
أمين «مجلس التعاون»: الاعتداءات الإسرائيلية على إيران انتهاك صارخ للقانون الدولي
- على جميع الأطراف إعلاء صوت الحكمة والدبلوماسية وتجنب مواجهة قد تتجاوز حدود الجغرافيا
أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، جاسم البديوي، إدانة المجلس لاعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على إيران باعتبارها «انتهاكا صارخا للقانون الدولي وسيادة الدول».
وقال البديوي، في كلمته خلال الدورة ال51 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي التي انطلقت أعمالها في مدينة إسطنبول التركية اليوم السبت، إن هذه الاعتداءات «تثبت لنا مرة أخرى استهتار حكومة الاحتلال الإسرائيلية ورعونتها وعدم اكتراثها بالقانون الدولي».
وجدد الدعوة التي وجهها مجلس التعاون في شأن ضرورة العودة إلى المسار الدبلوماسي والتحلي بضبط النفس وإبقاء قنوات الاتصال والدبلوماسية مفتوحة باعتبار ذلك «مسارا وحيدا لتفادي الانفجار الإقليمي».
وأشاد البديوي في الوقت نفسه بدور الوساطة الإيجابي لسلطنة عمان في الدفع باتجاه المفاوضات الأميركية - الإيرانية، داعياً جميع الأطراف إلى إعلاء صوت الحكمة والدبلوماسية وتجنب الانزلاق نحو مواجهة قد تتجاوز حدود الجغرافيا.
وفي ما يتعلق بالتطورات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، جدد البديوي وقوف دول المجلس إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني وإنهاء الحصار المفروض على القطاع وفتح جميع المعابر لدخول المساعدات الإنسانية والإغاثية والاحتياجات الأساسية وضمان تأمين وصولها بشكل مستمر لسكان القطاع.
كما شدد على ضرورة توفير الحماية الدولية لأبناء الشعب الفلسطيني والامتناع عن استهدافهم والامتثال والالتزام بالقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة دون استثناء.
وأكد البديوي بذلك على قرارات مجلس الأمن أرقام 2735 و2712 و2720 التي تنص على إيقاف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى وتأمين المساعدات الإنسانية وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع.
على جانب آخر، أكد البديوي دعم مجلس التعاون لجهود العمل الإسلامي المشترك التي تبذلها منظمة التعاون الإسلامي منذ تأسيسها، قائلاً إنه «سيبقى داعما لمبادئها ومشاركا في مساعيها السياسية والاقتصادية والإنسانية».
وأضاف أن «أبرز أدوار مجلس التعاون الداعمة لمنظمة التعاون الإسلامي تتجسد في القضايا ذات الأولوية للعالم الإسلامي».
وأشار إلى ما قدمه المجلس من «دعم سياسي خلال القمم الإسلامية الطارئة ودعم لخطط إعادة إعمار المناطق المنكوبة والدفاع عن حقوق الشعوب الإسلامية في المحافل الدولية كافة انطلاقا من مبدأ التضامن الإسلامي».
وأكد أن مجلس التعاون اضطلع بدور مركزي في مكافحة الإسلاموفوبيا والتصدي لحملات تشويه صورة الإسلام عبر دعم جهود المنظمة في الأمم المتحدة وتبني قرارات تاريخية تعزز التعايش والاحترام المتبادل.
وأوضح أن دول الخليج تسهم بدور فاعل في الوساطات السياسية وتسوية النزاعات داخل العالم الإسلامي بما في ذلك دعم الحوار بين أطراف النزاع وتيسير التفاهمات الدولية حول قضايا حساسة من خلال أدوات دبلوماسية رصينة.
واختتم أمين عام مجلس التعاون الخليجي كلمته بالإشارة إلى أن السياسات المتزنة والرؤى الحكيمة في دول المجلس طالما كانت صمام الأمان في مواجهة اضطرابات السياسة وتقلباتها وهي الدليل على أن الاستقرار هو نتيجة مباشرة لقيادات حكيمة تحسن التخطيط وتتفهم تطلعات شعوبها وتدير التوازنات بذكاء استراتيجي.
