
نقد الأفكار المستوردة.. ما البديل؟
من سياق عرضنا وتحليلنا لمساوئ الأفكار المستوردة وتطبيقاتها في دول العالم العربي يتضح بأن الأديان هي الضحية الأولى لكل من الرأسمالية والاشتراكية على حد سواء، لأنه في الأديان تكمن أنماط الأخلاق المتعلقة بالسلوك الإنساني القومي الذي يضمن العدالة في العلاقات الإنسانية والاجتماعية. لذلك فإن ما ننتقده هو الجوانب السلبية في الفكر الغربي من رأسمالية واشتراكية من زوايا استغلال البشر والتوسع في أوطانهم وجوانب الجشع والأنانية البغيضة، وارتباط الرأسمالية اللصيق بالإمبريالية التوسعية وقهر الشعوب المستضعفة.
نقوم بذلك للأسباب نفسها التي ننتقد وفقاً لها تطبيقاتها في العالم العربي، وهذا حديث ينطبق على الرأسمالية مثلما ينطبق على الاشتراكية، فكلاهما تنظران إلى الحياة من زوايا مادية صرفة رغم أن كل واحدة منهما تمارس ذلك بطريقتها الخاصة، وكلاهما فشلتا في الممارسة والتطبيق، ولم تتمكنا من تحقيق التنمية ومن خلق مجتمعات يكون فيها الإنسان قادراً على العيش ككائن بشري حياة تضمن له الحرية والرفاهية في أقصى درجاتها الممكنة حياة فيها العدالة والمساواة والقيم الحميدة، وكلاهما بعيدة في الفكر والطرح والتطبيق عن أخلاق العرب وشيمهم الحميدة، وعن معتقدهم الديني السماوي، وهو الإسلام الحنيف.
الأفكار الأيديولوجية الغربية لم تنجح في مجتمعات الدول العربية، وفي أوساط مواطنيها، لأنها بعيدة عن فكرهم وأخلاقهم ومعتقدهم الديني. العرب في شتى أنحاء العالم العربي متمسكون بأخلاقهم العربية والإسلامية النبيلة الموجودة بعمق في تراثهم المجيد بجوانبه كافة. تلك الأخلاق تشير إلى أن جميع البشر متساوون، وقيمة الإنسان لا يتم تحديدها من خلال ما تملكه من مال، بل من خلال مناقبه الحميدة، وما يقدمه للبشرية من خير، وبأن الجميع يجب أن يمنحوا الفرصة للارتقاء في السلم الاجتماعي، وبأن الثروة يجب أن يتم كسبها عبر الوسائل المشروعة المتاحة، وبأن يتم إنفاقها في أوجه الخير وبالوسائل التي تخدم البشر والأوطان، وبأن العلاقات الاجتماعية والاقتصادية يجب أن تقوم على العدالة والمشروعية، وبأن لا يتم استغلال البشر وإجبارهم على القيام بأي فعل مشين أو غير عادل، وبأن يتم تمكين البشر من العيش بحرية وشرف وكرامة، وبأن ذلك يأتي فوق جميع الضروريات الأخرى للإنسان، وبأنه يجب تقوية الروابط الإنسانية بين جميع البشر، وبأن جميع البشر يجب أن يتعاونوا كقيمة أخلاقية.
