
"كنا مجرد طالبات حين اصطادتنا صناعة المحتوى الجنسي"
تقول إيزابيلا إن استوديو يبحث عن عارضات كان يستهدف تلميذات المدارس في منطقتها في العاصمة الكولومبية بوغوتا.
وكانت تبلغ من العمر 17 عاماً، وتعيل طفلاً يبلغ عامين، وكانت بحاجة ماسّة إلى المال، فذهبت لتعرف المزيد.
عندما وصلت إلى هناك، اكتشفت أنّه استوديو للبثّ الجنسي المباشر، يديره زوجان في منزل يقع في حيّ متدهور، ويضمّ ثماني غرف مُزيّنة كغرف نوم.
تتراوح هذه الاستوديوهات بين عمليات صغيرة منخفضة الميزانية وأخرى كبيرة تجهَّز بغرف فردية تحتوي على أضواء، وحواسيب، وكاميرات ويب، واتصال بالإنترنت. وتؤدّي العارضات أفعالاً جنسية تبثّ مباشرة للمشاهدين حول العالم، الذين يرسلون إليهنّ طلباتهم عبر وسطاء يعرفون باسم "المراقبين".
تقول إيزابيلا - وهو اسم مستعار حفاظاً على هويتها – إنها بدأت العمل في اليوم التالي، رغم أنّ القانون الكولومبي يمنع توظيف من هم دون سن 18 عاماً في هذه الصناعة.
وقالت لـ"بي بي سي وورلد سيرفيس": "لم يكن هناك عقدٌ مكتوب يحدّد أجري أو حقوقي. قالوا لي: "هذه هي الكاميرا، ابدئي"، دون أي تدريب أو توجيه".
وتضيف أنّ الاستوديو اقترح عليها لاحقاً أن تبثّ مباشرة من المدرسة، فبينما كان زملاؤها يتعلّمون الإنجليزية، أخرجت هاتفها بهدوء وبدأت تصوّر نفسها على مقعدها.
ثم بدأ المشاهدون يطلبون منها أداء أفعال جنسية محدّدة، فطلبت من معلّمتها إذناً بالذهاب إلى الحمّام، وهناك، أغلقت باب المقصورة على نفسها، ونفّذت ما طلب منها.
تقول: "لم تكن المعلّمة على علم بما يحدث، فبدأت أفعل الأمر من حصص أخرى أيضاً". وتضيف: "كنت أقول في نفسي: هذا من أجل طفلي. أفعل هذا لأجله. وكان ذلك يمنحني القوّة".
إعادة تدوير حسابات وهويات مزيّفة
BBC
تشهد صناعة "الويب كام" الجنسي نمواً عالمياً متسارعاً.
فقد تجاوز عدد المشاهدات الشهرية لمنصّات البث المباشر 1.3 مليار مشاهدة في أبريل/نيسان 2025، أي أكثر من ثلاثة أضعاف ما كانت عليه في عام 2017، وفقاً لشركة التحليلات سيمرش (Semrush).
وتُعدّ كولومبيا اليوم الدولة الأولى عالمياً من حيث عدد العارضات، إذ يُقدَّر عددهنّ بنحو 400,000، إضافة إلى 12,000 استوديو، بحسب منظمة فينال ويب (Fenalweb)، التي تمثّل قطاع "الويب كام" للبالغين في البلاد.
كثيرات يعملن من داخل الاستوديوهات لأنّهن يفتقرن إلى الخصوصية أو التجهيزات أو الاتصال الجيد بالإنترنت في منازلهن – وغالباً ما يكنّ فقيرات أو قاصرات يعشن مع عائلاتهن.
وقد قالت بعض العارضات لـ"بي بي سي" إنّ الاستوديوهات غالباً ما تستدرج الفتيات بوعد الربح السهل في بلدٍ يعيش ثلث سكانه تقريباً تحت خط الفقر.
وقالت نساء عملن في هذا المجال لـ"بي بي سي" إنّ إجراءات التحقق من أعمار العارضات سهلة الالتفاف عليها إذا أراد الاستوديو توظيف قاصرات.
تُستخدم طريقة شائعة تُعرف بـ"إعادة تدوير الحسابات"، عبر استخدام حسابات قديمة لعارضات فوق السنّ القانوني تَوقّفن عن العمل، ومن ثم تُسجَّل تلك الحسابات بأسماء فتيات قاصرات.
تقول إيزابيلا إنّ هذه هي الطريقة التي ظهرت بها على منصّتي "تشاتوربيت (Chaturbate)" و"سترب تشات (StripChat)" وهي في عمر 17 عاماً.
تضيف: "قالت لي صاحبة الاستوديو إنّ كوني قاصرة ليس مشكلة. استخدم حساب امرأة أخرى، وبدأت أعمل بهويتها".
وقالت فتيات أخريات إنّهن تلقّين بطاقات هوية مزيّفة من الاستوديوهات. إحداهن تُدعى كيني، ظهرت على منصة "بونغا كامز (BongaCams)" وهي لم تتجاوز السابعة عشرة من عمرها.
وتدافع "بونغا كامز"، عبر ممثلتها في كولومبيا ميلي أشينتي، بالقول إنّ المنصة لا تسمح لمن هنّ دون 18 عاماً بالبثّ، وإنها تُغلق الحسابات التي تُخالف هذه القواعد.
أما منصة "تشاتوربيت"، فقالت في بيان إنها أوقفت تماماً استخدام الهويات المزيّفة، وتُجبر العارضات على تقديم صور حية لأنفسهن وهنّ يحملن بطاقة هوية رسمية. وأكّدت أنّه لا يمكن إعادة استخدام الحسابات.
وأكّدت "سترب تشات" أيضاً أنّ لديها سياسة عدم تسامح مطلق مع أي بثّ لقاصرات، وتُجبر كل عارضة على إثبات هويتها باستخدام خدمات تحقق خارجية.
ولم تجب منصة "لايف جازمين (LiveJasmin)" على طلبات "بي بي سي" للتعليق.
BBC
يُحبّون أن تبدي صغيرة السن"
تجلس كيني، وهي عارضة كولومبية تبلغ من العمر 20 عاماً، أمام شاشة حاسوب كبيرة في غرفتها بمدينة ميديلين، تستعد للبثّ المباشر من خلال استوديو يربطها بمنصّات عالمية.
