logo
الـ«بي بي سي» وإسرائيل: شدة الخوف تصيب بالشلل

الـ«بي بي سي» وإسرائيل: شدة الخوف تصيب بالشلل

القدس العربي ١٨-٠٧-٢٠٢٥
لست من مشاهدي برامج الطبخ على التلفزيون. ولست من القادرين على فهم ما تُلزم الجرائد الجادة، كالـ«نيويورك تايمز» و«الديلي تلغراف» مثلا، به نفسها من جهود في إخراج صفحات يومية، بل ومجلات أسبوعية ذات ورق فاخر صقيل، تطفح كلها بصور الأطباق المليئة بمختلف المأكولات، مع بيان طرائق إعدادها وطهيها. ومن أسباب عدم قدرتي على الفهم أن الغالب على ظني، ربما تحت تأثير ضني بالوقت أن أنفقه في تفهّم المسألة، أنه لا داعي لإعادة اختراع العجلة وأن ما تعلمته وتتعلمه الفتيات من أمهاتهن في هذا المجال كاف وزيادة. فلكل بلاد أو منطقة فنها المطبخيّ المميز الذي لم يكن يُتعلم في المدارس، بل إنه بقي يُتوارث على مدى قرون من التواصل والتفاعل بين أجيال من أمهات الأمس وأمهات الغد. ومع أن ثقافة المطبخ والمأكل هي من مباحث الأنثروبولوجيا، ومع أنه يحدث لي في بعض الأحيان أن أسمع بدون تركيز، في الخلفية الصوتية التي تؤثثها رفقة أنيسي المذياع، إلى بعض نتف من البرنامج الأسبوعي الذي تقدمه الفرنسية كارولين بروي مازجة فيه، حسب تعريفها الرشيق، «بين النكهات والمعارف وبين التذوّق والتفكّر»، إلا أني لا أرى أن الموضوع يستحق كل هذا الجهد الجهيد.
على أن الواقع التجاري الذي لا جدال فيه أن لبرامج الطبخ التلفزية (ولملاحق الطبخ في الجرائد والمجلات) جمهورها العريض وأرباحها الوفيرة. ولهذا فإني اهتممت عندما علمت أن الـ«بي بي سي» استغنت عن خدمات السيدة نادية حسين التي جاء في الأنباء أنها ظلت تقدم برنامج طبخ ناجحا طوال عشرة أعوام. والبادي من تعليقات بعض المتابعين أن هذا القرار ليس بريئا من شبهات «العنصرية المؤسسية»، علما أن نادية حسين مسلمة وأنها سمراء البشرة. ولكن إذا كان الأرجح أن البي بي سي بريئة من شبهات العنصرية أو التفرقة في علاقتها بالمتعاقدين، فإن الذي لا مراء فيه على مدى السنين، وخصوصا منذ السابع من أكتوبر 2023، أنها ليست براء من تهمة الجبن أو التهيّب في علاقتها بمراكز القوى، وأولها اللوبي الصهيوني. وقد أحسنت الصحافية كاريشما باتيل، التي استقالت من الـ«بي بي سي» احتجاجا على انحيازها للرواية الإسرائيلية في تناولها لحرب الإبادة على غزة، عندما قالت إن موقف الحذر الشديد الذي تلتزمه البي بي سي قد انتهى بإيقاعها في فخ الخوف الذي يشل القدرة على ممارسة الاستقلالية الصحافية.