وبالعودة إلى ما طرحناه من نقد لكل من الرأسمالية والاشتراكية كنماذج فكرية مستوردة تم الاعتماد عليها في عمليات التنمية، وطرحنا بأن التجربتين فشلتا في التطبيق، فمن المتوقع أن تتم مطالبتنا بتقديم البديل! لكن هل ذلك أمر ممكن؟
وعند الحديث عن تقديم فكر جديد تغدو العملية أكثر صعوبة وبالغة التعقيد، فالأمر لن يتوقف عن طرح أفكار ومفاهيم جديدة بعيدة عن الأفكار السائدة في عالم اليوم بطريقة خالصة التجريد، أو عن طريق تقديم مجموعة توصيات وأفكار ونصائح أخلاقية أو مثالية لما يجب أن يكون عليه الواقع، ومن ثم يتحقق المطلوب، ونكون قد قدمنا مقترحاً فكرياً حول الذي يجب أن تتبعه الدول العربية المعنية لتحقيق التنمية لديها، فالمسألة ليست بهذه البساطة أو السطحية، وهي أعمق وأعقد من ذلك بكثير. وللحديث صلة
*كاتب إماراتي

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الجزائرية
منذ 13 دقائق
- الشرق الجزائرية
حديث الجمعة_ أبعاد السعادة في الإسلام
المهندس بسام برغوت يسعى الإنسان بطبيعته إلى السعادة، ويجتهد في بلوغها بمختلف الوسائل، فالبعض يراها في المال، وآخرون في السلطة أو الشهرة، لكن الحقيقة أن هذه الأمور لا تحقق له الطمأنينة الدائمة. قدّم الإسلام تصوراً واضحاً وشاملاً للسعادة، يربطها بالإيمان والعمل الصالح، ويوجه الإنسان نحو السعادة الحقيقية في الدنيا والآخرة. وقد أفرد القرآن الكريم مساحة واسعة للحديث عن السعادة، مما يجعل فهمها من هذا المنظور أساساً لحياة متوازنة وهادئة. تعريف السعادة في الإسلام السعادة في الإسلام ليست مجرد مشاعر مؤقتة من الفرح أو اللذة، بل هي حالة دائمة من الطمأنينة والرضا والسكينة القلبية. يقول الله تعالى: ﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [سورة الرعد]، في هذا السياق يؤكد الإسلام أن السعادة الحقيقية تنبع من داخل الإنسان، من قلبه وروحه المتصلة بالله، ولا ترتبط حصرياً بالظروف الخارجية. السعادة ليست ناتجة فقط عن الظروف المادية، بل تنبع من الاتزان النفسي، والقدرة على رؤية النعم، والعيش بسلام داخلي، وهذا ما يعززه الإسلام في أتباعه. السعادة في القرآن الكريم السعادة بالإيمان: يربط القرآن الكريم السعادة الحقيقية بالإيمان الصادق بالله تعالى. يقول تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً﴾ [سورة النحل]. 'الحياة الطيبة' هنا تشير إلى السعادة والرضا والطمأنينة التي ينعم بها المؤمن، حتى وسط الأزمات. السعادة بالعمل الصالح: يرتبط العمل الصالح ارتباطاً وثيقاً بالسعادة في القرآن الكريم، لأن الإنسان حين يعمل الخير يشعر بالرضا الداخلي. فالله يعد الذين يؤمنون ويعملون الصالحات بالفوز والسعادة: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَىٰ لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ﴾ [سورة الرعد]. وهذا المعنى يحمل دلالة عميقة، فالإيمان ليس مجرد معرفة عقلية، بل هو دافع حقيقي يدفع الإنسان إلى الخير، فيعيش مطمئناً ومتزناً، ويشعر بقيمة وجوده. السعادة بالرضا والقناعة: من أعظم أسباب السعادة في القرآن، القناعة والرضا بما قسمه الله، حيث يقول سبحانه: ﴿لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ﴾ [سورة الحديد]. هذا التوازن في المشاعر، والرضا