
من القبعة إلى الحقيبة .. تناغم الذوق والإبداع وجرأة التفاصيل
الإكسسوارات تؤدي دورًا بارزًا في هذه الإطلالة من Garavani Valentino، حيث تبدو حقيبة اليد الفاخرة والصغيرة المبتكرة Le Chat De La Maison Minaudière مصنوعة من النايلون مع تفاصيل مرسومة يدويًا، وتتميز بحزام كتف منفذ بسلسلة قابلة للإزالة مطلية بالبلاتين ومزودة بإغلاق مغناطيسي. ويكتمل سحر هذه الإطلالة مع سوار ملون استثنائي وحذاء على شكل إسكربينة مزين بعقدة أمامية على شكل فراشة - المصدر: Garavani Valentino
حقيبة Le Chat De La Maison Minaudière الصغيرة من Garavani Valentino مبتكرة واستثنائية - المصدر: Garavani Valentino
Black and Silver Accessories… Absolute Elegance to Elevate Red
لا ينبغي للرجل أن يخشى أي لون أو تصميم، خصوصًا أن الأناقة مفتاحها الجرأة، وتبدأ أولًا وأخيرًا بالمغامرة وبالمحاولات المتكررة، حتى اختياره لسترة حمراء يبدو للوهلة الأولى لافتًا وغير مألوف، إلا أن بعض الأساور الفضية والكثير من اللون الأسود الأيقوني حاضران لتحطيم كل القيود وكسر الحواجز. إذن، ما على الرجل، إلا أن يعبر أكثر عن ذاته في هذا الموسم، ولا يتردد في اختيار إكسسواراته الملائمة لتكون العنصر الذي يوازن ويعزز أي إطلالة بكل ثقة وجاذبية، فقائمة الإكسسوارات باللون الأسود واسعة، وهي تشمل الحقائب والأحذية والقبعات وغيرها.
حقيبة فاخرة من علامة Louis Vuitton تضيف إلى إطلالة الرجل العصري الذي يتطلع إلى التميز مظهرًا حيويًا وديناميكيًا. وبتفاصيلها المدروسة وإمكان حملها باليد أو على الكتف، تضاعف هذه الحقيبة من خيارات الرجل ليكون أكثر جاذبية في هذا الموسم الصيفي - المصدر: Louis Vuitton
تعيد حقيبة Saddle من Dior تعريف التصميم الأيقوني بأسلوبها العصري، وهي تتناسب مع مختلف ألوان الأزياء، لا سيما الأحمر. نفذت هذه الحقيبة بجلد العجل الأسود، وهي مزودة بقفل مغناطيسي مميز يخفي سحابًا للإغلاق. أما جزؤها الداخلي، فيزينه نقش متعرج يعزز من جاذبيتها - المصدر: Dior
قبعة LV Vers Damoflage من Louis Vuitton تمنح بطابعها العصري مظهرًا يدمج بين الأناقة الكلاسيكية والعصرية، وتزينها طبعة Damier المبكسلة التي نفذت للمرة الأولى باللون الأسود. ولمزيد من الفخامة المحببة، جرى ترصيع شعار LV Vers بلآلئ بيضاء مُوزعة بعناية - المصدر: Louis Vuitton
يعكس هذا السوار الفضي الفاخر أسلوب Dior العصري والحاسم والثابت، وهو يقوم على سلسلة من الحلقات المتماسكة، يزينه عند الوسط شعار العلامة، ويختتم بسلسلة خلفية تحمل توقيع CD - المصدر: Dior
Blue… The Serene Companion in every Journey
يرمز الأزرق إلى الصفاء، وهو ما يحتاج إليه الرجل، في عطلته الصيفية، بعد شتاء أرهق فكره وأتعب نفسيته. وفي كل الأحوال، لم يكن الأزرق، إلا وفيًا للرجل، وهو اليوم يكثر من هذا الوفاء والصداقة، ليكون الأكثر قربًا منه، بأزياء وإكسسوارات عصرية ومبتكرة.
