
انقلاب ماسك على ترمب
مارسها مع ماسك رغبةً في وداعه وإبقائه حليفاً من دون أن يخسره ويتحوّل إلى خصم عنيد له. فليس من السهولة الدخول في عراك مع الرجل الأثرى في العالم.
ولكن، رغم محاولات ترمب تفادي الصدام والمواجهة مع ماسك، فإن الملياردير الصاخب كان يسعى لها عمداً، وهذه المرة في قضية تشغله، وهي تخفيض الدين الأميركي. وهدّد كل عضو كونغرس بتأييد مشروع ترمب «الكبير والجميل»، وقال إن عليهم أن يشنقوا أنفسهم بسبب العار الذي ألحقوه بأنفسهم. وعندما أُقِرّ المشروع رسمياً، أعلن تأسيس حزب «أميركا»، الذي سيُخرج، بحسب ماسك، البلاد من هيمنة الحزبين.
نشر ماسك صورة لثعبان برأسين، في إشارة إلى أن الحزبين لا يختلفان عن بعضهما. فقط قبل أشهر، كان ماسك يقفز على المسرح فرحاً بانتصارات ترمب، واضعاً على رأسه قبعة على شكل قطعة جبن لتحية جمهوره. اليوم تغيّر المشهد بالكامل. يريد ماسك، صاحب الأفكار الطموحة (إرسالنا إلى المريخ وإنقاذ البشرية)، أن يدخل التاريخ بكونه قاتل هذا الثعبان ذي الرأسين. هذه معركته الأرضية الجديدة، التي ستكون، كما يقول، آخر ما يفعله على وجه هذه الدنيا.
هناك أثرياء وساسة حاولوا قبل ماسك أن يؤسسوا حزباً ثالثاً، ولكنهم فشلوا. غير أن ماسك شخصية مختلفة، تعشق التحدي، ولديه المال والإصرار، وقد نجح في مراهنات مجنونة توقّع الخبراء فشلها. رغم فوضويته وفوراته العاطفية ورعونته في بعض الأحيان، فإن المقربين منه يقولون إنه عملي وغير منظر، ويذهب إلى الهدف مباشرة. يُشبهه البعض بستيف جوبز: فوضوي في الظاهر، منظم في العمق.
وحتى مع سخرية ترمب وتهديداته بسحب الامتيازات الفيدرالية من شركات ماسك، فإنه حتماً يشعر بالقلق. لا شيء أخطر من صديق تحوّل إلى عدو، يشعر بالخيانة ويسعى للانتقام، خصوصاً إن كان قد ضخ 280 مليون دولار من جيبه!
ولكن رحلة ماسك، بحسب ما يقول الخبراء، لن تكون شهر عسل حالم، بل ستكون عسيرة ومليئة بالعقبات.
العقبة الأولى: صعوبة إيجاد شخصية سياسية تقود هذا الحزب، ويمكن ترشيحها مستقبلاً للرئاسة. ليس من السهولة أن تصنع «ترمب» جديداً يلتف حوله الناس.
العقبة الثانية: فشل ماسك في تجربته الحكومية القصيرة أضرّ بسمعته. ظهر بصورة المندفع المتهور، قاطع الأرزاق بطريقة عنيفة. تصرف بغطرسة، ويفصل الموظفين إذا لم يردوا على رسائله الإلكترونية الليلية.
العقبة الثالثة: صعوبة تشكيل حزب ثالث بسبب الاستقطاب الحاد داخل المجتمع الأميركي. الانقسامات ليست بسبب السياسات المالية فقط، بل أيضاً حول القيم الثقافية، والجنس، والدين، والهجرة، والمناخ، وغيرها. نجاح حزب جديد في ظل هذه الظروف يبدو احتمالاً ضئيلاً.
كل ما يمكن أن يفعله ماسك بحزبه الثالث في الوقت الحالي هو دور المخرب، لكن هذا بالتأكيد لن يكون كافياً للثري صاحب الشخصية الرسالية. وفي حديث صحافي، ينصحه أحد المقربين منه بالابتعاد عن السياسة والتركيز على أعماله التجارية، فـ«إصلاح الحكومة الأميركية أصعب من إرسال الصواريخ إلى الفضاء»!