ولولا الكاميرا، وأضواء التصوير، والشاشة الضخمة، لكانت الغرفة أشبه بغرفة طفلة: دمى محشوة، وأحصنة وردية، ودببة تُزيّن الزوايا.
تقول كيني: "يُحبّ المشاهدون كثيراً أن تبدين صغيرة في السن".
وتُضيف: "أحياناً أظنّ أن هذا مقلق. بعض الزبائن يطلبون منك أن تتصرّفي وكأنك طفلة حقيقية، وهذا غير مقبول إطلاقاً".
تشرح كيني أنّها دخلت هذا المجال لمساعدة أسرتها مادياً، بعد أن قرر والداها الانفصال. والدها يعلم بما تقوم به، وتقول إنه يدعمها.
BBC
وبالعودة إلى بداياتها، تعتقد كيني أنّها كانت صغيرة جداً عندما بدأت في سن 17 عاماً، لكنها رغم ذلك لا تنتقد مشغّليها السابقين.
بل ترى أنهم ساعدوها في الحصول على عمل، تقول إنّه يُدرّ عليها الآن نحو 2,000 دولار شهرياً – وهو مبلغ يفوق بكثير الحد الأدنى للأجور في كولومبيا، الذي لا يتجاوز 300 دولار شهرياً.
وتقول: "بفضل هذا العمل، أساعد والدتي، ووالدي، وأختي – أساعد عائلتي بأكملها".
هذا الرأي يتقاطع مع ما تقوله بعض الاستوديوهات، التي تحاول إظهار اهتمامها بصحة العارضات ورفاههن.
زارت "بي بي سي" واحداً من أكبر تلك الاستوديوهات، "إيه جي ستوديوز (AJ Studios)"، حيث قدّموا فريقاً يشمل أخصائية نفسية تعمل بدوام كامل لدعم العارضات نفسياً.
كما عُرضت منشآت مثل منتجع صغير يقدّم جلسات تدليك، وعناية بالأقدام، وحقن بوتوكس وتكبير الشفاه، مجاناً أو بأسعار مخفضة، أو كهدايا "لأفضل موظفة في الشهر" – سواء من حيث الدخل أو التعاون مع الزميلات.
غرامة بسبب استراحة المرحاض
ولكن كما أشار رئيس البلاد، لا يعامَل جميع المؤدين بشكل جيد، ولا يحققون دائماً أرباحاً مجزية. وتترقّب الصناعة ما إذا كان قانون العمل الجديد الذي طرحه سيمهّد الطريق لتنظيمات أكثر صرامةً.
قالت عارضات ومديرو استوديوهات لبي بي سي إن منصات البث المباشر تأخذ عادة 50 بالمئة من الرسوم التي يدفعها المشاهدون، وتأخذ الاستوديوهات نسبةً تتراوح بين 20 و30 بالمئة، فيما تحصل العارضة على ما يتبقى. وهذا يعني أنه إذا حقق العرض 100 دولاراً، فإن العارضة ستحصل عادةً على ما بين 20 دولاراً، و30 دولاراً. وأوضحوا أن بعض الاستوديوهات غير النزيهة تأخذ نسبةً أعلى من ذلك بكثير
وتقول العارضات إنهنّ في بعض الأحيان بقين متصلات لِجلسات استمرت حتى ثماني ساعات، ولم يجنين سوى 5 دولارات وهو ما قد يحدث عندما لا يحظى العرض بعدد كاف من المشاهدين.
وتقول أخريات إنهنّ تعرّضن لضغوط للبثّ حتى 18 ساعة متواصلة من دون استراحة، وتعرّضن لغرامات عند التوقف لتناول الطعام أو الذهاب إلى الحمّام.
وتدعّم هذه الشهادات تقريراً صادراً عن منظمة "هيومن رايتس ووتش" نشر في ديسمبر/كانون الأول 2024. ووجدت الكاتبة، إيرين كيلبرايد، التي أجرت بحثاً إضافياً لصالح بي بي سي، أن بعض الأشخاص كانوا يصوَّرون داخل كبائنَ ضيقةً وقذرة تملؤها حشرات الفراش والصراصير، وكانوا يجبرون على أداء أفعال جنسية مؤلمة ومهينة بالنسبة لهم.
BBC
صوفي، وهي أم لطفلين من مدينة ميديلين، كانت تعمل نادلة في ملهى ليلي، لكنها انتقلت إلى العمل في عرض "الويب كام" بعدما سئمت من الإهانات المتكررة من الزبائن.
لكن الشابة البالغة من العمر 26 عاماً تقول إن الاستوديو الذي عملت فيه ضغط عليها لتنفيذ أفعالٍ جنسيةٍ مؤلمةٍ ومهينة، من بينها الأداء مع ثلاث فتيات أخريات.
وتوضح أن هذه الطلبات جاءت من بعض المشاهدين، ووافق عليها "المشرفون" في الاستوديو وهم موظفون يفترض أن يكونوا وسطاء بين العارضات والمشاهدين.
وتقول صوفي إنها أبلغت الاستوديو بأنها لا تريد تنفيذ تلك الأفعال، "لكنهم قالوا إنني لا أملك خياراً".
وتضيف: "في النهاية اضطررت إلى القيام بها، لأن البديل كان إغلاق حسابي"، موضحةً أن ذلك كان سيؤدي فعلياً إلى حرمانها من العمل.
وتواصل صوفي العمل في استوديوهات "الويب كام" لأنها تقول إن الراتب التقليدي في كولومبيا لا يكفي لإعالة نفسها وطفليها. وهي تدّخر حالياً المال لتبدأ دراسة الحقوق.
BBC
تقول إيرين كيلبرايد إن المشكلة لا تقتصر على كولومبيا فقط.
فقد وجدت أن منصات البث الأربع الكبرى تعرض محتوى من استوديوهاتٍ في 10 دولٍ أخرى، تشمل: بلغاريا، كندا، جمهورية التشيك، المجر، الهند، رومانيا، روسيا، جنوب أفريقيا، أوكرانيا، والولايات المتحدة.
وتشير إلى أنها حدّدت "ثغراتٍ في سياسات وإجراءات تلك المنصات تتيح أو تفاقم انتهاكات حقوق الإنسان".