تحتفظ قبعة البيسبول برونقها في كل حين ومع كل إطلالة، وتتصدر في هذا الصيف قلب الموضة والرجل، وهذا ما ينعكس في هاتين الإطلالتين من Armani Exchange - المصدر: Armani Exchange
تواكب علامة Armani Exchange الرجل، الذي يواجه لفحات الصيف المنعشة في الجبال ليلًا، بتأثيرات الأزرق، التي تحاكي بهدوء وتناغم قبعة البيسبول والـ"سويتشرت" بأسلوب أنيق ومتجدد. وتكتمل إطلالته الشائقة مع حقيبة ظهر مميزة وعملية - المصدر: Armani Exchange
حقيبة Book Messenger من Louis Vuitton منفدة بقماش Damier Heritage باللونين الأزرق والأخضر، فهي متعددة الاستخدامات بفضل حزامها الجلدي القابل للإزالة، ويمكن حملها على الكتف أو العنق. وعند حملها باليد كحقيبة صغيرة، فهي توحي بأنها كتاب مغلق - المصدر: Louis Vuitton
رابطة عنق عصرية من Dior مزينة برموز CD، تمنح أي إطلالة صيفية انتعاشًا وسحرًا لا يقارَنان - المصدر: Dior
رابطة عنق مميزة تضفي لمسة فنية على أي إطلالة، وهي مزينة بنقشة Toile de Jouy الأحب على قلب السيد Dior، وصنعت من قماش الجاكار الحريري الأزرق الداكن والرمادي، وتتميز بخطوط متباينة مزينة بتوقيعي Dior وCD - المصدر: Dior
لا تكتمل أي إطلالة من دون نظارات فاخرة ومميزة، وهذه النظارات من Dior تؤدي الهدف كعنصر محوري في الجذب وإضفاء الجمال - المصدر: Dior
اقرأ أيضًا: Shoulder Tote حقيبة الرجل العصري في موسم الصيف
Brown and Beige Accessories… Knocking on the Season's Door
إنها مشتقات البني والبيج، رفيقة الصيف المشرق، فإكسسواراتها المختارة والمعتمدة، التي تليق بها، تلاقيها على درب الأناقة ذاتها، وتغمرها بتوجهات لا أجمل منها في عالم الحقائب والأحذية، والأهم أنها كلها استثنائية بتفاصيلها وجودتها وتدرجات ألوانها. ويبقى الأساس تنسيقها مع الأزياء، بمعايير تعزز جمالها وأسلوبها.
إطلالة من Emporio Armani توثق أهمية النظارات وحقيبة الكتف في صياغة مظهر متجدد وحيوي في قلب الصيف - المصدر: Emporio Armani
في السفر والرحلات، لا بد أن تحضر الإكسسوارات، ومن ضمنها هذه الحقيبة الرائعة من Louis Vuitton، التي تلبي بكل تأكيد تطلعات حاملها إلى الأناقة، ودورها المهم في توضيب الأشياء الخاصة - المصدر: Louis Vuitton
تحاكي تصميم Steamer East West Wearable من Louis Vuitton، الأناقة بأسلوب مختلف، وهو يستمد إلهامه من حقائب Steamer الشهيرة من العلامة التجارية، وأعاد Pharrell Williams تصميمه بقماش LV Vers Damier Ebene مع حوافَ من جلد البقر - المصدر: Louis Vuitton
حقيبة Shopper Clutch الأنيقة من Louis Vuitton تتميز بحجمها الصغير وتصميمها العصري، وهي منفذة بجلد البقر، ويزينها توقيع Louis Vuitton عند الجانب وبشكل بارز، بالخط المميز ذاته، الذي يرصع حقيبة التسوق الشهيرة للدار - المصدر: Louis Vuitton
حقيبة Dior مميزة بتفاصيلها الدقيقة والمبتكرة، ويمنحها حجمها جاذبية فريدة. تناسب هذه الحقيبة الأزياء الفاخرة مع قائمة واسعة من الألوان، ومشتقات البني والبيج، تتخذ حيزًا كبيرًا منها - المصدر: Dior
حقيبة Saddle من Dior باللون البني الداكن، تليق بإطلالات الصيف المعززة بتأثيرات الألوان الترابية والطبيعية، وغيرها من الباقات اللونية - المصدر: Dior
