logo
استوديو «جيبلي» يحتفل بأربعين عامًا من الإبداع والتأثير العالمي

استوديو «جيبلي» يحتفل بأربعين عامًا من الإبداع والتأثير العالمي

الوسط٠٦-٠٦-٢٠٢٥

يحتفل استوديو الرسوم المتحركة الياباني «جيبلي» هذا الشهر بذكرى مرور أربعين عامًا على تأسيسه، حصل خلالها على جائزتَي أوسكار واستقطب أجيالًا من المعجبين المخلصين الذين انبهروا بقصصه الفريدة المرسومة يدويًا وعالمه البصري.
تأسس استوديو «جيبلي» العام 1985 على يد هاياو ميازاكي وإيساو تاكاهاتا، الذي توفي العام 2018، واستحال ظاهرة ثقافية عالمية بفضل روائعه مثل «ماي نايبر توتورو» أو «جاري توتورو» (1988)، و«سبيريتد أواي» أو «المخطوفة» (2001)، وفقا لوكالة «فرانس برس».
تقول مارغوت ديفال (26 عامًا)، وهي من محبي أعمال «جيبلي»: «القصة آسرة، والرسومات جميلة. ربما أشاهد "المخطوفة" عشر مرات سنويًا حتى اليوم».
-
-
حاز «جيبلي» أخيرًا جائزة أوسكار ثانية عام 2024 عن فيلم «ذي بوي أند ذي هيرون» أو «كيف تعيش».
وبفضل الطابع المميز لهذه الأعمال المفعمة بالحنين إلى الماضي، امتلأت وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرًا بصور «بأسلوب جيبلي»، مُولَّدة بواسطة أحدث أدوات الذكاء الاصطناعي من «أوبن إيه آي»، ما أعاد إشعال الجدل حول حقوق الملكية الفكرية.
أشياء متداخلة بشكل جميل
أوضح غورو ميازاكي، نجل هاياو، في مقابلة أجرتها معه مؤخرًا وكالة فرانس برس، أنّ تاكاهاتا وميازاكي، اللذين ينتميان إلى «جيل شهد الحرب»، أدرجا عناصر قاتمة في قصصهما.
وأضاف: «لا تقتصر الأمور على الجوانب الجميلة فقط، بل هناك أيضًا المرارة وأشياء أخرى متداخلة بشكل جميل في قصص» جيبلي، متحدثًا عمّا يشبه «رائحة موت» تنبعث من هذه الأفلام.
وقال غورو ميازاكي: «بالنسبة للشباب الذين نشأوا في زمن السلم، من المستحيل ابتكار عمل يحمل المعنى والنهج والموقف نفسه الذي يحمله جيل والدي».
حتى «جاري توتورو» يُعد فيلمًا «مخيفًا» من بعض النواحي، إذ يستكشف الخوف من فقدان الأحبّة.
وتتفق سوزان نابير، الأكاديمية في ماساتشوستس ومؤلفة كتاب «عالم ميازاكي»، مع هذا التفسير.
في استوديو «جيبلي»، ثمة غموض وتعقيد، وقبولٌ لحقيقة أن النور والظلام غالبًا ما يتعايشان، على عكس الرسوم المتحركة الأميركية التي تفصل بوضوح بين الخير والشر.
على سبيل المثال، فيلم Nausicaä of the Valley of the Wind «ناوسيكا أميرة وادي الرياح» (1984)، الذي يُعتبر أول أفلام «جيبلي»، لا يحتوي على «شرير» حقيقي.
كان هذا الفيلم الروائي، الذي تُبدي فيه أميرة مستقلة اهتمامًا بحشرات عملاقة وغابة سامة، وفق نابير: «جديدًا للغاية.. بعيدًا كل البعد عن الصور النمطية المعتادة».
وأضافت: «كان بعيدًا كل البعد عن صورة المرأة السلبية التي تحتاج إلى إنقاذ».
عالم قائم بذاته
تُصوّر أفلام «جيبلي» أيضًا عالمًا يحافظ فيه البشر على صلة عميقة بالطبيعة وعالم الأرواح، كما في فيلم Princess Mononoke «الأميرة مونونوكي» (1997).
هذه الحكاية، التي تتناول فتاة صغيرة ترعرعت على يد إلهة ذئب وتحاول حماية غابتها من تهديد البشر، «فيلم جاد ومظلم وعنيف»، على ما تقول سوزان نابير.
وتضيف نابير أن أعمال الاستوديو الياباني «تتميّز ببعد بيئي وروحاني، وتبرز أهميتها في السياق الحالي لتغير المناخ»، مشيرة إلى أن الرجلين كانا أيضًا «ملتزمين سياسيًا بشكل كبير».
تلفت ميوكي يونيمورا، وهي أكاديمية مقيمة في طوكيو ومتخصصة في ثقافة الرسوم المتحركة، إلى الغنى الكبير في أفلام «جيبلي».
وتقول: «مع كل مشاهدة، تكتشف شيئًا جديدًا. لهذا السبب يشاهد بعض الأطفال فيلم "توتورو" 40 مرة».
تأثير فرنكوفوني
وتؤكد يونيمورا أن هاياو ميازاكي وإيساو تاكاهاتا استطاعا استحداث عوالم أصلية كهذه بفضل انفتاحهما على الثقافات الأخرى.
من بين المؤثرين عليهما: الكاتب أنطوان دو سانت إكزوبيري، والمخرج بول غريمو، والفنان الكندي فريديريك باك الحائز جائزة الأوسكار عن فيلم The Man Who Planted Trees «الرجل الذي زرع الأشجار» (1987).
درس تاكاهاتا الأدب الفرنسي، وهو ما كان له دورٌ حاسمٌ في مسيرته الفنية، كما تقول يونيمورا، مضيفة: «كلاهما يقرأ بنَهَم، ما يُفسر موهبتهما في الكتابة وسرد القصص».
في فيلم «ناوسيكا»، استلهم هاياو ميازاكي من الأساطير اليونانية وأعمال عديدة، منها «السيدة التي أحبت الحشرات»، وهي قصة يابانية من القرن الثاني عشر.
ووفقًا للأستاذة الأكاديمية: «لن يعود استوديو جيبلي كما كان بعد تقاعد ميازاكي، ما لم تظهر مواهب مماثلة».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