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وطنا نيوز
منذ ساعة واحدة
- وطنا نيوز
ترامب يتوعد روسيا بعقوبات قاسية.. بوتين لم يقدم شيئاً لوقف حرب أوكرانيا
وطنا اليوم:قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه 'غير مسرور' من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، متهما إياه بقتل أعداد كبيرة من الأشخاص خلال الحرب المستمرة في أوكرانيا. وأوضح ترامب أن بوتين 'لم يقدّم أي شيء فعليا لوقف الحرب'، متهماً إياه بـ'التفوه بترهات' فيما يتعلق بالأوضاع في أوكرانيا، بحسب تعبيره. وكشف ترامب أن فريقه يدرس فرض عقوبات قاسية وصارمة على روسيا في حال استمر النزاع، مشيرا إلى أن الإدارة الأميركية قدمت مساعدات لأوكرانيا بقيمة 300 مليار دولار حتى الآن. وردا على سؤال بشأن مشروع قانون اقترحه مجلس الشيوخ لفرض عقوبات إضافية على روسيا، قال ترامب 'أنا أنظر في الأمر بقوة'. وأضاف أن الولايات المتحدة قامت بـ'تزويد أوكرانيا بأفضل المعدات العسكرية المتاحة'، في إطار دعمها العسكري لمواجهة الهجمات الروسية المستمرة. وتأتي تصريحات ترامب في ظل استمرار التوتر بين واشنطن وموسكو، وتزايد الانتقادات الدولية للدور الروسي في الحرب الأوكرانية، وسط دعوات متجددة إلى إيجاد حل دبلوماسي ينهي الصراع الدامي. وأضاف ترامب لمراسلين خلال اجتماع وزاري في البيت الأبيض أن الجيش الأميركي استخدم صواريخ توماهوك تطلق من الغواصات لاستهداف منشآت إيران النووية، مؤكدا أن أميركا دخلت سماء إيران بقاذفات قادرة على التخفي وعندما عرف الإيرانيون بالهجوم كنا غادرنا الأجواء.


الدستور
منذ 2 ساعات
- الدستور
إيلون ماسك يعلن تأسيس حزب سياسي أميركي جديد
واشنطن - أعلن الملياردير إيلون ماسك، حليف الرئيس دونالد ترامب قبل أن يختلف معه مؤخرا، تأسيس حزبه السياسي الذي أطلق عليه اسم «حزب أميركا». وكتب رئيس شركتي تيسلا وسبيس إكس على شبكته الاجتماعية إكس «اليوم، تم تأسيس حزب أميركا ليعيد لكم حريتكم». وكان إيلون ماسك المعارض بشدة لمشروع قانون الميزانية الذي قدمه الرئيس الأميركي خصوصا لجهة زيادة الدين العام، قد وعد في الأيام الأخيرة بتأسيس حزب سياسي جديد إذا تم تمرير مشروع القانون. وقد أطلق رجل الأعمال استطلاعا للرأي حول فكرة تأسيس الحزب على شبكته الاجتماعية إكس الجمعة، وهو يوم العيد الوطني الأميركي ويوم الإعلان وسط ضجة كبيرة عن «القانون الكبير والجميل» الذي اقترحه ترامب. وقال قطب التكنولوجيا «بنسبة اثنين إلى واحد، تريدون حزبا سياسيا جديدا، وستحصلون عليه»، بعدما أجاب 65% من نحو 1,2 مليون مشارك بـ»نعم» على السؤال حول ما إذا كانوا يرغبون في تأسيس «حزب أميركا». وأضاف «عندما يتعلق الأمر بإفلاس بلدنا بسبب الهدر والفساد، فإننا نعيش في نظام الحزب الواحد، وليس في ديمقراطية». كان ماسك حليفا مقربا لدونالد ترامب، وقد موّل حملته خلال الانتخابات الرئاسية لعام 2024، وكان مكلفا خفض الإنفاق