logo
الحكومة الإسرائيلية تصدّق على إقالة المستشارة القضائية

الحكومة الإسرائيلية تصدّق على إقالة المستشارة القضائية

الجزيرةمنذ 7 ساعات
ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن وزراء الحكومة صدّقوا بالإجماع على إقالة المستشارة القضائية للحكومة غالي بهاراف ميارا.
وذكرت القناة الـ12 أن القرار لن يدخل حيز التنفيذ فورا، وسارعت المحكمة العليا بإصدار أمر مؤقت يجمد قرار الإقالة.
ونقلت صحيفة يسرائيل هيوم عن المحكمة العليا قولها إنه " لا تغيير بصلاحيات المستشارة القانونية ولن يعلن بديل عنها قبل النظر بالالتماسات".
وكان المحكمة العليا قت الشهر الماضي بأن قرار إقالة المستشارة لن يدخل حيز التنفيذ إلا بعد أن تُجري المحكمة مراجعة لهذه الخطوة.
وكانت ميارا قد نددت بمساعي إقالتها، مشيرة إلى أن الحكومة تسعى إلى إقالتها بشكل غير قانوني خلال محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتهم الفساد واستغلال النفوذ.
وجاء القرار الحكومي بعد عامين من الخلافات بين الحكومة والمستشارة القضائية، حيث عارضت ميارا حزمة الإصلاحات القضائية التي سعت الحكومة إلى فرضها.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن وزير القضاء ياريف ليفين قوله إنه "لا يمكن للمحكمة العليا فرض مستشارة قضائية لا تمثل الحكومة، بل تسعى إلى إفشالها"، في حين ذكرت القناة الـ12 أن ليفين يبحث عن مستشار يطيع الحكومة ويشرّع انتهاكاتها.
وأوضح المختص في الشأن الإسرائيلي الدكتور مهند مصطفى للجزيرة أن تلك الإقالة هي "جزء من محاولة الحكومة السيطرة على كل مفاصل الدولة، وهذا مشروع اليمين القديم، ويتمثل في إقالة الموظفين الكبار وتعيين موظفين مسيسين مطيعين للحكومة".
السر.. محاكمة نتنياهو
وتتهم المعارضة الإسرائيلية الحكومة بعزل المستشارة القضائية لرفضها العديد من القوانين التي كانت تعتزم اتخاذها الحكومة.
فقد اعتبرت ميراف كوهين الوزيرة السابقة وعضوة الكنيست عن حزب "هناك مستقبل" أن أهداف الحكومة من إقالة المستشارة القضائية إلغاء محاكمة نتنياهو ودعم التهرب الجماعي للحريديم من الجيش الإسرائيلي وانقلاب نظامي لتحويل إسرائيل من ديمقراطية ليبرالية إلى دكتاتورية فاسدة (في إشارة إلى مشروع التعديلات القضائية).
وهو ما ذهب إليه النائب جلعاد كاريف، إذ اعتبر أن "السبب الوحيد لوجود إقالة للمستشارة القضائية هو حقيقة أن المستشارة لا تلغي محاكمة نتنياهو".
يذكر أنه تم توجيه تهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة إلى نتنياهو في عام 2019، وقد قدّمت المستشارة القانونية للحكومة تلك التهم إلى المحكمة، وقد تؤدي به المحاكمة إلى السجن في حال ثبوت الاتهامات عليه.
وينفي رئيس الوزراء الإسرائيلي المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية ارتكابه جرائم حرب خلال العدوان على قطاع غزة، وبدأت المحاكمة في عام 2020 وتشمل 3 قضايا جنائية.
وفي السياق ذاته، دعا وزير الاتصالات الإسرائيلي شلومو كرعي إلى سرعة تعيين مستشار قضائي جديد للحكومة وعدم انتظار قرار المحكمة العليا.
أما وزير الأمن الداخلي إيتمار بن غفير فقال إنه يجب على جميع الوزارات قطع التواصل مع ميارا بالكامل وعدم التعاون معها، وعدم الاكتفاء بعدم دعوتها لحضور جلسات الحكومة، على حد قوله.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رغم ضغوط عالمية وداخلية.. لماذا لا زال نتنياهو يملك قرار إطالة الحرب؟
رغم ضغوط عالمية وداخلية.. لماذا لا زال نتنياهو يملك قرار إطالة الحرب؟

