مات ساجدًا في بيتٍ بناه لوجه الله.. قصة أبو بكر قطقوطي الذي ودّع الحياة ببني سويف
هذا ليس مشهدًا من عمل درامي ولا قصة متخيلة، بل حقيقة حدثت في قرية "أبو خلاد" التابعة لمركز ناصر شمال محافظة بني سويف، وكان بطلها الحاج أبو بكر سيد قطقوطي.
رجل بسيط، لم يكن مشهورًا إلا بين أهله وجيرانه، لكنه كان غنيًا في القلوب، بحسن أخلاقه ومواقفه النبيلة.
عُرف بين أبناء قريته بوجهه البشوش ولسانه الطيب، ولم يبخل يومًا بخدمة أحد أو بمساعدة محتاج. لكن أعظم ما قدّمه قبل رحيله، كان تبرعه بقطعة أرض من ماله الخاص لبناء مسجد يخدم أهالي قريته.
وما أعظمها من نهاية.. أن يُقبض روحك وأنت ساجد في بيت من بيوت الله، بل في المسجد الذي شاركت في بنائه. كانت صلاة المغرب هي اللقاء الأخير، حين سجد الحاج أبو بكر ولم يرفع رأسه بعدها. لحظة أبكت كل من حضرها، وتركت أثرًا لن يُمحى من قلوب أهل قريته.
في اليوم التالي، خرجت القرية عن بكرة أبيها في مشهد وداع مهيب، حيث شارك المئات من الرجال والنساء في تشييع جثمانه، وسط دموع الفقد ودعوات الرحمة. ولم تكن الجنازة مجرد طقس وداع، بل كانت شهادة حب ووفاء لرجل عاش كريمًا ومات طاهرًا.
رحل أبو بكر قطقوطي، لكنه ترك وراءه مسجدًا وعطرًا من الذكرى الطيبة، وسيرة يُقال فيها: هنا مرّ رجل من أهل الجنة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فيتو
منذ 42 دقائق
- فيتو
أخبر الله المؤمنين أنَّ الدنيا دار بلاء، ما معنى الابتلاء بالغنى والفقر وبيان الأفضلية بينهما؟ الإفتاء تُجيب
ورد سؤال إلى دار الإفتاء يقول فيه صاحبه: 'أيهما أفضل عند الله تعالى الغِنى أم الفقر؟ حيث دارَ حوارٌ بيني وبين أحد أصدقائي حول المفاضلة الأخروية بين الغنى والفقر، فكان ممَّا احتجَّ به قول النبي عليه السلام: «يدخل الفقراء الجنَّة قبل الأغنياء بخمسمائة عام نصف يوم»، معقِّبًا بأنَّ هذا النصَّ النبوي خير دليلٍ في مدح الفقر وأهله، فوقع في نفسي حينئذٍ أنَّ هذا الحديث قد يحمل بعض الناس على التكاسل وترك العمل والركون إلى الفقر لتحصيل ذاك الثواب، مع أنِّي أعلم تمام العلم أنَّ الشريعة الغراء تدعو دائمًا إلى العمل وتحثُّ على الإنتاج وتحذِّر من التكاسل؛ فما قولكم في ذلك؟'، وجاء رد الدار على هذا السؤال كالتالي: مفهوم الفقر والغنى أوضحت دار الإفتاء أن في اللغة: ضد الغنى والجمع فقراء، والأنثى فقيرة من نسوة فقائر، والفقر: الحاجة، وفعله الافتقار. ينظر: "لسان العرب" لابن منظور (5/ 60، ط. دار صادر)، و"معجم مقاييس اللغة" لابن فارس (4/ 443، ط. دار الفكر). وفي اصطلاح الفقهاء: الفقير هو الذي لا مال له، ولا كسب يقع موقعًا من حاجته. ينظر: "روضة الطالبين" للنووي (2/ 308، ط. المكتب الإسلامي)، و"أنوار التنزيل وأسرار التأويل" للبيضاوي (3/ 85، ط. دار إحياء التراث العربي). والغنى في اللغة: ضد الفقر، يقال: غني يغنى غنى، والغناء بفتح الغين مع المد: الكفاية. ينظر: "معجم مقاييس اللغة" لابن فارس (4/ 397)، و"لسان العرب" لابن منظور (15/ 136). والغنيُّ في اصطلاح الفقهاء: هو من يملك نصابًا من النقدين، أو ما قيمته نصاب، فاضلًا عن حوائجه الأصلية من أمور حياته الأساسية، وحياة من تلزمه نفقته. ينظر: "الجوهرة النيرة" للزبيدي (1/ 129، ط. المطبعة الخيرية). وممَّا هو مقرَّر شرعًا أنَّ الفقر وحده لا يكون مدعاةً إلى الفضل ولا الدُّونيَّة، كما