
الخليج بين مطرقة إيران وسندان أمريكا وإسرائيل!
في عام 2023، اعتُبر الاتفاق السعودي ـ الإيراني برعاية صينية، نقطة تحوّل واعدة في العلاقات بين الطرفين، أعاد إحياء مبدأ حسن الجوار، وفتح قنوات حوار هادئ بين خصمين إقليميين.. لكن الحرب الأخيرة نسفت مناخ التهدئة، وأعادت إلى الواجهة الانقسامات البنيوية في مقاربة كل طرف للأمن الإقليمي، إذ مرت العلاقات الخليجية الإيرانية بمراحل متعددة من العداء إلى التهدئة، لكنها ظلت رهينة النفوذ الإيراني المسلح.. وكان موقف الخليج خلال الحرب الأخيرة بين إيران وإسرائيل متوازنًا، إذ رفضت دوله العدوان الإسرائيلي على إيران، وفي الوقت ذاته، أدانت صراحة القصف الإيراني لقاعدة العُدَّيد في قطر، مما يشي برغبة خليجية في فرض معايير واضحة للاستقرار، ترتكز على احترام السيادة والتخلي عن منطق الميليشيات.
وتعد حادثة استهداف القاعدة الأمريكية في قطر نقطة انعطاف حساسة، إذ فتحت باب التساؤلات حول حدود الحياد الخليجي، وصدقية إيران في نفي مسئوليتها.. ورغم هذا التصعيد، لم تنزلق دول الخليج إلى الرد العسكري، بل اتسم موقفها بـ (الحياد الفاعل)، أي رفض الانخراط في الصراع بشكل مباشر، مع الاحتفاظ بحق الرد الدبلوماسي والسياسي.. بينما رأى الجانب الإيراني، أن (استهداف القاعدة لم يكن موجهًا ضد قطر، بل جاء كرد مشروع على هجوم أمريكي ـ إسرائيلي، انطلق من أراضٍ في المنطقة).. ودعا البعض دول الخليج إلى (تفهم) الموقف الإيراني، لأن العلاقات الخليجية ـ الإيرانية (لا تستأهل كل هذا الاستنكار).. لكن هذا المنطق لم يقنع كثيرا بعضًا آخر من المراقبين، خصوصًا أن طهران لم ترفق رسائلها بأي اعتذار رسمي أو توضيح دبلوماسي رفيع المستوى، مما زاد من الشكوك حول نواياها، وعمق انعدام الثقة في توجهاتها النووية والعسكرية.
في أعقاب الحرب، برزت مؤشرات على احتمال استئناف المفاوضات بين واشنطن وطهران، لكن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي وصف الهجوم على المنشآت الإيرانية بـ (الضربة الوقائية)، اشترط (وقفًا تامًا لتخصيب اليورانيوم)، وهو ما تعتبره طهران خطًا أحمر، خصوصًا وأن الضربة الأمريكية لم تؤثر جوهريًا على البنية التحتية للبرنامج النووي)، كما يؤكد الكثير من الخبراء، بل إن (مصير المخزون الإيراني) من اليورانيوم المُخصَّب مازال مجهولًا، وبات (البرنامج الإيراني، أكثر سرية وغموضًا).. وبالتالي، فإن الأسس التفاوضية بين واشنطن وطهران، نسفت تمامًا)، بسبب ما اعتبرته إيران، (خيانة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي سربت معلومات سرية إلى إسرائيل)، وقرارها بعدم الكشف مستقبلًا عن مواقعها أو درجات التخصيب.. هذه الحالة (الضبابية النووية) الإيرانية، تشكل عنصر عدم استقرار طويل الأمد في المنطقة.
