
صحيفة إسرائيلية :غزة تُنهك إسرائيل.. وخسائر فادحة في صفوف الجيش
كتب – محمد السيد راشد
في تحليل عميق للصحفي الإسرائيلي ناداف أيال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، شبّه الكاتب الوضع العسكري الذي تواجهه إسرائيل في غزة بمرحلة 'فيتنام'، حيث تبدو الدولة العبرية عالقة في مستنقع استنزاف طويل الأمد، بينما تتزايد الضغوط الأمريكية على حكومة نتنياهو لوقف الحرب والتوصل إلى صفقة تبادل وإعادة ترتيب الأوضاع في القطاع.
شعارات جوفاء.. ومعضلات ميدانية
يقول الكاتب: 'إسرائيل ترفع شعارات مثل 'لن نتوقف حتى تنزع حماس سلاحها'، بينما يدرك الجميع أن هذا الشعار غير قابل للتحقق دون احتلال عسكري كامل لقطاع غزة.'
ويضيف: 'حتى إن وافقت حماس على نزع السلاح، فليس هناك جهة قادرة فعليًا على التحقق من ذلك، ولا المصري ولا الإماراتي يمكنه السير في شوارع دير البلح لجمع الكلاشينكوف.'
حكم غزة: بين وهم إسقاط حماس ورفض السلطة الفلسطينية
أيال أشار إلى أن إسرائيل تصرّ على ألا تحكم حماس غزة، لا علنًا ولا من وراء الكواليس، لكن الخيارات المطروحة تعاني من تناقضات كبيرة. فـ'السلطة الفلسطينية' التي يفترض أن تتسلم الحكم تُقابل برفض تام من نتنياهو، بينما الخيار الآخر المطروح – الحكم العسكري الإسرائيلي – يواجه مخاوف وتكلفة بشرية هائلة، خصوصًا بعد مقتل 38 جنديًا إسرائيليًا منذ مارس فقط.
'مركبات جدعون' والانهيار التكتيكي
يشير الكاتب إلى أن العملية العسكرية التي أطلقتها إسرائيل تحت اسم 'مركبات جدعون' لم تحقق أهدافها، بل أظهرت بوضوح عجز الجيش عن تحييد قدرات حماس العسكرية. وعلى الرغم من تدمير بنية تحتية واسعة للكتائب والأنفاق، إلا أن قدرة حماس على استهداف الجنود لم تتآكل، بل تفاقمت منذ يونيو.
ويقول: 'الجيش الإسرائيلي يحفر، والمقاومة تحفر أعمق… مثل فيتنام، أفغانستان، العراق، وغزة.'
خطة 'المدينة الإنسانية' ومأزق التهجير
تطرق أيال إلى الطرح الإسرائيلي بإنشاء ما يُعرف بـ'المدينة الإنسانية' جنوب قطاع غزة، وهي منطقة يُفترض أن يتم فيها 'فلترة الفلسطينيين' وعزلهم عن 'الإرهابيين'.
وتساءل بسخرية: 'هل ستُجبر إسرائيل مليوني إنسان على الانتقال قسرًا إلى رفح؟ ومن سيموّل هذه المنطقة؟ ومن سيمنع حماس من الدخول إليها؟'
لقاء نتنياهو-ترامب: تحالف سياسي ومهام تكتيكية
في تحليل للقاء الذي جمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وصف الكاتب العلاقة بين الطرفين بأنها 'تحالف شخصي عميق'، وظهرت رسالة اللقاء جلية في الصورة التي نشرها البيت الأبيض تحت عنوان:
'FIGHT! FIGHT! FIGHT!' – 'نقاتل معًا'.
وأوضح أيال أن اللقاء كان على ثلاث مستويات:
عاطفي: يرسّخ التحالف بين الزعيمين.
تكتيكي: السعي نحو وقف إطلاق نار مؤقت وإعادة عشرة مختطفين أحياء.
سياسي داخلي: دعم نتنياهو للبقاء، ومراعاة مصالح اليمين المتطرف (سموتريتش، بن غفير).
ضغوط أمريكية وصفقة محتملة
كشف التحليل أن الولايات المتحدة تضغط بقوة على قطر وعلى إسرائيل، لإبرام صفقة تهدئة قصيرة الأمد تشمل إطلاق مختطفين، وفتح المجال أمام 'خطة إعادة إعمار محدودة' للقطاع. وأكد أن السعودية تتابع هذه التحركات وتلعب دورًا غير مباشر في الوساطة.
صفقة البقاء… وصفعة اليمين
رغم التشدد الظاهري من نتنياهو، يشير أيال إلى أن الأخير يستخدم التحالف مع ترامب لإقناع المتشددين في حكومته بقبول الصفقة المؤقتة، مقابل الإيحاء بأن الحرب ستُستأنف لاحقًا، مما يمنحه هامشًا للمناورة السياسية دون خسارة قاعدته اليمينية.
