين، كما كان الشعر يلقى في بلاط الخلافة في دمشق، وبعدها في بلاط الدولة العباسية والفاطمية والحمدانية والزنكية والأيوبية، وأغلب ذلك الشعر طبع بالمدح وهجاء الخصوم، لقد كان لتلك الأسواق القديمة دور طليعي في تأسيس الفكر العربي والأسلوب اللغوي، لكنها لم تك ذات أثر في نشر القصيدة بين العرب على امتدادهم الأفقي. وقد أقبل الناس على حفظ الشعر بفعل الرواة وصفاء الذهن، وانتشار العربية الفصيحة بين العرب، ولم يكن لهم غير الشعر وسيلة للهو أو الترفيه. فالمقاربة بين بيت الشعر في الشارقة وما تولد عنه من بيوت شعر عربية وبين الأسواق الأدبية قديمًا مقاربة توضيحية لكنها غير صحيحة؛ لأن ما تقوم به بيوت الشعر العربية من جهد معرفي تعليمي في نشر الشعر زمن تهلهل الذائقة الأدبية، ورعاية المواهب أضعاف ما قامت به الأسواق قديمًا، ويكفي الإشارة إلى عقد الأمسيات الشعرية أسبوعيًّا لشعراء من أقطار متباعدة، وكذلك الحضور من دول عربية مختلفة جمعتهم العروبة وجمال القصيدة، ولعل حضورًا لأية أمسية من أمسيات الثلاثاء الساعة التاسعة في بيت شعر الشارقة يكشف عن صحة ما نقول، هذا ما تنهض به دائرة الثقافة في الشارقة بجهد مديرها المبدع الأستاذ عبدالله بن محمد العويس والمتابعة الدائبة من صديق الشعر ومؤصِّل رواقه الشاعر محمد البريكي. وبعدُ، فلبيت الشعر في الشارقة وما تولد عنه من بيوت شعرية تقديرٌ فائق لما يوليه من رعاية للشعر والشعراء على امتداد مساحات الوطن العربي، وهو منصة للإبداع والعلم والفكر وضبط جودة القصيدة؛ لأنها ستنشد في جمهورٍ محبٍّ لجمالية صورة الكلمة، وتلقى أمام متابعي الحراك الشعري تدبرًا وتأملًا وتأثرًا ونقدًا، وإزاء ذلك فالمؤمّل من مبدعي القصيدة عدمُ التركيز على الصورة الفنية وحسب، بل إعطاء إيحائية اللغة وانزياحات الأسلوب ومموسقة النص ألقاءً بيانيًا، وما يدفع أي نص للخلود هو: الجمع الجمالي بين فتنة اللغة وتجديد الصورة وتنغيم الإيقاع معًا، لعل تأثيرًا في بنية العقل العربي تُحدِثُه القصيدة العربية المعاصرة.

عمون
منذ 2 ساعات
- عمون
اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين يختتم فعالياته في مهرجان جرش 39
عمون - اختتم اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين فعالياته الثقافية المتنوعة، التي شملت ندوات وأمسيات شعرية، ضمن مهرجان جرش للثقافة والفنون التاسع والثلاثين. وقد ألقى الشاعر عليان موسى العدوان، رئيس الاتحاد وعضو اللجنة العليا واللجنة الثقافية للمهرجان، كلمة ختامية أعرب فيها عن شكره وتقديره لجميع من ساهم في إنجاح هذه الفعاليات. واستهل العدوان كلمته بتقديم أسمى عبارات الولاء والانتماء للوطن وقائده جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، مثمنًا الرعاية الملكية السامية للمهرجان. كما وجه الشكر إلى عدد من الشخصيات والجهات التي قدمت الدعم والرعاية، وعلى رأسهم الشريفة بدور بنت عبد الإله ال ربيعان، مديرة مهرجان شبيب، ووزير الثقافة مصطفى الرواشدة، رئيس اللجنة العليا للمهرجان، والمدير التنفيذي أيمن سماوي. وقدم العدوان شكرًا خاصًا لأمين عام وزارة الثقافة الدكتور نضال الأحمد العياصرة، لحضوره حفل الافتتاح. وشمل الشكر أيضًا دائرة المكتبة الوطنية ممثلة في الأستاذة عروبة الشمايلة، وإدارة مركز الحسين الثقافي، ممثلة في أمين عمان الكبرى الدكتور يوسف الشواربة، ومدير المركز الأستاذ أيمن خليفات. كما ثمن حضور سعادة سفير جمهورية السودان الشقيقة، الأستاذ حسن سوار الذهب، لعدد من الفعاليات. وفي ختام كلمته، قدم العدوان شكره للهيئتين الإدارية والعامة لاتحاد الكتاب، وللشعراء والأدباء المشاركين الذين أثروا المهرجان بإبداعاتهم. كما توجه بالشكر للجمهور المميز من الأردن وضيوفه العرب، وخص بالذكر الشاعر زكي الصدير من المملكة العربية السعودية، والشاعرة فدا الهيل من دولة قطر. وختم العدوان كلمته بتوجيه الشكر للشاعر والناقد محمد الجهالين، لجهوده في التغطية الإعلامية وتوثيق الفعاليات، داعيًا الله أن يديم على الوطن نعمة الأمن والأمان.

