
إشارات الحرب تسبق الرد: واشنطن تتشدد و"الحزب" في تأهب
واشنطن الصيغة الأولى التي اطلعت عليها اليوم، معتبرةً أنها لا ترقى إلى مستوى التحديات ولا توفر أجوبة واضحة، لا سيما في ما يخص مستقبل سلاح حزب الله. فالرفض الأميركي، الذي جاء بصيغة غير دبلوماسية، كما تقول أوساط سياسية، حمل تحذيراً صريحاً من أن التصعيد قد يكون عنوان المرحلة المقبلة ما لم يقدم رد لبناني معدل يستجيب لمطالب الإدارة الأميركية. على إثر ذلك، شهدت بعبدا منذ الساعات المساء الاولى اتصالات واجتماعات مكثفة، شارك فيها مسؤولون سياسيون وأمنيون، بهدف إعادة صياغة الرد وتنقيح النقاط الخلافية، في محاولة لاحتواء الغضب الأميركي وتفادي أي ذريعة قد تستغلها إسرائيل لتوسيع دائرة المواجهة، لا سيما أن رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون يبدي قناعة أن هامش المناورة بات ضيقا، وأن فترة السماح انتهت ، ويسعى رئيس مجلس النواب نبيه بري من جهته إلى تدوير الزوايا لتمرير الرد اللبناني ضمن مظلة رسمية، تجنبًا لأي تصعيد.
النسخة الأولى من الرد كانت قد أُنجزت بتوافق بين رئيس الجمهورية، رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة نواف سلام، وانطلقت من معادلة مفادها: الشرعية مقابل الانسحاب. فقد أكّد لبنان التزامه بحصرية السلاح بيد الدولة، في مقابل تحرّك دولي ضاغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة. لكن هذه المقاربة لم تقنع واشنطن، التي قرأت في النص مراوغة سياسية ورفضا مبطنا لتنفيذ مطلبها الأساسي، أي نزع سلاح حزب الله وفق جدول زمني محدّد. فكانت النتيجة: رفض قاطع، وإنذار دبلوماسي.
الرد الذي يتألف من 11 بندًا، تضمّن في صيغته الأولى النقاط التالية:
التمسك بقرار مجلس الأمن 1701 وتفاهمات وقف الأعمال العدائية، مع التأكيد على التزام لبنان بمندرجاته.
دعم وتجديد ولاية قوات اليونيفيل وتوسيع دور الجيش اللبناني جنوب الليطاني، مع مطالبة المجتمع الدولي بتقديم دعم مالي ولوجستي للجيش.
تفكيك منشآت حزب الله في الجنوب، في سياق تثبيت سيادة الدولة وتكريس منطقة خالية من السلاح غير الشرعي.
الانسحاب الإسرائيلي من النقاط الخمس المتنازع عليها، وعلى رأسها مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، مع تجديد المطالبة بعودة الأسرى اللبنانيين وكشف مصير المفقودين.
تأكيد التزام اتفاق الطائف وقرار 1701 كمرجعيتين أساسيتين.
تفعيل لجنة 'الميكانيزم' ووقف الاعتداءات، مع دعوة واشنطن إلى لعب دور فاعل في ضبط إسرائيل ومنعها من خرق التفاهمات.
رعاية عربية للعلاقة اللبنانية – السورية تضمن عودة النازحين بشكل آمن وكريم، وضبط الحدود المشتركة.
التمسك بخطاب القسم والبيان الوزاري في ما يخص حماية السيادة والإصلاحات ودور الدولة. المضي قدمًا في الإصلاح المالي والاقتصادي لإعادة بناء الثقة بالاقتصاد اللبناني واستعادته لعلاقته الطبيعية مع النظام المالي الدولي.
طرح ملف سلاح الفصائل
الفلسطينية للنقاش، بما يتناسب مع اتفاق الطائف ومندرجات القرار 1701.
ضرورة تسهيل عملية إعادة الإعمار، بما يعزز فرص الاستقرار.
وتشير المعلومات إلى أن براك، الذي سيلتقي عون وبري وسلام ووزير الخارجية جو رجي، سيبلِغ لبنان رسائل حاسمة، مفادها أن الولايات المتحدة لم تعد مستعدة لقبول المعادلات السابقة، وأن أي مراوغة إضافية قد تواجَه بتصعيد عسكري مباشر. لذلك، فإن الساعات المقبلة ستكون مفصلية: إما ينجح المعنيون في تعديل بنود الرد ويتم تبنيه رسميا، أو تجد إسرائيل ذريعة لشن موجة جديدة من الهجمات، وسط إصرار أميركي متزايد على فرض واقع جديد في لبنان تحت سقف الشروط الأميركية.
