
عودة: متى ينتهي التطرّف والحقد وإقصاء الآخر المختلف؟
سأل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده، في عظة الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس: متى ينتهي التطرف والحقد وإقصاء الآخر المختلف؟ متى يعي البشر أن الله خلق الإنسان، كل إنسان، على صورته ومثاله، ليعيش حياة هانئة بالمحبة والرحمة والسلام؟ متى ستعم المحبة والسلام في أرض المسيح المصلوب من أجل خلاص العالم أجمع؟ متى يستفيق أهل هذه الأرض ومتى يصغون لتعاليم ديانات هذه الأرض؟».
أضاف: «مؤسف ومرفوض ومدان أن يقتل الإنسان أخاه، ومؤلم جدا أن يطعن من القريب. أملنا ألا تمر هذه الجريمة، كغيرها العديد من الجرائم، بدون عقاب. حياة الإنسان ليست مباحة، وكرامته من كرامة خالقه، ولا يحق لأي مخلوق أن يستهين بعمل الخالق، والإنسان أرقى ما خلق(…)»».
وتقدم عوده باسمه «وباسم إخوتي كهنة أبرشية بيروت وابنائها بالتعزية الممزوجة بالألم والرجاء لغبطة أبينا البطريرك يوحنا العاشر الكلي الطوبى: سائلا الرب» أن يحفظ كنيستنا من كل شر ومكروه، وأن يشفي المصابين ويشددهم مع آباء الكنيسة وجميع ابنائها ليبقوا أمناء لإيمانهم (…)».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شبكة النبأ
منذ 2 ساعات
- شبكة النبأ
عْاشُورْاءُ السَّنَةُ الثَّانية عشَرَة (٤)
الذين يتحكَّمُونَ بفتحِ بابِ الفُرصةِ فيفتحُونها لزيدٍ ويُغلِقُونها بوجهِ عمرُو في عمليَّةِ تمييزٍ على أَساس الإِنتماء والولاء فهؤلاء هُم أَصحاب الرِّسالاتِ الفاسدةِ فهُم لا يُريدونَ الفُرصةَ للإِصلاحِ والتَّغييرِ وإِنَّما للإِتِّجارِ بعواطفِ النَّاسِ وللإِبتزازِ والتَّفرِقةِ وتمزيقِ المُجتمعِ عندما هيَّأ الحُسين (ع) الفُرصة لم يكُن هدفهُ الذَّات ليبحثَ عن [جماعتهِ] لأَغراضٍ... عاشوراء كانت فرُصةً هيَّأَها الحُسين السِّبط (ع) لِمن أَراد اللِّحاقَ بهِ لإِنجازِ واحدٍ من أَعظم أَهداف السَّماء أَلا وهوَ الإِصلاح والتَّغيير (إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) وبما يُحقِّقُ الحياةَ الحُرَّة الكرِيمة للإِنسانِ كإِنسانٍ بغضِّ النَّظرِ عن خلفيَّاتهِ وانتماءاتهِ واتِّجاهاتهِ. إِنَّ المائِز الحقيقي بينَ صاحِب الرِّسالة الإِنسانيَّة عن صاحبِ الرِّسالةِ الدنيويَّة [الحزبيَّة مثلاً أَو صاحِب الطُّموح الشَّخصي] هو أَنَّ الأَوَّل يفتَح أَبواب الفُرصة التَّاريخيَّة على مصاريعِها لكُلِّ مَن أَرادَ دخُولها لتوظيفِها من أَجلِ تحقيقِ الهدفِ السَّامي من دُونِ تمييزٍ على أَساسِ الدِّين والمذهبِ والولاءاتِ الشَّخصيَّة والعشائريَّة والمناطقيَّةِ، وهذا ما فعلهُ الحُسين السِّبط (ع) حتى نُعِتَ [بابُ الله] وهي البابُ التي لم ولن توصَد بوجهِ أَحدٍ يقصُدها. ولذلك التحَقَ برَكبهِ الإِصلاحي وفُرصتهِ للتَّغييرِ؛ الشِّيعي والسنِّي [حسبَ المفهومِ المُعاصِر] والمُسلمِ والمسيحي والسيِّدِ والعبدِ والأَسودِ والأَبيضِ والصَّغيرِ والكبيرِ والمرأَةِ والرَّجُلِ ومِن أَهل البيتِ (ع) ومنَ الصَّحابةِ ومِن كُلِّ العشائرِ وقتِها. حتَّى من صفُوفِ العدوِّ التحقَ بهِ جماعةٌ مِن دونِ أَن يُفكِّرَ (ع) بالإِنتقامِ والتشفِّي مثلاً، فلقد التحقَ بهِ عددٌ من جنودِ العدوِّ كانَ على رأسهِم وأَبرزهِم القائِد العسكري المِغوار الحرُّ بن يزيد الرِّياحي الذي ظنَّ أَنَّ الحُسين السِّبط (ع) لا يُمكِنُ بل من المُستحيل أَن يمنحهُ فُرصة الشَّهادة في سبيلِ الله بينَ يدَيهِ والرَّواح إِلى الجنَّةِ في لحظةٍ تاريخيَّةٍ غيَّرت مجرى حياتهِ إِلى نِهايةٍ هيَ على النَّقيضِ من نواياه الأَوَّليَّة وبعدَ كُلِّ الذي فعلهُ بالإِمامِ وأَهلِ بيتهِ وعيالهِ وأَصحابهِ!. فعِندما توجَّهَ الحرُّ نحوَ الحُسين السِّبط (ع) مُنكِّساً رأسهُ حياءً منهُ قائِلا؛ إِنِّي تائبٌ فهل ترى لي مِن توبةٍ؟! أَجابهُ (ع) نعم يتوبُ الله عليكَ! ليُحيي في قلبهِ الأَمَل. أَمَّا الذين يتحكَّمُونَ بفتحِ بابِ الفُرصةِ فيفتحُونها لزيدٍ ويُغلِقُونها بوجهِ عمرُو في عمليَّةِ تمييزٍ على أَساس الإِنتماء والولاء فهؤلاء هُم أَصحاب الرِّسالاتِ الفاسدةِ فهُم لا يُريدونَ الفُرصةَ للإِصلاحِ والتَّغييرِ وإِنَّما للإِتِّجارِ بعواطفِ النَّاسِ وللإِبتزازِ والتَّفرِقةِ وتمزيقِ المُجتمعِ!. عندما هيَّأ الحُسين السِّبط (ع) الفُرصة لم يكُن هدفهُ الذَّات ليبحثَ عن [جماعتهِ] لأَغراضٍ شخصيَّةٍ، أَبداً، وإِنَّما مثَّلَ (ع) حلقةِ الوصلِ بينَ الإِنسان الباحثِ عن الحريَّةِ والكرامةِ والرِّسالةِ التي تُحقِّقُ لهُ ذلكَ. يقُولُ أَميرُ المُؤمنينَ (ع) (أَمَّا قَوْلُكُمْ؛ أَكُلَّ ذَلِكَ كَرَاهِيَةَ الْمَوْتِ؟! فَوَاللَّه مَا أُبَالِي دَخَلْتُ إِلَى الْمَوْتِ أَوْ خَرَجَ الْمَوْتُ إِلَيَّ. وأَمَّا قَوْلُكُمْ شَكَّاً فِي أَهْلِ الشَّامِ! فَوَاللَّه مَا دَفَعْتُ الْحَرْبَ يَوْماً إِلَّا وأَنَا أَطْمَعُ أَنْ تَلْحَقَ بِي طَائِفَةٌ فَتَهْتَدِيَ بِي وتَعْشُوَ إِلَى ضَوْئِي وذَلِكَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَقْتُلَهَا عَلَى ضَلَالِهَا وإِنْ كَانَتْ تَبُوءُ بِآثَامِهَا). فالحربُ لم تكُن من أَدواتِهِ (ع) إِلَّا إِذا تحقَّقَ قبلَها الوعيُ فلم يشأ (ع) أَن يُقاتِلَ أَحداً وهو جاهِلٌ بأَسبابِها أَو مضرُوبٌ على عقلهِ أَو مُغرَّرٌ بهِ كما كان يفعلُ الطَّاغية مُعاوية على حدِّ وصفِ أَميرِ المُؤمنينَ (ع) بقَولهِ (أَلَا وإِنَّ مُعَاوِيَةَ قَادَ لُمَةً مِنَ الْغُوَاةِ وعَمَّسَ عَلَيْهِمُ الْخَبَرَ حَتَّى جَعَلُوا نُحُورَهُمْ أَغْرَاضَ الْمَنِيَّةِ). والنَّاسُ على صِنفَينِ؛ الأَوَّل هو الذي يحمِلُ في جيناتهِ القابليَّة على الإِستحمارِ والإِستعدادِ لقَبُولِ الخِداعِ والتَّضليلِ، والثَّاني هو الذي يؤوبُ إِلى رُشدهِ بمجرَّدِ أَن يقِفَ على الحقيقةِ ويسمع الحُجَّة الدَّامِغة. في النصِّ التَّالي عِبرةٌ عظيمةٌ ونادِرةٌ؛ [ومِن كلامٍ لأَميرِ المُؤمنينَ (ع) في وجوبِ اتِّباعِ الحقِّ عندَ قيامِ الحُجَّةِ كلَّمَ بهِ بعضَ العربِ وقَدْ أَرْسَلَهُ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ لَمَّا قَرُبَ (ع) مِنْهَا لِيَعْلَمَ لَهُمْ مِنْهُ حَقِيقَةَ حَالِهِ مَعَ أَصْحَابِ الْجَمَلِ لِتَزُولَ الشُّبْهَةُ مِنْ نُفُوسِهِمْ، فَبَيَّنَ لَه (ع) مِنْ أَمْرِهِ مَعَهُمْ مَا عَلِمَ بِه أَنَّهُ عَلَى الْحَقِّ، ثُمَّ قَالَ لَه؛ بَايِعْ! فَقَالَ؛ إِنِّي رَسُولُ قَوْمٍ ولَا أُحْدِثُ حَدَثاً حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ (ع) (أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ الَّذِينَ وَرَاءَكَ بَعَثُوكَ رَائِداً تَبْتَغِي لَهُمْ مَسَاقِطَ الْغَيْثِ فَرَجَعْتَ إِلَيْهِمْ وأَخْبَرْتَهُمْ عَنِ الْكَلإِ والْمَاءِ فَخَالَفُوا إِلَى الْمَعَاطِشِ والْمَجَادِبِ مَا كُنْتَ صَانِعاً؟!) قَالَ؛ كُنْتُ تَارِكَهُمْ ومُخَالِفَهُمْ إِلَى الْكَلإِ والْمَاءِ! فَقَالَ (ع) فَامْدُدْ إِذاً يَدَكَ! فَقَالَ الرَّجُلُ؛ فَوَاللَّه مَا اسْتَطَعْتُ أَنْ أَمْتَنِعَ عِنْدَ قِيَامِ الْحُجَّةِ عَلَيَّ فَبَايَعْتُه (ع)] والرَّجُلُ يُعْرَفُ بِكُلَيْبٍ الْجَرْمِيِّ. أَمَّا القافِلونَ الذينَ (فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ) جماعة [ماكو أَوامِر] فهُم لا يُكافحُونَ من أَجلِ معرفةِ الحقيقةِ وإِنَّما يخُوضونَ الحرُوبَ الكلاميَّةَ من أَجلِ أَن يُثبِتُوا أَنَّ ما يُؤمنونَ بهِ هو [الحقيقةُ المُطلقةُ]. حتَّى وصفهُم القُرآن الكريم بقَولهِ (وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً ۚ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ).


