logo
كيف يستخدم الشباب الكوميديا لنقد واقعهم؟

كيف يستخدم الشباب الكوميديا لنقد واقعهم؟

BBC عربية١٠-٠٤-٢٠٢٥
ينتشر فن الستاند أب كوميدي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بشكل كبير في الآونة الأخيرة. يلجأ إليه العديد من الكوميديين الشباب للحديث عن واقعهم وتحدياتهم في بلدانهم بطريقة هزلية وعفوية.
في بي بي سي اكسترا هذا الأسبوع نناقش فن الستاند أب كوميدي مع مجموعة شباب من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. في الاستديو، نستضيف الكوميدي ورائد الأعمال اللبناني جون أشقر، ونتحدث معه عن تجربته في عالم الستاند أب كوميدي. يستوحي جون نصوصه من مواقف مختلفة يعيشها في حياته اليومية ويحولها إلى عروض يتفاعل من خلالها مع جمهوره المتنوع. إضافة إلى تناوله القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يمرّ به لبنان.
ومن سوريا، نتحدث مع الكوميدي، خالد سالم الذي بدأ مسيرته في عالم الستاند أب كوميدي عام 2023. يتحدث خالد عن اختلاف مشهد الستاند أب كوميدي في البلاد بين ما قبل سقوط نظام الأسد وما بعده. فالرقابة الشديدة التي كانت مفروضة من قبل النظام السابق منعت خالد وغيره من الكوميديين من انتقاد واقع بلادهم.
نسافر في الحلقة إلى الولايات المتحدة الأميركية ونتعرف على الكوميدية الأميركية من أصول فلسطينية نجوى خروفة. تخبرنا نجوى عن تأثير أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول على عملها ككوميدية. إضافة إلى الوقت والمجهود اللذين تتطلبهما هذه المهنة. وفي الجزائر نتعرف على أعضاء 28 Comedy Club الذين يشقون طريقهم في عالم الستاند أب كوميدي ويعكسون الواقع في بلادهم من خلال عروضهم وتفاعلهم مع الجمهور.
تقديم: سيف الدين الرباعي
إعداد: سماح دعكور
مونتاج: فرح دعجة ونديم دمشقية
يلقي برنامج بي بي سي إكسترا التلفزيوني الضوء على قصص إنسانية فريدة من حياتنا، نعيشها ونرويها لشباب منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أسبوعياً كل يوم خميس على شاشة بي بي سي عربي على الساعة الخامسة والنصف مساء بتوقيت غرينتش.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الـ«بي بي سي» وإسرائيل: شدة الخوف تصيب بالشلل
الـ«بي بي سي» وإسرائيل: شدة الخوف تصيب بالشلل