عمون
منذ 2 ساعات
- عمون
بيتُ الشعر في الشارقة قصيدةٌ عربية مكتملة البهاء
بحكمةِ صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكمُ الشارقة وحكيمُها أنشِئَ بيتُ الشعر بدائرة الثقافة في رحاب إمارة الشارقة العاصمة الدائمة للعلم والأدب والفكر، ومن رؤية سموه يتجدد بيت الشعر تألقًا ليظللَ الشعراءَ بغيمة البيان ونَدى الجمال، ومن سحائب فكر سموه ورؤيته في عظمة اللغة العربية انطلق القائمون على بيت الشعر ليؤسسوا قواعَد بيانيةً راسخةً في فجر العربية، وتاريخ الشعر، وسحر الكلمة، ليكونَ من ثمة البناءُ مكتملَ البهاء أناقةً كما هي الشارقة في روحها وجمالها. إن ما يقوم به بيت الشعر هو تنشيطُ جمالِ حركيةِ الكلمة الشعرية، والفعل الثقافي، وإبراز صوت القصيدة في عالم تحيكُ خيوطَه عولمةُ المادة المتحجرة، بيتُ الشعر رافدٌ جمالي في مشروع الشارقة الثقافي، ففيه أمسيات أسبوعية تنشر شذى القصيدة ونداها في وجدان الحضور، وفيه: تعقد ندوات فكرية نقدية، وتمنح جوائز ثقافية، وتلقى محاضرات لتطوير مواهب المبدعين، وتعطى دورات في تعلم العروض، وتُحَّكمُ وتطبع دواوين الشعراء والمجلات الثقافية، وغير ذلك من مبادرات ومشاريع وإصدارات، وتبقى أمسية الثلاثاء في كل أسبوع منذ افتتاح بيت الشعر الأكثر تألقًا في البوح البياني، وفيها قصائد تلقى على ألسنة شعراء من مختلف أرجاء الوطن العربي وغيره من الأوطان أمامَ حضور يحرص على الاستماع والاستمتاع والتأمل. من بيت شعر الشارقة انطلقت بيوت الشعر العربية لتمتد على مساحة الوطن؛ لتنشر أصالة القصيدة في روح الأمة من المفرق في الأردن حتى نواكشط في موريتانيا، مرورًا بعَمَّان والأقصر والقيروان والخرطوم ومراكش وتطوان، وهي مدن بفعل الحراك الشعري أضحت مناراتٍ يهتدي بها وإليها الشعراء وعشاق البيان، وعلى منصاتها تُلقى أجمل القصائد لعلها تعيد وحدة الأمة بالكلمة تحت غيمة القصيدة وأحرفها الندية. ولسمو الشيح الدكتور سلطان بن محمد القاسمي راعي الثقافة ومفجر ينابعها رأيٌ في دلالة معنى الشعر، وهو العلم، إذ كان العرب منذ بدايات القصيدة الأولى به يتواصلون وينشرون أخبارهم وفلسفتهم الوجودية، وهو رأي آتٍ من موسوعة تاريخية أدبية عروبية يمثلها سموه، وقد رُوِيَ عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوله: " كان الشعرُ علمَ قومٍ لم يكن لهم علمٌ أصحُّ منه"، وقال الناقد الكبير محمد بن سلام الجُمحي:" كان الشعرُ في الجاهلية عند العرب ديوانَ علمهِم ومنتهى حِكمهم به، به يأخذون وإليه يصيرون"، هكذا فُهِمَ الشعرُ منذ عتباتِ القصيدة الأولى، فبالشعر يعلمُ الناسُ أخبارَ الآخرين ومعارفَهم ومشاعرَهم، وبذا فهو تعبير عن وجدان الأمة ووقع الوجود عليها؛ ولذا قيل عن الشعر: إنه ديوان العرب، وهل بغير الشعر عرفنا أخبارَ العرب وأنماطَ حياتهم وقيمَهم وأخلاقَهم، وعلاقاتِهم مع الأمم المجاورة، وكيف يفكرون ويعشقون ويكرهون، نعم إنه علمُ قوم لم يكن لهم علم أصح منه. كان للعرب أسواقٌ أدبية في العصر الجاهلي وما تلاه من عصور، وفي رأيي أن المقاربة بين أسواق العرب قديمًا