حقيبة صغيرة الحجم من Louis Vuitton تخاطب الرجل الجريء والمتميز، الذي يبحث عن التجدد في إكسسواراته، لإكمال إطلالته برقي وأناقة - المصدر: Louis Vuitton
مجموعة أحذية B35 NXXT الرياضية من Dior مميزة بألوانها الرائعة، ومن ضمنها البني، وهي تجسد التوازن المثالي بين الإرث العريق والابتكار الآسر، لتعبر عن جوهر الدار المعاصر بامتياز - المصدر: Dior

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 2 ساعات
- عكاظ
مثقفون يبعثون رسائل امتنان لتركي الحمد في مشفاه
التفت مثقفون وكتّاب إلى الدور الثقافي والإنساني للرائد التنويري الدكتور تركي الحمد؛ الذي يمر بوعكة صحية أبعدته عن المشهد منذ أعوام. ولأن الغياب وإن طال لا يهضم حق «أبو طارق» فهو كاتب وطني لا يُنسى، ومن هنا يبعث مثقفون رسائل إلى أكثر الأسماء (التنويرية) جدلاً وإلهاماً في المشهد الفكري الحديث؛ فقامة وقيمة تركي الحمد، كبيرة وممنونة، فهو الكاتب السياسي، والمفكّر العصريّ، والروائي المُلهم، ولم يكن يوماً عابراً في وعي قرائه، ولا طيفاً مؤقتاً في مدارات الجدل، بل أحد أعمدته الراسخة، فهو الكاتب الذي قال ما لا يُقال، وكتب ما لا يُكتب، ولامس المسكوت عنه بمبضع الفكر لا بهتاف المنابر، فكان في نظر محبّيه علامة على الحريّة الفكرية، وفي عيون خصومه خصماً لا يُستباح إلا افتراء. وهنا مشاعر وعبارات منصفين، يستنطقون الغياب بكلماتٍ لا تسأل عن الرأي بقدر ما تسأل عن الرجل، لا تعاتب الصمت بقدر ما تستحثّ الكلمة، إنها رسائل إلى من لا يزال في القلب والعقل، وإلى من نأمل أن يعود قريباً، لا ليكتب ما يُرضي، بل ليكتب ما يُوقظ. فبعض الحضور لا يُعوّض، وبعض الغياب لا يُطاق! عبدالله الغذامي: لا تغلق بابك أبا طارق عزيزي أبا طارق، أعرف أنك ترانا وتسمعنا وتتحدث معنا ولكن هذا لا يكفينا منك، فلقلمك وعد معنا وعهد عليك لنا، وليس لك أن تغيب والكل ينتظرك، ورسالتي إليك هي مخاطبة القلب للقلب والعقل للعقل، بأن تطلق قلمك وتسمح له باللعب معنا كما كنا نلعب في الحارة مع أطفال الجيران، ونحن كلنا أطفال القلم والورق، وما زلنا كذلك مهما كبرت بنا السن، ولقلمك عليك حق ولنا عليك حق، وقد طال الانتظار وحان موعد الوعد والعهد وها هي «عكاظ» تركض نحوك فلا تغلق دونها بابك، تناول قلمك إذن.. واكتب لنا وللوطن وللثقافة، ولك من القلب تحيةٌ ومن العقل موقفٌ. حمزة المزيني: تحيّة إلى الشخصية الوطنية النموذجية ظل الزميل الصديق الدكتور تركي الحمد سنين طوالاً في مقدمة الصفوف للدفاع عن الوطن بإسهاماته في كتابة المقالات الصحفية وفي مشاركاته في النقاشات السياسية والاجتماعية الكثيرة داخل المملكة وخارجها. وكان الدكتور الحمد في كل ذلك يمثِّل السَّويَّة التي كِدنا نفقدها في خضم التشدد الاجتماعي والفقهي الذي آل في ما بعد إلى الهيجان الأصولي لأكثر من عقدين من السنين. وكان ذلك الهيجان يهدف في تلك الفترة، في حقيقته، إلى إثارة التنازع بين مكونات الوطن وزعزعة استقراره وإشاعة الفوضى لصرف الوطن عن متابعة إنجازاته في المجالات كلها التي كان يسعى دائباً لتحقيقها. وظل الدكتور الحمد طوال جهوده المشهودة ثابتاً لا يلين في مواجهة المناوئين للوطن رغم ما كان يناله من أذى يتمثل في خطاب عنيف لا يقيم للأخلاق وزناً إذا اختصم مع أحد. وكانت