
الأصول المصرية " 3 ".. كارثة الغش
الغش كلمة من اربعة حروف تحمل فى طياتها الكثير من البلايا التى تقصف عمر أى حضارة أو مجتمع،حذر منها ديننا الحنيف فى مواضع عدة،كان على رأسها كتاب الله المجيد القرآن الكريم فى سورة المطففين، و كذا صرح بها رسولنا الكريم فى حديث صحيح وهو(من غشنا فليس منا)،أى أن من يغش فقد خرج من الملة، إذن فالأمر جلل وليس فيه مجال للتهاون أو التبرير كما أصبحنا نتعامل يوميا،ليصبح الغش غاية و وسيلة و أسلوب حياة،و كل من تعامل عليه و أخلص له ساقته أقداره للهاوية والفضيحة والأمثلة كثير،و أعتقد أن الكذب يكاد يكون جزء من الغش و ليس العكس،لأن الغش فى كل أحيانه يستوجب الكذب ليلتحفا معا كعباءة واحدة سوداء على مرتديها.
و قد ساق الغش أصحابه دائما للسحت وأكل الحرام، بدءا من الغش فى أى اختبارات سواء للشهادات التى تخرج جهابذة من المخلصين، أو نصابين وفشلة أصحاب الفهلوة بالجهل وللجهل،و هناك أيضا غش الشهادات بالتزوير أى أن صاحب الشهادة لم ولن يجمع أى من علومها على الإطلاق، هذا النوع قد أساء أيما إساءة لمفردات المجتمع المصرى،حيث أدى تفشيه لوجود أدواء لا علاج لها وسط مجتمعنا،على رأسها إفراز العديد من مبررى الفشل لجيلين على الأقل،فقد أصبح الكفر البواح بكل القيم والتقاليد وأسس ديننا الحنيف لتبرير بذاءاتهم و دناءاتهم الغير مبررة،لقد نخر هذا السوس فى عظام الأمة،و ياله من داء عضال،فأى تبرير من أم تولول أمام لجنة امتحان لعدم تمكن فلذة كبدها من الغش حتى ينجح بمجهود غيره ليصبح لصا فى مكانه سواء فى التعليم الجامعى أو فى أى من الوظائف بكل أشكالها.
إن كوارث الإعتداء على البحوث العلمية وتصدير جهلة لتصدر الكراسى الأستاذية أصبح شبه عادى،و أصبح التكالب على الدرجات الوظيفية بكافة أنواع التنازلات والرشاوى شكل معتاد لتكون الإتاحة لمن يتنازل أكثر،و يتم فرم العلماء الحقيقيون والعباقرة حرفيا،فوجودهم يكشف مدى سوء واضمحلال أصحاب الكراسى،و مع الميكافيللية البغيضة و الغاية تبرر الوسيلة أصبحت كل المحرمات حلال وغنائم،لنصل إلى كل التشوهات المجتمعية التى نعانى منها فى كل مناحى حياتنا،و أصبح من أسوأها انتشار الأمراض النفسية والعصبية والجسمانية التى نعانى منها كل حين.
البناء المجتمعى بالغ التعقيد بشكل أساسى لمدى التداخلات التى تبنى على بعضها، و تتداخل و تتشعب سويا لنصل للمنتج الردئ الذى يقتلنا داخليا و خارجيا،بالتأكيد أن المنتج الجيد لا يحتاج إلى إعلان لترويجه،و على العكس تماما يتم الترويج للسم الزعاف القاتل حتى تتقبله عن طيب خاطر،ففى مجال الغذاء أصبح المنتج الحيوى الذى تتم زراعته أو تربيته عبأ على صاحبه فى ظل وحدات الخلل الحيوى التى تختصر عمر النمو للنصف أو للثلث، وتختصر معها أعمار الأجيال و تؤهلهم لمستنقع كبير من الأمراض الجسمانية و العصبية والنفسية،و لن يقبل أى شخص سوى بهذه الدورات الحياتية الجهنمية إلا إن كان غشاشا،و بالقياس تستكمل هذه الآفات دورتها الحيوية تحت عباءات و مسميات كثيرة تحمل فى طياتها كافة أنواع المقامرة الدنيئة للحصول على الربح المادى السريع على جثث الشعوب.