وأضاف أنه «بينما يهلك البعض في أتون الصراعات تواصل دول مجلس التعاون تقدمها بثبات وتتحول إلى أقطاب اقتصادية ودبلوماسية على الساحة الدولية»، مشيراً إلى أنه «بدلا من أن تكون منطقتنا ساحة لتجاذبات القوى الإقليمية يمكن أن نراها أرضا موحدة قوية ومنافسا حضاريا واقتصاديا على الساحة الدولية».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرأي
منذ 3 أيام
- الرأي
الفكر الثوري وأهله... وداعاً
الإسلام بطبيعته دين سماحة وجماعة، وليس دين فرد أو طائفة، قائم على تحري السداد والمقاربة، فجعل الشورى أساس الحكم في إدارة شؤون البلاد واعتمدت الأمة مذهب الجمهور في الفقه وتركت الأقوال الشاذة، وجاءت الشريعة بالإجماع واعتبرته المصدر الثالث من مصادر التشريع بعد القرآن والسنة كما أن من أصول العقيدة الصحيحة أن (يد الله مع الجماعة ومن شذّ شذَّ في النار)، ومكونات المجتمع الإسلامي رسمت له اتجاهاته وجُرّب العمل بها على مدى ثلاثة قرون، فكان نجاح التجربة معجزة من معجزات التاريخ الإنساني. وهذه السُنن في كُلياتها وفروعها تأخذ بأيدي المسلمين حكّاماً ومحكومين إلى البدء في كل شيء بـ«بسم الله الرحمن الرحيم» من أول الخط المستقيم إلى الوصول إلى آخره وهُم على الجادّة ولا يروغون عنها كما تروغ الثعالب... وهم في صلواتهم يدعون ربهم في كل يوم على الأقل سبعة عشر مرة «اهدنا الصراط المستقيم»، فانتشرت دعوة الإسلام من مآذن التوحيد في قارات الأرض. فسعدت شعوب الأرض بالانضمام إلى هذه الدعوة وأهلها من العرب الأولين واعتز المشارقة والمغاربة بالولاء لهم والانتماء لقبائلهم... وكانوا حقاً خير أمة أخرجت للناس قائمين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومتعاونين عليه ومقتنعين بأن الطريق المستقيم أقرب الطرق وأقصرها وأيسرها للوصول إلى الهدف العام ولتحقيق تطلعات الشعوب. ولكن لما توسعت الفتوحات شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً واختلطوا بالشعوب الأخرى والثقافات واستعجم العرب واللسان العربي... اندس فيهم أبالسة فشلوا في تحطيم الجماعة بالقوة فزعموا أنهم انضموا إليها وأنهم صاروا من حُماتِها. فاخترعوا لأهلها طُرقاً متشعبة في (بُنيات الطريق) وأقنعوا من أقنعوه منهم بأن (التخريم) فيها أقرب إلى الأهداف من الالتزام بالصراط المستقيم! وترتب على ذلك أن صار كثير من المسلمين يقولون في صلاتهم لربهم «اهدنا الصراط المستقيم» وهم غير جادين لأن يكونوا من أهل الصراط المستقيم، فتفرق المسلمون في الأصول والفروع وصار لمجموعهم لونّ آخر غير اللون الذي كان للجماعة الأولى التي دانت لها أُمم الأرض وطُوّعت لرسالتها أعناق وقلوب الرجال... هنالك استعجم الإسلام -كما يقول الشيخ محمد عبده- وتحول أهله من أمة (صدق) إلى أمة ترى فلاح الجماعة وبلوغ غايات أفرادها بالتفنن في الأساليب الملتوية والطرق المتعرجة والتعصب للنِّحَل المتعارضة... فاستمرت هذه الحال أكثر من ألف عام، وعلماؤنا باتوا اليوم بين مشتغل بعلوم الإسلام بنطاق ضيق... وبين متعلم بالمناهج العصرية الحديثة التي أبعدته عن أصالته فضاع في مسالك المعاصرة ودروبها المُغرية. ... وبين هذين الصنفين صنف ثالث ارتفع عن مستوى الصنف الأول وآتاه اللهُ بصيرةً فرّق بها بين الحق والباطل ومعرفة امتاز بها عن الصنف الثاني، وهؤلاء مع أنهم قلة قليلة قد جرفتهم الحياة بتيارها الجارف ومشاغلها إلا من رحم ربي... ولكن أملنا بالله كبير أن يصطفي لنا من أجيال الشباب القادمة من يقود هذه الأمة بالعلم والعمل حتى تتبلور لهم صورة أصيلة لصراط الإسلام المستقيم ولبُنيات الطريق التي تاه فيها المسلمون ليعودوا منها إلى سبيلهم الأول متوجهين باستقامة وسداد إلى الهدف الأعظم فيعود لهم مجدهم الغابر. ولا يكون ذلك إلا بعون الله تعالى ومدده وحده ثم بالاصطفاف خلف ولاة الأمور، «ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم».