مجافاة ذلك الخطاب للأخلاق وشرف الخصومة تتمثل في التأويلات المغرِضة لعبارة واحدة وردت في سياق سرد أدبي اتُّخذت على أنها تمثل موقف الدكتور تركي. ولو أراد أولئك الحق لوجدوا مخارج قريبة لتأويل تلك العبارة، لكنه الهوى ومجافاة الحق وحسب. ومما يشار إليه ويُذكر من إسهامات الدكتور الحمد إسهامُه الواضح في المجال الأدبي في بلادنا برواياته المتعددة التي يمكن أن يُنظر إليها على أنها سيرة ذاتية له وسيرة للوطن في فترات حاسمة أيضاً. وسبق ذلك كله إسهامُه في التدريس في جامعة الملك سعود حيث كان يبث أفكاره الوطنية التي كان يرى أنها تسهم في تأسيس نهضة الوطن على أسس علمية وفكرية سليمة. والمؤكد أن طلابه الذين درسوا على يديه ما زالوا يذكرون له تلك الدروس المختلفة في مضمونها عن كثير من المواد الدراسية الباهتة التي لا توقظ ذهناً ولا تحرك تطلُّعاً ولا تؤسس لاستشراف لمستقبل يليق بالمملكة بين الأمم. ونحمد الله تعالى أنَّ تطلعات الدكتور الحمد لم تذهب هباءً، بل تحققت في السنوات القليلة الماضية بكفاءة وحسْم، وهو ما جعل المملكة الآن مثالاً للدول الناهضة التي تسعى لسيادة السلام والاستقرار والتنمية والسوية الفكرية والاجتماعية والفقهية. ليهنأ الزميل الصديق الأستاذ الدكتور الحمد، كما هنئنا جميعاً، بتحقيق تطلعاته التي صارت واقعاً ننعم به جميعاً، وكان يُنظر إليها على أنها بعيدة المنال قبل سنوات قليلة. لقد أدى الأستاذ الدكتور الحمد واجب الوطن عليه بكفاءة وإخلاص، وسيحتفظ له التاريخ بسجل إسهاماته المتميزة في ما اهتم به من مجالات فكرية واجتماعية وثقافية وعلمية. أدعو الله للزميل العزيز الدكتور تركي الحمد شفاء عاجلاً وحياة هانئة سعيدة. قينان الغامدي: لا أحد يضارعك في مقالك أستاذنا الكبير تركي الحمد أرجو أن تقرأ رسالتي هذه وأنت بأتم الصحة، فقد افتقدناك كثيراً، افتقدتك ككاتب ومفكر قل أن يجود الزمن بمثله، وافتقدتك صديقاً وأخاً وإنساناً فذّاً قل نظيره بين أصدقائي! لا يكاد يمر يوم دون أن أتذكرك، أتذكرك من خلال منصة «X» التي شهدت آخر إطلالاتك البهية منذ نحو 32 شهراً، وأتذكرك كلما قرأت فكرة بهية لمفكر كبير من السابقين، إذ أجدك نسجت ماهو أبلغ منها وأجمل، وأتذكرك كلما قرأت مقالاً في السياسة، إذ لا أحد يضارعك في ذلك، وأتذكرك كلما رأيت رواية جديدة، لأن ما بعد ثلاثيتك لا أراه إلا صدى لبعض صفحاتها، وأتذكرك كلما سمعت قهقهة تخرج من روح صاحبها، حيث أجدك علامة مميزة في الحديث والضحك، وأتذكرك كلما جئت الى العاصمة، حيث كان مجيئي مقترناً بلقائك، والآن أصبحت شبه مقيم في الرياض، لكن لسوء حظي لم أرَكَ فيها! حزين أنا يا أبا طارق، لأنك لست هنا، لست في الرياض، ومنذ أكثر من عام قرأت لأحدهم نظماً مرفقاً بصورة يظهر فيها بجوارك أثناء رحلتك الاستشفائية، وشممت رائحة التشفي والشماتة في نظمه الركيك، لكني قلت في نفسي: تركي أكبر من هذا السخف، وقد كنت فعلاً أكبر منه ومن ركاكته، وبقيت في علوك ورفعتك، وستظل كذلك! لقد كانت فضيلة ذلك الركيك الوحيدة، أن طمأنني على صحتك وأنك تتحسن بسرعة، ومذ ذاك لم أسمع ولم أقرأ عنك كلمة واحدة، سألت أصدقاء وأحبة مشتركين لكنهم مثلي يسألون، وفهمت غيابياً أن هذه عزلة اختيارية، وهي تعد لمشروع فكري لا يتقن مفاجأته أحد غير تركي الحمد! سيدي، أريد فقط الاطمئنان على صحتك وأين أنت؟ ودمت بخير دائماً. منصور النقيدان: حاضر لا يغيب ونقيّ لا يعرف المكائد سمعت باسمه أول مرة عام 1997، كنت في زنزانتي في السجن في بريدة، وكنت أتابع برنامجاً سياسياً على الراديو من إذاعة قطر، وتركي الحمد واحد من ضيوفه. أثار اهتمامي من لحظتها. ولأني كنت بعد خروجي في طور التحول ومعنياً تلك الأيام بقصة الدين والعلمانية والليبراليين والشريعة، وكان تركي حاضراً في النقاش لا يغيب ذكره. وأذكر أني قرأت أول رواية له «شرق الوادي»، ثم قرأت «العدامة»، وقرأت له مقالات في الشرق الأوسط، وسلسلة مقالات لذيذة عن نهاية الألفية، الأحداث الكبرى والأعلام. وقابلته أول مرة صيف 2003 في اجتماع مع وزير الداخلية الأمير المرحوم نايف بن عبدالعزيز، إذ دُعيت مع عشرات الصحفيين وشارك تركي بتعليق جريء حول الفلسطينيين، ودور السعودية تجاه قضيتهم. بعدها زرته لتعزيته في رحيل زوجته أم طارق رحمها الله. وقرأت رواية له ذلك العام اسمها «ريح الجنة»، لم تعجبني، وندمت على قراءتها. وبعد قرابة سنتين تلقيت منه رسالة واحدة على جوالي، بعدما عُرض فيلم وثائقي عني على قناة «العربية» نوفمبر 2005، كتب فيها: «لم أعرف أنك متزوج» وكان ابني يوسف وقتها في شهره الثالث. أما لقائي الأخير عام 2009 فكان في حفل جائزة الشيخ زايد للكتاب في أبوظبي. ضحكنا فيها وتبادلنا النكات، وكان مساء بارداً حنوناً من ليالي نوفمبر. السنوات اللاحقة تابعت بعض لقاءاته، وبعضاً مما يكتبه. حيث بدأ ألقه الفكري يضعف، ومستوى كتابته يتراجع، وتغريداته على تويتر/ إكس كانت متفاوتة، وعام 2014 قرأت وأنا في زيارة لمكتب المدير العام للمباحث في الرياض رسالة كتبها تركي عن الوطن، عن المملكة ومجدها وملوكها العظام، وهي المرة الأولى التي أرى خطه. أهداها للوطن ونالت الحفاوة ومكانها اللائق بها على طاولة شمالك وأنت متجه إلى مكتب الرئيس. شعرت نحوه بفيض في جوانحي يتعاظم مع السنين، مزيج من المحبة والرحمة والتقدير، وبعض شعور من الأسى جرّاء ما مرّ به في السنوات الثلاثين الأخيرة من فقد للأحبة ورحيل للأبناء، وبيانات تكفير، وتهديد بالقتل، وتعريض بإصدار حكم بردّته، وشماتة الأعداء جراء ما ناله من كروب. رأيت فيه على الدوام إنساناً نزيهاً نقياً لا يعرف المكائد ولا الطعن في الظهر، وزادته عزلته، وندرة حضوره في العلن، وقلّة أصدقائه، ألقاً وجاذبية وغموضاً لدى معجبيه وقرائه. وحين كتب العام الماضي تغريدته الأخيرة يُطمئن فيها متابعيه والسعوديين أنه بخير قرأها الملايين وعلق عليها الآلاف. ويبدو أن من يحبه أضعاف من لا يحملون له الودّ. علمت بمرضه قبل عام تقريباً، فانتابني ما يعصف بكل إنسان لفت انتباهه شخص مثل تركي. إنسان لطالما تمنيت لو كان لي صديقاً. رأيت صورة له قبل سنة تقريباً وهو في رحلة علاجه، فانقبض قلبي وران صمت في داخلي، وشيء ثقيل قاتم جثم على صدري. ربما أنني رأيت فيه نفسي، ومآل أمري، وغروب حياتي. تركي الحمد، قصته، شاب حركي عابر في شبابه الباكر، ثم كاتب مثير للجدل، مفكر، وروائي، تركي بآلامه وأفكاره وتأثيره في جيلي، وملحمة صعوده، ثم ذبول عطائه في العقدين الأخيرين، ولحظات تضعضعه. وحين يسدل الستار، بعد آخر شروق شمس سيكون شاهداً عليه، مبحراً في غموض