logo
حصاد الحصاد

حصاد الحصاد

الشروقمنذ 4 أيام
كل المؤشرات توحي بأن الجزائر ستنتج هذا الموسم كمية من الحبوب غير مسبوقة، إن لم تحقق بها الاكتفاء الذاتي من هذه المادة الحيوية والسيادية، فإنها تقترب جدا من هدف كان حلما بعيد المدى، وسيتحقق.
الجميل في الحكاية، ليس في الكمية التي ضمنت، إلى حد الآن، الاكتفاء الذاتي، وربما التصدير في القمح الصلب، وإنما في الأجواء الاحتفالية التي صارت تقام فيها حملات الحصاد، بعد أن وفّرت كل الضروريات لإنجاحها، من حاصدات ومخازن ومتابعة علمية وتقنية، وغيرها من المساعدات التي فاجأتنا بأرقام إنتاج، بعضها أثار الدهشة والفخر كما هو الحال في ولاية ورقلة التي حققت إنتاجا تطرّقت إلى نوعيته وكميته، مجلات الفلاحة العلمية العالمية، معتبرة إياه حدثا زراعيا متميزا في العالم.
والجميل أيضا هو أن الاهتمام بحدث الحصاد لم يتوقف عند رئيس الجمهورية فقط، الذي راهن على الأمن الغذائي في كل خرجاته الإعلامية وفي أفعاله، ولا في وزارة الفلاحة التي رافقت أهل المهنة من خلال توفير الماء والكهرباء والمهندسين ووسائل النقل والتخزين وحتى التغطية الإعلامية، التي أثارت صورها الغيرة لدى مرضى النفوس المصابين بالغباء الطبيعي في زمن الذكاء الاصطناعي، وإنما أيضا في اهتمام عامة الناس ممن لا علاقة لهم بالفلاحة، الذين صاروا يسألون عن الكمية المنتجة، وما أعطته أرض الصحراء بالخصوص من خيرات وهم مفتخرون بما صار يتحقق، في استقلال غذائي لا يقل أهمية عن الاستقلال الذي حققته الجزائر ذات الخامس من جويلية من سنة 1962.
هناك من ربط العداء الذي أظهرته أطراف فرنسية للجزائر في الفترة الأخيرة، بالنجاحات الاقتصادية التي حققتها البلاد بالتعاون مع قوى جديدة، وفي تضييع لغة فرنسا مكانتها بين بقية اللغات، في بلاد كانت تعتبرها فرنسا حاضنة للغتها أكثر من كل بلاد الدنيا. ولكن الحقيقة، أن توقُّف الحاويات القادمة من فرنسا تحمل القمح إلى الموانئ الجزائرية، هو من أشعل النار في أفئدة الذين يحنّون إلى قيود الاستعمار، وعندما تعلن الجزائر ذات موسم قريب جدا اكتفاءها الذاتي في إنتاج الحبوب بكل أنواعها ومادة الحليب، سيصاب الطرف الفرنسي بمغص مزمن، ويدخل في كآبة حادة، لن تختلف عن مغص وكآبة الفاتح من نوفمبر 1954.
في عالم الفلاحة، القمح لا يشبه البطاطا والخس والفراولة وفاكهة الأناناس، فإذا كانت بقية البقول والخضر والفواكه وحتى الحليب والزيت والسكر والبن، تملأ الموائد والبطون، فإن القمح يرسّخ الأمن الغذائي ويمنح الطمأنينة والحرية، وأي تقدّم فيه هو تقدّم سيادي وله أبعاد اقتصادية واجتماعية ونفسية تضع المنتصر في معركة الغذاء منتصرا في كل المجالات وأكثر من ذلك حر، بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى.
تؤرخ الكثير من الشعوب افتتاح سنواتها بمواسم الفلاحة من حرث وحصاد، وتعتبرها الجامع لأهل الوطن، وتحقيق الجزائر للاكتفاء الذاتي في إنتاج الحبوب قريبا، سيكون حدث الحدث وحصاد الحصاد وحرية الحرية.
قرأنا في القرآن الكريم كلمات 'القطاف والداس والجذاذ'، وكلها تعني نعمة الحصاد، وشبّه القرآن الكريم إنفاق المال في سبيل الله مثل حبة أنبتت سبع سنابل، في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء.
وعاشت الأمم وافتخرت بتمكّنها من غذائها ومنها من استعمرت بلادا بما توفره من حبوب، ومنها من استعمرت بما لا تحققه من حبوب.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كلمة رئيس الجمهورية خلال الجلسة العامة للمؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية بإشبيلية
كلمة رئيس الجمهورية خلال الجلسة العامة للمؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية بإشبيلية