صارت المؤسسة العريقة، حسب تعبير المثقفين الأربعمائة، «مشلولة بفعل الخوف من أن تبدو ناقدة للحكومة الإسرائيلية»
ذلك أن الـ«بي بي سي» قد تورطت في فضيحة مدوية عندما ظلت تماطل شهورا في بث الفيلم الوثائقي «غزة: أطباء تحت النار» الذي كانت قد كلفت الصحافيين المستقلين بن دي بار وراميتا نافاي بإنتاجه العام الماضي في قطاع غزة. وقد نشر الصحافيان مقالا في جريدة الأوبزرفر يشرحان ملابسات إنتاج الفيلم ويصفان تناقضات الأقوال وتقلبات المواقف وألاعيب التسويف التي توختها إدارة البي بي سي قبل أن ينتهي بها الأمر إلى رفض بث الفيلم. لهذا توجه به الصحافيان إلى تلفزيون «قناة 4» الخاص، فسارع إلى بثه!
والدليل على تدهور سمعة البي بي سي وتآكل مصداقيتها أن أكثر من مائة من صحافييها قد وقعوا (بدون إعلان أسمائهم) على الرسالة العلنية التي وجهها إليها حوالي أربعمائة من الشخصيات الثقافية والإعلامية تعبيرا عن القلق من «الرقابة ومن القرارات التحريرية المكتنفة بقتامة السرية في مجال تناول الأحداث في فلسطين وإسرائيل»، مع المطالبة بإقالة روبي غيب، عضو لجنة البي بي سي للمعايير التحريرية، بسبب تضارب المصالح الناجم عن ملكيته لأسهم في جريدة جويش كرونيكل الناطقة بلسان حال يهود بريطانيا والمغالية في الانحياز لإسرائيل إلى حد عدم التورع عن فبركة المعلومات والتصريحات الزائفة.
أما السبب الفعلي لرفض بث الفيلم فهو أنه سبق للـ«بي بي سي» أن بثت في فبراير فيلما وثائقيا بعنوان «غزة: كيف تنجو من منطقة حرب»، ولكن الأوساط الصهيونية زعمت أن الصبي راوي الفيلم هو ابن لأحد مسؤولي «حماس». ومنذئذ أسقط في يد البي بي سي: فقد أخذ الجميع داخلها، وخارجها، هذا الزعم الصهيوني الكاذب مأخذ الحقيقة المطلقة، بينما الواقع أن الصبي ابن لباحث كان يدير برامج الزراعة في حكومة غزة!
ولكن أنَّى للـ«بي بي سي» اليوم ولو نزر قليل من رباطة الجأش؟! لقد صارت المؤسسة العريقة، حسب تعبير المثقفين الأربعمائة، «مشلولة بفعل الخوف من أن تبدو ناقدة للحكومة الإسرائيلية».
كاتب تونسي
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