أنَّ الغنى وحده لا يستلزم الدُّونيَّة ولا الفضل، فربَّ فقيرٍ شاكٍ متذمِّر لم يخالط قلبه الرضا، وربَّ غني شاكرٍ متصدِّق، فتسمو منزلة الغني وتسفُل مرتبة الفقير، فمدار التفاضل عند الله يوم القيامة إنَّما يكون بالتقوى والعمل الصالح، كما قال تعالى: ﴿وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ﴾ [الزخرف: 35]. الابتلاء بالفقر والغنى، فيتو حث الإسلام على العمل وأكدت دار الإفتاء قد حثَّ الشرع الشريف على العمل ورغَّب فيه ودعا إليه؛ أخذًا بأسباب الحياة وجودتها، مع الاعتناء بإتقانه واتخاذ الأسباب من أجل تحصيل منافعه؛ فقال الله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾ [الملك: 15]. والسنة النبوية المطهرة حافلة بالأحاديث الشريفة التي تحثُّ المؤمنين على العمل وتُرغِّب فيه؛ منها: ما رواه المقدام رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ، خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ، وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ» أخرجه البخاري. وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم: «اطْلُبُوا الرِّزْقَ فِي خَبَايَا الْأَرْضِ» أخرجه أبو يعلى في "مسنده". وجعل النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، طلب التماس أسباب الرزق فريضة؛ فروي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنَّ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «طَلَبُ الْكَسْبِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ» أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان". قال العلامة ابن مودود الموصلي في "الاختيار" (4/ 170، ط. مطبعة الحلبي): [طلب الكسب فريضة كما أنَّ طلب العلم فريضة.. ولأنَّه لا يتوسل إلى إقامة الفرض إلَّا به فكان فرضًا؛ لأنَّه لا يتمكن من أداء العبادات إلا بقوة بدنه، وقوة بدنه بالقوت عادة وخلقة.. والرسل عليهم الصلاة والسلام كانوا يكتسبون؛ فآدم زرع الحنطة وسقاها وحصدها وداسها وطحنها وعجنها وخبزها وأكلها؛ ونوح كان نَّجارًا، وإبراهيم كان بزَّازًا، وداود كان يصنع الدروع، وسليمان كان يصنع المكاتل من الخوص، وزكريَّا كان نجَّارًا، ونبينا رعى الغنم، وكانوا يأكلون من كسبهم، وكان الصديق رضي الله عنه بزَّازًا، وعمر يعمل في الأديم، وعثمان كان تاجرًا يجلب الطعام فيبيعه، وعلي كان يكتسب فقد صحَّ أنَّه كان يؤاجر نفسه] اهـ. استعاذة النبي عليه الصلاة والسلام من فتنة الفقر والغنى وقالت دار الإفتاء، قد كان نبينا صلى الله عليه وآله وسلم يستعيذ بالله من فِتنة الفقر بالاحتياج إلى الخلق، ومن فتنة الغنى بالغفلة عن المُنعِم؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله سلم كان يقول: «اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ والْقِلَّةِ وَالذِّلَّةِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ» أخرجه أحمد في "مسنده". وعن أم المؤمنين السيدة عائشة، رضي الله عنها، أن النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، كان يقول: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الكَسَلِ وَالهَرَمِ، وَالمَأْثَمِ وَالمَغْرَمِ، وَمِنْ فِتْنَةِ القَبْرِ، وَعَذَابِ القَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ النَّارِ وَعَذَابِ النَّارِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الغِنَى، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الفَقْرِ» أخرجه البخاري؛ قال العلامة بدر الدين العيني في "عمدة القاري" (23/ 5، ط. دار إحياء التراث العربي): [قوله: «ومن شر فتنة الغنى»، هي نحو: الطغيان والبطر وعدم تأدية الزكاة.. قوله: «وأعوذ بك من فتنة الفقر»؛ لأنَّه ربَّما يحمله على مباشرة ما لا يليق بأهل الدين والمروءة، ويهجم على أي حرام كان ولا يبالي، وربَّما يحمله على التَّلفظ بكلمات تؤدِّيه إلى الكفر] اهـ. الابتلاء بالفقر والغنى، فيتو الابتلاء بالفقر والغنى إذا التمس المكلَّف أسباب الرزق، فإمَّا أن يحصل له الغنى أو يُقدَّر له الفقر، فإن أصابه الغنى استوجب ذلك الشكر؛ قال تعالى: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾ [إبراهيم: 7]؛ يقول الإمام الرازي في "مفاتيح الغيب" (19/ 67، ط. دار إحياء التراث العربي): [الاستقراء دلَّ على أنَّ من كان اشتغاله بشكر نعم الله أكثر، كان وصول نعم الله إليه أكثر، وبالجملة فالشكر إنَّما حَسُن موقعه؛ لأنَّه اشتغال بمعرفة المعبود، وكل مقام حرَّك العبد من عالم الغرور إلى عالم القدس؛ فهو المقام الشريف العالي الذي يوجب السعادة في الدين والدنيا] اهـ. وقال تعالى مثنيًا على نبيه إبراهيم عليه السلام: ﴿شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [النحل: 121]. ولذلك قال النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، لمعاذ بن جبل، رضي الله عنه: «يَا مُعَاذُ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ»، فقال: «أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ تَقُولُ: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ، وَشُكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ» أخرجه أبو داود في "سننه". وشكر النعمة يكون: بالقلب خضوعًا واستكانةً، وباللسان ثناءً واعترافًا، وبالجوارح طاعةً وانقيادًا. يُنظر: "مدارج السالكين" لابن القيم (2/ 237، ط. دار الكتاب العربي). كما يكون شكر نعمة المال أيضًا بأداء حق الله فيه؛ من نحو التصدق وأداء الزكوات والسعي في قضاء الحوائج، كما قال تعالى: ﴿وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُوم﴾ [الذاريات: 19]؛ يقول الإمام الطبري في "جامع البيان في تأويل القرآن" (22/ 413، ط. مؤسسة الرسالة): [وفي أموال هؤلاء المحسنين الذين وصف صفتهم حقٌّ لسائلهم المحتاج إلى ما في أيديهم والمحروم] اهـ. وإنْ طلب المكلَّف أسباب الرزق والغنى فقدَّر الله له الفقر؛ صار الصبر له مطلوبًا، والرضا بقضاء الله فيه عين العبادة، فقد قال تعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾ [البقرة: 155]؛ قال الإمام الشوكاني في "فتح القدير" (1/ 185، ط. دار ابن كثير): [عن ابن عباس في قوله: ﴿ولنبلونكم﴾ الآية، قال: أخبر الله المؤمنين أنَّ الدنيا دار بلاء وأنه مبتليهم فيها، وأمرهم بالصبر وبشرَّهم، فقال: ﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾، وأخبر أنَّ المؤمن إذا سلم لأمر الله ورجع واسترجع عند المصيبة؛ كتب الله له ثلاث خصال من الخير: الصلاة من الله، والرحمة، وتحقيق سبيل الهدى] اهـ. وعن صهيب، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم: «عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ» أخرجه