الفدرالي من خلال قيادته لجنة الكفاءة الحكومية قبل أن ينخرط المليارديران في خلاف علني في أيار. ولم يتضح بعد مدى التأثير الذي قد يحدثه الحزب الجديد على انتخابات التجديد النصفي لعام 2026، أو على الانتخابات الرئاسية بعد عامين. وبعد نشر الاستطلاع الجمعة، طرح ماسك خطة محتملة لمحاولة انتزاع مقاعد في مجلسي النواب والشيوخ والتحول إلى «الصوت الحاسم» في التشريعات الرئيسية. وكتب على منصته اكس «إحدى الطرق لتنفيذ هذا الأمر هي التركيز على مقعدين أو ثلاثة فقط في مجلس الشيوخ ومن 8 إلى 10 مقاطعات في مجلس النواب». ويتم التنافس على جميع مقاعد مجلس النواب الأميركي الـ435 كل عامين، في حين يتم انتخاب فقط نحو ثلث أعضاء مجلس الشيوخ البالغ عددهم 100 عضو والذين يخدمون لمدة ست سنوات، كل عامين. وماسك المولود في جنوب إفريقيا لا يمكنه الترشح في الانتخابات الرئاسية المستقبلية، إذ يجب على المرشحين أن يكونوا مولودين في الولايات المتحدة. وكالات

الدستور
منذ 2 ساعات
- الدستور
حزب ماسك: فجر جديد أم مقبرة الأحلام؟
في زمن تتناثر فيه الخيانة كالرماد، ويُزرع الخوف في النفوس كحقل شوك، خرج إيلون ماسك عن صمته ليمزق قناع الحليف ويرتدي وجه الخصم. لم يكتفِ بالإيماء، بل أطلق رصاصة معلنة على الحزبين الجمهوري والديمقراطي عبر مشروعه الجريء «حزب أميركا». صورة الثعبان برأسين، التي نشرها على منصته، لم تكن طرفة عابرة كما ظن البعض، بل كانت بيان اتهام صريح بأن الحزبين توأمان في الفساد والإنفاق والخذلان. دونالد ترمب، سيد الغضب ورافع راية الصخب، بدا هذه المرة مترددا أمام رجل يملك ما يكفي من المال والصوت لإقلاق رؤساء جمهوريات نووية. ربما شعر في عمق روحه بأن الصديق حين ينقلب خصما يغدو أشد فتكا من ألف عدو. أليس في ذلك عدالة ساخرة، أن يدفع ماسك ملايينه لدعم ترمب بالأمس، ثم ينفق مثلها اليوم لإفساد أحلامه؟ إيلون ماسك ليس رجل أعمال عابرا، بل مزيج غريب من الفوضى المنظمة والهوس بالبدايات الكبرى والنهايات المدوية. هذه المغامرة السياسية قد تكون آخر فصوله على هذه الأرض. لكنه يواجه هنا تحديات أشد صلابة من قوانين الفيزياء. كيف يقود حزبا في بلد مختنق بالاستقطاب؟ أين يجد مرشحا يتجاوز كارزما ترمب ويعيد لمّ شمل المهمشين والمخذولين؟ وهل يستطيع تحويل ثروته الهائلة إلى قاعدة انتخابية تؤمن حقا برسالته، لا مجرد حملة موسمية عابرة؟ التاريخ لا يبتسم لمثله. قبله سقط روس بيرو، وفشل رالف نادر، وتلاشت أحزاب ثالثة حاولت كسر احتكار الحزبين الكبيرين. والأسئلة هنا أقسى من أي إجابة: هل حزب ماسك صوت المظلومين حقا أم مجرد انتقام شخصي من رفاق الأمس؟ هل هو محاولة لإصلاح الديمقراطية أم تمزيق آخر لما تبقى منها؟ السياسة في نهاية المطاف لعبة بشرية قاسية، قادرة على أن تخذل حتى الأذكى والأثرى. فهل يكون «حزب أميركا» فجرا جديدا يعيد الثقة إلى الناخبين ويكسر احتكار الحزبين، أم يتحول إلى مقبرة جديدة للأحلام الكبيرة؟