فنانون ومثقفون ألمان يطالبون بوقف صادرات السلاح إلى إسرائيل
فنانون ومثقفون ألمان يطالبون بوقف صادرات السلاح إلى إسرائيل

العربي الجديد

timeمنذ يوم واحد

  • العربي الجديد

فنانون ومثقفون ألمان يطالبون بوقف صادرات السلاح إلى إسرائيل

حثّ أكثر من مائتي ممثّل وموسيقي وإعلامي في ألمانيا المستشار فريدريش ميرز على وقف توريد الأسلحة إلى إسرائيل وفرض عقوبات عليها. وفي رسالة مفتوحة، أشار الفنانون إلى معاناة الأطفال في قطاع غزة، وجاء فيها: "لا توجد جريمة تُبرّر العقاب الجماعي لملايين الأبرياء بأبشع الطرق". ومن بين أوائل الموقّعين على الرسالة: الإعلاميان يوكو فينترشايت وكلاس هويفر-أوملاوف، والموسيقيان شيرين دافيد وتسارتمان، والممثلات جيسيكا شفارتس، وهايكه ماكاتش، وليف ليزا فريز، والممثلون بينو فورمان، ودانيال برول، ويورغن فوغل، والكاتب مارك-أوفه كلينغ. وتقول منظمة "آفاز" (Avaaz) العالمية إنّها هي من نظّمت هذه الحملة. وتُعرّف المنظمة نفسها بأنها شبكة حملات عالمية تهدف إلى التأثير على القرارات السياسية من خلال أصوات المواطنين. وجاء في نص الرسالة أنّ الأطفال الذين لا يشاركون في الحرب، لكنهم يتحمّلون أوزارها، يتضوّرون جوعاً ويموتون في قطاع غزة. وأضاف الموقّعون: "لقد قُتل أكثر من 17 ألف طفل حتى الآن. مئات الآلاف مصابون أو جُرحى أو مشرّدون أو يعانون من صدمات نفسية، ويتضوّرون جوعاً". وأشاد الموقّعون بانتقادات ميرز الأخيرة للحكومة الإسرائيلية، إلّا أنهم حضّوه على اتخاذ خطوات إضافية تتمثل في وقف جميع صادرات الأسلحة الألمانية إلى إسرائيل، ودعم تعليق اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، والمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية دون عوائق. وجاء في الرسالة: "هذه الخطوات تتماشى تماماً مع القيم الأوروبية، وستُظهر للحكومة الإسرائيلية، على نحو لا لبس فيه، أنّ حتى أقرب حلفائها لم يعُد بإمكانهم تقبّل هذا القدر من المعاناة، وأنّ الكلمات لم تعُد كافية". إعلام وحريات التحديثات الحية "نيويورك تايمز" كرّرت دعاية إسرائيل حول سرقة مساعدات غزة من دون دليل استمرار دعم إسرائيل بالأسلحة رغم الانتقادات في 23 يوليو/ تموز الماضي، أعلن المستشار الألماني أولاف شولتز ، أن بلاده لن توقف دعمها العسكري لإسرائيل. جاءت تصريحات شولتز في مؤتمر صحافي بالعاصمة برلين، في مواجهة دعوات متزايدة إلى وقف تسليح إسرائيل بسبب الاتهامات بارتكاب "إبادة جماعية" ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، المستمرة منذ عشرة أشهر. وأعرب شولتز عن رفضه القاطع لدعوات مقاطعة البضائع والخدمات الإسرائيلية، واصفاً تلك المطالب بأنها "مثيرة للاشمئزاز". وكانت ألمانيا قد صنّفت الشهر الماضي حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) منظمة متطرفة، وفق توصيف وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر، وهو التوصيف الذي أقرّه مكتب حماية الدستور الألماني. وتعتبر ألمانيا من أشد الدول تضييقاً على التحرّكات التضامنية مع غزّة، أو تلك المندّدة بممارسات جيش الاحتلال الإسرائيلي في حق الفلسطينيين باسم عدم السماح بـ "معاداة السامية"، وكثيراً ما تدخّلت الشرطة بالقوة لفضّ المسيرات الاحتجاجية في شوارع المدن الألمانية، أو الاعتصامات الطلابية التي نُظّمت دعماً للشعب الفلسطيني الذي يتعرّض ل لإبادة في قطاع غزة ، وبعضها كان يطالب الحكومة الألمانية بوقف دعمها إسرائيل بالأسلحة. (أسوشييتد برس، الأناضول)

كيف تستخدم إدارة ترامب سلطتها لدعم الإعلام والمنصات المحافظة؟
كيف تستخدم إدارة ترامب سلطتها لدعم الإعلام والمنصات المحافظة؟

