logo
من بينهم هتلر وموسوليني: شخصيات مثيرة للجدل رُشحت لجائزة نوبل للسلام

من بينهم هتلر وموسوليني: شخصيات مثيرة للجدل رُشحت لجائزة نوبل للسلام

شفق نيوزمنذ 2 أيام
تُعد جائزة نوبل للسلام من أرفع الجوائز العالمية التي تُمنح تكريماً للجهود المبذولة في سبيل إحلال السلام ومواجهة النزاعات والصراعات في العالم، بيد أن تاريخ الجائزة لم يخلُ من مناسبات أثارت الحيرة والجدل، لاسيما بسبب ارتباطها بشخصيات سياسية ذات سجل دموي أو ديكتاتوري، جرى ترشيحهم لنيلها، وهو ما أثار تناقضاً مع ما تمثله الجائزة من قيم إنسانية وطرح تساؤلات بشأن المعايير التي تحكم الترشيحات.
كان من بين الأسماء التي أثارت الدهشة، أدولف هتلر، وبنيتو موسوليني، وشخصيات أخرى تركت بصمات حالكة في تاريخ البشرية، وعلى الرغم من عدم فوز أي منهم بالجائزة، فإن مجرد إدراج أسمائهم ضمن قائمة المرشحين فتح باباً للنقاش بشأن "التسييس" المحتمل للجائزة وتوظيفها في بعض الفترات لأهداف لا تمت بالضرورة إلى السلام بصلة.
ونستعرض هنا، على أساس تسلسل زمني، أبرز الشخصيات السياسية، والخلفيات والسياقات التاريخية التي قادت إلى ترشيحهم لجائزة نوبل للسلام، مع تعريف موجز في البداية لطبيعة الجائزة.
ما هي جائزة نوبل للسلام؟
في السابع والعشرين من نوفمبر/تشرين الأول عام 1895، وقّع المهندس والكيميائي السويدي، ألفريد نوبل (1833-1896)، مخترع الديناميت، وصيته الأخيرة، مُخصّصاً الجزء الأكبر من ثروته لسلسلة من الجوائز تُعرف بجوائز نوبل، تمنح في مجالات : الطب والفيزياء والكيمياء والآداب والسلام.
ووفقًا لما ورد في وصيته، فقد خُصّص جزء منها "للشخص الذي قدّم أفضل أو أعظم إنجاز في سبيل تعزيز الأخوّة بين الأمم، وإلغاء أو تقليص الجيوش الدائمة، وتنظيم مؤتمرات السلام ودعمها".
وتُمنح جائزة نوبل للسلام سنوياً منذ عام 1901، ولم تُمنح في تسع عشرة مناسبة فقط، والسبب وراء عدم منحها في تلك الأعوام أن اللوائح الخاصة بمؤسسة نوبل تنص على ما يلي: "إذا تبيّن أن أياً من الأعمال الخاضعة للنظر لا يتمتع بالأهمية المشار إليها في الفقرة الأولى، يُحتفظ بأموال الجائزة إلى العام التالي. وإذا تعذّر منح الجائزة حتى في ذلك الوقت، يُضاف المبلغ إلى الصندوق المخصص للمؤسسة".
كما تجدر الإشارة إلى أنه خلال فترة الحربين العالميتين الأولى والثانية، مُنحت جوائز نوبل عموماً بأعداد أقل من المعتاد.
ونرصد على مدار تاريخ نوبل للسلام، منح الجائزة لفائز واحد 71 مرة، وتقسيمها 31 مرة بين فائزَين اثنين، وتقسيم الجائزة على ثلاثة أشخاص في ثلاث مناسبات مختلفة: في عام 1994 عندما ذهبت لياسر عرفات، شيمون بيريز، وإسحاق رابين، وفي عام 2011 عندما مُنحت لإلين جونسون سيرليف، ولايمه غبوي، وتوكل كرمان، وفي عام 2022 عندما مُنحت لأليس بيالياتسكي، ومنظمة "ميموريال" الروسية، ومركز الحريات المدنية الأوكراني.
وتنص اللوائح الخاصة لمؤسسة نوبل على: "يجوز تقسيم مبلغ الجائزة بالتساوي بين عملَين إذا رأى القائمون أن كلاً منهما يستحق الجائزة. وإذا كان العمل الفائز قد أُنجز من جانب شخصين أو ثلاثة، تُمنح الجائزة لهم مجتمعين. ولا يجوز إطلاقاً تقسيم الجائزة على أكثر من ثلاثة أشخاص".