الجمهورية

timeمنذ 6 ساعات

  • الجمهورية

كلمة رئيس الجمهورية خلال الجلسة العامة للمؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية بإشبيلية

وجه رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, اليوم الثلاثاء كلمة للمشاركين في المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية المنعقد بإشبيلية, ألقاها نيابة عنه الوزير الأول السيد نذير العرباوي , خلال الجلسة العامة, هذا نصها الكامل. "بسم الله الرحمن الرحيم, والصلاة والسلام على أشرف الـمرسلين , السيد رئيس حكومة مملكة إسبانيا، السيد بيدرو سانشيز , معالي الأمين العام لمنظمة الأمم الـمتحدة، السيد أنطونيو غوتيريش , معالي رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، السيد فيليمون يانغ , أصحاب الفخامة والـمعالي , السيدات والسادة الكرام. ينعقد هذا المؤتمر الرابع لتمويل التنمية في ظرف دولي يتسم باتساع فجوة التنمية بين الدول، وتزايد عبء المديونية، وتأثر اقتصادات العديد من الدول بتداعيات التغيرات المناخية وتفاقم النزاعات والحروب، بما فيها ما يجري في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة في فلسطين المحتلة وفي غزة الجريحة التي تواجه حرب إبادة تستهدف الشعب الفلسطيني الشقيق الذي يناضل من أجل استرجاع حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. السيد الرئيس .. السيدات والسادة، في خضم هذه الأوضاع السياسية والاقتصادية المعقدة والمضطربة، نتطلع لأن يكون هذا المؤتمر محطة فاصلة لتجديد التزامنا المشترك ب الانتقال إلى مرحلة جديدة من العمل الجماعي الفعال عبر صياغة مخرجات جريئة وعملية لإعادة النظر في المنظومة المالية الدولية بصيغتها الحالية، التي لم تعد قادرة على مواكبة التغيرات الجوهرية التي يعرفها عالمنا، ولا على تلبية متطلبات التنمية المستدامة، بل إنها تكرس اختلالات هيكلية، تزيد من تهميش الدول النامية، وتقوض فرصها في بلوغ أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة بحلول عام 2030. إن هذا الطموح المشروع يجد تبريره في الإجحاف الذي لحق بالقارة الإفريقية التي ما زالت مثقلة بتحديات صعبة في ظل شح مصادر تمويل التنمية وتفاقم عبء المديونية، لا سيما بسبب تكاليف خدمة الدين والفائدة على الديون التي تفوق خمسة (05) أضعاف تلك التي تحصل عليها من بنوك التنمية متعددة الأطراف، وهو ما يقوض نجاعة جهودها التنموية ويزج بها في دوامة من ارتفاع تكاليف التمويل، وانخفاض