القدس العربي

time١٨-٠٧-٢٠٢٥

  • القدس العربي

الـ«بي بي سي» وإسرائيل: شدة الخوف تصيب بالشلل

لست من مشاهدي برامج الطبخ على التلفزيون. ولست من القادرين على فهم ما تُلزم الجرائد الجادة، كالـ«نيويورك تايمز» و«الديلي تلغراف» مثلا، به نفسها من جهود في إخراج صفحات يومية، بل ومجلات أسبوعية ذات ورق فاخر صقيل، تطفح كلها بصور الأطباق المليئة بمختلف المأكولات، مع بيان طرائق إعدادها وطهيها. ومن أسباب عدم قدرتي على الفهم أن الغالب على ظني، ربما تحت تأثير ضني بالوقت أن أنفقه في تفهّم المسألة، أنه لا داعي لإعادة اختراع العجلة وأن ما تعلمته وتتعلمه الفتيات من أمهاتهن في هذا المجال كاف وزيادة. فلكل بلاد أو منطقة فنها المطبخيّ المميز الذي لم يكن يُتعلم في المدارس، بل إنه بقي يُتوارث على مدى قرون من التواصل والتفاعل بين أجيال من أمهات الأمس وأمهات الغد. ومع أن ثقافة المطبخ والمأكل هي من مباحث الأنثروبولوجيا، ومع أنه يحدث لي في بعض الأحيان أن أسمع بدون تركيز، في الخلفية الصوتية التي تؤثثها رفقة أنيسي المذياع، إلى بعض نتف من البرنامج الأسبوعي الذي تقدمه الفرنسية كارولين بروي مازجة فيه، حسب تعريفها الرشيق، «بين النكهات والمعارف وبين التذوّق والتفكّر»، إلا أني لا أرى أن الموضوع يستحق كل هذا الجهد الجهيد. على أن الواقع التجاري الذي لا جدال فيه أن لبرامج الطبخ التلفزية (ولملاحق الطبخ في الجرائد والمجلات) جمهورها العريض وأرباحها الوفيرة. ولهذا فإني اهتممت عندما علمت أن الـ«بي بي سي» استغنت عن خدمات السيدة نادية حسين التي جاء في الأنباء أنها ظلت تقدم برنامج طبخ ناجحا طوال عشرة أعوام. والبادي من تعليقات بعض المتابعين أن هذا القرار ليس بريئا من شبهات «العنصرية المؤسسية»، علما أن نادية حسين مسلمة وأنها سمراء البشرة. ولكن إذا كان الأرجح أن البي بي سي بريئة من شبهات العنصرية أو التفرقة في علاقتها بالمتعاقدين، فإن الذي لا مراء فيه على مدى السنين، وخصوصا منذ السابع من أكتوبر 2023، أنها ليست براء من تهمة الجبن أو التهيّب في علاقتها بمراكز القوى، وأولها اللوبي الصهيوني. وقد أحسنت الصحافية كاريشما باتيل، التي استقالت من الـ«بي بي سي» احتجاجا على انحيازها للرواية الإسرائيلية في تناولها لحرب الإبادة على غزة، عندما قالت إن موقف الحذر الشديد الذي تلتزمه البي بي سي قد انتهى بإيقاعها في فخ الخوف الذي يشل القدرة على ممارسة الاستقلالية الصحافية. صارت المؤسسة العريقة، حسب تعبير المثقفين الأربعمائة، «مشلولة بفعل الخوف من أن تبدو ناقدة للحكومة الإسرائيلية» ذلك أن الـ«بي بي سي» قد تورطت في فضيحة مدوية عندما ظلت تماطل شهورا في بث الفيلم الوثائقي «غزة: أطباء تحت النار» الذي كانت قد كلفت الصحافيين المستقلين بن دي بار وراميتا نافاي بإنتاجه العام الماضي في قطاع غزة. وقد نشر الصحافيان مقالا في جريدة الأوبزرفر يشرحان ملابسات إنتاج الفيلم ويصفان تناقضات الأقوال وتقلبات المواقف وألاعيب التسويف التي توختها إدارة البي بي سي قبل أن ينتهي بها الأمر إلى رفض بث الفيلم. لهذا توجه به الصحافيان إلى تلفزيون «قناة 4» الخاص، فسارع إلى بثه! والدليل على تدهور سمعة البي بي سي وتآكل مصداقيتها أن أكثر من مائة من صحافييها قد وقعوا (بدون إعلان أسمائهم) على الرسالة العلنية التي وجهها إليها حوالي أربعمائة من الشخصيات الثقافية والإعلامية تعبيرا عن القلق من «الرقابة ومن القرارات التحريرية المكتنفة بقتامة السرية في مجال تناول الأحداث في فلسطين وإسرائيل»، مع المطالبة بإقالة روبي غيب، عضو لجنة البي بي سي للمعايير التحريرية، بسبب تضارب المصالح الناجم عن ملكيته لأسهم في جريدة جويش كرونيكل الناطقة بلسان حال يهود بريطانيا والمغالية في الانحياز لإسرائيل إلى حد عدم التورع عن فبركة المعلومات والتصريحات الزائفة. أما السبب الفعلي لرفض بث الفيلم فهو أنه سبق للـ«بي بي سي» أن بثت في فبراير فيلما وثائقيا بعنوان «غزة: كيف تنجو من منطقة حرب»، ولكن الأوساط الصهيونية زعمت أن الصبي راوي الفيلم هو ابن لأحد مسؤولي «حماس». ومنذئذ أسقط في يد البي بي سي: فقد أخذ الجميع داخلها، وخارجها، هذا الزعم الصهيوني الكاذب مأخذ الحقيقة المطلقة، بينما الواقع أن الصبي ابن لباحث كان يدير برامج الزراعة في حكومة غزة! ولكن أنَّى للـ«بي بي سي» اليوم ولو نزر قليل من رباطة الجأش؟! لقد صارت المؤسسة العريقة، حسب تعبير المثقفين الأربعمائة، «مشلولة بفعل الخوف من أن تبدو ناقدة للحكومة الإسرائيلية». كاتب تونسي