ويحق لأي شخص يستوفي شروط الأهلية أن يقدّم ترشيحاً لجائزة نوبل للسلام، وقد يتجاوز عدد المرشحين للجائزة ثلاثمائة شخص، بعدها يجري تقليص القائمة إلى ما بين عشرين وثلاثين مرشحاً، وهذه القوائم لا تُنشر للعامة، بل تُحفظ بسرية تامة. وفيما يلي أبرز المرشحين للجائزة الأكثر إثارة للجدل سياسياً في تاريخ الجائزة.
بينيتو موسوليني
رُشح الزعيم الفاشي الإيطالي، بينيتو موسوليني (1883-1945)، للجائزة في عام 1935، وهو نفس العام الذي غزا فيه إثيوبيا، وجاء ترشيحه أيضاً بعد أن أخضع نحو ثلاثة أرباع الشركات الإيطالية لسيطرة الدولة، واعتقاد البعض أنه جلب الاستقرار والنظام لإيطاليا بعد فترة من الفوضى.
وعلى الرغم من أن الترشيح لم يُثمر عن فوزه، فإن تقديم "ديكتاتور" معروف باضطهاده للمعارضين كمرشح للسلام لا يزال يُعتبر من أكثر مناسبات الجائزة إثارة للجدل.
ومع أن موسوليني نال ترشيحاً للجائزة، إلا أنه لم يُدرَج ضمن القائمة المختصرة التي أعدّتها لجنة نوبل، ومع ذلك، أُفيد بأن اللجنة شهدت خلافاً بشأن منح الجائزة في ذلك العام من عدمه.
وفي نهاية المطاف، مُنحت الجائزة لكارل فون أوزيتسكي، وهو ألماني قاد حملة معارضة لإعادة تسليح ألمانيا.
أدولف هتلر
رُشح أدولف هتلر، زعيم ألمانيا النازية، للجائزة في عام 1939 من قِبل عضو في البرلمان السويدي، وهو ترشيح انطوى على "السخرية" احتجاجاً على ترشيح شخصية أخرى.
رُشِّح هتلر مرة واحدة فقط للجائزة، وقدّم ترشيحه إي. جي. سي. برانت، البرلماني وعضو الحزب الاشتراكي الديمقراطي، بيد أن برانت، المعروف بمناهضته للفاشية، لم يقصد أن يُؤخذ هذا الترشيح على محمل الجد، بقدر ما كان بمثابة نقد ساخر للنقاش السياسي الدائر آنذاك في السويد.
تبدأ قصة ترشيح هتلر في الرابع والعشرين من يناير/كانون الثاني عام 1939، عندما قدّم اثنا عشر نائباً في البرلمان السويدي ترشيحاً يدعم رئيس الوزراء البريطاني، نيفيل تشامبرلين، لنيل جائزة نوبل للسلام، واستندوا في ذلك إلى اعتقادهم بأن تشامبرلين أنقذ السلام العالمي عبر توقيعه على اتفاق ميونيخ مع هتلر في سبتمبر/أيلول عام 1938، وهو اتفاق قضى بتسليم منطقة السوديت التابعة لتشيكوسلوفاكيا إلى ألمانيا.
وجاء في خطاب ترشيح تشامبرلين أنه "الرجل الذي أنقذ، خلال هذه الحقبة العصيبة، منطقتنا من العالم من كارثة رهيبة".
وبعد مرور ثلاثة أيام فقط على ترشيح تشامبرلين، أرسل برانت خطاباً إلى اللجنة النرويجية لجائزة نوبل، رشّح فيه أدولف هتلر لنيل الجائزة، وأثار هذا الترشيح لهتلر موجة من الاحتجاجات من قِبل الشيوعيين والاشتراكيين الديمقراطيين والليبراليين المناهضين للفاشية في السويد.
كما وُصف برانت بأنه "مجنون وأخرق وخائن" لمبادئ الطبقة العاملة. وبناء عليه أُلغيت جميع محاضراته في مختلف الجمعيات والنوادي، وقد أعرب برانت عن دهشته إزاء ردود الفعل العنيفة، بيد أنه فسر موقفه من هذا الترشيح لاحقاً.
في مقابلة مع صحيفة "سفينسكا مورغونبوستن" السويدية، أوضح برانت أن ترشيحه لهتلر كان ذا طابع ساخر، بعد أن دفعه ترشيح تشامبرلين إلى القيام بترشيح مضاد لهتلر، تعبيراً عن رفضه للنازية، ورأى أن اتفاق ميونيخ شكّل طعنة في ظهر تشيكوسلوفاكيا من قبل القوى الغربية، التي سلّمت منطقة السوديت إلى ألمانيا تحت ذريعة الحفاظ على السلام.
ومع اشتداد ردود الفعل العنيفة تجاه الترشيح، وظهور دلائل واضحة على أن الغالبية في السويد لم تدرك البعد الساخر وراء ترشيح هتلر، سحب برانت الترشيح من خلال رسالة وجّهها إلى اللجنة النرويجية لجائزة نوبل بعد بضعة أيام، وتحديداً في الأول من فبراير/شباط، وهو التاريخ النهائي لتقديم الترشيحات لجائزة عام 1939.
