logo
القمة الأمريكية الإفريقية..فرص وتحديات شراكة غير متوازنة

القمة الأمريكية الإفريقية..فرص وتحديات شراكة غير متوازنة

أخبارنامنذ 2 أيام
بغض النظر عن الأجواء التي مر فيها اللقاء بين الرئيس الأمريكي ورؤساء خمس دول إفريقية أول من أمس الأربعاء، فإن المبادرة في حد ذاتها، تعتبر خطوة دبلوماسية مثيرة للجدل ومليئة بالدلالات، ذلك أن استضافة العاصمة الأمريكية واشنطن "قمة ترامب-إفريقيا" المصغرة ما بين 9 و11 تموز/يوليو 2025، بدعوة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وعلى خلاف مؤتمرات القمم التقليدية التي كانت تعقد في السابق تحت رعاية رؤساء أمريكيين، فإن هذه القمة تحمل طابعًا انتقائيًا، من حيث الشكل والمضمون.
يقتصر الحضور على خمسة رؤساء دول أفريقية فقط، جرى اختيارهم بعناية فائقة، بناء على معيارين أساسيين: الاستقرار السياسي، والانفتاح الاقتصادي في إطار وجود علاقات "معتدلة" مع واشنطن. لا وجود للاتحاد الإفريقي، ولا لمبادرات شاملة أو مشاريع جماعية كبرى، بل تركيز واضح على شراكات ثنائية سريعة تحقق مصالح أمريكية آنية، تاتي في أعقاب الوساطة السريعة التي قامت يها واشنطن بين رواندا والكونغو الديمقراطية لإنهاء نزاع استمر زهاء ثلاثة عقود، كما يجري الإعداد مباشرة بعد ذلك لإبرام اتفاقية ضخمة بخصوص المعادن النادرة بين واشنطن وكينشاسا، وهي اتفاقية قد لا تقل أهمية عن الاتفاقية التي وقعتها واشنطن مع كييف في محاولة صريحة لمحاولة الحد من آثار الهيمنة الصينية على تلك المعادن.
تمتلك الكونغو الديمقراطية حوالي 70% من احتياطي الكوبالت العالمي، الذي يدخل في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية والهواتف الذكية، مع توفرها على كميات مهمة من الليثيوم الذي يدخل في نفس الصناعات، يضاف إلى ذلك أن كينشاسا تملك أيضا
حوالي 10% من احتياطي النحاس العالمي، بالإضافة إلى توفرها على أكبر احتياطي من الكولتان في العالم، وهو معدن أساسي في صناعة الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر، كما تتوفر أيضا على احتياطات مهمة من الذهب.
من بين أبرز الملاحظات التي يمكن تسجيلها بشأن هذه القمة، هي غياب دول محورية في المنطقة مثل مالي، النيجر، وبوركينا فاسو، أعضاء "تحالف دول الساحل" (AES). وهو غياب لا يمكن قراءته بمعزل عن التوجه السياسي للإدارة الأمريكية الحالية، التي تعتبر هذه الدول قد خرجت عن دائرة النفوذ الأطلسي خاصة بعد الانسحاب الفرنسي والأمريكي، وبسبب تقاربها المتزايد مع موسكو وبكين. لذلك فالرسالة الأمريكية واضحة: التعاون مرهون بالولاء الجيوسياسي.
التساؤل الأبرز الذي يفرض نفسه هنا: لماذا لم يُستدعَ المغرب، وهو الحليف التقليدي للولايات المتحدة، والبلد الإفريقي الوحيد الذي يرتبط معها باتفاقية للتبادل الحر؟
غياب الرباط يبدو مفاجئًا لأول وهلة، خاصة في ظل دينامية الدبلوماسية المغربية في إفريقيا، وموقع المغرب الاستراتيجي كبوابة أطلسية تربط أوروبا بغرب إفريقيا. كما أن المغرب يلعب دورًا متزايدًا في ربط دول الساحل بالمحيط الأطلسي، عبر مشاريع ضخمة على رأسها ميناء الداخلة الأطلسي، الذي يُعد حجر الزاوية في رؤية مغربية لتكامل إقليمي واسع.
تفسير هذا الغياب ليس إقصائيًا بالضرورة. فالمغرب لا يحتاج إلى دعوة استعراضية لإثبات حضوره في المعادلة الأمريكية الإفريقية، إذ إن علاقاته مع واشنطن تسير بوتيرة استراتيجية أعمق وأبعد من قمم المناسبات. يكفي التذكير بأن المغرب يقترب اليوم من الحصول على مقاتلات F-35 الشبحية، في سابقة إفريقية وعربية، وهو ما يعكس مستوى الثقة والتنسيق العسكري بين البلدين والذي بلغ نقل التكنلوجيا العسكرية.
وعليه، يمكن قراءة غياب المغرب عن هذه القمة في إطار توزيع الأدوار بين الرباط وواشنطن، خاصة في ظل إنحسار الدور الفرنسي. فبينما تتجه واشنطن نحو بناء محور جديد في إفريقيا الغربية قائم على الشراكات الثنائية السريعة، يعمل المغرب من جهته على ترسيخ نفوذه الأطلسي ومشروعه المتكامل لربط الساحل بالصحراء. هذا التقاطع في المصالح يبدو مدروسًا، بل ومتكاملًا في بعض الجوانب، وليس تنافسيًا كما قد يبدو. خاصة في ظل الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء، وفي ظل الاستثمارات الكبرى التي تتعلق بالطاقات المتجددة في أقصى جنوب المملكة.
الملفات المطروحة على طاولة اللقاء تشمل محاور استراتيجية أهمها : التعاون الاقتصادي، الدبلوماسية التجارية، والقضايا الأمنية. وتُطرح مشاريع ضخمة تتعلق بالاستثمار في البنى التحتية، والطاقة المتجددة، والذكاء الاصطناعي، والرقمنة. لكنّ ما يُثير التساؤل هو: ما الثمن السياسي لهذه الشراكات؟ وهل ستُمنح القارة فرصة تفاوض متكافئة أم أنها مجرد سوق مفتوح لعودة النفوذ الأمريكي في وجه المنافسين الدوليين خاصة الحضور الصيني والروسي؟
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب يحضر نهائي كأس العالم للأندية وسط استنفار أمني غير مسبوق
ترامب يحضر نهائي كأس العالم للأندية وسط استنفار أمني غير مسبوق

