logo
"نطق بالحق والمبدأ قبل الرحيل".. الشيخ صالح حنتوس آخر دروس الكرامة

"نطق بالحق والمبدأ قبل الرحيل".. الشيخ صالح حنتوس آخر دروس الكرامة

اليمن الآنمنذ 20 ساعات
في مساء الثلاثاء، كان الشيخ السبعيني صالح حنتوس، يقف في سطح منزله بقرية البيضاء بمديرية السلفية بمحافظة ريمة، ممسكًا بمواقفه كما تمسك طوال عمره بالمصحف.
لم يكن شيخ القرآن الكريم مجرد رجل يدير دارًا لتعليم كتاب الله، بل رمزًا لأجيال تعلمت منه التلاوة والعقيدة والاعتدال. لكن مواقفه الرافضة لمليشيا الحوثي وطرق تعليمها ومنهجها السام، وتمسكه بمواصلة التدريس في مسجده رغم إغلاق دار القرآن قبل سنوات، جعله هدفًا مباشرًا في قائمة "العداء للمشروع الاجرامي الإمامي".
فجر الثلاثاء، بدأ القصف. لم تكن طلقات تحذيرية، بل حملة منظمة نفذتها مليشيا الحوثي طوقت فيها منازل القرية بأكثر من عشرين طقمًا، وأمطرتها بالقذائف، واستمر القصف حتى الليل.
في السابعة مساءً، ارتقى الشيخ شهيدًا. رواها قريبه هشام المسوري الذي كتب لاحقًا: "استشهد عمي وهو يقاوم في سطح منزله. حاولت زوجته سحب جثته، لكنها تعرضت للقصف مراراً. بعد محاولة، استطاعت التسلل وسحب الجثمان ، هي الآن محاصرة مع جدتي التي تبلغ من العمر 85 عامًا، بلا ماء".
زوجة الشيخ صالح حنتوس وفي اتصال هاتفي أُجري معها مساء يوم الاستشهاد، كانت تنزف منذ أكثر من 13 ساعة. قالت:
"قتلوا زوجي وهو في السطح، وأنا مصابة. حاولت الصعود للتأكد من مصيره، فأُطلقت عليّ النيران وأُصبت مجددًا بشظايا. حتى خزانات المياه قصفت، رفضوا حتى السماح لنا بقطرة ماء."
تضيف "رفضت الخروج من المنزل ورفضت حيلة الحوثيين الذين طالبوا مني الخروج لاسعافي". مستطردة "لا اقبل ان يسعفني أعداء الله".
يقول شهود عيان لـ"الصحوة نت" إن أصوات الانفجارات كانت تُسمع من مسافات بعيدة، وإن ألسنة اللهب كانت تتصاعد طوال الليل.
في زمن صار فيه تحفيظ القرآن جريمة، صار الشيخ صالح شهيدًا. لم يغادر قريته، ولم يساوم على عقيدته، بل دفع حياته ثمنًا لموقف عاش عليه.
في كلماته الأخيرة التي لم تُسمع، بقي صوته الأوضح: أن يموت الإنسان واقفًا وهو يحمل قضيته مدافعاً عن أهله وبيته، خير من أن يعيش منبطحًا خاضعاً.
قالها في تسجيل صوتي صباحاً ثم نام مساء نومته الأخيرة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

السامعي ينفجر غضبًا في وجه جماعته الحوثية: حاكموا قتلة الشيخ صالح حنتوس قبل فوات الأوان
السامعي ينفجر غضبًا في وجه جماعته الحوثية: حاكموا قتلة الشيخ صالح حنتوس قبل فوات الأوان

اليمن الآن

timeمنذ 35 دقائق

  • اليمن الآن

السامعي ينفجر غضبًا في وجه جماعته الحوثية: حاكموا قتلة الشيخ صالح حنتوس قبل فوات الأوان