صدى البلد
منذ 2 ساعات
- صدى البلد
12 عامًا على ثورة 30 يونيو.. محطة فاصلة في تاريخ مصر ورؤية متجددة للمستقبل
في كل عام، وتحديدًا في مثل هذا التوقيت، يتجدد الحنين إلى واحدة من اللحظات الفارقة في تاريخ مصر الحديث. 30 يونيو، تاريخ لم يعد مجرد رقم في روزنامة الأيام، بل بات رمزًا لإرادة شعب، وكرامة وطن، وتحول مصيري لمستقبل دولة كادت أن تنزلق إلى هاوية الانقسام والفوضى. في الذكرى الثانية عشرة لهذه الثورة الشعبية، وجّه الرئيس عبد الفتاح السيسي تحية فخر وامتنان إلى المصريين، مؤكدًا أن ما تحقق كان بفضل صبرهم وإخلاصهم وإيمانهم بأن مصر تستحق الأفضل دائمًا. السيسي: مستمرون على درب البناء بإخلاص الشعب عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك"، توجّه الرئيس السيسي بكلمة إلى الشعب المصري، قال فيها: "في الذكرى الثانية عشرة لثورة الثلاثين من يونيو الخالدة، أحييكم بكل فخر وعرفان، مشيدًا بجهود الشعب المصري الأصيل الذي تمسك ببلده، وحافظ على هويتها، وتحدى الصعاب من أجلها." وأكد الرئيس أن الدولة تمضي بثبات على طريق البناء، مستندة إلى سواعد المصريين وإخلاصهم، بهدف تجسيد حلم الدولة الحديثة التي تليق بمصر ومكانتها. وأشار إلى أن ما تحقق خلال السنوات الماضية هو "فضل من الله، ثم ثمرة لصبر المصريين وإيمانهم بأن هذا الوطن يستحق الأفضل دائمًا". ثورة شعب وموقف جيش حاسم وفي إطار الاحتفاء بهذه الذكرى، وجّه النائب حازم الجندي، عضو مجلس الشيوخ، التهنئة للشعب المصري والرئيس السيسي، مؤكدًا أن ثورة 30 يونيو كانت "لحظة ولادة جديدة للدولة المصرية". وأكد النائب الجندي، في تصريحات خاصة لصدى البلد، أن الشعب المصري استطاع بوعيه ووطنيته الخالصة أن يخلص البلاد من قبضة جماعة إرهابية سعت إلى تفكيك مؤسسات الدولة. وأضاف أن الدعم الحاسم من القوات المسلحة والشرطة كان حجر الأساس في نجاح الثورة، مشيدًا بإعلان الفريق عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع آنذاك لخريطة مستقبل وضعت البلاد على الطريق الصحيح، وفتحت الباب لعصر جديد من الاستقرار والبناء. كلمة السيسي.. رؤية شاملة وتأكيد على الاستمرارية وأشار الجندي إلى أن كلمة الرئيس السيسي بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لثورة 30 يونيو جاءت شاملة، حيث تناولت التحديات الإقليمية والدولية التي تواجه مصر والمنطقة، مؤكدة قدرة الدولة على تجاوز الفوضى التي وقعت فيها دول مجاورة. واعتبر الجندي أن هذه الكلمة كانت رسالة طمأنة للمصريين على حاضرهم ومستقبلهم. 30 يونيو... رفض للخضوع واستعادة للهوية الوطنية وأوضح الجندي أن خروج الشعب بالملايين في 30 يونيو لم يكن مجرد احتجاج، بل كان تعبيرًا عن إرادة أمة قررت أن تستعيد كيانها، وترفض محاولات اختطاف هويتها. وأكد أن الثقة العميقة بين الشعب وقواته المسلحة، بقيادة الفريق السيسي حينها، كانت هي الركيزة الأساسية لانتصار الإرادة الشعبية، وكتابة شهادة ميلاد الجمهورية الجديدة. الجمهورية الجديدة... بناء واستقرار وأشاد الجندي بالتحولات التي شهدتها مصر تحت قيادة الرئيس السيسي، حيث أعيد بناء مؤسسات الدولة، واستعادت مصر استقرارها الأمني والاقتصادي. كما أكد أن البلاد حققت معدلات نمو كبيرة، ونفذت مشروعات قومية عملاقة، ونجحت في استعادة نفوذها الإقليمي والدولي، ورفعت شعار "يد تبني ويد تحمل السلاح" كدليل على التوازن بين التنمية والأمن. واختتم الجندي تصريحاته بالتأكيد على أن ذكرى 30 يونيو ليست مجرد احتفال، بل هي عهد متجدد بين الشعب وقيادته على مواصلة البناء، ومواجهة التحديات بروح الوحدة والانتماء، مشددًا على أن مصر اليوم أقوى وأكثر استقرارًا بفضل تضحيات أبنائها وإرادتهم الحرة التي لا تنكسر.


