
منيف حمدان... وموهبة فن المرافعة
من ألمع القضاة في النيابات العامة، وفي المحاماة، يبرز إسم المحامي والقاضي الدكتور منيف حمدان - رحمه الله - والذي كانت لديه موهبة في فن المرافعة. يساعده على ذلك علم وفير، وجرأة مع حكمة، وشفافية مع صدق.
نعم. كان يتحلى بالجرأة فيقول ما له وما عليه. ألم يترافع مرة في محكمة الجنايات يوم كان محامياً عاماً ضد نفسه؟ ألم يترافع منيف حمدان ضد منيف حمدان؟ لماذا؟ لانه علم بوجود مستند في الملف كان في احدى طياته، وبعد ان طلب انزال عقوبة الاعدام بالمتهم، عاد ووقف وترافغ بعد ظهور المستند وطلب اعلان براءته.
في كتابه على يمين القوس، تبرز شخصية منيف حمدان الفذة، من خلال مرافعاته امام محكمة جنايات القتل في لبنان، ومواقفه من مختلف القضايا المطروحة. فيتكلم عن واقع المحاكم والقضاة والنيابات والعامة والمحامين، وعن بيروت ام الشرائع ويتكلم عن استبدال قانون اصول المحاكمات الجزائية بقانون الشرفاء.
في كتابه يعرف الانتحار والصداقة والحب والاعدام، والدفاع المشروع ومرض البارانويا، ويبرز فلسفة المتهمين خلال استجوابهم، وينتقد بعض آراء الاطباء النفسيين ويتساءل عما اذا كانوا اقوى من النيابة العامة.
..."ايها الزملاء، آن الاوان لأعلن امامكم، أن النيابة العامة القديمة مات، وماتت معها خصومتها الدائمة للمتهم، وصارت نصيرا عنيدا لكل حق، أكان هذا الحق هنا الى جانب المدعي أم كان هناك الى جانب المكبل بالاصفاد . وما وقوفي هنا على يمين المحكمة ويسار الادعاء، الا غلطة نجار خبير اطلعوه على ملف الاقوال في التاريخ"....
ويتكلم عن بيروت فيقول: ..."بيروت، تلك العاصمة المغرورة، والتي يحق لها ان تكون مغرورة بما وزعت من مناقب، وما نشرت من كتب، وما استقطبت من ادباء ومفكرين وشعراء، وبما تختزن من قيم الجدود، وبكمية النور التي تسكبها في سماء الكون من غير ملل، وتترجمها حرية بلغت حدود الفوضويات، وعشقا لكل جديد كاد ان يعقد باريس. وصحافة رفعت الى مرتبة السلطة الدستورية. وصروحا علمية جاوزنا فيها الاثم البابلي، وعلما نازل علم الغرب في مستواه، وحماسة لقضايا الكون العادلة شدت بنا الى قنات النسور وكرستنا الامة الوحيدة التي يحق لها ان تكون في هذا الشرق أمة".
وها هو يتكلم عن قضية معقدة حاول فك رموزها فتعب كانسان ولم يتعب كقاض فيقول: "أن كثرة الاسئلة في هذه القضية اتعبتني كانسان، لكنها لم تتعبني حتى الان كقاض عشق القيم من دون حدود، واحترق في اتونها حتى استقوى على كل احتراق، فادرك انه لا ابهى من العدالة، ولا اصدق من الحقيقة، ولا ابقى من راحة الضمير، ولا اصعب من بلوغ هذه، وكشف تلك وتأمين التي سبقت".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 8 دقائق
- الديار
بري يترأس اجتماعاً لهيئة مكتب المجلس.. جلسة تشريعية الخميس
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب ترأس رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة اجتماعاً لهيئة مكتب المجلس. على الاثر، دعا بري الى جلسة تشريعية في تمام الساعة 11 من قبل ظهر الخميس 31 تموز 2025.


الديار
منذ 38 دقائق
- الديار
الأمم المتحدة: الكارثة في غزة تذكر بالمجاعة في إثيوبيا وبيافرا
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة اليوم أن الكارثة الإنسانية في غزة تُذكر بالمجاعة التي شهدتها إثيوبيا وبيافرا ونيجيريا في القرن الماضي، بحسب وكالة "فرانس برس". وقال مدير الطوارئ في برنامج الأغذية العالمي روس سميث :"هذا لا يشبه أي شيء شهدناه في هذا القرن. إنه يُذكرنا بالكوارث التي شهدتها إثيوبيا أو بيافرا في القرن الماضي"، مؤكدا على "ضرورة التحرك العاجل".


الديار
منذ 38 دقائق
- الديار
في بيروت.. إغتصاب طفل وتنبيه من قوى الأمن!
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، عن توقيف سوري بسبب اغتصابه طفلًا في النبعة. في التفاصيل، أوضحت المديرية في بيان أنّ "في إطار المتابعة اليومية التي تقوم بها قوى الأمن الداخلي لمكافحة الجرائم على أنواعها في مختلف المناطق اللبنانية، لا سيّما التحرّش الجنسي والإخلال بالآداب العامة، وملاحقة مرتكبيها وتوقيفهم، بتاريخ 18-7-2025، توافرت معطيات لشعبة المعلومات حول تعرّض طفل يبلغ من العمر نحو /7/ سنوات لاعتداء جنسي من قبل مجهول في منطقة النبعة، وقد نُقل إلى المستشفى في اليوم عينه. وبنتيجة كشف الطبيب الشرعي، تبيّن تعرضه لعملية اغتصاب". وأضافت "على الفور، باشرت القطعات المختصة في الشعبة إجراءاتها الميدانية والاستعلامية لتحديد هوية الفاعل وتوقيفه. ونتيجة الاستقصاءات والتحريات المكثّفة، توصّلت الشعبة خلال ساعات إلى تحديد هوية المشتبه به، ويُدعى: خ. ح. (مواليد عام 2010، سوري)". وبالتاريخ ذاته، تمكّنت إحدى دوريات الشعبة من توقيفه في النبعة. وبالتحقيق معه، اعترف بما نُسِبَ إليه. وأُجري المقتضى القانوني بحقه، وتم تسليمه إلى القطعة المعنية، بناءً على إشارة القضاء المختص. وذكّرت المديرية العامة الأهل، بضرورة المراقبة المُستمرّة لأطفالهم، والانتباه جيّدا لأيّ متغيرات قد تطرأ على سلوكيّاتهم، وبأهمية الحوار معهم، وعدم إلقاء اللّوم عليهم، والأهمّ عدم التستّر على الاعتداء لأنّه يفاقم المشكلة، ويزيد من احتماليّة حصول اعتداءات مُشابهة في مجتمعنا، وبخاصّة إذا لم يُحاسَب المُعتدي، لأنه سيستمرّ بتكرار جريمته.