مسلم. فالفقر والغنى ابتلاءان، أحدهما: ابتلاء بقلة النعمة، والآخر: ابتلاء بكثرتها؛ كما قال الله تعالى: ﴿وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ﴾ [الأنبياء: 35]. والفقر يستوجب الصبر، والغنى يستوجب الشكر. يقول الإمام الطبري في "جامع البيان في تأويل القرآن" (18/ 439): [ونختبركم أيها الناس بالشر وهو الشدة نبتليكم بها، وبالخير وهو الرخاء والسعة والعافية؛ فنفتنكم به] اهـ. كما أن الله تعالى قد أوضح هذه الحقيقة جلية في دفع الوهم القائل بأن "الغنى من إكرام الله للعبد، والفقر من إهانة الله للعبد" حيث قال تعالى: ﴿فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا﴾ [الفجر: 15-20]. الابتلاء بالفقر والغنى، فيتو حكمة الله تعالى في تقسيم الأرزاق بين العباد تجدر الإشارة إلى أنَّ الله تعالى اقترنت حكمته بتوزيع الرزق على عباده، كما قال تعالى: ﴿وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ﴾ [الشورى: 27]؛ قال الإمام ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" (7/ 189، ط. دار الكتب العلمية): [أي: ولكن يرزقهم من الرِّزق ما يختاره ممَّا فيه صلاحهم وهو أعلم بذلك، فيغني مَن يستحق الغنى، ويفقر مَن يستحق الفقر] اهـ. ويقول الإمام الطبري في "جامع البيان في تأويل القرآن" (21/ 535): [ولو بسط الله الرزق لعباده، فوسَّعه وكثَّره عندهم لبغَوْا، فتجاوزوا الحدَّ الذي حدَّه الله لهم إلى غير الذي حدَّه لهم في بلاده؛ بركوبهم في الأرض ما حظره عليهم، ولكنَّه ينزل رزقهم بقَدَرٍ لكفايتهم الذي يشاء منه] اهـ. وقال الإمام الملا علي القاري في "مرقاة المفاتيح" (5/ 314، ط. دار الفكر): [في الآية إيماء إلى أنَّ التسليم أفضل، وأنَّ بسط الرزق وتضييقه -كل واحد- يناسب بعض عباده دون بعض] اهـ. الرد على من يدّعي أن الفقر أفضل من الغنى أمَّا الاستدلال على أنَّ الفقر أفضل من الغنى بالحديث الذي روي عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «يَدْخُلُ الْفُقَرَاءُ الْجَنَّةَ قَبْلَ الْأَغْنِيَاءِ بِخَمْسِمِائَةِ عَامٍ نِصْفِ يَوْمٍ» أخرجه الترمذي في "جامعه": فهو استدلال غير صحيح، إذ المراد به أنَّ أهل المال يحاسبون يوم القيامة حتَّى يُسألوا عن مالهم من أين اكتسبوه وفيما أنفقوه؟ ففارقهم الفقراء في ذلك، ولا يدلُّ على أنَّ الفقر ممدوحٌ لذاته؛ يقول الإمام محمد بن علان في "دليل الفالحين" (4/ 421، ط. دار المعرفة) معلِّلًا هذا الحديث: [حبس الأغنياء تلك المدة في الموقف حتى يحاسبوا عمَّا خُوِّلوه من الغنى من أين اكتسبوه وفيمَ أذهبوه] اهـ. الابتلاء بالفقر والغنى، فيتو الخلاصة على ما سبق بناءً على ما سبق وفي واقعة السؤال: فالمسلم مأمورٌ بالأخذ بالأسباب والسَّعي في طلب الرزق، فإن أصابه الغنى شَكَرَ، وإن أصابه الفقر صَبَرَ، وبقدر التسليم بالقضاء والقدر، وبذل الجهد في الأخذ بالأسباب، يتسابق الفقراء والأغنياء على السواء إلى عبادة الله تعالى وابتغاء الأجر والثواب ونَيل رضوان الله، وقد يسبق الغني إلى الجنة، وقد يسبق الفقير إلى الجنة، وقد يسبقان جميعًا، وفضل الله واسع. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


الدستور
منذ ساعة واحدة
- الدستور
موعد صلاة الظهر ومواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 30 يوليو 2025 بالمنيا