جوزيف ستالين
في أعقاب الحرب العالمية الثانية، ظهرت ترشيحات أخرى مثيرة للجدل، وكان أكثرها إرباكاً ترشيحان لزعيم الاتحاد السوفيتي السابق، جوزيف ستالين (1879-1953)، الذي رشح أولاً في عام 1945، ثم مرة أخرى في عام 1948، بيد أن ترشيحه كان جدلياً جداً بسبب مسؤوليته عن "مجازر" و"اضطهادات" في الاتحاد السوفيتي.
صدر ترشيح عام 1945 مباشرة بعد نهاية الحرب، وقدمّه هالفدان كوت، وهو مؤرخ بارز وكان يشغل سابقاً منصب وزير الخارجية النرويجي، وقد ضمّ كوت ستالين إلى قائمة تضم سبعة مرشحين آخرين، ورغم تعذر معرفة الدوافع الحقيقية وراء هذا الترشيح، يُرجّح أنه كان مدفوعاً باعتبارات سياسية.
فعند كتابة رسالة الترشيح، كانت النرويج متحالفة مع الاتحاد السوفيتي لعدة سنوات، وكان الجيش الأحمر قد حرّر جزءاً من أراضيها من الاحتلال الألماني، وروّجت وسائل الإعلام في الدول المتحالفة صورة إيجابية لستالين آنذاك، نظراً لدور السوفييت خلال الحرب.
وثمة احتمال، بحسب مؤرخين، أن كوت اعتبر ستالين أحد المساهمين الرئيسيين في تحقيق النصر للحلفاء، فقام بترشيحه على هذا الأساس، إلا أن ستالين لم يُمنح الجائزة، إذ ذهبت بدلاً من ذلك إلى السياسي الأمريكي، كورديل هل.
وثمة احتمال أن يكون الترشيح الثاني لستالين في عام 1948 قد انطلق هو الآخر من دوافع سياسية، وقد جاء هذا الترشيح من أستاذ جامعي تشيكوسلوفاكي يُدعى فلاديسلاف رييجر.
خلال تلك الفترة، كانت مساهمة الاتحاد السوفيتي في المجهود الحربي لا تزال محل تقدير واسع، كما أن تنامي نفوذ السوفييت في دول أوروبا الشرقية، مثل تشيكوسلوفاكيا، جعل من الضروري إبداء قدر من الاحترام اللائق للزعيم السوفيتي، ستالين.
قد يكون هذا هو الدافع وراء ترشيح ستالين، إلا أن ذلك لم يُفضِ إلى منحه الجائزة، فكما في المرة السابقة، لم يتم اختيار ستالين، ولم تُمنح الجائزة لأي شخص في تلك السنة، وقد أُعلن وقتها أن السبب هو عدم وجود مرشحين أحياء يستحقونها، فيما اعتُبر بمثابة تكريم رمزي للمهاتما غاندي الذي كان اغتيل مؤخراً.
مهاتما غاندي
رُشح غاندي خمس مرات دون أن يُمنح الجائزة على الإطلاق، وهو أمر مثير للدهشة، خصوصاً أنه رمز عالمي للسلام والمقاومة السلمية، ويعتقد كثيرون أن عدم منحه الجائزة يُعد خطأ تاريخياً فادحاً، إذ أغتيل في عام 1948 دون أن يحصل على التكريم الذي يراه البعض مستحقًا بامتياز.
وفي عام 2006، صرّح المؤرخ النرويجي، غير لونديستاد، والذي كان يشغل آنذاك منصب رئيس لجنة نوبل للسلام، بأن عدم تكريم غاندي "أعظم سهو" في تاريخ الجائزة.
هنري كيسنجر
في عام 1973، مُنحت جائزة نوبل للسلام لوزير الخارجية الأمريكي آنذاك، هنري كيسنجر، وقد أثار هذا القرار موجة من الجدل، نظراً لدور كيسينغر في بعض أكثر الملفات إثارة للجدل في السياسة الخارجية الأمريكية، مثل حملات القصف السرّية في كمبوديا، ودعمه للأنظمة العسكرية القمعية في أمريكا الجنوبية.
وحصل كيسنغر على الجائزة مناصفةً مع الزعيم الفيتنامي الشمالي، لو دوك ثو، وذلك لدورهما في التوصل إلى وقف إطلاق النار في حرب فيتنام.
وفي أعقاب ذلك، قدّم عضوان من لجنة نوبل استقالتيهما احتجاجاً، بينما وصفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الجائزة بـ "جائزة نوبل للحرب".
