
مطار المزة العسكري "ذو السمعة السوداء" يخلع ماضيه
روايات كثيرة حكت عن دور هذا الموقع الحساس والبالغ الخطر في الاختفاء القسري، والتصفية الممنهجة، لدرجة أن الرئيس السوري السابق حافظ الأسد (حكم بين عامي 1970 و2000) منع تشييد الأبنية السكنية لمسافة كيلومترين من محيط المطار، وتحول جزء منه مع اندلاع أحداث ثمانينيات القرن الماضي إلى سجن تفوح منه رائحة الموت والدماء المسفوكة، وإلى ساحات إعدام ميداني.
صفحة جديدة
اليوم يعود هذا المطار إلى الواجهة، ليس بصورته السوداوية القاتمة المعروفة بسفك الدم في الأقبية الأرضية، بل في وقت يشعر الشعب السوري بالحاجة إلى طي صفحة الماضي بكل أحقاده. من هنا يرى متابعون أن تحويل المطار العسكري إلى مطار مدني هو قرار يصب في خدمة البلاد المثقلة بأزمنة الديكتاتورية.
القرار أعلنه رئيس هيئة الطيران المدني السوري عمر الحصري، خلال كلمة له بمنتدى الاستثمار السوري - السعودي في قصر الشعب، بمشاركة 130 رجل أعمال من السعودية برئاسة وزير الاستثمار السعودي خالد بن عبدالعزيز الفالح، حين أكد نية الحكومة تحويل مطار "المزة" العسكري في العاصمة دمشق إلى مطار مدني بسعة 30 مليون مسافر سنوياً.
وأسفرت أعمال المنتدى الخميس الماضي عن توقيع 47 اتفاقاً ومذكرة تفاهم بقيمة 6 مليارات دولار، بحضور الرئيس السوري أحمد الشرع، في خطوة نوعية نحو تأسيس شراكة إستراتيجية تعزز التعاون الاقتصادي بين البلدين.
ذكريات خلف القضبان
في غضون ذلك يستذكر ناشطون ما كان يدور داخل هذا المعتقل. يقول الناشط الحقوقي المتخصص بأحوال السجون والمعتقلات السورية جابر باكير لـ"اندبندنت عربية"، إنه حسب المعلومات المتوافرة لديه ما زال المكان يتبع القوات المسلحة، وبقي مقراً عسكرياً يتبع إدارة حماية الحدود، أو ما يعرف بـ"الهجانة"، ومركزاً لهم.
واستخدم مطار المزة خلال الحرب العالمية الثانية كقاعدة للقوات الجوية الفرنسية التابعة لحكومة فيشي، وتشير المصادر التاريخية إلى أنه بعد الاستقلال عام 1946 تحول إلى قاعدة جوية للقوات السورية، وبات بعد ذلك مقراً للقوات الخاصة في منتصف ستينيات القرن الماضي، وتعرض لهجوم عام 2017 من قبل سلاح الجو الإسرائيلي.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أثناء اندلاع الصراع المسلح استخدمه النظام السابق لقصف الأحياء والمناطق المتمردة القريبة من العاصمة بالمدفعية والصواريخ، حين قصفت الفرقة الرابعة أحياء داريا ومعضمية الشام وأحياء دمشق الجنوبية، كما سخرته "كتائب النخبة" من الحرس الجمهوري، والقوات الخاصة والاستخبارات كمركز نشاط لها، علاوة على كونه مطاراً خاصاً بتنقلات الرئيس المخلوع بشار الأسد وأفراد عائلته.
وبحسب المعلومات المتوافرة يوجد للمطار ثلاثة مدرجات، وأربعة مداخل رئيسة مرتبطة بمقار أمنية حساسة خلال فترة النظام البائد، وأبرز هذه المداخل متصل بطريق فرعي يصل إلى القصر الجمهوري، ومدخل آخر للاستخبارات الجوية، ويمتلك المطار مدرجاً بطول 8258 قدماً على ارتفاع 2407 أقدام.
وكشف تقرير مشترك أجراه المركز السوري للعدالة والمساءلة، ورابطة معتقلي ومفقودي سجن "صيدنايا"، عن تفاصيل مروعة جرت في المطار العسكري من عمليات اعتقال واختفاء قسري في أحد أكثر المراكز خطراً وسرية.
