
«فيرا»... نسخة مستقبلية قاتمة من أميركا
تُقدم لنا رواية شتاينغارت الجديدة، «فيرا، أو الإيمان» - راندوم هاوس، 243 صفحة - بديلاً آخر من بدائله الكثيرة. هنا، أصبح اسمه إيغور شمولكين، وهو كاتب ومحرر مجلة في مانهاتن. وقد تذكرك هذه الشخصية بديفيد رمنيك - لو كان رمنيك روسياً، شديد الاكتئاب، مُنتفخ البطن، يحمل حقائب عصرية ويدخن الكثير من الحشيش. في الواقع، إنه يشبه شتاينغارت في ولعه بالمارتيني، وكونه «مؤثراً» عبر الإنترنت في عالم الأقلام باهظة الثمن، مثلما الحال مع شتاينغارت تجاه الساعات البراقة.
أفضل ما في شمولكين - من وجهة نظر القارئ على الأقل - أنه جاسوس وسارق أرفف الكتب. داخل منازل الآخرين، يأمر أطفاله بمراقبة نسخة المضيف من كتاب «سماسرة السلطة» لروبرت كارو، لمعرفة ما إذا كان الغلاف به كسر. وقبل حفلاته الخاصة، يدفع مبالغ لإعادة ترتيب كتبه، بحيث تكون كتب النساء والأشخاص الملونين في مستوى النظر، ليصقل صورته باعتباره شخصاً يملك مؤهلات لتصحيح الظلم الموجود بالعالم من حوله.
اللافت أنه لا يُسمح لنا بالاقتراب كثيراً من شمولكين، ربما لسبب وجيه، فهذه الرواية الخفيفة، شبه الشيقة، واحدة من أكثر روايات شتاينغارت قتامة. إنها تصور لنا نسخة مستقبلية ديستوبية من أميركا. وفي إطار هذه النسخة، يصبح المستحيل تصوره الآن حتمي الوقوع. والملاحظ أن قصص الديستوبيا أصبحت بمثابة الطعام الجاهز الذي يمضغه كل روائي.
تدور هذه القصة حول فيرا، ابنة شمولكين البالغة 10 سنوات. وتتميز فيرا بشخصية ذكية، قلقة، وحيدة، تسعى جاهدة للحفاظ على تماسك عائلتها المتشرذمة. أما أحد أقرب رفاقها إلى قلبها، فهو كاسبي، مُحاكي الشطرنج، الذي سُمي تيمناً ببطلها، بطل الشطرنج الروسي غاري كاسباروف.
وقد علقت على جدار بغرفة نومها، ملصقاً يحمل صورة كاسباروف، لكنها اكتفت بذلك فقط. (كانت تعلم أن من المفترض أن يُعلق الأطفال المزيد من الملصقات على جدرانهم التي تعكس حياتهم الداخلية، لكنها أحبت أن تبقى حياتها الداخلية مكنفية). جدير بالذكر أن فيرا ابنة مُتبناة. وتُشير إلى والدتها البروتستانتية البيضاء صاحبة الجذور الأنغلو ـ ساكسونية - واسمها آن برادفورد - باسم «ماما آن». أما والدتها الحقيقية، التي لم تلتقِ بها لكنها مُصممة على العثور عليها، فتنتمي إلى كوريا.
وسيلاحظ القارئ بسهولة أن عنوان هذا الكتاب مستوحى من رواية فلاديمير نابوكوف «آدا، أو الحماسة» (1969)، التي تتناول قصة حب دامت مدى الحياة بين أبناء عمومة من الطبقة الأرستقراطية، ثم يكتشفون أنهم أشقاء. واللافت أن رواية شتاينغارت تتناغم مع رواية نابوكوف في عدة جوانب، وإن كانت أوجه التشابه بينهما تبقى عابرة.
في كلا العملين، نرصد رغبات جنسية غير لائقة، ونعاين آباءً مفترضين ليسوا كما يبدون. ويحمل كل من العملين الأدبيين عناصر من الخيال العلمي، ويتضمنان أساليب تواصل غير متوقعة. من ناحيتها، ترتدي فيرا ربطات عنق على شكل فراشة، مثل إحدى شخصيات رواية «آدا»، ولم يغب عن نابوكوف أن هذه الربطات تشبه فراشاته المحبوبة. وفيرا، بالطبع، اسم زوجة نابوكوف. ولا شك أن جميع أوجه التشابه بين العملين ستكون محل اهتمام طالب دراسات عليا مستقبلاً، بالاستعانة بالذكاء الاصطناعي.