أونغ سان سو تشي
فازت السياسية البورمية، أونغ سان سو تشي بجائزة نوبل للسلام عام 1991، وذلك تقديراً لـ"كفاحها السلمي" ضد الحكم العسكري في ميانمار.
غير أنه، وبعد مرور ما يزيد على 20 عاماً، وُجهت إليها انتقادات حادة بسبب تقاعسها عن التنديد بعمليات قتل جماعي وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ارتُكبت بحق مسلمي الروهينجا في بلادها، والتي وصفتها الأمم المتحدة بـ "الإبادة الجماعية".
كما تعالت بعض الدعوات لسحب الجائزة منها، إلا أن اللوائح التي تحكم جوائز نوبل تمنع ذلك.
ياسر عرفات
في عام 1994، مُنحت جائزة نوبل للسلام شراكاً للزعيم الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، ورئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، إسحاق رابين، ووزير الخارجية، شمعون بيريز، تقديراً لجهودهم في اتفاقيات أوسلو للسلام، التي مثّلت في تسعينيات القرن الماضي أملاً في تسوية النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي.
أثار منح الجائزة لياسر عرفات، الذي ارتبط اسمه في السابق بأنشطة شبه عسكرية، موجة من الانتقادات في إسرائيل وخارجها، بل إن ترشيحه أثار جدلاً داخل لجنة نوبل ذاتها.
كما استقال أحد أعضائها وهو السياسي النرويجي، كاري كريستيانسن، احتجاجاً على هذا القرار.
AFP
أثار منح الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما، جائزة نوبل للسلام عام 2009 دهشة واسعة، حتى لدى الفائز نفسه، فقد ذكر أوباما في مذكراته الصادرة عام 2020 أن أول رد فعل له على الإعلان عن الجائزة كان تساؤله: "مقابل ماذا؟"
لم يكن قد مضى على تولي أوباما الرئاسة سوى تسعة أشهر، واعتبر معارضون أن منح الجائزة له كان قراراً متسرعاً، لا سيما أن موعد إغلاق باب الترشيحات كان بعد 12 يوماً فقط من توليه المنصب.
وفي عام 2015، صرّح المدير السابق لمعهد نوبل، غير لونديستاد، لبي بي سي أن اللجنة المانحة للجائزة ربما ندمت على هذا القرار.
وقد شهدت فترتا رئاسة أوباما استمرار مشاركة القوات الأمريكية في العمليات العسكرية في أفغانستان والعراق وسوريا.
آبي أحمد
في عام 2019، مُنِح رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، جائزة نوبل للسلام تقديراً لجهوده في تسوية نزاع حدودي طويل الأمد مع إريتريا المجاورة.
بيد أنه بعد مرور عام واحد فقط، طُرحت تساؤلات بشأن مدى صواب قرار منحه الجائزة، إذ واجه آبي أحمد انتقادات واسعة من المجتمع الدولي عقب قراره بنشر قوات في إقليم تيغراي شمال البلاد.
وأدى هذا التدخل العسكري إلى نشوب حرب أهلية حُرم فيها الملايين من الحصول على الغذاء والدواء والخدمات الأساسية، ويُقدّر أن مئات الآلاف لقوا حتفهم خلالها.
ويتبيّن من استعراضنا السابق أن ترشيحات جائزة نوبل للسلام، التي ضمّت شخصيات سياسية مثيرة للجدل، أبرزت تداخلاً معقداً بين السياسة والمبادئ الإنسانية، فعلى الرغم من أن الجائزة تهدف إلى "تكريم" كل من يسهم في ترسيخ وإحلال السلام في العالم، إلا أن بعض الترشيحات، سواء كانت بدوافع رمزية أو احتجاجية أو حتى سياسية، أثارت تساؤلات بشأن معايير الاختيار وأبعادها الأخلاقية، لتبقى بمثابة تذكير بأن السعي إلى السلام ليس مساراً خالياً دوماً من التناقضات.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نتنياهو وإكذوبة السلام
نتنياهو وإكذوبة السلام