ويرجح التقرير مرور أكثر من 28 ألف شخص بينهم رجال ونساء وأطفال في غياهب هذا المعتقل، وكشف عن فقدان 1000 شخص حياتهم داخل المطار بسبب التعذيب الممنهج وحرمانهم من الرعاية الصحية وظروف الاعتقال القاسية، مع إعدام الآلاف سراً عبر محاكمات عسكرية ميدانية صورية نفذت داخل حظائر الطائرات التابعة للمطار.
بين مؤيد ومعارض
في الأثناء تساءل متابعون عن أسباب تحويل هذا المكان إلى مطار مدني. يقول المهندس المتخصص في الإنشاءات أحمد حمو، إن القرار خاطئ، لأن المطارات باتت خارج المدن مثل مطار إسطنبول الجديد الذي يبعد 30 كيلومتراً من مركز المدينة، مشيراً إلى ما سيسببه تحول مطار "المزة" إلى مطار مدني من أزمة مرورية مع كثافة الحركة، وما يرافق ذلك من إزعاج لأهالي المنطقة المحيطة به نتيجة الإقلاع والهبوط، بخاصة أن الأبنية السكنية غير مزودة بكاتمات صوت أو عوازل.
في المقابل عبر دمشقيون عن تشجيعهم هذا القرار الجريء، إذ كان الموقع يمثل كابوساً بالنسبة إلى أهالي المدينة وبخاصة القاطنون قرب المطار من أهالي المزة، وهم يرون أن تحويله إلى مطار جديد سيخلق فرص عمل واستثمارات جديدة تتضمن مرافق موازية للمشروع.
إلى ذلك أعلن رئيس الهيئة العامة للطيران المدني عن إعادة تأهيل المطارات المدنية الخمسة الموجودة في سوريا، مشيراً إلى تهالك قطاع الطيران، ولعل مشروع مطار "المزة" سينفذ بالتوازي مع تأهيل مطار دمشق الدولي لتصل سعته إلى 5 ملايين مسافر سنوياً، وتأهيل مطار حلب الدولي لتصل سعته إلى مليوني مسافر كل عام.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة عاجل
منذ 27 دقائق
- صحيفة عاجل
تبرع قطري بلا شروط.. تفاصيل مذكرة اتفاق الطائرة الرئاسية المُهداة لترامب
ورغم توقيع الاتفاق رسميًا، أكدت مصادر مطلعة أن البنود ما تزال قابلة للتعديل قبل الإعلان النهائي. وتقف الطائرة حاليًا في مطار سان أنطونيو بولاية تكساس، بانتظار تنفيذ التحديثات التقنية والأمنية. وقد أثار الاتفاق موجة من الجدل السياسي في الولايات المتحدة، خاصة في صفوف الديمقراطيين وبعض الجمهوريين، الذين عبّروا عن مخاوف أخلاقية من تسلُّم إدارة ترامب لهدية بهذه القيمة من حكومة أجنبية، حتى وإن كانت حليفة. وأشارت CNN إلى أن الاتفاق فاجأ مسؤولي القوات الجوية الأمريكية، الذين كانوا يعتقدون في البداية أن أي صفقة مع الجانب القطري ستتم على شكل بيع لا تبرع. ومع انتشار الأخبار، وصف ترامب الطائرة مرارًا بأنها "هدية مجانية"، مؤكدًا عدم وجود مقابل أو شروط. وتضمنت مذكرة التفاهم تأكيدات بأن التبرع "لا يرتبط بأي قرار حكومي، سابق أو حالي أو مستقبلي"، وأنه لا يُقدَّم مقابل امتيازات أو لتأثير على قرارات رسمية أمريكية. غير أن ما بدا في ظاهره كـ"هدية كريمة"، يحمل في طياته تحديات فنية ولوجستية كبيرة. فعملية إعادة تجهيز طائرة فاخرة كانت مخصصة لمسؤولين في الحكومة القطرية، وتحويلها إلى طائرة رئاسية أمريكية تستوفي معايير الأمن والتشفير والاتصال، هي مهمة معقدة ومكلفة. وفي هذا السياق، أفادت مصادر بأن القوات الجوية الأمريكية سعت إلى تحويل مئات الملايين من الدولارات من ميزانية برنامج الصواريخ الباليستية "سينتينل" – الذي يهدف إلى استبدال صواريخ "مينيتمان 3" القديمة – لتمويل مشروع تحويل الطائرة، دون الإفصاح عن تفاصيل المشروع علنًا. وفي حين تحفظت القوات الجوية على إعلان التكلفة الفعلية لتحويل الطائرة لأسباب أمنية، نقلت CNN عن تروي مينك، أحد مسؤولي القوات الجوية، قوله للمشرعين الشهر الماضي إن التكلفة "من المرجح أن تكون أقل من 400 مليون دولار". كما كشفت الشبكة أن ملحقًا للاتفاق أشار إلى أن القوات الجوية الأمريكية "بصدد الانتهاء من إجراءات تسجيل الطائرة، وستبدأ مباشرة تنفيذ التعديلات المطلوبة". وكانت صحيفة واشنطن بوست أول من كشف تفاصيل الاتفاق المثير، الذي فتح باب التساؤلات حول معايير الشفافية والهدايا الحكومية في الولايات المتحدة، خاصة عندما يكون المستفيد منها رئيس سابق يتمتع بنفوذ سياسي واسع، ويُحتمل أن يخوض سباق الانتخابات مجددًا.