هبة بريس

timeمنذ 5 ساعات

  • هبة بريس

ترامب يحضر نهائي كأس العالم للأندية وسط استنفار أمني غير مسبوق

هبة بريس – رياضة ذكرت تقارير إعلامية أن الاتحاد الدولي لكرة القدم 'فيفا' والسلطات الأميركية شددوا الإجراءات الأمنية بشكل غير مسبوق، تحسبًا لحضور الرئيس الأميركي دونالد ترامب نهائي كأس العالم للأندية، المرتقب مساء الأحد. وتُجرى المباراة النهائية بين باريس سان جيرمان الفرنسي وتشيلسي الإنجليزي، على ملعب 'ميتلايف' بولاية نيوجيرسي، والذي يتسع لأكثر من 82 ألف متفرج. ووفقًا لصحيفة آس الإسبانية، فإن الفيفا بالتعاون مع الأجهزة الأمنية الأميركية فرض إجراءات صارمة، شملت تفتيشًا دقيقًا وتدقيقًا موسعًا على الحضور، كما طُلب من الجماهير الوصول إلى محيط الملعب قبل ثلاث ساعات على الأقل من صافرة البداية. وأكدت الصحيفة أن هذه الإجراءات تتجاوز ما تم اعتماده في المباريات السابقة، نظرًا للطابع الأمني الخاص بوجود شخصية رئاسية على المدرجات. من جهتها، كشفت صحيفة نيويورك تايمز أن جهاز الخدمة السرية، إلى جانب الشرطة المحلية ومسؤولي الملعب، جرى تكليفهم بحماية الرئيس الأميركي أثناء حضوره، مشيرة إلى أن التحضير لهذا النوع من التأمين يتطلب أيامًا من التخطيط المسبق، وتنسيقًا محكمًا مع كافة المتدخلين، بما في ذلك تحديد مسارات الدخول والخروج ووضع خطط للطوارئ وسط الحشود الكبيرة. وقال خبير أمني للصحيفة: 'إنها عملية معقدة تبدأ بفريق أمني يتم إيفاده قبل الحدث، لتقييم الموقع ووضع خطة أمنية محكمة'. وأكد رئيس 'الفيفا'، جياني إنفانتينو، حضور ترامب للمباراة النهائية، خلال مؤتمر صحافي عقده صباح اليوم في برج 'ترامب تاور' بنيويورك. وكان ترامب قد صرح، يوم الخميس الماضي، بنيّته حضور النهائي، قائلًا: 'سأكون هناك في المباراة'. ويترقّب عشاق كرة القدم مواجهة قوية، حيث يطمح باريس سان جيرمان لحصد لقبه الخامس هذا الموسم وتتويج موسمه التاريخي، في حين يسعى تشيلسي إلى إنهاء مشاركته بأفضل شكل ممكن، معتمدًا على كتيبة من اللاعبين المتألقين.