مراجعة "بي بي سي" تخلص إلى "انتهاك معايير الدقة" بسبب طفل فلسطيني
مراجعة "بي بي سي" تخلص إلى "انتهاك معايير الدقة" بسبب طفل فلسطيني

العربي الجديد

time١٥-٠٧-٢٠٢٥

  • العربي الجديد

مراجعة "بي بي سي" تخلص إلى "انتهاك معايير الدقة" بسبب طفل فلسطيني

خلصت مراجعة داخلية في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، الاثنين، إلى أن فيلماً وثائقياً أنتجته بالتعاون مع شركة إنتاج مستقلة حول الأطفال في غزة، وأثار جدلاً في الأشهر الأخيرة، خالف معايير الهيئة التحريرية الخاصة بالدقة، وذلك نتيجة عدم الكشف عن أن الطفل الراوي هو نجل مسؤول سابق في حكومة حماس في غزة. وكان مدير عام "بي بي سي"، تيم ديفي، قد كلف بإجراء مراجعة للوثائقي "غزة: كيف تنجو من منطقة حرب" ، بعد أن سُحب من منصة آي بلاير في فبراير/ شباط الماضي عندما أُثيرت قضية صلات الطفل بوالده بعد حملة تحريض قادتها منظمات مناصرة لإسرائيل والسفيرة الإسرائيلية في لندن. وأشار تقرير المراجعة إلى أن شركة الإنتاج المستقلة هويو فيلمز تتحمل معظم مسؤولية الفشل، لكنها قالت أيضاً إن "بي بي سي" تتحمل بعض المسؤولية، وكان ينبغي عليها بذل المزيد من الجهد في إشرافها، كما أكدت "بي بي سي" أنه ما كان ينبغي الموافقة على الوثائقي، وأنها تتخذ الإجراءات المناسبة بشأن المساءلة. مع ذلك، لم يجد التحقيق الداخلي في إنتاج فيلم "غزة: كيف تنجو من منطقة حرب" أي انتهاكات أخرى لإرشادات الإنتاج، بما في ذلك الحياد بحسب ما قالت المراجعة، كما وجد أنه لم تؤثر أي مصالح خارجية "بشكل غير لائق على البرنامج"، وخلص التقرير إلى أنه "جرى النظر بعناية في متطلبات الحياد الواجب في هذا المشروع نظراً لطبيعة الموضوع المثيرة للجدل بشدة". يأتي هذا التقرير بعد استفسار قدّمته قبل أيام وزيرة الثقافة، ليزا ناندي، عن سبب عدم فقدان أي شخص لوظيفته بسبب الفيلم الوثائقي، مع استمرار حملات ضغط على "بي بي سي" تقودها مجموعات مناصرة لإسرائيل. مع العلم أن ناندي كانت سابقاً رئيسة مجموعة "أصدقاء حزب العمال لفلسطين والشرق الأوسط". إعلام وحريات التحديثات الحية حكم بسجن الروائي المعارض بوريس أكونين لمدة 14 عاماً في روسيا وتولى مدير الشكاوى والمراجعات التحريرية في "بي بي سي"، بيتر جونستون، عملية المراجعة بعد سحب الفيلم، وخلص إلى أن وظيفة الأب كانت "معلومات حساسة"، وهو ما لم تَطّلع عليه "بي بي سي" قبل بث الوثائقي. قال جونستون: "بغض النظر عن كيفية الحكم على أهمية منصب والد الراوي من عدمها، كان ينبغي إعلام الجمهور بهذا الأمر"، كما لم تجد المراجعة أي "أساس معقول" للاستنتاج بأن أي شخص شارك أو دفع مقابل البرنامج كان خاضعاً لعقوبات مالية، مثل "حماس"، إذ دُفعت رسوم قدرها 795 جنيهاً إسترلينياً للراوي. من جهته، رأى مدير "بي بي سي"، تيم ديفي أن المراجعة الداخلية تظهر "تقصيراً كبيراً في دقة هذا الفيلم الوثائقي. أشكره على عمله الدؤوب، وأعتذر عن هذا التقصير"، مضيفاً: "سنتخذ الآن إجراءاتٍ على جبهتين: إجراءاتٍ عادلة وواضحة ومناسبة لضمان المساءلة السليمة، والتنفيذ الفوري لخطواتٍ لمنع تكرار مثل هذه الأخطاء". ولم توضح الهيئة ما إذا كانت ستتخذ إجراءات تأديبية ضد أي من الموظفين. وأشار التقرير إلى أن ثلاثة من أعضاء فريق شركة "هويو فيلمز" كانوا على علم بمنصب والد الطفل، لكن لم يجرِ إبلاغ "بي بي سي" بذلك في حينه. واعتبرت المراجعة هذا الإغفال "تقصيراً جسيماً" من الشركة، كما انتقدت فريق التحرير في "بي بي سي" لعدم اتخاذ خطوات "استباقية كافية" أثناء عمليات التدقيق التحريري الأولية، و"لغياب إشراف نقدي على الأسئلة التي لم تُجب عنها بشكل كامل". من جانبها، قالت شركة هويو فيلمز في بيان: "نأخذ النتائج الواردة في تقرير بيتر جونستون عن غزة: كيف تنجو من منطقة حرب على محمل الجد، ونعتذر عن الخطأ الذي أدى إلى خرق المبادئ التحريرية". وينشر الطفل عبد الله اليازوري منذ أشهر عبر صفحته في إنستغرام فيديوهات عن معاناة الفلسطينيين في غزة في ظل القصف الإسرائيلي اليومي. وقال في فيديو نشره خلال عيد الفطر الأخير: "في هذا العيد، لا نفطر على ولائم، بل على حزن. منازلنا مدمرة، وعائلاتنا ممزقة - ومع ذلك، ما زلنا نجتمع، وما زال لدينا أمل". سوشيال ميديا التحديثات الحية الجرافات الإسرائيلية تمرّ عبر "فيسبوك" ووقع أكثر من 600 شخصية بارزة في عالم السينما والصحافة والثقافة والإعلام في مايو/ أيّار الماضي، على رسالة طالبت "بي بي سي" ببث الفيلم بعد سحبه. وجاء في الرسالة في حينه: "هذا ليس تحذيراً تحريرياً، بل قمعٌ سياسي"، واتهم الموقعون هيئة الإذاعة البريطانية "بإسكات شهادات حيوية وتطبيق معايير مزدوجة على الأصوات الفلسطينية"، في ظل الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة التي يكون فيها الأطفال أكثر الضحايا تأثراً. وكانت "بي بي سي" قد منعت مؤخراً بث فيلم آخر أنتجته عن الأطباء والعاملين في مجال الإغاثة في غزة خلال حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع باسم "أطباء تحت الهجوم"، ولاحقاً قامت القناة الرابعة البريطانية ببث العمل. وأشار تقرير صدر عن منظمة يونيسف في مايو الماضي إلى أن أكثر من 50 ألف طفل قُتلوا أو أصيبوا في غزة منذ أكتوبر/ تشرين أول 2023، كما أن 67 طفلاً قد ماتوا بسبب سوء التغذية، كما يعيش نحو 650 ألف طفل دون سن الخامسة في ظل خطر التعرض لسوء التغذية الحاد. ووثقت تقارير، الأحد، استشهاد ستة أطفال على الأقل في غارة إسرائيلية على نقطة لتجميع المياه في النصيرات بقطاع غزة.