العربي الجديد

timeمنذ يوم واحد

  • العربي الجديد

كيف تستخدم إدارة ترامب سلطتها لدعم الإعلام والمنصات المحافظة؟

منذ عودته إلى سدّة الرئاسة في يناير/ كانون الثاني الماضي، بدأ دونالد ترامب وإدارته التدخل بشكل صريح ومباشر في المشهد الإعلامي في الولايات المتحدة ، مع استغلال سلطته للضغط على معارضيه، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية. وكانت آخر مظاهر هذه التدخلات قد تجلت مع سماح الهيئة الناظمة للاتصالات في الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، بإتمام صفقة شراء شركة سكاي دانس لمجموعة باراماونت غلوبال، شريطة أن تغير محطة سي بي إس التابعة للأخيرة خطّها التحريري. وغاب عن بيان الهيئة الحديث عن حماية المنافسة وأنشطة المجموعتين، وركّزت على ضرورة أن تغيّر "سكاي دانس" من الوضع في "سي بي إس"، عبر اتخاذ قرارات "من شأنها أن تصحح الانحياز الذي قوّض ثقة (الجمهور) في وسائل الإعلام الوطنية". انعكس ذلك سريعاً في إعلان "سي بي إس" عن إيقاف برنامج "ذا لايت شو" الذي يقدمه الكوميدي ستيفن كولبيرت المعروف بانتقاداته اللاذعة للرئيس الأميركي. ولم تتوقف مساعي إدارة ترامب عند وسائل الإعلام بل امتدت إلى شركات الإعلانات ومنصات التواصل الاجتماعي. ففي يونيو/ حزيران الماضي، وضعت لجنة التجارة الفيدرالية شرطاً غير معتاد للموافقة على اندماج شركتي أومنيكوم وأي بي جي، الرائدتين في مجال الإعلانات، وهو أن الشركة المندمجة لا يمكنها أن ترفض وضع إعلانات على المواقع الإلكترونية والشبكات الاجتماعية لأسباب سياسية. ولفتت الصحافية جوليا أنغوين، في مقال نشرته "نيويورك تايمز" أمس الأربعاء، إلى أن ذلك يمثل انحرافاً حاداً عن المسار العام للجنة التجارة الفيدرالية، التي تركز عادةً على حماية المستهلك وقضايا الاحتكار، كما رأت أن الهدف هو تقديم دعم غير مباشر لمنصة إكس المملوكة للملياردير إيلون ماسك. وذكّرت أنغوين بتعليق عشرات الشركات الكبرى إعلاناتها على منصة إكس في عام 2023، بعدما كشفت منظمتا ميديا ماترز ومركز مكافحة الكراهية الرقمية أن منصة ماسك كانت تحقق أرباحاً من حسابات تنشر الكراهية والمعلومات المضللة، كما بيّنتا أن إعلانات علامات تجارية كبرى كانت تظهر بجانب محتوى مؤيد للأفكار النازية. وهو ما ردّت عليه "إكس" برفع دعاوى قضائية ضد المنظمتين، وكذلك ضد مجموعة تجارية إعلانية ومعلنين كبار بتهمة المقاطعة غير القانونية لأعمالها. إعلام وحريات التحديثات الحية صورة الطفل محمد المطوق في "نيويورك تايمز" تُفجّر حملة إسرائيلية ضدها لاحقاً، في مايو/ أيار الماضي، دعمت لجنة التجارة الفيدرالية موقف المنصة المملوكة لإيلون ماسك، بعدما فتحت تحقيقاً مع 12 منظمة ومجموعة إعلانية، من بينها "ميديا ماترز"، لتحديد ما إذا كانوا متواطئين أو متورطين في مؤامرة لتشجيع المعلنين على مقاطعة "إكس" ومنصات أخرى. لكن الكثير من الخبراء اعتبروا أن قرارات اللجنة تتعارض مع حق الشركات في اختيار أين ستضع إعلاناتها. كما لفت أستاذ القانون في جامعة فوردهام أوليفييه سيلفاين إلى أن شروط اللجنة للموافقة على اندماج "أومنيكوم" و"أي بي جي" "تتعارض بشكل صارخ مع الحق الدستوري للمعلنين في عدم ربط علاماتهم التجارية بمحتوى أو آراء يعرفون أن المستهلكين يجدونها مثيرة للاعتراض". ومنذ العام 2015، سعى المحافظون في الولايات المتحدة إلى فرض قوانين تمنع الشركات التي تعتمد المقاطعة لأسباب سياسية من الحصول على عقود حكومية، كان ذلك في البداية لحماية المنتجات الإسرائيلية ثم امتد ليشمل شركات السلاح والنفط. لكنّها المرة الأولى التي "تستخدم فيها قوة وكالة فدرالية كاملة لإجبار المعلنين على دعم وسائل الإعلام المحافظة"، بحسب "نيويورك تايمز". ورأت أنغوين أن مساعي إدارة ترامب لفرض شروطها على صناعة الإعلانات، تهدف بالنهاية إلى السيطرة على وسائل الإعلام التي تعتمد بشكل رئيسي على عائدات الإعلانات، خاصةً على الإنترنت والمنصات الاجتماعية. وهو مسار بدء من خلال منح حيز واسع لوسائل الإعلام اليمينية في تغطية أخبار الرئيس، مقابل معاقبة وكالات مثل "أسوشييتد برس"، وقطع تمويل هيئة البث العام، ورفع دعاوى تشهير ضد محطات يرى ترامب أن تغطيتها مضلّلة. وحذّرت من أن الشركات قد تجد نفسها مضطرة لوضع إعلانات في منصات يمينية حتى تثبت أنها لا تقاطعها لأسباب سياسية. سيعني ذلك مزيداً من عائدات الإعلانات لوسائل الإعلام المحافظة ولمنصة تروث سوشال المملوكة لترامب، مقابل إضعاف وسائل الإعلام المعارضة، بحسب أنغوين.