الاستثمار الرأسمالي، ومحدودية التحول الهيكلي، ويحد بالنتيجة من قدرتها على ضمان الاستقرار والمساهمة بالقدر المطلوب في تحقيق الرفاه المشترك. إن الديون الخارجية المتفاقمة تعتبر أحد أكبر العوائق التي تكبل دول القارة الإفريقية، وهو ما يحتم إطلاق مبادرات عالمية عاجلة لمعالجة معضلة المديونية، لا سيما من خلال اتخاذ بعض التدابير الحاسمة، ومنها تخفيف عبء الديون والإعفاء الكامل منها لبعض الدول. إننا نؤمن بأن النظام متعدد الأطراف بحاجة إلى ترسيخ مبادئ العدالة والإنصاف، بما يخدم مصالح جميع الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة، دون استثناء. ولهذا فنحن اليوم بأمس الحاجة إلى إصلاح شامل للهيكل المالي العالمي، وتمكين البلدان النامية من المشاركة في حوكمة المؤسسات المالية العالمية، بحيث تعكس هياكل صنع القرار حقائق عالم متعدد الأقطاب، يخدم تمويل التنمية لجميع الدول. وفي هذا الإطار، ندعم مشروع إنشاء إطار عمل أممي يهدف إلى سد الثغرات في هيكل الديون، واقتراح خيارات عملية وعادلة، لمعالجة استدامة الديون. وعلى هذا الأساس، أدعو من هذا المنبر إلى إيجاد حلول عاجلة لتحيز التصنيف الائتماني الذي يكبد العديد من بلدان قارتنا تكاليف باهضة، حيث ينبغي العمل على توطيد أساليب أكثر شفافية وعدالة للتصنيف الائتماني. وفي هذا السياق، أعرب عن ارتياحنا لإنشاء وكالة إفريقية مستقلة للتصنيف الائتماني، والتي نتطلع إلى تفعيلها في أقرب الآجال. السيد الرئيس.. السيدات والسادة، وبالإضافة إلى أزمة المديونية، يتسبب فرض أطر تنظيمية ومعايير جامدة على الدول المستفيدة من المساعدات التنموية في عرقلة تنفيذها للمشاريع ذات الأولوية، ويحد من فاعلية التعاون الدولي، لذا فإننا ندعو إلى انتهاج سياسات أكثر مرونة وواقعية في توجيه هذه المساعدات، تقوم على الشراكة والتفاهم المتبادل، بدلا من الإملاءات والشروط المسبقة التي لا تأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات الوطنية والسياقات المحلية. وفي نفس السياق، أود التأكيد مجددا على أهمية ترقية التعاون الدولي من أجل التنمية، وتعزيز التضامن بين الشعوب، لا سيما من خلال تنشيط دور الأطر الدولية ذات الصلة على غرار "منتدى تمويل التنمية"، و "المنتدى المعني بالتعاون الإنمائي"، باعتبارها آليات دولية جامعة، تساعد على إنجاح المبادرات التي تتخذ من أجل دعم التنمية. ولا يفوتني أن أذكر بأن التمويلات الخاصة، رغم أهميتها، لا يمكن أن تعوض المساعدات التنموية