
أخنوش:الحكومة حرصت على تأهيل العرض الصحي وتعزيز بنياته التحتية وفق رؤية طموحة
وأوضح السيد أخنوش، أمام مجلس النواب، في جلسة عمومية للأسئلة الشفهية الشهرية الموجهة إلى رئيس الحكومة حول السياسة العامة التي خصصت لموضوع ' المنظومة الصحية الوطنية بين المنجزات الراهنة والتطلعات المستقبلية'، أن أهمية هذا التوجه تزداد باعتباره ركيزة لتحقيق العدالة المجالية في توزيع الخدمات الصحية، وضمان رعاية صحية جيدة تحفظ الكرامة للجميع، وتعزز الشعور بالثقة والأمان.
وأضاف، في هذا الصدد، أن الحكومة أطلقت برنامجا يستهدف تأهيل أزيد من 1400 مركز صحي من الجيل الجديد، بغلاف مالي لا يقل عن 6,4 مليار درهم، وذلك تنزيلا لهذا الورش الإصلاحي، مشيرا إلى أن هذا الاختيار ينبع من وعي الحكومة بالدور المحوري الذي تضطلع به المراكز الصحية الأولية، باعتبارها حجر الزاوية في تقديم الرعاية الصحية الأساسية.
واعتبر السيد أخنوش أن الأرقام المنجزة 'تعكس وفاء الحكومة بهذا الالتزام'، مسجلا تأهيل 949 مركز صحي، ويتم العمل على استكمال باقي المراكز المبرمجة.
وأبرز السيد أخنوش أنه يرتقب أن تساهم هذه المراكز في تقليص الضغط الكبير على المستشفيات الإقليمية والجهوية والجامعية، بالنظر للتقنيات الطبية والرقمية التي توفرها، وكذا الأطقم الطبية المتخصصة التي تعمل بها، مما يجعلها نموذجا في توفير خدمات صحية للقرب عالية الجودة.
وعلى صعيد متصل، أشار السيد أخنوش إلى أن الحكومة وضعت خطة طموحة تهدف إلى تعميم المستشفيات الجامعية وتطويرها عبر مختلف جهات المملكة، موضحا أن هذا التوجه يأتي في إطار حرصها على توفير مستشفى جامعي في كل جهة، لضمان تقريب الرعاية الصحية المتخصصة من المواطنين، وتعزيز تكامل النظام الصحي بين مختلف مستويات الرعاية.
وفي هذا الصدد، قال رئيس الحكومة إنه قد تم إطلاق برنامج متكامل لإحداث مستشفيات جامعية جديدة في كل من أكادير والعيون وكلميم وبني ملال والرشيدية، إضافة إلى إعادة بناء مستشفى ابن سينا بالرباط بطاقة استيعابية تتجاوز 1000 سرير.
وأضاف أنه تم أيضا اعتماد برنامج عمل لتأهيل وتطوير المراكز الاستشفائية الجامعية،عبر تحديث تجهيزاتها ومعداتها الطبية، وذلك في غضون سنتين، بميزانية إجمالية تقدر ب 1,7 مليار درهم، مبرزا أن هذا البرنامج يشمل خمسة مراكز استشفائية جامعية، بكل من فاس والدار البيضاء والرباط ومراكش ووجدة.
وأكد على أن ' كل ما نقوم به كمؤسسات دستورية من سياسات عمومية وقطاعية، ومن مساهمة في السياسة العامة للدولة، هو من أجل خدمة السيادة الوطنية لبلدنا التي يرعاها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله '.
وأشاد في هذا الصدد، بالمجهودات الجبارة التي تقوم بها القوات المسلحة الملكية والمؤسسات الأمنية والسلطات العمومية، بتوجيهات ملكية سامية، من أجل أن تبقى بلادنا آمنة وقوية ومستقرة.
وشدد رئيس الحكومة على أن السيادة الوطنية كل لا يتجزأ، ولن تكتمل سوى بتحقيق سيادتنا في عدد من المجالات الاستراتيجية والحيوية، ومن بينها سيادتنا الصحية، مبرزا أن جلالة الملك، نصره الله، شدد من هذا المنطلق، على العناية الفائقة بهذا القطاع الاستراتيجي ليكون رافعة لمغرب الغد، مغرب التنمية والكرامة، مغرب الانصاف والعدالة الاجتماعية.
