logo
نجمة تحجَّبت وأخرى خلعت

نجمة تحجَّبت وأخرى خلعت

الشرق الأوسطمنذ 5 ساعات
قبل بضعة أسابيع صرَّحت النجمة المصرية بأنها قررت ارتداء الحجاب، واعتزال الفن نهائياً، بوصفه حرام شرعاً، وأعلنت ندمها؛ لأنها انزلقت لهذا الطريق، ولم تكن المرة الأولى، ربما مرتين -أو ثلاث- ظلت فيهما متأرجحة، ترتدي أم تخلع (حبة فوق وحبة تحت)، بينما النجمة اللبنانية قررت أن تخلع الحجاب نهائياً والعودة مجدداً للفن بوصفه حلالًا بلالًا.
الحرية الشخصية هي ما ينبغي أن نلتزم به. لا يوجد بيننا من يملك «ترمومتر» الصواب والخطأ، كل إنسان حر في اختياراته.
في مصر، مطلع السبعينات، لو استعدتَ أشهر فيلم حقق نجاحاً جماهيرياً طاغياً في شباك التذاكر -وأعني به «خلِّي بالك من زوزو»، إخراج حسن الإمام وبطولة سعاد حسني- كانت سعاد تؤدي فيه دور الطالبة المثالية بالجامعة، وكانت تمارس السباحة والتمثيل والرقص والغناء، وتعيش في شارع «محمد علي»، وأمها أيضاً راقصة معتزلة، أدت دورها تحية كاريوكا. لمن لا يعرف «محمد علي»، هو الشارع الذي ارتبط من يقطنوه بممارسة الفن من غناء وعزف ورقص. السيناريو دافع عن حق الفتاة في اختيار ما يحلو لها، والمجتمع وقتئذٍ وقف إلى جانب سعاد حسني، وانحاز إلى موقفها، والدليل أن هذا الفيلم دخل تاريخ السينما بوصفه واحداً من أكثر الأفلام تحقيقاً للإيرادات طوال تاريخ السينما المصرية.
والغريب أن القصة السينمائية لها خيط من الحقيقة، مع إضافات متعددة زرعها درامياً كاتب أغاني وحوار الفيلم الشاعر صلاح جاهين؛ حيث كانت بالفعل هناك صحافية بجريدة «الأهرام» العريقة وأمها راقصة معروفة، ولم يعترض أحد على تعيينها في المطبوعة الرسمية والسياسية الأولى بمصر، الكل تعامل معها فقط بوصفها صحافية، لا يعنيه مَن أمها وأين تعيش.
بعد ذلك بدأنا نتابع واقعياً حكايات أخرى؛ بل إن سعاد حسني روت شيئاً مماثلاً حدث لها. هناك من طلب منها في مطلع التسعينات ارتداء الحجاب، وذلك في أثناء سفرها للعلاج في لندن، والمقابل: يتكفلون بمصاريف علاجها. إلا أن سعاد -رغم أن الدولة المصرية ممثلة في رئيس الوزراء، أوقفت صرف نفقات العلاج- سجَّلت لحساب إذاعة «بي بي سي» اللندنية مقاطع من رباعيات صلاح جاهين، واستطاعت دفع نفقاتها، وبالطبع لم تنتهِ حكاية سعاد حسني عند تلك الذروة. تناثرت بعدها حكايات عن انتحار وأخرى عن جريمة قتل. أنا أميل أكثر إلى أن سعاد انتحرت ولم تُقتل، وتلك حكاية أخرى.
يظل السؤال عن الحجاب وممارسة الفن معضلة كثيراً ما نتابعها. لديكم -مثلاً- الفنانة حنان ترك؛ حاولت قبل أكثر من عشر سنوات أن تجمع بينهما، ثم اقتنعت بأنها لن تستطيع الإخلاص؛ سواء أكان للتمثيل أم للحجاب، ووجدت أن الاعتزال هو الحل.
مؤخراً، تابعنا داخل ما نطلق عليهم مطربي «المهرجانات» في أعقاب رحيل أحد المطربين الشعبيين، وهم يتبادلون وصية شفهية للمطرب يطلب منهم حذف أغنياته بعد الرحيل! الغريب أنهم كانوا يؤكدون في رسائلهم العلنية أنهم حذفوا أغنياته كلها فعلاً، وأنهم مثله تماماً يطالبون بعد أن يحين أجلهم بحذف أغانيهم من كل الأشرطة والقنوات الفضائية!
ولا ندري إذا كانت تلك هي قناعتهم الحقيقية، أم أنهم يغازلون الجمهور. إذا كان الغناء حراماً فلماذا لا يعتزلونه الآن؟!
الغريب ليس كل ذلك، ولكن نقابة الموسيقيين المصرية التي قررت أن تتولى على نفقتها إقامة سرادق عزاء لمطرب أعلن توبته عن الغناء، وبالتالي لم يعد ينتمي لتلك المهنة ولا لتلك النقابة! الكل كما ترى يريد «الشعبطة» بقطار التحريم.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نجمة تحجَّبت وأخرى خلعت
نجمة تحجَّبت وأخرى خلعت