العمومية، أو أن تحل محلها، خصوصا في الدول التي تواجه هشاشة اقتصادية أو ضعفا في البنى التحتية. وعليه، فإن الرهان على القطاع الخاص وحده لتمويل التنمية لن يكون كافيا، ما لم يرافقه التزام دولي قوي بتعزيز المساعدات التنموية العمومية، ودعم قدرات الدول الأقل نموا والدول الفقيرة على بناء اقتصادات قوية وشاملة تسمح لها بالاستجابة لطموحات شعوبها. وفي هذا الصدد, أود أن أشيد, أمام جمعكم الموقر, بالمكتسبات التي تم تكريسها على غرار تعهد الدول المتقدمة بتخصيص نسبة 0,7 % من دخلها القومي الإجمالي كمساعدات إنمائية للدول النامية، وهو مؤشر إيجابي لبعث الأمل والمصداقية في مفهوم التضامن الدولي. وبودي أيضا أن أشيد بالجهود الرامية إلى الحد من الأنشطة المالية غير المشروعة، وبالتدابير الساعية للقضاء على الملاذات الآمنة للتحويلات، وعلى ثغرات التدفقات المالية غير المشروعة. السيد الرئيس .. السيدات والسادة، لقد جعلت الجزائر من التنمية المستدامة والتضامن الدولي ركيزتين أساسيتين لسياستها الخارجية، وهو ما تجسد بالفعل من خلال مساهمتها المستمرة في دعم جهود التنمية في القارة الإفريقية في مختلف الأطر التعاونية الثنائية ومتعددة الأطراف، فضلا عن انخراطها التام في تجسيد التكامل القاري عبر العديد من المشاريع ذات الطبيعة الاندماجية. بالإضافة إلى ذلك، تعمل بلادي حاليا من خلال الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية، على المساهمة في دعم البنية التحتية، الصحة، التعليم، والطاقة وغيرها من المشاريع التنموية في العديد من الدول الإفريقية، التي خصصت لها ما لا يقل عن مليار دولار أمريكي. كما أن بلادي، وبتبنيها لسياسة مالية قائمة على تسخير مواردها الخاصة، نجحت في الخروج بشكل كامل من عبء المديونية الخارجية، مما يمكنها من ممارسة دور فعال في مساعدة الدول، التي لا تزال ترزح تحت الديون المتراكمة، التي تشكل عائقا لأهداف التنمية المستدامة. وفي الأخير، أود التشديد مجددا على ضرورة الإنتقال من مرحلة التشخيص، إلى المبادرة الفعلية، بإيجاد الحلول الكفيلة بتمويل التنمية، آملا أن يشكل مؤتمرنا هذا، نقطة انطلاق لمسار تنموي شامل يستجيب لقناعتنا الراسخة بأن الرفاه المشترك مطلب أساسي وليس خيارا ثانويا، وهو ما لن يتأتى دون رأب فجوة التنمية وتقليص فوارق التقدم بين الدول، بما من شأنه توفير بيئة دولية سانحة للتكفل بمختلف التحديات والأزمات التي يشهدها عالمنا اليوم. أشكركم جزيل الشكر على حسن إصغائكم".

