logo
طوفان الذهب وحيرة «السلَق»

طوفان الذهب وحيرة «السلَق»

الشرق الأوسطمنذ 5 أيام
رحمة الله على صديقي الكاتب السعودي الوطني الشجاع، محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ، حيث تذكّرتُ حكاية حكاها عن رحلة له مع رفقته إلى أستراليا، بهدف هواية الصيد.
كان أبو عبد اللطيف من هواة الصيد والقنَص، ومن أنواع هذه الرياضة الصيد بنوع خاص من كلاب الصيد معروف بالجزيرة العربية وخارجها، يُسمّى «الكلب السلوقي»، يمتاز برشاقته وضمور بطنه وسرعته وقدرته على المناورة.
في بريّة من براري أستراليا، في الليل، توقّفوا حين لاحظوا وجود بعض الأرانب، والسلوقي مشهور بقدرته على مطاردة الأرنب، يقول: حين أطلقنا كلاب السلَق على الأرانب، انطلقت بسرعتها ثم بعد لحظة توقفت كلابنا، وحين فتحنا كل الأنوار الكاشفة من سيارات الصيد، وإذْ بنا أمام آلاف الأرانب، وسبب توقّف كلابنا عن المطاردة، ونظراتها الحائرة لنا، هي أنها لم تعتد هذا الكمّ المهول من الطرائد، بل هي مهيَّأة للصيد «النادر» والطريدة الفريدة!
هذه الحكاية تذكّرتها وأنا أقرأ هذا الخبر عن الوكالة الأميركية للفضاء (ناسا) وهو عن اكتشاف كميّات «خرافية» من الذهب والمعادن الثمينة في كويكب اسمه «سايكي 16» يقع في الحزام الرئيسي بين المريخ والمشتري، كما أنّه مُرشّحٌ رئيسي في سباق التنقيب الفضائي المتسارع.
في عام 2019 قُدّرت احتياطات «سايكي» المعدنية - الحديد والنيكل والذهب - بما يصل إلى 700 كوينتيليون دولار، وهو رقم ضخم لدرجة أن «كل شخص على وجه الأرض يُمكن أن يُصبح مليارديراً».
هذا، بعيداً عن التعقيدات اللوجستية في الوصول للكويكب واستخراج ما به، كما صراعات الدول عليه، يثير مخاوف من انهيار الأسواق العالمية، أو التضخّم، فإغراق أسواق الأرض قد يُدمّر قيم هذه الأصول، ويمتد تأثيره إلى الأنظمة المالية. ناهيك عن أنّ «ناسا» تقول إن هناك نحو 1.3 مليون بالنظام الشمسي مثل هذا الكويكب.
نرجع للأرض، فالواقع يقول إنَّ الذهب هو الملاذ الطبيعي لحفظ الثروات، فكلما زادت التوترات، زادت جاذبيته.
لودفيغ كارل، المدير التنفيذي لشركة «Swiss Gold Safe» يقول في خبرٍ صحافي: «عملاؤنا من دول متقدمة، لكنهم لا يثقون كثيراً بالحكومات أو الأنظمة المالية، لذا يحتفظون بالذهب خطةً بديلةً».
إذن قيمة الذهب في نُدرته، كما المعادن الثمينة الأخرى، وإذا كثُر وتفشّى، بلا حدود، فما قيمته؟!
قال العبّاس بن مرداس السُلَمي:
بُغاثُ الطَّيرِ أَكثَرُها فِراخاً وَاُمُّ الصَّقرِ مِقلاةٌ نَزورُ
بُغاث يعني الطيور الرديئة، والمِقلاة: مِفعالٌ من القلْت، وهو الهلاك. والنزور: القليلة الأولاد، من النزْر، وهو اليسير القليل.
خلاصتي وعِبرتي من هذا كُلّه:
صاحب الرأي الأصيل، والمبدع ومُنتج الفكرة الأصيلة، عُملة نادرة، وقيمته في ندرته، أما «الرطرطة» الموجودة في السوشيال ميديا مثلاً، فهي مثل أرانب أستراليا، وملايين الكويكبات الشاردة!
وقد قال شاعرٌ وفارس عربي شهير، هو راكان بن حثلين، فيما مضى عن قيمة الاختصار والإشارة في «الهرج» أي الكلام: «والهرْج يكفي صامله... عن كثيره»!
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