Independent عربية
منذ 42 دقائق
- Independent عربية
اتفاق تاريخي يجنب أميركا وأوروبا حربا تجارية
أبرمت الولايات المتحدة اتفاق إطار تجاري مع الاتحاد الأوروبي اليوم الأحد، تفرض بموجبه رسوماً جمركية 15 في المئة على معظم سلع الاتحاد الأوروبي، ليتجنبا حرباً بين حليفين يمثلان ما يقارب ثلث التجارة العالمية. وجاء هذا الإعلان بعد أن أجرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين محادثات مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب في منتجع الغولف الخاص به ف غرب اسكتلندا، سعياً إلى إتمام صفقة تسنى التوصل إليها بشق الأنفس. وقال ترمب للصحافيين بعد اجتماع استمر ساعة مع فون دير لاين "أعتقد بأن هذه أكبر صفقة تبرم على الإطلاق". وردت فون دير لاين أن الرسوم الجمركية البالغة 15 في المئة تطبق "على جميع القطاعات". ما هي تفاصيل الاتفاق التجاري؟ وأضافت أن "لدينا اتفاقاً تجارياً بين أكبر اقتصادين في العالم، وهو اتفاق بالغ الأهمية. إنه اتفاق ضخم. سيحقق الاستقرار". ويشمل الاتفاق أيضاً استثمار الاتحاد الأوروبي 600 مليار دولار في الولايات المتحدة وشراءه طاقة وعتاداً عسكرياً أميركياً بمبالغ كبيرة. ومع ذلك، سينظر كثر في أوروبا إلى الرسوم الجمركية الأساسية البالغة 15 في المئة على أنها نتيجة ضعيفة مقارنة بالطموح الأوروبي الأولي بالتوصل إلى اتفاق لإلغاء الرسوم، على رغم أنها أفضل من 30 في المئة التي هدد بها ترمب. ويشبه هذا التفاهم في جانب منه الاتفاق الإطاري الذي توصلت إليه الولايات المتحدة مع اليابان الأسبوع الماضي. وقال ترمب "اتفقنا على أن الرسوم الجمركية... على السيارات وكل شيء آخر ستكون رسوماً مباشرة 15 في المئة". ومع ذلك، لن تطبق نسبة 15 في المئة الأساسية على الصلب والألمنيوم، إذ ستبقى الرسوم البالغة 50 في المئة سارية عليهما. وفي إطار سعيه إلى إعادة تنظيم الاقتصاد العالمي وتقليص العجز التجاري الأميركي المستمر منذ عقود، تمكن ترمب حتى الآن من إبرام اتفاقات مع بريطانيا واليابان وإندونيسيا وفيتنام، على رغم أن إدارته لم تفِ بوعدها بإبرام "90 صفقة خلال 90 يوماً". ودأب على انتقاد الاتحاد الأوروبي، قائلاً إنه "تأسس لخداع الولايات المتحدة" في التجارة. ولدى وصوله إلى اسكتلندا، صرّح ترمب بأن الاتحاد الأوروبي "يريد بشدة إبرام صفقة"، مضيفاً أثناء لقائه فون دير لاين، أن أوروبا "ظلمت الولايات المتحدة ظلماً شديداً". تهديدات ترمب التجارية ويمثل العجز التجاري الأميركي في السلع مع الاتحاد الأوروبي مصدر قلقه الرئيس، إذ تفيد بيانات مكتب الإحصاء الأميركي بأنه سجل 235 مليار دولار عام 2024. ويشير الاتحاد الأوروبي إلى فائض في الخدمات لمصلحة الولايات المتحدة، يقول إنه يحقق التوازن جزئياً. وتحدث ترمب اليوم عن "مئات مليارات الدولارات" التي ستجلبها الرسوم الجمركية. وفي الـ12 من يوليو (تموز) الجاري، هدد ترمب بفرض رسوم جمركية 30 في المئة على الواردات من الاتحاد الأوروبي اعتباراً من الأول من أغسطس (آب) المقبل، بعد مفاوضات