الشرق الأوسط

timeمنذ 5 ساعات

  • الشرق الأوسط

نجمة تحجَّبت وأخرى خلعت

قبل بضعة أسابيع صرَّحت النجمة المصرية بأنها قررت ارتداء الحجاب، واعتزال الفن نهائياً، بوصفه حرام شرعاً، وأعلنت ندمها؛ لأنها انزلقت لهذا الطريق، ولم تكن المرة الأولى، ربما مرتين -أو ثلاث- ظلت فيهما متأرجحة، ترتدي أم تخلع (حبة فوق وحبة تحت)، بينما النجمة اللبنانية قررت أن تخلع الحجاب نهائياً والعودة مجدداً للفن بوصفه حلالًا بلالًا. الحرية الشخصية هي ما ينبغي أن نلتزم به. لا يوجد بيننا من يملك «ترمومتر» الصواب والخطأ، كل إنسان حر في اختياراته. في مصر، مطلع السبعينات، لو استعدتَ أشهر فيلم حقق نجاحاً جماهيرياً طاغياً في شباك التذاكر -وأعني به «خلِّي بالك من زوزو»، إخراج حسن الإمام وبطولة سعاد حسني- كانت سعاد تؤدي فيه دور الطالبة المثالية بالجامعة، وكانت تمارس السباحة والتمثيل والرقص والغناء، وتعيش في شارع «محمد علي»، وأمها أيضاً راقصة معتزلة، أدت دورها تحية كاريوكا. لمن لا يعرف «محمد علي»، هو الشارع الذي ارتبط من يقطنوه بممارسة الفن من غناء وعزف ورقص. السيناريو دافع عن حق الفتاة في اختيار ما يحلو لها، والمجتمع وقتئذٍ وقف إلى جانب سعاد حسني، وانحاز إلى موقفها، والدليل أن هذا الفيلم دخل تاريخ السينما بوصفه واحداً من أكثر الأفلام تحقيقاً للإيرادات طوال تاريخ السينما المصرية. والغريب أن القصة السينمائية لها خيط من الحقيقة، مع إضافات متعددة زرعها درامياً كاتب أغاني وحوار الفيلم الشاعر صلاح جاهين؛ حيث كانت بالفعل هناك صحافية بجريدة «الأهرام» العريقة وأمها راقصة معروفة، ولم يعترض أحد على تعيينها في المطبوعة الرسمية والسياسية الأولى بمصر، الكل تعامل معها فقط بوصفها صحافية، لا يعنيه مَن أمها وأين تعيش. بعد ذلك بدأنا نتابع واقعياً حكايات أخرى؛ بل إن سعاد حسني روت شيئاً مماثلاً حدث لها. هناك من طلب منها في مطلع التسعينات ارتداء الحجاب، وذلك في أثناء سفرها للعلاج في لندن، والمقابل: يتكفلون بمصاريف علاجها. إلا أن سعاد -رغم أن الدولة المصرية ممثلة في رئيس الوزراء، أوقفت صرف نفقات العلاج- سجَّلت لحساب إذاعة «بي بي سي» اللندنية مقاطع من رباعيات صلاح جاهين، واستطاعت دفع نفقاتها، وبالطبع لم تنتهِ حكاية سعاد حسني عند تلك الذروة. تناثرت بعدها حكايات عن انتحار وأخرى عن جريمة قتل. أنا أميل أكثر إلى أن سعاد انتحرت ولم تُقتل، وتلك حكاية أخرى. يظل السؤال عن الحجاب وممارسة الفن معضلة كثيراً ما نتابعها. لديكم -مثلاً- الفنانة حنان ترك؛ حاولت قبل أكثر من عشر سنوات أن تجمع بينهما، ثم اقتنعت بأنها لن تستطيع الإخلاص؛ سواء أكان للتمثيل أم للحجاب، ووجدت أن الاعتزال هو الحل. مؤخراً، تابعنا داخل ما نطلق عليهم مطربي «المهرجانات» في أعقاب رحيل أحد المطربين الشعبيين، وهم يتبادلون وصية شفهية للمطرب يطلب منهم حذف أغنياته بعد الرحيل! الغريب أنهم كانوا يؤكدون في رسائلهم العلنية أنهم حذفوا أغنياته كلها فعلاً، وأنهم مثله تماماً يطالبون بعد أن يحين أجلهم بحذف أغانيهم من كل الأشرطة والقنوات الفضائية! ولا ندري إذا كانت تلك هي قناعتهم الحقيقية، أم أنهم يغازلون الجمهور. إذا كان الغناء حراماً فلماذا لا يعتزلونه الآن؟! الغريب ليس كل ذلك، ولكن نقابة الموسيقيين المصرية التي قررت أن تتولى على نفقتها إقامة سرادق عزاء لمطرب أعلن توبته عن الغناء، وبالتالي لم يعد ينتمي لتلك المهنة ولا لتلك النقابة! الكل كما ترى يريد «الشعبطة» بقطار التحريم.