الأبدية، محلقاً بجناحيه نحو دياره الأولى، تاركاً بعده قلوباً مكسورة ومهجاً خفقت بحبه، حينها سيدوي الدهر متحشرجاً بتأبين جوهرة عبرت عالمنا. تركي الإنسان الذي أحببناه، والذي ظل مخلصاً لوطنه وولاة أمره. مانع اليامي: علامة فارقة في مشهدنا انقطاع الحمد عن المشهد الاجتماعي والثقافي، الانقطاع الاختياري يثير الجدل مثلما كان وما زال يثير الجدل حضوره الموزون على سعة المعرفة وحب الوطن، كقارئ أفتقد الدكتور تركي الحمد الإنسان.. المفكر والروائي المرموق، أبو طارق علامة فارقة في المشهد الاجتماعي والثقافي وله علم وخبرة في مواجهة التطرف والغلو بأدوات الفكر النيّر والمعهود عنه أنه لا يميل للواقع الاجتماعي المغلف بأدوات المثالية غير أنه لطيف يسير على الأرض ولا يجدف في الهواء حين يعقد العزم على ملامسة المسكوت عنه اجتماعياً، الصدقية في الطرح المؤسس على سلامة المقاصد وسعت دائرة قبوله عند العقلاء. والواضح مقابل كل ذلك أنه لم يسلم من تهمة التجاوزات إما لقصور فهم عند البعض وإما لغرض في نفس يعقوب، وفي النهاية لا تذكر الذاكرة الرقمية أن أحداً وقف أمامه وفي مستوى ريادة فكره مقارعاً الحجة بالحجة، أتمنى ألا يطول غيابه مع دعواتي له دائماً بدوام الصحة. أحمد الأسود: عقل ناقد وقلب عاشق في غيابك الطويل، شعرنا أنّ المساحات البيضاء اتّسعت في المشهد، وأنّ التغريدة التي كنا ننتظرها كلّ صباح قد غابت مع انطفاء قنديل العقل الحرّ. لم تكن يوماً مجرّد كاتب، بل ضميراً ثقافيّاً ظلّ يوقظ فينا الأسئلة الحرجة، ويُذكّرنا بأن التفكير فضيلة لا جريمة. نفتقد حضورك، لا في الجدل وحده، بل في التوازن الذي كنت تجسّده بين عقلٍ ناقد وقلبٍ عاشقٍ لوطنه، وطن طالما حلمت به مدنيّاً، حرّاً، عادلاً. وكم نحن بحاجة، اليوم، إلى عودتك؛ لنتأمّل في صراعاتنا الفكرية من جديد، ونستأنف حواراتنا المؤجلة. لا نعرف من المرض إلا صمته، لكننا نؤمن أنّ الأرواح الكبيرة لا تُهزم بسهولة. فانهض يا صديق الكلمة، وأعد إلينا دفء الحضور، ولو بكلمة واحدة تطمئننا. باسم المحبّين جميعاً، نقول لك: «أنت الغائب الذي لا يُنسى، والحاضر الذي لا يُغني عنه أحد». أخبار ذات صلة


الرياض
منذ 6 ساعات
- الرياض
منحوتة بلقيس.. محاكاة لشفافية الأرض
يواصل الفنان خالد العنقري استغلال موهبته في النحت ليحول المجسمات إلى عالم إبداعي بأسلوب فريد من نوعه، من خلال منحوتة جديدة بعنوان «بلقيس»، والتي يعيد من خلالها قراءة مشهد قرآني خالد من قصة النبي سليمان عليه السلام، يتعلق بقصة الملكة «بلقيس»، والذي كان سبباً في أن تؤمن بالله سبحانه وتعالى، وتهجر عبادة الشمس. ويقول العنقري: إن تجلي لحظة ذهول ملكة سبأ حدث حينما حسبت الصرح الممرد من الزجاج «لجة» أو بحيرة تمتلئ بالمياه، فكشفت عن ساقيها لتعبر المكان إلى حيث عرش الملك سليمان، وفي هذا المشهد، تتقاطع الأسطورة مع الرؤية الفنية لتتشكل بلغة النحت على الرخام الطبيعي، عبر تكوين بصري يجسد حذاء أنثوي أنيق مرفوع على قاعدة مدرجة، في إشارة إلى المقام الملكي والهيبة، ومطعم بجزء شفاف في الكعب يلامس السطح كما لو كان زجاجاً، في محاكاة رمزية لشفافية الأرض التي وردت في القصة القرآنية. ويوضح الفنان أن الرخام المحلي المستخدم بالمنحوتة يمنح العمل هوية متجذرة في