
هل ورد يوم عاشوراء في القرآن الكريم؟
ويصادف اليوم الذي نجّى الله فيه موسى من فرعون وصيامه مستحب عند أهل السنة والجماعة كما وقعت العديد من الأحداث التاريخية الأخرى في عاشوراء.
هل ورد يوم عاشوراء وأحداثه في القرآن الكريم
يوم عاشوراء في السنة النبوية:
وردت أحاديث عديدة في شأن يوم عاشوراء وفضله، وفي الحث على صيامه، وبيان ثواب الصوم فيه، فمن ذلك: في الصحيحين عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قَدِمَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- الْمَدِينَةَ، فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: مَا هَذَا، قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمُ نَجَّى اللهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى. قَالَ: (فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ) فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ.
وفي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ يَوْمًا تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ، وَتَتَّخِذُهُ عِيدًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: (صُومُوهُ أَنْتُمْ).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: حِينَ صَامَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: (فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ -إِنْ شَاءَ اللهُ- صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ)، قَالَ: فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-. (رواه مسلم). وفي لفظ: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ، لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ) يعني مع عاشوراء. (رواه مسلم).
وفي الصحيحين عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كَانَتْ قُرَيْشٌ تَصُومُ عَاشُورَاءَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَصُومُهُ فَلَمَّا هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ، صَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ، فَلَمَّا فُرِضَ شَهْرُ رَمَضَانَ، قَالَ: (مَنْ شَاءَ صَامَهُ، وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ). ومعلوم أن فرض صيام رمضان كان في السنة الثانية من الهجرة، وأن قدومه -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة كان في ربيع الأول من السنة الأولى للهجرة.
وفي الصحيحين عن معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (هَذَا يَوْمُ عَاشُورَاءَ، وَلَمْ يُكْتَبْ عَلَيْكُمْ صِيَامُهُ، وَأَنَا صَائِمٌ، فَمَنْ شَاءَ فَلْيَصُمْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيُفْطِرْ). ومعلوم أن إسلام معاوية رضي الله عنه كان متأخرًا.
وعن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ) (رواه مسلم).
يوم عاشوراء في القرآن الكريم
برغم أنه لم يرد في القرآن الكريم ذكر يوم عاشوراء لفظا إلا أن هذا الحدث في عدة آيات في القرآن الكريم، وهو من أعظم المعجزات التي وقعت لنبي الله موسى وأمته.
وقد تناول القرآن الكريم قصة نجاة نبي الله موسي وقومه بالتفصيل في سور البقرة والأعراف والإسراء وطه والشعراء والقصص.
ووردت قصة يوم عاشوراء في القرآن بعدة آيات قرآنية ومنها:
في سورة البقرة، شق البحر قوله تعالى:" وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ." ( 50)
وفي سورة الأعراف وردت قصة يوم عاشوراء في القرآن في قوله تعالى:"فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (136) وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ." (137)
كما وردت أيضًا قصة يوم عاشوراء في القرآن بسورة القصص بقوله تعالى:" وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ (39) فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (40) وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ (41) وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ." (42)
وقد أشار القرآن الكريم إلى الأحداث التي وقعت في هذا اليوم في العديد من آياته،قال ابن كثير في قوله -تعالى-: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) (إبراهيم:5): "( وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ) أي: بأياديه ونعمه عليهم في إخراجه إياهم من أسر فرعون وقهره، وظلمه وغشمه، وإنجائه إياهم من عدوهم، وفلقه البحر، وتظليله إياهم الغمام، وإنزاله عليهم المن والسلوى، إلى غير ذلك من النعم. قال ذلك مجاهد وقتادة وغير واحد".
وقال ابن كثير: "وقوله: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ) أي: إن فيما صنعنا بأوليائنا بني إسرائيل حين أنقذناهم من يد فرعون وأنجيناهم مما كانوا فيه من العذاب المهين لعبرة (لِكُلِّ صَبَّارٍ) أي: في الضراء، (شَكُورٍ) أي: في السراء. كما قال قتادة: نعم العبد عبد إذا ابتلي صبر، وإذا أعطي شكر. وكذا جاء في الصحيح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ) (رواه مسلم).
وفي تذكير بني إسرائيل بنعمة إنجاء الله -تعالى- لهم وإغراق فرعون وملئه، قال -تعالى-: (وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ. وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ) (البقرة: 49، 50).
وقال -تعالى-: (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ) (إبراهيم: 6).
هل ورد يوم عاشوراء وأحداثه في القرآن الكريم
فضل وأجر صيام عاشوراء؟
صوم عاشوراء وهو اليوم العاشر من محرم من الأمور المستحبة عند أكثر أهل العلم، ويستحب صيامه، وقد وردت أحاديث كثيرة في فضل صيام عاشوراء منها:
سُئِلَ عبدالله بن عباس رَضِي الله عَنْهُمَا عَن فضل صيام عاشوراء فَقَالَ: 'مَا علمت أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صَامَ يَوْمًا يطْلب فَضله على الْأَيَّام إِلَّا هَذَا الْيَوْم، وَلَا شهرا إِلَّا هَذَا الشَّهْر' رواه البخاري ومسلم.
١. عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان يوم عاشوراء يومًا تصومه قريش في الجاهلية وكان رسول الله ﷺ يصومه فلما قدم المدينة صامه وأمر الناس بصيامه فلما فرض رمضان قال: من شاء صامه ومن شاء تركه) رواه البخاري ومسلم.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بوابة الفجر
منذ 27 دقائق
- بوابة الفجر
الصفحة الرسمية لوزارة الأوقاف تحيي ذكرى ميلاد الشيخ راغب غلوش رحمه الله
تحيي الصفحة الرسمية لوزارة الأوقاف اليوم ذكرى ميلاد القارئ الكبير الشيخ راغب مصطفى غلوش –رحمه الله– الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى في الرابع من فبراير عام 2016م، عن عمر ناهز 77 عامًا، بعد مسيرة حافلة في خدمة كتاب الله –عز وجل–، جمع فيها بين الأداء المؤثر، والحضور الدولي، والتفاني في تلاوة القرآن الكريم وتعليمه. وُلد الشيخ راغب مصطفى غلوش في 5 يوليو عام 1938م بقرية برما التابعة لمركز طنطا بمحافظة الغربية، ونشأ في بيئة قرآنية عريقة، حيث أتمَّ حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، ثم انتقل إلى مدينة طنطا ليتلقى علوم التلاوة والتجويد على يد كبار المشايخ، وكان من أبرزهم الشيخ عبد الغني الشرقاوي. تمكّن الشيخ غلوش –بفضل موهبته المتميزة وصوته الخاشع– من أن يُبهر جمهور المستمعين، فانضم للإذاعة المصرية في مطلع الستينات، وهو في أوائل العشرينات من عمره، ليصبح من أصغر قراء عصره الذين سطعت أسماؤهم على الساحة القرآنية. مثّل الشيخ راغب غلوش مصر في العديد من المحافل والبعثات القرآنية الرسمية، وصدح بصوته في أرجاء العالم الإسلامي، فزار العديد من الدول العربية والإسلامية، حاملًا رسالة القرآن الكريم، ومجسدًا صورة القارئ المصري الذي يجمع بين الإتقان والروح. تميّز الشيخ –رحمه الله– بصوت مهيب ذي طابع خاشع، عُرف بصدق النغمة وعمق الإحساس، وكان أداؤه لنغمة الصبا مؤثرًا لدرجة استثنائية، فلقبه بعض محبيه بـ "قلب التلاوة النابض"، لما لقراءاته من أثر لا يُنسى في نفوس المستمعين. وإننا في وزارة الأوقاف، إذ نُحيي هذه الذكرى المباركة، لنتضرع إلى الله –عز وجل– أن يتغمد الشيخ راغب مصطفى غلوش بواسع رحمته، وأن يجعل تلاوته نورًا له في قبره، وأن يثيبه على ما قدّم من جهد في خدمة كتاب الله، وأن يُلهم أبناءنا وبناتنا التأسي بنموذج هذا القارئ الجليل في الإخلاص، وحُسن الأداء، والتمسك بالقرآن الكريم سلوكًا ومنهجًا. رحم الله الشيخ راغب مصطفى غلوش، وجزاه عن القرآن وأهله خير الجزاء.