وتشير المواقف الخليجية الرسمية إلى رغبة حقيقية في تجنب المواجهة، وتفضيل الحلول الدبلوماسية، لكن مع وضع (خطوط حمراء) واضحة: عدم استخدام أراضيها أو أجوائها في أي صراع، وعدم استهدافها مباشرة أو عبر وكلاء.. فالخليج ليس ضعيفًا، بل يمتلك إمكانيات عسكرية متطورة، لكنه يفضل الحكمة على القوة.. ونعتقد أن (الرسالة لإيران واضحة: إما مراجعة السياسة الخارجية، أو مواجهة عزلة إقليمية جديدة).. وفي المقابل، يبدو أن طهران غير مستعدة لتقديم تنازلات استراتيجية كبرى، ما لم تحصل على ضمانات أمريكية، وهو ما يجعل أي اتفاق قريبًا أمرًا غير محسوم.. وما بعد الحرب ليس بالضرورة سلامًا، بل فترة اختبارية دقيقة، تُبنى خلالها الثقة بصعوبة، وقد تنهار بسهولة.. وإيران مطالَبة اليوم بمراجعة عميقة لسياساتها، ليس فقط تجاه الملف النووي، بل أيضًا نحو جيرانها الخليجيين الذين رغم الخلافات، وقفوا في أصعب اللحظات ضد الحرب.. لكن هذه الوقفة لا يمكن أن تكون شيكًا على بياض.. بل إن المطلوب من طهران، أن تخرج من دوامة العقائد الثورية إلى عقلانية الجوار، وأن تقرأ رسائل الخليج لا على أنها (ضعف) بل فرصة نادرة لإعادة صياغة علاقة قائمة على التفاهم لا التهديد.. فإما أن يُكتب للتقارب هذه المرة فصلًا جديدًا، أو يبقى التبريد المؤقت مُعلقًا فوق نار قد تشتعل في أي لحظة.
●●●
في إسرائيل، أوقفت الحرب مع إيران، بشكل مفاجئ، إيقاع الحياة الذي اعتاده الإسرائيليون، وفرضت عليهم واقعًا جديدا من الخوف وعدم اليقين تغيّر معه كل شيء، فصافرات الإنذار باتت متكررة، والليالي بلا نوم، والضربات الثقيلة على الجبهة الداخلية أصبحت جزءًا من تفاصيل حياتهم اليومية.. وفي غضون أيام، تحوّلت صور الدمار إلى مشهد مألوف في قلب إسرائيل، وبدأت المؤسسات الرسمية تحصي القتلى والإصابات كتقرير يومي، إذ لم يعد الأمر متعلقًا بالحدود أو بالجبهات البعيدة، بل باتت كل أسرة إسرائيلية تقريبًا في مواجهة الحرب بشكل مباشر، سواء بخسارة أو بضرر، أو بخوف مقيم في كل زاوية من زوايا البيت.. ومع تصاعد الهجمات الصاروخية خلال الحرب مع إيران، وتضرر آلاف البيوت والممتلكات، أعلن صندوق التعويضات الإسرائيلي عن تلقيه أكثر من ثلاثين ألف مطالبة بالتعويض، منذ اندلاع الحرب مع إيران، في ظل اتساع رقعة الضرر الناجمة عن القصف الإيراني الذي طال العديد من المدن والمناطق.
قال موقع بلومبيرج، إن إسرائيل قدرت تكلفة الأضرار التي تكبدتها خلال حربها التي استمرت إثنتى عشر يومًا مع إيران، بعشرة مليارات شيكل، أي ما يعادل ثلاثة مليارات دولار.. وقد أظهرت الحسابات التي شاركتها وزارة المالية وهيئة الضرائب الإسرائيلية، مدى تمكن إيران من اختراق الدفاعات الإسرائيلية، خلال نحو أسبوعين من القصف الصاروخي، وقال المدير العام لهيئة الضرائب الإسرائيلية والمسئول عن دفع التعويضات، شاي أهارونوفيتش، للصحفيين، (هذا هو التحدي الأكبر الذي واجهناه، لم يكن مثل هذا القدر من الأضرار في تاريخ إسرائيل).. ولا تشمل هذه المبالغ تكلفة استبدال الأسلحة وأنظمة الدفاع التي استخدمت في الحملة، وهو ما قد يدفع الإجمالي للحرب إلى مستوى أعلى بكثير عند اكتمال التقييمات.. وأكد وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، إن تكلفة الحرب قد تصل إلى إثنتا عشر مليار دولار، بينما قدّر محافظ بنك إسرائيل، أمير يارون، الرقم بنحو نصف ذلك.. ولا شك أن هذا الرقم النهائي يُمثل تحديًا لاقتصاد يعاني بالفعل من ضغوط.