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

رغم ضغوط عالمية وداخلية.. لماذا لا زال نتنياهو يملك قرار إطالة الحرب؟

رغم تصاعد الضغوط داخليا وخارجيا لوقف الحرب على قطاع غزة ، يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تمديدها متجاهلا النداءات المتكررة لوقف العدوان، ومتحصنا بتحالف سياسي هش، يربط بين مصلحته الشخصية والدعم الأميركي المطلق، في مشهد يعكس شللا متعمّدا. فمع تصاعد التصريحات عن توسيع العمليات العسكرية، كشفت القناة 14 العبرية أن نتنياهو يفكر مجددا بخيار احتلال غزة، رغم معارضة الجيش ومخاوف من استقالة رئيس الأركان إيال زامير إن تم تنفيذ هذا التوجه. وعبر عن التصدعات داخل المؤسسة العسكرية مسؤولون كبار وعلى رأسهم رئيس العمليات السابق في الجيش يسرائيل زيف، الذي أكد أن الحكومة لا تسعى لتحقيق أهداف الحرب بقدر ما تهدف لإدامتها، حتى وإن تمثلت هذه الإدامة في بيع الوهم للإسرائيليين دون هزيمة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)أو استعادة الرهائن. ويبدو أن نتنياهو يستخدم مأزق الرهائن كورقة سياسية لا لحلها، بل لتعليق المسؤولية على "عناد حركة حماس"، في حين يتعمد وفق تقارير إسرائيلية ودولية تعطيل أي صفقة شاملة كانت مطروحة لإنهاء الحرب، في سلوك وصفه زيف بأنه يمنح حماس نصرا دبلوماسيا مجانيا، ويؤكد حالة الشلل المتعمد في القيادة الإسرائيلية. هذه القراءة تجد صداها كذلك في المشهد الاحتجاجي داخل إسرائيل، حيث تتزايد أصوات المتظاهرين في القدس وتل أبيب ، يرفعون صور الأسرى ويطالبون بإيقاف الحرب. أما في المؤسسات العسكرية والأمنية، فتُسجَّل يوميا مواقف لقيادات سابقة تُحذّر من تداعيات استمرار الحرب بصيغتها الحالية، باعتبارها انتحارا سياسيا وأخلاقيا يدفع إسرائيل نحو عزلة متزايدة. حجر الزاوية فيما يبدو الموقف الأميركي حجر الزاوية في صمود نتنياهو، فالرئيس دونالد ترامب -بحسب ما أوردته "يديعوت أحرونوت"- أعطى الضوء الأخضر لحملة عسكرية كبيرة، رغم التحذيرات من كارثة محتملة تطال مصير الرهائن المدنيين، ويتيح هذا التواطؤ غير المعلن رسميا لنتنياهو هامشا مريحا للمناورة يحول دون أي تدخل دولي فاعل. الخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور بلال الشوبكي يرى٬ خلال حديثه ببرنامج مسار الأحداث٬ أن نتنياهو يدير هذا التوازن السلبي من خلال اللعب على تناقضات الداخل الإسرائيلي، واستدعاء ملفات خلافية تتجاوز الحرب ذاتها، مثل العلمانية والانقلاب القضائي، لخلق حالة استقطاب تُبقي على تماسك الائتلاف الحاكم، حتى ولو جاء ذلك على حساب صورة إسرائيل دوليا أو مصالحها الإستراتيجية. ويقرأ الشوبكي التصعيد المتزايد في التصريحات عن إعادة احتلال غزة كأداة تكتيكية تهدف لتوجيه الرأي العام داخليا والضغط تفاوضيا على حماس، مؤكدا أن تسريب مثل هذه الخيارات يخدم أكثر من غرض، من بينها جس نبض الشارع الإسرائيلي بشأن كلفة الاحتلال، أو تهيئة المشهد للقبول بصفقة جزئية تُفرض تحت سيف التهديد بالاجتياح الكامل. في السياق ذاته، تحذر النائبة البريطانية السابقة كلوديا ويب من أن المأساة الجارية في غزة لم تعد حربا بالمعنى التقليدي، بل أصبحت إبادة منظمة، تسهم في استمرارها حكومات الغرب بصمتها أو تواطئها، بل وتقوم بعض تلك الحكومات، كالحكومة البريطانية، بتسليح إسرائيل رغم وجود حكم قضائي دولي يلمّح إلى ارتكاب جرائم إبادة. ويب ترى أن المظاهرات الغربية التي تجتاح عواصم أوروبا وأستراليا ليست مجرد حركات احتجاج، بل تعبير عن وعي متزايد بمسؤولية الأنظمة السياسية في إبقاء آلة الحرب دائرة، مشددة على أن صمت الحكومات لن يدوم طويلا إذا استمر الضغط الشعبي وامتد إلى صناديق الاقتراع. مقاربة أميركية في المقبل، يتمسك الدكتور جيمس روبنز، كبير الباحثين في المجلس الأميركي للسياسة الخارجية، بالسردية الرسمية التي تُحمّل حماس مسؤولية استمرار الحرب، وتدعوها إلى "الاستسلام" وتسليم السلاح، باعتبار ذلك الطريق الوحيد لإيصال المساعدات وإنهاء النزاع، وهي المقاربة التي وُوجهت بانتقادات لاذعة من باق الضيوف، الذين رأوا فيها تبريرا مفضوحا لعسكرة المأساة الفلسطينية. وفي هذا السياق، وصف الكاتب والمحلل السياسي أحمد الحيلة، هذه المواقف بأنها تمثل تدميرا لمنظومة القانون الدولي ، وتكريسا لمعيار القوة بديلا عن العدالة، مشيرا إلى أن حماس قدمت عروضا لصفقة شاملة أُفشلت من قبل نتنياهو، وأن التذرع بعدم جاهزية الحركة للتفاوض مجرد تغطية على انحياز أميركي فج يمنح إسرائيل ترخيصا للقتل والتجويع كأداة تفاوضية. وذهب الحيلة أبعد من ذلك، معتبرا أن تحالف واشنطن مع اليمين الإسرائيلي لم يعد مجرد دعم سياسي، بل تحوّل إلى تماهٍ أيديولوجي مسياني، يضرب بعرض الحائط أي مبادرة سلام حقيقية، ويعيد المنطقة إلى منطق "التطهير والتفريغ" الذي يعكس خطابا يتناقض مع الحد الأدنى من المعايير الإنسانية. وفي ضوء هذا التواطؤ المتبادل، يصبح استمرار الحرب ليس وسيلة لتحقيق أهداف أمنية أو سياسية، بل هدفا بحد ذاته يخدم شبكة مصالح ضيقة على حساب مأساة شعب بأكمله. فالشلل في اتخاذ القرار بوقف الحرب لا يعود إلى عجز أو تردد، بل إلى تحالف عضوي بين بقاء نتنياهو السياسي والفيتو الأميركي على أي مسار تسوية حقيقي. ورغم تصاعد الاحتجاجات في العواصم الغربية، ورغم التململ المتزايد في الشارع الإسرائيلي، يظل هذا التوازن السلبي قائما، وتستمر الحرب كأداة تأجيل، لا كخيار ضروري، فالخطر لا يكمن فقط في إطالة أمد المعاناة، بل في ترسيخ نموذج إدارة صراع يقوم على التطبيع مع الجريمة، وتحييد العالم عن مسؤولياته، وإعادة تعريف معنى النصر والهزيمة بلغة الدم والخراب.

