logo
إسرائيل تقصف «قوة الرضوان» التابعة لـ«حزب الله» شرق لبنان

إسرائيل تقصف «قوة الرضوان» التابعة لـ«حزب الله» شرق لبنان

الشرق الأوسطمنذ 6 ساعات
بعد أكثر من 48 ساعة على تراجع الضربات والخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف النار في لبنان، صوّبت إسرائيل شرقاً، وتحديداً في البقاع، مستهدفة، بحسب الجيش الإسرائيلي، قوات نخبة «حزب الله» المعروفة بـ«قوة الرضوان»، وما قالت إنها محاولات من قبلها لترميم قدراتها.
ورأى خبراء عسكريون «أن القيادة الإسرائيلية تسعى من خلال التصعيد العسكري لتوجيه رسائل بالنار، والتأثير على المفاوضات المتواصلة التي يقودها المبعوث الأميركي توم براك للتفاهم مع السلطات اللبنانية على ورقة تلحظ مهلاً زمنية لتسليم (حزب الله) كامل سلاحه».
شن الطيران الحزبي الإسرائيلي، قبل ظهر الثلاثاء، غارات استهدفت السلسلتين الشرقية والغربية في البقاع اللبناني. وأعلنت «الوكالة الوطنية للإعلام» أن «الطيران المعادي شن غارتين غرب بعلبك، الأولى استهدفت خراج بلدة شمسطار، والثانية وادي أم علي»، وقد تلت هذه الغارات أخرى على مرتفعات السلسلة الشرقية جنوب شرقي بعلبك.
وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بسقوط 12 قتيلاً نتيجة الغارات، بينما أشارت وكالة «رويترز» إلى أن 5 من بين هؤلاء القتلى عناصر من «حزب الله»... وتحدثت وسائل إعلام محلية عن سقوط سوريين في الغارة التي استهدفت منطقة الهرمل.
الدخان يتصاعد بعد غارات على البقاع اللبناني الثلاثاء (إكس)
ووقعت غارات بالقرب من ثانوية شمسطار الرسمية؛ ما أدى إلى تساقط الزجاج في أثناء إجراء الطلاب الامتحانات الرسمية. كما أفيد بتضرر مقام النبي إسماعيل في جرد بريتال جراء الغارة وإصابة جريحين.
⭕سلسلة غارات تستهدف جرود البقاعاعتداء سافر على البقاع وإحدى الغارات قرب المدرسة الرسمية وتساقط الزجاج على الطلاب اثناء الإمتحانات الرسمية ما حصل برسم السيادة اللبنانية pic.twitter.com/cdfMQj0W4n
— Rouhia Saad (@RouhiaS) July 15, 2025
في الوقت الذي وضع فيه وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الهجمات المستجدة على لبنان في إطار «الرسالة الواضحة لـ(حزب الله) الذي يخطط لإعادة بناء قدراته ضد إسرائيل»، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، شن غارات طالت أهدافاً تابعة لـ(قوة الرضوان) التابعة لـ(حزب الله) في منطقة البقاع. وكتب على صفحته على موقع «إكس»: «بدأت طائرات سلاح الجو قبل قليل بتوجيه من هيئة الاستخبارات والقيادة الشمالية، مهاجمة أهداف إرهابية عدة تابعة لـ(حزب الله) في منطقة البقاع في لبنان». وتابع: «في إطار الضربات تم استهداف معسكرات تابعة لـ(قوة الرضوان) التي تم رصد داخلها عناصر إرهابية ومستودعات استُخدمت لتخزين وسائل قتالية كان يستخدمها (حزب الله)».
وقال أدرعي إن الحزب استخدم المعسكرات المستهدفة «لتنفيذ تدريبات وأعمال تأهيل بهدف تخطيط وتنفيذ مخططات إرهابية ضد قوات جيش الدفاع ودولة إسرائيل»، لافتاً إلى أنه «في إطار أعمال التأهيل كان الإرهابيون يخضعون لتدريبات بإطلاق النار، واستخدام وسائل قتالية من أنواع مختلفة».
