د. بزبز – يكتب … 'بَصمة 2025″… حين يوقّع شبابُ الأردن صيفَهم بحروف الانتماء والمسؤولية
سفير جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي
في وطنٍ لا تَغفو فيه العزائم، ولا تعرفُ هممُ شبابهِ التراخي، تنبعث من كلِّ زاويةٍ فيهِ مبادراتٌ تشهد أن الوطن ما زال يزرعُ في قلوب أبنائهِ النُّبل والانتماء. ومن بين تلك المبادرات المتفرِّدة، يشرق البرنامج الوطنيّ الصيفيّ 'بَصْمَة'، الذي أطلقته وزارةُ التربيةِ والتعليم الأردنيّة، كخُطوةٍ رائدةٍ تستهدفُ بناءَ الإنسان قبل البُنيان، وتشكيلَ الوعي قبل الشهادات.
'بصمة'… الاسمُ ليسَ شعارًا، بل هو رسالةٌ متكاملة، تترجمُ الإيمانَ العميق بأنّ كلَّ شابٍّ أردنيٍّ قادرٌ على أن يتركَ بصمتَه على وجهِ الوطن، وأن يُعيدَ تشكيلَ ملامحِ المستقبل بقيمٍ من العطاءِ، والانتماءِ، والولاءِ، والمواطنة الصالحة.
يأتي هذا البرنامج ضمنَ إطارٍ وطنيٍّ شموليٍّ يعكسُ رؤيةَ جلالةِ الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظّم – حفظهُ الله – في تمكينِ الشباب، وتفعيلِ دورهم القياديّ، وتوجيه طاقتهم نحو ميادينَ الإنتاج والبناء. فما بين ورشاتِ العملِ، والمشاريعِ التطوعية، والأنشطةِ التثقيفية، والتدريباتِ المهارية، ينخرطُ الطلبةُ في تجربةٍ نوعيّة، تتجاوزُ حدودَ العطلة الصيفية، لتغدو مدرسةً حيّةً للقيادة، والإبداع، والعمل الجماعي.
ليست 'بصمة' برنامجًا تقليديًا، بل هي روايةُ شبابٍ يصنعونَ الفرق. فها هي الفرق الطلابية تتوزّعُ في المدارس والمجتمعات المحليّة، تحملُ فكرًا ناضجًا وسواعدَ متحمسة، تغرسُ شجرةً، ترمّمُ حائطًا، تنشرُ التوعية، تُبدعُ في مجالاتٍ عدّة: من الفنونِ إلى البرمجة، ومن الزراعة إلى الريادة.
ولعلّ أجمل ما في هذه المبادرة أنّها تُخرِجُ الطالب من محيطِ الكتابِ والمقعدِ، لتضعَه في قلبِ الحياةِ، فيمارسُ المسؤوليةَ، ويتذوّقُ لذّةَ العطاء، ويُدركُ أنّ الوطنَ ليسَ أرضًا فقط، بل هوُ فعلٌ يوميٌّ من الحبِّ والبذلِ والإخلاص.
ومن هنا، فإنّ 'بصمة' لا تُعطي وقتًا مفيدًا للشباب فحسب، بل تَبني فيهم القيم التي تُشكّل لبِنات الدولة المدنيّة الحديثة: الاحترام، والمبادرة، والعمل التطوعيّ، والتسامح، والانضباط، والانتماء الحقيقيّ.
وها هو الصيف الأردنيّ، على غير العادة، يتحوّلُ إلى موسمٍ للحركة لا للسكون، وإلى زمنٍ يُستثمرُ فيه الوعيُ بدل أن يُهدر، إذ تُضاء المدارسُ من جديدٍ، وتنبضُ الساحاتُ بالحياةِ والفرحِ والمغزى.
وبين كلّ نشاطٍ وآخر، وبين كلّ كلمةٍ ملهمةٍ يسمعها الطالب من مشرفٍ أو قائد، تنمو في داخلهِ 'بَصمةٌ' خفيّةٌ… لا تُرى، ولكنها تُغيّر. بصمةٌ ترسُمُ على جبينهِ ملامحَ المواطنِ المسؤول، وتصنعُ من لحظاتِ الصيف نواةَ مستقبلٍ أكثر وعيًا وجمالًا.