طالب عضو ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى التابع لجماعة الحوثي، سلطان السامعي، وزير الداخلية في حكومة الجماعة الانقلابية، عبدالكريم الحوثي، بإصدار أوامر فورية للقبض على منفذي جريمة قتل الشيخ صالح حنتوس في محافظة ريمة. وقال السامعي في تدوينة على حسابه بمنصة "إكس"، رصدها "المشهد اليمني" : "الأخ وزير الداخلية المحترم، مروا بالقبض على مرتكبي قتل الشيخ صالح حنتوس في ريمة، والتحقيق بهذا التمادي على دماء الناس، وإحالتهم إلى القضاء ومحاكمتهم محاكمة سريعة قبل فوات الأوان". يأتي هذا الطلب عقب تزايد الغضب الشعبي من الجريمة التي هزت محافظة ريمة وكل اليمن، والتي قُتل فيها الشيخ حنتوس، أحد معلمي القرآن، إثر قصف مباشر نفذته قوات تابعة للحوثيين استهدف منزله ومسجده في مديرية السلفية، وأسفر كذلك عن سقوط ضحايا من أفراد أسرته. وكانت وزارة الداخلية التابعة للجماعة قد أصدرت في وقت سابق اليوم بيانًا بررت فيه العملية، واتهمت الشيخ حنتوس بـ"التحريض على الدولة" وعدم التحشيد في فعالياتها، وألصقت في الشيخ المغدور، التهمة المعلبة الجاهزة، زاعمة أنه يتعامل مع العدوان الأمريكي. الحوثيون يسلّمون جثمان معلم القرآن الشيخ صالح حنتوس بعدما أعدموه في منزله (فيديو) وكان الشيخ حنتوس، البالغ من العمر أكثر من 70 عامًا، قد استُشهد مساء الثلاثاء إثر حصار وقصف شنته قوة حوثية كبيرة استهدفت منزله بشكل مباشر، ما أدى أيضًا إلى إصابة زوجته بجروح خطيرة، في جريمة أثارت موجة استنكار واسعة في الأوساط اليمنية. وقد حاولت مليشيات الحوثي خلال الأعوام الماضية منع الشيخ حنتوس من تحفيظ القرآن الكريم في مسجده، بعد أن أغلقت دار التحفيظ التي كان يشرف عليها منذ عقود، وقامت بتهديده ومضايقته مرارًا، وصولًا إلى محاولة اختطافه، غير أنه رفض الاستسلام، وواجه الهجوم حتى استُشهد. وبحسب شهادات من أبناء المنطقة، فإن الشيخ الراحل أفنى عمره في تعليم كتاب الله، والصلح بين الناس، وخدمة المجتمع، قبل أن ينتهي به المطاف قتيلًا على يد جماعة تزعم الدفاع عن القيم والمظلومين، بينما تمارس القتل والحصار بحق من يحفظون القرآن. وأعرب اليمنيون عن صدمتهم من الجريمة، مؤكدين أنها تكشف تناقضات الخطاب الحوثي الذي يدّعي نصرة غزة، في حين تستهدف الجماعة معلمي القرآن داخل اليمن، وتفجر المساجد ومنازل المدنيين.

سبأ: مجلس الوزراء يستنكر جريمة تصفية الحوثيين للشيخ حنتوس وحفيده
سبأ: مجلس الوزراء يستنكر جريمة تصفية الحوثيين للشيخ حنتوس وحفيده