وأضاف قائلا ' ولعل ما يزعج البعض هو هذا الاستقرار والأمن والأمان الذي تعيشه بلادنا بفضل حكمة جلالة الملك، نصره الله وأيده. وسنظل كمؤسسات دستورية أوفياء مجندين وراء جلالة الملك، وسدا منيعا اتجاه الحملات اليائسة التي تستهدف سيادتنا كيفما كان شكلها ومصدرها.
ح:م

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


حدث كم
منذ يوم واحد
- حدث كم
أخنوش:الحكومة حرصت على تأهيل العرض الصحي وتعزيز بنياته التحتية وفق رؤية طموحة
أكد رئيس الحكومة عزيز أخنوش، اليوم الاثنين، أن الحكومة حرصت، تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، على تأهيل العرض الصحي وتعزيز بنياته التحتية، وفق رؤية طموحة تهدف إلى الارتقاء بالمنظومة الصحية على مختلف مستوياتها. وأوضح السيد أخنوش، أمام مجلس النواب، في جلسة عمومية للأسئلة الشفهية الشهرية الموجهة إلى رئيس الحكومة حول السياسة العامة التي خصصت لموضوع ' المنظومة الصحية الوطنية بين المنجزات الراهنة والتطلعات المستقبلية'، أن أهمية هذا التوجه تزداد باعتباره ركيزة لتحقيق العدالة المجالية في توزيع الخدمات الصحية، وضمان رعاية صحية جيدة تحفظ الكرامة للجميع، وتعزز الشعور بالثقة والأمان. وأضاف، في هذا الصدد، أن الحكومة أطلقت برنامجا يستهدف تأهيل أزيد من 1400 مركز صحي من الجيل الجديد، بغلاف مالي لا يقل عن 6,4 مليار درهم، وذلك تنزيلا لهذا الورش الإصلاحي، مشيرا إلى أن هذا الاختيار ينبع من وعي الحكومة بالدور المحوري الذي تضطلع به المراكز الصحية الأولية، باعتبارها حجر الزاوية في تقديم الرعاية الصحية الأساسية. واعتبر السيد أخنوش أن الأرقام المنجزة 'تعكس وفاء الحكومة بهذا الالتزام'، مسجلا تأهيل 949 مركز صحي، ويتم العمل على استكمال باقي المراكز المبرمجة. وأبرز السيد أخنوش أنه يرتقب أن تساهم هذه المراكز في تقليص الضغط الكبير على المستشفيات الإقليمية والجهوية والجامعية، بالنظر للتقنيات الطبية والرقمية التي توفرها، وكذا الأطقم الطبية المتخصصة التي تعمل بها، مما يجعلها نموذجا في توفير خدمات صحية للقرب عالية الجودة. وعلى صعيد متصل، أشار السيد أخنوش إلى أن الحكومة وضعت خطة طموحة تهدف إلى تعميم المستشفيات الجامعية وتطويرها عبر مختلف جهات المملكة، موضحا أن هذا التوجه يأتي في إطار حرصها على توفير مستشفى جامعي في كل جهة، لضمان تقريب الرعاية الصحية المتخصصة من المواطنين، وتعزيز تكامل النظام الصحي بين مختلف مستويات الرعاية. وفي هذا الصدد، قال رئيس الحكومة إنه قد تم إطلاق برنامج متكامل لإحداث مستشفيات جامعية جديدة في كل من أكادير والعيون وكلميم وبني ملال والرشيدية، إضافة إلى إعادة بناء مستشفى ابن سينا بالرباط بطاقة استيعابية تتجاوز 1000 سرير. وأضاف