وعندما سألنا المنصات عن ظروف العمل في الاستوديوهات التي تبث منها، قالت ميلي أتشينتي من منصة بونغا كامز إنها جزء من فريقٍ مكوَّن من ثماني نساء يزرن بعض الاستوديوهات في كولومبيا "للتأكّد من أن العارضات يتقاضين أجورهن، وأن الغرف نظيفة، وأنه لا يتم انتهاك العارضات".
أما سترب شات وتشاتوربيت، فقالتا إنهما لا تزوران الاستوديوهات، وإنهما ليستا صاحبتي عمل مباشر للعارضات، ولذلك لا تتدخلان في الشروط التي يضعها الاستوديو مع العارضة. لكن المنصتين أكدتا التزامهما بتأمين بيئة عملٍ آمنة. وأضافت سترب شات أنها تتوقّع من الاستوديوهات ضمان "ظروف عمل محترمة ومريحة".
وأوضحت منصات بونغا كامز، وسترب شات، وتشاتوربيت أن لديها فرقاً تتدخل إذا تبيّن لها أن عارضةً ما تجبر على القيام بشيء ما أو تكره عليه.
"خدعوني"
بعد شهرين من الاستيقاظ يومياً عند الساعة الخامسة فجراً للتوفيق بين العمل في "الواب كام"، والدراسة الثانوية، ورعاية طفلها، تقول إيزابيلا إنها كانت متحمّسة لتلقّي أول راتبٍ لها.
لكن بعد اقتطاع حصة المنصة وحصة الاستوديو، تشرح إيزابيلا أنها تلقت فقط 174 ألف بيزو كولومبي (42 دولاراً) وهو مبلغ أقل بكثير مما كانت تتوقّعه. وتعتقد أن الاستوديو دفع لها نسبةً أقل مما تم الاتفاق عليه، كما سرق الجزء الأكبر من أرباحها.
تقول: "كان المبلغ تافهاً"، مشيرةً إلى أنها استخدمت جزءاً منه لشراء الحليب والحفاضات. وتضيف: "لقد خدعوني".
إيزابيلا، التي لا تزال طالبةً في المدرسة، عملت كعارضة "واب كام" لبضعة أشهر فقط قبل أن تترك هذا المجال.
وتقول إن الطريقة التي عوملت بها في سنٍّ صغيرة تسبّبت لها بصدمةٍ نفسية عميقة. لم تستطع التوقف عن البكاء، فرتّبت والدتها جلساتٍ لها مع أخصائيةٍ نفسية.
وقد اجتمعت إيزابيلا مع ست موظفاتٍ سابقات أخريات من الاستوديو نفسه لتقديم شكوى رسمية إلى مكتب المدعي العام. وقد وجّهن معاً اتهاماتٍ بالاستغلال الجنسي للقاصرات، والاستغلال العمالي، والانتهاك الاقتصادي.
تقول: "لا تزال هناك تسجيلات فيديو لي على الإنترنت، وأنا قاصرة"، موضحةً أنها تشعر بالعجز في محاولاتها لحذف تلك المواد. "لقد أثّر ذلك بي كثيراً، ولا أريد التفكير فيه بعد الآن".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شفق نيوز
منذ يوم واحد
- شفق نيوز
قصف الملعب ومجد فيدرر وسيطرة عائلة ويليامز، ما أهم محطات بطولة ويمبلدون لكرة المضرب؟
تاريخ بطولة ويمبلدون "العريقة" لكرة المضرب الممتد منذ قرابة قرن ونصف، مليء بمحطات ولحظات تاريخية ومثيرة كثيرة. ما بين لحظات الغضب، والتعبير عن المشاعر، وإحساس المجد، ناهيك عن تلك المحطات التي تعكس تمسك البطولة بتقاليدها وعاداتها. في هذا التقرير، نتعرف على أبرز تلك اللحظات التي لا تُنسى. طلبت بي بي سي من تشارلز رانسي وهو رئيس سابق للشؤون الرياضية في المناطق الإنجليزية في هيئة الإذاعة البريطانية، أن يحدد أكثر لحظتين غير قابلتين للنسيان في تاريخ ويمبلدون. فاختار رانسي لحظة فوز البريطاني آندي موراي بلقب فردي الرجال لعام 2013. يقول رانسي لبي بي سي: "كان هذا أول فوز لرجل بريطاني منذ فريد بيري في عام 1936. انتظر الجمهور المحلي، وانتظر، وانتظر، لكن كما صاح المعلق التلفزيوني في بي بي سي أندرو كاسل (انتهى الانتظار…)". أما اللحظة الثانية التي تذكرها رانسي تعود لعام 1993، عندما كادت اللاعبة التشيكية يانا نوفوتنا أن تفوز بلقب السيدات، لكنها هُزمت على يد الألمانية شتيفي غراف. وبينما كانت نوفوتنا تتقدم للحصول على لقب المركز الثاني انهمرت دموعها، لكن دوقة كينت الأميرة كاثرين - زوجة الأمير إدوارد ابن عم الملكة إليزابيث - ساندتها بوضع رأس نوفوتنا على كتفها. أما بالنسبة لـمدير تحرير صحيفة "تنس غازيت" جون فيرال، فاختار لحظة فوز موراي باللقب على حساب نوفاك دجوكوفيتش في 2013. واختار كذلك المباراة النهائية الشهيرة بين السويسري روجر فيدرر والإسباني رافائيل نادال في عام 2008، وقال فيرال لبي بي سي إنها "أعظم مباراة كرة مضرب شهدتها على الإطلاق". لكن لحظات البطولة العريقة التي لا تُنسى كثيرة، فإليكم باقة من تلك المحطات المثيرة. البطولة الأولى أقيمت أول بطولة ويمبلدون في عام 1877 على أحد ملاعب الكروكيه التابعة لنادي عموم إنجلترا للكروكيه وكرة المضرب، وكانت للرجال فقط. أما أول بطولة نسائية في