'ناسا' تخطط لإنشاء شبكة اتصالات على القمر بالتعاون مع 'نوكيا'
'ناسا' تخطط لإنشاء شبكة اتصالات على القمر بالتعاون مع 'نوكيا'

سويفت نيوز

timeمنذ 3 ساعات

  • سويفت نيوز

'ناسا' تخطط لإنشاء شبكة اتصالات على القمر بالتعاون مع 'نوكيا'

واشنطن – سويفت نيوز : تعتزم وكالة الفضاء الأمريكية 'ناسا' إرسال رواد فضاء إلى القطب الجنوبي للقمر خلال السنوات القليلة المقبلة، ضمن برنامج 'أرتميس'، وهو ما يستدعي إنشاء شبكة اتصالات فعالة في بيئة قاسية ومعقدة. وبحسب الخطط المعلنة، ستتولى شركة 'نوكيا' – بالتعاون مع 'سبيس إكس' و'إنتويتيف ماشينز' – تنفيذ مشروع طموح لتوفير شبكة الجيل الرابع (4G) على سطح القمر، تشمل محطة بث ومركبة هبوط وعربة جوالة تعمل بالطاقة الشمسية. ويواجه المشروع تحديات بيئية وتقنية كبرى، أبرزها درجات الحرارة المتطرفة، ونقل المعدات الدقيقة، والحاجة إلى أجهزة ذاتية الصيانة وموفرة للطاقة. ومن المقرر استخدام الشبكة لتمكين رواد 'أرتميس' من التواصل في ما بينهم ومع الأرض، مع إمكانية إرسال بث مرئي عالي الدقة (4K) بسرعة تصل إلى 500 ميغابت في الثانية. وتهدف 'ناسا' إلى بناء معسكر دائم على سطح القمر، مدعوم بمحطة فضائية تدور حوله تُعرف باسم 'غيتواي'، تمهيدًا لهبوط الطاقم البشري في عام 2026. مقالات ذات صلة

الرئيس الأمريكي ترامب يُعيد تشكيل ناسا.. وآلاف الموظفين في مهب الريح
الرئيس الأمريكي ترامب يُعيد تشكيل ناسا.. وآلاف الموظفين في مهب الريح

سويفت نيوز

timeمنذ 3 ساعات

  • سويفت نيوز

الرئيس الأمريكي ترامب يُعيد تشكيل ناسا.. وآلاف الموظفين في مهب الريح

واشنطن – سويفت نيوز : من المتوقع أن تفقد وكالة الفضاء الأمريكية 'ناسا' نحو 3,900 موظف في إطار الجهود الواسعة التي يبذلها دونالد ترامب لتقليص القوة العاملة الفيدرالية، ويأتي ذلك في الوقت الذي يمنح فيه الرئيس الأولوية لخطط إرسال مهمات مأهولة إلى القمر والمريخ. وقالت 'ناسا' في بيان إن حوالي 3,000 موظف شاركوا في الجولة الثانية من برنامجها 'للاستقالة المؤجلة'، والذي أُغلق باب التسجيل فيه في وقت متأخر من يوم الجمعة. وبإضافة هذا العدد إلى الـ 870 موظفًا الذين انضموا إلى الجولة الأولى وحالات المغادرة الاعتيادية، من المقرر أن تنخفض القوة العاملة للموظفين المدنيين في الوكالة من أكثر من 18,000 موظف قبل تولي ترامب منصبه في يناير، إلى ما يقارب 14,000 موظف، وهو ما يمثل انخفاضًا تزيد نسبته عن 20%. وسيحصل الموظفون المغادرون من 'ناسا' ضمن برنامج الاستقالة المؤجلة على إجازة إدارية حتى تاريخ المغادرة المتفق عليه. وقال متحدث باسم الوكالة إن هذه الأرقام قد تشهد تغيراً طفيفاً في الأسابيع المقبلة. وأضافت الوكالة: 'تبقى السلامة أولوية قصوى لوكالتنا، في الوقت الذي نوازن فيه بين الحاجة إلى أن نصبح منظمة أكثر انسيابية وكفاءة، وبين العمل لضمان بقائنا قادرين تمامًا على السعي نحو عصر ذهبي من الاستكشاف والابتكار، بما في ذلك مهماتنا إلى القمر والمريخ'. وفي وقت سابق من هذا العام، وضعت ميزانية 'ناسا' المقترحة من قبل إدارة ترامب العودة إلى القمر والرحلة إلى المريخ في صدارة أولوياتها، مع خفض كبير في برامج العلوم والمناخ. ويقول البيت الأبيض إنه يريد التركيز على 'هزيمة الصين في سباق العودة إلى القمر ووضع أول إنسان على سطح المريخ'. وتهدف الصين إلى تحقيق أول هبوط مأهول لها على سطح القمر بحلول عام 2030، في حين واجه البرنامج الأمريكي، المسمى 'أرتميس'، تأخيرات متكررة. مقالات ذات صلة