لبنان اليوم
منذ 3 ساعات
- لبنان اليوم
قاسم يرد على المشكّكين: لا تقولوا لنا 'لا تدافعوا'… فهذه أرضنا وهذه كرامتنا
ركّز الأمين العام لـ'حزب الله' الشيخ نعيم قاسم، في الليلة الخامسة من محرم، على أهمية التربية، قائلًا: '… إن التربية هي المطلوبة، وهي التي تبني الطفل والولد وتبني الإنسان على المسار الذي نريده أن يختاره، بناءً على المسار الأصلح'. وأضاف: 'نحن في حاجة إلى التربية من أجل أن نُؤصّل هذه المفاهيم، وبخاصة اتجاه عاشوراء ومفاهيم عاشوراء، فعاشوراء مجالس تربية'. وتساءل قاسم: '… برأيكم، لماذا خرج عندنا هذا النموذج من الشباب الاستشهادي المجاهد، الذي صمد أمام الجحافل الإسرائيلية، واستطاع أن يكون قويًا، عزيزًا، موفقًا، ناجحًا، ثابتًا، صابرًا؟ لماذا خرج بهذه النتيجة؟ لأنها نتيجة التربية. تربّى في مجالس الإمام الحسين عليه السلام، تعلّم من محمد وآل محمد، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وسار على المنهج القرآني. هذه التربية هي التي أوصلت إلى هذه النتيجة'. وأوضح أنه 'عندما نرى شبابًا يتركون الدنيا ولا يهتمون بها، وكلٌّ منهم يمكن أن يكون مهندسًا أو طبيبًا أو فلاحًا أو تاجرًا أو أي شيء من هذه الأمور الدنيوية، لكنه يقول: أنا، في الوقت الذي تطلبني فيه المعركة، أو القتال، أو الجهاد، أنا حاضر. هناك كثير من الشباب، تحت عنوان التعبئة، يذهبون إلى القتال، ويشاركون في المعارك، ولهم حياتهم العادية الخاصة. وهناك أناس متفرغون لهذا العمل، لكن حتى هؤلاء يتعلمون، ولهم مكانة، وقدرة، وحياة اجتماعية، ووضع سياسي'. وأكد: '… أقول لكم اليوم، هذه الأرض ستبقى عزيزة، كريمة، محررة، إن شاء الله تعالى. الاحتلال مؤقت، والتحرير دائم. الاحتلال غصب، ونحن أصحاب حق، لا يمكن أن نقبل بهذا الغصب. الاحتلال اعتداء، ونحن جماعة لا بد أن نعمل من أجل رفع هذا الاعتداء. نحن في حالة دفاعية، فلا تقولوا لنا لا تدافعوا، لأنها أرضنا وحياتنا وكرامتنا وعزتنا ومستقبل أطفالنا وأجيالنا. لا تقولوا لنا سلّموا لهم، لأن هؤلاء ظلمة، منحرفون، طواغيت، يريدون أن يتحكموا بمسار البشرية لمصالحهم الظالمة والآثمة'. وقال قاسم: '… اليوم، عندما يناقشوننا، يقولون: لماذا أنتم متمسكون بهذه الأرض إلى هذا الحد؟ نقول لهم: لأن هذه الأرض حقنا. يقولون: أنتم لا تستطيعون مواجهة هذه القوة الغاشمة. نقول لهم: هناك طرق لمواجهتها، هناك رفض، وهناك جهاد، وهناك موقف. يقولون: لكن أنتم لستم أقوى منهم. نحن لا نناقش إن كنا أقوى منهم أم لا. أولًا، نحن لا نعتدي على أحد، لم نحتل أرض أحد، لم نقترب من أحد. اليوم، كل تاريخنا المقاوم ماذا يقول؟ نحن في موقع الدفاع، في مواجهة محتل، وفي مواجهة عدوان أمريكي-إسرائيلي. هذا حقنا، الأرض حقنا، والاحتلال مصلحتهم، يعني هم ليس لديهم حق في الاحتلال، بل يقولون: 'مصلحتي هكذا'. يقول لك: أريد أرضًا ولا أملك أرضًا، فيقوم ويحتل الأرض الفلسطينية. يقول: لا أستطيع البقاء في هذه الأرض، وهناك من يطالب بحقه، فيقتل ويقوم بإبادة. فإذًا، ما اسم هذا؟ هوى، لا توجد قواعد. حتى القانون الدولي، الذي وُضع على أساس وجود مشتركات منطقية وعقلية، يتحدث عن العدالة واحترام الدول لبعضها، ويتحدث عن الآراء. لكن، ما هذا القانون الدولي الذي «حاميها حراميها»؟ يعني من يحميه؟ تحميه أمريكا، وتحميه الدول الكبرى المتورطة في الاستعمار، والمتورطة في تأييد الكيان الإسرائيلي، والمتورطة في التغطية على الجرائم، ولا تتحرك إلا لمصالحها. هذا هو القانون الدولي، ذهب ولم يعد له أي تأثير أو اعتبار'. وأضاف: 'إذًا، نحن سنعمل لأجل حقنا. وبالتالي، الآخرون لا يستطيعون منعنا من حقنا تحت عنوان أن هذه هي مصلحتهم، وأن لديهم قوة يحققون بها مصلحتهم. لا يمكن ذلك. الأرض حقنا، والاحتلال مصلحتهم، نُجابههم بحقنا، وتحت الاحتلال لا يبقى مستقبل للأجيال. الاستسلام مصلحتهم، ونحن في موقع دفاعي. هذه إسرائيل معتدية ظالمة مجرمة، وهذه أمريكا طاغوتية، تحاول أن تدمر الحياة العزيزة في العالم. من حقنا أن نقول لهم: لا، لا لأمريكا، لا لإسرائيل. من حقنا أن نقف، وأن ندافع، وأن نواجه. لا تقولوا لنا إننا نأخذ البلد إلى المجهول. من يأخذ البلد إلى المجهول هو من يؤيد إسرائيل وأمريكا في مشاريعهم وقراراتهم. هو من يتخلى عن الأرض تحت عنوان أنه يريد أن يعيش بعض الحياة المرفهة. الذي يأخذنا إلى المجهول هو الذي لا يقول «لا» للاحتلال، ولا يتصدى، ولا يبذل جهدًا حقيقيًا، ولا يتآلف مع مواطنيه في داخل البلد. هذا هو الذي يأخذ إلى المجهول. أما نحن، فنأخذ إلى الحق. والحق مكلف بطبيعة الحال، لكن في النهاية، عندما يثبت الحق، ونحرر الأرض، ونمنع إسرائيل وأمريكا من أن يُغصبونا على ما يريدون، نصل إلى مستقبل عزيز عظيم'. وقال: '… نحن ندعوكم في لبنان، لا تُساعدوا إسرائيل وأمريكا في مشاريعهم. قدّموا وطنيتكم في العلاقة مع إخوانكم. نحن وإياكم نتصافى على كل شيء، ونحن وإياكم نتفاهم على كل التفاصيل. ما يزعجكم نجد له حلًا، وما تستأنسون به نجد له حلًا. ولكن، لا تكونوا مع الأعداء في لحظة المنعطف التي تُعتبر خطيرة وكبيرة بحق لبنان. اليوم، إسرائيل متغوّلة، وبالتالي، أمريكا أيضًا متغوّلة معها، ويريدون استثمار اللحظة لقلب المعادلة في كل المنطقة على شاكلتهم. وهنا يظهر أولئك الذين يسيرون مع الحق. نحن سنكون مع الحق، ولن ندع هذا الاحتلال يستقر. وليعلم العالم بأننا جماعة تربينا على درب الحسين: «هيهات منّا الذلة»'. ولفت قاسم إلى أن 'القوة سرّان: هناك سرّ للقوة يرتبط بالإيمان بالله تعالى، والتعبئة على هذا المنهج الذي يُعطي الإنسان عزيمة وإرادة وقوة وشجاعة وصبرًا وصمودًا وثباتًا، حتى ولو كانت الإمكانات قليلة. هذا منهج، سرّ القوة في الإيمان. أما الكفار والأعداء، فسرّ القوة عندهم هو القدرة المادية والعسكرية. يعني، عادةً، يقيسون وضع الدول بحسب من يسيطر على من، ومن يؤثر على من، من خلال القوة المادية الموجودة لديهم. سرّ قوتنا الأصلي هو الإيمان بالله تعالى، وسرّ قوتهم الأصلي هو الإمكانات العسكرية. نحن لا نستطيع أن ننافسهم بسرّ قوتهم، أي بالإمكانات العسكرية. يمكننا الحصول على بعض الإمكانات، لكن لا يمكننا تحقيق توازن في الإمكانات. ولكن، هم لا يستطيعون منافستنا بسرّ قوتنا، لأنهم لا دين لهم، ولا إيمان، وهم ظلمة يعبثون في الأرض'.