ويمبلدون، فكانت عام 1884، وفازت مود واتسون بأول بطولتي سيدات. وأيضاً كان لرجال الدين نصيب في ويمبلدون، ففي 1879 فاز القس جون هارتلي بالبطولة، وهو رجل الدين الوحيد الذي فاز بها. رقم صامد منذ أكثر من 130 عاماً منذ عام 1887، وشارلوت "لوتي" دود تحتفظ برقم قياسي لكونها أصغر لاعبة تحرز لقب فردي السيدات، لترفع اللقب في سن الخامسة عشرة و285 يوماً. لم تكتف دود بهذا الرقم القياسي، إذ أتبعته بأربعة ألقاب، ولم تخسر سوى مجموعة واحدة خلال خمس سنوات متتالية. وفي عام 1905، أصبحت ماي ساتون من الولايات المتحدة أول بطلة من خارج بريطانيا تفوز ببطولة فردي السيدات. وكررت نجاحها في عام 1907، وهو العام الذي أصبح فيه نورمان بروكس من أستراليا أول لاعب غير بريطاني يفوز ببطولة فردي الرجال. Wimbledon ملك يلعب في ويمبلدون في عام 1926، شارك ابن الملك جورج الخامس والملكة ماري (الذي أصبح فيما بعد الملك جورج السادس)، في منافسات الزوجي للرجال مع مساعده لويس جريج. لاحقاً أصبح جريج رئيساً لنادي عموم إنجلترا (منظم البطولة) في عام 1937، فيما ظل الملك جورج السادس العضو الوحيد من العائلة المالكة الذي شارك في البطولة. Wimbledon نهائي لم يُلعب يُعد نهائي بطولة الرجال لعام 1931 النهائي الوحيد الذي لم يُلعب. كان يُفترض أن يكون نهائياً أمريكياً خالصاً بين سيدني وود وفرانك شيلدز، ليستلم وود الكأس دون أن يُحرك مضربه، بعد انسحاب منافسه إثر إصابة في الركبة. بي بي سي والبث التلفزيوني BBC بدأت قناة بي بي سي بثها التلفزيوني للبطولة من الملاعب عام 1937. وبوجود كاميرتين في الملعب الرئيسي، ومدة بث يومية محددة بـ 30 دقيقة، وتعليق فريدي غريسوود، بُثت مباراة الدور الأول بين باني أوستن وجورج روجرز في ذلك العام. وخلال سنوات الحرب سقطت أكثر من ألف قنبلة على حي ويمبلدون، مما أدى لتدمير قرابة 14 ألف منزل، وأصابت إحداها الملعب الرئيسي في عام 1940. ولم يتمكن المنظمون من إصلاح الجزء المتضرر حتى عام 1947، بعد سنة من عودة البطولة على الرغم من فقدان 1200 مقعد. الملكة في البطولة زارت الملكة إليزابيث الثانية ملعب بطولة ويمبلدون لأول مرة عام 1957. وعادت الملكة منذ ذلك الحين إلى ويمبلدون في ثلاث مناسبات أخرى، خلال أعوام 1962، و1977، و2010. العصر المفتوح في عام 1968، تقرر أن تصبح البطولة مفتوحة أمام اللاعبين المحترفين، بعد أن كانت مقتصرة على الهواة. وكان الأسترالي رود لافر والأمريكية بيلي جين كينغ أول فائزيْن بمنافسات الفردي في عصر بطولة ويمبلدون المفتوحة. بورغ ضد ماكنرو حصل الشوط الفاصل في المجموعة الرابعة في نهائي فردي الرجال في بطولة ويمبلدون لعام 1980 بين حامل اللقب السويدي بيورن بورغ والأمريكي جون ماكنرو على مكانة لا تُنسى. كان بورغ يخوض نهائي ويمبلدون الخامس على التوالي، بعد فوزه بالأربعة السابقة. أما بالنسبة لماكنرو، المصنف ثانياً، فكان هذا النهائي الأول له. شهد الشوط الفاصل 34 نقطة متنازع عليها، وهو رقم قياسي في نهائي ويمبلدون، وبعد لحظات متقلبة، انتهت بتتويج بورغ. وفي عام 1981 تكرر ذات المشهد بمواجهة الغريمين مجدداً، لكن ماكنرو هذه المرة أنهى سلسلة انتصارات بورغ وأسقط السويدي عن عرشه. "لا يمكنك أن تكون جاداً" هي واحدة من أشهر العبارات في تاريخ كرة المضرب. ففي عام1981 كان جون ماكنرو، ذو الشعر المجعد ورباط الرأس، غاضباً للغاية من أحد قرارات الحكم إدوارد جيمس، فقال له بعصبية شديدة: "لا يمكنك أن تكون جاداً". أثارت هذه العبارة غضب جيمس وجمهور الملعب الرئيسي، وأصبحت بمثابة بطاقة تعريف لماكنرو، لدرجة أنه أطلق على سيرته الذاتية عنوان "جاد". زيّ آن وايت شهدت بطولة عام 1985 أحد أكثر الأزياء غرابة. ففي الدور الأول خلعت الأمريكية آن وايت بدلة الإحماء الرياضية في ملعب تشيرش رود، لتكشف عن بدلة "ليكرا" بيضاء من قطعة واحدة. واقترح الحكم عليها ارتداء ملابس أكثر ملاءمةً في اليوم التالي، وهو ما فعلته. بوريس بيكر اشتُهر بوريس بيكر بفوزه المذهل ببطولة عام 1985، حين أحرز اللقب وهو شاب غير مصنف في السابعة عشرة من عمره. فكان أصغر بطل بعمر 17 عاماً و227 يوماً، وأول ألماني يفوز بالبطولة، وأول لاعب غير مصنف يحرزها. نوبة غضب تارانجو بعد أن تأخر الأمريكي جيف تارانجو بالنتيجة في إحدى مباريات بطولة عام 1995، غضب تارانجو من الحكم