
سلطان الحطاب : السويداء... كيف ولماذا؟
ليس مفهوماً أن يوالي بعض العرب الدروز السوريين الموقف الاسرائيلي الذي يرسل قوات ومتطوعين ليقاتلوا في سوريا تحت ذريعة حماية الدروز، ونحن لا نفهم الحماية مِنْ من؟ ومن الذي اعتدى على الدروز ليطالبوا بالحماية، وهم الذين كان لهم دور عربي ثوري رائد حين قاوموا الاحتلال الفرنسي في سوريا واشعلوا الثورة السورية الكبرى بقيادة سلطان باشا الأطرش الذي لجأ الى الأردن واقام في مدينة الكرك، وقد زرت المنزل الذي أقام فيه وسط احتفاء الأردنيين به ودخول اسمه في اغانيهم الشعبية، كما قاوم الدروز العثمانيين الذين اضطهدوا الطائفة وشاركوا مع الشريف الحسين بن علي في الثورة العربية الكبرى باكثر من اسم.
الدروز هم من قبائل عربية خالصة، وقد جاؤوا الى سوريا من لبنان في القرن الماضي، ليقيموا في جبل الدروز الذي عاصمته السويداء، وقد فازوا في حكم ذاتي، ولم يثور سلطان على الفرنسين فقط، بل ثار عليهم ابنه منصور الأطرش، الذي كان واحداً من مؤسسي حزب البعث، كما كان منهم رئيس البرلمان السوري عام 1965.
والدروز وهم لا يحبون هذه التسمية التي تنسبهم الى، محمد بن اسماعيل الدرزي، "نوشتيكين" في القرن 11 ميلادي، وإنما يسمون أنفسهم لجهة عروبتهم، بني معروف، ويسمون انفسهم لجهة (طائفتهم) بالموحدين وهم من الاسماعيلية، ويقدسون قبر ثيرون، شعيب، في طبريا، ويؤمنون بميثاق ولي الزمان والمؤكد أن مؤسسهم هو الخليفة السادس للدولة الفاطمية، الحاكم بأمر الله الفاطمي الذي اشتهرت به الطائفة، ورفضوا أن يقال لهم دروز، أي من الدرز، أي الخياطة، فلو كانت النسبة كذلك لسموهم الدرزيون، ولكنهم دروز، ومعناها لديهم تلافيف الدماغ لاعتمادهم في مذهبهم على العقل، وتسمية زعماء الطائفة الدينيين برتبة عقل، وهو مكانة دينية وليس مدنية فقد عرفت من قياداتهم الشهيرة، فخر الدين المعني الثاني، الذي قاوم الدولة العثمانية، ودخلوا في صراع مع المسيحيين، فوقفت معهم بريطانيا ووقف الفرنسيون مع الدروز في حرب اهلية عام 1860،
كما أن من زعمائهم المشهورين في التاريخ المعاصر، كمال جنبلاط، الشخصية القومية التقدمية الذي دعم القضية الفلسطينية وقتله النظام السوري حافظ الاسد لاحتجاجه على احتلال السوريين للبنان.
والدروز قاتلوا مع عموم المسلمين في وجه الغزوات الصليبية لبلاد الشام ومصر، كما انشقوا عن الفاطميين، بعد اختفاء الحاكم بأمر الله وقد الهوه وشكلوا فرقة الدروز التي هرب مؤسسها من مصر الى الأزرق في شمال الاردن الشرقي وبعضهم إلى الجليل في فلسطين وآخرين إلى جبل لبنان حيث اختاروا دايما المواقع الحصينة
وسر هروبهم وانشقاهم عن الفاطميين انه بموت الحاكم بأمر الله الفاطمي، بعد غيابه وعدم عودته للبيت، أعلن ابنه الظاهر لاعزاز الدين، أنه غائب وسيعود، وذلك في شباط 1021، فقام حمزة الذي رفض التسليم بموت الحاكم واعطاه منزلة التأليه واعتبره كالمهدي المنتظر وانشق عن الفاطميين
وكثير من القصص والروايات الصقت بالدروز وهي ليست حقيقية، كما قامت مذاهب وطوائف لشيطنة السلوك الدرزي، بسبب ممارستهم الباطنية.. وحجب المذهب عن الرعية ولم يسمح بالاطلاع على العقيدة الدرزية، الاّ لمن بلغ الأربعين فما فوق، شريطة أن تتوفر فيه مواصفات حضور الخلوة والاطلاع على كتابهم المقدس، وهو كتاب رسائل الحكمة الذي الفه حمزة بن علي، واعتبر إطلاق الشوارب في الطائفة من المظاهر الدينية ويبايع الدروز على ميثاق ولي الزمان.