ومن أوجه التشابه الأخرى الجديرة بالذكر شغف فيرا باللغة - تماماً مثل شغف آدا. («أنا شخصية عاطفية»، حسبما قالت آدا في رواية نابوكوف. «أستطيع تشريح كوالا، لكن ليس صغيره. أحب كلمات مثل (فتاة)، و(زهر النسلين). أحب عندما تُقبّل يدي البيضاء الطويلة».)
وتحتفظ فيرا بدفتر ملاحظات تدوّن فيه الكلمات والعبارات التي ترغب في تذكرها. وتظهر كلمات كثيرة في كلتا الروايتين بين علامتي اقتباس مخيفتين - تلك العلامات التي تُقوّض، كالنمل الأبيض، معنى الكلمة أو العبارة. ورأى نابوكوف أن كلمة «واقع» يجب أن تظهر دائماً بينها.
في إطار سيرته الذاتية لجون شتاينبك، «مجنون بالعالم» (2020)، كتب ويليام سودر عن أحد أبناء شتاينبك أن «أعظم لحظة تجل في طفولته كانت إدراكه أن والده كان أحمق». ونلاحظ أن فيرا تعايش لحظة تجل مماثلة عن والدها، الذي يتحول إلى خائن، أو هكذا يبدو، تجاه كل شيء تقريباً في حياته. وأصبح أنفها معتاداً على رائحة أكاذيبه الكريهة.
أما الأطفال، فإنهم جواسيس صغار، يمتصون الأشياء ويبصقونها، إلى أن يستوعبوا يوماً ما ما يكفي ليلقوا بك في الحضيض. من جهتها، تتجسس فيرا بدأب على والدها. وهناك مشاهد تدور داخل بوابات حديقة «غرامرسي بارك» المغلقة، قد تُعرض بشكل أفضل في فيلم مما هي عليه في الرواية. وبعد فترة وجيزة، تنطلق فيرا في رحلة برية للبحث عن والدتها المفقودة. على حدود بعض الولايات، يجري توقيف النساء عند نقاط التفتيش للتحقق من حالة حيضهن. (يمر الرجال بسرعة في مسارات مخصصة للرجال فقط). وتنتهي الرواية بفرق تدخل سريع تشبه فرق إنفاذ القانون في الولايات المتحدة. من يطاردون؟ هل من الممكن أن سيارة ذاتية القيادة قد وشت بشخص ما؟ ها هم رجال بطائرات هليكوبتر وبنادق طويلة يطرقون بابك.
تتأرجح رواية «فيرا، أو الإيمان» كمؤشر بين المأساة والكوميديا. واللافت أن هذه الرواية تفتقر إلى حيوية أفضل أعمال شتاينغارت، ولا توجد بها طاقة عاطفية دافعة. أضف إلى ذلك، أنه كان تأثير شخصية شتاينغارت نفسه على الورق أقوى من تأثير شخصياته. وفي روايات أكثر هدوءاً كهذه، تبدو هذه الشخصيات غير مدروسة أو محسوسة. في الواقع، يبذل الكاتب جهداً كبيراً كي لا يبدو أبداً وكأنه يبذل هذا الجهد الكبير. وهنا، يبدو الأمر كنقطة ضعف في العمل.
ومع ذلك، يبقى الأمر المؤكد أن رواية شتاينغارت هذه لا تعد بمثابة مضيعة للوقت. الحقيقة أن شعور فيرا المتنامي بذاتها يكاد يكون كافياً لجذبك كي تغرق في هذا العمل، لكن ليس تماماً.