الدستور
منذ 28 دقائق
- الدستور
رمضان عبدالمعز: يوم عاشوراء فيه تذكير بقدرة الله على النجاة والنصر
قال الداعية الإسلامي الشيخ رمضان عبدالمعز، إن في يوم عاشوراء لمحتين، الأولى أن الله هو وحده من ينجي، ويستر، ويرزق، ويوفق، وهو مالك كل شيء، مستشهدًا بعدة آيات منها: "قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَٰذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ"، وقوله تعالى في سورة الأنعام: 'قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ…. قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ". وأضاف عبدالمعز، خلال حلقة برنامج 'لعلهم يفقهون'، والمذاع عبر فضائية dmc أن في ذكرى يوم عاشوراء تذكيرًا بقدرة الله على النجاة والنصر، إذ نجى الله بني إسرائيل، وأمر نبيه موسى أن يضرب بعصاه البحر، فانفلق البحر الأحمر، وصار كل فرق كالطود العظيم، أي مثل الجبل الشامخ، مؤكدًا: "الماء سائل، لكنه وقف كالجبل بأمر الله سبحانه وتعالى". الله لا يغلق بابه دون حاجة الناس وتابع، أن يوم عاشوراء فيه فرصة لتذكر قول الله تعالى: "وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ"، و"قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُم"، و"وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا عِندَنَا خَزَائِنُهُ"، مؤكدًا أن الله لا يغلق بابه دون حاجة الناس، وأن المطلوب هو حسن الالتجاء والتضرع، مستشهدًا بقوله تعالى: "إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا".


الدستور
منذ 31 دقائق
- الدستور
هل يكفر صيام يوم عاشوراء الذنوب كلها؟.. رمضان عبدالمعز يوضح
قال الداعية الإسلامي الشيخ رمضان عبدالمعز إن حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم بشأن فضل صيام يوم عاشوراء يحمل معاني عظيمة، مشيرًا إلى قوله عليه الصلاة والسلام: "احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله"، موضحًا أن النبي لم يقيد هذا التكفير بالصغائر أو الكبائر، بل عبر عن رجاء مطلق في رحمة الله تعالى. وأضاف عبدالمعز، خلال حلقة برنامج 'لعلهم يفقهون'، والمذاع عبر فضائية dmc، أن البعض يحاول وضع لمسته الخاصة بالتفريق بين الصغائر والكبائر في التكفير، متسائلًا: "لماذا نضيق واسعًا؟ لماذا نقول إن الله لا يغفر الكبائر بيوم؟"، مؤكدًا أن الله قال في سورة الزمر: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"، متسائلًا: "هل أغلق باب المغفرة؟". وأشار إلى أن الحديث الصحيح في صحيح مسلم بين أن صيام يوم عاشوراء يكفر السنة التي قبله، وليس فيه تفصيل أو استثناء، وأنه لا ينبغي التشكيك في هذا الفضل العظيم، موضحًا أن لحظة ندم واحدة، ودعوة صادقة، أو بكاء من خشية الله، كافية لتنال المغفرة، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "الندم توبة"، وقوله: "رجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه، فيكون من الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله". لحظة إخلاص تكفي لأن تشمل الإنسان رحمة الله الواسعة وأوضح أن لحظة إخلاص، أو دقيقتان من البكاء من خشية الله، تكفي لأن تشمل الإنسان رحمة الله الواسعة، متسائلًا: "لماذا نزن رحمة الله بموازيننا الضيقة؟"، مؤكدًا أن الله يغفر الذنوب جميعًا كما ورد في القرآن الكريم، وأن هذا ليس تجرؤًا على الله، بل هو ما علمه الله لعباده في كتابه.