استعارة من قاموس الديكتاتورية
استعارة من قاموس الديكتاتورية

العربي الجديد

time١٤-٠٧-٢٠٢٥

  • العربي الجديد

استعارة من قاموس الديكتاتورية

في حين كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أوامرَ تلقاها الجيش الإسرائيلي لاقتناص أهالي غزّة بالقتل العمد، وهم ينتظرون بعضاً من الغذاء، في ما تحوّل (بحسب وصف أحد الجنود) حقلاً للقتل، انشغل الإعلام البريطاني بردّات فعل غاضبة على هتاف مغنٍ في مهرجان غلاستنبري الشهير، مردّداً: "الموت للجيش الإسرائيلي". الإعلام الذي تغاضى عن نقل تقرير "هآرتس" المرعب أو نقاشه، وما تلاه من تسريبات جديدة حول مشاركة مرتزقة أميركيّين في عمليات القتل، استنفر في المقابل قواه وأفراده ومساحاته لنقاش الحدث الجلل في المهرجان، الذي اعتُبر ضرباً من "معاداة السامية"، حين غابت أخبار القتل العمد للمدنيين إلى حدّ كبير من التغطية. هل يعتبر هتاف عضو فرقة الهيب هوب، الذي يحمل تعابير من خطاب الحقد ضدّ جيش يقوم بالقتل الممنهج أكثر أهميةً من القتلى أنفسهم؟ يشكّل الجدال، وما يستتبعه من ملاحقات جنائية، خروجاً عن تقاليد المهرجانات الثقافية الشعبية في بريطانيا، التي غالباً ما تشهد تعبيرات سياسية راديكالية تثير الجدل يشكّل الجدل حول مهرجان غلاستبنري، الذي شهد أخيراً هتافات مؤيّدة لفلسطين، وقرارُ تصنيف حملة "فلسطين أكشن" منظّمة إرهابية، حلقتَين متقدّمتَين في عملية الإسكات المتمادية للأصوات العالية والمؤثّرة ضدّ إسرائيل في بريطانيا. وقد أحيل أحد أعضاء فرقة "نيكاب" للهيب هوب إلى التحقيق لدى الشرطة، بتهمة دعم مجموعة محظورة، لرفعه علم حزب الله خلال أحد العروض في لندن العام الماضي، في حين قال المغنّي ليام أوهانا إنه حمل العلم من دون أن يعرف معناه. كذا، أعلنت الشرطة البريطانية أن العروض التي قدّمها مغني الراب بوب فيلان، إلى جانب فرقة نيكاب في مهرجان غلاستونبري، تخضع لتحقيق جنائي بسبب هتافات فيلان بموت جيش الاحتلال. أثارت الهتافات في المهرجان وشعبيتها بين الجمهور، زوبعةً من الاحتجاج في الإعلام والسياسة، بحجّة أن الفرقة تجاوزت حدود النقد، وأن المهرجان الصيفي الأكثر شعبيةً في البلاد قد سُيّس. قدّمت هيئة الإعلام العمومي البريطانية (بي بي سي) اعتذاراً لنقل الحفل مباشرةً، في حين دان رئيس الوزراء كير ستارمر الهتافات، واصفاً إيّاها بـ"تحريض مروّع على الكراهية"، وطالباً من "بي بي سي" أن توضّح "كيف بُثّت هذه المشاهد". في الوقت نفسه، أعلنت الهيئة أنها لن تعيد بثّ العرض المباشر للمغنّي بوب فيلان بسبب الشعار الذي ردّده أمام الجمهور. يشكّل الجدال، وما يستتبعه من ملاحقات جنائية، خروجاً عن تقاليد المهرجانات الثقافية الشعبية في البلاد، التي غالباً ما تشهد تعبيرات سياسية راديكالية تثير الجدل، من دون أن تستتبع بملاحقةٍ أمنية. فرقة "نيكاب" الآتية، من بلفاست في إيرلندا الشمالية، معروفة بنشاطها الحركي دفاعاً عن قضايا إنسانية، في مشاركتها أخيراً في مهرجان كوتشيلا في كاليفورنيا، ردّدت هتافات "الحرية لفلسطين" رغم التضييق الجاري على الحراك من أجل فلسطين في الولايات المتحدة. والفرقة الإيرلندية لا ترى الحراك من أجل فلسطين أو غيرها من القضايا خارج هُويَّتها، إذ تعتبر أن استخدام غناء الراب باللغة الغيلية الإيرلندية فعل مقاومة للإلغاء من قوى الاستعمار. ولعلّ ردّات الفعل المبالغ فيها هي المثال الأكثر واقعيةً للمعايير المزدوجة في غياب استنكار "اصطياد" المدنيين الجائعين في غزّة والتركيز على مجرّد شعار في