الزمان

timeمنذ 13 ساعات

  • الزمان

نتنياهو وإكذوبة السلام

نتنياهو وإكذوبة السلام – دهام العزاوي في مشهد أقرب إلى التهريج السياسي، سلّم رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو وفي مأدبة عشاء في البيت الابيض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شهادة تزكية لنيل جائزة نوبل للسلام. مشهد عبثي يثير السخرية، خاصة مع اقترانه بخطاب عنصري ألقاه نتنياهو في ذلك اللقاء، أكد فيه على 'حق' جيش الاحتلال الصهيوني في سحق حركة حماس، دون أي اعتبار للمجازر الإنسانية أو للكارثة التي يعيشها ملايين الفلسطينيين بفعل آلة الحرب الصهيونية المدججة بأحدث تقنيات القتل والمسنودة بعقيدة ترى في الفلسطينيين ( حيوانات ) لا تستحق الحياة. ولعلّ المثل العراقي 'غراب يكول لغراب وجهك أسود' خير ما يلخص هذه المسرحية التراجيدية؛ فنتنياهو، المطلوب دولياً بتهم جرائم حرب والمسؤول عن دماء مئات الآلاف من القتلى والجرحى والمهجرين في فلسطين ولبنان، يمنح شهادة 'سلام' لرئيس مهرج معروف بتعطشه للضوء والشهرة. ترامب الذي اعتاد المناورة والصفقات الخلفية، بارك علناً العدوان الصهيوني على إيران واستهداف بنيتها العسكرية والاقتصادية، بل وشارك لاحقاً في خطط ضرب منشآتها النووية، في محاولة مكشوفة لإضعاف طموحاتها وإبقاء إسرائيل القوة الوحيدة القادرة على فرض إرادتها على مستقبل المنطقة ووحدة شعوبها الاسلامية.وهكذا ما بين اجرام نتنياهو وبهلوانية ترامب، تتساقط الأقنعة المزيفة، ويبقى السلام الحقيقي مرهونا بايادي شيطانية ونفوس شريرة، لاتعرف معنى للرحمة او الانسانية

رابط نشرة منبر التواصل عدد 2392!
رابط نشرة منبر التواصل عدد 2392!

ساحة التحرير

timeمنذ 19 ساعات

  • ساحة التحرير

رابط نشرة منبر التواصل عدد 2392!