مسؤول أممي: ما يحدث بغزة إهانة للإنسانية وصور الجوعى تمزق القلب
مسؤول أممي: ما يحدث بغزة إهانة للإنسانية وصور الجوعى تمزق القلب

الجزيرة

timeمنذ 3 ساعات

  • الجزيرة

مسؤول أممي: ما يحدث بغزة إهانة للإنسانية وصور الجوعى تمزق القلب

قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك إن إنقاذ الأرواح يجب أن يكون أولوية الجميع، وحرمان المدنيين من الوصول إلى الغذاء يعتبر جريمة حرب، وربما يشكل جريمة ضد الإنسانية. وأوضح تورك أن صور الجوعى في قطاع غزة"تمزق القلب ولا تحتمل"، وفقا لبيان أصدره اليوم الاثنين حول الوضع في غزة، التي تتعرض لهجوم وسياسة تجويع ممنهجة من قِبل الاحتلال الإسرائيلي. وأشار إلى أن الوصول إلى هذه الوضع يعد "إهانة للإنسانية جمعاء"، مؤكدا في الوقت ذاته على أن الوضع في غزة يستوجب وضع حد نهائي للعنف، قائلا "إنقاذ الأرواح يجب أن يكون أولوية الجميع". وانتقد تورك إسرائيل لفرضها قيودا مشددة على وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، مؤكدا أن "المساعدات المسموح بدخولها أقل بكثير مما هو مطلوب"، ودعا إسرائيل إلى السماح "فورا بإيصال المساعدات الإنسانية الكافية إلى المدنيين المحتاجين بسرعة ودون عوائق". وأوضح أن إدخال المزيد من المساعدات سيمنع المعاناة والخسائر في الأرواح، فحرمان "المدنيين من الوصول إلى الغذاء يعتبر جريمة حرب، وربما يشكل جريمة ضد الإنسانية". وجدد تورك مطالبته بالإفراج الفوري عن الجنود الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة، لكنه لم يتطرق للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال وما يتعرضون له من سياسة تعذيب ممنهجة. ومنذ عدوانها على قطاع غزة في العام 2023 شددت الحصار على القطاع، وفي مارس/آذار الماضي أغلقت جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبب بتفشي المجاعة ووصول مؤشراتها إلى مستويات "كارثية".