أنه تم أيضا اعتماد برنامج عمل لتأهيل وتطوير المراكز الاستشفائية الجامعية،عبر تحديث تجهيزاتها ومعداتها الطبية، وذلك في غضون سنتين، بميزانية إجمالية تقدر ب 1,7 مليار درهم، مبرزا أن هذا البرنامج يشمل خمسة مراكز استشفائية جامعية، بكل من فاس والدار البيضاء والرباط ومراكش ووجدة. وأكد على أن ' كل ما نقوم به كمؤسسات دستورية من سياسات عمومية وقطاعية، ومن مساهمة في السياسة العامة للدولة، هو من أجل خدمة السيادة الوطنية لبلدنا التي يرعاها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله '. وأشاد في هذا الصدد، بالمجهودات الجبارة التي تقوم بها القوات المسلحة الملكية والمؤسسات الأمنية والسلطات العمومية، بتوجيهات ملكية سامية، من أجل أن تبقى بلادنا آمنة وقوية ومستقرة. وشدد رئيس الحكومة على أن السيادة الوطنية كل لا يتجزأ، ولن تكتمل سوى بتحقيق سيادتنا في عدد من المجالات الاستراتيجية والحيوية، ومن بينها سيادتنا الصحية، مبرزا أن جلالة الملك، نصره الله، شدد من هذا المنطلق، على العناية الفائقة بهذا القطاع الاستراتيجي ليكون رافعة لمغرب الغد، مغرب التنمية والكرامة، مغرب الانصاف والعدالة الاجتماعية. وأضاف قائلا ' ولعل ما يزعج البعض هو هذا الاستقرار والأمن والأمان الذي تعيشه بلادنا بفضل حكمة جلالة الملك، نصره الله وأيده. وسنظل كمؤسسات دستورية أوفياء مجندين وراء جلالة الملك، وسدا منيعا اتجاه الحملات اليائسة التي تستهدف سيادتنا كيفما كان شكلها ومصدرها. ح:م


النهار
منذ 2 أيام
- النهار
وزير الصحة يهنئ الجزائريين وموظفي القطاع بحلول عاشوراء
تقدم وزير الصحة، عبد الحق سايحي، بمناسبة يوم عاشوراء، بأحر التهاني وأطيب الأماني إلى أبناء الشعب الجزائري الكريم، وإلى كافة أفراد الأسرة الصحية. وجاء في رسالة تهنئة الوزير 'بمناسبة يوم عاشوراء، يتقدم وزير الصحة، الأستاذ عبد الحق سايحي. أصالة عن نفسه ونيابة عن كافة إطارات وزارة الصحة. بأحر التهاني وأطيب الأماني إلى أبناء الشعب الجزائري الكريم، وإلى كافة أفراد الأسرة الصحية'. وأضاف سايحي 'إن هذا اليوم العظيم الذي يحمل في طياته معاني الإيمان والصبر والتضحية و يمثل محطة للتأمل في دروس الإخلاص. كما يُعد مناسبة لتجديد العهد على التمسك بالقيم النبيلة وتعزيز روح التسامح والتكافل في مجتمعنا'. وفي ختام التهنئة قال الوزير 'نسأل الله تعالى أن يُعيد هذه المناسبة المباركة على الجميع بالخير واليمن والبركات. وأن يديم على وطننا الأمن والإستقرار، وعلى شعبنا السلام والوئام'. إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور


إيطاليا تلغراف
منذ 5 أيام
- إيطاليا تلغراف
حين يغيب أحدنا… تختبر إنسانيّتنا: في نقد الاستعجال العاطفي وهشاشة التماس العذر..!