وبين بيت شعر الشارقة وبيوت الشعر في المدن العربية في هذا الزمن غير دقيقة؛ فلا يمكن تشبيهها بتلك الأسواق القديمة لسبب واضح دالٍّ: كان في كل زمن قديم سوق مرتبطة بالتجارة وبمواسم الحج، فكانت في العصر الجاهلي سوق عُكاظ جنوب مكة، تعقد قبيل أيام الحج، وفي ذات الزمن كان الشعر يلقى في مضارب القبيلة، وفي بلاط الحِيرة حيث المناذرة في العراق، وخيام جِلَّق والجَابية حيث الغساسنة في بلاد الشام، والغريب أنه لم يظهر من هاتين المملكتين إلا شاعر واحد في الحيرة هو عدي بن زيد العبادي التميمي، وفي عصر الرسول صلى الله عليه وسلم كان الشعر يلقى في المساجد أو في ساحات الفتح بلا مواسم محددة، وفي العصر الأموي كان يلقى في سوق المِرْبَد في البصرة، وفي سوق كُنَاسة في الكوفة حيث شعراء النقائض يفتخرون بعصبية قبلية طبعت هاتين المدينتين بطوابعهما، وهما أقرب إلى ما نسميه في أيامنا المسرح، يتوافد إليهما الجماهير للتسلية وليستمعوا إلى آخر ما قاله جرير والفرزدق وقليل من الشعراء الآخرين، كما كان الشعر يلقى في بلاط الخلافة في دمشق، وبعدها في بلاط الدولة العباسية والفاطمية والحمدانية والزنكية والأيوبية، وأغلب ذلك الشعر طبع بالمدح وهجاء الخصوم، لقد كان لتلك الأسواق القديمة دور طليعي في تأسيس الفكر العربي والأسلوب اللغوي، لكنها لم تك ذات أثر في نشر القصيدة بين العرب على امتدادهم الأفقي. وقد أقبل الناس على حفظ الشعر بفعل الرواة وصفاء الذهن، وانتشار العربية الفصيحة بين العرب، ولم يكن لهم غير الشعر وسيلة للهو أو الترفيه. فالمقاربة بين بيت الشعر في الشارقة وما تولد عنه من بيوت شعر عربية وبين الأسواق الأدبية قديمًا مقاربة توضيحية لكنها غير صحيحة؛ لأن ما تقوم به بيوت الشعر العربية من جهد معرفي تعليمي في نشر الشعر زمن تهلهل الذائقة الأدبية، ورعاية المواهب أضعاف ما قامت به الأسواق قديمًا، ويكفي الإشارة إلى عقد الأمسيات الشعرية أسبوعيًّا لشعراء من أقطار متباعدة، وكذلك الحضور من دول عربية مختلفة جمعتهم العروبة وجمال القصيدة، ولعل حضورًا لأية أمسية من أمسيات الثلاثاء الساعة التاسعة في بيت شعر الشارقة يكشف عن صحة ما نقول، هذا ما تنهض به دائرة الثقافة في الشارقة بجهد مديرها المبدع الأستاذ عبدالله بن محمد العويس والمتابعة الدائبة من صديق الشعر ومؤصِّل رواقه الشاعر محمد البريكي. وبعدُ، فلبيت الشعر في الشارقة وما تولد عنه من بيوت شعرية تقديرٌ فائق لما يوليه من رعاية للشعر والشعراء على امتداد مساحات الوطن العربي، وهو منصة للإبداع والعلم والفكر وضبط جودة القصيدة؛ لأنها ستنشد في جمهورٍ محبٍّ لجمالية صورة الكلمة، وتلقى أمام متابعي الحراك الشعري تدبرًا وتأملًا وتأثرًا ونقدًا، وإزاء ذلك فالمؤمّل من مبدعي القصيدة عدمُ التركيز على الصورة الفنية وحسب، بل إعطاء إيحائية اللغة وانزياحات الأسلوب ومموسقة النص ألقاءً بيانيًا، وما يدفع أي نص للخلود هو: الجمع الجمالي بين فتنة اللغة وتجديد الصورة وتنغيم الإيقاع معًا، لعل تأثيرًا في بنية العقل العربي تُحدِثُه القصيدة العربية المعاصرة.