بحكم الله، يؤدي إلى استقرار نفسي وسعادة داخلية، ويجعل الإنسان قوياً في وجه الأزمات، راضياً في وقت الشدة، متواضعاً في وقت الفرح. السعادة في السنة النبوية جاءت السنة النبوية لتؤكد على أن السعادة لا تكمن في المال أو الجاه بل في القرب من الله. قال النبي ﷺ: 'قد أفلح من أسلم، ورُزق كفافًا، وقنعه الله بما آتاه' [رواه مسلم]. فمن يجمع بين الإيمان والقناعة يكون قد نال أعظم أبواب السعادة، لأن قلبه لا يحزن لفوات شيء، وقال أيضًا ﷺ: 'من أصبح منكم آمناً في سِرْبِه، معافًى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حِيزت له الدنيا' [رواه الترمذي]. وفي هذا الحديث نكتشف أن السعادة لا تحتاج إلى ثروات طائلة، بل إلى القناعة والأمن والصحة. أبعاد السعادة في الإسلام البعد النفسي: يربي الإسلام النفس على التوازن والاتزان، ويمنحها أدوات للتعامل مع القلق والتوتر من خلال التوكل على الله، والدعاء، والذكر، مما يعزز الصحة النفسية. وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن الصلاة والتأمل الروحي لهما تأثير كبير في تقليل التوتر والاكتئاب. البعد الاجتماعي: من أسباب السعادة الاجتماعية في الإسلام الحفاظ على صلة الرحم، وبر الوالدين، والعدل، وحسن الخلق، وعدم الحقد أو الغيبة. فكل هذه القيم تجعل المجتمع أكثر ترابطًا، وتقلل من العداوات، وتزيد من المحبة، وهذا ما يخلق بيئة سعيدة ومتزنة. البعد الأخلاقي: من أهم مكونات السعادة في الإسلام الصفاء الأخلاقي، كالتواضع، الصدق، الحياء، والوفاء، فهذه الصفات تخلق شعورًا داخليًا بالرضا، وتجعل الإنسان محبوبًا بين الناس، مما يزيد من سعادته. الفرق بين السعادة الدنيوية والسعادة الأخروية السعادة الدنيوية: هي مؤقتة وقد تزول بزوال النعم، كالصحة والمال. لكنها ضرورية ويشجع الإسلام على السعي لها بالطرق الحلال. وقد تكون السعادة في بساطة الحياة، لا في تعقيدها، لأن الراحة ليست في كثرة ما نملك، بل في بركة ما نملك. السعادة الأخروية: هي السعادة الحقيقية والدائمة، وهي هدف المسلم الأسمى. يقول الله تعالى عن أهل الجنة: ﴿إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ﴾ [سورة الانفطار]. والجنة هي النعيم المطلق، حيث لا ألم ولا مرض، ولا حزن ولا فراق، وهي الجزاء الأبدي لمن سار على هدي الله في الدنيا. ختاماً ، السعادة في الإسلام ليست وهماً أو هدفاً بعيد المنال، بل هي واقع يتحقق بالإيمان واليقين والعمل الصالح. وهي ليست محصورة في الدنيا، بل تمتد إلى الآخرة، حيث الجزاء الأبدي والنعيم المقيم. وكل من سار على هدي القرآن الكريم وسنة النبي ﷺ ، عاش حياةً طيبة وسعيدة مهما كانت ظروفه. يقول الله عز وجل: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [سورة البقرة].


عكاظ
منذ 27 دقائق
- عكاظ
فقهاء غزة يفتون بتحريم عمليات حماس