وهم طائفة مغلقة، لها أخلاقيات، لا تختلط وتميل الى العزلة وعدم الزواج من الأغيار.
والسؤال الذي كان عنوان المقالة، لماذا يجري اختراق المجتمع الدرزي في السويداء وإثارة الفتنة من جانب شخصيات مؤيدة لاسرائيل، ولماذا تتدخل اسرائيل في شؤون الدروز السوريين وترسل دروز الجولان وغيرهم الى السويداء ليقاتلوا هناك، ولماذا يأخذ الزعيم الدرزي الهجري القادم من أمريكا اللاتينية هذا الموقف، في حين غالبية زعماء الدروز ضد التدخل وضد الفتنة ومع وطنهم سوريا وامتهم؟.
يعتبر موقف بعض الدروز وخاصة الذين يقفون مع اسرائيل ويقاتلون في جيشها ضد الشعب الفلسطيني موقفاً استثنائياً شاذا، عبر عنه بقوة وغضب الشاعر الفلسطيني الراحل سميح القاسم، في شعره وموقفه، كما عبر عنه كمال جنبلاط ووليد جنبلاط، والى اليوم حين نصح الدروز بالابتعاد عن الفتنة والالتزام بموقف أمتهم وشعبهم السوري وعدم طلب حماية اجنبيه كما فعل الرئيس الاسد حين طلب التدخل الإيراني والروسي حتى لا يسدد الفاتورة لشعبه وقد اختار الأجنبي ودفع الثمن فالدروز ليسوا.. مستهدفين الآن باعتراف زعمائهم الوطنيين..
ويبدو أن الصراعات بين قيادات الطائفة، صراعات تراكمية غذاها النظام السوري السابق، وابقى المجال لها لأن تعبر عن نفسها في ظل ضعف النظام السوري الحالي حيث قصف نتنياهو امس بالطائرات قيادة الجيش السوري ليشغل الإسرائيليين عن فساده.
ما زال النظام في سوريا يحتاج الى وقت لترسيخ نفسه حيث تعمل اسرائيل على النيل من الاستقرار السوري وحيث تعمل الولايات المتحدة بوسطائها على ابتزاز النظام السوري والتظاهر بالوقوف معه والدعوة لاحتضانه، في حين لا تقوم بما يمنع أي استهداف لاستقراره.
فما يقول به الشيخ حكمت الهجري، الزعيم الدرزي الذي يؤيد اسرائيل، ويقول اسرائيل ليست عدواً، ويعلق على تدخلها ويشجع على الزيارات المتبادلة، ويقف وراء إشعال الفتنة الان و يقف ضد موقف زعماء آخرين وطنيين مثل الحناوي وجربوع، اللذان يدعوان للتمسك بالوحدة الوطنية ونبذ الفتنة.
الوضع في السويداء خطير، واسرائيل تستغله وهو بحاجة إلى تدخل عربي سريع أولى من التدخل الاسرائيلي، وإذا كان العرب قد صنعوا من أجل لبنان اتفاق الطائف لوقف الحرب، وأحداث تقسيمات سياسية، فإن الوضع في السويداء بحاجة الى مبادرة عربية عملية وتمكين النظام في سوريا من بسط سلطته والاّ كان التقسيم والتفتيت لصالح اسرائيل وعدوانها وخططها، فاليوم التالي عند نتنياهو لم يعد في غزة فقط، بل في غزة ولبنان ودمشق وأماكن أخرى،
لم تكن الأرض في جبل العرب خالية قبل قدوم الدروز اليها من لبنان، وغيره فقد كان فيها اهل الجبل، وهم قبائل عربية من الشرفات والعظامات والمساعيد وهذيل وزيد، واغلبهم الآن على الأرض الأردنية وامتدادها
يجب وقف ذريعة التدخل الاسرائيلي ويحب مساعدة النظام السوري الجديد على تفهم ذلك، حتى لا تتخذ القوى المعادية له احداث جرمانا... وصحنايا والساحل ذرائع لتقسيم سوريا واحتلالها. ــ الراي

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ 12 دقائق
- رؤيا نيوز
إسرائيل تعلن اغتيال قائد في 'قوة الرضوان' التابعة لحـــــز.ب الله