رابط نشرة منبر التواصل عدد 2392! * لنتواصل/أ. معن بشور – هل اعتقال ناصر اللحام من مقدّمات مرحلة جديدة من العدوان؟ – سؤال؟ – بشور على قناة 'الاقصى' مساء اليوم * بيان صادر عن المؤتمر العربي العام * بيان صادر عن الحملة الاهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمّة بعد اجتماعها الأسبوعي في قاعة الشهيد خالد علوان في بيروت * مقالات – التجويع والقتل في غزة وصمة عار في جبين الإنسانية أ. علي ناصر محمد (اليمن) – كيف اخترقت كتائب القسام المخابرات العسكرية وحطمت هيبة الجيش الإسرائيلي في كمين بيت حانون وانتصرت لشهداء 'البيجرات'؟ أ. عبد الباري عطوان (فلسطين) – 4 أسباب لوقف إطلاق النار في غزة أ. ناصر قنديل (لبنان) – تساؤلات وألغام ما بعد حربي غزة وإيران أ. عبد الله السناوي (مصر) – خيارات الكيان الصهيوني في المرحلة المقبلة د. حسن نافعة (مصر) – اول مؤتمر يهودي مناهض للصهيونية وعن بيان فيينا د. مصطفى البرغوثي (فلسطين) – امل لا يتزعزع بقرب الفرج وزوال الاحتلال أ. حلمي موسى (فلسطين) – الجزائر.. أعظم قصة تحرير عرفها التاريخ أ. خميس بن عبيد القطيطي (سلطنة عمان) – عن الدولة والسيادة والسلاح أ. موفق محادين (الأردن) – ما بعد التهدئة في غزّة.. في مآلات المرحلة المقبلة أ. هاني المصري (فلسطين) – مرتكب الإبادة الجماعية يرشح ترامب شريكه في الإجرام لجائزة نوبل للسلام أ. سايد فرنجية (لبنان) – حقبة عبدالناصر تأسيس لما بعدها أ. أنور الهواري (مصر) – مهم لنفهم ماذا يدورحولنا ولماذا؟.. دراسه تحليلية لعقيدة الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي من منظور تاريخي د. خليل الهندي (فلسطين) – هل تنتهي الحرب؟.. أ. سعادة مصطفى أرشيد (فلسطين) – اكتبوها حجابا وعلقوها حول الأعناق – المذهب التفجيري أ. عبد الهادي راجي المجالي (اليمن) – من خطة مناحيم مليسون الى خطة مردخاي كيدار أ. راسم عبيدات (فلسطين) – تُفاقم المعاناة الإنسانية في القطاع أ. وسام الفقعاوي (فلسطين) * أنشطة وبيانات وشذرات – تصريحات إعلامية للرفيق علي فيصل نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني ونائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، عبر عدد من المحطات الجزائرية – رابط لقاء العميد منير شحادة المنسق السابق للحكومة اللبنانية لدى اليونيفيل – الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين خلال اجتماع قيادتها في لبنان.. ندعو للاتفاق على رؤية فلسطينية موحدة ومقاربة شاملة للوجود الفلسطيني في لبنان – بيان صادر عن القوات المسلحة اليمنية – تحت عنوان 'أكبر عملية احتيال على الإطلاق' كتب الجنرال 'إسحق بريك' في صحيفة 'معاريف' العبرية – رابط ليه السياح (الاسرائيليين) مبيخافوش مننا؟ – المقالات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن أسرة التحرير – ‎2025-‎07-‎11

في مسرحية هزلية : نتنياهو يرشّح ترامب لجائزة نوبل للسلام
في مسرحية هزلية : نتنياهو يرشّح ترامب لجائزة نوبل للسلام