لقد تعمق الغش لدرجات لم نكن نتخيلها،فقد تفوقنا على أنفسنا فى غش المشاعر،التى هى شطر كبير لا يتجزأ من النفاق و النصب داخل بيوتنا وأعمالنا،بين المرء و زوجه وأهله و أكل الحقوق و المواريث والتفانى فى ابتكار الأساليب للنصب على أفراد الأسرة للوصول للمادة أو تخطيهم لغرض أو شخص قريب أو صديق لأقرب أقربائنا،لتتبعثر الأصول و تكثر الفواحش لتصل لإنعدام الثقة بين أفراد الأسرة،و فى أحيان أخرى تصل بالتهديد لزنا المحارم أو بيع الأعراض،و كله ناتج الغش و أكل الحرام.
إن أقوى نتائج الغش على الإطلاق هى ما أصبحنا نعانى منه من غلاء المعيشة،حيث يبرر كل صاحب رأس مال أو منتج لنفسه مدى صحة ماقام به من إعادة تسعير السلع المغشوشة بأضعاف قيمتها الإنتاجيه الحقيقية،فأصبحت المهن المقدسة كالطب و التعليم تجارة،على الرغم من أن العلم ليس سلعة للبيع،لقد وصل الأمر لتسعير قيمة تحفيظ القرآن الكريم،على الرغم من أنه ليس سلعة للبيع،بعد أن كان ما تجود به الأسرة لمحفظ القرآن هو هبة لله وليس ثمن ،وقد أقبل ممثلى الشعب فى مختلف المحافل أيضا على بيع كل شيئ حتى حقوق المواطنين من بنى جلدتهم فى السكن والحياة الآمنة،و هو أمر جد خطير لأنه يحمل بين طياته أقسى درجات الخيانة،و الأسوأ لو كان عن جهل و انقياد بلا فهم لعمق الكارثة،فما هى النتيجة عندما يتم تفريغ كل وحدات الإيجار،و ماذا سيجنى أصحاب الأملاك من تكدس المعروض من الوحدات فوق الوحدات التمليك المغلقة لسنوات طوال و التى تفوق المليون وحدة،هذا غير ما تقوم الدولة ببنائه، أهو الإسراع بالفقاعة العقارية والإنهيار العقارى،أم أن هناك توازن غير مرئى لنا نحن المواطنون الجهل.
لقد كنا و مازلنا ننتظر أن يقوم أهل الشريعة كما يحبون أن يسموا أنفسهم من رجالات الأزهر،و الفئات الأخرى من مدعى الحفاظ على سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم،بالقيام بمبادرة من على المنابر والزوايا و كل بساط خوص فى مكان مخصص للصلاة للتوعية بمدى قسوة الغش والبعد عن الدين و الأخلاق والإنجراف لما وصلنا إليه من أدواء حلها الوعى و العودة إلى الله...ففروا إلى الله...أم على قلوب أقفالها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وضوح
منذ ساعة واحدة
- وضوح
الوردُ فتح في القبور والحزن عشش في الصدور .. وماذا بعد؟!
