
متعاقد أمني سابق في مؤسسة غزة الإنسانية يتحدث لبي بي سي عن إطلاق زملاء له النار على فلسطينيين جائعين لم يشكلوا تهديداً
فلسطينيون يحملون مساعدات تلقوها من مؤسسة غزة الإنسانية قرب معبر نتساريم وسط قطاع غزة، في 29 مايو/أيار 2025
تحدث متعاقد أمني سابق في مواقع توزيع المساعدات الجديدة المثيرة للجدل في غزة المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة لبي بي سي، عن مشاهدته لزملاء له وهم يطلقون النار مرات عدة على فلسطينيين جوعى لم يشكلوا أي تهديد باستخدام الرشاشات.
وقال: "في إحدى المرات أطلق أحد الحراس النار من خلال رشاش من برج مراقبة لأن مجموعة من النساء والأطفال وكبار السن كانت تتحرك ببطء شديد بعيداً عن الموقع".
وعندما طُلب الرد من مؤسسة غزة الإنسانية (GHF)، نفت هذه الادعاءات جملةً وتفصيلاً.
وأحالت المؤسسة بي بي سي إلى بيان يفيد بعدم تعرض أي مدنيين لإطلاق نار في مواقع توزيع المساعدات التابعة للمؤسسة.
وبدأت المؤسسة عملياتها في غزة نهاية شهر مايو/أيار.
وتوزع مساعدات محدودة من مواقع عدة في جنوب ووسط قطاع غزة، بعد حصار شامل فرضته إسرائيل على غزة لمدة 11 أسبوعاً، لم يدخل خلالها أي طعام إلى القطاع.
تعرض هذا النظام لانتقادات واسعة النطاق لإجباره أعداداً هائلة من الناس على السير عبر مناطق القتال النشطة إلى عدد قليل من المواقع.
منذ انطلاق عمل المؤسسة، قتلت القوات الإسرائيلية أكثر من 400 فلسطيني كانوا يحاولون الحصول على مساعدات غذائية من مواقعه، وفقاً للأمم المتحدة وأطباء محليين.
وتقول إسرائيل إن نظام التوزيع الجديد يمنع وصول المساعدات إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
أطلق النار … "ثم ضحكوا"
SUPPLIED
طابور مزدحم من الناس في ممر مسيج بالقرب من موقع لمؤسسة غزة الإنسانية
وتابع المتعاقد السابق وصفه للحادث الذي وقع في أحد مواقع المؤسسة الذي قال إن الحراس أطلقوا النار فيه على مجموعة من الفلسطينيين.
وأضاف: "عندما حدث ذلك، أطلق مقاول آخر في الموقع، كان يقف على الساتر الترابي المطل على المخرج، ما بين 15 إلى 20 طلقة على الحشد".
"سقط رجل فلسطيني على الأرض بلا حراك. ثم قال المقاول الآخر الذي كان واقفاً هناك، يا إلهي، أعتقد أنك حصلت على واحدة، ثم ضحكوا على الأمر".
وقال المتعاقد الذي تحدث لبي بي سي، شريطة عدم الكشف عن هويته، إن مديري المؤسسة تجاهلوا تقريره واعتبروا الأمر مصادفة، مشيرين إلى أن الرجل الفلسطيني ربما يكون قد "تعثر" أو "متعب وفقد وعيه".
وذكرت المؤسسة أن الرجل الذي وجّه هذه الادعاءات هو "متعاقد سابق ساخط" فُصل لسوء سلوكه، وهو ما ينفيه.
وأطلع المتعاقد بي بي سي على كشوف رواتب تشير إلى استمراره في تقاضي راتبه لمدة أسبوعين بعد مغادرته المنصب.
"أطلقوا النار"
وتحدث المتعاقد لبي بي سي بعد أن عمل في جميع مواقع توزيع المؤسسة الأربعة، عن ثقافة الإفلات من العقاب، مع وجود قواعد وضوابط محدودة.
وقال إن المتعاقدين لم يُمنحوا قواعد اشتباك واضحة أو إجراءات تشغيل محددة.
"كان أحد قادة الفرق يقول لهم: إذا شعرتم بالتهديد، فأطلقوا النار، أطلقوا النار للقتل، ثم اطرحوا الأسئلة لاحقاً".
قال المتعاقد إن "ثقافة الشركة كانت تُشعرنا بأننا ذاهبون إلى غزة، فلا قواعد تُلزمنا. افعلوا ما يحلو لكم".