وكالة الصحافة المستقلة

timeمنذ يوم واحد

  • وكالة الصحافة المستقلة

في مسرحية هزلية : نتنياهو يرشّح ترامب لجائزة نوبل للسلام

د. أروى الشاعر يطل علينا مجرم الحرب نتنياهو، مرتديًا بدلته السوداء الملطخة بالدم، ليعلن في مسرحية هزلية المفاجأة الكبرى: لقد رشحتُ صديقي دونالد ترامب لجائزة نوبل للسلام، دعونا نتوقف هنا ونضحك، فحين يرشّح مجرم حربٍ محكومٍ من أعلى سلطة قضائية في العالم رجلًا آخر يسانده في تسليح وتغطية المجازر لنيل جائزة السلام، فإننا لا نشهد نكتة سياسية، بل انهيارًا مدويًا لمعايير الأخلاق، لم يكن سوى خدعة من الطراز الرخيص، أشبه بقطعة سكاكر تُلقى أمام طفل ليبدأ في الطاعة العمياء. فنتنياهو يعرف نقطة ضعف ترامب جيدًا: رجل نرجسي، يعشق الأضواء، ويلهث خلف الجوائز حتى لو كانت من علب كرتون، ولذا، لم يكن الترشيح سوى لترويض ترامب وشراء ولائه، لأنه يعلم أن طريق التحكم بترامب يبدأ بعبارة بسيطة: رشحتك لجائزة نوبل، إنه زواج مصلحة بين الوقاحة والدجل، بين كاذب محترف، ومُصفّق لا يفرّق بين الحق والنجومية، والنتيجة: مزيد من الدم، مزيد من الادّعاء، ومسرحية ' السلام' التي تُعرض على خشبة من الجماجم. استعراض ونفاق لشخصيتين صهيونيتين مهووستين، كلاهما ممثلان بارعان، لكن المسرحية رديئة، فالجمهور بدأ يغادر، والدم على الخشبة لا يُخفيه البريق. في الرسالة التي بعث بها نتنياهو إلى لجنة نوبل، تحدّث عن دور ترامب في جلب الاستقرار إلى الشرق الأوسط، لكن من يقصد تحديدًا؟ ما يُعرف إعلاميًا بصفقة القرن!? والتي كانت أشبه بصفعة مليئة بالنكبات، هل هو نفسه ترامب الذي أهدى القدس والجولان لإسرائيل بقرار فردي؟ أم ترامب الذي قطع تمويل الأونروا وشرعن المستوطنات وصفّق للمجازر كأنها نجاحات اقتصادية؟ , أي سلام هذا الذي صنعه ترامب؟ سلام الفوقية، حيث يكتب المحتل شروط الحياة لمن يحتلّه؟ أم سلام الابتزاز، حيث يُطلب من الفلسطيني أن يشكر قاتله مقابل تصريح عبور؟ولا تتعجب عزيزي القارئ، حين تقرأ في الرسالة أن السلام مع الفلسطينيين ممكن إذا تمّ ضمان الأمن الإسرائيلي أي الإحتلال الدائم مع سلام على طريقة أفلام الأكشن: اخرج من بيتك، تنازل عن وطنك وسنمنحك تصريح بقاء في قريتك، هذا إذا بقيت قريتك أصلًا! أي بعبارة أوضح: سنسالمكم حين تصمتون، وتتنازلون، وتذوبون وتموتون بهدوء. سلام مشروط بصيغة الإبادة الجماعية وحرية مشروطة برضا المحتل. أما قيام الدولة الفلسطينية، ورفع الحصار، وعودة اللاجئين؟ فهذه في نظرهم خرافات وهمية لا تليق بعالم الواقعية الإسرائيلية! لكن مهلاً… ألم يقرأ نتنياهو الصحف؟ ألم تصله أصداء المظاهرات حول العالم؟ أم أنه ما زال يعتقد أن بإمكانه تغيير التاريخ بآلة بروباغندا إعلامية، مثلما يحاول تغيير الجغرافيا بجرافاته العسكرية؟ لم يدرك هذا المجرم أن العالم قد تغيّر، وأن الفلسطينيين، رغم المجازر والحصار، يكتبون فصلًا جديدًا من النصر بإرادة وصمودٍ يُعيد تعريف معنى المقاومة. فهل يمكن أن نصدق اليوم أن لجنة نوبل بحاجة إلى إضافة قسم جديد في جوائزها تحت عنوان: السلام القاتل برعاية الاحتلال! لن نتعجب إن أعلن نتنياهو أن بن غفير مؤهل لجائزة الأونروا للعمل الإنساني، وأن سموتريتش مرشح لجائزة اليونسكو في الحفاظ على التراث، بشرط أن يكون تراثًا بلا أصحاب. إن ترشيح مجرم حرب لرئيسٍ ساند جرائمه ليس حدثًا عابرًا، بل إهانة صريحة وتشويه فجٌ لفكرة السلام، لكن المؤلم أن هذا المشهد يُعرض على مسرح العالم، بينما يسقط الأطفال في غزة ، ويُسحق الحق تحت وقع التصفيق المزيد. ربما يستحق ترامب جائزة أسوأ صفقة أخلاقية في التاريخ، أو أكثر رئيس يمكن التلاعب به بابتسامة نتنياهو. أما نتنياهو فيستحق أفضل مخرج بارع لفيلم رديء يحاول فيه تحويل الجريمة إلى وسام. الشعوب لم تعد تنخدع، العالم تغيّر، والفلسطيني، الذي صمدَ أكثر من خمسة وسبعون عامًا، لم يُهزم لا بقنابل، ولا بجدران، هو يعرف أن السلام لا يصنعه محتلّ، ولا يُهدى إليه عبر ورقة وابتسامة كاذبة، بل السلام الحقّ يولد من عدالة وكرامة ومقاومة، ومن دولة فلسطينية تُقام على ترابها. وفي الختام، قد يظن نتنياهو أن بوسعه تزيين مشهد الإبادة بأكاذيب مزيفة، وأن ترامب سيبقى الطفل السعيد بجائزة لا يستحقها، لكن الحقيقة، مهما طال زمن السخرية، الحق أقوى من كل بروباغندا، والشعب الفلسطيني هو الوحيد الذي يكتب تاريخ هذه الأرض بالدم، والنصر قريب انشاء الله،

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store