خلاصة: إسرائيل عالقة… وواشنطن تمسك بالخيوط
رؤية ناداف أيال تسلط الضوء على مأزق عسكري-سياسي إسرائيلي متفاقم، لا حلول سهلة فيه، بينما يبدو أن القرار الحقيقي بشأن وقف إطلاق النار أو استمراره لم يعد بالكامل في يد تل أبيب، بل بات مرتبطًا بواشنطن، وتوازنات البيت الأبيض المقبلة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المشهد العربي
منذ 13 دقائق
- المشهد العربي
ترامب يُبدي انفتاحه على المفاوضات التجارية مع أوروبا
أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى انفتاحه على مواصلة المفاوضات التجارية مع الاتحاد الأوروبي، مؤكدًا في الوقت ذاته أن الإخطارات التي أُرسلت للشركاء التجاريين تُمثل صفقات مكتملة. صرح ترامب من البيت الأبيض بأن أوروبا تسعى لإبرام نوع مختلف من الصفقات، وأن الولايات المتحدة منفتحة دائمًا على الحوار، بما في ذلك مع الدول الأوروبية. يأتي ذلك بعد أن أعلن ترامب السبت الماضي عن إرسال إخطار للاتحاد الأوروبي بفرض تعريفة بنسبة 30% على دوله، على الرغم من استمرار المفاوضات بين الجانبين.


اليوم السابع
منذ 21 دقائق
- اليوم السابع
إسبانيا تحث الاتحاد الأوروبى على تعليق الاتفاق مع إسرائيل بسبب حرب غزة
اقترح وزير الخارجية الإسبانى خوسيه مانويل ألباريس، ثلاثة إجراءات ضد إسرائيل فى بروكسل تضمنت" تعليق اتفاقية الشراكة، وفرض حظر على الأسلحة، ومعاقبة المسؤولين عن عرقلة عملية السلام". وذكرت شبكة يورونيوز الإخبارية الأوروبية، أن ذلك جاء خلال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبى اليوم الثلاثاء، فى بروكسل لمناقشة إمكانية اتخاذ إجراءات جديدة ضد إسرائيل. وستحاول الحكومة الإسبانية إقناع الاتحاد الأوروبي باعتماد ثلاثة إجراءات ملموسة. وأشارت الشبكة الإخبارية إلي أن وزير الخارجية الأسباني خوسيه مانويل ألباريس أكد أن مدريد ستسعى إلى تعليق اتفاقية الشراكة "على الأقل طوال فترة الحرب"، وهو طلب تعتبره مدريد "ليس مبالغا فيه ولا استثنائيا"، كما سيسعى جاهدا للموافقة على حظر توريد الأسلحة إلى إسرائيل وفرض عقوبات على المسؤولين عن عرقلة عملية السلام. ويأتي الضغط الدبلوماسي على إسرائيل في وقت تتزايد فيه حالة عدم الاستقرار في المنطقة، فمع استمرار الهجوم العسكري على غزة، صرح وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر الليلة الماضية بأن بلاده لا تنوي الاحتفاظ بسيطرة طويلة الأمد على قطاع غزة...قائلا: "لا نرغب في حكم غزة بعد انتهاء الحرب"، مؤكدا أن الأولوية هي تفكيك البنية التحتية لحماس، وضمان أمن الحدود، ثم تسليم إدارتها إلى جهات دولية أو جهات فلسطينية ينظر إليها على أنها معتدلة. وفي حين لا يتوقع التوصل إلى إجماع فوري بين الدول الأعضاء ال27، تقول مصادر دبلوماسية إن عدة دول، بما في ذلك أيرلندا وبلجيكا، مستعدة للنظر في اتخاذ تدابير إضافية، بينما لا تزال دول أخرى، مثل ألمانيا والمجر، مترددة. وعلى الرغم من ذلك، قد يمثل الاقتراح الإسباني نقطة تحول في السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي تجاه الصراع في الشرق الأوسط .


الدستور
منذ ساعة واحدة
- الدستور
القاهرة تتحرك.. جهود مصرية مكثفة لوقف النار وإنقاذ المدنيين فى غزة
قال اللواء أحمد عيسى، خبير الأمن القومي الفلسطيني والإسرائيلي، إن التحرك المصري وجهود القاهرة المكثفة لوقف النار وإنقاذ المدنيين في قطاع غزة هو تطور مهم جدًا في هذا التوقيت، خاصة أن اسرائيل تحاول أن تحول قطاع غزة إلى بيئة طاردة لسكانها لأنها تريد الخلاص، ليس فقط من حركة حماس وسلاحها في قطاع غزة، بل تريد الخلاص من الشعب الفلسطيني الذي يسكن في غزة ويزيد عدده عن أكثر من 2.2 مليون نسمة. وأضاف عيسى، اليوم، خلال مداخلة ببرنامج "منتصف النهار"، المُذاع عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أن مسألة التهجير القسري أو التهجير الطوعي لسكان قطاع هذه فكرة طرحها ترامب منذ بداية دخوله إلى البيت الأبيض وترحب بها إسرائيل، مؤكدًا أن الموقف المصري، سواء كان من قبل الرئيس عبدالفتاح السيسي أو من قبل الحكومة المصرية أو حتى الرأي العام المصري الرافض لفكرة التهجير القسري واعتباره خطًا أحمر لا يمكن السماح به أو لا يمكن أن يكون من خلال مصر أو عبر مصر أو يحل على حساب مصر. وأوضح، أن ما تقوم به القاهرة يأتي مرافقًا وموازيًا للموقف الذي أعلن بالأمس في أوروبا وجرى التأكيد عليه صباح اليوم بأنه عمليًا تم التوصل ما بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل على عدم فرض عقوبات ما لم يتم فتح المعابر وتسهيل المساعدات.