
طوفان الذهب وحيرة «السلَق»
كان أبو عبد اللطيف من هواة الصيد والقنَص، ومن أنواع هذه الرياضة الصيد بنوع خاص من كلاب الصيد معروف بالجزيرة العربية وخارجها، يُسمّى «الكلب السلوقي»، يمتاز برشاقته وضمور بطنه وسرعته وقدرته على المناورة.
في بريّة من براري أستراليا، في الليل، توقّفوا حين لاحظوا وجود بعض الأرانب، والسلوقي مشهور بقدرته على مطاردة الأرنب، يقول: حين أطلقنا كلاب السلَق على الأرانب، انطلقت بسرعتها ثم بعد لحظة توقفت كلابنا، وحين فتحنا كل الأنوار الكاشفة من سيارات الصيد، وإذْ بنا أمام آلاف الأرانب، وسبب توقّف كلابنا عن المطاردة، ونظراتها الحائرة لنا، هي أنها لم تعتد هذا الكمّ المهول من الطرائد، بل هي مهيَّأة للصيد «النادر» والطريدة الفريدة!
هذه الحكاية تذكّرتها وأنا أقرأ هذا الخبر عن الوكالة الأميركية للفضاء (ناسا) وهو عن اكتشاف كميّات «خرافية» من الذهب والمعادن الثمينة في كويكب اسمه «سايكي 16» يقع في الحزام الرئيسي بين المريخ والمشتري، كما أنّه مُرشّحٌ رئيسي في سباق التنقيب الفضائي المتسارع.
في عام 2019 قُدّرت احتياطات «سايكي» المعدنية - الحديد والنيكل والذهب - بما يصل إلى 700 كوينتيليون دولار، وهو رقم ضخم لدرجة أن «كل شخص على وجه الأرض يُمكن أن يُصبح مليارديراً».
هذا، بعيداً عن التعقيدات اللوجستية في الوصول للكويكب واستخراج ما به، كما صراعات الدول عليه، يثير مخاوف من انهيار الأسواق العالمية، أو التضخّم، فإغراق أسواق الأرض قد يُدمّر قيم هذه الأصول، ويمتد تأثيره إلى الأنظمة المالية. ناهيك عن أنّ «ناسا» تقول إن هناك نحو 1.3 مليون بالنظام الشمسي مثل هذا الكويكب.
نرجع للأرض، فالواقع يقول إنَّ الذهب هو الملاذ الطبيعي لحفظ الثروات، فكلما زادت التوترات، زادت جاذبيته.
لودفيغ كارل، المدير التنفيذي لشركة «Swiss Gold Safe» يقول في خبرٍ صحافي: «عملاؤنا من دول متقدمة، لكنهم لا يثقون كثيراً بالحكومات أو الأنظمة المالية، لذا يحتفظون بالذهب خطةً بديلةً».
إذن قيمة الذهب في نُدرته، كما المعادن الثمينة الأخرى، وإذا كثُر وتفشّى، بلا حدود، فما قيمته؟!
قال العبّاس بن مرداس السُلَمي:
بُغاثُ الطَّيرِ أَكثَرُها فِراخاً وَاُمُّ الصَّقرِ مِقلاةٌ نَزورُ
بُغاث يعني الطيور الرديئة، والمِقلاة: مِفعالٌ من القلْت، وهو الهلاك. والنزور: القليلة الأولاد، من النزْر، وهو اليسير القليل.
خلاصتي وعِبرتي من هذا كُلّه:
صاحب الرأي الأصيل، والمبدع ومُنتج الفكرة الأصيلة، عُملة نادرة، وقيمته في ندرته، أما «الرطرطة» الموجودة في السوشيال ميديا مثلاً، فهي مثل أرانب أستراليا، وملايين الكويكبات الشاردة!
وقد قال شاعرٌ وفارس عربي شهير، هو راكان بن حثلين، فيما مضى عن قيمة الاختصار والإشارة في «الهرج» أي الكلام: «والهرْج يكفي صامله... عن كثيره»!