"الغطاء النباتي" يُعلن زراعة 52 مليون شجرة مانجروف على سواحل المملكة بالتعاون مع الشركاء
"الغطاء النباتي" يُعلن زراعة 52 مليون شجرة مانجروف على سواحل المملكة بالتعاون مع الشركاء

صحيفة سبق

timeمنذ 4 ساعات

  • صحيفة سبق

"الغطاء النباتي" يُعلن زراعة 52 مليون شجرة مانجروف على سواحل المملكة بالتعاون مع الشركاء

أعلن المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر زراعة (52) مليون شجرة مانجروف على سواحل المملكة، وذلك ضمن جهود البرنامج الوطني للتشجير، بالتعاون مع شركاء من مختلف القطاعات الحكومية والخاصة وغير الربحية، دعمًا لمستهدفات مبادرة "السعودية الخضراء" التي تهدف إلى زراعة (100) مليون شتلة مانجروف بحلول عام 2030. وتُعدّ غابات المانجروف من الأنظمة البيئية المتكاملة، إذ تسهم في تعزيز التنوع البيولوجي عبر توفير موائل طبيعية للطيور والأسماك والكائنات البحرية، فضلًا عن قدرتها العالية على امتصاص وتخزين كميات كبيرة من الكربون، ودورها الحيوي في حماية الشواطئ من التآكل عبر تثبيت التربة ومقاومة الأمواج والعواصف بجذورها المتشابكة. وتمثل غابات المانجروف موردًا اقتصاديًا مهمًا للمجتمعات الساحلية، إذ تُعد أشجارًا عاسلة تنتج عسلًا عالي القيمة الغذائية، فضلًا عن كونها مناطق جذب بيئي وسياحي وعلمي. وفي هذا الإطار، ينفذ البرنامج الوطني للتشجير عددًا من المبادرات والمشاريع لزراعة ملايين من أشجار المانجروف على سواحل البحر الأحمر والخليج العربي، وذلك بعد تنفيذ مسوحات ميدانية ودراسات علمية دقيقة حول التيارات المائية وحركة المد والجزر، إلى جانب إنشاء مشاتل بحرية ذات طاقة إنتاجية عالية، تعتمد على منهجيات علمية وبإشراف خبراء متخصصين. يُذكر أن المركز أطلق الهوية البصرية لليوم الدولي لصون النظام الإيكولوجي لغابات المانجروف، بشعارٍ يجسد أبعادها الاقتصادية والبيئية، ويعكس التزام المملكة بتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 في صون الموارد الطبيعية وتعزيز الاستدامة البيئية، كما أعلن نجاح عدد من المشاريع التي نُفذت لتنمية غابات المانجروف على سواحل البحر الأحمر والخليج العربي في عدد من مناطق المملكة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store