logo
حنكش: إيران إلى الطاولة مكرهة لا بطلة والسلاح سيُنزع من المخيمات والجنوب

حنكش: إيران إلى الطاولة مكرهة لا بطلة والسلاح سيُنزع من المخيمات والجنوب

الأخبار كندامنذ 4 أيام

علّق عضو كتلة الكتائب النائب الياس حنكش على الحرب الإيرانية الإسرائيلية، مشيرًا الى أن المخرج كان بأن الكل خرج رابحًا ومهنئًا الشعب القطري على سلامته بعد الضربة الايرانية على الخليج والتي كانت فارغة.
حنكش وبما خص البرنامج النووي الإيراني أشار في حديث عبر مانشيت المساء من صوت لبنان، الى أنه من المؤكد أنه تم تفريغ النظام الإيراني من نقاط القوة وأتى الى الطاولة مرغمًا لا بطل، لافتًا الى أن المشكلة كانت على أذرع إيران التي استشهد شبابها ولاسيما حزب الله، مضيفًا: "إيران تفاوض الولايات المتحدة وستخرج بصيغة تخطو فيها المنطقة الى الاستقرار النهائي للمئة سنة المقبلة وما يهمنا هو الاستقرار الذي سينعم به لبنان لينهض من جديد ويزدهر اقتصاده".
وتابع: "دُمّرت إيران وبرنامجها النووي لم يوفّروه من الحرب، وقد رأينا في إيران النهج الذي اعتُمد مع حزب الله ودائمًا في الحروب نذهب الى الرمادي لإجبار الخصم على الجلوس إلى الطاولة والتوقيع".
وردًا على سؤال، شدد على أن الشعب الفسطيني يدفع الثمن دائمًا والشعب اللبناني كذلك فهو يدفع عن القضية الفلسطينية، موجهًا تحية لكل شهداء الكتائب الذين رفضوا أن يكون لبنان منصة أو وطنًا بديلًا واليوم هناك حل للتنظيمات الفلسطينية ويتم العمل على حصرية السلاح في المخيمات ولا بد من الاقتناع بأننا دخلنا مرحلة جديدة وأناشد الرئيس جوزاف عون بضرورة اتخاذ قرارات جريئة بحصرية السلاح والإصلاح.
وعن تصريحات الأمين العام لحزب الله، قال: "تصريحاته تظهر أنه منفصل عن الواقع، فالسلاح بعز قوته لم يردع إسرائيل ولم يحم حزب الله ولبنان، بل كان لعنة على البيئة والحزب واللبنانيين، فلا يمكن للحزب أن يكون له دور لا في جنوب الليطاني ولا في شماله ولا أحد يحمينا إلا الدولة اللبنانية".
وعن موقف الدولة من الحرب الإيرانية الإسرائيلية، قال: "كنا نرفض أن يكون قرار الحرب والسلم بيد حزب الله ولهذا استشهد بيار الجميّل وأنطوان غانم وكل الشهداء واليوم بتنا في مكان تفرض الدولة فيه سيادتها بحيث يكون قرار الحرب والسلم بيدها وهكذا يحمي الرئيس موقع الرئاسة".
وأكد حنكش ألا حياة للبنان إلا بالحياد، مشددًا على وجوب الدفع بالاتجاه نفسه وأن تكون العلاقة ممتازة مع كل الاصدقاء التاريخيين، مضيفًا: "كلنا نريد جدولًا زمنيًا لنرتاح ونريّح المجتمع الدولي فعودة السياحة والاستثمارات لا يمكن ان تكون بدون شروط ولا يمكن أن نبقى بالفساد والرشوة وعدم حصرية قرار الحرب والسلم بيد الدولة، مشيرًا إلى أن هناك قناعة لدى الرئيس بوجوب تطبيق خطاب القسم بحذافيره ومثله البيان الوزاري ولكن هذا يحتاج إلى وقت، واليوم ما من حجج وعلى السلطة أن تطلق الخطة التي وضعتها وأن يكون الموضوع نفسه لشمال الليطاني بعد الانتهاء من جنوبه، وبرأيي القرار اتخذ والسلاح سينزع من داخل المخيمات الفلسطينية، فالجيش سيقوم بواجبه وسيضرب بيد من حديد وبعد أسابيع عدة سينفذ الموضوع".
وتابع: "نواب حزب الله لم يعتادوا على أن يكون السلاح بيد الدولة وأن تفرض هيبتها ويحاولون المناورة ولكن القرار اتخذ والقرار 1701 صاغه رئيس مجلس النواب نبيه بري وهم يحاولون الحفاظ على ماء الوجه تجاه جمهورهم".
وردًا على سؤال، أشار الى أن اليونيفيل ستبرهن أنها حاجة للانتقال من الحرب إلى وجه آخر للمنطقة وهو الهدنة، مضيفًا:" لننعم بالاستقرار يجب ألا نعود إلى خوض مغامرات تودي بالبلد الى الهلاك وإن اتخذت الدولة قرار الحرب فالكل سيكون وراءها".
وشدد على أن حصرية السلاح مطلب لبناني كتائبي وكذلك انسحاب إسرائيل من النقاط الخمس، لافتًا الى أنه لا يمكن مقاربة الموضوع بالدجاجة والبيضة ولا بد من package ووسيط للتقدّم.
وعن أداء الحكومة، قال حنكش: "الأداء جيد والوزراء من أصحاب الكفاءات وأثني على أداء وزير العدل عادل نصار الذي أطلق يد القضاء ومنع البلطجة والاستقواء، وأداؤه ممتاز بالجو الذي أرساه بين القضاة وبوقوفه وقفة صلبة بوجه التعيينات من منطلق أنه يقوم بما هو منطقي أي أن القضاء مستقل عن السياسة وكذلك بإطلاق يد القضاء في كل الملفات العالقة".
وعن التعيينات، أوضح أن التعيينات الدبلوماسية مختلفة عن التعيينات القضائية، لافتًا الى فصل تام عن السياسة بالتعيينات القضائية، ومشيرًا الى أن من تعيّنوا في المراكز الدبلوماسية من الكفاءات ويستحقون فرصة حقيقية ونقيّم عملهم بعد فترة أما التعيينات القضائية فمختلفة.
وتابع:" الكتائب أخذت عهدًا على نفسها ألا تتدخل بعمل وزير العدل الذي ينفذ مهمة أوكلت إليه وهي من أسمى المهمات وأرقاها، وما من قوة على الأرض ستجبر الوزير نصار على تعيين القاضي زاهر حمادة ومع عادل نصار ما من تسوية والنهج القديم انتهى".
وردًا على سؤال حول التحقيقات بإنفجار المرفأ، لفت حنكش الى أن القرار الظني في انفجار المرفأ لن يصدر قبل 4 آب وربما بعد هذا التاريخ وهذا ما أبلغني به أهالي الضحايا.
وعن الصوت الاغترابي، قال: "لا بد من ربط المغترب اللبناني بوطنه، وتصويت المغتربين أساسي وحصره بـ6 نواب مرفوض وكل تعديل آخر محل للنقاش والتصويت".
وردًا على سؤال، أشار الى أن البيئة الشيعية ليست حزب الله فهناك أصوات حرة متحرّرة عن الحزب والحركة وبالانتخابات المقبلة ستعبّر عن رأيها أكثر خصوصًا إذا تم تطبيق الميغاسنتر.
وعن قانون الانتخاب، قال: "تقدّمنا بخمسة قوانين انتخابية في الماضي ووقّعنا على قانون one man one vote ولكن هناك اناس ارتاحت للقانون الأخير وربما يتم اعتماده شرط التعديلات ومن بينها تصويت المغتربين والميغاسنتر".
وردًا على سؤال حول أوضاع المصارف، قال: "هناك أمل بعودة الودائع فالنظام النقدي يرمّم نفسه والودائع أمانة وليست استثمارًا ولا يمكن ان نكون شهودًا على سرقة مال الشعب اللبناني، ولا بد من استكمال الإصلاحات فالوقعة وقعت وهناك خسارة ولكنها موزعة على المصارف ومصرف لبنان واللبنانيين، والجميع استوعب ان النظام المصرفي هو العمود الفقري للاقتصاد ولا بد من ترميم الثقة بين المودعين والمستثمرين والقطاع المصرفي".
وعن الضريبة على المحروقات لصالح الجيش والقوى الأمنية، قال: "أنا ضد استسهال زيادة الضرائب، ولمعالجة الفائض في التوظيف قبل زيادة الضرائب فلا بد من جباية حقيقية ووقف الهدر".
وعن ملف الطاقة، لفت الى أن اللامركزية اصبحت واقعًا فكل حي لديه الطاقة الشمسية والمولدات الخاصة به ولا بد من معرفة أن هناك واقعًا يحتّم الذهاب الى حلول مستدامة لامركزية بتوليد الطاقة ولدينا نموذج زحلة وهو ممتاز وهناك تراخيص او امتيازات معطاة لبعض الشركات يمكن أن يولدوا من خلالها الطاقة، موجهًا نداءً لرئيس الحكومة ووزيرة البيئة قائلا: "لدينا أزمة نفايات من الآن لغاية 30 الجاري فما من قدرة استيعابية لمطمر الجديدة البوشرية السد وأدعو وزيرة البيئة للإعلان عن خطتها لحل أزمة النفايات".
المصدر: "وكالة الأنباء المركزية"

