
يختار المندلاوي الجميل صورة شعرية متحركة الاجزاء وافكار ثائرة في عالم الحب
تذكرت قول الجاحظ : (( ينبغي للكاتب أن يكون رقيقَ حواشي اللسان , عذْبَ ينابيع البيان , إذا حاور سدّدَ سهمَ الصواب إلى غرض المعنى , لا يكلّم العامّةَ بكلام الخاصّة , ولا الخاصّة بكلام العامّة )) , و(( شاعرتنا التي تكتب بمعنى فلسفي عميق لشعور يتجاوز المدى المنظور والمحسوس والملموس للحب , كأرتقاء ثمرة في أعلى شجرة , وطنين نحلة ما استدلت على خليتها , غربة حقيبة متروكة في صالة المطار لا تعود لأحد , سقف يسيل منه ماء المطر اعيى البناة في الاستدلال على حوافه , نبتة خضراء في حقل أغبر تم حصاده , لا كيمياء فسرت معادلات الفوق الحب , لان العلوم كلها لا ترقى لما فطر الله عليه القلوب , يبقى وهباً ربانياً خالصاً ذلك الربط بين الارواح ولا يعرفه الا من خبره )) .
(( يقولون ان للعيون مداد أمنية , مؤججة بالشوق ومثقلة بالوجد , حين يوزع القلب الغياب في غفلة الأيام , ويشتد ألخوف من وجع الحنين )) .
دعها تخرق ماتخرق , وأنتبه لما تقوله في أورادها , أنها تردد دعاء ذلك الأعرابي المتعلق بأستار الكعبة : (( يا من لايشغله سمع عن سمع , يا من لايغلطه السائلون , يا من لايتبرم بألحاح الملحين , أذقني برد عفوك وحلاوة رحمتك )) .
ولم لا تثرثر به , يقول اهل النصيحة : لا تفعل ما يخالف شغف قلبك تحت أي ظرف , قل كلمة أحبك لمن يستحقها بلا تأجيل , او (( إغمض عينيك حتى تراني )) , الوهم عندما يتغلب على وعي البشر يمتلكه ويسخره لغاياته الرائعة , ولكل وهم أدواته , وصاحب الوهم قد يكون عاشقا أو مفتونا بأوهامه الملونة والمتلألئة في فضاءات ما يرى ويحس , كما انها اي الأوهام بأنواعها لذيذة وتستلب الألباب وتسخر المبتلين بها للعمل بموجبها , ها هي تفعلها وتقول له كل عام وانت شاغل ألألباب .
سمعتها مرة ترقص مع الدرويش وتقول : (( في نوايا الطبيعة , قد تجذر الكثير من عدم الجدوى , للحب قوة هائلة , وللخيال قوة عظمى , فهو يسمح لنا بخلق عوالم تجعلنا نتأرجح بين فيروس الشعوربالسعادة , والوصول الى كون من المستحيل بلوغ نهايته , عاطفة تتمتع بقوة تسونامي , تجبرني أن أواجه أزمات غير مسبوقة , ترى ما هي الكلمات الأنعم من الجفون ؟ أريد ان اختار كلاما لك , فمسراك في الخيال يجعلني أحب الكسل الناجم عن الشغف , ودوما يحافظ القلب على ميزة خطيرة , لا يحب المعارضين الذين يضللوا العاطفة , فمنْ يخْبرِ الْهواءَ أنّهُ يتنفّسُ منْ رئتيَّ فيسْمعُ نشيجِي لَا أنْفاسَهُ )) ؟
يقول جبران : (( من باح بالاسرار يشابه الاحمق , فالصمت والكتمان احرى بمن يعشق , بالله يا قلبي إذا اتاك مستعلم يسأل عما دهاك فاكتم )) , فلا تدع شدة العطش تصور لك السراب ماءاً وفي الحقيقة السراب سراب والماء ماء , ومن اين للزمان سلطته عليها وهي التي تسيل كساعات سلفادور دالي ؟ وتختار المعنى الخفي لتروغ و تبقى فاردة جناحيها على مرّ الازمان , (( وتبدع كما المتصوفة في وصف الغور في الرحمات , وما هي الا جذبة واحدة فيكون المرء في الملكوت , ومن ذاق قطرة من شهد الحضور لن يكون حاضراً في مجلس أخر , ويبقى النجم القطبي قمر ليالينا حين يختفي قمر الناس ونبقى نبدع في جمع الحروف التي تعبر عن الفكرة كأحجية لا يحلها الا ذو حظ عظيم )) .

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


موقع كتابات
منذ 2 أيام
- موقع كتابات
يختار المندلاوي الجميل صورة شعرية متحركة الاجزاء وافكار ثائرة في عالم الحب
من ديوان (اشتري نعاسا) , تقول الشاعرة : (( لا حاجةلاستنطاق احلامي فهي عادة تثرثر بك كثيرا عزائي أن ليس للزمان والمكان سلطة على عاشقة خرقت قوانين الحب)) , تذكرت قول الجاحظ : (( ينبغي للكاتب أن يكون رقيقَ حواشي اللسان , عذْبَ ينابيع البيان , إذا حاور سدّدَ سهمَ الصواب إلى غرض المعنى , لا يكلّم العامّةَ بكلام الخاصّة , ولا الخاصّة بكلام العامّة )) , و(( شاعرتنا التي تكتب بمعنى فلسفي عميق لشعور يتجاوز المدى المنظور والمحسوس والملموس للحب , كأرتقاء ثمرة في أعلى شجرة , وطنين نحلة ما استدلت على خليتها , غربة حقيبة متروكة في صالة المطار لا تعود لأحد , سقف يسيل منه ماء المطر اعيى البناة في الاستدلال على حوافه , نبتة خضراء في حقل أغبر تم حصاده , لا كيمياء فسرت معادلات الفوق الحب , لان العلوم كلها لا ترقى لما فطر الله عليه القلوب , يبقى وهباً ربانياً خالصاً ذلك الربط بين الارواح ولا يعرفه الا من خبره )) . (( يقولون ان للعيون مداد أمنية , مؤججة بالشوق ومثقلة بالوجد , حين يوزع القلب الغياب في غفلة الأيام , ويشتد ألخوف من وجع الحنين )) . دعها تخرق ماتخرق , وأنتبه لما تقوله في أورادها , أنها تردد دعاء ذلك الأعرابي المتعلق بأستار الكعبة : (( يا من لايشغله سمع عن سمع , يا من لايغلطه السائلون , يا من لايتبرم بألحاح الملحين , أذقني برد عفوك وحلاوة رحمتك )) . ولم لا تثرثر به , يقول اهل النصيحة : لا تفعل ما يخالف شغف قلبك تحت أي ظرف , قل كلمة أحبك لمن يستحقها بلا تأجيل , او (( إغمض عينيك حتى تراني )) , الوهم عندما يتغلب على وعي البشر يمتلكه ويسخره لغاياته الرائعة , ولكل وهم أدواته , وصاحب الوهم قد يكون عاشقا أو مفتونا بأوهامه الملونة والمتلألئة في فضاءات ما يرى ويحس , كما انها اي الأوهام بأنواعها لذيذة وتستلب الألباب وتسخر المبتلين بها للعمل بموجبها , ها هي تفعلها وتقول له كل عام وانت شاغل ألألباب . سمعتها مرة ترقص مع الدرويش وتقول : (( في نوايا الطبيعة , قد تجذر الكثير من عدم الجدوى , للحب قوة هائلة , وللخيال قوة عظمى , فهو يسمح لنا بخلق عوالم تجعلنا نتأرجح بين فيروس الشعوربالسعادة , والوصول الى كون من المستحيل بلوغ نهايته , عاطفة تتمتع بقوة تسونامي , تجبرني أن أواجه أزمات غير مسبوقة , ترى ما هي الكلمات الأنعم من الجفون ؟ أريد ان اختار كلاما لك , فمسراك في الخيال يجعلني أحب الكسل الناجم عن الشغف , ودوما يحافظ القلب على ميزة خطيرة , لا يحب المعارضين الذين يضللوا العاطفة , فمنْ يخْبرِ الْهواءَ أنّهُ يتنفّسُ منْ رئتيَّ فيسْمعُ نشيجِي لَا أنْفاسَهُ )) ؟ يقول جبران : (( من باح بالاسرار يشابه الاحمق , فالصمت والكتمان احرى بمن يعشق , بالله يا قلبي إذا اتاك مستعلم يسأل عما دهاك فاكتم )) , فلا تدع شدة العطش تصور لك السراب ماءاً وفي الحقيقة السراب سراب والماء ماء , ومن اين للزمان سلطته عليها وهي التي تسيل كساعات سلفادور دالي ؟ وتختار المعنى الخفي لتروغ و تبقى فاردة جناحيها على مرّ الازمان , (( وتبدع كما المتصوفة في وصف الغور في الرحمات , وما هي الا جذبة واحدة فيكون المرء في الملكوت , ومن ذاق قطرة من شهد الحضور لن يكون حاضراً في مجلس أخر , ويبقى النجم القطبي قمر ليالينا حين يختفي قمر الناس ونبقى نبدع في جمع الحروف التي تعبر عن الفكرة كأحجية لا يحلها الا ذو حظ عظيم )) .


وكالة الصحافة المستقلة
منذ 2 أيام
- وكالة الصحافة المستقلة
جدل جديد يشتعل بين نيقولا معوض وفضل شاكر.. ما القصة الحقيقية؟
المستقلة/-جدل جديد يشتعل بين نيقولا معوض وفضل شاكر.. ما القصة الحقيقية؟ أثار الممثل اللبناني نيقولا معوض جدلاً واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، عقب نشره منشورًا مثيرًا على حسابه في إنستغرام، هاجم فيه بشدة المدافعين عن الفنان فضل شاكر، مؤكّدًا أن 'فرصة التوبة تُمنح لمن يحاسب على أفعاله، وليس لمن يرفع السلاح في وجه جيش بلده'. وشدّد معوض على أن 'في أي دولة أخرى، كان من المفترض أن يكون مثل شاكر في السجن، وليس يُطلق له العنان لنزول ألبومات موسيقية'، معبّرًا عن رفضه لمحاولات تبرئته دون المرور بمحاكمة قانونية عادلة، وداعياً المدافعين عنه إلى التحلّي بالحياء. وكشف معوض أيضًا عن تلقيه معلومات من مصدر صحافي موثوق، تؤكد وجود معلومات مغلوطة متداولة حول القضية، مبدياً استعداده للاعتذار إذا ثبت له صحة ذلك، موضحًا أن دوافعه هي البحث عن الحق ورضا الله وليس إثارة الجدل. تابع وكالة الصحافة المستقلة على الفيسبوك .. اضغط هنا على الجانب الآخر، أصدر الفنان فضل شاكر بيانًا رسميًا نفى فيه جميع التهم الموجهة إليه والتي تعود إلى أكثر من 13 عامًا، واصفًا ما حصل معه بأنه 'ملف سياسي بامتياز وليس قانونيًا'. وأشار شاكر إلى أنه لم يكن مطلوبًا قبل لجوئه إلى مخيم عين الحلوة، وأنه تعرّض لتهديدات بالقتل، إضافة إلى تهمٍ لا تستند إلى أدلة قانونية، مؤكّدًا أن حكمًا غيابيًا صدر ببراءته من الاشتباك مع الجيش اللبناني. كما كشف الفنان عن محاولات ابتزاز مالي تعرض لها من جهات رسمية طلبت منه ملايين الدولارات مقابل تسوية قضيته، مشيرًا إلى أن نفوذًا مرتبطًا بالنظام السوري السابق لا يزال يعرقل تسوية ملفه. واختتم شاكر بيانه برسالة موجهة إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، معبّرًا عن أمله في إدراج ملفه ضمن الأولويات الإنسانية، ومؤكدًا عزمه على مواصلة مسيرته الفنية مع وعد بإصدارات موسيقية جديدة قريبًا.


