logo
المستقبل للدجاج

المستقبل للدجاج

شفق نيوزمنذ 10 ساعات

قد يثير عنوان المقال الضحك او ربما السخرية والاستنكار من البعض..
ربما لأننا ما زلنا أسرى لفكرة أن القوة تعني العضلات، والسلاح، والضجيج فقط. متناسين ان في عالم السياسة، كما في الطبيعة، الأقوى هو من يبقى ويستمر بصمت مثل الفيروسات، وليس من يصرخ ويملأ الدنيا ضجيجا مثل الديناصورات.
خذوا الدجاج مثلًا، لم يملك يوماً مخالب او انيابا او حتى سما زعافا كالافاعي والعقراب، لكنه انتصر وانتشر في معركة البقاء. لم يخض حربا ولم يصنع عداوات مع هذا او ذاك، لكنه احتل الكوكب. عدد الدجاج حاليا حسب اخر الاحصائيات حوالي 35 مليار دجاجة في مقابل 8 مليار انسان...
ماذا فعل الدجاج لكي يغزو الارض بهذه الاعداد الهائلة؟ لا شيء يستحق الذكر. فقط، وببساطة، استطاع ان يجعل من نفسه مطلبا في كل مطبخ, قدم للإنسان ما يشتهيه، مقابل ان يحرسه ويربيه ويضمن له البقاء والتكاثر.
الآن، فلننظر إلى السياسة الدولية بعدسة الدجاج.
دول صغيرة، بلا جيوش جرارة، ولا مصانع دبابات، ولا طموحات نووية… لكنها تحاط بعناية الكبار، تحمى، وتزار، وتدعى إلى القمم العالمية، لأنها تقدم شيئا يرغب فيه الأقوياء.
خذ دول الخليج،مثلا:
قدمت النفط والمال. فحظيت بالحماية والدلال والدعم السياسي، وهي راضية بهذا الامر حتى وإن استغلت مواردها، وهي تدرك ان ما تدفعه "للبودي كارد الامريكي" شيء لا يقارن في مقابل ما تحصل عليه من امن واستقرار .
كذلك سويسرا لم تصرف اموالها على سباق التسلح، ولم تجند الجيوش ولم تصنع عداوات مع هذا ذاك ولم تدخل حروبا، لكنها قدمت نظاما مصرفيا محكما لكل لص، وسياسي، ومهرب دولي… فصارت "مركز الثقة" في عالم بلا ثقة.
أما الدول الإسكندنافية، فقد اختارت درب الدجاج الحكيم ايضا، لم تصرخ، لم تشترِ السلاح لتخيف أحدا، لم تتباه بعضلات فارغة، بل التزمت الصمت المدروس. تنازلات سيادية ناعمة هنا وهناك، صفقات غير مرئية مع الدولة العميقة في أوروبا، وعلاقات دافئة مع أمريكا، في المقابل، حصلت على ما هو أثمن، أمان، رخاء، تعليم، وضرائب عادلة تصنع مواطنا واثقا. وفي صمتها الناعم، كانت تقول للعالم: "نحن لا نناطح… لكننا لا ننهزم، ولا نغزو… لكن الجميع يريد العيش مثلنا.
لناخذ مملكة الأردن أيضًا كنموذج آخر يطبق طريقة الدجاج في التعامل مع محيطها الملتهب على الدوام. فهي لا تملك ترسانة نووية، ولا جيشًا يرعب الجيران، لكنها ظلت واقفة في أخطر بقعة في العالم، محاطة بالحرائق من كل جانب،
ومع ذلك لم تشعل حربا، ولم تسقط في فوضى. أتقنت فن المشي بين الألغام، وبدل أن ترفع شعار "الردع"، رفعت شعار "الاحتواء". قدّمت تسهيلات هنا، وتنازلات هناك وصمتت حين يستوجب الصمت. فتحوّلت إلى وسيط موثوق،
وحافظت على شعرة معاوية مع الجميع، من واشنطن إلى طهران.
كأنها تقول:
"لسنا أقوياء، لكننا مفيدون…ولا أحد يستغني عن الدجاج في المطبخ الإقليمي."
حتى إسرائيل – هذا الكيان الذي يملأ المشهد اليوم ضجيجًا وقوة، بدأت كدولة صغيرة، محاصرة بالكراهية، ومحاطة بالأعداء. لم تكن تملك لا نفطا، ولا عمقا جغرافيا، ولا كثافة سكانية، لكنها، كالدجاج، عرفت كيف تستثمر كل بيضة،
وتجعل من كل قشة عشًا استراتيجياً. روّجت لصورتها كضحية أبدية، لكنها لم تتصرف كضحية، بل كدجاجة شرسة، تعرف متى تقفز من يد الذبح، ومتى تبيض ذهبًا في حضن العم سام.
وهكذا، في عالمٍ تصنع فيه الخرائط على موائد المصالح،
لم يكن الصوت الأعلى هو من ينتصر، بل الصوت الأذكى.
من يتقن فن البقاء لا يحتاج للزئير… يكفيه أن يكون مرغوبا، حاضرا، ضروريا.
الدجاج لم يغز الأرض بجيش، ولم يرفع راية،
لكنه أصبح أكثر الكائنات نفوذا… على كل مائدة، وفي كل ثقافة.
وهكذا تفعل بعض الدول: تضعف أمام العاصفة، لكنها لا تنكسر…
تتنازل قليلا، فتربح كثيرا…
تتراجع خطوة، لتقفز قفزتين.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