زفاف جيف بيزوس في البندقية يثير الجدل بين الفخامة والعواقب البيئية
زفاف جيف بيزوس في البندقية يثير الجدل بين الفخامة والعواقب البيئية

الوسط

timeمنذ 15 ساعات

  • الوسط

زفاف جيف بيزوس في البندقية يثير الجدل بين الفخامة والعواقب البيئية

تُوّجت قصة الحب بين مؤسس شركة «أمازون» جيف بيزوس (61 عامًا) وخطيبته، الإعلامية السابقة لورين سانشيز (55 عامًا)، بزفاف فاخر أُقيم الجمعة في مدينة البندقية الإيطالية، وسط اهتمام إعلامي عالمي وانقسام محلي بشأن تأثير الحدث على المدينة. وبحسب وزارة السياحة الإيطالية، فقد بلغت التكاليف المباشرة للحفل حوالي 28.4 مليون يورو، فيما قدّرت الإيرادات غير المباشرة، الناتجة عن التغطية الإعلامية والزخم السياحي، بنحو 895 مليون يورو، ليصل المجموع المتوقع إلى أكثر من 957 مليون يورو، وفقا لوكالة «فرانس برس». أقام العروسان حفل الزفاف في جزيرة سان جورجيو ماجوري المطلة على البندقية، واختارا الإقامة في فندق «أمان»، وهو قصر فخم يعود لعصر النهضة، حيث تبدأ أسعار الغرف فيه من 2000 يورو لليلة الواحدة. تضمنت المناسبة مجموعة من الفعاليات المتواصلة لأسبوع، وشهدت حضور أسماء شهيرة مثل إيفانكا ترامب، كيم كارداشيان، رانيا ملكة الأردن، وأوبرا وينفري. - - - وقد تبرّع بيزوس بـثلاثة ملايين يورو لصالح مشاريع بيئية وثقافية، منها حماية بحيرة البندقية، وجامعة المدينة الدولية، ومنظمة اليونسكو، بحسب رئيس منطقة فينيتو، لوكا زايا، الذي عبّر عن أمله في أن يتحول هذا الحفل إلى «التزام دائم» تجاه البندقية. «الاستحواذ على المدينة» فيما رأت وزيرة السياحة دانييلا سانتانشي أن الحدث يعكس أهمية «السياحة الفاخرة» كحليف اقتصادي، عبّر عدد من سكان المدينة عن مخاوفهم من التضخم السياحي، واعتبروا أن هذا النوع من المناسبات يساهم في تحويل البندقية إلى وجهة مغلقة للأثرياء، على حساب السكان المحليين. ورغم تصريحات المحافظ داركو بيلوس بأن الزفاف لم يستدعِ «تعزيزات أمنية إضافية»، أعربت مجموعات محلية مثل «لا مكان لبيزوس» عن استيائها مما وصفته بـ«الاستحواذ على المدينة»، ونظّمت احتجاجات رمزية ضد ما اعتبروه «خصخصة للمجال العام». واجه الزفاف انتقادات لاذعة من منظمات بيئية، أبرزها غرينبيس، التي نددت باستخدام الطائرات الخاصة لنقل الضيوف، في وقت تواجه فيه البندقية خطر ارتفاع مستوى البحار والتغير المناخي. وتشير تقارير علمية إلى أن الطائرات الخاصة مسؤولة عن نحو 1.8% من انبعاثات الطيران التجاري، ما يزيد من القلق بشأن استدامة مثل هذه المناسبات.