الرئيسي برونو ريبوه. وصرخ: "انتهى الأمر، لن ألعب ... أنت من بين أكثر الحكام فساداً في اللعبة". وصرخ أيضاً على الجمهور طالباً منهم الصمت، وغادر الملعب غاضباً قبل انتهاء المباراة. والأغرب من ذلك، أنه بعد دقائق قليلة، صفعت زوجة تارانجو، الحكم ريبوه على وجهه عندما التقيا في الممر. أُوقف تارانجو لاحقاً عن المشاركة في بطولتين من بطولات الغراند سلام وغُرِّم بـ63 ألف دولار. "الغناء تحت المطر" في عام 1996، أوقف المطر إحدى المباريات، فدُعي المغني السير كليف ريتشارد لتقديم حفل موسيقي مرتجل في الملعب الرئيسي. وبالفعل، أدى نجم البوب المبلل أغنية "الغناء تحت المطر"، وكان فيها الجمهور كورالاً مبدعاً وردد كلمات الأغنية. سامبراس ضد أغاسي في 1999 كانت مباراة الأمريكيين بيت سامبراس ضد أندريه أغاسي من أبرز مواجهات التسعينيات. إذ لعب البطلان الأمريكيان 34 مرة بين عامي 1989 و2002، وحقق سامبراس (صاحب 7 ألقاب في ويمبلدون) الفوز في 20 مرة. وفي عام 1999، فاز سامبراس أحد أيقونات البطولة على أغاسي في نهائي مميز. وفي العام التالي كان سامبراس على موعد آخر مع المجد في بطولته المفضلة، حين هزم الأسترالي بات رافتر محرزاً لقبه السابع في ويمبلدون وهو رقم قياسي صمد 22 عاماً. عقد الشقيقتين وليامز بدأ عقد من هيمنة عائلة ويليامز الأمريكية في 8 يوليو/تموز 2000، عندما تغلبت فينوس وليامز على حاملة اللقب ليندسي دافنبورت. وبذلك سيطرت الشقيقتان فينوس وسيرينا على ألقاب العقد الأول من الألفية الثالثة، لكن الروسية ماريا شارابوفا والفرنسية أميلي موريسمو تمكنتا من انتزاع لقبين من خزائن العائلة الأمريكية في عامي 2004 و2006. صاحب بطاقة دعوة، بطلاً للمرة الأولى في عام2001، خاض الكرواتي غوران إيفانيسيفيتش والأسترالي بات رافتر أحد أكثر نهائيات البطولة إثارة. امتد اللقاء على خمس مجموعات استمرت ثلاث ساعات ودقيقة واحدة. مُنح إيفانيسيفيتش الذي خسر النهائي ثلاث مرات، بطاقة دعوة للمشاركة في البطولة، ليُصبح أول لاعب مدعو ببطاقة يحرز اللقب الأعرق. نافراتيلوفا تفوز مرة أخرى في 2003، وبعد 25 عاماً من فوزها بأول ألقابها الفردية (من أصل تسعة)، عادلت مارتينا نافراتيلوفا الرقم القياسي المذهل لبطولات ويمبلدون، محرزةً لقبها العشرين إلى جانب لياندر بايس في الزوجي المختلط. وجاءت هذه اللحظة التاريخية بعد أقل من ستة أشهر من تحقيقها إنجازاً تاريخياً آخر بفوزها بألقاب الفردي والزوجي للسيدات والزوجي المختلط في جميع بطولات الغراند سلام، محاكيةً بذلك إنجاز دوريس هارت ومارغريت كورت قبلها. جوائز مالية متساوية قرر نادي عموم إنجلترا في 2007 منح جوائز مالية متساوية للرجال والنساء على حد سواء في جميع المجالات. ووُزع المبلغ الضخم البالغ 11,282,710 جنيهات إسترلينية بالتساوي بين السيدات والرجال. أعظم مباراة! في مباراة قيل عنها أعظم مباراة كرة مضرب لُعبت أو شُوهدت على الإطلاق، انتزع الإسباني رافائيل نادال كأس ويمبلدون الذهبية البراقة من روجر فيدرر. قال نادال: "من المستحيل وصف ما شعرت به في تلك اللحظة، لكنني سعيد للغاية". أما فيدرر فوصف نادال في ذلك اليوم بأنه "أسوأ خصمٍ على أفضل ملعب"، مضيفاً أن "رافا" بطل باستحقاق. فيدرر التاريخي AFP في عام 2009، أصبح روجر فيدرر أعظم بطل كرة مضرب للرجال، بفوزه على الأمريكي آندي روديك بنتيجة 5-7، 7-6، 8-6، 7-6، 7-5، 3-6، 16-14 في 4 ساعات و16 دقيقة، ليحصد لقبه السادس في ويمبلدون. كما حقق اللاعب السويسري رقماً قياسياً بفوزه باللقب الخامس عشر في البطولات الأربع الكبرى، متجاوزاً بذلك الرقم القياسي الذي حققه بيت سامبراس الذي كان حاضراً في المقصورة الملكية. أطول مباراة أنهى الأمريكي جون إيسنر أطول مباراة في تاريخ كرة المضرب بفوزه على الفرنسي نيكولا ماهو في الدور الأول من بطولة عام 2010. إذ امتدت تلك المباراة على ثلاثة أيام بواقع 11 ساعة و5 دقائق. موراي، "بريطاني يفوز ببطولة ويمبلدون" أصبح آندي موراي أول بطل بريطاني في ويمبلدون منذ فريد بيري عام 1936، بعد فوزه على الصربي نوفاك ديوكوفيتش، لينهي بذلك انتظاراً طال لـ77 عاماً لإعادة لقب البطولة إلى بريطانيا، معوضاً خسارته في البطولة السابقة أمام فيدرر. ومع استمرار البطولة، تُضاف الكثير من اللحظات والمحطات إلى رصيدها كل عام، بعضها تستحق أن تُخلّد.