شكر السيستاني 'أولًا' .. القنصل الإيراني بالنجف يكشف كواليس 'حرب الـ 12 يومًا'
شكر السيستاني 'أولًا' .. القنصل الإيراني بالنجف يكشف كواليس 'حرب الـ 12 يومًا'

موقع كتابات

timeمنذ ساعة واحدة

  • موقع كتابات

شكر السيستاني 'أولًا' .. القنصل الإيراني بالنجف يكشف كواليس 'حرب الـ 12 يومًا'

وكالات- كتابات: وجّه القنصل الإيراني في محافظة 'النجف الأشرف'، اليوم الإثنين، شُكر 'الجمهورية الإسلامية' إلى المرجع الأعلى والقوى السياسية و(الحشد الشعبي) في 'العراق'، على تضامنهم مع 'إيران'، مشيرًا إلى أن تبديل القيادات سريعًا بعد اغتيالها في 'إيران'؛ دفع الكيان للجوء إلى 'واشنطن'. وقال القنصل الإيراني في النجف؛ 'سعيد سيدين'، لوسائل إعلام عراقية، خلال مؤتمر صحافي: 'نشُكر كل القوى السياسية لوقوفها مع إيران وكذلك (الحشد الشعبي)'. وأكد أن: 'الشُكر أولًا للسيد السيستاني؛ المرجع الأعلى، على مواقفه الرشيدّة وتضامنه مع الجمهورية وقادتها، وعلى بياناته التي أعلن من خلالها التضامن مع إيران واستنكار العدوان الصهيوني'، مضيفًا: 'أطال الله عمر السيدين؛ السيستاني وخامنئي'. وفي حديثه عن تفاصيل ما جرى، أشار إلى أنه: 'تم تعديل وتبديل الشخصيات المستَّهدفة بالاغتيال سريعًا بعد العدوان الصهيوني'، معتبرًا أن: 'هذا جعل الصهاينة يلوذون بسرعة لأسيادهم الأميركان؛ وهذا دليل على فشل عدوانهم'. وأكد أن: 'أميركا هي من طلبت التوسّط لوقف اطلاق النار'. وأكد القنصل الإيراني في النجف؛ 'سيد سعيد السيدين'، اليوم الإثنين، أن بلاده لا تثق بـ'الولايات المتحدة' وتعهدَّات الأميركيين، كما أشار إلى أن 'طهران' ليست أول من بدأ الحرب مع كيان الاحتلال الإسرائيلي. وقال القنصل؛ إن: 'إيران كانت في مباحثات غير مباشرة مع أميركا، لكن الأخيرة نقضتّها واعتمدت الخداع والمكر'. وأضاف أن: 'واشنطن نقضّت معاهدة الاتفاق النووي، لذلك فإن إيران ليس لديها ثقة بأميركا'، لافتًا إلى أن: 'إيران ليست من بدأ الحرب مع إسرائيل وليست من طلب إنهائها'. وفي وقتٍ سابق؛ ردّ المرشد الإيراني؛ ''علي خامنئي'، على تصريحات الرئيس الأميركي؛ 'دونالد ترمب'، بشأن الضربات الأميركية التي استهدفت منشآت 'إيران' النووية. وقال 'خامنئي'؛ عبر حسابه على منصة (إكس)، إن: 'ترمب بالغ في وصف ما جرى لإخفاء الحقيقة الخفية حول نتيجة قصفه لمنشآت إيران النووية'.

من كربلاء .. الشمري يأمر بحزمة توجيهات بشأن تأمين يوم العاشر من محرم
من كربلاء .. الشمري يأمر بحزمة توجيهات بشأن تأمين يوم العاشر من محرم