لأسابيع مع شركاء الولايات المتحدة التجاريين الرئيسين التي فشلت في التوصل إلى اتفاق تجاري شامل. وكان الاتحاد الأوروبي أعد رسوماً جمركية مضادة على 93 مليار يورو (109 مليارات دولار) من السلع الأميركية في حال عدم التوصل إلى اتفاق ومضيّ ترمب قدماً في فرض رسوم 30 في المئة. وضغطت بعض الدول الأعضاء على الاتحاد الأوروبي لاستخدام أقوى سلاح تجاري لديه، وهو أداة مكافحة الإكراه، لاستهداف الخدمات الأميركية في حال عدم التوصل إلى اتفاق. من نقطة خلافية بين الجانبين؟ وقال ترمب لدى وصوله أول من أمس الجمعة إلى اسكتلندا إن فرصة التوصل إلى اتفاق هي "بنسبة 50 في المئة"، وشدد على أن ثمة "نحو 20 نقطة خلافية" ينبغي حلها. ويغادر ترمب اسكتلندا الثلاثاء المقبل في ختام زيارة تضمنت شقين خاص ورسمي. وقال إنه "يتطلع" إلى التحادث مع أورسولا فون دير لاين، مؤكداً أنها "سيدة محترمة جداً". وتتعارض هذه اللهجة مع الانتقادات اللاذعة الموجهة من الرئيس الأميركي للاتحاد الأوروبي الذي يرى ترمب أنه أنشئ "للاحتيال" على الولايات المتحدة. وأكد ناطق باسم المفوضية الأوروبية الخميس الماضي أن اتفاقاً في شأن الرسوم الجمركية "في متناول اليد". ماذا عن الإعفاءات الأميركية؟ وسبق أن قالت مصادر أوروبية عدة إن وثيقة التفاوض تنص على رسوم جمركية إضافية بنسبة 15 في المئة على الصادرات الأوروبية إلى الولايات المتحدة، مع إعفاءات تتعلق بصناعات الطيران أو المشروبات الروحية باستثناء النبيذ، أما الصلب فسيخضع لقواعد محددة مع حصص للواردات من أوروبا، ويتعهد الأوروبيون كذلك شراء الغاز الطبيعي المسال والاستثمار في الولايات المتحدة. وتُفرض على السيارات الواردة من الاتحاد الأوروبي راهناً رسوم جمركية إضافية بنسبة 25 في المئة، وبنسبة 50 في المئة على الصلب والألمنيوم إضافة إلى 10 في المئة من الرسوم الجمركية العامة. ويواجه الملياردير الأميركي صعوبات على صعيد ملف قضية جيفري إبستين، ويتهمه جزء من قاعدته الجمهورية بعدم الشفافية في شأن العلاقات التي كانت تربطه بصديقه رجل المال الثري إبستين الذي توفي في السجن قبل محاكمته بتهمة ارتكاب جرائم جنسية. هل ننتظر اتفاقاً خلال ساعات؟ وقد يلهي الإعلان عن اتفاق مع الاتحاد الأوروبي ووعود بفوائد كبيرة جداً للاقتصاد الأميركي بعد اتفاقين أبرما خلال الأيام الأخيرة مع اليابان وفيتنام والفيليبين، عن هذا الملف المدوي. وغداً، سيسعى المفاوضون مع نظرائهم الصينيين خلال لقاء في ستوكهولم هذه المرة لتجنب تجدد التصعيد التجاري بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم، مما قد يكون له تداعيات على الاقتصاد العالمي. قبل لقاء اليوم، مارس ترمب الشغوف بالغولف هذه الرياضة في مضمار "تورنبري" المطل على البحر برفقه نجله إريك أحد مسؤولي منظمة ترمب. هذه الشركة القابضة العائلية تمتلك مضمار "تورنبري" للغولف فضلاً عن آخر في أبردين على ساحل اسكتلندا الشرقي، حيث سيدشن الرئيس الجمهوري مضماراً جديداً قبل العودة إلى واشنطن. وفد أميركي رفيع إلى الصين فما الأسباب؟ في سياق متصل، نقلت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" اليوم الأحد عن مصدرين مطلعين أن وفداً عالي المستوى من مجلس الأعمال الأميركي الصيني سيزور الصين هذا الأسبوع ومن المتوقع أن يجتمع مع مسؤولين صينيين كبار. وأضاف التقرير أن الوفد سيترأسه الرئيس التنفيذي لشركة "فيديكس" راجيش سوبرامانيام، ورئيس مجلس إدارة مجلس الأعمال الأميركي الصيني، ومن المتوقع أن يضم الوفد مسؤولين تنفيذيين من شركة "بوينغ" ورئيس مجلس الأعمال الأميركي الصيني شون ستين. ولم يتسن لـ"رويترز" بعد التحقق من صحة التقرير. وقال مصدر للصحيفة "من المتوقع أن يجتمعوا مع المسؤولين الصينيين، ربما لإحياء المحادثات التجارية"، وذكر التقرير أن الجانبين يعملان أيضاً على ترتيب زيارة للرئيس الأميركي إلى الصين هذا العام. ولم يرد مجلس الأعمال الأميركي الصيني بعد على طلب للتعليق. ماذا يميز تلك الزيارة؟ وتتزامن الزيارة مع أحدث جولة من مفاوضات التجارة الأميركية الصينية في السويد، إذ يلتقي نائب رئيس الوزراء الصيني خه لي فنغ بمسؤولين أميركيين في الفترة من الـ27 إلى الـ30 من يوليو (تموز) الجاري لعقد جولة جديدة من المحادثات الاقتصادية والتجارية. وتواجه الصين مهلة نهائية في الـ12 من أغسطس المقبل للتوصل إلى اتفاق دائم مع الولايات المتحدة، وإلا ستواجه خطر فرض رسوم جمركية أميركية أعلى. ويسعى البلدان إلى التفاوض لإنهاء حرب الرسوم الجمركية المتصاعدة التي أدت إلى اضطراب التجارة العالمية وسلاسل التوريد. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وسبق أن دعا ترمب إلى فرض رسوم جمركية أساسية مقدارها 10 في المئة على السلع المستوردة من جميع الدول، مع فرض معدلات أعلى على البضائع القادمة من الدول الأكثر "إشكالية" بما في ذلك الصين التي تخضع الآن لأعلى رسوم وهي 55 في المئة. هل تنتهي الحرب التجارية؟ وقال وزير التجارة الصيني وانغ ون تاو أول، إن الصين ترغب في إعادة علاقاتها التجارية مع الولايات المتحدة إلى مسارها الصحيح، وإن أحدث جولة من المحادثات في أوروبا أظهرت عدم وجود حاجة إلى حرب جمركية. ووقَّع الرئيس الأميركي دونالد ترمب في وقت سابق الشهر الجاري، أمراً تنفيذياً يمدد تاريخ سريان الرسوم الجمركية "المتبادلة" حتى الأول من أغسطس المقبل، وكان الموعد النهائي السابق هو التاسع من يوليو الجاري. وبدأ ترمب إبلاغ شركائه التجاريين من كبار الموردين مثل اليابان وكوريا الجنوبية إلى الدول الصغيرة بأن الرسوم الجمركية الأميركية المرتفعة ستبدأ في الأول من أغسطس، إيذاناً بمرحلة جديدة في الحرب التجارية التي بدأها في وقت سابق من هذا العام. كان نائب رئيس مجلس الدولة الصيني هي ليفنغ الذي يشغل منصب كبير مفاوضي بلاده مع الولايات المتحدة أطلق تحذيراً قبل أيام من تداعيات "الاضطرابات والتحولات" التي يشهدها العالم في مجال التجارة، وذلك غداة قول الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن الولايات المتحدة ستحارب الصين "بطريقة ودية للغاية".