كانت الحرب بين إسرائيل وإيران أكثر تكلفة بكثير من الحرب مع حماس في غزة وحزب الله في لبنان لسببين رئيسيين: الأول، هو أن المجتمعات التي تعرضت للهجوم من قبل حماس وحزب الله كانت صغيرة وفي مناطق ريفية.. وعلى النقيض من ذلك، وجهت إيران صواريخ باليستية نحو مدن مكتظة بالسكان في وسط إسرائيل، وهي منطقة تبلغ مساحتها نحو ألف وستمائة كيلو متر مربع، تشمل المنطقة الكبرى لتل أبيب، يعيش حوالي 50% من سكان إسرائيل في هذه المناطق ذات الأحياء المكتظة أو المباني الشاهقة.. السبب الثاني، هو أن صواريخ إيران أقوى بكثير من تلك التي تملكها حماس وحزب الله، حيث تحمل بعضها ما لا يقل عن خمسمائة كيلو جرام من المتفجرات، وقنابل متشظية تنتشر عند الاصطدام.. وبالإضافة إلى الأحياء، تعرض معهد وايزمان للعلوم ـ أحد معاهد البحث الرئيسية في إسرائيل ـ وأكبر مصفاة نفط في البلاد في حيفا لأضرار جسيمة.. وتعرض موقع عسكري فيه مستشفى في جنوب إسرائيل لهجوم مباشر.
وكان أغرب ما ورد في هذا الصدد، هو ما كتبه وزير المالية الإسرائيلي، في تدوينة على منصة X، من أنه من مصلحة دول مثل المملكة العربية السعودية الانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم.. وأنه ينبغي أن تكون الر ياض هي من (تدفع) ثمن السلام مع إسرائيل، (لقد بذلنا بالفعل جهدًا شاقًا في مواجهة إيران وحماس، اللتين تهددانهما بقدر ما تهدداننا.. لهذا السبب من الغريب أن يقترح أي شخص أن نكون نحن من يقدم التنازلات، سواء بالتخلي عن الأرض، أو الموافقة على دولة فلسطينية إرهابية لمجرد الحصول على اتفاقيات سلام.. فكرة منح السعوديين دولة فلسطينية مقابل السلام، فكرة بعيدة كل البعد عن الواقع، ولا يمكن لأحد سوى اليسار الإسرائيلي أن يفكر فيها.. فإسرائيل قوة عالمية، ولسنا بحاجة إلى توسل السلام من أحد، الأمر في مصلحتهم أكثر بكثير من مصلحتنا.. إن لم يرغبوا في المضي قدمًا فلا بأس.. سنستمر في النمو والازدهار بدونهم، تمامًا كما فعلنا لمدة سبعة وسبعين عامًا).. وذكر سموتريتش، أنهم يتجهون نحو توسيع نطاق اتفاقيات إبراهام،وأنهم ملتزمون تمامًا بالقيام بذلك مع الرئيس ترامب، (إنه سلام مقابل سلام، مع إمكانات حقيقية لتحقيق النمو والازدهار في المنطقة والعالم.. إسرائيل هي اللاعب الأقوى في الشرق الأوسط)، مشيرًا إلى أن من يختار الوقوف معهم سيتمكن من الوصول إلى كل ما نقدمه من أمن، وفرص اقتصادية، وابتكار، وتكنولوجيا، وقيم، وغيرها.
●●●
كلام سموتريتش لم يُرح المسئولين في السعودية.. لذلك، كتب الأمير تركي الفيصل، السفير السعودي السابق في واشنطن ولندن، وكان المدير العام لوكالة الاستخبارات السعودية، قبل عدة أيام على موقع The National News، لو أنا في عالمٍ يسود فيه العدل، لرأينا قنابلَ التدمير التي تُطلقها قاذفات بي-2 الأمريكية، تُمطر ديمونا ومواقع إسرائيلية أخرى.. فإسرائيل، في نهاية المطاف، تمتلك قنابل نووية، خلافًا لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.. علاوة على ذلك، لم تنضم إسرائيل إلى تلك المعاهدة، وظلت خارج نطاق سلطة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولم يقم أحد بتفتيش المنشآت النووية الإسرائيلية.