* خدمة «نيويورك تايمز»

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ 10 ساعات
- الرياض
كتاب بالمدينة.. حدث ثقافي مهم
معارض الكتاب بدون شك تلعب دورًا حيويًا في إثراء الثقافة في أي مدينة تقام فيها، وفي أي مكان من العالم، ومعرض الكتاب في المدينة المنورة ليس استثناءً. هو حدث ثقافي مهم ينتظره الكثيرون، ويساهم بشكل كبير في دعم الحركة الثقافية والمعرفية، تجولت فيه ووجدت تنوعاً يثري تجربة الزائر. معرض الكتاب بالمدينة المنورة لا يقتصر على نوع معين من الكتب، بل يجمع تحت سقفه مجموعة واسعة من المواضيع والأنواع الأدبية، التي تلبي اهتمامات مختلف الزوار، هذا التنوع هو ما يجعله معرضًا غنيًا ومثيرًا للاهتمام، حيث يمكن للجميع العثور على ما يبحثون عنه: تجد فيه الكتب الدينية والتاريخية، الكتب العلمية المتخصصة، الروايات الأدبية، دواوين الشعر، كتب الأطفال، وأيضًا الكتب المترجمة من لغات مختلفة. وتنوع في دور النشر: حيث يشارك في المعرض عدد كبير من دور النشر المحلية والعربية والدولية، كل منها يمثل مدرسة فكرية أو أدبية مختلفة، مما يتيح لك الاطلاع على أساليب وأفكار متنوعة. وكذلك تنوع في الفعاليات: إلى جانب الكتب، يوفر المعرض برنامجًا ثقافيًا غنيًا يشمل ندوات ومحاضرات، ورش عمل، وفعاليات خاصة بالأطفال، مما يجعله أكثر من مجرد مكان للبيع والشراء، بل هو ملتقى ثقافي متكامل. المرور بين هذه الأجنحة المختلفة، والتفاعل مع دور النشر المتنوعة، هو ما يعطي معرض الكتاب قيمته الحقيقية كملتقى ثقافي يعكس ثراء الفكر الإنساني. كما أنه يساهم في دعم الناشرين والمؤلفين من خلال توفير منصة لعرض أعمالهم والوصول إلى جمهور واسع، وهو ما يشجع على إنتاج المزيد من المحتوى الثقافي عالي الجودة. يُخصص المعرض غالبًا مساحات خاصة للأطفال واليافعين، مع فعاليات وأنشطة تعليمية وترفيهية تهدف إلى غرس حب القراءة في نفوسهم منذ الصغر، مما يضمن استمرارية الثقافة والمعرفة للأجيال المقبلة. ختامًا: معرض المدينة المنورة للكتاب هو أكثر من مجرد حدث تجاري؛ إنه احتفال بالكلمة المكتوبة والمعرفة، ويعكس اهتمام المملكة بالقطاع الثقافي كجزء من أهداف رؤية 2030.

العربية
منذ 18 ساعات
- العربية
الرئيس الأميركي دعا الشركات إلى الابتعاد عن الجدال الإيديولوجي
أثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب جدلاً جديداً على منصته الاجتماعية "تروث سوشيال" بعد أن نشر صباح اليوم الأربعاء منشوراً مطولاً امتدح فيه الممثلة سيدني سويني وإعلانها الأخير لصالح علامة الملابس الأميركية "أمريكان إيغل"، في مقابل هجوم حاد على شركة "جاكوار" وعلى المغنية العالمية تايلور سويفت. وقال ترامب في منشوره إن سويني، التي وصفها بأنها "جمهورية"، قدمت ما اعتبره "أكثر إعلاناً جاذبية في السوق حالياً"، مشيراً إلى أن مبيعات الجينز الخاص بالعلامة "أميركان إيغل" ارتفعت بشكل كبير. وكتب مخاطباً سويني: "هيا يا سيدني، إلى الأمام"، في إشارة إلى نجاح حملتها الإعلانية في تحقيق انتشار واسع. وأثار الإعلان الذي يروّج لخط إنتاج جديد من سراويل الجينز ضجة كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث انتقده بعض اليساريين مدّعين أنه يروّج للعنصرية ولـ"تحسين النسل". ويعتمد الإعلان على التشابه من حيث اللفظ بين كلمتي Jeans (التي تشير للسروال) و Genes (التي تعني الجينات باللغة الإنجليزية). وتشرح سويني في أحد المقاطع الإعلانية أن "الجينات" تنتقل من الآباء إلى الأبناء، ثم تقول: "جيناتي زرقاء"، في إشارة إلى لون الجينز. أميركا أميركا وترامب ترامب يشيد بالممثلة سويني.. واليساريون يشبهون إعلانها للجينز بالنازي في المقابل، صعّد الريس الأميركي من لهجته تجاه شركة السيارات "جاكوار"، معتبراً أن حملتها الإعلانية الأخيرة كانت "كارثية بكل المقاييس"، ووصفها بأنها "مستفزة". وأضاف أن الحملة أدت إلى استقالة الرئيس التنفيذي للشركة وإلى دخول "جاكوار" في حالة من "الفوضى والتساؤلات الداخلية"، محذراً من أن اتباع سياسات التسويق المرتبطة بـ "الثقافة ووك" قد يضر العلامات التجارية الكبرى. وأشار ترامب إلى تجربة "بد لايت" العام الماضي، والتي قال إنها "تبنت حملة ووك" ألحقت بالشركة خسائر بمليارات الدولارات في فترة وجيزة. وأكد أن السوق الأميركي "يعاقب الشركات التي تدخل في جدالات أيديولوجية أو سياسية على حساب المستهلكين"، على حد تعبيره. ولم يخلُ منشور الرئيس الأميركي من انتقاد جديد للمغنية تايلور سويفت، حيث وصفها بأنها "مغنية ووك"، مشيراً إلى أنه لا يستطيع "تحملها" منذ أن حذر جمهوره سابقاً بشأن مواقفها السياسية. ويأتي هذا التصريح امتداداً لسلسلة هجمات شنها ترامب في الأشهر الأخيرة على مشاهير وشركات اتهمها بالانحياز إلى ما يصفه بـ"الأجندات الليبرالية".