وأضاف: «كانت وحدة (قوة الرضوان) التابعة لـ(حزب الله) تعد الوحدة التي خططت ودفعت بخطة احتلال الجليل على مدار سنوات. لقد تم القضاء على قادة الوحدة في شهر سبتمبر (أيلول) 2024 في بيروت وجنوب لبنان خلال عملية سهام الشمال، ومنذ ذلك الحين تعمل الوحدة في محاولة لإعادة إعمار قدراتها. وقد روّجت الوحدة التهديد البري المركزي الذي أنشأه (حزب الله) لتقوم قوات جيش الدفاع بالعمل ضد الوحدة على مدار العامين الماضيين لتمنع محاولاتها إعادة بنائها».
ورأى أدرعي أن «تخزين وسائل قتالية وأنشطة لـ(حزب الله) داخل هذه المواقع هو بمثابة خرق فاضح للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان، وتهديد مستقبلي لدولة إسرائيل»، مؤكداً مواصلة «جيش الدفاع العمل بقوة لإزالة أي تهديد على دولة إسرائيل، وسيمنع المحاولات لإعادة إعمار (حزب الله) الإرهابي».
#عاجل جيش الدفاع بدأ شن غارات تستهدف أهدافاً تابعة لقوة الرضوان التابعة لحزب الله في منطقة البقاعبدأت طائرات سلاح الجو قبل قليل بتوجيه من هيئة الاستخبارات والقيادة الشمالية بمهاجمة عدة أهداف إرهابية تابعة لحزب الله في منطقة البقاع في لبنان.في اطار الضربات تم استهداف... pic.twitter.com/jPwjiDIIBI
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) July 15, 2025
أما جنوب البلاد، فظلت التطورات الأمنية فيه محدودة مقارنة بالأسابيع والأشهر الماضية، وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن «حامية موقع الراهب المعادي عمدت إلى إطلاق رشقات رشاشة باتجاه أطراف بلدة عيتا الشعب»، كما تحدثت عن استهداف الموقع المستحدث في جبل بلاط، أطراف رامية بالرصاص.
رأى العميد المتقاعد حسن جوني أن «الضربات على البقاع تندرج في إطار استراتيجية متواصلة للضغط على لبنان و(حزب الله)»، لافتاً إلى أن «هناك توقيتاً يختاره العدو لتوجيه رسائل معينة، وتأتي الغارات راهناً في مرحلة يتم فيها تبادل الأوراق مع واشنطن؛ ما يجعلنا في حالة تفاوض غير مباشر بين الموفد الأميركي والدولة اللبنانية، وقد أرادت إسرائيل أن تذكّر بتوازن القوى الحالي، وبأنها ستواصل ضغطها العسكري إلى أن يتم تسليم سلاح (حزب الله)».
وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «ليس خافياً أن الحزب يسعى لترميم قدراته، وقد أعلن عن ذلك بوضوح على لسان أمينه العام الشيخ نعيم قاسم؛ ما يجعلنا في حالة مواجهة بين إرادة الحزب ترميم قدراته، وإصرار إسرائيل على استهدافه وصولاً لتسليم السلاح؛ ما يجعل الدولة اللبنانية في موقف صعب وحرج، وبالتحديد إزاء كيفية صياغة الموقف والقرار بما يتعلق بالتجاوب مع الورقة الأميركيةـ وتجنب صدام في الداخل اللبناني، وتحقيق خطوة احتكار السلاح».
مبانٍ متضررة جراء القصف الإسرائيلي خلال الحرب الإسرائيلية على مدينة صور في جنوب لبنان (رويترز)
بدوره، ينبه العميد المتقاعد جورج نادر بأن «الرسالة الإسرائيلية من استهداف البقاع مفادها أن عدم التجاوب مع الورقة الأميركية والإقدام على نزع سلاح (حزب الله) ستكون له تداعيات عسكرية تتولاها إسرائيل»، مستبعداً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن يكون هناك «اجتياح بري كما توقع البعض»، متسائلاً: «لماذا يعرِّض الجيش الإسرائيلي عناصره لخسائر بشرية ما دام يستطيع بسلاح الطيران والمسيَّرات أن يضرب الهدف الذي يريد ساعة يختار وأينما وُجد». وشدد على أنه «في حال لم تحسم الدولة اللبنانية أمرها، واستمرت في سياسة تأجيل المشكلة، سنكون بصدد مزيد من التصعيد إسرائيلي من خلال تكثيف الضربات».