شكرًا لوزارة التربية والتعليم التي لا تكتفي بنقلِ المعرفةِ داخل الغرف الصفية، بل تصرُّ على صناعة الإنسان في كلِّ زاويةٍ من الوطن.
شكرًا لكل قائدٍ تربويٍّ، ومشرفٍ ميدانيٍّ، ومعلمٍ مشاركٍ في هذا المشروع. أنتم من تزرعون اليوم، وتحصدونَ غدًا وطنًا أكثر إشراقًا.
وفي الختام… 'بصمة' ليست فعاليةً صيفيّة، بل مشروعُ حياة، تتشكّل فيه الهوية الوطنيّة، وتُسقى فيه جذورُ الانتماء، لينمو الوطنُ في قلوب شبابهِ كما تنمو الأشجارُ في ترابِهِ.
جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة
سرايا الإخبارية
منذ 2 ساعات
- سرايا الإخبارية
ماذا كتبت منة شلبي قبل وفاة والدتها بساعات؟
سرايا - في يوم واحد غلب عليه الحزن، أعلنت منة شلبي وفاة والدتها الفنانة زيزي مصطفى مساء الخميس 17 يوليو/ تموز 2025، بعد ساعات فقط من وفاة لوالدة صديقتها هند صبري. توفيت الفنانة زيزي مصطفى، والدة الفنانة منة شلبي، مساء الخميس 17 يوليو/ تموز 2025، حسب ما أعلنه الفنان جمال عبد الناصر عبر منشور مقتضب نشره على حسابه الشخصي بأحد مواقع التواصل الاجتماعي. ولم يتضمن الإعلان أي تفاصيل إضافية حول ملابسات الوفاة أو موعد تشييع الجنازة، إلا أن الخبر سرعان ما انتشر ولاقى تفاعلًا واسعًا في الوسط الفني. المفارقة أن وفاة زيزي مصطفى جاءت بعد ساعات قليلة فقط من قيام منة شلبي بنعي السيدة داليندا كالي، والدة الفنانة هند صبري، التي وافتها المنية صباح اليوم ذاته. ونشرت منة عبر خاصية "الستوري" في حسابها الرسمي على موقع "إنستغرام" رسالة نعي عبّرت من خلالها عن مشاعرها تجاه الراحلة بكلمات بدت قريبة من القلب. وجاء في نص ما كتبته: "أنعي بقلب حزين ومؤمن بقضاء الله تعالى، والدة حبيبتي وصديقتي وزميلتي وحبيبة قلبي، السيدة الجميلة الاستثنائية، عشرة العمر وأحلى ست، السيدة داليندا، والدة هند صبري، أسأل الله رب العرش العظيم أن يتغمدها برحمته، ويدخلها الجنة دون حساب أو سابق عذاب، ويجعل مرضها في ميزان حسناتها، ويوهبها الفردوس الأعلى، ويصبر هند يارب، إنا لله وإنا إليه راجعون، أسألكم الفاتحة". يُعرف عن منة شلبي وهند صبري أن علاقة صداقة قوية تجمع بينهما منذ سنوات طويلة، حيث شاركتا في أعمال مشتركة وحرصتا على إبقاء علاقتهما قائمة على الود والدعم المتبادل، سواء داخل الوسط الفني أو خارجه. أضفت وفاة والدة منة شلبي مساء اليوم مزيدًا من الحزن على أجواء هذا اليوم، وبدأ الفنانون ومحبّو الراحلتين في تقديم التعازي من خلال وسائل التواصل المختلفة، في انتظار الإعلان الرسمي عن موعد الجنازة ومكان العزاء خلال الساعات المقبلة.