جوناثان أندرسون يعيد برمجة «ديور للرجال».. عرض آسر يمزج بين التراث والتجديد
جوناثان أندرسون يعيد برمجة «ديور للرجال».. عرض آسر يمزج بين التراث والتجديد

الوسط

timeمنذ 15 ساعات

  • الوسط

جوناثان أندرسون يعيد برمجة «ديور للرجال».. عرض آسر يمزج بين التراث والتجديد

شهد أسبوع الموضة الرجالية في باريس لحظة فارقة تمثّلت في تقديم المصمم جوناثان أندرسون أول مجموعة له لحساب «ديور للرجال» Dior Homme، وسط حضور نخبوي ضمّ نجومًا عالميين مثل روبرت باتينسون، دانيال كريغ، وريهانا، التي جلست إلى جوار الرئيس التنفيذي لمجموعة «إل في إم إتش» برنار أرنو. أطلّ المصمم الإيرلندي الشمالي، البالغ من العمر 40 عامًا، بمجموعة ربيع وصيف 2026 مستوحاة من أرشيف «ديور»، مشبعة في الوقت نفسه بروح عصرية متمرّدة. وقال قبل العرض: «لم أرغب في محو كل ما سبق، بل على العكس: أردت تكريم ما أنجز، وإعادة إحياء ديور من الداخل»، وفقا لوكالة «فرانس برس». التصاميم جاءت نتيجة تفكيكٍ ثم إعادة تركيب لهوية الدار، حيث دمج أندرسون بين أناقة المعاطف الطويلة من القرنين الـ18 والـ19، وشورتات «كارغو» عريضة مستلهمة من روح الشارع، وأعاد تفسير سترة «بار» الشهيرة بخطوط ذكورية مشدودة وخصر محدد. تلقى الضيوف المختارون، وعددهم 600، دعوة غير تقليدية تمثلت في طبق خزفي مزخرف بثلاث بيضات، ما أثار فضولًا واسعًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي. - - على خشبة العرض، تمازجت عباءات «كاب» ذات القصّات المستقيمة أو شبه المنحرفة، مع لوحة لونية أنيقة ومتنوعة: من الأبيض والبيج والرمادي، إلى لمسات نابضة من الوردي، الأخضر، الأحمر، والأرجواني. رموز ثقافية وأيقونات بصرية أندرسون الذي يتمتع بحضور لافت على «إنستغرام»، شارك متابعيه صورًا لأيقونات ثقافية مثل أندي وارهول، جان ميشال باسكيا، ولي رادزيويل، إلى جانب تفاصيل مرئية مثل وسائد دبابيس على شكل طيور وضفادع ومقاطع ساخرة لكيليان مبابي، سفير ديور، وهو يحاول ربط عنقه بطريقة فوضوية. كما كشف عن ثلاثة إصدارات جديدة من حقيبة Book Tote، كل واحدة تحمل طابعًا أدبيًا أو شخصيًا: «دراكولا»، «العلاقات الخطرة»، وDior by Dior المأخوذة من السيرة الذاتية للمؤسس. يأتي هذا العرض بعد أسابيع من تعيين أندرسون رئيسًا لقسم الأزياء النسائية في «ديور»، ليصبح أول مصمم منذ كريستيان ديور نفسه يشرف على الخطوط الرجالية والنسائية والأزياء الراقية في آنٍ معًا داخل الدار الفرنسية العريقة، في خطوة وُصفت بأنها إعادة هيكلة طموحة لمستقبل العلامة. وفي سياق يشهد تغيرات كبيرة في بيوت الأزياء الكبرى، يوازي حضور أندرسون في ديور أهمية تعيين ماتيو بلازي في «شانيل»، في مشهد يحاول إعادة صياغة ملامح الفخامة للمرحلة المقبلة.