"نيويورك تايمز" تكشف عن رسالة بخط يد ترامب إلى جيفري إبستين
"نيويورك تايمز" تكشف عن رسالة بخط يد ترامب إلى جيفري إبستين

العربي الجديد

time٢٥-٠٧-٢٠٢٥

  • العربي الجديد

"نيويورك تايمز" تكشف عن رسالة بخط يد ترامب إلى جيفري إبستين

في تقرير جديد حول واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في السياسة الأميركية، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" صورة لنسخة من كتاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب "ترامب.. فن العودة"، يظهر فيها إهداء بخط يده موجّه إلى رجل الأعمال المدان جيفري إبستين ، كتب فيه: "إلى جيف... أنت الأعظم". وتعود النسخة إلى عام 1997، ما يلقي مزيداً من الضوء على طبيعة العلاقة القديمة بين ترامب وإبستين، التي لطالما كانت محط تدقيق واسع من الإعلام والرأي العام. وفي القضية ذاتها، كشفت الصحيفة في تقريرها عن ظهور اسم ترامب أيضاً في قائمة المشاركين في كتاب الاحتفال بالذكرى الخمسين لميلاد رجل الأعمال إبستين عام 2003، وذلك بعد أن كان ترامب قد نفى كتابة أي رسائل إلى إبستين في هذه المناسبة، وهدّد بمقاضاة صحيفة "وول ستريت جورنال" التي كشفت عن الرسالة حينها، قائلة إنها تضمّنت إشارات "فاحشة" تُسيء إلى النساء. وجاء اسم ترامب ضمن عشرات المساهمين في كتاب رسائل التهنئة، وضمت القائمة آنذاك مالكة "فيكتوريا سيكرت" ليزلي ويكسن، وآلان غرينبرغ مدير شركة "بير ستيرنز"، والعالم الفيزيائي الحائز على جائزة نوبل موراي جيلمان، وآخرين، إضافة إلى مقدمة كتبَتها بخط يدها غيسلين ماكسويل، شريكة إبستين. وتعود علاقة ترامب بإبستين، وفق المعلن، إلى عام 1992، عندما التقيا في حفلة أقيمت في منتجع "مارآلاغو" الذي يملكه ترامب في فلوريدا . وتشير التقارير إلى أن العلاقة انقطعت عام 2004 بعد تنافسهما على شراء قطعة أرض في "بالم بيتش". وكان ترامب قد صرّح لمجلة "نيويورك" قائلاً: "إبستين كان رجلاً رائعاً. هو يحب النساء... لا شك أنه يستمتع بحياته الاجتماعية". ورغم محاولات إدارة ترامب والجمهوريين إخماد القضية، ازداد الجدل حدةً بعد تقرير "وول ستريت جورنال" في 17 يوليو/ تموز، الذي تحدث عن رسالة "فاحشة" أرسلها ترامب إلى إبستين في عيد ميلاده الخمسين، تضمّنت رسماً لامرأة عارية وُقّع على جسدها. كما كشف محامي إحدى الضحايا، براد إدواردز، في تصريحات لـ"MSNBC"، أن الكتاب في حوزة المسؤولين عن تركة إبستين، حيث تم تعيين حارس قضائي عليها عقب وفاته، ولا يزال الكتاب بحوزة هذا الحارس، وفق المحامي. وقد