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الأسد يستجوب جنبلاط عن خصومه في لبنان.. ويرفض عودة البعثيين إلى سوريا
الأسد يستجوب جنبلاط عن خصومه في لبنان.. ويرفض عودة البعثيين إلى سوريا

الشرق السعودية

timeمنذ 20 دقائق

  • الشرق السعودية

الأسد يستجوب جنبلاط عن خصومه في لبنان.. ويرفض عودة البعثيين إلى سوريا

عُقد اللقاء الأول بين الأسد وجنبلاط في 22 يناير 1972، وكان لقاء تعارفياً، حاول فيه الطرفان تحليل المشهد اللبناني والدور الإقليمي في الحدث اللبناني، وذلك قبل ثلاث سنوات من اندلاع الحرب الأهلية. نظرياً، كلاهما كان في خندق واحد، يدعوان إلى محاربة الصهيونية ودعم القضية الفلسطينية، أما في الجوهر فكانا على نقيض تام؛ بسبب وقوف جنبلاط مع ياسر عرفات باعتباره الرمز التاريخي للثورة الفلسطينية، بينما كان الأسد من أشد الناقمين على عرفات ويسعى إلى تقليم أظافره، سواء داخل المجتمعات الفلسطينية أو في دول الجوار. بدأ الحوار بمناقشة تفجيرات متفرقة وقعت مؤخراً في لبنان، ورأى جنبلاط أنها قد تكون "مُحرَّضة من أميركا أو جهات تهدف لتعطيل الانتخابات المقبلة." حذر من أن استمرار الفوضى "سيجعل الأمن مطلباً لكل مواطن...وقد يُسقط نظام الرئيس سليمان فرنجية (المنتخب منذ عام 1970). طرح الأسد فرضية "تورط حزب الكتائب" في هذه التفجيرات، وهو الحزب الماروني الذي أطلقه الشيخ بيار الجميل منذ ثلاثينات القرن العشرين، والذي كان معادياً للوجود الفلسطيني في لبنان. أما الفرضية الثانية، فهي أن هذه التفجيرات كانت صنيعة الميليشيات الفلسطينية. تساءل الأسد: "إذا كانت الكتائب لديها رغبة باستلام الحكم، فلها مصلحة في تلك الأعمال". تحالفات انتخابية وصراعات داخلية توسع النقاش إلى الانتخابات النيابية المقبلة عام 1972، وأشار جنبلاط إلى دور الزعيم اللبناني البعثي عبد المجيد الرافعي في طرابلس، المحسوب على جناح "البعث" الحاكم في العراق. سُر الأسد لإثارة هذه النقطة، بسبب خوفه الشديد من التغلغل العراقي في الداخل اللبناني وقال لجنبلاط: "الرفاعي هو صدى للحكم في العراق، ولا نستطيع تقييمه كتقدمي". كما انتقد سياسة حكام بغداد بقوله: "في فلسطين لا يساهمون بشيء، إيران تأخذ شط العرب وهم متفرجون"! أعرب الأسد عن استيائه الشديد من تدخل "البعث" العراقي في الشأن اللبناني، داعياً جنبلاط إلى مساعدته على عرقلة مساعي الرئيس أحمد حسن البكر ونائبه صدام حسين. حذّر جنبلاط من أن "إسرائيل تهدف لاحتلال حاصبيا وراشيا والليطاني... لتطويق الشام"، فردّ الأسد بتشديده على ضرورة التصدي، وقال: "لا يجوز أن نتشاءم... لكن الصورة صعبة" ومن طرفه، كشف جنبلاط عن محاولات رئيس الجمهورية سليمان فرنجية إضعاف خصومه الداخليين، وفي مقدمتهم رئيس الحكومة صائب سلام، أحد أقطاب الزعامة السنية في لبنان. اتهم جنبلاط رئيس الجمهورية بتحريض الرئيس السابق كميل شمعون ضد صائب سلام، وهو من الزعامات المارونية المتحالفة مع "الكتائب"، وتشاركها في عدائها لمنظمة التحرير الفلسطينية. أجابه الأسد:"ربما كان من المفروض أن تتحركوا أنتم أكثر. المفروض أن لا يكون بين (صائب) سلام وبين (كميل) شمعون لقاء، ولا مع الكتائب". حذّر جنبلاط من أن "الكتائب يجلبون مدربين عسكريين من سويسرا...