إيطاليا تلغراف * الدُّكتور عَبْدُ اللَّهِ شَنْفَار في مأثور القول الشعبي المغربي: 'الغائب حجته معه'، تنطوي حِكمة ضاربة في الجذور، كانت بمثابة ميثاق أخلاقي ضمني يحكم العلاقات بين الناس، ويمنح الغياب ما يستحقه من توقير وصبر واحتراز في إطلاق الأحكام المسبقة. إلا أن ما نراه اليوم، في زمن التسارع الرقمي والضغط النفسي الجماعي، هو نكُوص عن هذا المعنى النبيل، وتحول صادم في منطق التفاعل مع الغير، خصوصًا حين يغيب أحدهم أو يتأخر عن الرد أو التواصل. لقد أصبح الغِيّاب يُستقبل؛ في كثير من السياقات؛ لا بوصفه احتمالاً للألم أو للانشغال القاهر أو للمحنة الصامتة، بل كمؤشر على القطيعة أو البرود أو قلة الاهتمام. صديق لا يرد على مكالمة، أو حبيب يتأخر في رسالة، أو قريب عزيز يختفي دون مقدمات؛ كلهم عرضة لأحكام فوريّة، تكاد تكون إدانة أخلاقيّة: 'فلان تغيّر'، 'فلان لم يعد يهتم'، 'فلان نَسي الخير والجميل'… وكأن الصمت لم يعد يُحتمل، وكأننا فقدنا الإيمان بوجود دوافع وأسباب تتجاوز تصورنا الضيق للزمن والمشاعر. لكن، ماذا لو كان هذا الغائب على سرير المرض؟ أو في عزلة نفسيّة خانقة؟ أو في ضائقة مالية أو أسرية تجعله غير قادر حتى على النطق؟ بل ماذا لو كان قد فارق الحياة ونحن ما نزال نعاتبه في دواخلنا على 'تقصيره' في التواصل؟ هنا ينهار البناء الأخلاقي للعلاقات الإنسانيّة، ويُكشف عن هشاشة داخليّة عميقة تسكن ذواتنا: نحن لا نمنح الغائب وقتًا ليشرح، ولا نعطي أنفسنا فرصة لاحتمال الخير فيه. إننا ننتقل فورًا من 'السؤال عنه' إلى 'الشك فيه'، ومن التماس العذر إلى توقّع الأسوأ منه. هذه الحالة تكشف عن خلل أكبر من مجرد غياب ثقافة العذر؛ إنها تعكس قابليّةً كامنة شديدة جدًّا لأن يفني بعضنا بعضًا، لا بفعل اختلاف وجهات النظر، بل بفعل أمراض الأنا المتضخّمة، وادعاء الاستحقاق العاطفي، وعُقَد التفوق الكاذبة. حين يترسخ في وعي البعض أنهم 'خيرٌ من غيرهم'، تتآكل شبكة العلاقات من الداخل، وتتحول إلى حلبة صراع غير معلن على الأولويّة والتقدير. لا يعود الغرض من العلاقة هو المودّة أو الرحمة أو الأمان، بل التحقّق الذاتي واستعراض النفوذ العاطفي، حيث يُنظر إلى الغائب كخارجٍ عن الطاعة الشعوريّة، يستحق العقوبة المعنويّة. إننا بحاجة ماسّة إلى أخلاقيّة جديدة للتماس العذر، لا تُبنى على حسن الظن فقط، بل على وعي وجودي بأن الغياب قد يكون أبلغ أشكال الحضور، وأن الصمت قد يكون أقرب إلى الاستغاثة من الصراخ. إن الإنسان، حين يمر بأشدّ لحظاته، قد لا يملك حتى رفاهيّة البوح. فلَوْ كَانَ الفَرَج في البَوْحِ؛ ولَوْ كَانَ الكلام يُجْدِي نفعًا؛ ما أوصى الله عز وجل مَرْيَمَ العذراء بأن تُنذِر للرحمن صومًا، حتى لا تُكَلِّمَ إنسيًّا من البشر لمّا تراه. ولعلّ العودة إلى المثل الشعبي: 'الغائب حجته معه'، ليست مجرّد استعادة لتراث لغوي، بل دعوة حقيقيّة لتأجيل الإدانة، ولإعادة بناء علاقتنا بالغير على أساس التواضع الإنساني لا الغطرسة الشعوريّة. هذا السياق الإنساني اقتضته واقعة عايشتُها، تمنح للنصّ بُعدًا وجدانيًّا وأخلاقيًّا بالغ التأثير.