✍️بقلم/محمد أحمد نجم نترحم على من فقدناهم من أبنائنا وبناتنا ممن وافتهم المنية على ما يُعرف بطريق الموت (الإقليمي سابقًا) خلال الأيام الماضية، ونحتسبهم جميعًا عند الله من الشهداء، ولا نزكي على الله أحدًا. وندعو الله بالشفاء العاجل لكل المصابين الذين لا يزالون يصارعون الألم بين أروقة المستشفيات ودموع الأمهات. ورودٌ ذبلت قبل أوانها أرواح صعدت إلى بارئها في عمر الزهور، كالورود التي لم تُمنح فرصة الحياة. شبابٌ سقطوا في طريق لم يرحم، مروية قبورهم بعرق الجبين الذي سال في رحلة بحث شريفة عن لقمة عيش كريمة. كانوا أحلامًا تتحرك على الأرض، وأمنيات تمشي على قدمين، لكنهم رحلوا تاركين خلفهم وجعًا لا يُوصف، ومستقبلًا مُحطمًا في عيون ذويهم. أحزانٌ تسكن الصدور وصرخات بلا صدى صدورنا صارت كالأعشاش التي تقطنها الأحزان، وقلوبنا ملاذٌ للجراح والآلام. لكن هل سنظل نرثي اللبن المسكوب ونذرف الدموع؟ أم سيحين الوقت الذي نحمي فيه الإناء قبل أن يُكسر؟ هل آن الأوان لنتحرك لنصنع مستقبلًا أكثر أمانًا لمن بقي؟ ضمائر نائمة.. وواقع يصرخ هل آن أوان أن تُبعث الضمائر من غفلتها، وأن نكف عن دفن رؤوسنا في الرمال؟ نحن لا نبحث عن كبش فداء نعلّق عليه الفاجعة، بل نطالب بحق مشروع وأصيل: حقنا في حماية فلذات أكبادنا. حقنا في محاسبة من غلّب مصلحته الشخصية على أرواح الناس. حقنا في مساءلة من باع دماءنا بثمن بخس. لا ننكر الإنجاز.. ولكن نطالب بالمزيد نُقِرّ، بإنصاف، أن ملف الطرق في وطننا قد شهد طفرة كبيرة ونهضة واضحة. القاصي والداني يشهد بالتطوير والإنجاز، ولا ينكر ذلك إلا جاحد. ولكن هذا لا يُعفينا من واجبنا في الاستمرار، في التنظيم، في الرقابة، وفي إحكام نقاط الخلل. فالإنجاز لا يُلغي الألم، والتطوير لا يعني نهاية الخطر. كلماتنا لن تعيد الراحلين.. ولكنها أمانة أعلم أن كلماتي هذه لن تعيد من فقدناهم، لكن عزاؤنا أننا نحسن الظن بالله، وندعو أن تكون رحالهم قد استقرت في الجنة، وأنهم سبقونا إلى الفردوس الأعلى. عزاؤنا الوحيد أن نُحافظ على من بقي، وألا نُسلّم أرواح أبنائنا لطريقٍ لا يعرف الرحمة.

مصرس
منذ 4 ساعات
- مصرس
أول قصيدة الدم .. التواصل يتفاعل مع هاشتاج #مجزرة_الحرس بنشر أسماء الشهداء
بعد انتظام الإنترنت، بعد كارثة سنترال رمسيس، التي كشفت فشل عصابة العسكر بعد 12 عام من الانقلاب على أول الشرعية، تفاعل الناشطون مع هاشتاج #مجزرة_الحرس مع مرور ذكراها ال12 في 8 يوليو الحالي باعتبارها أول قصيدة الدم الحرام الذي أراقه عسكر الانقلاب بغزارة بعد 3 أيام من إدعائهم أن ال5 الذين قتلوا على مشارف نادي الحرس الجمهوري أرادوا تخطي وحدة عسكرية ممنوع الاقتراب منها أو التصوير. وفي فجر يوم الإثنين 8 يوليو 2013، تعرض المعتصمون بالقرب من مبنى الحرس الجمهوري على شارع صلاح سالم في القاهرة لإطلاق نار مباشر بواسطة قوات الجيش والشرطة، بينما كانوا يؤدّون صلاة الفجر ضمن اعتصام سلمي للمطالبة بعودة الرئيس محمد مرسي إلى السلطة.