الجــدل يشـوه تاريــخ رمـوز الفــن
الجــدل يشـوه تاريــخ رمـوز الفــن

الرياض

timeمنذ 5 ساعات

  • الرياض

الجــدل يشـوه تاريــخ رمـوز الفــن

لم يمر على الساحة الغنائية، صراع وجدل بيزنطي، كالذي يحدث حاليًا، من نقاشات واسعة بين جمهور الفنان الراحل طلال مداح وجمهور الفنان محمد عبده، الرمزين في تاريخ ثقافة الأغنية العربية. هذه النقاشات والجدلية الطائشة، جرفت التيار إلى مقارنات تعدت حدود الذائقة، بل امتدت لتشمل تفضيلات شخصية وتعبيرات عاطفية لا أساس لها. حيث تتفاوت الآراء عند الجمهور حول الأعمال والألحان والصوت والأداء، إذ يرى البعض من الجمهور يرافقهم بعض الإعلاميين أن طلال مداح -صوت الأرض- كان له دور بارز في تأسيس وتحديث الأغنية السعودية المعاصرة، وإبرازها بأسلوب عاطفي مختلف، بينما يرى آخرون أن محمد عبده - فنان العرب- استطاع أن يوسع من انتشار الأغنية المحلية إلى مساحات أوسع، محافظاً في الوقت نفسه على هوية اللحن السعودي وتطويره. هذه النقاشات رغم ما تحمله من شغف وحب، خرجت في بعض الأحايين عن إطارها الفني إلى مساحات نالت شخصية الرمزين، وهو ما يثير تفسيرات متعددة لدى المتابعين، حيث يرى مراقبون أن هذه المقارنات المتجددة تعكس ارتباط الجمهور العميق بفنانيهم المفضلين، لكنها في المقابل قد تخفي خلفها مساحات واسعة من التقدير المشترك لكلا الفنانين، واللذين قدما أعمالاً أسهمت في تشكيل وجدان المستمع السعودي والعربي على حد سواء، كما أن طلال مداح، الذي ترك إرثاً كبيراً من الألحان الخالدة، كان صاحب مدرسة موسيقية متجددة اعتمدت على التجريب والتنويع والإبحار في الشرق، بينما تميز محمد عبده بالحفاظ على روح الأغنية السعودية مع قدرته على الوصول لجمهور متنوع داخل المملكة وخارجها، حيث إن هذه الاختلافات في الأسلوب هي ما جعلت لكل منهما خصوصية وقيمة فنية عالية، كما يعتقد متابعون للشأن الفني أن مثل هذه النقاشات، يمكن أن تكون مساحة إيجابية للنقد البنّاء وتبادل الآراء، إذا ما تم تناولها بروح إنسانية قبل كل شيء وفنية، دون أن تتحول إلى جدل مُحتدم يبتعد عن الجوهر الحقيقي لذاكرة الإبداع الوجداني للسعوديين. في كل الأحوال تظل مكانة طلال مداح -رحمه الله- ومحمد عبده راسخة في وجدان الجمهور في كل مكان، بما قدماه من تميز أسهم في رسم ملامح الأغنية السعودية على المستويين المحلي والدولي. فمنّذ عقود كنا، نغتبط، إذا قدم فنان عربي أي أغنية سعودية، نأخذها من باب التفاخر وكأنه حدث مهم حتى تأتي أغنية أخرى، رغم أننا نتأزم من اللهجة، لكن