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

غارات عنيفة جداً تستهدف النبطية بعد ليلة نارية جنوبا.. الجيش الإسرائيلي: استهدفنا موقعًا حاول الحزب إعادة تشغيله
غارات عنيفة جداً تستهدف النبطية بعد ليلة نارية جنوبا.. الجيش الإسرائيلي: استهدفنا موقعًا حاول الحزب إعادة تشغيله

الأخبار كندا

timeمنذ 21 ساعات

  • الأخبار كندا

غارات عنيفة جداً تستهدف النبطية بعد ليلة نارية جنوبا.. الجيش الإسرائيلي: استهدفنا موقعًا حاول الحزب إعادة تشغيله

نفذ الطيران الحربي الاسرائيلي ثاني اكبر عدوان على منطقة النبطية بعد توقف حرب الـ66 يوما في تشرين الثاني الماضي ، واثر عدوان مماثل تعرضت له المنطقة ايضا مطلع شهر ايار المنصرم.. فقد تعرضت اعتبارا من الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم مرتفعات كفرتبنيت والنبطية الفوقا وكفررمان والممتدة من موقعي العدو السابقين ابان الاحتلال في تلة الدبشة وعلي الطاهر لموجة من الغارات العنيفة والمتتالية ، نفذتها المقاتلات الاسرائيلية، واحصي اكثر من عشرين غارة في اقل من ربع ساعة ، تعرضت خلالها هذه المرتفعات لاستهدافات بصواريخ ارتجاجية هائلة ، احدث انفجارها دويا هائلا تردد صداه على مسافات كبيرة في مناطق الجنوب وحتى ساحل الناقورة والزهراني . واثار العدوان الجوي اجواء من التوتر والهلع في مدينة النبطية وبلدات كفرتبنيت، النبطية الفوقا، كفررمان ، حيث تحركت سيارات الاسعاف في الشوارع بشكل مكثف . كما افيد عن تحطم زجاج عشرات المنازل في بلدات كفرتبنيت والنبطية الفوقا ودوحة كفررمان ، وتسببت الغارات باقفال طريق النبطية -الخردلي بفعل الاحجار والردم الذي تطاير عليها جراء عصف الغارات القريبة منها. كما تسببت الغارات باشتعال حرائق في احراج علي الطاهر والدبشة وعملت فرق من الدفاع المدني وبلدية كفرتبنيت على ازالة الردم وفتح الطريق امام السيارات. كما شن الطيران الحربي الاسرائيلي غارتين بين الزرارية وانصار. واستهدفت غارة إسرائيلي شقة سكنية في حي الجامعات في النبطية. وأشار مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة في بيان الى أن" غارة الجيش الإسرائيلي على شقة في النبطية أدت في حصيلة أولية إلى استشهاد مواطنة (عفاف شحرور) وإصابة أحد عشر مواطنا بجروح". وفي حصيلة غير نهائية لسلسلة الغارات التي شنها الجيش الإسرائيلي في وقت سابق على جنوب لبنان، فقد أدت إلى إصابة أربعة مواطنين بجروح طفيفة تم علاجها في أقسام الطوارئ". وفي سياق متصل، كتب المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر حسابه على "أكس": "هاجمت طائرات جيش الدفاع الحربية قبل قليل موقعًا كان يستخدم لادارة أنظمة النيران والحماية لحزب الله الارهابي في منطقة جبل شقيف في جنوب لبنان". أضاف: "يعد هذا الموقع جزءاً من مشروع تحت الارض تم إخراجه عن الخدمة نتيجة غارات جيش الدفاع في المنطقة حيث رصد جيش الدفاع محاولات لاعادة إعماره ولذلك تمت مهاجمة البنى التحتية الإرهابية في المنطقة". وأشار أدرعي الى ان "وجود هذا الموقع ومحاولات إعماره تشكل خرقًا فاضحًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان"، مؤكدا ان "جيش الدفاع لن يتسامح مع محاولات حزب الله العمل داخل الموقع وسيواصل العمل لإزالة اي تهديد على دولة إسرائيل". وبعد منتصف الليل، أطلقت القوات الإسرائيلية قذيفتي مدفعية استهدفتا حي شواط في بلدة عيتا الشعب، سبقها إلقاء قنبلتين من مسيّرة معادية على نفس المنطقة. تخلل ذلك، إطلاق قذيفة هاون استهدفت تلة هرمون، وعملية تمشيط لمحيط التلة في القطاع الأوسط . الى ذلك، قام الجيش الإسرائيلي ليلا، بعملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة في اتجاه أطراف بلدة شبعا. تزامن ذلك مع رصد تحركات لآليات إسرائيلية في محيط بركة نقّار عند اطراف شبعا، والتي ترافقت مع تمشيط كثيف بالرصاص وأعمال حفريّات في المنطقة ، وتسببت باندلاع النيران في محيط البركة. كما ألقت مسيرة اسرائيلية قنبلة صوتية بجانب آليتين في بلدة راميا أثناء قيامهما بتحميل خردة حديد من دون تسجيل إصابات. المصدر:

الجميّل: نريد أن نحل ملف السلاح حبياً
الجميّل: نريد أن نحل ملف السلاح حبياً

الأخبار كندا

timeمنذ 4 أيام

  • الأخبار كندا

الجميّل: نريد أن نحل ملف السلاح حبياً

أكد رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل أن أداء النظام الايراني يخلق عدم استقرار في المنطقة من خلال إصراره على البرنامج النووي ورأى ان إيران تسطو على لبنان عبر حزب الله معتبرا ان اضعافها يجعل حلفاءها في المنطقة يعيدون حساباتهم قبل القيام بأي خطوة. وجدّد طرحه "مؤتمر المصارحة والمصالحة" من أجل فتح صفحة جديدة بين اللبنانيين من شأنها طمأنة وإراحة كل الناس وتمنى أن يستفيد حزب الله من هذا التعاطي الايجابي من قبل كل المسؤولين بدءاً برئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وصولاً الينا ونحن نريد أن نحل ملف سلاحه حبياً ولكن في الوقت نفسه لن نقبل أن نعيش في ظل أي سلاح خارج إطار الدولة" مؤكدا ان ما نريده أن تكون الطائفة الشيعية في لبنان شريكة معنا في بناء "لبنان الغد". ودعا الجميّل في حديث عبر Hala Arabia حزب الله الى ان "يتمرد" على إيران لأنها تقوم باستغلاله واستعماله للموت وشكّك في أن يكون جمهور الحزب لا يزال مقتنعاً بدعم ايران والدليل عدم قيامه بأي تظاهرة ولو حتى من ألف شخص للتنديد بالقصف الاسرائيلي على طهران. وشدد على وجوب ان يفكّ الحزب الارتباط مع إيران والخروج من منطق التقوقع والدويلة داخل الدولة إلى منطق يصبح فيه من كانوا ينتمون الى حزب الله مواطنين ملتزمين بقوانين الدولة اللبنانية ودستورها. ولفت الجميّل الى ان رئيس الجمهورية هو من يضع الخطة "باء" في حال عدم سير حزب الله في التوافق حبياً. واذ اعتبر ان الرئيس عون يحاول حلّ موضوع السلاح بطريقة ودية، اكد ضرورة الانتباه للوقت اذ ان أمد الوقت ضيق لأن هناك استحقاقات إصلاحية في البلد واستحقاقات مالية واستثمارات خارجية وأيضا هناك اهتمام دولي وفي حال عدم معالجة موضوع سلاح حزب الله سوف نخسر كل هذا. وفي ملف التعيينات، رأى الجميّل انه اذا كنا حريصين على استقلالية القضاء اللبناني فعلى القوى السياسية أن لا تتدخل في التعيينات "وهذا موجّه للرئيس بري وأقول له: لو أن غيرك يتدخل في التعيينات قد يصبح لديك الحق في التدخل". وسأل "كيف يمكن الوصول الى استقلالية القضاء في حال تعيين القضاة من قبل مرجعيات سياسية ؟ وكيف يمكن للقاضي أن يكون مستقلا في عمله وعدم انحيازه في حال تم تعيينه من قبل مرجعية سياسية؟" وشدد على أن علاقتنا ككتائب ممتازة مع رئيس الحكومة نواف سلام وأكثر من ممتازة مع الرئيس عون. ورأى الجميّل ان المساعدات الموعودة لم تأت لأن السلاح موجود. واعتبر أن تفجير كنيسة مار الياس في دمشق الأحد هو استهداف لحكم الشرع لأن هذا يؤذيه ويؤذي صورته وعلاقاته وكل ما يحاول أن يقوم به لإعادة العلاقات وفتح القنوات والإتيان بالأموال لإعادة إعمار سوريا. الحديث كاملاً علّق رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميّل على التطورات الاقليمية لاسيما بعد تدخل الولايات المتحدة الاميركية على خط الحرب الايرانية - الاسرائيلية، معتبرًا أن ما يحصل اليوم تم تأجيله على مدى 10 سنوات، مشيرًا الى أن أداء النظام الايراني يخلق عدم استقرار في المنطقة من خلال إصراره على البرنامج النووي رغم كل محاولات الغرب بإيجاد الحلول وكل المفاوضات التي حصلت من 10 سنوات، ولكن في نهاية المطاف 7 تشرين كان له تأثير مباشر على تدهور العلاقة بين إيران والغرب الذي نفذ صبره وبالتالي ما نراه اليوم هو نتيجة طبيعية لمسار دام أكثر من 15 سنة. الجميّل وفي حديث عبر برنامج "يا أبيض يا أسود"، رأى أن بالنسبة لنا كلبنانيين ما يهمنا بالدرجة الاولى هو أداء إيران في لبنان وتدخلها بالشؤون الداخلية، مضيفًا:" أعتقد أن كلمة تدخل كلمة ملطفة فالحقيقة هو سطو إيران على لبنان عبر حزب الله واستخدام لبنان وشعبه وأرضه وقرى اللبنانيين بالسياسة الخارجية الايرانية ومحاولة نشر نفوذها في المنطقة، نحن نتحدث عن الفترة الممتدة من 7 أيار 2008 حين حصل الانقلاب المسلّح وبات كل شيء يحتاج لرضا حزب الله المموّل من إيران والذي يأخذ أوامره منها إلى جانب سلاحه وإيديولوجيته، ويعتبر ان القيادة الايرانية هي قيادته بالسياسة والامن وبكل شيء آخر ". واعتبر أن إيران لم تموّل حزب الله ليكون الشارع الشيعي مزدهر ومستقر إنما لاستخدامه بالامن والمنطقة كذراع عسكري في لحظة من اللحظات واستُخدم في 7 تشرين ورأينا النتيحة، مضيفًا:" من الطبيعي ألا تكترث إيران للشعب اللبناني الذي دُمّر لان بالنسبة لها هو ورقة تستخدمها ساعة تشاء، وليس لديها أي شعور مع اللبنانيين إن كانوا من الطائفة الشيعة او لا، والدليل أنه عندما كان يُدمر لبنان وكانت قيادة حزب الله تُقتل والجنوب يُمحى لم نرَ ردة الفعل التي رأيناها الاسبوع الماضي لجهة الصواريخ الباليستية المتجهة نحو اسرائيل، الاستعراضات الايرانية خلال الحرب بين حزب الله واسرائيل كانت تمثيلية أمام ما نراه اليوم، ونسأل لماذا لم تُستخدم هذه الادوات عندها للدفاع عن حزب الله وعن الشيعة في لبنان؟". وتابع:" استخدام إيران لحزب الله وللشيعة كوقود لمعاركهم هو واقع وهذا ما رأيناه". وردًا على سؤال حول إمكانية دخول حزب الله الحرب، قال رئيس الكتائب:" أفهم أن يكون لدى حزب الله استشهاديون ولكن لاي درجة لديه قدرة على الاستشهاد الجماعي، إذ أن أي دخول للحزب في الحرب هو استشهاد جماعي سيأخذ الطائفة والحزب واللبنانيين والبلد والى الانتحار الجماعي مع العلم أن قدرته على التأثير في الحرب ضئيلة جدًا ولا مصلحة له في الدخول في المعركة خصوصًا بعد دخول الاميركيين على خط المواجهة، لذلك لا أعتقد بعد الذي حصل أن يكون لديهم القدرة العسكرية والمعنوية والنفسية للدخول بمواجهة كتلك الموجودة اليوم وأنا أستبعد ذلك". وعن كلام أمين عام حزب الله الاخير حول دعم الحزب لايران، اعتبر أن البيان هو للاستهلاك الاعلامي والحزب غير قادر على ترجمة أقواله بالافعال، مضيفًا:" ولكن بعد كل ما حصل لا أستبعد شيئَا ولكن أشك بأن يدخل بهذه المغامرة، بكل الاحوال هناك معطى جديد وهو أنه بات لدينا دولة يجب أن تفرض سلطتها بات لدينا رئيس جمهورية ورئيس