اليمن الآن

timeمنذ 38 دقائق

  • اليمن الآن

سبأ: مجلس الوزراء يستنكر جريمة تصفية الحوثيين للشيخ حنتوس وحفيده

يمن ديلي نيوز: استنكر مجلس الوزراء (الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً)، اليوم الأربعاء 2 يونيو/حزيران، ما وصفه بـ'الجريمة النكراء' التي ارتكبتها جماعة الحوثي المصنفة إرهابية، بتصفية الشيخ صالح حنتوس وحفيده حمزة، واستهداف منزله في مديرية السلفية بمحافظة ريمة (غربي اليمن). وقالت الحكومة اليمنية – وفق وكالة الأنباء اليمنية 'سبأ' – إن 'الجريمة تذكّر بالسجل الأسود للمليشيات في التنكيل بالمواطنين وإرهابهم، كسلوك انتقامي ثابت في نهجها ومشروعها الإمامي الكهنوتي'. وأضافت: 'جرائم مليشيا الحوثي وانتهاكاتها السافرة بحق اليمنيين الرافضين لمشروعها القمعي والطائفي لن تمر دون محاسبة وعقاب'. جاء ذلك خلال اجتماع للحكومة اليمنية، اليوم في عدن (العاصمة المؤقتة لليمن)، ترأسه رئيس الوزراء 'سالم بن بريك'. ومساء أمس، قُتل مدير دار القرآن الكريم في مديرية السلفية بمحافظة ريمة، الشيخ صالح حنتوس (72 عاماً)، فيما أُصيبت زوجته خلال هجوم مسلح استمر لساعات، شنّته جماعة الحوثي على منزله، الذي كان متحصناً فيه مع أسرته. وفي وقت متأخر من مساء الاثنين، أفادت مصادر محلية لـ'يمن ديلي نيوز' بقيام جماعة الحوثي بنقل عتاد وأسلحة إلى منزله، دون ذكر مزيد من التفاصيل. وفي تسجيل صوتي متداول قبل مقتله، قال الشيخ حنتوس إن الحوثيين أطلقوا النار عليه داخل المسجد في محاولة لاغتياله، متهماً إياهم بنهب رواتبه ورواتب زوجته، وإطلاق النار على أولاده في السوق. وأضاف: 'أنا مظلوم. أخذوا مرتباتي ونهبوا المبنى، ثم أطلقوا النار على أولادي داخل السوق. توجهنا إلى الدولة، لكن لم ينصفنا أحد. الآن يهددونني بقصف منزلي. حسبنا الله ونعم الوكيل. إن شاء الله تكون شهادة في سبيل الله'. وأثار مقتل الشيخ حنتوس موجة واسعة من الحزن والتعاطف في الأوساط الشعبية اليمنية، انعكست في ردود فعل مستنكرة للحملة التي نفذتها جماعة الحوثي ضد شيخٍ مسنٍ أعزل، كان متحصناً في منزله برفقة زوجته وأفراد أسرته. مرتبط مجلس الوزراء الشيخ صالح حنتوس

حين يكون العنف عقيدة: لماذا يستحيل التعايش مع الحوثي؟
حين يكون العنف عقيدة: لماذا يستحيل التعايش مع الحوثي؟