وأضاف: "إذا غادر فلسطيني الموقع دون أن يُظهر أي نية عدائية، وأطلقنا عليه طلقات تحذيرية … فنحن مخطئون، ونرتكب إهمالاً إجرامياً".
"كذبة صريحة تماماً"
Reuters
تعرضت عملية تزويد المساعدات من قبل مؤسسة غزة الإنسانية لانتقادات بسبب إجبار الناس على السير عبر مناطق القتال النشطة
وأشار إلى أن كل موقع كان يحتوي على كاميرات مراقبة تراقب النشاط في المنطقة، وأن إصرار مؤسسة غزة الإنسانية على عدم تعرض أي شخص هناك لأذى أو إطلاق نار كان "كذبة صريحة تماماً".
وقالت المؤسسة إن إطلاق النار الذي سمع في اللقطات التي جرى مشاركتها مع بي بي سي، كان قادماً من جانب القوات الإسرائيلية.
وقال المتعاقد السابق، إن قادة الفرق وصفوا سكان غزة بـ"جحافل الزومبي"، "ملمّحين إلى أن هؤلاء الناس لا قيمة لهم".
وأضاف أن الفلسطينيين يتعرضون للأذى بطرق أخرى في مواقع المؤسسة، عن طريق إصابتهم بشظايا القنابل الصوتية، أو رشهم برذاذ الفلفل، أو دفعهم من قبل الحشود نحو الأسلاك الشائكة.
وتحدث عن مشاهدته حالات بدا فيها أن فلسطينيين أصيبوا بجروح خطيرة، بما في ذلك رجل وُضعت عبوة كاملة من رذاذ الفلفل على وجهه، وامرأة أصيبت بالجزء المعدني من قنبلة صوتية أُطلقت بطريقةٍ خاطئة على حشدٍ من الناس.
وقال: "أصابتها هذه القطعة المعدنية مباشرةً في رأسها، فسقطت على الأرض دون أن تتحرك. لا أعرف إن كانت قد ماتت. أنا متأكدٌ أنها كانت فاقدةً للوعي".
في وقت سابق من هذا الأسبوع، دعت أكثر من 170 منظمة إلى إغلاق مؤسسة غزة الإنسانية.
وتقول هذه المنظمات، بما في ذلك "أوكسفام" و"إنقاذ الطفل"، إن القوات الإسرائيلية وجماعات مسلحة تطلق النار "بشكل روتيني" على الفلسطينيين الذين يطلبون المساعدة.
تنفي إسرائيل تعمد جنودها إطلاق النار على متلقي المساعدات، وتؤكد أن نظام المؤسسة يقدم مساعدة مباشرة للمحتاجين، متجاوزاً تدخل حركة حماس.
وقالت المؤسسة، إنها وزعت أكثر من 52 مليون وجبة خلال خمسة أسابيع، وإن المنظمات الأخرى "تقف مكتوفة الأيدي بينما تُنهب مساعداتها".
شنّ الجيش الإسرائيلي حملةً في غزة رداً على هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على إسرائيل، والذي قُتل فيه حوالي 1200 شخص واختُطف 251 آخرون.