أعلن النائب الديمقراطي رو خانا عزمه على استدعاء كل من يحتفظ بالكتاب. أخبار التحديثات الحية جونسون يغلق مجلس النواب حتى سبتمبر لتجنب التصويت على ملفات إبستين وفي سياق موازٍ، التقى نائب وزير العدل الأميركي تود بلانش شريكة إبستين السابقة غيسلين ماكسويل، التي تقضي حالياً عقوبة بالسجن لمدة 20 عاماً بتهمة المشاركة في الاتجار الجنسي بالقاصرين، وذلك بحسب ما كُتب على منصات التواصل الاجتماعي. وقال محاميها ديفيد ماركوس، في تصريحات خارج المحكمة الفيدرالية، إن "ماكسويل أجابت عن كل سؤال، ولم ترفض الإجابة عن أي من الأسئلة، بل أجابت بصدق وأمانة". وكتب نائب المدعي العام تود بلانش، عبر وسائل التواصل، أنه "سيلتقيها مجدداً يوم الجمعة"، مشيراً إلى أن الوزارة "ستُعلن في الوقت المناسب معلومات إضافية حول ما توصلنا إليه". وتُعد هذه المقابلة جزءاً من جهود وزارة العدل لتهدئة الانتقادات الموجهة إلى المسؤولين الفيدراليين وإدارة ترامب بشأن عدم نشر وثائق إبستين، وهي قضية تحظى بأهمية كبيرة لدى قاعدة ترامب ومناصريه في حركة "ماجا" (لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى). ويوم الأربعاء، صوّتت لجنة فرعية للرقابة في مجلس النواب على استدعاء الوزارة للإفصاح عن جميع الوثائق المتبقية غير المنشورة. وتكمن أهمية ملف إبستين في علاقاته بالنخبة الحاكمة في واشنطن، وقد كشفت الصور والمعلومات المنشورة سابقاً عن صلاته بكل من الرئيس الأسبق بيل كلينتون، ودونالد ترامب، والأمير البريطاني أندرو (دوق يورك)، وغيرهم، إضافة إلى ظروف وفاته داخل السجن. ورغم أن التحقيقات خلُصت إلى انتحاره، لا تزال نظرية "الاغتيال لطمس الحقائق" حاضرة بقوة، خاصة بعد الفيديو الذي نشرته وزارة العدل الأسبوع الماضي من داخل السجن، والذي اختفت منه ثلاث دقائق يُعتقد أنها توثق لحظاته الأخيرة. وكان إبستين قد اعترف عام 2008 بتهم تتعلق بالتحرش بالقاصرات، وأُدرج على قائمة مرتكبي الجرائم الجنسية، لكنه قضى فقط 13 شهراً في السجن، معظمها خارج الزنزانة ضمن برنامج "الإفراج للعمل". وقد أُلقي القبض عليه للمرة الأولى في عهد الرئيس جورج بوش الابن، وخضع للمحاكمة خلال فترة باراك أوباما. وفي عام 2019، أُلقي القبض عليه مجدداً خلال ولاية ترامب الأولى، وتوفي بعد 36 يوماً في السجن. وقد أعلنت إدارة بايدن لاحقاً أن وفاته كانت "انتحاراً"، بينما يشكك مؤيدو ترامب في ذلك، ويرجّحون أنه قُتل لإخفاء تورط أثرياء ومشاهير في قضايا جنسية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store