حكومة وحكومة مكتملة، وبرأيي هذه السلطة تتحمل مسؤولياتها كونها دولة حقيقية والمهم أن نمنع ميليشيا كحزب الله بأن تجر لبنان الى ويلات جديدة وهنا نتحدث عن قدرة الفرض لا أخذ المواقف الصحيحة فقط، فالمطلوب حزم وأن تقول الدولة اللبنانية "أنا من يقرر ولا أحد يقرر عني" وهي اليوم أمام امتحان ويجب استكمال ضبط السلاح بشكل كامل على كل الاراضي اللبنانية وحصره بيد الجيش اللبناني وهذا ما يقوم به رئيس الجمهورية". وتابع: "نحن أمام هناك خطر داهم اليوم على لبنان في حال تحرّك حزب الله أو قام بإرسال مسيّرة أو أطلق صاروخًا، الدولة اليوم أمام امتحان كل الوقائع التي كانت موجودة في السابق لم تعد موجودة اليوم وبالتالي السلطة الجديدة امام امتحان إذ لا يمكن التنصل من المسؤولية والاكتفاء ببيان استنكار، والمطلوب من الدولة أن تمنع إطلاق صاروخ أو مسيّرة بقواها الذاتية في جنوب الليطاني وشماله وفي كل لبنان، وعلى الدولة ان تتحرك باتجاه أي مكان يتم إطلاق أي أعمال عدائية تجاه أي دولة أخرى من الداخل اللبناني." وعن عدم إصدار الحكومة بيانًا ردًا على كلام قاسم، قال:" لم اتابع التفاصيل ولكن ما يهمني الافعال لا البيانات والشعارات لمنع جر لبنان الى الحرب، كل الاراضي اللبنانية خاضعة لسيادة الدولة ومن مسؤوليتها وواجبها ضبط السيادة ومنع أي أعمال عدائية تنطلق من لبنان". وعن التأخير بملف حصر السلاح، أكد رئيس الكتائب تفهّمه لرئيس الجمهورية ولطريقة عمله، موضحًا أن المرحلة الاولى في حلّ أي إشكال تكون عبر الطرق الدبلوماسية وهذا ما يقوم به رئيس الجمهورية، مضيفًا:" ولكن هذا لا يعني ألا أمد لهذا الحل فرئيس الجمهورية لديه استحقاقات ومتطلبات لقيام الدولة ودعم دولي وعربي ويعلم أن هذا لن يحصل الا بعد معالجة السلاح في لبنان وبرأيي رئيس الجمهورية وضع لنفسه مهلة، واذا نجح هذا الاسلوب فهو لخير البلد وللجميع لان لا أحد يريد اشكالات ونأمل أن يتلقف الحزب الطريقة الايجابية التي يتعاطى بها الرئيس في هذا الملف، أما إذا أرادوا استغلال هذا النفس الايجابي للمماطلة والتأجيل فبذلك هم يجرون رئيس الجمهورية الى استعمال طريقة أخرى بالتعاطي مع الملف، الجميع رافض بقاء السلاح بيد حزب الله والتجربة تشير الى أن هذا السلاح لم يحمِ لبنان وأدى الى استخدام لبنان من قبل دول أخرى لمآرب لا علاقة لمصلحة لبنان بها وبالتالي كل الحجج التي استعملت لتبرير بقاء السلاح سقطت، واليوم وبالرغم من إضعاف حزب الله وفي ظل ما يحصل في غزة ومع ايران، فبقاء هذا السلاح هدفه واحد وهو للسيطرة على الداخل ولتخويف الطائفة الشيعية بالدرجة الاولى واللبنانيين بالدرجة الثانية، والتأثير على الحياة السياسية في لبنان، وهذا أمر مرفوض". ولدى سؤاله عمّا اذا كان حزب الله يراهن على عامل الوقت ويعتمد المماطلة بانتظار متغيرات جديدة تصب في مصلحته، أجاب الجميّل أن ما لا شك فيه هو أن حزب الله يفكّر بهذه الطريقة وبدوري أريد أن احيله على "ملوك " ربح الوقت وهم الإيرانيون وهم متخصصون في هذا المجال ومعروف عن الإيراني أن حياكته للسجادة الواحدة قد تستغرق سنتين أو ثلاثا لأنه يعمل بتروٍّ وتأنٍّ ، ولكن أضاف الجميّل: "حتى الإيراني لا يستطيع الافلات من الضربة العسكرية والمماطلة قد تكسب الوقت ولكن لا بد من الوصول الى مرحلة لا يعود فيها من الممكن ممارسة الغش على كل الناس وكل الوقت" . وتابع الجميّل: "نصيحتي لحزب الله أن تجري الأمور بطريقة حبية وبملء ارادته وأدعوه لفتح صفحة جديدة مع جميع اللبنانيين وأنا ضمنهم وأطرح المصارحة والمصالحة من أجل فتح صفحة جديدة بين اللبنانيين من شأنها طمأنة وإراحة كل الناس واتمنى أن يستفيد حزب الله من هذا التعاطي الايجابي من قبل كل المسؤولين بدءاً برئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وصولاً الى أمثالنا ، ونحن نقول لا نريد "مشكل" بل نريد أن نحل هذا الموضوع حبياً ولكن في الوقت نفسه لن نقبل أن نعيش في ظل أي سلاح خارج إطار الدولة". وسئل الجميّل هل يستطيع الحزب اتخاذ قرار بمعزل عن ايران؟ فأجاب : في وقت ما على حزب الله ان "يتمرد" على إيران لأنه عندما يتستنج أن هناك من يقوم باستغلاله واستعماله للموت بدلاً منه ومن يستخدمه ثم يرميه ولا يسأل عنه ولا يدافع عنه ولا يحميه أليس من الطبيعي أن يتمرد ؟ وشكّك الجميّل في أن يكون جمهور حزب الله لا يزال مقتنعاً بدعم ايران والدليل عدم قيامه بأي مظاهرة ولو حتى من ألف شخص للتنديد بالقصف الاسرائيلي على ايران . وتابع:" كل ما رأيناه هو ردة فعل منددة قام بها مئة أو مئتا شخص على درجات نارية وردة الفعل المحدودة هذه لا يمكن اعتبارها رداً كافياً من قبل جمهور حزب الله على ما تتعرض له ايران من ضربات عسكرية قوية جداً"، وهنا سأل الجميّل: أين حشود حزب الله والتجمعات التي كان يتواجد فيها بحر من الناس؟ هذا يعني أن جمهور حزب الله لم يعد متضامناً مع ايران لأنه شاهد ما فعلته عندما وجهت الحرب باتجاهها وقارن مع ما فعلته (وكان ضئيلا جدا) عندما كان يتعرض هو بدوره للإبادة الجماعية في لبنان وهذا لا بد أن يخلق تربة خصبة لتمرد لبناني شيعي على سطوة ايران على لبنان والتمرد على فكرة البقاء أداة يسهل التحكم بها من قبل ايران". وأضاف الجميّل: "نحن لا نراهن على شيء وكل ما نريده أن تكون الطائفة الشيعية في لبنان شريكة معنا في بناء "لبنان الغد" ولتحقيق هذا الهدف يجب أن تكون هذه الطائفة مطمئنة لعلاقتها مع باقي اللبنانيين وعليها أن تعرف أيضاً أن على جميع اللبنانيين احتضانها وتكريمها وتعزيزها وأن يكونوا شركاء معها في بناء المستقبل". وقال: "من ناحية ثانية على الطائفة الشيعية أن تطمئن لوجود دولة راعية ووجود مؤسسات الدولة الى جانبها وعلينا أن نقول للبنانيين المنتمين للطائفة الشيعية ان لبنان بلدكم ونحن لا نريد أن يلحق بكم أي أذى وكل ما نريده أن نحميكم كما نحمي نفسنا وكل ما "بصير عليكم يصير علينا" وهذا يتطلّب فكّ الارتباط مع إيران والخروج من منطق التقوقع والدويلة داخل الدولة إلى منطق يصبح فيه من كانوا ينتمون الى حزب الله مواطنين ملتزمين بقوانين الدولة اللبنانية ودستورها." واذا لم يسر حزب الله بالمنطق التوافقي الحبيّ، رأى الجميّل أنه علينا أن لا نستبق الأمور وعلينا أن نعطي فرصة للتوافق وعلينا تنوير الرأي العام على حقيقة الأمور ولكن رئيس الجمهورية هو من يضع الخطة "باء" في حال عدم سير حزب الله في التوافق حبياً وواجبنا أن نقترح الأفكار على الرئيس وهذا ما نقوم به والمسؤولية هي على عاتق رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة. عن أداء رئيس الجمهورية، قال الجميّل: "الناس ترى الوقت يمر وقد مر 5 أشهر على تشكيل الحكومة وترى أن رئيس الجمهورية يتعامل بالكثير من التأني والتريث (المسايرة) في ما خص سلاح حزب الله وأتفهم رأي الناس ولكن أنا أحاول أن أفهم كيفية تفكير رئيس الجمهورية وسبب تصرفه بهذه الطريقة علماً أنه ملتزم تجاهنا بخطاب القسم وأيضا تجاه المجتمع الدولي بأنه سيقوم بحل موضوع سلاح حزب الله وهنا أسأل اذا الرئيس ملتزم بحل موضوع نزع سلاح حزب الله فما الذي يدفعه للتصرف بهذه الطريقة؟