في المقابل، أشار الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، إلى أن المرحلة الحالية تنقسم إلى اثنتين: الأولى الاتفاق، والثانية تنفيذ القرار 1701، مؤكداً أن أي تطبيق يجب أن يبدأ بانسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة ووقف اعتداءاتها، قبل الحديث عن أي التزامات لبنانية أخرى. وشدد قاسم على أن الحزب "مستعد للسلم والتعاون وبذل أقصى الجهود من أجل الاستقرار، كما أنه مستعد للمواجهة والدفاع إن اقتضى الأمر"، مضيفاً: "نحن قوم لا نهزم، ولن نتخلى عن أرضنا وكرامتنا. "
وتشير مصادر سياسية إلى أن حزب الله دخل في حالة استنفار واسعة، مع استشعار خطر حقيقي من احتمال شن إسرائيل ضربات عسكرية جديدة، خصوصاً وانها شنت ليلا سلسلة غارات وصفتها بـ "الاستثنائية" على مواقع للحزب في البقاع والجنوب. ورغم تأكيد الحزب أنه لا يسعى إلى الحرب، إلا أن التطورات قد تفرض عليه خوضها، وسط غياب أي ضمانات إسرائيلية لوقف العمليات العسكرية.
الأكيد أن ملف السلاح لم يعد قابلا للتأجيل، إذ ان هناك ضغوطا أميركية ودولية متزايدة تدعو إلى نزعه ضمن إطار الدولة اللبنانية، في ظل توازنات إقليمية جديدة فرضت واقعا مختلفا عن السنوات الماضية. في المقابل، يشعر الشارع الشيعي بخطر وجودي حقيقي، خصوصا مع تصاعد الدعوات لاتخاذ قرار حكومي رسمي بتفكيك منظومة السلاح، ضمن آلية محددة وزمن واضح.
المشهد السياسي يشي بتحول حاسم، مع تراجع مرحلة التسويات الهشة وبدء حقبة الشروط الخارجية الصارمة،ف لم يعد بالإمكان الاتكاء على "ستاتيكو" هشّ، تحكمه توازنات إقليمية سابقة لم تعد قائمة. فالولايات المتحدة، تتجه إلى فرض شروط أمنية صلبة على لبنان، والحديث المتجدد عن استراتيجية دفاعية لم يعد يقنع أحدا، فالأميركيون يعتبرونه محاولة للهروب من الحسم.
والسؤال الآن عند الدبلوماسيين هو ليس ما إذا كانت الحرب ستقع، بل: هل يملك لبنان ترف رفض الشروط من دون أن يدفع الثمن؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة
250707072113327~.jpeg&w=3840&q=100)

تيار اورغ
منذ 36 دقائق
- تيار اورغ
تعديل "للورقة اللبنانية" في اجتماع طارئ للجنة الرئاسية في منتصف الليل؟
بعض ما جاء في مانشيت اللواء: السؤال المحوري: ماذا بعد تسلُّم الموفد الاميركي الى لبنان وسوريا توم براك الردّ اللبناني على ورقة المقترحات الاميركية التي تتوزع على 6 ورقات فولسكاب، بـ7 ورقات، تتضمن الردّ التفصيلي مع إبداء اقتراحات وأفكار وملاحظات تتعلق بكيفية الانسحاب الاسرائيلي، وملاقاته بخطوات عملية في ما يتعلق بالسلاح العائد لحزب الله شمال منطقة الليطاني، بعدما انتهى أمر سلاح حزب الله جنوب النهر، باعتراف اميركي واسرائيلي وأممي، فضلاً عن تقارير الجيش اللبناني والقوى العسكرية والامنية اللبنانية. ونفى مصدر رسمي لـ«اللواء» ما تردَّد عن تعديل للورقة اللبنانية، في اجتماع طارئ للجنة الرئاسية منتصف ليل امس، إثر لقاء ما بين المعاون السياسي للرئيس بري النائب علي حسن خليل والحاج حسين الخليل من قيادة حزب الله. المحادثات من بعبدا الى السراي الكبير مروراً بعين التينة طغى عليها طابع عبارة «البنّاء والجيد والايجابي». في بعبدا لقاء مطوَّل، وموقف للموفد براك، وفي عين التينة لقاء دام ساعة ونيّف، انتهى بتبادل الكلام الطيب بين الدبلوماسي الاميركي والرجل ذي الخبرة والحنكة الرئيس نبيه بري، بتعبير براك نفسه.