الأرض، ويعكس صلابة الزمن مقابل لحظة من الدهشة والارتباك الأنثوي. فبين قوة الشخصية الملكية ورهافة الشعور، تتأرجح المنحوتة لتسرد لحظة خالدة بلغة المادة والحجم والفراغ. ويؤكد العنقري أن هذه المنحوتة ليست مجرد تشكيل جمالي، بل هي استحضار لفكرة الحكمة الإلهية وتجلياتها الرمزية في تفاصيل دقيقة، وقراءة بصرية لثقافة الروح الأنثوية في مواجهة المجهول والشفاف. وبهذا، تمثل 'بلقيس' جسراً بين الفن والقص القرآني، بين الذاكرة البصرية والروحانية، حيث تتحول الأحجار إلى سرد بصري ينبض بالدلالات والرموز. ويعد العنقري من فناني النحت المميزين بالمملكة، وهو مؤمن بأن فن النحت يختلف في أسلوبه عن باقي الفنون، فهو لا يتعامل مع الأشكال المسطحة مثل فن التصوير، وإنما يتضمن أشكالاً مجسمة ذات أبعاد ثلاثة، ما يعني أن المتعة الفنية التي تتصل بأعمال النحت لا تأتي من خلال المشاهدة فقط، وإنما عن طريق اللمس والحركة المجسمة. ويقول العنقري: إن الفكرة الفنية لأي عمل تأخذ كامل تفاصيلها في عقله، ثم يقوم برسمها ويختار قطعة حجر مناسبة للفكرة بالأبعاد والحجم والوزن واللون، ثم يبدأ بتخطيطها وتوزيع مساحتها، ثم يتخذ قرار القص والإزاحة وتشكيل الفراغ، ويواصل العمل حتى مخرجاته النهائية.


الرياض
منذ 6 ساعات
- الرياض
مساءات الرفقة في بودكاست «ذاكرة»
بودكاست «ذاكرة» ليس استرجاعاً للماضي من أجل الترف العاطفي، بل هو تمرين حقيقي على أن التذكّر فعل مقاومة للنسيان، وبحث دائم عن المعنى، وإيمان بأن الإنسان لا يُفهم خارج ذاكرته. إنه بودكاست لا يروي لنا التاريخ، بل يجعلنا نعيشه، ونفهمه، ونتصالح معه.. في وقت تعج فيه المنصات بأصوات تتشابه، وتميل نحو الإيقاع السريع والمضامين السطحية، قدّم "ذاكرة" صوتًا هادئًا، متأنيًا، ولكنه عميق الأثر، هو أشبه بجلسة تأمل جماعية في تفاصيل كادت تُنسى، أو لحظات لم تُدوَّن في كتب التاريخ، لكنها تسكن وجدان الناس الذين عاشوها. في زمن يركض فيه الناس إلى المستقبل، ويغرق فيه الإعلام بالمستجدّات اليومية، ظهر بودكاست "ذاكرة" كحالة صوتية مميزة، واستغراق عاطفي ليستدعي الماضي ويجعل منه مادةً حية على طاولة الحاضر فأعاد ترتيب العلاقة بين شجن المتلقي وذكرياته، واستحضر الزمن الغابر لا كمجرد تذكّر، بل كمشاركة وجدانية حية، تُعيد تشكيل الواقع وتفتح باب التأمل. "ذاكرة" بودكاست لافت في شكله الفني، ومثرٍ في أسلوبه الإنتاجي، ويتجلى كمشروع ثقافيّ محلي وطني إنسانيّ عميق يقف خلفه منتج وطاقم يملكان الخبرة والرصيد المعرفي والتواصلي ما يمكّنهم من تقديم محتوى تواصلي لينثال على تلامس الزمن، وتقديم التاريخ، لا كصفحات مجففة، بل كأحاديث حميمة تُقال على مائدة، أو تُروى تحت ظل شجرة، أو تُهمس في مساءات الرفقة. ولعل ما يميّز مقدّمي هذا البودكاست، ليس تمكنهم من المادة التي يتناولونها فقط، بل قدرتهم العفوية على أن يجعلوا الذاكرة صوتًا نابضًا، يعيش في رأس المتلقي وقلبه في آنٍ واحد. لا يتكلّفون في الحديث، ولا يغرقون في التقريرية، بل يقدّمون الحكاية كما لو كانت جارة عزيزة طرقت الباب على حين دفء، وجلست تروي ما كان وكأنّه يحدث الآن. في كل حلقة من "ذاكرة"، يبدو أن الصوت لا يخرج من أفواه المقدّمين فحسب، بل من أعماق الذاكرة المحلية الوطنية، التي