المدى
منذ 5 أيام
- المدى
المندوب الروسي في مجلس الأمن: هجوم أميركا على إيران غير مشروع وانتهك أراضي دولة ذات سيادة
The post المندوب الروسي في مجلس الأمن: هجوم أميركا على إيران غير مشروع وانتهك أراضي دولة ذات سيادة appeared first on AlMada - أخبار لبنان والعالم.


الرأي
منذ 5 أيام
- الرأي
طوفان الأقصى... والهجرة النبوية!
مَنْ يتأمّل أحداث الهجرة النبوية يرى أن هناك أوجهاً عدة للشبه بينها وبين معركة طوفان الأقصى. فالهجرة كانت إحدى حلقات الصراع بين الحق والباطل وكذلك هي معركة الطوفان. الهجرة كانت لله عزوجل وفي سبيله ونُصرة لدينه وسعياً لإقامة دولة الإسلام في المدينة، وكذلك الطوفان فهو لله ومن أجل تحرير المسجد الأقصى وإقامة دولة فلسطين الحرة. بذل النبي، عليه الصلاة والسلام، أسباب نجاح الرحلة من حيث إعداد الراحلة واختيار الصديق وتغيير الطريق والخروج ليلاً وغيرها من الأسباب، وهكذا فعل القائمون على معركة الطوفان، حيث استعدوا لها إيمانياً وعسكرياً ولوجستياً. شارك في نجاح الهجرة: الرجال كأبي بكر الصديق والشباب كعليّ بن أبي طالب، والنساء كأسماء بنت أبي بكر، وهكذا الحال مع الطوفان حيث كان للرجال والنساء والشباب دورهم في المعركة. تجلّى نصر الله تعالى وتأييده لنبيه وإكرامه ببعض المعجزات في الهجرة ومنها بناء العنكبوت لبيتها على فم الغار، وتعثر فرس سراقة بن مالك، مرات عدة بعدما كاد أن يدرك النبي عليه الصلاة والسلام. وكم رأينا في طوفان الأقصى من كرامات تجلت فيها نصرة الله لعباده، والتي منها تمكن المجاهدين من زراعة العبوات أسفل الدبابات وتفجيرها ثم العودة سالمين، ومنها ثبات أهل غزة وعدم انكسار المقاومة كل هذه الفترة التي تجاوزت السنة ونصف السنة، برغم استخدام العدو الصهيوني المجرم كل أدوات التدمير، ناهيك عن سلاح الحصار والتجويع. رأينا في النهاية نجاح رحلة الهجرة وتأسيس النبي، صلى الله عليه وسلم، للدولة الإسلامية في المدينة، والتمكن بعد سنوات من العودة إلى مكة فاتحاً، وبإذن الله تعالى يتمكن الإخوة في غزة من النجاح في مقاومتهم ودحر عدوهم وتحرير بلادهم ولو بعد حين. وإني أدعو نفسي وكل إخواني المسلمين إلى نصرة أهل غزة وفلسطين كلّ بحسب قدرته وطاقته ومكانه ومنصبه، كما نصر الصحابةُ رضي الله عنهم الرسولَ عليه الصلاة والسلام حتى تمكن من إقامة دولة الإسلام . «ويَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ المؤمِنونَ بِنَصْرِ اللهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ وَهُوَ العزيزُ الرحيمُ». X : @abdulaziz2002