الصحوة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الصحوة

حين يكون العنف عقيدة: لماذا يستحيل التعايش مع الحوثي؟

لم تكن جريمة استشهاد الشيخ صالح حنتوس في محافظة ريمة، بعد استهدافه بالقذائف داخل منزله من قِبل مليشيات الحوثي، مجرد حادثة فردية عابرة، بل فصلًا جديدًا في سجل العنف الدموي الذي تمارسه الجماعة ضد كل من لا ينتمي لمشروعها الطائفي. مشهد اغتيال "الشيخ حنتوس" الذي لا يفرّق بين جبهة قتال وساحة بيت آمن، كشف بوضوح طبيعة المليشيا التي لا تعبأ بحرمة النفس، ولا تقدّس منزلًا، ولا تُبجّل مسجدًا، ولا تحترم دور تعليم كتاب الله. الشيخ حنتوس لم يكن قائدًا عسكريًا ولا زعيمًا سياسيًا، بل معلّم قرآن ووجه اجتماعي معروف في منطقته باعتداله ونشاطه التربوي والديني، ومع ذلك، لم تشفع له سلميته ولا حياده؛ لأن الحوثية لا ترى في المخالفين شركاء، بل أعداء يجب إخراسهم بالعنف. وهنا تتجلّى الحقيقة الأكثر وضوحاً حيث لم تكن الحوثية يومًا سوى مشروع عنف متمدّد، منذ نشأتها كمليشيا متمردة على الدولة، تمارس التوحش من الكلمة حتى الطلقة منذ أول حروبها ضد اليمنيين في العام 2004. لا تؤمن هذه المليشيات بدستور، ولا تلتزم بمواثيق، ولا تحترم حرمة النفس التي حرّم الله، ولا المساجد التي تفجّرها، ولا مراكز تعليم القرآن التي تغلقها وتدمرها، كل ما لا يخضع لسرديتها العقدية الطائفية يُصنَّف عدوًا، وكل من يحافظ على استقلاله يُستهدف بالتخوين أو التصفية. تؤكد جريمة ريمة مجددا أن العنف في هذه المليشيات متجذرا وأن الرهان على "أنسنتها" أو دمجها في الحياة السياسية هو رهان خاسر، فالحوثي لا يرى نفسه طرفًا سياسيًا، بل وصيًا إلهيًا، يحتكر الحقيقة والحكم، ويرى في التعدد والتعايش تهديدًا لسلطته. وما لم تُجرَّد هذه المليشيات من القوة، وتُجرَّم كأيديولوجيا قائمة على التمييز والهيمنة الطائفية، فإن كل حديث عن سلام مستدام أو شراكة وطنية سيظل مجرد وهم. منذ ظهورها بمحافظة صعدة، تبنت الحوثية سياسة تقوم على الإقصاء الدموي لكل مخالفيها، سواء أكانوا من التيارات الدينية الأخرى، أو من خصومها السياسيين، أو من المواطنين المستقلين الذين يرفضون الخضوع لها، فقد دمّرت التعايش الراسخ بالمحافظة من خلال تهجير يهود آل سالم والقبائل الذين لم يخضعوا لها وطردت السلفيين وأنهت مركزهم العلمي الموجود منذ عقود. وحين سيطرت على العاصمة صنعاء بالقوة في سبتمبر ٢٠١٤، طبقت نفس السياسة على نطاق واسع حتى على أولئك الذين صدقوا شعاراتها الزائفة وتعاونوا معها، فكان جزاؤهم التصفية والسجن والنفي من عمران وحجة إلى صنعاء، إلى البيضاء وبقية المحافظات التي وصل عنفها المنفلت إليها. تتكرر مشاهد الاستهداف الوحشي لكل من يخرج عن مسارها، سواء أكان عالم دين، أو شيخ قبيلة، أو ناشطًا مدنيًا أو حتى مواطنا أعزلا يطلب الله في عربية، انطلاقا من نهجا الإيديولوجي المنظم الذي يرى في المخالف خطرًا وجوديًا يجب القضاء عليه. تأتي جريمة اغتيال الشيخ حنتوس ضمن مشروع طائفي يستهدف تغيير الهوية الدينية والثقافية لليمن. وكما قال الباحث الحقوقي همدان العلي: "تصفية الشيخ صالح حنتوس ليست حادثة عارضة، بل ضمن مخطط لفرض التشيّع ومصادرة الحق الديني لأبناء اليمن في التمسك بعقيدتهم السنية. الحوثيون يمضون في تنفيذ هذا المخطط بلا خجل، مستغلين حالة الخداع التي انطلت على بعض اليمنيين والعرب تحت شعارات مثل تحرير القدس، أو محاربة الفساد". ويضيف: "المؤلم أن كثيرًا من علماء السنة في اليمن وخارجه يلتزمون الصمت، رغم أن ما يجري هو استهداف منظم لهويتهم. لا بد من كسر هذا الصمت وإعلان الحقيقة كما هي: الحوثي يستهدف إنسانية اليمنيين عبر فرض التشيّع ومحو الاعتقاد السني". هذا التصريح يكشف بوضوح أن جريمة ريمة لا تخص منطقة بعينها، بل تعكس صميم عقيدة الحركة الحوثية، التي تتجاوز السياسة إلى اختراق ونسف البنية الدينية والاجتماعية للمجتمع اليمني. انتهاكات موثقة بلا ردع مركز الشيخ حنتوس لتحفيظ القرآن كان أحد روافد التعليم الديني المعتدل في ريمة، ويحظى باحترام واسع، لكن الحوثيين، الذين يرون في أي نشاط ديني مستقل تهديدًا