موقع كتابات

timeمنذ ساعة واحدة

  • موقع كتابات

من كربلاء .. الشمري يأمر بحزمة توجيهات بشأن تأمين يوم العاشر من محرم

وكالات- كتابات: ترأس وزير الداخلية العراقي رئيس اللجنة الأمنية العليا للزيارات المليونية؛ 'عبدالأمير الشمري'، اليوم الإثنين، مؤتمرًا موسعًا في 'قيادة عمليات كربلاء المقدسة'؛ لمناقشة جميع الاستعدادات الخاصة بتأمين إحياء ذكرى استشهاد 'أبي الأحرار الإمام الحسين'؛ (عليه السلام)، بحضور المحافظ ونائب قائد العمليات المشتركة ورئيس اللجنة الخدمية للزيارات المليونية وعددٍ من القادة الأمنيين من وزارتي 'الدفاع' و'الداخلية' و(الحشد الشعبي). واستمع 'الشمري' إلى إيجاز مفصَّل حول الخطة التنظيمية والتنسيّقية وآلية تقسيّم القطعات الأمنية على محاور الزائرين لضمان الانسيابية العالية خلال هذه المناسبة المهمة. وشدّد الوزير على جُملة من الموضوعات المهمة؛ في مقدمتها تأمين حركة انسيابية عالية لجموع المعزين والابتعاد عن القطوعات وتوفير أفضل الخدمات لزائري 'سيد الشهداء'؛ (عليه السلام)، والتنسيق بين القطعات الأمنية وفق رؤية واضحة. كما وجه على أهمية العمل الاستخباري والاستباقي ونشر عجلات الإطفاء داخل المدينة المقدسة وفي محيطها؛ وتنسيّق الجهود والتعاون الكبير مع المواطنين وأصحاب المواكب والخدمية والمتطوعين، خاصة أن الأمن مسؤولية الجميع. ووصل وزير الداخلية؛ 'عبدالأمير الشمري'، اليوم الإثنين، إلى محافظة 'كربلاء' واجتمع مع الحكومة المحلية والقيادات الأمنية للاطلاع على الخطة الأمنية لزيارة العاشر من محرم الحرام. وقالت الوزارة في بيان؛ في وقتٍ سابق من اليوم، إن: 'الوزير وصل اليوم إلى محافظة كربلاء المقدسة؛ للاطلاع على سيّر الخطة التنظيمية والتنسيّقية الخاصة بالعاشر من شهر محرم الحرام'. وأضافت الوزارة؛ أن: 'المحافظ وقائد عمليات كربلاء كانا في استقبال الوزير والوفد المرافق، ومن المؤمل أن يعقدّ الوزير اجتماعًا موسعًا لمناقشة الإجراءات المتعلقة بتأمين إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام)'.

المندلاوي يُشدد على ضرورة تنفيذ قانون مؤسسة السجناء بما يتعلق بمنح أراض
المندلاوي يُشدد على ضرورة تنفيذ قانون مؤسسة السجناء بما يتعلق بمنح أراض

الأنباء العراقية

timeمنذ ساعة واحدة

  • الأنباء العراقية

المندلاوي يُشدد على ضرورة تنفيذ قانون مؤسسة السجناء بما يتعلق بمنح أراض

شدد النائب الأول يلرئيس مجلس النواب محسن المندلاوي، اليوم الاثنين، على ضرورة تنفيذ قانون مؤسسة السجناء بما يتعلق في منح قطع الاراضي او البدل النقدي، فيما أكد اهمية تنفيذ بنود الموازنة الثلاثية فيما يخص المؤسسة لعامي 2024 و2025. وقال المكتب الإعلامي للنائب الأول لرئيس مجلس النواب ف بيان تلقته وكالة الانباء العراقية (واع)، ان "النائب الأول لرئيس مجلس النواب محسن المندلاوي زار، اليوم الاثنين، مؤسسة السجناء السياسيين، والتقى برئيسها وليد السهلاني، وقدم له التهاني بمناسبة تسنمه المنصب، متمنيا له التوفيق في إدارة هذه المؤسسة ذات البعد الوطني والإنساني العميق". واضاف ان "المندلاوي بحث مع السهلاني واقع عمل المؤسسة والتحديات التي تواجهها". وشدد المندلاوي "على ضرورة تنفيذ قانون المؤسسة بما يتعلق استحقاقات السجناء السياسيين في منح قطع الاراضي او البدل النقدي والزام مؤسسات الدولة بتقديم الرعاية اللازمة اليهم"، لافتا الى "اهمية تنفيذ بنود الموازنة الثلاثية فيما يخص المؤسسة لعامي 2024 و 2025، ورفد مؤسسة السجناء بتخصيصاتها لتلبية حقوق السجناء السياسيين". ووجه "بتشكيل لجنة نيابية مؤقتة لحل الاشكاليات التي طرحت من قبل رئيس المؤسسة، على ان ترفع تقريرها للمجلس في أقرب جلسة نيابية"، مشيرا الى أن "مجلس النواب سيعمل على تذليل العقبات المالية والإدارية التي تعيق أداء المؤسسة". وتابع أن "الفترة المقبلة، وبعد استئناف جلسات المجلس، ستشهد تحركًا جادًا لتعديل قانون المؤسسة ليواكب حجم مهامها ويعزز من قدرتها على أداء واجباتها القانونية والإنسانية". من جانبه، رحّب السهلاني بالزيارة، مثمنًا دعم المندلاوي لمطالب المؤسسة، وأكد "أهمية التنسيق مع السلطة التشريعية لضمان إنصاف شريحة السجناء السياسيين وذويهم، باعتبارهم يمثلون ضمير العراق الحي وتأريخه الكبير".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store