وأسفرت المجزرة عن ما بين 66 وما يزيد على 83 شخصًا، بينهم نساء وأطفال، وإصابة أكثر من 500 آخرين بجروح متفاوتة، واعتقال قرابة 700 شخص.الشيخ الداعية شريف رمضان عبادي قال: "صلاة فجر غيرت التاريخ .. فى الركعة الثانية بدأ الضرب .. ذكرى اعجب واغرب صلاة فجر فى مصر .. لأول مر فى تاريخ مصر الحديث يُستباح المصلون فى صلاة على يد القوات المسلحة المصرية علنا وامام الناس …!! صلاة الفجر هذه تغير عندها التاريخ الحديث فى مصر كلها ..!!هذه الحادثة كانت الفارقة بين الجيش المصرى والجيش الصهيومصرى ..!! وهى اول الغدر منذ انشاء الدولة الحديثة ايام "محمد على" حاكم مصر ان يُستباح الناس وهم يصلون برصاص مصرى وجنود مصريين وبأوامر قادة الجيش المصرى علنا أمام الشاشات ..!! فهذه الصلاة تحمل رمزية مهمة انها المرة الاولى بهكذا تفاصيل ..!!وأشار "عبادي" إلى أن المجزرة كانت بمثابة "لحظة نماذجية بالمعنى الفلسفى بمعنى تغيرت فيها حدود القداسة والهوية والانتماء فما بعدها ليس كما قبلها. . ولسه الفاتورة لم تدفع حتى الان .. والحساب يجمع يا سيادة اللوا..!! ..".وأكد أن المصلين أمام الحرس الجمهوري "كانوا مسلمين وبيصلوا الفجر وبين أيدين ربهم وانت استبحته!! .. خاليك فاكر أنت اللى فتحت السكة دى وانت اللى بدأت ..!! وأما من رضى وتابع من مشايخ رمم واعلاميين ومنافقين فالشؤم سيتابعك دنيا وآخرة .. لن نسامحكم والله لن نسامحكم .. فاكرنكم واحد واحد ولا ننساكم ابدا فى صلاتنا انتم واولادكم واهليكم ومن تحبون .. مهما مر من زمن لن ننسى ..وفى الدنيا بردوا قريبا يكون لنا كلمة اخرى ..".وبالمقابل أشار إلى أحمد السنوسي الذي صور الممات أثناء قنصه من قبل ضابط قناص أمام الحرس الجمهوري "مش ناسيك يا سنوسى يا جميل يا من وثقت هذه المذبحة بدمك قبل كاميرتك .. الله غالب ". مركز "الشهاب لحقوق الانسان" قائمة بأسماء الشهداء الذين وثقتهم منظمات حقوقية وشهود العيان:أحمد عاصم (المصور)ملازم أول: محمد علي المسيريإيهاب نافع محمدعبدالحفيظ الخياممحمود محمد محمود حسنمندي أحمد إبراهيمياسر عبدالغفار أحمدحسن البنا سعدحاتم السيد عبدالعظيمأحمد سمير عباس عاصممحمد علي إبراهيم عيسويخالد محمود محمودأحمد هاشم محمدمحمد توفيق عبد المنعممحمد فرجأشرف مرسي عبد الرحيمشريف محمد عمروياسر أنور عبد الخالقحماد ناجيعصام جمال زيدانعمار حسن حنفيالسيد السيد صالحعبد الرحمن إسماعيلحسين محمدممدوح عبد الفتاح إبراهيممحسن شاكرعلي حسن عبد الرازقمصطفى