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 3 ساعات
- عكاظ
«البيئة» تؤكد أهمية التكامل العربي في تطوير نظم إنتاج وتقييم وحفظ البذور
أكدت وزارة البيئة والمياه والزراعة أهمية التكامل العربي في تطوير نظم إنتاج وتقييم وحفظ البذور الاقتصادية لما لذلك من أثر مباشر في دعم استدامة الموارد الزراعية، وتحقيق الأمن الغذائي على مستوى المنطقة، لاسيما في البيئات الجافة وشبه الجافة التي تتطلب حلولاً مبتكرة وشراكات فعالة. جاء ذلك خلال استضافة الوزارة ممثلة في مركز البذور والتقاوي وفداً من منظمة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد) خلال اجتماع تعريفي ناقش فيه الجانبان سبل تعزيز التعاون المشترك في مجالات حفظ وصيانة وتقييم الموارد الوراثية النباتية، وزراعة البطاطس، وتطوير تقنيات زراعة وإنتاج أشجار الفاكهة المثمرة، إضافة إلى مجالات تنموية متعددة تخدم الأمن الغذائي العربي. وتم خلال الاجتماع استعراض إنجازات مركز البذور والتقاوي في حفظ الموارد الوراثية النباتية، وتطوير تقنيات وأنظمة إنتاج البذور والتقاوي التي تسهم في تحسين جودة البذور ورفع إنتاجيتها، إلى جانب مناقشة فرص تطوير برامج تدريب وبحث مشترك مع المنظمة، تخدم أهداف التنمية الزراعية المستدامة. وبحث الجانبان إمكانية إطلاق مشاريع مشتركة في مجالات إنتاج البذور عالية الجودة والتقنيات الزراعية الحديثة، وتعزيز أطر التعاون في مجال التقييم الوراثي للنباتات، وتبادل الخبرات بين المتخصصين، بما يعزز قدرات المملكة والدول العربية في مواجهة تحديات الأمن الغذائي، وتحسين المحاصيل الحقلية والبستانية وفق التغيرات المناخية. وتؤكد الوزارة التزامها بدورها الريادي في المنطقة العربية من خلال دعم مراكزها المتخصصة، وفي مقدمتها مركز البذور والتقاوي، كمحور فاعل في تطوير منظومة إنتاج البذور، وصون الموارد الوراثية، وتمكين المزارعين من الوصول إلى تقاوي محسنة تسهم في رفع الإنتاجية الزراعية وتحقيق الاستدامة وفق مستهدفات رؤية السعودية 2030. أخبار ذات صلة


مجلة سيدتي
منذ 3 ساعات
- مجلة سيدتي
جائزتان جديدتان ترفعان حصاد السعودية في آيسف 2025 إلى 25 إنجازًا دوليًا
حقتت الطالبتان مسك حمد المطيري ورغد ياسر الشيخ إلى رصيد جوائز المملكة، جائزتين دوليتين في معرض " آيسف للعلوم والهندسة 2025" وحصلتنا على بجائزتين خاصتين من الجمعية الكيميائية الأمريكية، تقديرًا لتميّز مشروعَيْهما العلميَّيْن، ليرتفع رصيد المملكة من (23) إلى (25) جائزة دولية في المسابقة، التي أقيمت في مدينة كولومبوس بولاية أوهايو الأمريكية في مايو الماضي، بمشاركة أكثر من (1700) طالب وطالبة يمثلون (70) دولة. السعودية في آيسف للعلوم والهندسة 2025 يُعدّ هذا التكريم امتدادًا للإنجازات العلمية المتوالية، التي سجّلها طلبة المملكة في نسخة هذا العام من المعرض، وبلغ إجمالي الجوائز التي حققوها (25) جائزة دولية، منها (14) جائزة كبرى و(11) جائزة خاصة، بعد أن أضافت الطالبتان المطيري والشيخ الجائزتين الخاصتين من الجمعية الكيميائية الأمريكية إلى رصيد الجوائز المملكة. وتحظى الجمعية الكيميائية الأمريكية بمكانة مرموقة عالميًا في مجال الكيمياء، وتُقدم سنويًا جوائز خاصة ضمن فعاليات معرض آيسف، دعمًا للمشاريع العلمية المتميزة، وتشجيعًا للطلبة الموهوبين على الابتكار في مجالات الكيمياء والعلوم المرتبطة بها. وكانت الطالبة مسك المطيري، من إدارة تعليم الشرقية، شاركت بمشروع بحثي يركّز على تخليق واختبار محفزات نانوية نحاسية جديدة لتحويل ثاني أكسيد الكربون إلى مواد كيميائية قيمة بشكل انتقائي، مما يسهم في تطوير تقنيات اقتصاد الكربون وتقليل الانبعاثات الضارة، فيما قدّمت زميلتها في الإدارة نفسها رغد الشيخ، مشروعًا بحثيًا واعدًا لتطوير محفزات كهربائية فعالة لتحويل ثاني أكسيد الكربون، ما قد يفتح آفاقًا لصناعات كيميائية أنظف وأكثر استدامة. وجاءت هذه النتائج المشرفة ثمرةً لمسار تأهيلي علمي دقيق خضع له الطلبة المشاركون في "آيسف 2025"، وامتد على مدى عام كامل، ضمن برامج متخصصة أشرفت عليها مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع " موهبة"، شملت اختبارات تشخيصية، وورش عمل، وتدريبات على مهارات العرض والإلقاء، تحت إشراف نخبة من الخبراء المحليين والدوليين. السعودية في آيسف للعلوم والهندسة 2025 تشارك المملكة ممثلة في مؤسسة "موهبة" و وزارة التعليم في معرض آيسف، منذ عام 2007، وتمتلك في رصيدها (185) جائزة دولية من جميع مشاركاتها في المعرض، منها (124) جائزة كبرى و(61) جائزة خاصة، ما يعكس فاعلية الاستثمار في برامج اكتشاف ورعاية الموهوبين، ويعزز تنافسية المملكة عالميًا في مجالات العلوم والهندسة والابتكار. ويُعدّ معرض آيسف الدولي للعلوم والهندسة ISEF أكبر معرض علمي دولي مخصص لطلبة التعليم ما قبل الجامعي، ويُقام سنويًا بمشاركة الآلاف من الطلبة من أكثر من (70) دولة، يتنافسون على تقديم مشاريع وأبحاث علمية مبتكرة في مجالات متعددة تشمل الهندسة، والطب، والفيزياء، وعلوم البيئة، والحاسب، والذكاء الاصطناعي، وغيرها من المجالات.