كثيرًا ما صمتت، أو لم تجد من ينصت لها بهذا القدر من الاحترام والتذوق. فهم لا يعرضون التاريخ كأحداث باردة، بل يضعونه على طاولة الحاضر، يقرّبونه من اليوم، ويحرّكون به ذواكر المستمعين، فيدهشوننا بالتفاصيل، وكيف أن حدثًا مرّ قبل سنين مضت قد يُحرّك دمعة أو يوقظ ابتسامة. تناولت الحلقات موضوعاتٍ شتى من الطفولة في أحياء كانت ذات يوم تغلي بالحياة، إلى مواقف سياسية وثقافية صنعت وعي الأجيال، ومن شخصيات منسية أعطت بعمق ولم تُحتفَ بها، إلى لحظات تحوّل تركت أثرًا لا يُمحى. لم يكن موضوع الحلقة هو البطل، بل كان مجرد باب، وراءه حكايات لا تنتهي، تُحرّك الساكن، وتبعث في القلب أسئلة، وفي الذهن صورًا، وفي الذاكرة أصواتًا كانت غائبة فعادت. وتنوّعت أطروحاتها بين مواقف ومشاهد وصور متعدد كالعادات القديمة في المأكل والملبس والتزاور والاحتفال والفرح والحزن والتواصل، وتغيرات المدينة كالرياض في حراكها وأحداثها وشواهدها وشوارعها وناسها وأسلوب حياتها وقيمها وغير ذلك. وإن تنوعت فهي تتوحّد في رسالتها؛ التذكير بأن الزمن ليس جدارًا نعلّق عليه الصور، بل كائن حيّ نعيش فيه ويعيش فينا. من الحديث عن المدن في لحظاتها العتيقة، إلى سرد تفاصيل الحياة الاجتماعية، والسياسية، والثقافية، والرياضية وحتى العائلية، كان كل موضوع في "ذاكرة" يُقدَّم وكأنه مشهد نعرفه مسبقًا، نكاد نراه، ونشمّ رائحته، ونسمع أصواته القديمة تتردّد. في كل حلقة، وكأنك أمام مرآةٍ زمنية، لا تعكس وجهك، بل ملامح أجيال سبقتك، تركت لك الإرث والمكان، واللغة والصمت، والفرح والشجن، ثم مضت. ومما يلفت الانتباه في هذا البودكاست، هو الانسجام بين المقدّمين، والتناغم الذي يتجاوز توزيع الأدوار، إلى إظهار حالة من الحوار التفاعلي الصادق، الذي لا يعتمد على نصوص مكتوبة بقدر ما ينطلق من أعماق خبرتهم وتلقائيتهم وبراعتهم في الإنصات لبعضهم ولما بين السطور، وقد استطاع هذا الأسلوب أن يمنح "ذاكرة" طابعًا خاصًا، لا يشبه إلا نفسه. وما يجعل "ذاكرة" مختلفًا أيضًا هو أنه لا يخاطب عقل المتلقي فقط، بل يربت على ذاكرته، وينشط وجدانه، ويثير أسئلته الشخصية: أين كنت عندما حدث ذلك؟ كيف كنا نعيش؟ وما الذي تغيّر؟ ومع كل إجابة، لا نكتشف الماضي فحسب، بل نكتشف الحاضر بطريقة أوضح، وأصدق. ويمكن القول إن "ذاكرة" قد نجح عبر شخصيتين تمتلكان خبرة عريضة، وبصيرة مؤرخ لا تَحكمه الوقائع بقدر ما تستثيره التفاصيل الصغيرة، تلك التي غالبًا ما تتسلل من الكتب ولا تسكن إلا في العيون التي عايشت. شخصيتان بارزتان، باحثان مؤرخان جديران هما الأستاذ منصور الشويعر والأستاذ منصور العساف، اسمان يمتلكان من الخبرة والرصيد المعرفي والتواصلي ما يمكّنهما من إدارة الحوار مع الزمن نفسه، ومن تقديم التاريخ، لا كصفحات مجففة، بل كأحاديث حميمة تُقال على مائدة، أو تُروى تحت ظل شجرة، أو تُهمس في مساءات الرفقة. ويبقى القول: بودكاست "ذاكرة" ليس استرجاعاً للماضي من أجل الترف العاطفي، بل هو تمرين حقيقي على أن التذكّر فعل مقاومة للنسيان، وبحث دائم عن المعنى، وإيمان بأن الإنسان لا يُفهم خارج ذاكرته. إنه بودكاست لا يروي لنا التاريخ، بل يجعلنا نعيشه، ونفهمه، ونتصالح معه.. بودكاست يُعيد تشكيل وعينا، حلقة بعد أخرى، فشكراً للناقل والمنقول.