المجتمعات المسلمة بكل مكان منهكة ومدمرة من الحروب والإرهاب باسم الإسلام وبالحقيقة كلها تعارض الشرع، فمثلاً القاعدة التي استجلبت الاحتلال على بلدين مسلمين بعملية 11 سبتمبر انشق مفتيها أبوحفص الموريتاني قبيل العملية لأنه أفتى بحرمتها وحرمة جميع عمليات القاعدة، لكن بن لادن لم يهمه رأي الشرع، وحالياً حماس استجلبت بعملية 7 أكتوبر الدمار والإبادة على أهل غزة، وأيضاً لم تهتم لرأي الشرع بعملياتها، ولا يوجد شخص واحد من مؤسسي وقادة حماس يحمل شهادة بالعلوم الشرعية وليس لحماس مفتٍ، ورأي الشرع بعملياتها يؤخذ من فقهاء غزة كالدكتور سلمان الداية أستاذ الفقه وأصوله وعميد كلية الشريعة والقانون بالجامعة الإسلامية الذي أفتى بحرمة عمليات حماس و7 أكتوبر، وبخاصة فتاويه المعنونة «أيها الساسة والقادة والعلماء.. لسنا قطيعاً من الماشية في أرضكم»، و«أيها الساسة: أوقفوا هذا المد»، و«أيها الساسة والقادة.. لا تنزع الرحمة إلا من شقي»، وفصل المفاسد التي نتجت عن عمليات حماس، ودلل على أنها ليست بجهاد وليس لها نفع وليس على أهل فلسطين جهاد حالياً أسوة بالفترة المكية «يسعنا ما وسع النبي في ترك جهاد عدوه بمكة»، وانتقد إصرار حماس على اتخاذ المدنيين دروعاً بشرية «اتّخاذ أهل القطاع سترةً يتّقون بها ضراب عدوهم، سواء الأنفاق تحت البيوت والأماكن الحيوية، والانغماس بالبيوت المأهولة، وأماكن الإيواء» مما يعرّضها للقصف الإسرائيلي، وقال إنهم ملعونون لضررهم بالشعب، وانتقد المشايخ بالخارج الذين يؤيدون عمليات حماس ويسمونها جهاداً وهي «محرقة لأهل غزة»، وقال إن حماس يعاملونهم كقطيع بهائم يملكونه ويستخفون بدمائهم وأعراضهم ويعاقبون من يخالفهم بإطلاق الرصاص على ركبتيه. وقال إن إسرائيل لا تهاجم غزة إلا كرد على عمليات حماس، ولذا حمّل حماس مسؤولية هجمات إسرائيل، وإن حجة تحرير الأسرى مرفوضة؛ لأنها أدّت لأسر الآلاف وقتل عشرات الآلاف. وذكر من مفاسد 7 أكتوبر أن رجال ونساء غزة يتعرضون للاغتصاب من الإسرائيليين. وقال إن كثيراً من نساء غزة حوامل بفعل الاغتصاب، وانتقد كون دافع عمليات حماس تحقيق بطولات فردية أو الشهادة دون النظر للكوارث التي تنتج عنها على أهل غزة، واستنكر تصريحات حماس بتعمد استجلاب الإبادة والدمار بحق الفلسطينيين بعملياتهم لاعتبارهم تشويه سمعة إسرائيل انتصاراً، وقال إنه بسبب تبرير حماس عملياتها بشعارات إسلامية انتشرت الردة بغزة. وخاطب قادة حماس «لا يجوز اتخاذ أهل القطاع ترساً لمصالح حزبكم»، وطالب بزوال حكم حماس «أنصح بتقديم حكومة تحت إدارة السلطة الفلسطينية، تدعمها قوة عربية»، ودعا القادة العرب للضغط على حماس، وسبق وانتقد مظالم حماس قبل الحرب وتعذيبها المعتقلين حتى الموت، والشيخ «فؤاد أبوسعيد» بغزة رئيس المجلس العلمي بفلسطين أيّد فتاوى الداية واستنكر تعنّت مفاوضي حماس وقال إنهم عون لإسرائيل على شعب غزة وعمليات حماس بلا فوائد. والدكتور عماد حمتو بغزة أُستاذ التفسير وعلوم القرآن وعميد المعاهد الأزهرية أفتى بحرمة عمليات حماس لما تجلبه من مفاسد على الفلسطينيين، وأشار إلى أن الغاية مما يحدث حالياً مطامع حماس بالسلطة والمال؛ «تطوى قصتنا بالغباء السياسي.. قضيتنا لا تحل بفتاوى العلماء الذين يعيشون بالكتب ولا يرون الواقع ولا بالنشطاء المتفيهقين الجهلة ولا بالإعلاميين المأجورين ولا بالمسيرات الحاشدة.. أين قراءة الواقع؟ أين حفظ الضرورات الخمس واستبقاء النفس؟..اليوم نفقد أبناءنا وأعراضنا ووجودنا في هذه الإبادة والمقابل ماذا؟ استبقاء الحكم ودراهم معدودة من الجباية والضريبة وشعارات». حماس تأخذ حالياً من أهل غزة 2000 شيكل/600 دولار ثمن القبر! وأخيراً أطالب بكثافة استضافتهم بالفضائيات لنشر فتاويهم لكي لا تتكرر مأساة غزة؛ فقد صرح الناطق باسم حماس «غازي حمد» بأنهم سيكررون 7 أكتوبر. أخبار ذات صلة