مجلة سيدتي
منذ يوم واحد
- مجلة سيدتي
جولة سياحية في موسكو جامعة بين الطبيعة والفن والتاريخ
هل تساءلتِ يومًا عن الأماكن التي يمكن أن تمنحكِ تجربة تجمع بين الثقافة، الطبيعة والتاريخ في قلب مدينة كبيرة مثل موسكو؟ هل ترغبين في اكتشاف الحدائق التي تنبض بالحياة والفنون والمواقع التي تحكي قصص قرون من التاريخ الروسي العريق؟ هل تبحثين عن مكان تقضين فيه أوقاتًا ممتعة مع صديقاتكِ، حيث يمكنكِ الاسترخاء وسط المساحات الخضراء الجميلة والاستمتاع بالمهرجانات الفنية والتعرف على التراث الشعبي الذي ينبض في متاحف المدينة؟ في موسكو، هناك حدائق الأرميتاج الصغيرة التي أصبحت واحدة من أكثر الأماكن حيوية، حيث يُقام فيها مهرجانات الفن والطعام والحرف اليدوية والحفلات الموسيقية بشكل شبه أسبوعي، خاصة في فصل الصيف. هل تخيلتِ يومًا أن تجمعي بين نزهة مريحة على المقاعد وبين مشاهدة فيلم في السينما الصيفية، أو حتى التسوق من أكشاك الحرف اليدوية المحلية؟ هذه الحديقة الصغيرة هي المكان المثالي لذلك، بل وأكثر. ولماذا لا تتوجهين إلى قلب موسكو لتكتشفي الساحة الحمراء الشهيرة، التي تحيط بها مشاهد تاريخية خلابة حيث ينبض التاريخ الروسي في كل زاوية؟ هل تودين التجول في شوارع حية تاريخية كحي كيتاي جورود والتمتع بمشاهدة جدران الأسوار القديمة؟ أو ربما تفضلين زيارة متحف الفنون الزخرفية والشعبية لتتعرفي إلى تقاليد الحرف الروسية العريقة وتشاهدي قطعًا فنية من خشب مزخرف، تطريز متقن وفخار رائع يعكس ثقافات المنطقة، وهل ترغبين في التعمق في التاريخ من خلال زيارة ممشى تريتياكوفسكي المليء بالآثار والتماثيل التي تحكي قصة روسيا؟ ماذا عن استكشاف متحف الفضاء عند نصب لغزاة الفضاء، حيث يمكنكِ مشاهدة أدوات الفضاء الحقيقية التي شهدت بدايات استكشاف الفضاء الروسي؟ الاسترخاء في حدائق الأرميتاج تحتضن هذه الحديقة الصغيرة كل ما حسّن حدائق موسكو في السنوات الأخيرة، مما يجعلها وجهة مثالية لكِ ولصديقاتكِ. اليوم، تُعدّ من أكثر الأماكن حيوية في موسكو ، حيث تُقام مهرجانات الفن والطعام والحرف اليدوية والحفلات الموسيقية بشكل شبه أسبوعي، خاصة في الصيف. إضافة إلى المساحات الخضراء الجميلة والمقاعد المريحة، تحتوي الحديقة على ملعب كبير للأطفال، سينما صيفية ومجموعة رائعة من أكشاك الطعام والحرف اليدوية. تعالي إلى هنا للاسترخاء والاستمتاع بالجو الجميل والالتقاء بأروع نساء موسكو. صعود برج كوتافيا يُعد برج كوتافيا المدخل الرئيسي للزائرين اليوم ويقع منفصلًا عن الجدار الغربي للكرملين، عند نهاية منحدر يعلو حديقة ألكسندر. كان هذا المنحدر في السابق جسرًا فوق نهر نيجلينايا وكان جزءًا من دفاعات الكرملين؛ حيث تم تحويل مجرى النهر إلى تحت الأرض، تحت حديقة ألكسندر، في أوائل القرن التاسع عشر. برج كوتافيا هو آخر أبراج الجسر الخارجية التي كانت قائمة على هذا الجانب من الكرملين. التجول في الساحة الحمراء تقع الساحة الحمراء الشهيرة مباشرة خارج