العربية
منذ 5 ساعات
- العربية
كويكب بحجم برج بيزا يقترب من الأرض خلال أيام
رصد علماء الفلك كويكبًا يُعادل حجمه برج بيزا المائل في إيطاليا، ومن المنتظر أن يمر بالقرب من الأرض خلال الأسبوع المقبل، ما يُشكل خطرًا. وأعلنت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" أنه من المتوقع أن يمر الكويكب (2025 OW) على مسافة 393 ألف ميل من الأرض يوم الاثنين 28 يوليو (تموز). ويرى علماء الفلك أن هذه المسافة قريبة نسبيًا وتشكل خطرًا حقيقيًا. وقال تقرير نشرته جريدة "ديلي ميل" البريطانية، إن الكويكب واحد من 5 كويكبات سيمر بالقرب من مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة "ناسا" خلال الأسبوع المقبل. ومن المتوقع أن يمر كويكبان آخران، يتراوح طول كل منهما بين 100 و200 قدم، بالقرب من الأرض بمسافة تزيد على مليون ميل يوم الخميس المقبل. كذلك، من المتوقع أن يمر كويكب صغير آخر بالقرب من كوكبنا في وقت لاحق. وذكر العلماء أن الكويكب (2025 OW) هو الأكبر في هذه المجموعة، وسيصل إلى أقرب نقطة من الأرض يوم الاثنين المقبل. وتبين أن طول هذا الكويكب يبلغ حوالي 210 أقدام، مما يجعله بحجم مبنى مؤلف من 15 طابقا أو طائرة كبيرة. وتبلغ المسافة المتوقعة للكويكب عن الأرض نحو 393 ألف ميل، ما يجعله يمر خلف القمر مباشرةً، إذ يدور القمر حول الأرض على بُعد 239 ألف ميل. في حين صرّحت وكالة "ناسا" بأن الكويكب (2025 OW) لا يشكل أي خطر في الوقت الحالي، لكنها أشارت إلى أن الكويكبات بهذا الحجم قد تسبب أضرارًا هيكلية طفيفة أو تحطم النوافذ إذا دخلت الغلاف الجوي فوق منطقة مأهولة بالسكان. يُصنّف علماء الفلك (2025 OW) كويكبًا صغيرًا إلى متوسط الحجم، مما يعني أنه ليس بالحجم الذي قد يسبب انقراضًا على الأرض. عادةً ما ينفجر هذا النوع من الكويكبات في الغلاف الجوي ولا يصل إلى سطح الأرض بسبب التسخين الاحتكاكي الشديد والضغط الواقع على الصخرة عند دخولها بسرعات عالية. وكشف العلماء إن كويكب (2025 OW) يتحرك بسرعة حوالي 47 ألف ميل في الساعة، وهي سرعة متوسطة لكويكب قريب من الأرض. للمقارنة، كان كويكب (2024 MK)، الذي يبلغ طوله 500 قدم، يتحرك بسرعة تقارب 34 ألف ميل في الساعة عندما اقترب من الأرض على بُعد 184 ألف ميل في يوليو (تموز) من العام الماضي. في الوقت نفسه، يتحرك كويكب "أبوفيس 99942" الضخم الذي يبلغ طوله 1100 قدم، بسرعة 67 ألف ميل في الساعة، ومن المتوقع أن يقترب من الأرض على بُعد 20 ألف ميل في 13 أبريل (نيسان) 2029. وبطوله الذي يبلغ 210 أقدام فقط، لن يكون مرئيًا بالعين المجردة أو باستخدام المنظار عندما يصل إلى أقرب نقطة له من الأرض. عندما يتعلق الأمر بتتبع الكويكبات التي يُحتمل أن تكون خطرة، فإن حسابات وكالة «ناسا» عادةً ما تكون دقيقة، مما يعني أن احتمالات تصادم الكويكب (2025 OW) بالأرض مستبعدة. ويستخدم مركز دراسات الأجسام القريبة من الأرض (CNEOS) التابع لمختبر الدفع النفاث التابع لناسا التلسكوبات الأرضية وأنظمة الرادار الكوكبية مثل رادار غولدستون للنظام الشمسي لرصد الكويكبات وتتبعها، إذ تقيس هذه الأنظمة موقع الكويكب وسرعته وسطوعه لتحديد مداره وحجمه.