إسرائيل تحذر من خطورة تزويد تركيا بطائرات إف خمسة وثلاثين وتلوح بإجراءات لإحباط الصفقة وتفادي التصعيد العسكري
إسرائيل تحذر من خطورة تزويد تركيا بطائرات إف خمسة وثلاثين وتلوح بإجراءات لإحباط الصفقة وتفادي التصعيد العسكري

المغرب اليوم

timeمنذ 14 ساعات

  • المغرب اليوم

إسرائيل تحذر من خطورة تزويد تركيا بطائرات إف خمسة وثلاثين وتلوح بإجراءات لإحباط الصفقة وتفادي التصعيد العسكري

ذّر مسؤول إسرائيلي رفيع من خطورة حصول تركيا على مقاتلات "إف-35" الأميركية، مشيرا إلى أن هذه الخطوة قد تُستخدم لأغراض هجومية ضد بلاده وتهدد استقرار المنطقة ونقلت صحيفة "معاريف" عن المسؤول الكبير قوله إن "إسرائيل ستتخذ خطوات لإحباط هذه النوايا إذا اقتضى الأمر"، مبرزا أن "أنقرة تسعى لاستعادة نفوذها العثماني، بما في ذلك في القدس". وأوضحت "معاريف" أن التحذير يأتي في ظل تخوف تل أبيب من أن "تستخدم أنقرة "إف-35" بشكل عدواني، خاصة ضد إسرائيل". وأشار المسؤول إلى "احتمال مواجهة عسكرية مع تركيا"، وهو احتمال وصفه بأنه "بعيد ولكنه متزايد"، مؤكدا أن "الأولوية هي تجنب التصعيد". وكشف أن "إسرائيل سبق أن اتخذت إجراءات لإحباط الخطط التركية في سوريا ، وستتخذ إجراءات أخرى إذا لزم الأمر". وأكد المسؤول أن إسرائيل ترى أن "الكونغرس الأميركي قادر، بل ينبغي عليه، عرقلة أي صفقة لبيع طائرات إف-35 لتركيا". هذه التصريحات تأتي في ظل تقارير عن نية الإدارة الأميركية دراسة صفقة بديلة مع تركيا تتضمن بيع سربين من طائرات إف-16 بلوك 70، وهو أحدث طراز من المقاتلة الشهيرة، والمزودة برادار AESA وأنظمة إلكترونية متقدمة. ويشغّل سلاح الجو التركي حاليا نحو 250–300 طائرة F-16 من طراز مشابه للطراز المستخدم في إسرائيل، إضافة إلى عدد من طائرات "فانتوم" القديمة التي تم تحديث بعضها في إسرائيل، حسب "معاريف". وكانت تركيا في الأصل شريكا رسميا في برنامج تطوير مقاتلات F-35، لكنها أُقصيت من المشروع عقب شرائها منظومة الدفاع الروسية S-400، وسط مخاوف أميركية من تسريب معلومات حساسة إلى موسكو. وفي مايو الماضي، كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي، عن قلق متزايد داخل الأوساط الإسرائيلية من احتمالية بيع واشنطن طائرات مقاتلة من طراز إف 35 المتطورة إلى تركيا.

ترامب يعلن فرض رسوم جمركية بنسبة 30% على المكسيك والاتحاد الأوروبي
ترامب يعلن فرض رسوم جمركية بنسبة 30% على المكسيك والاتحاد الأوروبي

برلمان

timeمنذ 21 ساعات

  • برلمان

ترامب يعلن فرض رسوم جمركية بنسبة 30% على المكسيك والاتحاد الأوروبي

الخط : A- A+ إستمع للمقال أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم السبت، عن نيته فرض رسوم جمركية بنسبة 30% على المنتجات القادمة من المكسيك والاتحاد الأوروبي، وذلك اعتبارا من الأول من غشت المقبل. AdChoices ADVERTISING وجاء في رسالتين منفصلتين وجههما ترامب إلى رئيسة المكسيك كلاوديا شينباوم ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، تأكيده أن هذه الرسوم ستكون إضافية على التعريفات الجمركية الحالية الخاصة بالقطاعات المختلفة. وأرجع ترامب هذا القرار إلى فشل المكسيك في التصدي بشكل كاف لتدفق المخدرات نحو الولايات المتحدة، بالإضافة إلى اختلال ميزان التجارة مع الاتحاد الأوروبي. كما حذر في الوقت ذاته من احتمال زيادة نسب الرسوم الجمركية في حال رد الطرفين باتخاذ إجراءات مماثلة على المنتجات الأمريكية. AdChoices ADVERTISING وفي هذا السياق، قال ترامب: 'إذا قررتم الرد ورفع الرسوم على الولايات المتحدة، فإن واشنطن ستفرض زيادة تعادل النسبة نفسها فوق الـ30% المعلنة'. وتجدر الإشارة إلى أن هذه النسبة الجديدة تفوق الرسوم التي فرضها ترامب سابقا هذا العام على المنتجات المكسيكية والبالغة 25%، رغم أن بعض المنتجات التي تدخل الولايات المتحدة بموجب الاتفاقية الثلاثية بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا كانت معفاة من الرسوم. وفي سياق متصل، تلقّت كندا رسالة مماثلة من ترامب تحدد فيها فرض رسوم بنسبة 35% على منتجاتها الواردة إلى الولايات المتحدة. ويذكر أن الإدارة الأمريكية كانت قد أرسلت في الأسبوع الماضي رسائل إلى عدة شركاء تجاريين بهدف تشجيعهم على إقامة شراكات تجارية مع الولايات المتحدة، مع تأكيدها أنه لن يتم فرض رسوم جمركية على المنتجات التي يتم تصنيعها داخل الولايات المتحدة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store