ووفقًا لوزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس، قُتل ما لا يقل عن 57,130 شخصاً منذ ذلك الحين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوسط
منذ 4 ساعات
- الوسط
"المدينة الإنسانية": خطة إسرائيلية لدفع الفلسطينيين في غزة جنوباً تثير الغضب والجدل
EPA كشف وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس عن خطة لإقامة "مدينة إنسانية" مغلقة فوق أنقاض مدينة رفح جنوبي قطاع غزة. وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية رسمية، تهدف خطة كاتس، التي تحدث عنها في لقاء مع مراسلين عسكريين أجانب، إلى فصل السكان المدنيين عن منتسبي حركة حماس. ووفق ما بثته قناة "كان 11"، تقضي الخطة في مرحلتها الأولى بتفريغ منطقة الممر الإنساني في المواصي، ونقل نحو 600 ألف من الفلسطينيين إلى هذه المدينة الجديدة. ويقدر كاتس أن منظمات دولية ستتولى إدارة الشؤون المدنية في المدينة الإنسانية، بينما سيكتفي الجيش الإسرائيلي بتأمين محيط المدينة عن بعد. وتُشرف على الخطة مديرية الأمن في وزارة الدفاع وتتضمن آلية فحص أمني لكل من يدخل المدينة، و سيُمنع السكان من مغادرتها بعد دخولها. وفي مراحل لاحقة، تسعى إسرائيل، بحسب المخطط، إلى نقل باقي سكان القطاع إلى المدينة الجديدة. وتشير التقديرات الأمنية إلى أنه في حال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار فستبدأ أعمال إنشاء المدينة خلال فترة التهدئة المفترضة التي قد تمتد لـ 60 يوماً. وبحسب التقارير الإسرائيلية، فإن هذه المدينة ستقام بين محوري "فيلادلفيا" و "موراغ" جنوبي القطاع. مصادر مطلعة على تفاصيل الخطة ذكرت، بحسب القناة 12 الإسرائيلية، أنه في المرحلة التالية، بعد تجميع السكان، سيتم تفعيل آليات لتشجيع هجرة طوعية من سكان "المدينة الإنسانية" إلى دول ثالثة خارج القطاع. ومع ذلك، تدرك إسرائيل أن هذه الخطوة قد تثير ردود فعل حادة في المجتمع الدولي. كما أفادت القناة 12 أيضاً أن التأخير في إقامة "المدينة الإنسانية" أدى إلى توترات خلال جلسة في المجلس الوزاري الأمني المصغر بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس هيئة الأركان. وبحسب تقرير لصحيفة معاريف الإسرائيلية، فإن خطة "المدينة الإنسانية" لم يتم الاتفاق عليها بعد بشكل نهائي داخل المجلس الوزاري المُصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت). ونقلت الصحيفة أن رئيس الأركان إيال زامير عبّر عن معارضته لهذا التوجه، محذراً من أن الخطة تفتقر إلى آلية أمنية وتنظيمية واضحة، وأنها ستتطلب نشر قوات عسكرية كبيرة. وعن هذا المقترح، يقول المحامي الحقوقي الإسرائيلي ميكائيل سفارد في تصريح لصحيفة الغارديان البريطانية إن خطة كاتس ليست أقل من "جريمة ضد الإنسانية"، قائلاً: "خطة كاتس تتعلق بنقل الفلسطينيين إلى الطرف الجنوبي من القطاع تمهيداً لترحيلهم خارجه". وأضاف سفارد في حديثه للغارديان أنه بالرغم من أن "الحكومة تسمي الأمر ترحيلاً طوعياً، يخضع سكان غزة لإجراءات قاسية تمنع اعتبار أي مغادرة للقطاع طوعية". وبحسب تصريحات متكررة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فإن أمريكا وإسرائيل تبحثان عن دول يمكن نقل الفلسطينيين إليها. وأفادت هيئة البث الإسرائيلية أن خطة "المدينة الإنسانية" التي تخطط إسرائيل لإقامتها في رفح، شكلت عقبة كبيرة أمام تقدم مفاوضات صفقة التبادل مع حركة حماس، والتي تجري في العاصمة القطرية الدوحة. وقالت مصادر فلسطينية مشاركة في المفاوضات لهيئة البث إن المقترح الإسرائيلي يلقى رفضاً قاطعاً من جانب حماس، ويُعد من أبرز النقاط التي تعطل