احتفال. الخبر ليس الهتاف، بل الإبادة، ردّد بعض المعلّقين في حلقات النقاش التلفزيونية وتغريدات السوشيل ميديا. تصوّيت أعضاء البرلمان البريطاني على حظر حملة "فلسطين أكشن"، الناشطة ضدّ الدعم العسكري لإسرائيل، مصنّفاً إيّاها منظّمةً إرهابية، أسوة بمنظَّمتَين من النازية الجديدة، سابقة أكثر خطورةً من كلّ تعابير القمع التي شهدتها البلاد في المعركة بين الأصوات المناهضة للإبادة، وتلك التي تتهمها بمعاداة السامية. وقد خسرت الحملة معركتها أمام القضاء لتأخير تنفيذ القرار، وباتت مدرجةً على قائمة الجماعات الإرهابية المحظورة، ما يجعل العضوية فيها أو دعمها جريمةً جنائيةً يُعاقَب عليها بالسجن مدّة تصل إلى 14 عاماً. يعتبر التصنيف ضربةً جديدةً للنشاط الحراكي الحقوقي في البلاد، الذي غالباً ما استخدم أشكالاً من التخريب للممتلكات العامّة أو الخاصّة للتعبير عن النقد، والتي لا تُلاحق بموجب قانون مكافحة الارهاب. تعرّف الحملة "فلسطين أكشن" نفسها في موقعها على الإنترنت بأنها تستهدف أساساً شركات تصنيع الأسلحة، في مقدمها شركة إلبيت سيستمز (Elbit Systems)، أكبر مُصنّع للأسلحة في إسرائيل، فضلاً عن شركات أسلحة مثل ليوناردو وتاليس وتيليدين ((Leonardo, Thales and Teledyne، والشركات والمؤسّسات المرتبطة بها. ولعلّ الحملة في تركيزها على شركات تصنيع الأسلحة تستهدف جوهر الكارثة، إذ اعتبر تقرير لمقرّرة الأمم المتحدة لشؤون الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز، صدر أخيراً تحت عنوان "من اقتصاد الاحتلال إلى اقتصاد الإبادة الجماعية"، أن الإبادة مستمرّة، لأنها مربحة لمجموعة من الشركات العالمية، في ما وصفه التقرير بـ"الآلية المؤسّسية التي تدعم المشروع الاستيطاني الاستعماري الإسرائيلي". في قمعها الحراك من أجل فلسطين، تستعير الحكومة البريطانية آليات الإسكات الأكثر فاعلية في قاموس الديكتاتورية في قمعها الحراك الناشط من أجل فلسطين، تستعير الحكومة البريطانية آليات الإسكات الأكثر فاعلية في قاموس الديكتاتورية في منطقتنا: الملاحقة الجنائية بموجب قانون مكافحة الإرهاب. اعتبرت مديرة مكتب هيومن رايتس ووتش في بريطانيا، ياسمين أحمد، أن استخدام تشريعات مكافحة الإرهاب لحظر الحملة من أجل فلسطين "إساءة خطيرة لاستخدام سلطة الدولة، وتصعيد مرعب في حملة هذه الحكومة لتقييد الحقّ بالاحتجاج"، كما أن تصنيف الحملة في فئة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) أو تنظيم القاعدة "سابقة خطيرة للغاية". وقد سبق أن استُخدمت هذه التشريعات في ملاحقة أفراد بما في ذلك صحافيون وأكاديميون وناشطون (ولا تزال) عبّروا عن مواقف وصفت بأنها مؤيّدة لمجموعات محظورة، سواء في تصريحات لهم في المجال العام أو في تعبيرات عبر وسائل السوشيال ميديا. وتلك أكثر من سابقة خطيرة في بلاد عرفت بحراك نسوي بارز (سافراغيت) استخدم تخريب الممتلكات الخاصّة والعامّة وسيلةً للعصيان المدني في المطالبة بحقّ النساء في التصويت والمشاركة في الحياة السياسية، وهو حراك تحتفل به الطبقة السياسية باعتبارها حدثاً تقدّمياً بارزاً. بات التعبير الحراكي من ضروب المغامرة في بلاد تقول إنها ليبرالية، إلّا في ما يتعلّق بالحراك الداعم لفلسطين ضدّ نظام الفصل العنصري الإسرائيلي. حمل أحد المتظاهرين دعماً لحملة "فلسطين أكشن" لافتةً تحمل شعار "يا للهول، لقد دلقت الدهان" الأحمر. دماء المدنيين السائلة في غزّة لم تُثِر أيّ "هول" مماثل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store