صلاحأحمد خيري محمدعصام خميسمحمد أحمد تهاميسعيد محمد سالمعلاء محمد أمينعمرو شعبان فتحي السعدنيياسر السعيد محمد محمد ياسرأحمد مصطفى إبراهيمشريف عبد الستار بهنسيخالد أبو بكر عمر سويلم مصطفىخالد السعيد حلميالدسوقي عبد السلاممحمد جمال السعيدنوح محمد نوحأنس حمدان محفوظسيد خليلأحمد السيد هاشم الرفاعيمصطفى محمد مصطفى مقبلعبد الرحمن إسماعيل حسيني حجازيفرج محمد محمد عبد اللهالسيد سعيد صالح أبو النجاشريف محمود العراقيمحمد سعد علي منصورمحمود عبد الحميد محمدحاتم شعبان خلفاويمحمد إبراهيم شاكرأحمد عبد السلام عثمان حسنأم إبراهيم محمد عبد المحسنعلاء إبراهيم سيد أحمدمحمد عادل أحمد محمودمحمد مصطفى محمد سليمانوائل سمير علي أحمديحيى السيد إبراهيمإسلام ناصرالحسيني محمد آدم محمدالهادي السيد عبد الفتاح أبو المجدمحمد محمود إبراهيممحمود عبد الحميد خليفةمحمد أنس السيد جبريلمحمد محمد حامد النحاسجمال علي محمود أحمدجمال ناجي محمد إبراهيمعبد الهادي عبد الوهاب أحمدالسيد محمد علي خليلمحمود عبد الحميد عطية محمدهاني العشري محمودأبو بكر عبد الحكيم عثمانمحمد حسن علي سلامةنبيل بكرأحمد إسماعيل محروسأحمد سمير موسىالسيد محمد الجملأنس محمد عباسأحمد هاشم أحمد إبراهيمأنور شعبان حنفيجميل ربيع أمينحلمي السيد عبد العظيمخالد عبد العزيززكريا عثمان عثمانعبد المحسن محمد عبد المحسنعلي مفتاح عبد الرحمنعلي صالح عبد الرحمنكمال علي محمود أحمدمحمد السيد عامرمحمد متولي محمدمحمد نبيل عيد سليمانوجدد الشهاب "مطالبته بفتح تحقيق دولي نزيه ومستقل، ومحاسبة كافة المتورطين في المجزرة، حيث إن العدالة لا تسقط بالتقادم" مؤكدا أنه إلى الآن لم يحاسب أيا من القتلة عن هذه المجزرة.وكتب الحقوقي هيثم أبوخليل عن الذكرى "عندما جرى اصطياد المصريين كالعصافير بالذخيرة الحية، وعندما تم تركيعهم كأسرى في قلب شوارع بلادهم، منكّسي الرءوس في مشهد لا يُنسى، لن ننسى ما فُعل بالساجدين المصلين، ولن ننسى مجزرة الحرس الجمهوري في 8 يوليو 2013، حين قُتل 51 إنسانًا، وأُصيب أكثر من 400 آخرين بدمٍ بارد، لإرهاب المصريين وكسر إرادتهم تمهيدًا لتمرير الانقلاب!". نشرت حسابات أمنية ادعاءات كاذبة عن المجزرة وأن 8 يوليو كشف القناع!ورغم التوثيق بالصور والفيديو، زعم الحساب أنه "في فجر هذا اليوم من عام 2013، حاولت عناصر إرهابية من جماعة الإخوان اقتحام مقر الحرس الجمهوري بدعوى كاذبة أن محمد مرسي محتجز بداخله".وأدعى الحساب أنها "..كانت محاولة مدبّرة ومسلّحة لضرب الجيش ونشر الفوضى." كما أدعى أن "شهداء من الجيش سقطوا دفاعًا عن منشأة عسكرية" في حين كان الضابط القتيل محمد المسيري ميتا برصاص الجيش بعد أن تساءل أمام رتب أعلى "هتقتلوهم وهما بيصلوا"!!