إحراز تقدم في المحادثات. EPA نازح فلسطيني ينتقل من خان يونس باتجاه رفح في جنوب غزة، 26 يناير/ كانون الثاني 2024 "التهجير سيفشل ولن ننزح مجدداً" وفي مدينة غزة، أكد سكان ونازحون التقت بهم "بي بي سي"، أن ما وصفوه بـ "خطط التهجير الإسرائيلية الأمريكية" ستفشل حتماً كما فشل ما يعتبرونه "خطة التهجير والنزوح الجماعي الأوليَّ". وأشار البعض إلى اضطرار عشرات الآلاف منهم، للنزوح من ديارهم في الشهور الأولى من الحرب، إلى مناطق في جنوبي القطاع، صنَّفها الجيش الإسرائيلي، على أنها "إنسانية وآمنة"، مثل منطقة المواصي الساحلية في خان يونس. وشدد هؤلاء الغزيِّون، على إصرارهم على البقاء في أماكن سكناهم، رغم ما حل بها من دمار كبير، مؤكدين أنهم لا يعتزمون النزوح من جديد. وقال بعض من تحدثت معهم "بي بي سي"، إنهم عانوا مما سموه "تجارب قاسية" في هذه المناطق المُصنَّفة "إنسانية"، مشيرين إلى أن المواصي مثلاً شهدت ما وصفوه بـ "مجازر مروعة"، راح ضحيتها آلاف القتلى والمصابين، بحسب تعبيرهم. ولطالما نفى الجيش الإسرائيلي اتهامات باستهداف جنوده لمدنيين فلسطينيين عمداً في الحرب الدائرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. و تقول نسرين عوكل، وهي من سكان غزة، إنها لن تذهب "بكل تأكيد إلى المنطقة التي يتحدثون عنها ويقولون إنها آمنة، وسيكون فيها طعام وشراب وما شابه ذلك، رغم كل ما يمكن أن يحدث من ضغط عسكري وتجويع، وذلك بعد تجربتنا المريرة في النزوح من شمالي القطاع إلى جنوبه، وما عانينا منه من حياة قاسية في الخيام، والأحوال السيئة جداً". وتردف السيدة الفلسطينية القول إن خطة كاتس "ستفشل بكل تأكيد كما فشل النزوح الجماعي الأول، وعدنا مجدداً إلى الشمال". أما معين أحمد، وهو نازح من منطقة جباليا إلى مدينة غزة، فيقول إن إسرائيل سبق أن منحت الغزيين "وعوداً كثيرة" بإيجاد أماكن ومناطق آمنة لهم، "ولكن تبين أنها ادعاءات باطلة وكاذبة"، بحسب وصفه. ويعتبر أحمد أن الخطة التي يجري الحديث عنها الآن لإقامة ما يوصف بـ "مدينة إنسانية" على أنقاض رفح، ليست إلا "مشروعا جديدا، من أجل تشريد الفلسطينيين وإبعادهم عن مناطق سكناهم وبلداتهم الأصلية". النازح الفلسطيني، الذي يشدد على رفضه النزوح إلى أي منطقة تُصنَّفها إسرائيل على أنها آمنة، يقول أيضاً إن هذه الخطة تمثل محاولة لـ "دفع الناس نحو المجهول ومزيد من القتل والدمار، وذلك بتجميعهم في منطقة واحدة، حتى يسهل القضاء عليهم". أما عوني عابد، وهو نازح يقيم في مدينة غزة، فيرى أن تجدد النزوح تجاه أي "مناطق إنسانية جديدة"، سيعتمد "على حجم الضغط العسكري الذي ستمارسه إسرائيل" في هذا الشأن، موضحاً ذلك بالقول "إذا حصل إطلاق قذائف وعمليات قصف لمنطقتنا، وصدرت أوامر إخلاء منها، سنضطر للنزوح قسراً لمناطق نختارها نحن وليس إلى مناطق يحددها الجيش". ولكنه يضيف أن خيار النزوح إلى أي مناطق سيحددها الجيش الإسرائيلي في رفح "سيبقى كخيار أخير"، مردفاً بالقول "أعتقد – بحسب خبرتنا - أن هذا المشروع الجديد أيضاً سيفشل ولن يحصل". من جانبها قالت حركة حماس في بيان صدر الثلاثاء، إن ما وصفته بمحاولات إسرائيل الدؤوبة لــ "تهجير شعبنا وفرض التطهير العرقي، (قوبلت) بصمودٍ أسطوري من أهلنا، الذين وقفوا في وجه القتل والجوع والقصف، ورفضوا أن يُرسم مستقبلهم من مقارّ الاستخبارات أو موائد الإملاء السياسي"، على حد تعبير الحركة. وفي 11 أبريل/ نيسان الماضي، استكمل الجيش الإسرائيلي السيطرة على كامل "محور موراغ" وطوق مدينة رفح بشكل كامل. ومنذ ذلك الحين، ينفذ الجيش الإسرائيلي عمليات هدم ونسف للمباني في المدينة الحدودية مع مصر.