إن من يبررون الهجوم الإسرائيلي الأحادي على إيران، بالإشارة إلى تصريحات القادة الإيرانيين الداعية إلى زوال إسرائيل، يتجاهلون تصريحات بنيامين نتنياهو، منذ توليه رئاسة الوزراء عام ١٩٩٦، الداعية إلى تدمير الحكومة الإيرانية.. لقد جلبت لهم تهديدات إيران الدمار.. ومن المتوقع أن يُبدي الغرب دعمًا منافقًا لهجوم إسرائيل على إيران.. ففي نهاية المطاف، لا يزال دعمهم للهجوم الإسرائيلي على فلسطين مستمرًا، وإن كانت بعض الدول قد تراجع دعمها مؤخرًا.
إن معاقبة الغرب لروسيا على غزوها أوكرانيا، تتناقض تناقضًا صارخًا مع ما يُسمح به لإسرائيل.. فالنظام الدولي القائم على القواعد، الذي طالما روّج له الغرب وأعلنه، في حالة من الفوضى.. ونحن في العالم العربي لسنا بمنأى عن ذلك.. إن موقفنا المبدئي من تلك الصراعات، مثالٌ ساطعٌ على ما ينبغي أن تفعله الدول وقادتها وشعوبها.. وما يثير الاستياء في قادة الغرب، هو استمرارهم في ترديد مقولات مبتذلة حول معتقداتهم المزعومة.. ولحسن الحظ، وخصوصًا فيما يتعلق بنضال الشعب الفلسطيني من أجل الاستقلال من الاحتلال الإسرائيلي، رفض عدد كبير من عامة الناس في الغرب مواقف قادتهم الزائفة.. ويواصل الناس من جميع الأديان والألوان والأعمار، إظهار دعمهم لاستقلال فلسطين؛ ومن هنا يأتي التحول المتزايد في مواقف قادتهم.. وهذا تطور محمود.
أعطى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الضوء الأخضر لجيش بلاده لقصف ثلاثة مواقع نووية في إيران.. وبعد أن فعل ذلك، صدَّق إغراءات نتنياهو وتزييفه للنجاحات في هجومه غير القانوني المستمر على إيران.. لقد عارض بشجاعة هجوم قيادته غير القانوني على العراق قبل أكثر من عقدين.. تذكروا قانون العواقب غير المقصودة.. لقد نجح في العراق وأفغانستان، وسينجح بالتأكيد في إيران.. لكن، لا يزال من الممكن العودة إلى الدبلوماسية.. على عكس غيره من القادة الغربيين، ينبغي على ترامب ألا يتبع معايير مزدوجة.. عليه أن يستمع إلى أصدقائه في السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي.. فعلى عكس نتنياهو، يسعون إلى السلام، مثل ترامب، لا إلى الحرب.
مع ذلك، لا أستطيع فعل شيء حيال ازدواجية المعايير، وسلوك نتنياهو الإبادي، وتاريخ إيران الحافل بالأنشطة الشنيعة، والخلافات الأخوية بين القادة الفلسطينيين، وجبن أوروبا، وتعهد ترامب بإحلال السلام في الشرق الأوسط، بينما يشن حربًا على إيران، وتهنئته لإيران على موافقتها على دعوته لوقف إطلاق النار.. وهناك أيضًا إطراؤه المفرط لنتنياهو.. ما سأفعله هو، أن أحذو حذو والدي الراحل، الملك فيصل، عندما نكث الرئيس الأمريكي آنذاك، هاري ترومان، بوعود سلفه فرانكلين روزفلت، وساهم في نشأة إسرائيل.. امتنع والدي عن زيارة الولايات المتحدة، حتى غادر ترومان منصبه.. وسأمتنع أنا عن زيارة الولايات المتحدة حتى يغادر ترامب منصبه.