شفق نيوز
منذ 3 أيام
- شفق نيوز
"كنا مجرد طالبات حين اصطادتنا صناعة المحتوى الجنسي"
بعد ظهر أحد الأيام، وبينما كانت إيزابيلا تغادر المدرسة، ناولها أحدهم منشوراً كتب عليه: "هل ترغبين في جني المال بجمالك؟". تقول إيزابيلا إن استوديو يبحث عن عارضات كان يستهدف تلميذات المدارس في منطقتها في العاصمة الكولومبية بوغوتا. وكانت تبلغ من العمر 17 عاماً، وتعيل طفلاً يبلغ عامين، وكانت بحاجة ماسّة إلى المال، فذهبت لتعرف المزيد. عندما وصلت إلى هناك، اكتشفت أنّه استوديو للبثّ الجنسي المباشر، يديره زوجان في منزل يقع في حيّ متدهور، ويضمّ ثماني غرف مُزيّنة كغرف نوم. تتراوح هذه الاستوديوهات بين عمليات صغيرة منخفضة الميزانية وأخرى كبيرة تجهَّز بغرف فردية تحتوي على أضواء، وحواسيب، وكاميرات ويب، واتصال بالإنترنت. وتؤدّي العارضات أفعالاً جنسية تبثّ مباشرة للمشاهدين حول العالم، الذين يرسلون إليهنّ طلباتهم عبر وسطاء يعرفون باسم "المراقبين". تقول إيزابيلا - وهو اسم مستعار حفاظاً على هويتها – إنها بدأت العمل في اليوم التالي، رغم أنّ القانون الكولومبي يمنع توظيف من هم دون سن 18 عاماً في هذه الصناعة. وقالت لـ"بي بي سي وورلد سيرفيس": "لم يكن هناك عقدٌ مكتوب يحدّد أجري أو حقوقي. قالوا لي: "هذه هي الكاميرا، ابدئي"، دون أي تدريب أو توجيه". وتضيف أنّ الاستوديو اقترح عليها لاحقاً أن تبثّ مباشرة من المدرسة، فبينما كان زملاؤها يتعلّمون الإنجليزية، أخرجت هاتفها بهدوء وبدأت تصوّر نفسها على مقعدها. ثم بدأ المشاهدون يطلبون منها أداء أفعال جنسية محدّدة، فطلبت من معلّمتها إذناً بالذهاب إلى الحمّام، وهناك، أغلقت باب المقصورة على نفسها، ونفّذت ما طلب منها. تقول: "لم تكن المعلّمة على علم بما يحدث، فبدأت أفعل الأمر من حصص أخرى أيضاً". وتضيف: "كنت أقول في نفسي: هذا من أجل طفلي. أفعل هذا لأجله. وكان ذلك يمنحني القوّة". إعادة تدوير حسابات وهويات مزيّفة BBC تشهد صناعة "الويب كام" الجنسي نمواً عالمياً متسارعاً. فقد تجاوز عدد المشاهدات الشهرية لمنصّات البث المباشر 1.3 مليار مشاهدة في أبريل/نيسان 2025، أي أكثر من ثلاثة أضعاف ما كانت عليه في عام 2017، وفقاً لشركة التحليلات سيمرش (Semrush). وتُعدّ كولومبيا اليوم الدولة الأولى عالمياً من حيث عدد العارضات، إذ يُقدَّر عددهنّ بنحو 400,000، إضافة إلى 12,000 استوديو، بحسب منظمة فينال ويب (Fenalweb)، التي تمثّل قطاع "الويب كام" للبالغين في البلاد. كثيرات يعملن من داخل الاستوديوهات لأنّهن يفتقرن إلى الخصوصية أو التجهيزات أو الاتصال الجيد بالإنترنت في منازلهن – وغالباً ما يكنّ فقيرات أو قاصرات يعشن مع عائلاتهن. وقد قالت بعض العارضات لـ"بي بي سي" إنّ الاستوديوهات غالباً ما تستدرج الفتيات بوعد الربح السهل في بلدٍ يعيش ثلث سكانه تقريباً تحت خط الفقر. وقالت نساء عملن في هذا المجال لـ"بي بي سي" إنّ إجراءات التحقق من أعمار العارضات سهلة الالتفاف عليها إذا أراد الاستوديو توظيف قاصرات. تُستخدم طريقة شائعة تُعرف بـ"إعادة تدوير الحسابات"، عبر استخدام حسابات قديمة لعارضات فوق السنّ القانوني تَوقّفن عن العمل، ومن ثم تُسجَّل تلك الحسابات بأسماء فتيات قاصرات. تقول إيزابيلا إنّ هذه هي الطريقة التي ظهرت بها على منصّتي "تشاتوربيت (Chaturbate)" و"سترب تشات (StripChat)" وهي في عمر 17 عاماً. تضيف: "قالت لي صاحبة الاستوديو إنّ كوني قاصرة ليس مشكلة. استخدم حساب امرأة أخرى، وبدأت أعمل بهويتها". وقالت فتيات أخريات إنّهن تلقّين بطاقات هوية مزيّفة من الاستوديوهات. إحداهن تُدعى كيني، ظهرت على منصة "بونغا كامز (BongaCams)" وهي لم تتجاوز السابعة عشرة من عمرها. وتدافع "بونغا كامز"، عبر ممثلتها في كولومبيا ميلي أشينتي، بالقول إنّ المنصة لا تسمح لمن هنّ دون 18 عاماً بالبثّ، وإنها تُغلق الحسابات التي تُخالف هذه القواعد. أما منصة "تشاتوربيت"، فقالت في بيان إنها أوقفت تماماً استخدام الهويات المزيّفة، وتُجبر العارضات على تقديم صور حية لأنفسهن وهنّ يحملن بطاقة هوية رسمية. وأكّدت أنّه لا يمكن إعادة استخدام الحسابات. وأكّدت "سترب تشات" أيضاً أنّ لديها سياسة عدم تسامح مطلق مع أي بثّ لقاصرات، وتُجبر كل عارضة على إثبات هويتها باستخدام خدمات تحقق خارجية. ولم تجب منصة "لايف جازمين (LiveJasmin)" على طلبات "بي بي سي" للتعليق. BBC يُحبّون أن تبدي صغيرة السن" تجلس كيني، وهي عارضة كولومبية تبلغ من العمر 20 عاماً، أمام شاشة حاسوب كبيرة في غرفتها بمدينة ميديلين، تستعد للبثّ المباشر من خلال استوديو يربطها بمنصّات عالمية. ولولا الكاميرا، وأضواء التصوير، والشاشة الضخمة، لكانت الغرفة أشبه بغرفة طفلة: دمى محشوة، وأحصنة وردية، ودببة تُزيّن الزوايا. تقول كيني: "يُحبّ المشاهدون كثيراً أن تبدين صغيرة في السن". وتُضيف: "أحياناً أظنّ أن هذا مقلق. بعض الزبائن يطلبون منك أن تتصرّفي وكأنك طفلة حقيقية، وهذا غير مقبول إطلاقاً". تشرح كيني أنّها دخلت هذا المجال لمساعدة أسرتها مادياً، بعد أن قرر والداها الانفصال. والدها يعلم بما تقوم به، وتقول إنه يدعمها. BBC وبالعودة إلى بداياتها، تعتقد كيني أنّها كانت صغيرة جداً عندما بدأت في سن 17 عاماً، لكنها رغم ذلك لا تنتقد مشغّليها السابقين. بل ترى أنهم ساعدوها في الحصول على عمل، تقول إنّه يُدرّ عليها الآن نحو 2,000 دولار شهرياً – وهو مبلغ يفوق بكثير الحد الأدنى للأجور في كولومبيا، الذي لا يتجاوز 300 دولار شهرياً. وتقول: "بفضل هذا العمل، أساعد والدتي، ووالدي، وأختي – أساعد عائلتي بأكملها". هذا الرأي