مع كل صباح جديد، تتجدد علاقة المسلم بخالقه عبر الصلوات الخمس، التي تمثل عمود الدين وروح العبادة، ويحرص أهالي محافظة المنيا على أداء الصلوات في مواقيتها المحددة، لما لها من مكانة عظيمة في الإسلام، فهي أول ما فرضه الله عز وجل، وأول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة. وفي هذا الإطار، يواصل "الدستور" تقديم خدمة مواقيت الصلاة في المنيا، تسهيلًا على المواطنين لأداء هذه الفريضة دون تأخير. موعد صلاة الظهر في المنيا اليوم وتُعد صلاة الظهر من الصلوات اليومية التي لها شأن خاص؛ فهي أول صلاة أداها النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعد فرض الصلوات الخمس ليلة المعراج، وهي ثاني الصلوات المفروضة خلال اليوم، وتُؤدى سرًا في أربع ركعات، ويحل موعدها وقت الظهيرة، باستثناء يوم الجمعة، حيث تُستبدل بصلاة الجمعة لمن حضرها في المسجد. ومن الأسماء القديمة لصلاة الظهر: "الهجير" و"الأولى"، حيث جاء في رواية لأبي برزة الأسلمي أن النبي كان يصليها حين تدحض الشمس، أي عندما تزول عن كبد السماء، وقال عنها ابن رجب إنها أول صلاة صلاها جبريل بالنبي صلى الله عليه وسلم عند البيت الحرام، ليلة الإسراء والمعراج. ويبدأ وقت صلاة الظهر من زوال الشمس عن وسط السماء، ويمتد حتى يصبح ظل كل شيء مثله، وهو بداية دخول وقت العصر. لكن في أوقات الحر الشديد، يُستحب تأخير الصلاة قليلاً – وهو ما يُعرف بالإبراد – استنادًا إلى ما رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم في أكثر من حديث، منها ما رواه أنس وأبو ذر، عن تقديم الصلاة في البرد وتأخيرها عند اشتداد الحر، لتخفيف المشقة عن المصلين. مواقيت الصلاة في المنيا وفيما يلي مواقيت الصلاة في المنيا اليوم الأربعاء 30 يوليو 2025، الموافق 5 من شهر صفر 1447 هجريًا، وفقًا لما أعلنته الهيئة المصرية العامة للمساحة: صلاة الظهر: الساعة 1:03 ظهرًا صلاة العصر: الساعة 4:36 عصرًا صلاة المغرب: الساعة 7:48 مساءً صلاة العشاء: الساعة 9:13 مساءً ومن المهم التأكيد أن معرفة مواقيت الصلاة في المنيا لا تقتصر على أداء الفريضة في وقتها فقط، بل تعكس حرص الناس على استحضار الروحانية في يومهم، وتنظيم حياتهم على إيقاع الصلاة، لذا، فإن تحديث معلومات مواقيت الصلاة في المنيا يمثل جزءًا لا يتجزأ من الروتين اليومي للكثير من الأسر المنياوية.


الاقباط اليوم
منذ ساعة واحدة
- الاقباط اليوم
«الآباء الرسل- 4» بقلم الأنبا إرميا
بقلم الأنبا إرميا تحدَّثت فى المقالة السابقة عن تلاميذ السيد المسيح: فيلبس الرسول الذى استُشهِد فى تركيا، وبرثلماوس/ نثنائيل الرسول الذى استُشهِد فى أرمينيا، وتوما الرسول الذى استُشهِد فى الهند. متى الرسول هو أحد الاثنى عشر تلميذًا، وُلِد فى قانا الجليل، ومتى هو اسم عبرى مشتق من الكلمة متاثيا، التى تعنى عطية الله. كما كان يحمل اسمًا آخر هو لاوى بن حلفى، لكنه ليس شقيق التلميذ يعقوب بن حلفى. عمل متى جابيًا للضرائب (عشَّارًا) فى كفر ناحوم؛ حيث كان يجمع الضرائب من الشعب لحساب الرومان. ويذكر البعض أن متى الرسول كان يجيد ثلاث لغات على الأقل، وهى: الآرامية لغته الأم، واليونانية لغة المثقفين، حيث كان يعمل فى مجال الضرائب، فى مركز يُعدُّ من المراكز المرموقة، واللغة اللاتينية لأنه كان عميلًا للرومان. دعاه السيد المسيح ليتبعه: وَفِيمَا يَسُوعُ مُجْتَازٌ مِنْ هُنَاكَ، رَأَى