الوسط
منذ 12 ساعات
- الوسط
أبو عبيدة "يحذر" من احتجاز جنود إسرائيليين جدد في غزة، و ويتكوف يرى "فرصة حقيقية لاتفاق سلام"
Reuters قال الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أبو عبيدة إن القرار "الأكثر غباء" الذي يمكن أن يتخذه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، سيكون الإبقاء على قواته داخل قطاع غزة. وأضاف في بيان عبر تيليغرام: "عملية بيت حانون المركبة هي ضربة إضافية سددها مجاهدونا الأشداء لهيبة جيش الاحتلال الهزيل ووحداته الأكثر إجراماً في ميدان ظنه الاحتلال آمناً بعد أن لم يُبقِ فيه حجراً على حجر". وأشار أبو عبيدة لما وصفه بـ "معركة الاستنزاف" التي يخوضها مقاتلوا حماس مع الجيش الإسرائيلي من شمال القطاع إلى جنوبه والتي "ستكبده كل يومٍ خسائر إضافية". وإذ نجح الجيش الإسرائيلي مؤخراً "في تخليص جنوده من الجحيم بأعجوبة؛ فلربما يفشل في ذلك لاحقاً ليصبح في قبضتنا أسرى إضافيون"، وفق أبو عبيدة. بدوره، أعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، مقتل خمسة من جنوده في معارك في شمال قطاع غزة. وأفاد الجيش في بيان أن جنديّين "سقطا في المعارك في شمال قطاع غزة"، مضيفاً أن ثلاثة آخرين قتلوا وأصيب اثنان بجروح بالغة في الاشتباك ذاته. وقال إن الجرحى "نقلوا إلى المستشفى لتلقي العناية الطبية وتم إبلاغ عائلاتهم". في المقابل، أكد مستشفى العودة في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة مقتل 10 أشخاص وإصابة 72 جراء قصف الجيش الإسرائيلي مجموعة من الفلسطينيين في منطقة المخيم الجديد وسط القطاع. وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، بمقتل أربعة فلسطينيين وإصابة آخرين، بينهم أطفال ونساء، جراء قصف استهدف "بسطة" لبيع المأكولات الشعبية في شارع الصحابة بحي الدرج شرق مدينة غزة. كما شنّت طائرات إسرائيلية مسيّرة غارة على منزل بجوار مدرسة تؤوي نازحين في شارع يافا، شرق مدينة غزة، ما أسفر عن مقتل امرأة وإصابة آخرين. "مستقبل أفضل للفلسطينيين" EPA على صعيد متصل، أكد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب ثقته في رغبة حركة حماس بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة. وفي لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال الأخير إن حكومته تعمل "بالتعاون مع الولايات المتحدة لإيجاد دول يمكن أن تمنح الفلسطينيين مستقبلاً أفضل"، في إشارة إلى خطط ما بعد الحرب التي تشمل حلولاً مدنية وإنسانية بديلة. وعند سؤاله عمّا إذا كان حل الدولتين لا يزال ممكناً في الشرق الأوسط، قال ترامب: "لا أعلم"، وأحال الإجابة إلى نتنياهو، في موقف يعكس تحفظاً على تبنّي هذا الطرح صراحة. وفيما يتعلق بخطط إعادة توطين الفلسطينيين، قال ترامب إن لديه "تعاوناً كبيراً من الدول المجاورة لإسرائيل"، من دون الكشف عن الدول المعنية أو طبيعة هذا التعاون. وأكد نتنياهو أن الرئيس ترامب تحدث عن حرية الاختيار؛ "وأنه إذا أراد سكان من قطاع غزة المغادرة لهم ذلك ومن أراد يمكنه البقاء". هذا اللقاء بين ترامب ونتنياهو هو الثالث في أقل من ستة أشهر، إذ يسعى الرئيس الأمريكي إلى التوصل إلى هدنة في قطاع غزة الذي يشهد وضعاً إنسانياً كارثياً بعد 21 شهراً من الحرب المدمرة. "فرصة حقيقية للسلام في غزة" Reuters صرّح المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، بأن هناك "فرصة حقيقية للتوصل إلى اتفاق سلام في غزة"، بالتزامن مع المفاوضات غير المباشرة الجارية في الدوحة بين إسرائيل وحماس برعاية أمريكية وقطرية. وقال مسؤول فلسطيني إن حماس وإسرائيل استأنفتا المحادثات في قطر، بالتزامن مع وصول نتنياهو إلى واشنطن، وفقاً لوكالة فرانس برس. وصرح مسؤولون إسرائيليون بأنه من غير المتوقع التوصل إلى اتفاق نهائي خلال الأيام المقبلة نظراً لوجود ثغرات. وأفادت التقارير أن حماس قدمت رداً "إيجابياً" على مقترح قطر - الذي يتضمن وقف إطلاق نار لمدة 60 يوماً، والإفراج عن 10 رهائن أحياء و18 جثة، وانسحاباً إسرائيلياً جزئياً من غزة، مقابل فلسطينيين مسجونين لدى إسرائيل - لكنها طلبت أيضًا "تعديلات طفيفة". وتعتقد مصادر إسرائيلية أن الخلافات قابلة للحل. ومن بين 251 رهينة خُطفوا في هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، لا يزال 49 منهم محتجزين في غزة، بينهم 27 أعلنت إسرائيل أنهم لقوا حتفهم. وقد أتاحت هدنة أولى لأسبوع في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وهدنة ثانية لحوالى شهرين في مطلع 2025 تم التوصل إليهما عبر وساطة قطرية وأمريكية ومصرية، الإفراج عن عدد من الرهائن المحتجزين في قطاع غزة مقابل إطلاق سراح فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.