يتقاطع مع ما تقوله بعض الاستوديوهات، التي تحاول إظهار اهتمامها بصحة العارضات ورفاههن. زارت "بي بي سي" واحداً من أكبر تلك الاستوديوهات، "إيه جي ستوديوز (AJ Studios)"، حيث قدّموا فريقاً يشمل أخصائية نفسية تعمل بدوام كامل لدعم العارضات نفسياً. كما عُرضت منشآت مثل منتجع صغير يقدّم جلسات تدليك، وعناية بالأقدام، وحقن بوتوكس وتكبير الشفاه، مجاناً أو بأسعار مخفضة، أو كهدايا "لأفضل موظفة في الشهر" – سواء من حيث الدخل أو التعاون مع الزميلات. غرامة بسبب استراحة المرحاض ولكن كما أشار رئيس البلاد، لا يعامَل جميع المؤدين بشكل جيد، ولا يحققون دائماً أرباحاً مجزية. وتترقّب الصناعة ما إذا كان قانون العمل الجديد الذي طرحه سيمهّد الطريق لتنظيمات أكثر صرامةً. قالت عارضات ومديرو استوديوهات لبي بي سي إن منصات البث المباشر تأخذ عادة 50 بالمئة من الرسوم التي يدفعها المشاهدون، وتأخذ الاستوديوهات نسبةً تتراوح بين 20 و30 بالمئة، فيما تحصل العارضة على ما يتبقى. وهذا يعني أنه إذا حقق العرض 100 دولاراً، فإن العارضة ستحصل عادةً على ما بين 20 دولاراً، و30 دولاراً. وأوضحوا أن بعض الاستوديوهات غير النزيهة تأخذ نسبةً أعلى من ذلك بكثير وتقول العارضات إنهنّ في بعض الأحيان بقين متصلات لِجلسات استمرت حتى ثماني ساعات، ولم يجنين سوى 5 دولارات وهو ما قد يحدث عندما لا يحظى العرض بعدد كاف من المشاهدين. وتقول أخريات إنهنّ تعرّضن لضغوط للبثّ حتى 18 ساعة متواصلة من دون استراحة، وتعرّضن لغرامات عند التوقف لتناول الطعام أو الذهاب إلى الحمّام. وتدعّم هذه الشهادات تقريراً صادراً عن منظمة "هيومن رايتس ووتش" نشر في ديسمبر/كانون الأول 2024. ووجدت الكاتبة، إيرين كيلبرايد، التي أجرت بحثاً إضافياً لصالح بي بي سي، أن بعض الأشخاص كانوا يصوَّرون داخل كبائنَ ضيقةً وقذرة تملؤها حشرات الفراش والصراصير، وكانوا يجبرون على أداء أفعال جنسية مؤلمة ومهينة بالنسبة لهم. BBC صوفي، وهي أم لطفلين من مدينة ميديلين، كانت تعمل نادلة في ملهى ليلي، لكنها انتقلت إلى العمل في عرض "الويب كام" بعدما سئمت من الإهانات المتكررة من الزبائن. لكن الشابة البالغة من العمر 26 عاماً تقول إن الاستوديو الذي عملت فيه ضغط عليها لتنفيذ أفعالٍ جنسيةٍ مؤلمةٍ ومهينة، من بينها الأداء مع ثلاث فتيات أخريات. وتوضح أن هذه الطلبات جاءت من بعض المشاهدين، ووافق عليها "المشرفون" في الاستوديو وهم موظفون يفترض أن يكونوا وسطاء بين العارضات والمشاهدين. وتقول صوفي إنها أبلغت الاستوديو بأنها لا تريد تنفيذ تلك الأفعال، "لكنهم قالوا إنني لا أملك خياراً". وتضيف: "في النهاية اضطررت إلى القيام بها، لأن البديل كان إغلاق حسابي"، موضحةً أن ذلك كان سيؤدي فعلياً إلى حرمانها من العمل. وتواصل صوفي العمل في استوديوهات "الويب كام" لأنها تقول إن الراتب التقليدي في كولومبيا لا يكفي لإعالة نفسها وطفليها. وهي تدّخر حالياً المال لتبدأ دراسة الحقوق. BBC تقول إيرين كيلبرايد إن المشكلة لا تقتصر على كولومبيا فقط. فقد وجدت أن منصات البث الأربع الكبرى تعرض محتوى من استوديوهاتٍ في 10 دولٍ أخرى، تشمل: بلغاريا، كندا، جمهورية التشيك، المجر، الهند، رومانيا، روسيا، جنوب أفريقيا، أوكرانيا، والولايات المتحدة. وتشير إلى أنها حدّدت "ثغراتٍ في سياسات وإجراءات تلك المنصات تتيح أو تفاقم انتهاكات حقوق الإنسان". وعندما سألنا المنصات عن ظروف العمل في الاستوديوهات التي تبث منها، قالت ميلي أتشينتي من منصة بونغا كامز إنها جزء من فريقٍ مكوَّن من ثماني نساء يزرن بعض الاستوديوهات في كولومبيا "للتأكّد من أن العارضات يتقاضين أجورهن، وأن الغرف نظيفة، وأنه لا يتم انتهاك العارضات". أما سترب شات وتشاتوربيت، فقالتا إنهما لا تزوران الاستوديوهات، وإنهما ليستا صاحبتي عمل مباشر للعارضات، ولذلك لا تتدخلان في الشروط التي يضعها الاستوديو مع العارضة. لكن المنصتين أكدتا التزامهما بتأمين بيئة عملٍ آمنة. وأضافت سترب شات أنها تتوقّع من الاستوديوهات ضمان "ظروف عمل محترمة ومريحة". وأوضحت منصات بونغا كامز، وسترب شات، وتشاتوربيت أن لديها فرقاً تتدخل إذا تبيّن لها أن عارضةً ما تجبر على القيام بشيء ما أو تكره عليه. "خدعوني" بعد شهرين من الاستيقاظ يومياً عند الساعة الخامسة فجراً للتوفيق بين العمل في "الواب كام"، والدراسة الثانوية، ورعاية طفلها، تقول إيزابيلا إنها كانت متحمّسة لتلقّي أول راتبٍ لها. لكن بعد اقتطاع حصة المنصة وحصة الاستوديو، تشرح إيزابيلا أنها تلقت فقط 174 ألف بيزو كولومبي (42 دولاراً) وهو مبلغ أقل بكثير مما كانت تتوقّعه. وتعتقد أن الاستوديو دفع لها نسبةً أقل مما تم الاتفاق عليه، كما سرق الجزء الأكبر من أرباحها. تقول: "كان المبلغ تافهاً"، مشيرةً إلى أنها استخدمت جزءاً منه لشراء الحليب والحفاضات. وتضيف: "لقد خدعوني". إيزابيلا، التي لا تزال طالبةً في المدرسة، عملت كعارضة "واب كام" لبضعة أشهر فقط قبل أن تترك هذا المجال. وتقول إن الطريقة التي عوملت بها في سنٍّ صغيرة تسبّبت لها بصدمةٍ نفسية عميقة. لم تستطع التوقف عن البكاء، فرتّبت والدتها جلساتٍ لها مع أخصائيةٍ نفسية. وقد اجتمعت إيزابيلا مع ست موظفاتٍ سابقات أخريات من الاستوديو نفسه لتقديم شكوى رسمية إلى مكتب المدعي العام. وقد وجّهن معاً اتهاماتٍ بالاستغلال الجنسي للقاصرات، والاستغلال العمالي، والانتهاك الاقتصادي. تقول: "لا تزال هناك تسجيلات فيديو لي على الإنترنت، وأنا قاصرة"، موضحةً أنها تشعر بالعجز في محاولاتها لحذف تلك المواد. "لقد أثّر ذلك بي كثيراً، ولا أريد التفكير فيه بعد الآن".