المشهد العربي
منذ 8 ساعات
- المشهد العربي
التشييع المهيب لشهداء الجنوب.. ذاكرة حيّة وتجديد لمسار التحرر
تشييع مهيب يليق بعظم التضحيات رافق جثمان الشهيد الملازم ثاني عبدربه علي لقرع المصعبي وهو يوارى الثرى في محافظة شبوة. في التفاصيل، شيّعت السلطة المحلية، واللجنة الأمنية بمحافظة شبوة، جثمان الشهيد الملازم ثاني عبدربه علي لقرع المصعبي، أحد منتسبي اللواء السادس صاعقة، والذي استُشهد في تفجير إرهابي غادر بمنطقة المصينعة بمديرية الصعيد. جرت مراسم التشييع الرسمية في ملعب الفقيد ناصر الخليفي بمدينة عتق، حيث أدّيت الصلاة على جثمان الشهيد بمشاركة تشكيلات من الوحدات العسكرية لقوات دفاع شبوة التي تولّت مراسم حمل الجثمان، وسط حضور رسمي وشعبي واسع. تقدّم المشيعين، الأمين العام للمجلس المحلي، نائب المحافظ عبدربه هشله ناصر، بحضور وكيل المحافظة فهد بن الذيب الخليفي، حسين الرفاعي مدير عام مكتب الاعلام، العميد أحمد ناصر لحول نائب مدير عام شرطة المحافظة، العميد أحمد العربي أركان اللواء السادس صاعقة، العقيد ماجد لمروق أركان اللواء الثاني دفاع شبوة، العقيد عبدالسلام الشبحي أركان اللواء الخامس، العقيد سالم وقزان أركان عمليات اللواء السادس، إلى جانب عدد من القيادات الأمنية والعسكرية، وعدد من المواطنين وأهالي الشهيد. وخلال مراسم التشييع، نقل الأمين العام عبدربه هشله تعازي ومواساة محافظ المحافظة رئيس اللجنة الأمنية، عوض محمد بن الوزير ، إلى أسرة الشهيد وأهله الكرام، مؤكدًا أن هذا العمل الجبان لن يزيد القوات الأمنية والعسكرية إلا ثباتًا في مواجهة الإرهاب ودحر عناصره. وأشاد هشله بالتضحيات التي يقدّمها أبطال الوحدات الأمنية والعسكرية في سبيل الدفاع عن أمن واستقرار المحافظة، مقدمين أرواحهم رخيصة لحماية المواطنين والحفاظ على السكينة العامة. وفي ختام التشييع، ابتهل المشيعون إلى الله عز وجل أن يتغمّد الشهيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وأن يمنّ على المصاب بالشفاء العاجل، ويلهم ذوي الشهيد الصبر والسلوان. والشهيد الملازم ثاني عبدربه المصعبي استُشهد إثر تفجير إرهابي جبان استهدف دورية أمنية تابعة للواء السادس صاعقة في منطقة المصينعة، وأسفر عن استشهاده وإصابة الجندي عسكر صالح محمد رناح. شهداء الجنوب يشكّلون ركيزة خالدة في وجدان الشعب الجنوبي، فهم من صنعوا بدمائهم الطاهرة ملامح الطريق نحو التحرر والسيادة، ودفعوا أرواحهم ثمنًا لعزة الأرض وكرامة الهوية. ويولي المجلس الانتقالي الجنوبي اهتمامًا بالغًا بتنظيم مراسم تشييع رسمية تليق بمقام الشهداء، تعبيرًا عن الوفاء لتضحياتهم، وإرسال رسالة واضحة مفادها أن دماءهم لم ولن تُنسى، بل تُخلّد في تفاصيل المشروع الوطني الجنوبي. مراسم التشييع دائمًا ما تتجاوز البعد الرمزي، لتكون فعلًا سياسيًا ومجتمعيًا يعيد ربط الحاضر بتاريخ النضال، ويمنح الذاكرة الجمعية دفعة معنوية جديدة. فتشييع الجثامين لا يُختزل في مراسم عسكرية أو حضور رسمي فحسب، بل يترجم أيضًا إلى مواقف وطنية تتجسد في مشاهد الإجلال الشعبي، والهتافات التي تعبّر عن استمرار المسيرة نحو هدف الجنوب الجامع. حرص المجلس الانتقالي على منح الشهداء ما يليق بهم من تكريم ليس مجرد التزام أخلاقي، بل هو تأكيد على أن نضال الجنوبيين لا يُقاس بالمواقف الآنية، بل بما ترسّخ من تضحيات عظيمة شكلت أساس كل مكسب سياسي أو عسكري تحقق على الأرض. ومن خلال ذلك، تُعاد صياغة الوعي الشعبي حول فكرة التحرير، باعتبارها مسؤولية ممتدة ومتجددة، تستمد قوتها من الشهداء، وتستمد بوصلتها من معاناتهم وتضحياتهم. تأتي هذه الممارسات في وقت بالغ الدقة، حيث تتكالب المؤامرات لإجهاض تطلعات الجنوب، ما يجعل من كل جنازة شهيد مناسبة لإعادة تأكيد العهد على مواصلة النضال حتى استعادة الدولة.