ليبانون 24
منذ ساعة واحدة
- ليبانون 24
مصادر في البيت الأبيض: يجب تجريد كل سلاح "حزب الله" في كل لبنان
أفادت المعلومات الصادرة من البيت الأبيض والتي حصلت عليها «نداء الوطن» بالآتي: - تعتبر إسرائيل أنها «استثمرت الكثير» لجهة إضعاف «حزب الله» وجعله لاعبًا داخليًا ضعيفًا بعد أن كان لاعبًا إقليميًا قويًا. وهذا الاستثمار لن يتوقف عند الحد الذي وقفت عنده الأمور حاليًا. لذا، لا إسرائيل ولا واشنطن مستعدتان للرجوع إلى الوراء، من هنا لا تفاوض على موضوع عدم تسليم «حزب الله» السلاح الثقيل. وليس فقط «حزب الله» بل كل التنظيمات غير اللبنانية وغير النظامية، وليس فقط جنوب الليطاني بل بشكل قاطع على كامل جغرافية لبنان. إذ إنه من غير الوارد في القاموس الأميركي والإسرائيلي تسليم السلاح فقط جنوب الليطاني. - إسرائيل مستعدة لاتفاقية سلام مع أي من جيرانها، ولكن إذا كان لبنان ليس مستعدًا لاتخاذ هذه الخطوة، فلا مجال ولا رغبة إسرائيلية بالعودة إلى اتفاقية الهدنة، بل سيكون العمل مركزًا على تطبيق الـ 1701 بكامل مندرجاته أو ما تعارف عليه في واشنطن بأنه «اتفاقية هدنة محدثة» أي القرار 1701 واتفاقية وقف الأعمال العدائية cessation of hostility، ما يعني اتفاقية الهدنة 1949 لم تعد صالحة. - أجواء البيت الأبيض حول لقاء نتنياهو وترامب: غزة وإيران أولوية، تأتي سوريا ثانية، ولبنان ثالثًا. - براك باق في بيروت ثلاثة أيام، ربما لإرسال أجوبة لبنان إلى الإدارة ثم نقل جواب الإدارة بصفته الناقل Delevry man. في حين أن نتنياهو باق في الولايات المتحدة حتى الخميس . وفي سياق متصل، لفتت مصادر دبلوماسية في لبنان عبر «نداء الوطن» إلى أن كلام الموفد الرئاسي الأميركي «الدبلوماسي الناعم يجب ألا يصرف الانتباه عن أنه قد يتكرر ما حصل ما بين الولايات المتحدة الأميركية وبين إيران قبل وقوع الحرب الأخيرة بين إيران وإسرائيل. فقد أرسل الرئيس الأميركي قبل الحرب رسائل عدة متناقضة في الموضوع الإيراني. فهو تارة قال إن الطريق سالك وطورًا قال إن هناك مهلة معينة، ثم فجأة شنت إسرائيل الحرب بموافقة أميركية إلى أن قامت الولايات المتحدة وتدخلت. هذا الأمر قد يحصل في لبنان حيث قال براك إن الكرة في الملعب اللبناني وأن لا علاقة لواشنطن بموضوع «حزب الله» وعلى السلطات اللبنانية أن تتفاوض مع «الحزب وتنزعوا سلاحه».


IM Lebanon
منذ 2 ساعات
- IM Lebanon
نتنياهو: 'الحزب' انتهى ونحقق السلام بقيادة ترامب
كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن أنّه رشّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام، مقدّمًا له خلال اجتماع في البيت الأبيض نسخة عن رسالة الترشيح التي أرسلها إلى لجنة الجائزة. وأضاف نتنياهو: 'ترامب يحقق السلام في المنطقة'. وتابع: 'سكان غزة يمكنهم البقاء أو المغادرة'، مشيرًا إلى أنه 'يعمل مع ترامب على إيجاد دول تمنح الفلسطينيين مستقبلًا أفضل'. كما قال: 'يمكننا تحقيق السلام في الشرق الأوسط تحت قيادة ترامب'. وشدد نتنياهو على أن 'وجود دولة فلسطينية يعني منصة لتدميرنا'. وأردف: 'حزب الله اللبناني لم يعد موجودًا'. وقال: 'واشنطن قدمت لنا أفضل قدراتها العسكرية في المواجهة الأخيرة مع إيران'. وعن تغيير الحكومة الإيرانية، أجاب نتنياهو: 'الأمر متروك للشعب الإيراني'.