(*) كنا مجموعة أصدقاء، جلوسًا في مقهى على عادة الرفقة التي يربطها زمن ومعنى. سادت بيننا أحاديث عابرة، حتى أثار أحدهم مسألة غياب فلانٍ من معارفنا، قائلًا: 'لم يعد يرد على المكالمات منذ أن رُقّي إلى منصب جديد، وصار يتصرف بكثير من الأنانيّة والتعالي…' انفلتت الألسن سريعًا، وتراكمت الأحكام الجاهزة على رجل غائب، لا يعلم الحاضرون من أمره شيئًا. عند هذه النقطة، اضطررت أن أتدخل، لا للرد، بل لوضع حد لهذا النقاش العقيم، قائلاً لهم بهدوء: 'السيد الذي تتكلمون عنه قد غادرنا إلى دار البقاء… اللهم افتح له أبواب الرحمة والمغفرة.' بهت الجميع. وساد صمت ثقيل يشبه الصدمة. وذابت الكلمات الجارحة التي قيلت قبل قليل في عيون مبلّلة بخجل مفاجئ. فها هو الغائب الذي طعنوه في غيابه، قد صار في جوار ربه، بينما لم نكن نمنحه في غيابه حتى حقّ الاحتمال. هنا تتجلى مرارة السؤال: كيف أصبح الغياب تهمة؟ ولماذا فقدنا ثقافة التماس العذر، حتى لمن لا نعلم عنهم شيئًا؟ لقد علّمنا الموروث الشعبي البسيط أن 'الغائب حجته معه'، وهي ليست مجرّد عبارة تُقال، بل ميزان أخلاقي دقيق يفرض علينا التواضع، والتأجيل، والرفق بالحكم. غير أن هذا الميزان انهار في زمن السرعة والانفعال، وأصبحنا نحاكم الآخرين على الصمت وكأنه جريمة، ونبني صورًا كاملة عن دواخلهم من مجرّد تأخّر في الرد أو انقطاع مؤقّت في التواصل. هذا الانهيار الأخلاقي في منطق العلاقات يكشف عطبًا أعمق: قابلية مستفحلة لأن يُفني بعضنا بعضًا، لا بفعل الوقائع، بل بفعل ما تراكم من أمراض الأنا، والاستعلاء الشعوري، وشهوة التقويم الأخلاقي للآخرين. حين تترسخ في ذهنية البعض قناعة أنهم 'خير من الناس'، فإنهم يتحولون – من حيث لا يشعرون – إلى قضاة على الأرواح، يتعاملون مع الصمت كخيانة، ومع الغياب كدليل على الجحود. والحقيقة أن الإنسان حين يغيب، قد يكون في أشدّ محطّات ضعفه: على سرير المرض، في دوّامة الاكتئاب، في ضائقة مالية أو روحيّة أو حتى وجودية. وقد يكون في لحظة احتضار، بينما لا يزال البعض يحاكمه على 'عدم الرد'. إن ما نحتاجه ليس فقط استعادة المثل الشعبي، بل استعادة الوعي الأخلاقي الذي يسنده: أن نؤمن أن الغياب أحيانًا نداء استغاثة صامت، وأن الصمت قد يكون أثقل من الكلام، وأنه حين يغيب أحدنا، فإن إنسانيّتنا تُوضع على المحك. أمام هذه المأساة الرمزية، يصبح من اللازم أن نعيد ترتيب علاقتنا بالآخر، لا على أساس رد الفعل، بل على أساس التواضع في الفهم، والرأفة في التقدير. لأن الغائب، كما علّمنا الزمن الحقيقي لا الافتراضي، قد يكون له عند الله شأن لا نعلمه… وقد يكون، ببساطة، قد سبقنا إلى الرحيل. * تأمل ختامي: ولعلّ أصدق ما يُقال في ختام هذا التأمل أن الغياب الحقيقي ليس غياب الصوت أو الصورة، بل غياب الرحمة من القلوب، وغياب الصبر من الأحكام، وغياب التواضع من النفوس. وفي مدرسة التصوف، تعلّمنا أن الإنسان لا يرى غيره إلا من موضع نقصه، فإن تطهّر قلبه، رأى الجميع في موضع الاستحقاق للرحمة لا للإدانة. فسبحان من يعلم وجع الصامتين، وخوف المنقطعين، وغياب من غابوا بأجسادهم أو بأرواحهم. اللهم علّمنا أن لا نُحاكم أحدًا حتى نُحاكم أنفسنا، ولا نُضيّق على من غاب، فربما كان في غيابه أقرب إليك منا في حضورنا. اللهم اجعلنا من عبادك الرحماء، لا من الذين يستقوون على الضعفاء ويجهلون قدر الفقد وهم في ملء حضورهم. اللهم ارحم الغائب الذي سبقنا إليك، واغفر لنا نحن الحاضرين الذين غاب عنهم الحياء ساعة النطق. _____ (*)- تذييل توثيقي الواقعة حدثت بمقهى عمومي، في أحد أيام يونيو 2025، ودفعتني لإعادة التأمل في هشاشة الرحمة، في زمنٍ صارت فيه الأحكام أسرع من الفهم، والغضب أسبق من السؤال، والموت أقرب مما نظن. إيطاليا تلغراف