ويتدربون في أديرة مثل برمانا (في قضاء المتن)"، مؤكداً على خطر تسليحهم، ومشيراً إلى أنهم باتوا يمتلكون 10–12 ألف قطعة سلاح. أضاف جنبلاط أن هذا الأمر مقلق بالنسبة له ولياسر عرفات، ومن المفترض أن يكون مقلقاً أيضاً لحافظ الأسد وسوريا. التدخلات الإقليمية والخطر الإسرائيلي انتقل الحوار إلى الدور العربي في لبنان، واتهم جنبلاط بعض الدول العربية بتمويل كميل شمعون لـضرب اليسار المتحالف مع عرفات. حذّر جنبلاط من أن "إسرائيل تهدف لاحتلال حاصبيا وراشيا والليطاني... لتطويق الشام"، فردّ الأسد بتشديده على ضرورة التصدي، وقال: "لا يجوز أن نتشاءم...لكن الصورة صعبة". وفي نقاشهما حول "التقدمية"، وهي من أدبيات حزب "البعث" الحاكم في سوريا منذ عام 1963، وجد الرجلان قاسماً مشتركاً في العقيدة، حيث هاجم الأسد الأحزاب العربية التي ترفع شعارات دون أفعال، قائلاً: "التقدم ليس كلمة تُلصَق بالإنسان...إنه مرتبط بالإنجاز". كما دافع عن الربط بين القومية العربية والاشتراكية بقوله:"نربط نضالنا القومي بالنضال الاشتراكي...الصراع الطبقي ليس هو الاشتراكية". وهنا أثنى جنبلاط على كلامه، ودعا إلى وحدة اقتصادية كمدخل لأي إصلاح حقيقي، مستشهداً بالتجربة الأوروبية، ومعتبراً أن هذا الأمر – إذا وُجد طريق لتحقيقه– سيكون ذا نفع كبير بالنسبة للبنان، الذي سيستفيد من حجم الاقتصادات العربية في دول أكبر منه وأكثر فعالية، مثل سوريا والمملكة العربية السعودية والعراق ومصر. في اللقاء الأول، هدف الأسد إلى بناء علاقة شخصية مع جنبلاط وسأله عن زيارته الأخيرة للهند من أبرز ملامح هذا اللقاء كثرة الأسئلة التي وجهها الأسد لضيفه اللبناني، التي وصلت إلى ما يشبه الاستجواب عن الوضع السياسي في بيروت. لم يكن الأسد يومها يعرف الكثير عن وضع لبنان الداخلي، وكان كثير الاعتماد في تقيمه على ما يقوله له وزير الخارجية عبد الحليم خدام. كما أنه لم يكن قد زار لبنان بعد منذ توليه الحكم عام 1970. الأسد يستفسر عن حزب "الكتائب" سأل عن تفاصيل التحالفات الداخلية اللبنانية، بين حزب "الوطنيين الأحرار" الذي يتزعمه كميل شمعون و"الكتائب" بقيادة بيار الجميل، وعن الزعامات السنية والشيعية والأحزاب العابرة للمذهبية والطائفية، مثل "الشيوعي اللبناني"، و"الحزب السوري القومي الاجتماعي". أكثر ما كان يقلقه هو علاقة بعض هذه الأحزاب بالعراق، واعتماد الكثير منها على مال خارجي في شراء السلاح وتخزينه أو تهريبه، سواء إلى سوريا أو غيرها من الدول. وقد تجلى ضعف معرفة الأسد بالوضع اللبناني عندما سأل جنبلاط عن عقيدة حزب "الكتائب"، فأجابه الزعيم الدرزي: "الكتائب" عندهم نظام حزبي، يتحدثون عن القومية اللبنانية ويحمون الانعزالية التقليدية والطائفية الوطنية. هم مع أي دولة كبرى تكون