نتجاوزها! ‏ قيمة «طلال مداح ومحمد عبده»، تجاوزت كل أطر الصدامات العاطفية، فاليوم نصل لمرحلة بعيده في العالم، كالذي يحصل، مع فنان الراب العالمي ‪clipse‬ والذي أدرج أغنية «ماذا أقول» للأسطوري «صوت الأرض»‬ في الألبوم الأخير «دعّ الله»، ليحقق ردود فعل عالية على المستوى الدولي، حول هذا الاستخدام الرائع واكتشاف الموسيقى الكلاسيكية للفن العربي، رغم أن نجوم الراب «Kin d & negros»، قد سبقوه في هذا الأمر»2016»، عندما تم استشهادهم بفننا العميق وطلال في جملة موسيقية لنفس الفكرة وجزء من الموال الحجازي. ‏أغانينا في كل مكان، تعبر عنا وتشبهنا، وتفسر أنها أهم جزء ينقل ثقافتنا وإرثنا للخارج. نعم، قسونا على طلال مداح حياً، وسبقنا للعالمية «ميتًا»، وهي نفس الفكرة والصورة الجميلة لـ»فنان العرب»، الذي باتت أغانيه في مكان، فقد ترجمت «الأماكن» لعدة لغات، وتغنى بها نجوم العرب أيضاً، وانتشرت أغنية «ابعاد» في سبعينات القرن الماضي، في كل دول العالم، تعرف على إثرها العالم عن هويتنا الموسيقية وثقافتنا.. إن ما يحدث من نقاشات «بوهيمية» واسعة، ربما قد تشوه الفن الجميل في ثقافتنا المليئة بإنجازات الرمزين!

ميريام فارس لـ«عكاظ»: الجمهور السعودي سر انطلاقتي.. وأعود إلى مصر بحفل ضخم
ميريام فارس لـ«عكاظ»: الجمهور السعودي سر انطلاقتي.. وأعود إلى مصر بحفل ضخم

عكاظ

timeمنذ 6 ساعات

  • عكاظ

ميريام فارس لـ«عكاظ»: الجمهور السعودي سر انطلاقتي.. وأعود إلى مصر بحفل ضخم

أكدت الفنانة اللبنانية ميريام فارس أن الجمهور السعودي كان له الدور الأكبر في انطلاقتها الفنية، مشيرة إلى أن علاقتها به مميزة واستثنائية منذ بداياتها، حين دعمها بشكل واسع وأسهم في منحها لقب «سفيرة قوقل في الشرق الأوسط». وفي حوار خاص مع «عكاظ»، كشفت ميريام عن استعدادها لإحياء حفل جماهيري كبير في مصر خلال الشهر الجاري، بعد غياب طويل عن الساحة الفنية المصرية. وعن فكرة التعاون مع الفنان المغربي سعد لمجرد، أكدت ميريام أنها لا تمانع إطلاقاً تقديم ديو غنائي معه، إذا توفرت أغنية تناسب أسلوبهما الفني المشترك. وحول سر رشاقتها اللافتة، أوضحت أنها تحرص على نظام غذائي صحي وتهتم بلياقتها البدنية، مضيفة أن بحة صوتها المميزة تعود لعوامل وراثية داخل العائلة. واختتمت ميريام فارس حديثها بالكشف عن تحضيراتها لعدة أغانٍ جديدة، وصفتها بالمختلفة والمميزة عما قدمته سابقاً، معربة عن أملها في أن تنال إعجاب الجمهور العربي. أخبار ذات صلة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store