رواتب السعودية
منذ ساعة واحدة
- رواتب السعودية
تبرع قطري بلا شروط.. تفاصيل مذكرة اتفاق الطائرة الرئاسية المُهداة لترامب
نشر في: 27 يوليو، 2025 - بواسطة: خالد العلي كشفت شبكة CNN عن نسخة من اتفاقية موقعة بين وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث ونائب رئيس الوزراء ووزير الدولة لشؤون الدفاع القطري الشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني، توضح تفاصيل ..تَبرُّع غير مشروط.. من قطر لطائرة بوينغ فاخرة تُمنح مجانًا إلى وزارة الدفاع الأمريكية، ومن المتوقع أن تُستخدم كطائرة رئاسية للرئيس دونالد ترامب بعد إخضاعها للتحديثات اللازمة. ووفقًا للمذكرة، التي تم توقيعها في 7 يوليو الجاري، فإن الطائرة تُعد ..هدية حقيقية.. ولا تنطوي على أي مقابل مادي أو شروط سياسية. ونصت الوثيقة على أن ..هذا التبرع يُقدَّم بحسن نية وبروح التعاون والدعم المتبادل، ولا يمكن تفسيره على أنه رشوة أو محاولة للتأثير أو ممارسة نفوذ غير مشروع… ورغم توقيع الاتفاق رسميًا، أكدت مصادر مطلعة أن البنود ما تزال قابلة للتعديل قبل الإعلان النهائي. وتقف الطائرة حاليًا في مطار سان أنطونيو بولاية تكساس، بانتظار تنفيذ التحديثات التقنية والأمنية. وقد أثار الاتفاق موجة من الجدل السياسي في الولايات المتحدة، خاصة في صفوف الديمقراطيين وبعض الجمهوريين، الذين عبّروا عن مخاوف أخلاقية من تسلُّم إدارة ترامب لهدية بهذه القيمة من حكومة أجنبية، حتى وإن كانت حليفة. وأشارت CNN إلى أن الاتفاق فاجأ مسؤولي القوات الجوية الأمريكية، الذين كانوا يعتقدون في البداية أن أي صفقة مع الجانب القطري ستتم على شكل بيع لا تبرع. ومع انتشار الأخبار، وصف ترامب الطائرة مرارًا بأنها ..هدية مجانية..، مؤكدًا عدم وجود مقابل أو شروط. وتضمنت مذكرة التفاهم تأكيدات بأن التبرع ..لا يرتبط بأي قرار حكومي، سابق أو حالي أو مستقبلي..، وأنه لا يُقدَّم مقابل امتيازات أو لتأثير على قرارات رسمية أمريكية. غير أن ما بدا في ظاهره كـ..هدية كريمة..، يحمل في طياته تحديات فنية ولوجستية كبيرة. فعملية إعادة تجهيز طائرة فاخرة كانت مخصصة لمسؤولين في الحكومة القطرية، وتحويلها إلى طائرة رئاسية أمريكية تستوفي معايير الأمن والتشفير والاتصال، هي مهمة معقدة ومكلفة. وفي هذا السياق، أفادت مصادر بأن القوات الجوية الأمريكية سعت إلى تحويل مئات الملايين من الدولارات من ميزانية برنامج الصواريخ الباليستية ..سينتينل.. .. الذي يهدف إلى استبدال صواريخ ..مينيتمان 3.. القديمة .. لتمويل مشروع تحويل الطائرة، دون الإفصاح عن تفاصيل المشروع علنًا. وفي حين تحفظت القوات الجوية على إعلان التكلفة الفعلية لتحويل الطائرة لأسباب أمنية، نقلت CNN عن تروي مينك، أحد مسؤولي القوات الجوية، قوله للمشرعين الشهر الماضي إن التكلفة ..من المرجح أن تكون أقل من 400 مليون دولار… كما كشفت الشبكة أن ملحقًا للاتفاق أشار إلى أن القوات الجوية الأمريكية ..بصدد الانتهاء من إجراءات تسجيل الطائرة، وستبدأ مباشرة تنفيذ التعديلات المطلوبة… وكانت صحيفة واشنطن بوست أول من كشف تفاصيل الاتفاق المثير، الذي فتح باب التساؤلات حول معايير الشفافية والهدايا الحكومية في الولايات المتحدة، خاصة عندما يكون المستفيد منها رئيس سابق يتمتع بنفوذ سياسي واسع، ويُحتمل أن يخوض سباق الانتخابات مجددًا. المصدر: عاجل