الوسط
منذ 15 ساعات
- الوسط
هل فقدت مصر ثلث حصتها من مياه النيل بسبب سد النهضة؟
Getty Images اعتبرت مصر سد النهضة "غير شرعي ومخالفاً للقانون الدولي" على لسان وزير الري المصري أعلن رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد أن بلاده أكملت جميع أعمال بناء سد النهضة وأنها سوف تفتتح السد رسمياً في سبتمبر/أيلول المقبل. كما وجّه أحمد دعوة إلى كلٍ مِن مصر والسودان لحضور مراسم افتتاح السد الذي وصفه بأنه "رمز للبركة والمنفعة المتبادلة، وليس مصدراً للصراع أو التهديد". لكن هناك من لا يرى أن السد والنهج الإثيوبي في بنائه والتعامل مع دول المصب وآلية التفاهم معهم، يمكن وصفها بكل هذه الأشياء الإيجابية، وفقاً لتعليقات رسمية صدرت عن الجانب المصري والسوداني. بل تجاوز الأمر ذلك إلى حد وصف هاني سويلم، وزير الري المصري إعلان اكتمال أعمال بناء السد والبدء في تشغيله في سبتمبر/أيلول المقبل بأنه إجراء "غير شرعي". ماذا حدث؟ دشنت إثيوبيا سد النهضة في 2011. المفاوضات مع مصر حول كيفية بنائه وتشغيله بما لا يمس مصالح دول المصب أسفرت عن توقيع اتفاق المبادئ في 2015. لكن هذه المفاوضات علاوة على وساطات إقليمية ودولية فشلت جميعها في التوصل إلى اتفاق يحقق مصالح جميع الأطراف. فيما أكد آبي أحمد، في الجلسة البرلمانية التي يمثل فيها كل ثلاثة أشهر لاستعراض أداء حكومته والإجابة على أسئلة النواب في مختلف القضايا، أن سد النهضة "لم يؤثر على تدفقات المياه إلى السد العالي. ولم تفقد مصر لتراً واحداً من حصتها بسبب السد". كما جدد استعداد بلاده للحوار مع مصر والسودان في أي وقت لتحقيق "مصالح جميع الأطراف وتحقيق التنمية المشتركة". وأشار إلى أن "إثيوبيا ملتزمة بضمان ألا يأتي نمونا على حساب إخواننا وأخواتنا المصريين والسودانيين. ونؤمن بالتقدم المشترك والطاقة المشتركة والمياه المشتركة". ورغم تأكيده أن حصة مصر من مياه النيل لم تنقص "لتراً واحداً"، ظهرت في الفترة الأخيرة أرقام تشير إلى خلاف ذلك. وقال عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، لبي بي سي: "المتوسط السنوي لإيراد النيل الأزرق خلال 84 سنة في الفترة (1911 – 1995) سجل 50 مليار متر مكعب وهي 60 في المئة من نسبة إيراد نهر النيل عند أسوان (84 مليار متر مكعب)، ولم يتجاوز أعلى مستوى للفيضان خلال السنوات الماضية 61 مليار متر مكعب، وهو ما لم يحدث طوال فترة تخزين المياه، لكنه كان أكثر بقليل من المتوسط البالغ 55 مليار متر مكعب". وأضاف: "حمى السد العالي مصر من الآثار التي كان من الممكن أن تنتج عن الملء في السنوات القليلة الماضية بما ذلك عمليات التخزين التي جرت قبل بناء سد النهضة". "غير شرعي ومخالف للقانون الدولي" Getty Images انتهت المفاوضات بين مصر وإثيوبيا دون التوصل إلى اتفاق حول كيفية بناء وتشغيل سد النهضة قال هاني سويلم، وزير الري المصري، إن القاهرة "ترفض بشكل قاطع أي محاولات لأن تكون التنمية في إثيوبيا على حساب حقوق دولتي المصب". واتهم سويلم إثيوبيا بأنها "تحاول فرض الأمر الواقع، وتعتمد المراوغة والتراجع بدلاً من الدخول في مفاوضات حقيقية". واعتبر الوزير المصري إعلان اكتمال أعمال السد الإثيوبي: "انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي، خاصة القواعد المتعلقة بالاستخدامات العادلة والمنصفة للمجاري المائية الدولية وعدم التسبب في ضرر جسيم". وقال إن "إثيوبيا دأبت على الترويج لاستكمال بناء السد - غير الشرعي والمخالف للقانون الدولي - رغم عدم التوصل إلى اتفاق ملزم مع دولتي المصب، ورغم التحفظات الجوهرية التي أعربت عنها كل من مصر والسودان". كما وصف ما تفعله إثيوبيا بأنها "محاولات شكلية تستهدف تحسين الصورة الذهنية لإثيوبيا على الساحة الدولية، وإظهارها بمظهر الطرف الساعي للتفاوض". مخاوف حيال حصة مصر من مياه النيل ظهرت دراسات وتصريحات في السنوات القليلة الماضية تحذر من فقدان مصر لجزء كبير من حصتها من مياه النيل جراء بناء سد النهضة. وروّج البعض إلى أن مصر قد تفقد حوالي ثلث حصتها من مياه النيل بسبب تخزين إثيوبيا لكميات هائلة من المياه في بحيرة سد النهضة. لكن شراقي قال إنه "ليس صحيحاً ادعاء البعض دون أساس علمي بأن إيراد النيل الأزرق السنوي طوال الملء كان 75 مليار متر مكعب، وأن هذا سبب عدم تأثر مصر"، وذلك في إشارة إلى أن زيادة معدل الأمطار ليست هي السبب الوحيد لعدم تأثر مصر حتى الآن. وأضاف: "كان البعض يروّجون في السنوات الأولى لملء بحيرة السد الإثيوبي بأن مليوني فدان سوف تتوقف عن الزراعة في مصر، وسوف ينخفض منسوب المياه الجوفية وتزداد ملوحة التربة الزراعية، وتهجم مياه البحر على الدلتا، ويفقد عشرة ملايين مزارع رزقهم مما يضطرهم إلى الهجرة غير الشرعية"، وهو ما لم يحدث على أرض الواقع. وأشار إلى أن مصر اتخذت إجراءات احترازية من أجل الحد من أثر بناء سد النهضة على حصة مصر من مياه النيل علاوة على بعض العوامل التي توافرت على أرض الواقع أسهمت في التخفيف من الأثر السلبي للملء. هل تأثرت مصر بملء سد النهضة في السنوات الماضية؟ كانت هناك مخاوف حيال تراجع حصة مصر من مياه النيل بالفعل ببناء سد النهضة الإثيوبي، لكنّ غزارة الأمطار، وتراجع استهلاك السودان من حصته من مياه النيل، وإجراءاتٍ وقيوداً فرضتها مصر على زراعة بعض المحاصيل التي تستهلك كميات كبيرة من المياه - حالت دون تعرّض مصر لأثر سلبي على نطاقٍ واسعٍ جراء ملء السد الإثيوبي. وقال نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية والتربة بجامعة القاهرة، لبي بي سي إن "الفيضان كان غزيراً طوال خمس سنوات، مما أدى إلى ارتفاع إيراد النيل الأزرق إلى 75 مليار متر مكعب بدلاً من 49 مليار فقط، وبذلك ملأت إثيوبيا من هذه الزيادة في كل مرة" دون أن تتأثر حصة مصر. وأضاف: "لم يأتِ ذلك نتيجة لحكمة وتخطيط إثيوبيا ولا رحمة أو مراعاة لصالح مصر والسودان لأنها كانت ترفع البناء كل سنة في أبريل/نيسان وتنتهي منه قبل منتصف يونيو/حزيران من كل عام بينما الفيضان يبدأ في يوليو/تموز وأغسطس/آب ثم سبتمبر/أيلول". وأشار إلى أنه نتيجة لذلك، عند رفع الحائط الأوسط لم تكن إثيوبيا تعلم أو تتوقع مستويات الفيضانات، وكانت ستُتم الملء تحت أي ظرف. وقال شراقي إن هناك الكثير من الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها مصر للحيلولة دون تعرّض البلاد لضرر جسيم بسبب سد النهضة، والتي تتضمن "إعادة استخدام حوالى 25 مليار متر مكعب من مياه الصرف الزراعي، و