
تقرير إخبارى.. القتل بسلاح التجويع والعطش.. حرب غزة الأكثر دموية فى القرن الـ 21
على الرغم من كل الحروب التى اندلعت- ومازالت تندلع - منذ بداية القرن الـ21، فإن حرب الإبادة المستعرة فى قطاع غزة منذ ما يقرب من 21 شهرا تصنف بأنها الأكثر دموية فى هذا القرن. وهى عبارة وردت فى تحليل نشرته صحيفة «هاآرتس»، التى تعد الأكثر اعتدالا داخل الكيان الإسرائيلى فى تعاطيها بقدر كبير من الموضوعية مع ملفات هذه الحرب، ما جعل حكومة الاحتلال تضعها فى خانة الخصوم وإصدار أوامر شخصية من رئيسها بنيامين نيتانياهو بتجفيف مصادر تمويلها. وكان آخر المعلومات المروعة التى كشفت عنها هى استشهاد نحو 100 ألف فلسطينى من سكان غزة، بفعل الاعتداءات العسكرية المباشرة التى لاتتوقف على مدار الساعة، أو نتيجة الآثارغير المباشرة للإبادة الجماعية منذ 7 أكتوبر 2023، وذلك اعتمادا على تقرير نشره فريق بحثى دولى برئاسة البروفيسور مايكل سباجات الخبير العالمى فى الوفيات خلال النزاعات العنيفة، والذى أجرى وبمساعدة عالم السياسة الفلسطينى الدكتور خليل الشقاقى، مسحا لـ 2000 أسرة فى غزة، تضم نحو 10 آلاف شخص، وخلصوا إلى أنه حتى يناير الماضى، استشهد نحو 75 ألفا و200 شخص فى غزة نتيجة أعمال عنف خلال الحرب، غالبيتهم العظمى بسبب صواريخ ومسيرات ومدفعية ومدرعات ودبابات جيش الاحتلال، وهو رقم يزيد عن تقديرات وزارة الصحة بالقطاع. بيد أن الأمر لن يتوقف عند حد الاستشهاد فى العمليات العسكرية، وإنما هناك أعداد كبيرة من الأشخاص الذين استشهدوا نتيجة الآثار غير المباشرة للحرب: الجوع والبرد والأمراض التى استحال علاجها بسبب تدمير النظام الصحى، وعوامل أخرى. وطبقا لهاآرتس فإنه، دون احتساب موجات الوفيات الزائدة المتوقعة فى المستقبل، أدى الجمع بين ضحايا أسلحة جيش الاحتلال المتعددة والمتنوعة والوفيات الناجمة عن الأمراض والجوع إلى استشهاد 83 ألفا و740 شخصا قبل يناير الماضى، مع الأخذ فى الحسبان المسح والوفيات الزائدة. ومنذ ذلك الحين، ووفقًا لوزارة الصحة فى غزة، استشهد أكثر من 10 آلاف شخص، ما يجعل عدد شهداء هذه الحرب المروعة يقترب من 100 ألف شهيد.
وحسب بيانات المسح، التى تتوافق مع بيانات وزارة الصحة الفلسطينية، فإن %56 من الضحايا إما أطفالا دون 18 عاما، وإما نساء، وهذا رقم استثنائى مقارنة بجميع النزاعات الأخرى تقريبا منذ الحرب العالمية الثانية. كما أن نسبة النساء والأطفال ضحايا العنف فى غزة تزيد على ضعف النسبة فى جميع النزاعات الأخيرة تقريبا، وهو ما رفع عدد الشهداء إلى نسبة تقترب من الـ%4 من سكان قطاع غزة، وهى نسبة لم تتحقق فى أى حرب أخرى خلال الربع القرن الماضى.
وفى هذا السياق، يرى جوناثان ويتال، رئيس مكتب تنسيق الشئون الإنسانية فى الأرض الفلسطينية المحتلة، أن «محاولة البقاء على قيد الحياة فى غزة تقابلها عقوبة الإعدام» معتبرا أن «غالبية القتلى والجرحى قد قتلوا بالرصاص أو القذائف أثناء محاولتهم الوصول إلى مواقع التوزيع الأمريكية-الإسرائيلية التى أقيمت عمدا فى مناطق عسكرية»، حيث تطلق قوات الاحتلال النار على الحشود التى تتجمع للحصول على الطعام»، بينما قتل أو أصيب آخرون على يد عصابات مسلحة.