أعلنت إسرائيل، الخميس، اغتيال قائد في فرقة الرضوان التابعة لحزب الله بغارة استهدفته مع عنصر آخر جنوبي لبنان. وأفاد الجيش الإسرائيلي بأن سلاح الجو: 'هاجم، صباح اليوم (الخميس)، وقتل إرهابيين من حزب الله في جنوب لبنان، حسن أحمد صبرا، قائد القوة البحرية في قوة الرضوان، وإرهابي آخر كان يحاول إعادة بناء البنية التحتية الإرهابية في منطقة الناقورة في جنوب لبنان'. وشهد الثلاثاء، مقتل 12 شخصا في غارات إسرائيلية على شرق لبنان، بعد إعلان الجيش الإسرائيلي شن ضربات على مواقع لحزب الله. وقالت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان 'إن الطيران الحربي المعادي شن غارات على منطقة وادي فعرا في البقاع الشمالي، إحداها استهدفت مخيما للنازحين السوريين، ما أدى إلى سقوط 12 قتلى من بينهم 7 قتلى سوريين، و8 جرحى'. كما أفادت وكالة 'رويترز' بمقتل 12 شخصا في غارات إسرائيلية على سهل البقاع في لبنان، في أعلى حصيلة يومية منذ هدنة 2024. وأوضحت أن 5 مقاتلين من حزب الله بين 12 قتيلا الذين سقطوا جراء الغارات الإسرائيلية. وتشن إسرائيل غارات في جنوب لبنان وشرقه وفي الضاحية الجنوبية لبيروت رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ تنفيذه في 27 نوفمبر الماضي، كما لا تزال قواتها متواجدة في خمس نقاط في جنوب لبنان.


أخبارنا
منذ 42 دقائق
- أخبارنا
صالح الراشد يكتب : الأردن ومصر آخر قلاع الأمة
أخبارنا : صالح الراشد : تخطيط محكم تم تطبيقه بكل دقة تحت شعارات براقة خدعت الشعوب العربية، وساهم الإعلام في تمريره شعبياً بفعل قوته وتأثيره، وما أكثر الإعلام التابع في العصر الحالي ليظهر جلياً ان الإعلام المأجور مجرد عميل للقوى الغربية لتدمير الأمة العربية، ومساعدتهم في خلق شرق أوسط جديد يتناسب مع الخطط والأهداف الصهيونية التي أعلنها نتنياهو رئيس وزراء الكيان في الأمم المتحدة وعرض خارطتها أمام الجميع، وساندت واشنطن طفلها المدلل الكيان بكل قوتها وأمدته بالسلاح وصنعت له رجال في دول العالم لتنفيذ خططها، ويعتقد الكثيرون أن الولايات المتحدة قد انهت العديد من الدول العربية وأنهكت البقية حتى تُسهل من عملية صناعة شرق أوسط جديد. والبداية ليست جديدة ولم تولد مع أحداث السابع من أكتوبر بل قبل ذلك بكثير وبالذات مع ولادة كذبة الربيع العربي، تلك الخديعة التي صنعتها واشنطن في عهد الرئيس باراك أوباما وسلبت استقرار الشعوب العربية التي أصبحت تخاف الغد ولا تثق إلا بعد محدود من قيادات الأمة، فعصف الخريف في تونس التي أبعدت زين العابدين بن علي لتنتقل إلى ليبيا ولم تنتهي حتى مع قتل الرئيس معمر القدافي بأبشع الطرق، وتنحى حكيم مصر حسني مبارك ليكون البديل محمد مرسي الذي قضى بالموت، ولم تشفع مغادرة عمر البشير للسودان كون ما جرى بعده كان كارثة على السودان. وعلى ذات المنوال اتجهت اليمن صوب حرب ضد النظام ليتم قتل الرئيس علي عبدالله صالح بطريقة لا تنم عن وجود أدنى مراتب الإنسانية لدى القتلة، فيما غادر الرئيس السوري بشار الأسد بلاده في ليلة ظلماء تاركاً سوريا لتواجه ظلاماً أشد ليتزايد القتل فيها بعد أن أصبحت ساحة لقوات الاحتلال تقصفها متى تريد، وفي المقابل نجت جميع الممالك والدول التي يقودها أمراء من تبعات الربيع الخريفي ولم تواجه أي تغيرات في ظل استقرار الحكم، وأتبعها الغرب بالتخلص من حملة الأسلحة الذين يهددون الكيان، فنجحوا في تدمير حزب الله وتقليص قوة حماس وضرب القوة الصاروخية الإيرانية المتصاعدة، والتي