لورد تفتتح مهرجان غلاستونبري 2025 بـ«حفلة سرية»
لورد تفتتح مهرجان غلاستونبري 2025 بـ«حفلة سرية»

الوسط

timeمنذ 16 ساعات

  • الوسط

لورد تفتتح مهرجان غلاستونبري 2025 بـ«حفلة سرية»

افتتحت المغنية النيوزيلندية الشهيرة لورد مهرجان غلاستونبري الموسيقي لهذا العام، مساء الجمعة، عبر حفلة مفاجئة وسرية اجتذبت جمهورًا واسعًا إلى مسرح «وودسيز» في جنوب غرب إنجلترا. تزامن ظهور لورد مع إصدار ألبومها الرابع المنتظر، والذي طُرح منتصف ليل الخميس الجمعة، لتشكل عودتها مفاجأة مبهجة لعشاق الموسيقى، وفق ما أفادت به وكالة «فرانس برس». واشتهرت لورد، واسمها الحقيقي إيلا ييليتش-أوكورن، بعدد من الأغاني الناجحة مثل Royals وGreen Light وSolar Power. وتسبّب خبر مشاركتها المفاجئة في المهرجان بازدحام شديد عند مسرح «وودسيز»، ما دفع المنظمين إلى إغلاقه موقتًا حفاظًا على السلامة العامة. ويُعد مهرجان غلاستونبري من أبرز الأحداث الموسيقية في العالم، ويشارك في نسخة هذا العام فنانون بارزون، من بينهم نيل يونغ، وأوليفيا رودريغو، وتشارلي إكس سي إكس، ورود ستيوارت. - - ومن جهة أخرى، تسود تكهنات قوية حول ظهور مرتقب للمغني الأسكتلندي لويس كابالدي، الذي قد يقدم حفلة غير معلنة ضمن فعاليات المهرجان. وكتب كابالدي على «إنستغرام» مع إصدار أغنيته الجديدة Survive: «مرّ وقت طويل»، مما عزز الاحتمالات بشأن مشاركته في عرض مفاجئ على مسرح «بيراميد». وكان كابالدي (28 عامًا) قد أعلن العام 2023 توقفه الموقت عن الغناء، بعد مواجهة صعوبات نفسية خلال أدائه في مهرجان غلاستونبري السابق، حيث عانى من نوبات هلع وأثر متزايد لـمتلازمة توريت، وهي حالة عصبية تؤدي إلى إصدار حركات أو أصوات لا إرادية تُعرف بالتشنجات. لقاء الشهرة والفن والتعافي وفي منشور سابق، عبّر كابالدي عن امتنانه لدعم جمهوره، مؤكدًا أنه يعمل على تحسين صحته النفسية والجسدية ليتمكن من الاستمرار في مسيرته الفنية. وقال: «سأعود في أقرب وقت ممكن». بهذه العروض المفاجئة والطاقات المتجددة، يؤكد مهرجان غلاستونبري مكانته كأحد أهم المنصات الموسيقية العالمية، حيث تتلاقى الشهرة، والفن، والتعافي الشخصي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store