الدستور
منذ 42 دقائق
- الدستور
المولد النبوي 2025 يقترب.. تعرف على موعد الإجازة الرسمية وطرق الاحتفال في مصر
تستعد مصر وسائر الدول الإسلامية لاستقبال مناسبة دينية عظيمة ينتظرها الملايين سنويًا، وهي ذكرى المولد النبوي الشريف، التي تحل في شهر ربيع الأول من كل عام هجري، وتُعد من أبرز المناسبات التي تُعبر فيها الشعوب الإسلامية عن حبها للنبي محمد صلى الله عليه وسلم بطرق احتفالية ودينية متنوعة. موعد الإجازة الرسمية وطرق الاحتفال في مصر وبحسب ما أعلنته الحسابات الفلكية الصادرة عن المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، فإن موعد المولد النبوي الشريف لعام 2025 سيوافق يوم الإثنين 5 سبتمبر 2025 ميلاديًا، وهو ما يطابق الثاني عشر من شهر ربيع الأول لعام 1447 هجريًا. موعد الإجازة الرسمية للمولد النبوي 2025 وفقًا للقرارات الصادرة عن الحكومة المصرية بشأن الإجازات الرسمية للعام الحالي، فإن يوم الإثنين 5 يناير 2026 سيكون عطلة رسمية مدفوعة الأجر للعاملين في الوزارات والمصالح الحكومية، بالإضافة إلى العاملين في القطاعين العام وقطاع الأعمال. وتشمل الإجازة أيضًا المدارس والجامعات والبنوك، بينما تستمر بعض القطاعات الحيوية في العمل بنظام المناوبة والطوارئ. ولم تقرر الحكومة ترحيل هذه الإجازة إلى نهاية الأسبوع، كما يحدث في بعض المناسبات الأخرى، وذلك احترامًا لخصوصية المناسبة ومكانتها الدينية لدى جموع المواطنين. مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي في مصر تتنوع مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي في مصر بين الطابع الشعبي والديني، وتبدأ التجهيزات مبكرًا في الأسواق والمتاجر، حيث تنتشر معارض الحلوى التي تُعد من أشهر الرموز التراثية المرتبطة بهذه المناسبة، وفي مقدمتها "عروسة المولد" و"حصان المولد"، وهي رموز تمثل البهجة والاحتفاء لدى الأطفال والأسر. كما تنظم وزارة الأوقاف، بالتعاون مع الأزهر الشريف، احتفالًا رسميًا بهذه المناسبة، يتضمن تلاوة القرآن الكريم وكلمات من علماء الدين عن سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ودروسه في الرحمة والعدالة والإحسان. وتشهد المساجد الكبرى في مختلف المحافظات حلقات ذكر وابتهالات دينية، يحضرها مئات المواطنين الذين يحرصون على إحياء الليلة المباركة بالصلاة والدعاء والإنشاد الديني. وتشارك الطرق الصوفية في هذه المناسبة بتنظيم مواكب ومسيرات في ميادين وشوارع عدد من المحافظات، وخصوصًا في القاهرة وأسوان وسوهاج، حيث تنتشر الزوايا الصوفية التي تُحيي ذكرى المولد عبر المجالس والمدائح النبوية طوال الأسبوع الذي يسبق المناسبة. أهمية المولد النبوي في الثقافة المصرية يُعد المولد النبوي الشريف مناسبة تُجسد الارتباط العميق بين المصريين وسيرة النبي محمد، حيث يُستعاد خلالها الجانب الإنساني والأخلاقي في شخصيته، وتُستحضر مواقفه في التسامح والتراحم والتكافل. وتحرص مؤسسات الدولة والمؤسسات الدينية على استثمار هذه الذكرى في تعزيز القيم الإيجابية، والتأكيد على المعاني النبيلة التي جاء بها الإسلام.