جو 24
منذ 6 ساعات
- جو 24
وفاة مطرب مصري خلال خضوعه لجراحة... والتفاصيل مؤلمة
جو 24 : رحل عن عالمنا، مساء أمس (الأربعاء) المطرب ضياء عز الدين، أثناء خضوعه لجراحة قسطرة قلبية داخل معهد القلب. وكشف أحد أصدقاء ضياء عز الدين المقرّبين سبب الوفاة إذ قال عبر حسابه الرسمي في "فيسبوك": "وفاة أخي وصديقي الخلوق الفنان المطرب ضياء عز الدين في معهد القلب أثناء عمل قسطرة على القلب لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، البقاء لله إنا لله وإنا إليه راجعون، مش عارف أقول إيه والله العظيم كان نعم الأخ والصديق والصاحب الخلوق طبعاً مش هقول غير ربنا يحسن خاتمتنا جميعاً يا رب العالمين لا إله إلا أنت ربي سبحانك إني كنت من الظالمين". يُذكر أن الفترة الأخيرة شهدت وفاة عدد من المطربين الشعبيين لأسباب مختلفة، أبرزهم المطرب الشعبي أحمد عامر، الذي توفي إثر أزمة قلبية حادة. وأعلن حينها المطرب الشعبي رضا البحراوي وفاة عامر، وكتب عبر صفحته الرسمية في "فيسبوك" قائلًا: "إنا لله وإنا إليه راجعون... أخويا أحمد عامر في ذمّة الله". كما توفي المطرب محمد عواد منذ أيام قليلة، حيث أعلن صديقه المطرب أحمد الباشا خبر وفاته، وكتب من خلال حسابه الخاص في "إنستغرام": "لا حول ولا قوة إلا بالله، إنا لله وإنا إليه راجعون، الأخ والزميل محمد عواد في ذمّة الله... الله يرحمك ويغفر لك ويسكنك فسيح جناته يا رب، فضلاً وليس أمراً نسألكم الدعاء". تابعو الأردن 24 على
جو 24
منذ 7 ساعات
- جو 24
رسائل مؤثرة ودعوات للسلام.. نجوم الفن يعبّرون عن تضامنهم مع السويداء
جو 24 : أثار تصاعد التوتر الأمني في محافظة السويداء جنوب سوريا، موجة تفاعل من نجوم الفن السوريين، الذين عبّروا عبر حساباتهم على منصات التواصل الاجتماعي عن حزنهم العميق وقلقهم على الوطن وتضامنهم مع أهالي المدينة، وسط دعوات متزايدة لوقف التصعيد وحقن الدماء. ومن هؤلاء الفنانين سلاف فواخرجي إذ شاركت عبر "ستوري" شاركته على حسابها في "إنستغرام" صورة بخلفية سوداء، وكتبت عليها عبارة "الله يحمي سوريا وأهلها، متل ما كانت ورح تبقى عزيزة". والفنان مكسيم خليل أيضاً شارك "ستوري" عبر حسابه على "إنستغرام" وأعرب عن قلقه إزاء الوضع الراهن في سويداء السورية وعلق عليها :"حين يعلو صوت الرصاص، كيف لصوت العقل أن يُسمع؟ ومن لم يكفه التاريخ ليتعلم، فلن تكفيه 14 سنة دموية"، داعياً إلى التمهل والتفكر. وأضاف:"إن لم نصنع المحبة الصادقة، فلن نصنع وطناً لكل السوريين، السوريون بحاجة لإعادة بناء الثقة، وهي عملية متبادلة تبدأ حين نضع أنفسنا مكان الآخر ونتفهم مخاوفه ونتحاور بعقلانية". واختتم خليل معبراً عن تعاطفه مع السورين عموماً ومع أبناء محافظة السويداء خصوصاً، قائلاً:"قلبي مع أهلنا في السويداء، ومع كل سوري في كل بقعة من سوريا.. افسحوا المجال للغة العقل والحكمة، فهي الحل المستدام". وعلى غرارهما الفنان السوري محمود نصر، إذ اكتفى بمشاركة دعاء لسويداء عبر خاصية "الستوري" على إنستغرام وقال :"اللهم إني استودعتك السويداء وأهلها". وعبّرت الفنانة شكران مرتجى عن حزنها الشديد إزاء الأحداث المتسارعة، حيث نشرت عبر حسابها صورة كتب عليها "السويداء"، وأرفقتها برموز تعبّر عن القلق والانكسار والسلام، ثم علّقت برسالة موجزة ولكن مؤثرة جاء فيها: "ادعوا لسوريا وأهلها.. أمانة"، وجاء منشورها تزامناً مع الأنباء عن سقوط قذائف قرب وزارة الدفاع في دمشق. من جهتها، شاركت كندة علوش منشوراً تضمن اقتباساً للكاتبة هنادي زحلوط جاء فيه: من يتضامن فقط وفقاً لهوية الضحية وهوية القاتل، لا يُعوّل عليهن فإما أن تكون ضد المجزرة أياً كانت الضحية وأياً كان القاتل، وإما فأنت بلا ضمير.. والضمائر الحيّة وحدها تبني الأوطان". تابعو الأردن 24 على