حصاد الحصاد
حصاد الحصاد

الشروق

timeمنذ 4 أيام

  • الشروق

حصاد الحصاد

كل المؤشرات توحي بأن الجزائر ستنتج هذا الموسم كمية من الحبوب غير مسبوقة، إن لم تحقق بها الاكتفاء الذاتي من هذه المادة الحيوية والسيادية، فإنها تقترب جدا من هدف كان حلما بعيد المدى، وسيتحقق. الجميل في الحكاية، ليس في الكمية التي ضمنت، إلى حد الآن، الاكتفاء الذاتي، وربما التصدير في القمح الصلب، وإنما في الأجواء الاحتفالية التي صارت تقام فيها حملات الحصاد، بعد أن وفّرت كل الضروريات لإنجاحها، من حاصدات ومخازن ومتابعة علمية وتقنية، وغيرها من المساعدات التي فاجأتنا بأرقام إنتاج، بعضها أثار الدهشة والفخر كما هو الحال في ولاية ورقلة التي حققت إنتاجا تطرّقت إلى نوعيته وكميته، مجلات الفلاحة العلمية العالمية، معتبرة إياه حدثا زراعيا متميزا في العالم. والجميل أيضا هو أن الاهتمام بحدث الحصاد لم يتوقف عند رئيس الجمهورية فقط، الذي راهن على الأمن الغذائي في كل خرجاته الإعلامية وفي أفعاله، ولا في وزارة الفلاحة التي رافقت أهل المهنة من خلال توفير الماء والكهرباء والمهندسين ووسائل النقل والتخزين وحتى التغطية الإعلامية، التي أثارت صورها الغيرة لدى مرضى النفوس المصابين بالغباء الطبيعي في زمن الذكاء الاصطناعي، وإنما أيضا في اهتمام عامة الناس ممن لا علاقة لهم بالفلاحة، الذين صاروا يسألون عن الكمية المنتجة، وما أعطته أرض الصحراء بالخصوص من خيرات وهم مفتخرون بما صار يتحقق، في استقلال غذائي لا يقل أهمية عن الاستقلال الذي حققته الجزائر ذات الخامس من جويلية من سنة 1962. هناك من ربط العداء الذي أظهرته أطراف فرنسية للجزائر في الفترة الأخيرة، بالنجاحات الاقتصادية التي حققتها البلاد بالتعاون مع قوى جديدة، وفي تضييع لغة فرنسا مكانتها بين بقية اللغات، في بلاد كانت تعتبرها فرنسا حاضنة للغتها أكثر من كل بلاد الدنيا. ولكن الحقيقة، أن توقُّف الحاويات القادمة من فرنسا تحمل القمح إلى الموانئ الجزائرية، هو من أشعل النار في أفئدة الذين يحنّون إلى قيود الاستعمار، وعندما تعلن الجزائر ذات موسم قريب جدا اكتفاءها الذاتي في إنتاج الحبوب بكل أنواعها ومادة الحليب، سيصاب الطرف الفرنسي بمغص مزمن، ويدخل في كآبة حادة، لن تختلف عن مغص وكآبة الفاتح من نوفمبر 1954. في عالم الفلاحة، القمح لا يشبه البطاطا والخس والفراولة وفاكهة الأناناس، فإذا كانت بقية البقول والخضر والفواكه وحتى الحليب والزيت والسكر والبن، تملأ الموائد والبطون، فإن القمح يرسّخ الأمن الغذائي ويمنح الطمأنينة والحرية، وأي تقدّم فيه هو تقدّم سيادي وله أبعاد اقتصادية واجتماعية ونفسية تضع المنتصر في معركة الغذاء منتصرا في كل المجالات وأكثر من ذلك حر، بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى. تؤرخ الكثير من الشعوب افتتاح سنواتها بمواسم الفلاحة من حرث وحصاد، وتعتبرها الجامع لأهل الوطن، وتحقيق الجزائر للاكتفاء الذاتي في إنتاج الحبوب قريبا، سيكون حدث الحدث وحصاد الحصاد وحرية الحرية. قرأنا في القرآن الكريم كلمات 'القطاف والداس والجذاذ'، وكلها تعني نعمة الحصاد، وشبّه القرآن الكريم إنفاق المال في سبيل الله مثل حبة أنبتت سبع سنابل، في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء. وعاشت الأمم وافتخرت بتمكّنها من غذائها ومنها من استعمرت بلادا بما توفره من حبوب، ومنها من استعمرت بما لا تحققه من حبوب.

بنخضرة:المغرب ملتزم بالاضطلاع بدور ريادي في تنمية إفريقيا
بنخضرة:المغرب ملتزم بالاضطلاع بدور ريادي في تنمية إفريقيا