موقع كتابات
منذ 3 أيام
- موقع كتابات
فلم (حافة الظلام ) واقع امريكا المظلم
امران لابد لنا من الاشارة لهما قبل الحديث عن حافة الظلام ، الامر الاول لا يغرنكم التحالف بين امريكا وبريطانيا بخصوص ارهابهم في الشرق الاوسط فان هذا لا ينفي او لا يمنع ابدا هنالك جواسيس عبر الكواليس احدهم على الاخر . الامر الاخر افلام الاكشن التي تنتجها دول الغرب تكون قصتها مغامراتية لغرض كسب اكبر عدد من المشاهدين ، ولكن قصة أي فلم هل هي خيالية وبعيدا عن الواقع ؟ كلا كل قصة قد تكون هي حقيقة الحكومات والشعوب او ان مجرد التفكير بطبيعة احداث الفلم فهذا يعني انها ثقافة موجودة في تلك الدولة ، فكيف اذا كانت هنالك قرائن تثبت ان ما يحدث في الفلم هو حقيقة اصلا . الان لنتحدث عن فلم حافة الظلام (Edge of Darkness) فيلم إثارة انتج في 2010 مقتبس من مسلسل بريطاني يحمل نفس العنوان من إنتاج تلفزيون بي بي سي ،ـ لاحظوا بريطاني و بي بي سي ـ الفيلم من بطولة ميل غيبسون ـ هذا الممثل اكد ان الكيان الصهيوني في طريقه الى الزوال ـ وراي وينستون ، قصة الفلم ان توماس كرافين (ميل غيبسون) محقق مخضرم في شرطة بوسطن، متخصص في جرائم القتل، يكتشف حقائق عن مقتل ابنته لم يكن يعلمها عن ابنته، وأنها تعمل في مهام غامضة لحساب جهاز أمني، وهو نفس الجهاز الذي قام بقتلها، ليضمن اختفاء الأسرار التي تعرفها. طاقم العمل اضافة له راي وينستون بدور داريوس جيدبورغ عميل وكالة المخابرات المركزية الذي يأتي لتغطية الجريمة. وداني هيوستن بدور جون جاك بينييت . المنشاة التي تعمل في الخفاء كشفت ابنة المحقق انها تصنع قنابل نووية وتكتب عليها صناعة دول ليست لها علاقة جيدة معها مثلا روسيا ، الصين ، وحتى بريطانيا او فرنسا او المانيا ولا نستبعد اسم ايران حتى يتهموها بانها تصنع اسلحة نووية ، عندما اكتشفت خستهم قاموا بتصفيتها ، ومن الذي يقوم بتصفيتها مسؤول امني معتمد عند حكومة البيت الابيض ومعه سيناتور ارهابي يدعمه . ولو لاحظتم ان الفلم عن قصة بريطانية من انتاج ( بي بي سي ) وهذه الاذاعة البريطانية معلومة الاهداف الصهيونية لكنها تطعن بامريكا من خلال الافلام . هذا الفلم هو واحد من افلام هوليوود الاكشنية التي تثبت فساد اجهزة الشرطة وتجارتها بالمخدرات بل حتى بعضها تظهر جرائم المارينز الامريكي في الدول التي تشارك في حروبها كما ظهر في فلم ( القناص ) كيف يتامرون على جنود وحدة عسكرية شاهدة على مجازر المارينز الامريكي بامر البيت الابيض فيقومون بتصفيتهم حتى لا يتم فضح دسائسهم . لا توجد قصة أي فلم امريكي لا وجود لوقائعها على ارض الواقع الامريكي وتعبر حقيقة عن ما يفكر به البيت الابيض ، بل هنالك مؤلفات تحكي عن مؤامرات البيت الابيض وجرائمهم سابقا كانوا يقومون بمنع طباعة الكتب وان اضطروا لاغتيال الكاتب ، اليوم اصبح الاستهتار علني فمن يفضحهم يفتخرون بفضائحهم ويكفي البيت الابيض ان رجلهم هو ترامب الذي يجسد القاسم المشترك بين كل افلام الاكشن الامريكية ، اغتيالات ، حروب ، فساد ، اوراق مالية ، ابتزاز ، علاقات جنسية ، تصريحات كوميدية سوداء ، ولا احد يحاسبه هنالك فلم بطولة توم كروز يمثل دور سيناتور امريكي تجري معه صحفية لقاء عن حرب العراق فيذكر حقائق غريبة ارهابية بكل ما تحمل الكلمة من معنى لدرجة جعل الصحفية مذهولة من هذا التفكير وهي التي تعتقد ان بلدها بلد الحرية والديمقراطية والمساواة فاذا بها تطلع على الحقيقة انه بلد الارهاب والديكتاتورية والظلم .