، لا شك أن رئيس الجمهورية يحاول حل موضوع السلاح بطريقة ودية ولكن يجب الانتباه للوقت، وأمد الوقت ضيق لأن هناك استحقاقات اصلاحية في البلد واستحقاقات مالية واستثمارات خارجية وأيضا هناك اهتمام دولي وفي حال عدم معالجة موضوع سلاح حزب الله سوف نخسر كل هذا ورئيس الجمهورية يدرك جيداً هذا الأمر . تابع الجميّل: "لست بموقع الدفاع عن رئيس الجمهورية وأنا اتحدث من الوجهة التي أرى فيها سير الأمور". وسئل الجميّل هل دفع نتنياهو المنطقة الى الهاوية؟ أجاب:" نعم دفعها بهذا الاتجاه ولكن ليس بمفرده بل بمشاركة السنوار وخامنئي وربما بغياب هذه الشخصيات الثلاث كان من الممكن الوصول الى حل دون الذهاب الى حرب كونية تحصد مئات آلاف الضحايا". وأضاف:" إن عملية السنوار في غزة كانت كارثية بالنسبة للبنان لأنه جلب الى لبنان الويلات وأنا أفضل دائماً أن تعالج الأمور دون دم وحروب لأني إنسان مسالم وربما المسائل في الشرق الأوسط لا تحل إلاّ من خلال الحروب ولكن أنا لست ممّن يحبذون الحروب ونحن نتعامل مع نتائج الحروب ولو كان هناك "عقلاء" كان من الممكن معالجة كل مشاكل المنطقة دون دماء فمثلا إنقلاب "أبيض" على النظام في ايران كان يمكن أن يعالج كل مشاكل المنطقة وضمنها مشاكل لبنان وغزة من دون دماء ولو وصلت ثورة 2005 في ايران الى نتيجة وتمكنت من إسقاط النظام وقتها كان من شأن ذلك أن يوفّر علينا الكثير من المآسي وكان من الأجدى أن يبدأ الحل من إيران بدلا من تدمير المنطقة بأكملها." وعما اذا كان ضرب ايران يسهل على الدولة اللبنانية حصر السلاح، قال الجميّل:" هذا أكيد وطالما ايران بموقع قوة وقادرة على تمويل وتسليح واعطاء المعنويات لحزب الله فهذا يدفعه الى التفكير بإمكانية عدم تسليم سلاحه ولكن اضعاف ايران في المنطقة يجعل حلفاءها يعيدون حساباتهم قبل القيام بأي خطوة". وأكد الجميّل أن الرئيس نواف سلام ملتزم بالنفس التغييري وبنفس المستوى رئيس الجمهورية أيضاً ولكن نحن الأكثر التزاماً بنفس التغيير والناس ترى كيف يتجلى ذلك في وزارة العدل حيث هي المكان الوحيد الذي لم تحصل فيه "محاصصة". وأضاف الجميّل: "يجب أن لا نصل الى اصطدام مع الرئيس بري وهو قال أنه في حال طبّق مبدأ عدم المحاصصة على الجميع فهو سيقبل بتطبيقه وعندما يوضع المعيار نفسه على الجميع من شأن ذلك أن يرضي الجميع وبالتالي يجب على الرئيس بري أن لا "يزعل" وعلى الرغم من انتماء وزير العدل الى حزب الكتائب فالحزب لم يطالب بأي حصة له ولم يعيّن أي قاض محسوب على الكتائب وبالتالي لا يحق لأي أحد أن يفرض القاضي الذي يريد ". وسأل الجميّل "كيف يمكن الوصول الى استقلالية القضاء في حال تعيين القضاة من قبل مرجعيات سياسية ؟ وكيف يمكن للقاضي أن يكون مستقلا في عمله وعدم انحيازه في حال تم تعيينه من قبل مرجعية سياسية؟". وأضاف: "في ما خص وزارة العدل، فقد أعيد العمل مع تسلم الوزير نصار في تحقيق انفجار مرفأ بيروت بعد توقف لمدة سنتين والتشكيلات القضائية أنجزت بعدما تمّ تعطيلها لمدة 5 سنوات وتم استكمال تعيين مجلس القضاء ومجلس الشورى وتعيين تفتيش قضائي وهيئة القضايا ولكن عندما وصلنا الى المدعي العام المالي توقف العمل وجميع التشكيلات تمت باستثنائه". وأشار الجميّل الى أن "الوزير نصار سرّع موضوع الموقوفين والمحاكمات من خلال فتح مركز المحاكمات (محكمة) في سجن روميه واليوم يجري تسريع المحاكمات وهو مطلب عمره عشر سنوات، يضاف إلى ذلك قانون إستقلالية القضاء الذي تمنيت مناقشته في مجلس الوزراء بعد سبع سنوات من توقيفه وأقرّه مجلس الوزراء بناء على مشروع عمل عليه وزير العدل بعد أخذه بملاحظات لجنة الإدارة والعدل وعمل عليه مع القضاة وجميع الاختصاصيين وتمكن من تمرير مشروع استقلالية القضاء في مجلس الوزراء ونقله الى مجلس النواب وما تم انجازه في وزارة العدل خلال ستة أشهر لا يمكن لأحد تخيّله". وتابع الجميّل: "ولكن اليوم اذا كنا حريصين على استقلالية القضاء اللبناني فعلى القوى السياسية أن لا تتدخل في التعيينات وهذا موجّه للرئيس بري وأقول له: لو أن غيرك يتدخل في التعيينات قد يصبح لديك الحق في التدخل". وذكّر الجميّل بأن الرئيس بري كان يقول أنه مستعد لعدم التدخل في التعيينات في حال لم يتدخل أحد وحتى الآن لم يتدخل أحد وحتى حزب الكتائب لم يقترح أسماء لكي نعطي المثل للجميع وليس الهدف خوض معركة مع الرئيس بري بل بناء دولة وأن تكون وزارة العدل التي نحن مؤتمنون عليها كحزب كتائب "نموذجا مختلفا" في الحياة السياسية. ولفت الجميّل إلى أن لبنان اليوم في صراع داخلي لأن طموح اللبناني دولة القانون وعلينا نحن اللبنانيون أن نقرر ما نريد: هل نريد الاستمرار بالعيش في دولة المزرعة؟ أو نريد الذهاب باتجاه شيء جديد؟ وعن اعتباره التعيينات الدبلوماسة محاصصة، قال: "عندما يقول بري إنها روعة بينما القضائية "ما بتسوى" ماذا يعني ذلك؟" وأردف: "المشكلة أننا تلاميذ الشيخ بيار أي أننا لا نعرف الكذب، وأنا أقول إننا ملتزمون بمعايير معينة لا نحيد عنها مهما حصل، فلا يمكن أن أقول للناس شيئًا وأتصرف عكسه، مع العلم أن السياسيين في لبنان يتصرّفون بهذه الطريقة." وأضاف: "السؤال هل الناس ستبدأ بالتمييز بين من يقول وينفذ ومن يقول ويتصرف عكس ما يعلن؟ أم سيستمرون بمسامحة من يبيعونهم شعارات قبل الانتخابات وعند الوصول الى التنفيذ يتغيّر كل الموضوع"، وتابع: "بالنسبة إليّ هذا خيار حياة وكل واحد يتخذ خيار حياته." وعن ثنائية عون بري التي تثير حساسية سلام، قال: "لا أرى ثنائية بل تعاون بين الرؤساء الثلاثة." ولفت إلى تواصل مباشر اليوم بين عون وسلام للتنسيق بكل ما يحصل بإيران، إذًا هناك تواصل وما من ثنائية وهذا أكيد وليس صحيحًا أن الرئيس سلام معزول وما من أزمة وهناك تواصل واجتماعات ولقاءات. وشدد على أن علاقتنا ككتائب ممتازة مع سلام وأكثر من ممتازة مع الرئيس عون، إذًا علاقتنا مع الرئيسين جيدة ولا مبرّر من بث جوّ أن هناك رئيسين ضد الرئيس الثالث، فهذا غير صحيح. وعما إذا كانت الكتائب الابن المدلّل للعهد الجديد، قال الجميّل: "هذه كلمة كبيرة، مشيرًا إلى أن الكتائب دعمت المرشح جوزاف عون منذ بداية الطريق وباقون إلى جانبه، وتاريخيًا الكتائب كانت إلى جانب الرئيس والداعم الأساسي للرئاسة، لكن الأمر توقف عندما صار الرئيس يعيّن من رستم غزالي وغازي كنعان بعهد الوصاية السورية ومن ثم بالعهد الإيراني عندما صار حزب الله يعيّن الرئيس، واليوم بعدما تحرّرنا من كل هذه الوصايات وانتُخب رئيسٌ متحرّر من أي تبعية لأي دولة خارجية وهو لبناني ومصلحة لبنان بالنسبة إليه فوق كل اعتبار، فإن الكتائب طبيعيًا رأت نفسها إلى جانب رئيس الجمهورية." وعن سبب عدم رؤية الكتائب طبيعيًا إلى جانب الرئيس ميشال عون، قال: "لأننا كنا ضده في الانتخابات وهو حليف حزب الله وكان يغطي وضع يد حزب الله على البلد بكل الفترة الممتدة من 2006 لليوم." أضاف: "لا أجرّح بأحد فالتيار الوطني الحر أخذ خيارًا بالتحالف مع حزب الله وهو ممثل الوصاية الإيرانية على لبنان وعندما يكون الرئيس عون مرشح الحزب ويصل إلى الرئاسة بعد سنتين من التعطيل من قبل الحزب وليس من قبل التيار الوطني الحر، بالتالي نعتبر أن الرئيس عون كان كحليف لحزب الله ينفذ سياسة الحزب وأجندته". وتابع: "الأكيد أن الرئيس عون هو عسكري ولديه مواقفه، إنما مصلحته للوصول الى مركز الرئاسة اقتضت منه هذا التحالف، ولكن بالأمور الكبرى مثل السلاح وغيره بقي 6 سنوات في سدة الرئاسة ولم يطرح موضوع السلاح." وعن الرئيس ترامب وما إذا كان أبيض أو أسود، قال: "ترامب أبيض وأنا لا أحب اللغة الخشبية وفي أميركا كانت سائدة فأتى وكسّر قيودًا ومحرّمات وبالنسبة له أولويته بلده، على الولايات المتحدة أن تلعب دورًا أكبر ولا تفكّر فقط بالداخل الأميركي إنما إذا أردت أن يكون بلدي أولا فأعتبر أن ما يقوم به ترامب للأميركيين مهم جدًا. هو ابيض لأنه هزّ كل "الخبرية" وعلى عهده استعاد لبنان جزءًا من سيادته ونأمل ان يستعيدها كاملة". وعن نتنياهو، قال: "أسود لأنه دمّر بلدي". وعن "أن حرب الإسناد هي التي دمّرت البلد"، قال الجميّل: "لو لم يكن حزب الله موجودًا لما هجمت اسرائيل على لبنان وأحمّل حزب الله مسؤولية الحرب، فإسرائيل منذ 1969 تقوم بردة فعل على فتح جبهة لبنان من قبل الفلسطيني او الإيراني او حزب الله ، لكن هل هذا يعني أني سأعتبر نتنياهو أبيض؟ هناك من أرسل صواريخ وطائرات ودمّر البلد، وأحمّل المسؤولية لحزب الله لكن بالنهاية آلاف الناس ماتوا فهل أعتبر قاتلهم أبيض؟ " وتابع: "كأننا نقول لبعض شركائنا في الوطن النظام السوري قتل بشير الجميّل ودمّر بيوتنا وقتل عشرات آلاف المسيحيين خلال الحرب فيقول أحدهم حافظ الأسد أبيض فما هو شعوري؟" ولفت إلى أننا عندما نجيب عن هكذا أسئلة يجب أن نضع أنفسنا مكان الآخر، من دمّر بيته ومن فقد ولده وأقرباءه ولا أعتبر نتنياهو أبيض كما لن أتقبل أن يقول أحدهم حافظ الأسد أبيض أو بشار الأسد أبيض. وعن المرشد الإيراني خامنئي، قال: "هو أسود لأنه استخدم لبنان من دون الاكتراث لقيمة الحياة وللطائفة الشيعية." وعن الأمير محمد بن سلمان، قال: "ناصع البياض، فهو ينهض بالمملكة وينقلها من مكان إلى آخر، يأخذها إلى الازدهار والتطور والانفتاح ويحارب التطرف داخل بلده وفي العالم الإسلامي ككل ويقوم بسباق تكنولوجي ويضع اقتصاد بلده وراحة بال شعبه فوق كل اعتبار وتجاه لبنان لم نر منه إلا الخير." وعن "أن المساعدات الموعودة لم تأت"، قال: "لأن السلاح موجود". وعن الرئيس جوزاف عون: "أبيض بالتأكيد هو حبيب قلبنا". وعن الرئيس نواف سلام، قال: "هو ناصع البياض." وعن الرئيس بري، قال: "ما من شك أن علينا أن نفصل بري عن حزب الله، فبري أجندته لبنانية ولو لم توافق على أدائه وأسلوبه ولكن ليس جنديًا في جيش ولاية الفقيه وما من إيديولوجية متشددة دينية لديه، فحركة أمل ليست منطمة دينية متطرفة، وعلى صعيد الاعتدال الديني والطائفي يمكن أن نأخذ ونعطي معه ولديه خبرة قديمة، لكن لدينا مشكلة معه بطريقة إدارة البلد وفي إدارة مجلس النواب والتموضع السياسي الى جانب حزب الله مع العلم أنه حاول أن يلعب دورًا للتخفيف عن لبنان وعن الطائفة إنما هناك مشكلة بالأداء الداخلي." وعن الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، قال: "أنا مع أن يبقى هو، مع العلم أن لدي مشكلة كبيرة مع كل إيديولوجية حزب الله". وعن الرئيس السوري أحمد الشرع قال: "لدي علامة استفهام كبيرة حوله، هو لغز كبير فلا يمكن أن أفهم كيف حصل هذا التحوّل لديه، والذي لم يُشهد له مثيل بتاريخ العالم السياسي"، مشيرًا إلى أن هذا التحوُّل كان مطلوبًا ولكن عندما يكون التحوّل كبيرًا فلا يمكن أن نحكم عليه بمجرد فترة قصيرة جدًا". وسأل: "هل سيستمر هذا التحوّل والأقوال ستترجم بالأفعال وكيف سيتم التعاطي مع الأقليات في سوريا أي المسيحيين والدروز والعلويين وهل سيحافظ ويحمي ويؤمّن الشراكة بين الشعب السوري؟" أضاف: "من المبكر أن نحكم على الشرع، فلننتظر". واعتبر أن تفجير كنيسة مار الياس في دمشق أمس هو استهداف لحكم الشرع لأن هذا يؤذيه ويؤذي صورته وعلاقاته وكل ما يحاول أن يقوم به لإعادة العلاقات وفتح القنوات والإتيان بالأموال لإعادة إعمار سوريا. وختم الجميّل موجّهًا التحية للإعلامي وليد عبود: "نعرفك منذ 20 سنة وكنت أيام الاحتلال السوري والوصاية صوتًا حرًا ولا نعرفك إلا هكذا ولا نريدك إلا هكذا، ودعمنا لك كامل ونتمنى لك كل التوفيق أينما كنت وعلى أي منبر." المصدر: "وكالة الأنباء المركزية"