بالفيديو.. قصة الغزي عز الدين في مرمى التجويع بقدم مبتورة
بالفيديو.. قصة الغزي عز الدين في مرمى التجويع بقدم مبتورة

الجزيرة

timeمنذ 3 ساعات

  • الجزيرة

بالفيديو.. قصة الغزي عز الدين في مرمى التجويع بقدم مبتورة

غزة- فوق سطح بناية متهاوية لا تصلح للعيش الآدمي، وفي غرفة مستأجرة جدرانها متآكلة وسقفها من الصفيح الملتهب صيفا، بلا كهرباء التي يعاني الغزيون انقطاعها منذ بدء الحرب قبل 22 شهرا، أو أدنى مقومات للحياة يعيش عز الدين الباز (36 عاما) برفقة زوجته صفاء (33 عاما) وطفلتيه الصغيرتين مسك (سنتان) والرضيعة ماسة (4 أشهر). يضطر الباز أحيانا كثيرة إلى صعود درج البناية على عكازيه، متحملا مشقة كبيرة نتيجة إصابة بالغة تعرّض لها من جيش الاحتلال الاسرائيلي أدت إلى بتر قدمه اليمنى، وفاقمت معاناته جسديا ونفسيا، وتركته مجبرا على ذلك، ولا يملك خيارا آخر. يصل عز الدين إلى غرفته الصغيرة على السطح يتصبب عرقا، يضع عكازيه جانبا، ويأخذ نفسا عميقا ثم يقول للجزيرة نت "الشكوى لغير الله مذلة، لكن ما نمرّ به اليوم فاق كل التصورات، ولم نتوقع حدوثه حتى في خيالنا وأحلامنا". قبل الحرب وبعدها ويضيف متسائلا "كيف تطلب من شخص فقد جزءا غاليا من جسده وأصبح من ذوي الإعاقة أن يتحدث عن حياته أو ظروفه؟ صورتي ومنظري يغنيان عن كل الكلام". وتابع "لا كلام في حضرة الجوع، ولا عبارات تصف ألم البطون الخاوية، الجوع كافر، ومن جوّعنا كافر، ومن سكت عن تجويعنا كافر، نموت كل يوم بصمت، ليس بالرصاص هذه المرة، بل بالخذلان والإهمال وب التجويع البطيء الذي لا يُرى في نشرات الأخبار". يقاسي الباز كغيره من الغزيين صعوبة العيش ووجع الجوع، ويحصل على طعامه بصعوبة بالغة، تساعده في ذلك عائلته، حيث ترسل له والدته بعض الطحين لتعجنه وتخبزه زوجته، إضافة إلى طبق من الطعام ليأكلوه جميعا. وفي الليل، حين يسكن كل شيء يعلو أنين المعدة الخاوية، مع ضجيج الطائرات والصواريخ وصوت القذائف والانفجارات، ويصبح الطحين أملا، وكسرة الخبز حلما مؤجلا لأهل غزة ، ويغدو الحليب أمنية من الخيال للأطفال. ويضيف "قبل الحرب بالكاد كنت أستطيع العيش، فأنا مقعد ولا أستطيع العمل، وأعيش في بيت مستأجر، وقد تراكمت عليّ المبالغ، لكن صاحب المنزل كثيرا ما يتعاطف معي بسبب ظروفي". كان الباز يتقاضى راتبا حكوميا بصفته "جريحا"، وتم إيقافه منذ بداية الحرب بسبب وقف إسرائيل عائدات السلطة الوطنية الفلسطينية من المقاصة واستقطاع أموال الأسرى والجرحى منها بحجة "دعم الإرهاب"، ومنذ ذلك الحين لم يحصل على أي مساعدات أو معونات، مما زاد فقره وجوعه. الجوع ضاعف الهم وبينما يوفر له إخوته بعض المعلبات والخضروات تساهم شقيقاته في إعداد بعض أطباق الطعام التي لا تخلو من العدس أو الفاصولياء، كما يناشد المؤسسات وجمعيات الإغاثة المحلية والدولية توفير احتياجه من الطعام والحليب والحفاضات لطفلتيه. ويقول "عندما فقدت قدمي اليمنى وأصبحت عاجزا عن القيام بأبسط الأمور التي كنت أعتبرها عادية حينها فقط أدركت