وجوديًا، اقتحموا المركز في 2021، فتشوه بحثًا عن أسلحة ولم يجدوا شيئًا، ومع ذلك أغلقوه، واحتلوا مساكنه، وهددوا الشيخ، وأجبروه على التدريس داخل المسجد. وفي مفارقة مثيرة للسخرية، قاد الحملة ضده القياديان الحوثيان فارس روبع وفؤاد الجرادي، وهما ذات الشخصين اللذين خرجا بعد أيام في فعاليات "نصرة فلسطين" يتحدثان عن الجرائم الإسرائيلية! لكن ما فعلوه في ريمة لا يختلف في جوهره عمّا يفعله الاحتلال في غزة: تفجير، قتل، حصار، وتصفية ممنهجة للهوية. تقارير فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة بين 2017 و2023 وثّقت العشرات من جرائم الاغتيال والتعذيب والاختفاء القسري بحق مشايخ دين، ومعلمين، وناشطين. في تقرير 2022، قال الفريق: "الحوثيون يمارسون قمعًا منظّمًا وممنهجًا ضد أي شخصية لا تتماهى مع فكرهم، ويستخدمون الاعتقال والتعذيب والقتل كوسائل لإخضاع المجتمع". كما وثّقت منظمات دولية مثل هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية عمليات اغتيال وتصفيات جسدية بحق رموز دينية مناهضة للحوثي، بل وصنّفت بعض هذه الانتهاكات ضمن جرائم الحرب. ومع ذلك، لم يُفعَّل أي رادع دولي حقيقي، وظلت هذه التقارير حبيسة الأدراج، بينما تحوّلت الدعوات إلى "التهدئة" إلى غطاء للوحشية المتزايدة. دموية الحوثيين واستحالة التعايش الخطورة لا تتوقف عند الاغتيالات الجسدية فحسب، بل تتعداها إلى ما يمكن وصفه بـ"الاغتيال المجتمعي والثقافي"، الحوثيون يدركون أن السيطرة الفعلية على اليمن تمر عبر إخضاع العقل الديني والاجتماعي، وليس فقط الأرض. لذا فإن تصفية الشيخ حنتوس، ليس مسألة أمنية، بل إخراس لصوت لا يقبل أن يتحول الدين إلى سلاح طائفي. إنها رسالة للآخرين "إمّا أن تكون معنا أو تصير جثة"، وهو نهج لا يُنتج سوى مزيد من العنف، والانقسام، والمجتمع الخائف الذي يخنق الحريات ويُميت التعددية. ولا يتوقف خطر الحوثيين عند القتل الجسدي، بل يمتد إلى "اغتيال التنوع والتعدد" في المجتمع، فالمعركة بالنسبة لهم ليست على الأرض فقط، بل على العقول، ويُعد إسكات صوت معتدل كصوت حنتوس، رسالة مرعبة: "إما أن تكون معنا... أو تُمحى". ويبرز الفكر الإقصائي المعلن في أكثر من خطاب، صرّح زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي بأن مشروعه "إلهي"، وأن خصومه "أعداء الله" وفي أحد خطاباته قال: "نحن مؤمنون أن من يعادي مسيرتنا، فقد عادى الله" وهذا الخطاب ينزع عن الآخر كل شرعية، بل حتى صفته الإنسانية. بالإضافة إلى أن السلوك العملي يوضح أنه لا توجد منطقة سيطر عليها الحوثي إلا وأخضعها لهيمنة أمنية وعقائدية مطلقة، فمن المدارس، المساجد، الجمعيات، وحتى الأعراس، أصبحت ساحات لبث خطاب الجماعة، كل صوت مستقل يُخنق، وكل نشاط غير مرخص لهم يُغلق أو يُقصف. وتؤكد تقارير حقوقية دولية ومحلية، أن الجماعة مارست التطهير الطائفي، والتمييز الديني، والاعتقال بناءً على المذهب، بل وأعادت تصنيف المواطنين وفق "الهوية الإيمانية" المزعومة. كما أن كل محاولات الشراكة من الحوثيين فشلت سواء منذ مشاركتهم بالحوار الوطني الشامل 2013 وحتى الآن جميعها انتهت بالفشل ليس لأن الخصوم رفضوا، بل لأن الحوثي ينقض كل اتفاق بمجرد أن يلتقط أنفاسه. لا يمكن التعايش مع جماعة ترى في الوطن غنيمة، وفي المواطن المختلف معها عدوًا، وتسعى لبناء "دولة الطائفة الواحدة"، الحوثي لا يؤمن بالشراكة ولا بالديمقراطية، بل بالحكم بالسلالة والعقيدة المفروضة. تجاهل هذه الحقيقة لن يؤدي إلا إلى مزيد من الدماء والانهيار واليمن لا يحتمل المزيد من الكوابيس المغلّفة بشعارات كاذبة. جريمة اغتيال الشيخ حنتوس لحظة يجب أن يتوقف عندها الجميع. ليست لأنه شيخ، بل لأن استهدافه يرمز إلى اتجاه مرعب تسير نحوه البلاد: حرب هوية، وإبادة تعدد، وتفكيك نسيج المجتمع. آن الأوان لأن يُسمى الحوثي باسمه الحقيقي: جماعة دموية طائفية لا تختلف في جوهرها عن الحركات المتطرفة التي تستخدم الدين كسلاح قمع وهيمنة، كما أن السكوت على جرائمها اليوم، يعني منحها ترخيصًا بمزيد من الدم غدًا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store