حدث كم

timeمنذ 5 أيام

  • حدث كم

بنخضرة:المغرب ملتزم بالاضطلاع بدور ريادي في تنمية إفريقيا

أكدت المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، أمينة بنخضرة، أن المغرب، تحت القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، ملتزم بالاضطلاع بدور ريادي في تنمية القارة الإفريقية، من خلال تثمين موقعه الجيوستراتيجي عند ملتقى الطرق بين أوروبا وإفريقيا وأمريكا. وأبرزت السيدة بنخضرة، في مداخلة لها خلال جلسة رفيعة المستوى نظمت تحت عنوان 'إطلاق الإمكانات الغازية لإفريقيا: مسارات نحو نمو مستدام وأمن طاقي'، ضمن أشغال الدورة السابعة عشرة لقمة الأعمال الأمريكية-الإفريقية، التي اختتمت، أمس الأربعاء، بالعاصمة الأنغولية، أن المغرب؛ باعتباره البلد الإفريقي الوحيد الذي تربطه اتفاقية للتبادل الحر مع الولايات المتحدة الأمريكية، يرسخ مكانته كمنصة للتقاطع بين إفريقيا وكبرى الاقتصادات العالمية. وأشارت إلى أن التجربة المغربية المعترف بها في مجالات الاندماج الإقليمي، والربط الطاقي، والتكيف مع التغيرات المناخية، تترجم إلى مشاريع مهيكلة، من أبرزها مبادرة 'إفريقيا الأطلسية'. وأضافت أن المملكة تكرس بذلك موقعها كجسر بين القارات، وكفاعل في استقرار المنطقة، وكقطب استثمارات مهيكل لفائدة القارة الإفريقية. كما ذكرت المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن بالاستراتيجية الطاقية الوطنية للمغرب، الرامية إلى ضمان الأمن الطاقي الوطني، والطموحات الكبرى للمغرب في مجال تطوير البنيات التحتية الغازية، مشددة على أن تعميم الولوج إلى الغاز الطبيعي، باعتباره مصدرا نظيفا ومتوفرا، يشكل ضرورة لمواكبة التنمية في إفريقيا، وعلى أهمية الاستثمارات في البنيات التحتية الطاقية لإنجاح الانتقال الطاقي بالقارة. وفي هذا الإطار، قدمت مشروع مشروع أنبوب الغاز الإفريقي-الأطلسي، كمبادرة استراتيجية بارزة، مشيرة إلى أن هذا المشروع، الذي يشرف عليه بشكل مشترك كل من المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن وشركة النفط الوطنية النيجيرية، ويتجاوز طوله 5600 كيلومتر، يهدف إلى تعزيز الأمن الطاقي لـ13 بلدا إفريقيا ساحليا و3 بلدان غير ساحلية، وإرساء سوق إقليمية للكهرباء، وتشجيع التنمية الصناعية والاجتماعية في غرب إفريقيا. وأشارت إلى أن المشروع قطع مراحل مهمة على المستويات التقنية والبيئية والمؤسساتية، موضحة أن الاتفاق الحكومي الدولي بشأنه تم اعتماده من طرف وزراء الطاقة بالبلدان المعنية، وتمت المصادقة عليه من طرف المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (سيدياو). وأضافت أن التوقيع الرسمي من قبل رؤساء الدول، سيشكل المحطة المؤسساتية الأخيرة قبل الشروع في التنفيذ التدريجي وفق الخصوصيات الإقليمية. وأكدت السيدة بنخضرة أن المشاركة المغربية في هذه القمة تعكس الأهمية التي توليها المملكة لتعزيز الشراكات الاستراتيجية مع البلدان الإفريقية والولايات المتحدة، وذلك في دينامية التعاون الثلاثي الشامل والمستدام، لا سيما في القطاع الطاقي. كما عقد وفد المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن لقاءات مع عدد من الأطراف، من بينها، على الخصوص، الصندوق السيادي الأنغولي. وشاركت المملكة في هذه الدورة السابعة عشرة لقمة الأعمال الأمريكية-الإفريقية، التي تعد أبرز حدث سنوي لمجلس الأعمال المعني بإفريقيا، بوفد هام يقودهالوزير المنتدب المكلف بالاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية، كريم زيدان. كما يضم الوفد مسؤولين سامين بمؤسسات عمومية وخاصة، بالإضافة إلى ممثلين عن عدة مجموعات، لاسيما الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، والاتحاد العام لمقاولات المغرب، والمكتب الوطني للهيدروكربورات والمعادن، والمكتب الوطني للسكك الحديدية، والاتحاد العام لمقاولات المغرب، وشركات 'ميدز' و'مرسى ماروك'، إضافة إلى ممثلين عن الأبناك المغربية. وشكلت هذه القمة، المنظمة تحت شعار 'مسارات الازدهار.. رؤية مشتركة للشراكة بين الولايات المتحدة وإفريقيا' منصة رئيسية للحوار الاقتصادي وبناء شراكات استراتيجية مستدامة بين الولايات المتحدة والبلدان الإفريقية. الحدث:وم ع

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store