أنني فقدت شيئا لن يعود، ومنذ ذلك اليوم لم تعد خطواتي كما كانت، ولا أيامي كما عهدتها"، ويتساءل "بعد أن فقدت عملي الذي يتطلب مني الوقوف والحركة كيف يمكنني فعل ذلك وأنا بقدم واحدة؟!". جاءت الحرب وزادت معها مأساة الباز وتضاعف همه، فالجوع زاد وأصبح قاتلا، وحمله صار ثقيلا، ولم يعد قادرا بكل معنى الكلمة، وكل أحلامه صارت مرهونة بكسرة خبز أو حفنة طحين وطبق طعام. ويعاني الباز وزوجته وطفلتاه من جوع حاد، ويمكثون أياما دون أن يدخل الخبز بيتهم، ويعيشون على ما يقدمه أهالي الخير والجيران من طعام، فهو لا يستطيع الذهاب للحصول على المساعدات القريبة من المناطق الخطرة بسبب حالته. الكل جائع وتشير الزوجة صفاء إلى حجم الألم الذي يختلج صدرها من همّ الفقر والحاجة ووجع الجوع، وتقول للجزيرة نت "في زمن الجوع كلنا سواسية، ورغم مساعدة الأقارب والجيران لنا فإنه لا يمكنك طلب أي شيء منهم، فالكل جائع، والكل بالكاد يجد طعامه، رغيف الخبز اليوم يساوي حياة لكثير من الناس، والتنازل عنه في هذه الظروف أشبه بالمستحيل". ولا تعرف صفاء كيف تتدبر أمورها لسد جوعهم، خاصة أنه لديها طفلتين تحتاجان للحليب، وهو غير متوفر أصلا، وبصعوبة تحصل عليه من بعض الجمعيات والمؤسسات الداعمة، وإن وُجد في السوق فيكون سعره مرتفعا جدا ولا تستطيع شراءه، وفي الوقت نفسه لا تقدر على الرضاعة الطبيعية لمعاناتها شخصيا من الجوع ونقص الغذاء. وتضيف "كثيرون يساعدوننا من أهل الخير، فبعضهم يقدم المال، وآخرون يعطوننا قسائم المساعدات والطحين وأرغفة الخبز رغم قساوة الظروف على الجميع، وهكذا تسير حياتنا بكل صعوبة وقسوة". ويواجه الأطفال الرضّع في قطاع غزة كوارث صحية بسبب نقص ونفاد حليب الأطفال من المستشفيات والأسواق، ويحذر الأطباء من أن الأطفال الذين يعتمدون عليه قد يواجهون خطر الموت إذا حُرموا من غذائهم الوحيد، في ظل عجز كثير من الأمهات عن الإرضاع الطبيعي نتيجة سوء التغذية الحاد. الاستسلام للجوع وقد تسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ بدء الحرب بحرمان القطاع بالكامل من دخول حليب الأطفال، مما فاقم خطورة الأوضاع الصحية التي بلغت مستويات غير مسبوقة من التدهور وسوء التغذية بين الصغار. وراكمت الحرب معاناة عائلة الباز، ويحكي الزوج أكثر الجوانب وجعا فوق مأساة التجويع التي يتعرض لها وأسرته، لا بيت ولا مال ولا طحين أو خبز سوى ما يجود به عليه الخيّرون، ومع ذلك يصبر هو وزوجته على الجوع، ويقول إنه يتحمل ذلك، لكن كيف بطفليته تصبران على نقص الحليب والطعام؟ يتساءل بقهر. ويختم قصة معاناته "أعيش على سطح بناية قديمة، كل درجة فيها معركة، وكل صباح تحدّ جديد مع الألم والجوع، صرت أُجبر على الصعود والنزول على عكازين، أقاوم التعب ونظرات الشفقة وشعور الانكسار، وأهرب من جوعي وجوع زوجتي وطفلتَيّ، من عتاب نفسي ولومها، كيف استسلمت أمام تحدّ لطالما كنت قادرا على تجاوزه، قبل أن يهزمني الجوع في منتهى ضعفي".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store