وطبقا لإفادة مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فإن «مشاهد من الفوضى» باتت ملحوظة، حول نقاط توزيع المواد الغذائية التابعة لكل من «مؤسسة غزة الإنسانية» وقوافل الأمم المتحدة الإنسانية القليلة، فيما تواجه النساء والأطفال وكبار السن والمعاقون على وجه الخصوص تحديات متعددة فى هذه النقاط، ويواجهون خطر التعرض لأشكال متفاقمة من الاستغلال والإساءة. وهو ما يجعل آلية المساعدة الإنسانية ذات الطابع العسكرى تتعارض مع المعايير الدولية لتوزيع المساعدات لأنها بوضوح تعرض المدنيين للخطر، وتساهم فى تفاقم الوضع الإنسانى الكارثى فى غزة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فيتو
منذ ساعة واحدة
- فيتو
حكومة غزة: الاحتلال الإسرائيلي استهدف 700 ألف نازح منذ 7 أكتوبر
أفاد مكتب الإعلام الحكومي بغزة، بأن الاحتلال الإسرائيلي استهدف 256 مركزا للنزوح تضم أكثر من 700000 نازح منذ بدء الإبادة الجماعية. ومن جانبه قال المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى إن الاحتلال يستهدف سياسة التجويع ضد أطفال القطاع، 'ولا يوجد لدينا علبة حليب واحدة للأطفال في قطاع غزة'. وتابع المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى أن هناك 60 ألف طفل في القطاع يعانون من سوء التغذية لنقص الحليب. وأشار إلى أن عدم دخول الحليب والمكملات الغذائية للأطفال سيحدث كارثة، وقال:"لذا نناشد المجتمع الدولي التدخل لإدخال الحليب للأطفال في القطاع". وكان صندوق الأمم المتحدة للسكان، أعلن أن مئات من حديثي الولادة في الحضانات بمستشفى ناصر بغزة يواجهون خطر الموت الوشيك. وقال صندوق الأمم المتحدة للسكان: 'حليب الأطفال نفد تماما في قطاع غزة وهم يواجهون خطر الموت'. في سياق آخر، أعلنت سرايا القدس في مدينة جنين عن تفجير عبوة ناسفة شديدة الانفجار في نقطة عسكرية إسرائيلية على حاجز سالم العسكري، وفق وسائل إعلام فلسطينية. على صعيد متصل، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته في مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ154 على التوالي، ولليوم الـ141 على مخيم نور شمس، وسط تعزيزات عسكرية وتصعيد مستمر، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا". ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


فيتو
منذ ساعة واحدة
- فيتو
27 شهيدًا في غارات إسرائيلية على قطاع غزة منذ فجر اليوم
أفادت مصادر طبية في مستشفيات غزة، اليوم بسقوط 27 شهيدا في غارات إسرائيلية على مناطق عدة بالقطاع منذ فجر اليوم. وكان مجمع ناصر الطبي، أعلن عن استشهاد 4 فلسطينيين في قصف إسرائيلي وسط وشمالي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة. الأمم المتحدة للسكان: الرضع في غزة على وشك الموت بعد نفاد حليب الأطفال من ناحية اخرى أعلن صندوق الأمم المتحدة للسكان، أن المئات من حديثي الولادة في الحضانات بمستشفى ناصر بغزة يواجهون خطر الموت الوشيك. وقال صندوق الأمم المتحدة للسكان: حليب الأطفال نفد تماما في قطاع غزة وهم يواجهون خطر الموت. في سياق آخر، أعلنت سرايا القدس في مدينة جنين عن تفجير عبوة ناسفة شديدة الانفجار في نقطة عسكرية إسرائيلية على حاجز سالم العسكري، وفق وسائل إعلام فلسطينية. على صعيد متصل، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته في مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ154 على التوالي، ولليوم الـ141 على مخيم نور شمس، وسط تعزيزات عسكرية وتصعيد مستمر، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا". ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


بوابة الأهرام
منذ 14 ساعات
- بوابة الأهرام
تقرير إخبارى.. القتل بسلاح التجويع والعطش.. حرب غزة الأكثر دموية فى القرن الـ 21