موقع كتابات
منذ 3 أيام
- موقع كتابات
مقامة طِشّاري
طِشّاري (بكسر الطاء وتشديد الشين) : هي مفردة تستخدم في العراق لتسمية ووصف طلقة الصيد التي تتوزع في عدة اتجاهات , وإذا وصفت جماعة نفسها بهذه الكلمة فهذا يعني بأنها (( مُبعثرة )) , ويرمز بها العراقيون للتشتت والضياع , وقد حاولت الروائية (( إنعام كجه جي )) من خلال رواية (( طِشّاري )) , أن تتناول كارثة الشتات العراقي , في العقود الأخيرة , من خلال سيرة طبيبة عملت في أرياف جنوب العراق في خمسينيات القرن العشرين وأبنائها الثلاثة الموزعين في ثلاث قارات , لاسيما ابنتها البكر التي أصبحت طبيبة أيضًا , وتعمل في المناطق النائية من كندا , وبمواجهة تمزق شمل العائلة يبتكر الحفيد إسكندر مقبرة إلكترونية , جعل لها موقعًا خاصًا على شبكة الإنترنت , دفن فيها الموتى من العائلة حيث يتعذر جمعهم في مقبرة على الأرض , وخصص لكل فرد من أفراد السلالة المتفرقة في قارات العالم قبرًا خاصًا به. تلقي إنعام كجه جي الضوء على قضية الطائفية في العراق , من خلال حكاية (( وردية )) , وصولًا للحرب والتناثر أو التشتت في بلدان الله , من هنا عنوان الرواية , طشاري , لم يعرف رأسُ ورديَّة العباءةَ سوى مرّة واحدة , يوم ذهبَت مع كمالة وخطيبها إلى النجف لشراء سجّادة عجميّة , عباءة من قماش ثقيل أملس ينزلقُ وينزل على كتفيها ويسحل فتتعثّر به , ترتبكُ ولا تعرف كيف تواصل سيرها في السوق , لقد رأت والدتها ترتدي العباءة السوداء عندما كانوا في الموصل , وكذلك كمالة وجولي , أما هي فكانت طفلة , ولما انتقلت العائلة إلى بغداد ذهبَت الى المدرسة الابتدائية بضفيرتين سافرتين , مثل رفيقاتها , خابر سُليمان صديقه آمر موقع الديوانية وأخبره بأن شقيقته قد تعيّنت طبيبة عندهم , سأله : هل عليها أن ترتدي العباءة؟ لو كانت لي ابنة تخرَّجت دكتورة فلن أُغطّيَها بالعباءة. كمطر هادئ ينزّ على أرض عطشى , تهطل ذكريات الدكتورة (( وردية )) على صفحات الرواية , ذكريات تسحبها المؤلفة من ذاكرة بطلتها وتباريح روحها , لتنقشها بأحرف من وجع وشجن في سردها , وتمزجها بالكثير من (( ذهب )) التراث العراقي : الأمثال الشعبية , الأغاني , الأسماء , والمفردات العامية , فالدكتورة (( وردية )) طبيبة عراقية , مسقط رأسها بغداد , وهي مسقط قلبها أيضاً , لكن الحرب وتغيُّر ظروف البلاد تجبرها على الرحيل إلى باريس , بعد أن توزعت عائلتها في كل أقاصي الأرض , (( كأن جزاراً تناول ساطوره وحكم على أشلائها أن تتفرق في كل تلك الأماكن , رمى الكبد إلى الشمال الأميركي وطوّح بالرئتين صوب الكاريبي وترك الشرايين طافية فوق مياه الخليج , أما القلب , فقد أخذ الجزار سكينه الرفيعة الحادة وحزّ بها القلب رافعاً إياه , باحتراس , من متكئه بين دجلة والفرات ودحرجه تحت برج إيفل )) , في باريس , تستقبلها إبنة أخيها, لتصبح العجوز الثمانينية صديقة ابنها (( إسكندر)) ,تحكي له عن العراق , وعن أمنيتها في أن تعود لتدفن في ترابه بعد موتها , يقوم الفتى بإنشاء مقبرة إلكترونية على (( كومبيوتره )) يجمع فيها شتات الأقارب المتوزعين في كل أنحاء العالم , يضع قبوراً للأحياء إلى جوار قبور الأموات , محققاً بذلك حلماً يصعب تحقيقه على أرض الواقع : (( وضعت السماعتين فسمعت موسيقى ناعمة تتناغم مع حركة فأرة الكومبيوتر التي يقبض عليها إسكندر , عرض عليها قبوراً تفنن في تشييدها ,وأقام عليها شواهد ملونة مثل أقواس قزح . تتناول الكاتبة في روايتها تاريخ العراق , منذ الخمسينيات حتى اليوم , بكل مآسيه وأحداثه ومنعطفاته , من خلال ذكريات (( وردية )) الفتاة المسيحية , التي درست الطب في بغداد ثم انتقلت لتعمل في (( الديوانية )) وأحبت الناس هناك وأحبوها , حين لم تكن المذاهب ولا الطوائف لتفرّق بين الناس آنذاك , تتزوج من طبيب يعمل معها في المشفى وتنجب أطفالها , الذين يكبرون ويرحل كلّ منهم إلى وجهة مختلفة , (( ياسمين )) تشحن كطرد بريدي إلى دبي لتتزوج بشخص بالكاد تعرفه , لأنها هددت بالخطف من قبل جماعة تكفيرية , و(( برّاق )) يعيش متنقلاً من بلد إلى بلد بحسب عقد العمل الذي يحصل عليه , أما (( هندة )) التي تحتل قصتها جزءاً كبيراً من السرد , فرحلت مع زوجها بعد ويلات حرب 1991, وعانوا الأمرّين للظفر بتأشيرة للسفر إلى كندا , وبعد وصولهم إلى هناك , بدأت مصاعب من نوع آخر, إذ توجب عليها معادلة شهادتها كي تحصل على عمل , لن تجده إلا في منطقة نائية وبعيدة عن أسرتها. تنقل الإبنة معاناتها إلى أمها من خلال رسائل ترسلها إليها , لتصبح الرسائل جزءاً من تنوّع الأساليب السردية التي استخدمتها (( إنعام كجه جي)) في روايتها , إضافة إلى الفصول المروية على لسان الراوي العالم بكل شيء , والفصول الأخرى المكتوبة على لسان إبنة أخت (( وردية )) , لا يوجد خط زمني صاعد أو هابط للأحداث , فتارة تأخذنا إلى الماضي وتارة تعود بنا إلى الوقت الحاضر , وكأنها أرادت أن يكون شكل روايتها مكتوباً بأسلوب (( طشاري )) الذي أثبتته كعنوان للرواية , ليرمز إلى الشتات العراقي في كل بقاع الأرض , وليكون عنواناً أيضاً لديوان شعري تكتبه إبنة الأخ , يسألها إبنها (( إسكندر)) عن معنى الإسم , تجيبه (( بالعربي الفصيح : تفرّقوا أيدي سبأ )) : ( وهوتعبير بحكم التركيب والمجاز كناية عن التفرّق والانتشار في كل وجه كما تبدّد سبأ وقومه , وأصله من قصة سبأ والسيل العرم الذي خَرّب اليمن وفَرَّق أهلها , ثم جرى مجرى المثل وشاع استعماله وصار تعبيرا اصطلاحيّا لخروجه عن معناه الأصلي إلى هذا المعنى البلاغي فصار له تأثير في النفس ) , وتوضّح أكثر (( تطشّروا مثل طلقة البندقية التي تتوزع في كل الاتجاهات , إنهم أهلي الذين تفرّقوا في بلاد العالم مثل الطلق الطشّاري)) , تنتهي الرواية , فيظلّ القارئ مأسوراً ومسكوناً بالحنين , الحنين الجامح إلى العراق بكل ما فيه , حتى لو لم يكن قد زاره من قبل.