القائد الجديد لـ"اليونيفيل": التحديات الأمنية لا تزال قائمة ولكن..
القائد الجديد لـ"اليونيفيل": التحديات الأمنية لا تزال قائمة ولكن..

الأخبار كندا

timeمنذ 4 أيام

  • الأخبار كندا

القائد الجديد لـ"اليونيفيل": التحديات الأمنية لا تزال قائمة ولكن..

أقيم صباح اليوم في في قيادة اليونفيل في الناقورة حفل التسلم والتسليم بين القائد العام المنتهية ولايتة الجنرال الإسباني ارولدو لاثارو والجنرال الإيطالي الجديد دايواتو ابانيارا الذي عينه امين عام الامم المتحدة انطونيو غوتيرش مطلع الشهر الحالي ليتبوأ منصبه الحالي. وقد حضر الحقل معالي وزير الدفاع اللبناني العميد ميشال منسى ممثلا فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزيف عون ومعالي رئيس مجلس الوزراء اللبناني السيد نواف سلام، النائب الدكتور أشرف بيضون ممثلا معالي رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري، الجنرال لوتشيانو بورتولانو رئيس اركان الدفاع الإيطالي، الفريق أول أنطونيو أغويرو مارتينيز، قائد العمليات المشتركة، وعدد الوزراء والنواب ، العماد قائد الجيش ممثلا بالعميد حسن عودي، وممثلي مدراء الأجهزة الأمنية اللبنانية ومديرية المخابرات وشخصيات مدنية وعسكرية وديبلوماسية . والقى الجنرال لاثارو كلمة قال فيها : يشرفني أن أكون معكم اليوم في حفل انتقال القيادة حيث نجتمع في وقت يشهد تحولات كبيرة في المشهد العملاني والسياسي. يتجاوز حفل اليوم مجرد نقل رسمي للقيادة، فهو يؤكد مجدداً على الدور الحيوي لليونيفيل كقوة استقرار بعد تجدد الأعمال العدائية. كما يعكس التزامنا المشترك - مع الدول المساهمة، والسلطات المضيفة، والأمم المتحدة - بدعم لبنان خلال هذه الفترة العصيبة. ومع هذا التحول، نؤكد من جديد التزامنا الجماعي بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 والمبادئ الأساسية لحفظ السلام. قبل أن اتكلم عن تجربتي الشخصية، دعونا نتوقف لنُكرّم أولئك الذين قدموا التضحية الأسمى خدمة للسلام. منذ عام 1948، فقد أكثر من أربعة الاف واربعمئة جنديا لحفظ السلام حياتهم أثناء خدمتهم تحت راية الأمم المتحدة. في اليونيفيل، قدّم أكثر من ثلاثمائة وثلاثين فردًا التضحية الأسمى منذ تأسيس البعثة في العام 1978. منهم احد عشر جنديا خلال فترة ولايتي أفكارنا معهم، ومع عائلاتهم وأوطانهم التي تركوها وراءهم. ولن أنسى ذكرى جنود القوات المسلحة اللبنانية الذين سقطوا في الخدمة. إن تضحياتهم، كما تضحيات قوات حفظ السلام التابعة لنا، يذكرنا بالثمن الباهظ الذي نقدمه من اجل السلام والمسؤولية المشتركة التي نتحملها من اجل تطبيقه. اسمحوا لي أن أتوقف قليلاً عند المراحل الثلاث التي ميّزت فترة قيادتي: ركّزت الفترة الأولى، الممتدة من وصولي حتى أكتوبر/تشرين الأول 2023، على مواصلة عمل أسلافي، والحفاظ على الاستقرار، وتعزيز وقف الأعمال العدائية في ظلّ تصاعد الضغوط السياسية والإقليمية. تلا ذلك فترة من المواجهة المباشرة. وكانت أولويات البعثة واضحة: تطبيق القرار 1701 وضمان سلامة أفرادنا وقد كان التضامن الذي أبدته الدول المساهمة بقوات - ولا سيما قرارها بالإجماع بالحفاظ على 29 موقعًا مكشوفًا - لحظةً فارقةً في الصمود والدعم الدولي. ونحن ممتنون لأنه، رغم المخاطر، لم نفقد أيٌّ من جنود حفظ السلام نتيجةً لتبادل إطلاق النار، مما يعكس استعدادنا واحترافينا ونعمة الله علينا. وما زلنا ندرك تمامًا معاناة المدنيين خلال هذه الفترة - فهي لا تزال في صميم اهتماماتنا. نحن الآن في المرحلة الثالثة الأكثر هشاشة. لا يزال وقف الأعمال العدائية هشًا، ولكنه يوفر فرصة للتقدم. ومع استمرار التوترات الإقليمية الحالية، تركز جهودنا على احتواء التصعيد، وتعزيز الاستقرار، وتهيئة الظروف لحل سياسي دائم. في الواقع، طوال هذه الفترة العصيبة، حافظت البعثة على عملها وفعاليتها. حتى في الأوقات الصعبة والمضطربة والمحفوفة بالمخاطر، وصمدت اليونيفيل بثبات، داعمةً الدولة اللبنانية، ومتفاعلةً مع المجتمعات، ومساهمةً في منع التصعيد. وقد تحققت هذه الإنجازات بفضل الجهد الجماعي والتضحيات وتفاني أفرادنا العسكريين والمدنيين. إنني ممتنٌّ لهم جميعًا بصدق. من الإنجازات التي استطعنا تحقيقها توسيع رقعة انتشار الجيش اللبناني في جميع أنحاء الجنوب. وبدعم من اليونيفيل، أُنشئ أكثر من 120 موقعًا جنوب نهر الليطاني. واليوم، ينتشر المزيد من جنود الجيش اللبناني، والعدد الى ارتفاع. تُعدّ هذه خطوةً هامةً نحو تعزيز سلطة الدولة، ووضع الاسس اللازمة لتحقيق استقرار دائم في جنوب لبنان. يعد تعاوننا مع الجيش اللبناني محورًا أساسيًا لمهمتنا بالتعاون مع اللجنة الفنية العسكرية والجهات الدولية المانحة، ستستمر جهودنا في بناء قدراتهم حيث تعكس العمليات اليومية المشتركة والتدريب والدعم المادي التزامنا المشترك بجنوب آمن ومستقر. مع تطور المشهد العملاني، تطورت اليونيفيل أيضًا، مواكبةً وضعها وحجمها انتقلنا إلى نهج "تقوده العمليات" لمواجهة المخاطر الجديدة، وتعزيز التنسيق مع الجيش اللبناني، وتوسيع نطاق وجودنا، لا سيما على طول الخط الأزرق وفي المناطق الحساسة. ازدادت العمليات التكتية، وتعزز التعاون مع الجيش اللبناني، وتحسّنت حرية الحركة. وطورت هذه التعديلات كفاءتنا، ودعمنا لتوسيع سلطة الدولة، وساعدت في احتواء التصعيد. ونعمل على تنمية قدرتنا على المراقبة وإعداد التقارير بشأن القرار ١٧٠١ لتعزيز الشفافية، وترسيخ المساءلة، ودعم عملية سياسية ذات مصداقية. مع اقتراب موعد تجديد التفويض، برزت نقاشات حول التوجه المستقبلي لليونيفيل، حيث دعا البعض إلى تغييرات جوهرية في وضعها أو تفويضها أو مبادئها. يُعدّ هذا الحوار بالغ الأهمية للحفاظ على أهمية البعثة وفعاليتها. ومع ذلك، فإن أي تعديل يجب أن يأخذ في الاعتبار الحقائق العملانية، والديناميكيات الإقليمية، والحاجة إلى دعم القرار 1701. إن تقويض حيادية اليونيفيل ومصداقيتها من شأنه أن يؤدي إلى تآكل أسس فعاليتها الراسخة. لا يزال القرار ١٧٠١ أساسًا لحل دائم بين لبنان وإسرائيل. ودور اليونيفيل ليس في تطبيقه فحسب، بل في مساعدة الطرفين على الوفاء بالتزاماتهما. إن وجود عملية سياسية موثوقة أمرٌ أساسي لمعالجة القضايا الأساسية، بما في