حفظ الله مصر من كيد الكائدين.. آمين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بوابة الأهرام
منذ 3 ساعات
- بوابة الأهرام
تصاعد التحذيرات الأمريكية الأوروبية من استئناف إيران برنامجها النووى
كشف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أن إيران لم توافق على تفتيش مواقعها النووية أو التخلى عن تخصيب اليورانيوم، وأضاف على متن طائرة الرئاسة إنه يعتقد أن برنامج إيران النووى تعرض لانتكاسة دائمة، غير أن طهران ربما تستأنفه من موقع مختلف، وستكون هناك مشكلة إذا استأنفوه». وأشار ترامب إلى أنه سيناقش ملف إيران مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو عندما يزور البيت الأبيض غدا الاثنين، وأكد ترامب أنه لن يسمح لطهران باستئناف برنامجها النووى، وقال إن إيران لديها رغبة فى عقد اجتماع معه. وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أعلنت، أمس الأول، أنها سحبت آخر مفتشيها المتبقين فى إيران مع احتدام الأزمة بشأن عودتهم إلى المنشآت النووية التى قصفتها الولايات المتحدة وإسرائيل. وتتهم إيران الوكالة بتمهيد الطريق فعليا للهجمات عليها بإصدارها تقريرا فى 31 مايو الماضى، يندد بإجراءات تتخذها طهران، وهو ما أدى إلى قرار من مجلس محافظى الوكالة المؤلف من 35 دولة يعلن انتهاك إيران لالتزاماتها بمنع الانتشار النووى. وفى غضون ذلك، أفاد مسئولون أوروبيون بأن الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية أدت إلى تفاقم مزاج الغضب فى طهران، لافتين إلى أن القادة هناك باتوا أكثر تصميماً على امتلاك قنبلة نووية»، وأضاف ثلاثة مسئولين أوروبيين، أن هناك حاجة إلى اتفاق يحتوى البرنامج النووى الإيرانى، مؤكدين أن الضربات الأمريكية «أعطت طهران حافزاً جديداً لتطوير سلاح ذرى سراً، وفقاً لصحيفة «واشنطن بوست». وأشار المسئولون إلى أن الأوروبيين يضغطون لإجراء محادثات نووية مع إيران، لكنهم يعتقدون أن آمال التوصل إلى اتفاق «باتت ضئيلة»، كما لفتوا إلى أن التقييمات الأولية تشير إلى أن الضربات الأمريكية لم تلغِ برنامج طهران النووى. يأتى ذلك بينما يقر المسئولون الأوروبيون بصعوبة إقناع أى من الجانبين باستئناف المفاوضات، بشأن اتفاق نووى شامل، خاصة إذا كان يشمل دولاً أوروبية، وربما قوى عالمية أخرى. وقالوا إن حسابات طهران قد تتغير، بعدما شنت إسرائيل حملة عسكرية عرقلت المفاوضات التى بدأها الرئيس الأمريكى، بعد أن نأى بنفسه فى البداية عن الهجمات الإسرائيلية. كذلك ذكر أحد المسئولين الأوروبيين، وفقا للصحيفة، أنه بات مؤكداً أن معالم أية مفاوضات جديدة ستعتمد بشكل كبير على مقدار الضرر الذى لحق بالمواقع النووية الإيرانية والقدرات المتبقية، لافتاً إلى أن التوصل إلى قرارات حاسمة سيستغرق وقتاً على الأرجح. وأضاف أن التقييمات الأوروبية الأولية تشير إلى أن الضربات الأمريكية على منشآت التخصيب فى فوردو ونطنز ومجمع أصفهان النووى، تسببت فى «أضرار جسيمة» لكنها لم تمحُ البرنامج النووى الإيرانى.


الأسبوع
منذ 4 ساعات
- الأسبوع
لأول مرة.. المرشد الإيراني يظهر علنًا منذ بدء الحرب مع إسرائيل
المرشد الإيراني علي خامنئي محمود حجازي أكدت وسائل إعلام إيرانية، أن المرشد الإيراني علي خامنئي يحضر فعالية في أول ظهور علني له منذ أسابيع، حسبما ذكرت قناة «القاهرة الإخبارية». وأظهر مقطع مصور بثته وسائل إعلام رسمية إيرانية للمرشد الإيراني علي خامنئي وهو يحضر مناسبة دينية اليوم السبت، في أول ظهور علني له منذ بدء الحرب الجوية التي استمرت 12 يوما مع إسرائيل في 13 من يونيو والتي قتل فيها عدد من كبار القادة والعلماء النوويين. خامنئي يحضر فعالية في أول ظهور علني له منذ أسابيع — Annahar Al Arabi (@AnnaharAr) July 5, 2025 يذكر أنه بعد الحرب الأخيرة بين إيران وإسرائيل، سحبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية آخر مفتشيها من إيران، الأمر الذي يزيد من تعقيد الوضع بشأن الرقابة الدولية على البرنامج النووي الإيراني، ولازال القلق الأوروبي أيضا متصاعدا، حيث يواصل الأوروبيون محاولاتهم لإعادة طهران إلى طاولة المفاوضات، رغم ما وصفه مسؤولون أوروبيون لصحيفة واشنطن بوست بأن الضربات الأميركية منحت إيران دافعًا إضافيًا للمضي قدمًا سرًا في تطوير برنامجها النووي. وأكد التقرير أن الأوروبيين يسعون جاهدين للإبقاء على قنوات الاتصال مفتوحة مع إيران، رغم أن فرص الوصول إلى اتفاق باتت ضئيلة.