استخدام 8 مليارات متر مكعب من المياه الجوفية من الوادي والدلتا، و17 مليار متر مكعب من المصارف الزراعية السطحية مع إنشاء محطات معالجة ثلاثية". وأضاف: "كل هذه المشروعات لم تكن بسبب سد النهضة فقط ولكن كان له دور كبير في تنفيذها في أسرع وقت وتحميل ميزانية الدولة أكثر من 500 مليار جنيه في المشروعات المائية حتى لا يطال ضرر سد النهضة المواطن". خريطة مصر الزراعية Getty Images الحكومة المصرية حظرت زراعة الأرز في بعض محافظات الجمهورية تعرضت خريطة مصر الزراعية لتغيير ملحوظ في السنوات القليلة الماضية في إطار الإجراءات التي اتخذتها السلطات من أجل كسر حدة الأثر المحتمل على حصة مصر من مياه النيل بسبب بناء سد النهضة. واتخذت الحكومة المصرية في السنوات القليلة الماضية قرارات بتحديد مساحات لزراعة محاصيل بعينها، المحاصيل التي تستهلك كميات كبيرة من المياه، مثل الأرز والموز وقصب السكر. وقال نور الدين: "قرار تخفيض مساحة زراعات الأرز ومنع التصدير اتخذه الوزير رشيد محمد رشيد عام 2010 قبل السد الإثيوبي الذي تأسس في أبريل/نيسان 2011، وبالتالي فإن تخفيض زراعات الأرز لم تكن بسبب التغلب على الأضرار المتوقعة من السد بل بسبب ما نمرّ به من عجز مائي بالفعل". وأشار شراقي إلى أن مصر اتخذت قرارات "باستبدال جزء من زراعة قصب السكر ببنجر السكر (الشمندر السكري)، ومنع زراعة الموز في بعض الأماكن، ومشروع 100 ألف فدان صوبات زراعية" للحد من الآثار المحتملة لسد النهضة. موقف السودان لم يصدر عن السودان رد فعل رسمي تجاه الدعوة التي وجهها آبي أحمد لها ولمصر لحضور الافتتاح الرسمي لسد النهضة. وقد تكون الأزمة الداخلية في السودان وراء عدم إيلاء هذه القضية القدر اللازم من الاهتمام لوجود أولويات أخرى أثناء الصراع الدائر في البلاد. وقال نور الدين: "الظروف الحالية التي يمر بها السودان منذ أكثر من عامين أثرت على استخدام السودان لحصته من مياه النيل أو تخزينها في سدوده مع استهداف السدود من القوات المتحاربة". وأضاف: "بالتالي فحصة السودان البالغة 18,5 مليار متر مكعب ذهب منها جزء كبير إلى مصر دون أن تسعى الأخيرة إلى ذلك". وأشار إلى أن "تبطين الترع كان توصية مُلحّة من الاتحاد الأوروبي وخبرائه لتقليل العجز المائي وتبنّاه وزير الري المصري السابق محمد عبد العاطي ونفّذه لتوفير نحو 5 مليارات متر مكعب سنوياً،، وهو أيضاً ليس بسبب تداعيات السد بل هي توصية خبراء الغرب وكنا بحاجة إليها". الشح المائي تشكو مصر شحّاً مائياً، وتتصدر قائمة الدول الأكثر جفافاً بأقل معدل لهطول الأمطار في العالم، وتعتمد بشكل أساسي على مياه النيل بنسبة 98 في المئة من مواردها المائية. وصادقت ست دول على اتفاقية عنتيبي العام الماضي، كان آخرها جنوب السودان الأمر الذي يمهد الطريق لبدء تنفيذها بعد 14 عاماً من الجمود. وتفرض اتفاقية "عنتيبي" إطاراً قانونياً جديداً لحل النزاعات، وإعادة تقسيم المياه، وتسمح لدول المنبع بإنشاء مشروعات مائية دون توافق مع دول المصب. ولم توقّع مصر ولا السودان على اتفاقية "عنتيبي"، ولا تعترفان بها، لأنها لا تُقِرُ بما تدعيه الدولتان من حقوق تاريخية في مياه النيل، بموجب اتفاقيات تم توقيعها خلال الحقبة الاستعمارية السابقة.