إِنْسَانًا جَالِسًا عِنْدَ مَكَانِ الْجِبَايَةِ، اسْمُهُ مَتَّى. فَقَالَ لَهُ: اتْبَعْنِى. فَقَامَ وَتَبِعَهُ (متى 9: 9). كما صنع متى وليمة عظيمة دعا إليها السيد المسيح والتلاميذ، وأيضًا العشارين كى يستمعوا إليه: وَفِيمَا هُوَ مُتَّكِئٌ فِى بَيْتِهِ كَانَ كَثِيرُونَ مِنَ الْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ يَتَّكِئُونَ مَعَ يَسُوعَ وَتَلاَمِيذِهِ، لأَنَّهُمْ كَانُوا كَثِيرِينَ وَتَبِعُوهُ (مر 2: 15). اشتهر القديس متى فى حياته بالزهد الشديد، وقيل عنه إنه كان نباتيًّا. بشَّر متى الرسول فى اليهودية وبلاد العرب واليمن وجنوبى الجزيرة العربية، ثم فى إثيوبيا حيث قضى بها قرابة 23 سنة. كتب متى الرسول الإنجيل باللغة العبرية مُوَجَّهًا إلى اليهود ثم تُرجِم إلى اليونانية. واستُشهِد بإثيوبيا فى 12 بابه (22 أكتوبر). يعقوب بن حلفى الرسول هو يعقوب بن حلفى أو يعقوب بن كلوبا، واسم كلوبا هو الترجمة اليونانية لاسم حلفى. وهو ابن خالة السيد المسيح، لذلك عُرِف باسم يعقوب أخو الرب نظرًا لتلك القرابة الشديدة بينهما. كما لُقِّب باسم يعقوب الصغير للتمييز بينه وبين التلميذ يعقوب بن زبدى الذى كان يكبره سنًّا. ولُقِّب أيضًا بـيعقوب البار من أجل قداسة حياته، وبِرِّه ونسكه الشديدين. وقد ذكره بولس الرسول فى رسالته إلى أهل غلاطية: ثُمَّ بَعْدَ ثَلاَثِ سِنِينَ صَعِدْتُ إِلَى أُورُشَلِيمَ لأَتَعَرَّفَ بِبُطْرُسَ، فَمَكَثْتُ عِنْدَهُ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا. وَلكِنَّنِى لَمْ أَرَ غَيْرَهُ مِنَ الرُّسُلِ إِلاَّ يَعْقُوبَ أَخَا الرَّبِّ (غلا 1: 18، 19). والقديس يعقوب الرسول هو أول أسقف لأورشليم، وأول رئيس مجمع مسكونى فى تاريخ الكنيسة، والذى عُقِد فى أورشليم سنة 50م. وكتب رسالة يعقوب فى العهد الجديد، ويُذكَر أنه أحد المُعتَبرين أعمدة. آمن كثيرون على يديه مما أثار غضب رؤساء اليهود والكتبة والفريسيين؛ فأخذوه فوق جناح الهيكل ليشهد ضد السيد المسيح ولكنه رفض، فطروحه إلى أسفل واستُشهِد فى 18 أبيب (25 يوليو). لباوس/ تداوس الرسول لباوس اسم عبرى معناه الشجاع أو المحبوب، ويُلقَّب أيضًا باسم تداوس؛ وذُكِر عنه أيضًا اسم آخر هو يهوذا أخو يعقوب الصغير ومعنى اسم يهوذا ممدوح، وبذلك يكون ابن خالة السيد المسيح. ويذكره القديس يوحنا الإنجيلى باسم يهوذا ليس الإسخيروطى. كتب رسالة يهوذا فى العهد الجديد. بشَّر فى العراق وبلاد العرب وبلاد فارس (إيران) وأرمينيا، ويُعتبر هو أول بطريرك لهم، كما شفى أبجر ملك إدسا بالرها. واستُشهِد فى بلاد فارس فى 2 أبيب (9 يوليو). سمعان القانوى الرسول هو سمعان القانوى أو سمعان الغيور، وكلمة القانوى هى كلمة عبرية تعنى الغيور وكان يتبع حزب الغيوريين، وهو حزب الثائرين المتمسكين بشدة بطقوس موسى النبى. ويقال إن سمعان الغيور هو العريس الذى حضر السيد المسيح عرسه فى قانا الجليل، حيث قام بأولى معجزاته، فتأثَّر سمعان وتبع السيد المسيح. ذكر بعض الدارسين أن القديس سمعان القانوى عَبَر على مصر أثناء كرازته، وكَرَز فى موريتانيا، وقرطاجة (تونس)، وليبيا، وإسبانيا، وجزر بريطانيا، ثم ذهب مع القديس لباوس إلى إيران، حيث استُشهِد بها فى 15 بشنس (23 مايو). وللحديث بقية. والحديث فى مصر الحلوة لا ينتهى! * الأسقف العام رئيس المركز الثقافى القبطى الأرثوذكسى