ذلك ترسيم الحدود وانسحاب القوات الأجنبية. إلى ذلك الحين، مهمتنا واضحة: الحفاظ على مساحة للحوار ومنع التصعيد. إن استمرار الوحدة والدعم الدوليين أمران لا غنى عنهما في سعينا لتعزيز المكاسب وضمان بقاء حفظ السلام متجذرا في على الإرادة السياسية. لا يزال وجود اليونيفيل في جنوب لبنان مهما. لان الوضع بعيد كل البعد عن الحل، ولا تزال البعثة تؤدي دورًا في تحقيق الاستقرار - من خلال مراقبة القرار 1701، وفض النزاعات، ودعم تنفيذه. وبدون تقدم سياسي، فإن الانسحاب المبكر من شأنه أن يُنذر بتجدد حالة عدم الاستقرار. بينما أستعد الآن لتسليم القيادة، يغمرني شعور من أدى واجبه وثقة تامة بمستقبل هذه المهمة. لقد كان لي شرف قيادة فريقٍ صمد خلال واحدة من أصعب الفترات في تاريخ اليونيفيل. اسمحوا لي أن أتقدم بأحرّ التهاني للواء ديوداتو أبانيارا على توليه مسؤولياته الجديدة. هذه مرحلة حاسمة في مسيرة المهمة، وكلي ثقة بأنه سيقودها إلى الأمام بشرف وحكمة وعزيمة. قبل أن أختم كلمتي، أود أن أعرب عن خالص امتناني للدول المساهمة ولشركائنا في منظومة الأمم المتحدة على ثقتهم ودعمهم. كما أعرب عن عميق امتناني للقيادة اللبنانية، مدنيةً وعسكريةً، على تعاونها طوال فترة ولايتي. وأخص بالشكر القوات المسلحة اللبنانية على شراكتها الراسخة. كما أتقدم بالشكر للمرجعيات الدينية والمجتمعات على تعزيزهم للحوار، ولشعب جنوب لبنان على صموده واحترامه لقوات حفظ السلام التابعة لنا. ان مهمة اليونيفيل متجذرة في الشراكة، وكان دعمكم ضروريًا لسعينا المشترك لتحقيق السلام والاستقرار. ولكلّ جندي ومدني، شكرًا لكم على تفانيكم وقوتكم وتعاطفكم في هذه المهمة. لقد كان لي شرف العمل إلى جانبكم. شكرًا لكم. ابانيارا ثم تحدث والجنرال الإيطالي الجديد دايواتو ابانيارا فقال : يشرفني ان اتسلم مسؤولية قيادة قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان. اسمحوا لي أولا ان أكرم ذكرى من قدم التضحية الأسمى في سبيل البعثة. حيث تقف تضحياتهم شاهدا على المخاطر اليومية والتحديات التي يواجهها افرادنا. افتخر بالثقة التي منحني اياها كل من الأمم المتحدة والدول الأعضاء وكل امرأة ورجل يرتدون القبعات الزرقاء من اجل خدمة السلام. أولا أتوجه بخالص الشكر والامتنان الى سلفي الجنرال ارولدو لازارو على دوره كما جميع الافراد المدنيين والعسكريين العاملين في اليونيفيل على قيادته الحكيمة ومهنيته وانسانيته خلال احدى اكثر الفترات العصيبة التي مرت على لبنان. والشكر موصول الى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش كما وكيل الامن العام جان بيير لاكروا على ثقتهما والفرصة التي منحاني إياها ان قيادتهما ورؤيتهما لحفظ السلام بطريقة حديثة وفعالة تُشكلان نبراسًا لنا جميعًا ممن يعملون تحت راية الأمم المتحدة. كما اتوجه بالامتنان الى حكومة إيطاليا، والقائد السابق لقوات اليونيفيل ورئيس أركان الدفاع الإيطالي الحالي، الجنرال لوتشيانو بورتولانو، الحاضر هنا اليوم، ولجميع القيادات في مؤسسة الدفاع الإيطالية، على دعمهم الثابت والمستمر في كل مرحلة من مراحل هذه العملية. دعوني أبدأ بتأمل بسيط: "تبدأ المغامرة حيث تنتهي المسارات المُعبّدة. عندما نترك هذه المسارات، نخرج تلقائيًا من مساحتنا الامنة." لم يكن مُقدّرًا لليونيفيل أن تسلك طريقًا سهلًا. تعمل مهمتنا حيث يلتقي التعقيد بالهشاشة، حيث لا تكون المرونة والابتكار والالتزام الراسخ خيارات، بل ضروريات. لا يمكن النظر إلى الأمن بأفق محدود. لا يمكننا أن ننظر فقط إلى الحاضر وداخل حدود لبنان. يجب أن ننظر إلى ما هو أبعد من ذلك، وأن نبني جسورًا للتواصل، وأن نوسع رؤيتنا الاستراتيجية على المستوى الإقليمي. لا يمكن عزل عدم الاستقرار في منطقة ما عن السياق العالمي. لان أمن لبنان يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالديناميكيات الإقليمية، وبتوازن القوى في شرق البحر الأبيض المتوسط، وبالمصالح الاستراتيجية للقوى العالمية. لهذا السبب، يجب علينا مواصلة تعزيز الاستقرار، والتنسيق الدولي، وتحويل الحوار إلى عمل ملموس. إن إدراك أهمية الاستقرار لا يكفي؛ بل يجب أن نعمل، بلا كلل على بنائه يومًا بعد يوم. واليوم، تقف اليونيفيل عند لحظة محورية. نحن منخرطون في عملية تكيف من اجل المستقبل، وهي عملية تحوّل تُعزز قدرتنا على أداء مهامنا بفعالية وكفاءة ومصداقية أكبر. يُعيد هذا التكيّف التأكيد على مهمتنا الأساسية: حماية المدنيين، ومراقبة وقف الأعمال العدائية، والمساهمة في استقرار جنوب لبنان وفقًا للقرار 1701، ودعم الجيش اللبناني. ويبقى قرار مجلس الأمن 1701 الاساس والوجهة النهائية. وهو يجسد الإرادة الجماعية للمجتمع الدولي لتعزيز السلام العادل والدائم والشامل. وفي سعينا لتحقيق هذا الهدف، يجب علينا أن نستمر في استكشاف توليفات وحلول واقتراحات مختلفة لتحقيق أهدافنا، مع الأخذ في الاعتبار أنه لا يمكن لأي منظمة أو أمة أو فرد واحد أن ينجح بمفرده. كما علينا أن نبتكر حلولاً يكون فيها الكل أعظم من مجموع أجزائه، مستفيدين من كل مهارة وخبرة ووجهة نظر تقدمها وحداتنا وشركاؤنا. معًا، نبني أحجيةً، لوحة فسيفساءً حية، حيث يؤدي كلٌّ منا دوره من أجل السلام والاستقرار. هناك مساحة للجميع: كل جندي، كل مدني، كل دولة مساهمة، كل التزام مهم. التحديات الماثلة أمامنا حقيقية. لا تزال البيئة الأمنية هشة. والمخاطر قائمة. لكننا لسنا وحدنا. نمضي قدمًا جنبًا إلى جنب مع من يعملون يوميًا من أجل السلام، مع شركائنا، وبدعم من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي. إلى جنود حفظ السلام على الأرض: - أنتم نبض هذه المهمة. إن مهنيتكم وصمودكم وإنسانيتكم هي ركائز مصداقيتنا ومصدر قوتنا. فليبدأ هذا الفصل الجديد برؤية واضحة، وطاقة متجددة، وإحساس راسخ بالهدف. السلام ليس فكرة مجردة؛ بل يُبنى يومًا بعد يوم بأيادٍ شجاعة، وجهد جماعي، وقناعة راسخة بأنه حتى في خضم الغموض، لا يزال الأمل في الاستقرار ومستقبل أفضل لهذا الجيل وللأجيال القادمة قائمًا. شكرا جزيلا لكم على دعمكم وثقتكم معا سنخدم السلام بشرف واحترام وتصميم. المصدر: "وكالة الأنباء المركزية"

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store