الجدار الشمالي الشرقي للكرملين وهي مساحة من الحجارة المرصوفة تبلغ 400 متر طولًا و150 مترًا عرضًا وتقع في قلب موسكو. تهيمن على الساحة من الجهة الجنوبية كاتدرائية القديس باسيل وهذه المشاهد الخلابة تسر القلب، خاصةً في الليل. اكتشاف متحف الفنون الزخرفية والشعبية يقع هذا المتحف خارج حلقة الحدائق مباشرةً ويعرض تقاليد فنية وحرفية عريقة تمتد لقرون من جميع أنحاء روسيا وجمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة. من بين 40,000 قطعة في المجموعة، يمكنكِ مشاهدة أعمال خشبية مطلية باللكر من نيجني نوفغورود، تشمل ألعابًا خشبية ودمى ماتريوشكا المتداخلة؛ سلال وأدوات منزلية أخرى مصنوعة من لحاء الأشجار وهي تقنية تقليدية من سيبيريا؛ تطريز ودانتيل معقد من الشمال، إضافة إلى أوشحة بافلوف الشهيرة؛ وفخار ديمكوفو المرح وبورسلين غزيل الأنيق. الاستمتاع بأجواء ممشى تريتياكوفسكي يقودكِ هذا الممر المسوّر، الذي بُني في الأصل في سبعينيات القرن التاسع عشر، من ممر تياترالني إلى منطقة حي كيتاي جورود. بالقرب منه، يمكنكِ رؤية المكان الذي اكتشف فيه علماء الآثار جدارًا محصنًا يعود للقرن السادس عشر كان يحيط بكيتاي جورود. كما يوجد تمثال لإيفان فيودوروف، الطابع الذي يعود للقرن السادس عشر والمسؤول عن طباعة أول كتاب في روسيا. في السابق، تم تمويل قوس المدخل هذا من قِبل إخوة تريتياكوف، مؤسسي معرض الفن الشهير الذي يحمل اسمهم. ويُقال إن بناء البوابة ذات الطراز العتيق وفتح الممر كان محاولة لتخفيف الازدحام المروري في شارع نيكولسكايا. أُعيد افتتاح الممر عام 2000 ويحيط به الآن عدد من المحلات. زيارة متحف الفضاء يقف خارج مركز VDNKh مسلة تيتانيوم شاهقة يبلغ ارتفاعها 100 متر وهي نصب تذكاري لغزاة الفضاء، بُني عام 1964 للاحتفال بإطلاق سبوتنيك. في قاعدة المسلة يقع متحف الفضاء، الذي يعرض أدوات فضائية مميزة مثل أول محرك صاروخي سوفيتي وروفر القمر لونخود. كما يضم المتحف مجموعة ملهمة من ملصقات الدعاية ذات الطابع الفضائي التي تستحضر عصر سباق الفضاء. استكشاف حي كيتاي جورود هذا الحي الذي يعود للقرن الثالث عشر كان أول منطقة في موسكو تنشأ خارج أسوار الكرملين. رغم أن اسمه يعني المدينة الصينية في الروسية الحديثة، لا تتوقعي أي شيء صيني هنا فالاسم مشتق من كلمة روسية قديمة تعني السلال المصنوعة من الخوص والتي كانت تُستخدم في دعم الأسوار التي تحمي الضاحية. هنا قلب موسكو في العصور الوسطى، ولا تزال أجزاء من جدران الحي مرئية حتى اليوم. أما أهم أماكن الجذب الحديقة الجديدة زارياجي. مركز معارض المانيج المبنى الطويل والمنخفض على الطراز النيوكلاسيكي هو موسكو مانيج، مساحة واسعة تُستخدم للمعارض الفنية والفعاليات المختلفة. هناك معرض دائم قيد الإعداد مخصص للتمثال السوفييتي الشهير العامل والمرأة الكولخوزية، المعروض في VDNKh. تشمل الفعاليات الأخرى مجموعة متنوعة من المعارض، الحفلات الموسيقية، قراءات الشعر، عروض الأفلام.