فيتو
منذ 5 ساعات
- فيتو
طارق فهمى: إيران وإسرائيل فى "استراحة محارب" وحجم الخلاف بينهما كبير
أكد الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أنه من المبكر القول بأن الحرب بين إيران وإسرائيل انتهت، لافتا إلى أننا نبدأ مرحلة جديدة من المواجهات ربما تكون عنوانها "استراحة محارب"، مشيرا إلى أن حجم القضايا محل الخلاف بين الطرفين كبيرة وعديدة. الحرب بين إيران وإسرائيل وأضاف استاذ العلوم السياسية، أن حجم القضايا بين الطرفين ترتبط بمستقبل ومسار البرنامج النووى الإيراني والبرنامج الصاروخى أيضا موضحا إلى أنه حتى الأن حدث تجاذب وان هناك تشكيك فى الضربة ورد بعدها الرئيس الأمريكي ترامب لكن هذا الأمر سيعلن بعد قليل. وتابع طارق فهمى، أن هناك مؤسسات فى أمريكا منها الكونجرس الامريكى وسيحضر الرئيس هناك ووزير دفاعه وسيتم سؤاله عن هذا الأمر فقد يكون هناك تجاذب هناك ربما يغير فى التعامل مع الملف الايرانى من قبل أمريكا. وأشار استاذ العلوم السياسية، إلى أن هناك مفاوضات ستجرى خلال الأيام المقبلة حول موضوع تخصيب اليورانيوم، مشيرا إلى أن هناك تفاصيل عديدة بالتالى سيكون هناك مشكلة متعلقة بالجانب الإيرانى. وأضاف فهمى أن المماطلة والتسويف فى الوقت استراتيجية إيرانية الجميع يعلمها موضحا أن أخطر أمر هو تهديد إيران بعد أن يكون قد تم الاستقرار الداخلى داخل إيران سيكون هناك بعض الحلول وهى ان ينسحبوا من معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية وأما أن يرفضوا التعامل مع الوكالة الدولية وهذا الرفض سيطرح كثير من الأمور المتعلقة بإدارة المشهد بالتالى ما زلنا فى المرحلة الأولى. العمليات العسكرية بين إسرائيل وإيران وأوضح فهمى: السؤال هنا، هل من الممكن أن تستأنف العمليات العسكرية بين إسرائيل وإيران؟، فهو أمر وارد،لافتا إلى أن أمريكا لن تنخرط فى عمل عسكرى كبير وقامت بالضربات الرمزية التى ضربت المفاعلات فى إيران، لكن لا نعلم ما الذى حدث هناك. وتابع، أمريكا ستترك إسرائيل لانه سيكون هناك مسارين للتعامل من إسرائيل مسار يقوده نتنياهو باستكمال النصر وهو تحدث عن مصير تاريخى ولكن إذا توتر الوضع الداخلى وتعالت نبرة أن ما تحقق كان ليس كثير وان ترامب خدع الجمهور الأمريكي والاسرائيلى من الممكن أن نتنياهو يقفز على موضوع المحاكمة إلى استكمال العمل العسكرى تجاه إيران. وأوضح طارق فهمى، أن الايرانين سيشتروا الوقت لاستتيعاب ما جرى وأيضا الايرانين لهم حسابات أخرى وموضوع شراء الوقت للوصول إلى العتبة النووية أو أن يقوموا بالخيار الأخير وهو عملية تفجير للتأكيد على امتلاكهم النووى وبالتالى يحسم الأمر ويتوقف وهى عملية تجربة نووية. وأكد استاذ العلوم السياسية، أن هناك قواعد فى التعامل مع النووى مثلما حدث مع الكوريين، موضحا أن المشهد لا يزال فى مراحله الأولى ولا يزال هناك سيناريوهات ومشاهد متعدده ونشوة الانتصار لدى الطرفين سيتم مراجعتها داخل أمريكا وداخل إسرائيل. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.