على الرغم من كل الحروب التى اندلعت- ومازالت تندلع - منذ بداية القرن الـ21، فإن حرب الإبادة المستعرة فى قطاع غزة منذ ما يقرب من 21 شهرا تصنف بأنها الأكثر دموية فى هذا القرن. وهى عبارة وردت فى تحليل نشرته صحيفة «هاآرتس»، التى تعد الأكثر اعتدالا داخل الكيان الإسرائيلى فى تعاطيها بقدر كبير من الموضوعية مع ملفات هذه الحرب، ما جعل حكومة الاحتلال تضعها فى خانة الخصوم وإصدار أوامر شخصية من رئيسها بنيامين نيتانياهو بتجفيف مصادر تمويلها. وكان آخر المعلومات المروعة التى كشفت عنها هى استشهاد نحو 100 ألف فلسطينى من سكان غزة، بفعل الاعتداءات العسكرية المباشرة التى لاتتوقف على مدار الساعة، أو نتيجة الآثارغير المباشرة للإبادة الجماعية منذ 7 أكتوبر 2023، وذلك اعتمادا على تقرير نشره فريق بحثى دولى برئاسة البروفيسور مايكل سباجات الخبير العالمى فى الوفيات خلال النزاعات العنيفة، والذى أجرى وبمساعدة عالم السياسة الفلسطينى الدكتور خليل الشقاقى، مسحا لـ 2000 أسرة فى غزة، تضم نحو 10 آلاف شخص، وخلصوا إلى أنه حتى يناير الماضى، استشهد نحو 75 ألفا و200 شخص فى غزة نتيجة أعمال عنف خلال الحرب، غالبيتهم العظمى بسبب صواريخ ومسيرات ومدفعية ومدرعات ودبابات جيش الاحتلال، وهو رقم يزيد عن تقديرات وزارة الصحة بالقطاع. بيد أن الأمر لن يتوقف عند حد الاستشهاد فى العمليات العسكرية، وإنما هناك أعداد كبيرة من الأشخاص الذين استشهدوا نتيجة الآثار غير المباشرة للحرب: الجوع والبرد والأمراض التى استحال علاجها بسبب تدمير النظام الصحى، وعوامل أخرى. وطبقا لهاآرتس فإنه، دون احتساب موجات الوفيات الزائدة المتوقعة فى المستقبل، أدى الجمع بين ضحايا أسلحة جيش الاحتلال المتعددة والمتنوعة والوفيات الناجمة عن الأمراض والجوع إلى استشهاد 83 ألفا و740 شخصا قبل يناير الماضى، مع الأخذ فى الحسبان المسح والوفيات الزائدة. ومنذ ذلك الحين، ووفقًا لوزارة الصحة فى غزة، استشهد أكثر من 10 آلاف شخص، ما يجعل عدد شهداء هذه الحرب المروعة يقترب من 100 ألف شهيد. وحسب بيانات المسح، التى تتوافق مع بيانات وزارة الصحة الفلسطينية، فإن %56 من الضحايا إما أطفالا دون 18 عاما، وإما نساء، وهذا رقم استثنائى مقارنة بجميع النزاعات الأخرى تقريبا منذ الحرب العالمية الثانية. كما أن نسبة النساء والأطفال ضحايا العنف فى غزة تزيد على ضعف النسبة فى جميع النزاعات الأخيرة تقريبا، وهو ما رفع عدد الشهداء إلى نسبة تقترب من الـ%4 من سكان قطاع غزة، وهى نسبة لم تتحقق فى أى حرب أخرى خلال الربع القرن الماضى. وفى هذا السياق، يرى جوناثان ويتال، رئيس مكتب تنسيق الشئون الإنسانية فى الأرض الفلسطينية المحتلة، أن «محاولة البقاء على قيد الحياة فى غزة تقابلها عقوبة الإعدام» معتبرا أن «غالبية القتلى والجرحى قد قتلوا بالرصاص أو القذائف أثناء محاولتهم الوصول إلى مواقع التوزيع الأمريكية-الإسرائيلية التى أقيمت عمدا فى مناطق عسكرية»، حيث تطلق قوات الاحتلال النار على الحشود التى تتجمع للحصول على الطعام»، بينما قتل أو أصيب آخرون على يد عصابات مسلحة. وطبقا لإفادة مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فإن «مشاهد من الفوضى» باتت ملحوظة، حول نقاط توزيع المواد الغذائية التابعة لكل من «مؤسسة غزة الإنسانية» وقوافل الأمم المتحدة الإنسانية القليلة، فيما تواجه النساء والأطفال وكبار السن والمعاقون على وجه الخصوص تحديات متعددة فى هذه النقاط، ويواجهون خطر التعرض لأشكال متفاقمة من الاستغلال والإساءة. وهو ما يجعل آلية المساعدة الإنسانية ذات الطابع العسكرى تتعارض مع المعايير الدولية لتوزيع المساعدات لأنها بوضوح تعرض المدنيين للخطر، وتساهم فى تفاقم الوضع الإنسانى الكارثى فى غزة.