صنعت لمواجهة العرب قبل الكيان لكن الظروف تغيرت بعد أن وجد فيها الكيان خطر على الجميع، لتصبح الدول في الاعتقاد الأمريكي جاهزة للتطبيع مع الكيان . ويعتقد الغرب ان مخططاته ستثمر في القريب العاجل بعد زيادة الضغط على الدول الأهم حاليا في المنطقة العربية وهما مصر والأردن اللتين تشكلان آخر قلاع الأمة، ويتوقع ان تتعرضان لضغوط اقتصادية كبيرة للموافقة على الطلبات الأمريكية لاستقبال اللاجئين الفلسطينين وهو أمر لن يمر في ظل الرفض الحكومي والشعبي لعملية التهجير، ووحدهم الأردن ومصر والشعب الفلسطيني في غزة والضفة القادرين على إفشال المخطط الكارثي لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الدولتين، لا سيما ان الاحداث اثبتت أن العمق العربي والأخوة العربية ووحدة الدم كذبة كبرى ولن تقاتل أي دولة لأجل البلدين، لذا ستجد مصر والأردن وأبناء فلسطين أنهم وحدهم في ساحة المواجهات التي ينتصر فيها الحكماء المتسلحين بالأبطال، ولن تتوجه الدولتين صوب الإبراهيمية كونهما تدركان أنها طريق اللاعودة. آخر الكلام: ما يجري ليس بالامر الجديد حيث قال وزير الدفاع الأسبق للكيان ليبرمان: "علينا الاستعداد دائمًا لحرب مع الأردن ومصر"، فيما الغرب يُريد الشعوب العربية ان تكون بين مُحاصر ومحصور ومُهجر ومقهور لكنهم سيفشلون وستنتصر الأمة بمدد من الله ثم بصلابة شعوب ترفض الاستسلام للقرار الغربي.


رؤيا نيوز
منذ 42 دقائق
- رؤيا نيوز
السلطات السورية تسحب قواتها بالكامل من محافظة السويداء
سحبت السلطات السورية قواتها من محافظة السويداء، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية، تزامنا مع إعلان الرئيس أحمد الشرع أنه يريد تجنّب 'حرب واسعة' مع إسرائيل التي هدّدت بتصعيد غاراتها. وكانت وزارة الداخلية السورية أعلنت مساء الأربعاء التوصل لاتفاق جديد لوقف إطلاق النار في السويداء بعد يوم واحد من إعلان مشابه. ونقلت 'سانا' عن مصدر في وزارة الداخلية 'التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في السويداء ونشر حواجز أمنية في المدينة واندماجها الكامل ضمن الدولة السورية'. اتهم الرئيس السوري أحمد الشرع، في كلمة ألقاها فجر الخميس، إسرائيل بـ'خلق الفتن داخل سوريا'، مضيفاً أنها 'تسببت في تصعيد الوضع (في محافظة السويداء) بتصرفاتها'. وقال الرئيس السوري: 'أصبحنا أمام خيارين إما مواجهة إسرائيل أو إصلاح جبهتنا الداخلية'، مضيفاً 'لسنا ممن يخشون الحرب، ونحن الذين قضينا أعمارنا في مواجهة التحديات والدفاع عن شعبنا، لكننا قدمنا مصلحة السوريين على الفوضى والدمار'، معلناً 'تكليف الفصائل المحلية وشيوخ العقل بمسؤولية حفظ الأمن بالسويداء'. وتابع: 'سنواجه محاولات خلق الفوضى بالوحدة.. سوريا لن تكون مكاناً لخلق الفوضى.. ولن نسمح بجر سوريا إلى حرب جديدة'، مشدداً على رفض 'أي محاولة لتقسيم سوريا'. وأكد الشرع أن 'الدروز جزء من نسيج الوطن، وحمايتهم أولوية'، متعهداً بـ'محاسبة من تجاوز وأساء لأهلنا الدروز' في السويداء. رأى الرئيس السوري أن الوساطة الأميركية والعربية والتركية 'أنقذت المنطقة من مصير مجهول'، مديناً القصف الإسرائيلي 'للمنشآت المدنية والحكومية' السورية. وفي مدينة السويداء التي شهدت في اليومين الماضيين اشتباكات دامية، خلفت قتلى وعمليات شغب.