قادرة على حمايتهم... بدأوا بفرنسا وعندما ضعفت، ساروا مع الإنكليز، ثم بعد ذلك مشوا مع الأميركيين". في اللقاء الأول، هدف الأسد إلى بناء علاقة شخصية مع جنبلاط وسأله عن زيارته الأخيرة للهند. أجاب الأخير بأنه يسافر إلى الهند بشكل سنوي، وحدثه عن سياسة هذا البلد وعن علاقته بالصين وباكستان. وفي المقابل، حاول جنبلاط استكشاف رأي الأسد في السوريين المعارضين من "البعث"، المنفيين في لبنان، مثل رئيس الدولة الأسبق أمين الحافظ ومؤسسي الحزب ميشال عفلق وصلاح الدين البيطار، أو من غير البعثيين مثل عبد الحميد السراج، مدير المكتب الثاني (المخابرات العسكرية) في الخمسينات ووزير الداخلية ثم نائب رئيس الجمهورية في زمن الوحدة السورية–المصرية (1958-1961). ويعتقد أن جنبلاط ساهم في ترتيب عملية خروج السراج من بيروت الى القاهرة عام 1962 بعد فراره من السجن في دمشق. أما البعثيون المعارضون، فمعظمهم لجأ إلى بيروت في السنوات 1963-1970، قبل المغادرة إما إلى العراق أو إلى أوروبا، بعد اندلاع الحرب الأهلية عام 1975. لم يكن الأسد منفتحاً على مناقشة هذا الأمر، لا مع جنبلاط أو غيره، وعده مسألة سورية داخلية. طلب جنبلاط من الأسد السماح لبعضهم بالعودة إلى سوريا، فأجابه الرئيس السوري: "ربما من الأفضل لهم البقاء في الخارج". في اللقاء الثالث، بدا الأسد أكثر اهتماماً بالوضع اللبناني. تحاور مع جنبلاط في الانتخابات الرئاسية وواقع الجيش اللبناني والتوازنات الداخلية، وعبّر عن قلقه من انتشار الطائفية في لبنان اللقاء الثاني: تداعيات حرب أكتوبر في 23 نوفمبر 1973، عقد اللقاء الثاني بين الأسد وجنبلاط، بعد أسابيع معدودة على انتهاء حرب أكتوبر التي شنها الرئيس السوري مع نظيره المصري أنور السادات. ناقش الطرفان التحولات السياسية التي خلقتها الحرب، وشدد الأسد على فاعلية قرار الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود في استخدام "سلاح النفط" للضغط على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي. كما أشاد بإرسال قوات عربية إلى سوريا أثناء الحرب، كخطوة رمزية تعكس التضامن العربي رغم محدودية تأثيرها الميداني. كشف الأسد عن التفاوت التقني بين الجيشين السوري والإسرائيلي، قائلًا: "الخط الجوي والبحري لإسرائيل لم ينقطع، بينما عندنا تقريباً انقطع"، وانتقد ضعف الدعم اللوجستي للقوات السورية والمصرية. لم يخفِ الأسد صدمته من قرار مصر وقف إطلاق النار المفاجئ في 23 أكتوبر واصفاً إياه بـضربة قاسية "عكّرت صفو التنسيق العسكري" بين الجبهتين المصرية والسورية. تطرّق بعدها إلى موقف الاتحاد السوفياتي، فهاجم جنبلاط الشيوعيين ووصفهم بـالطابور الخامس لتبنيهم فكرة إنشاء وطن فلسطيني منفصل في الضفة وغزة. عارضه الأسد برؤية إيجابية للدور السوفياتي، لكنه استهجن بطأهم في تقديم الأسلحة المتطورة. قال الأسد: "الروس بطيئون، وسيقطف الأميركيون ثمار هذا الأمر". وأضاف أن إسرائيل كانت تُدخِل أسلحة جديدة في كل معركة، مثل صواريخ مضادة للدبابات جُلبت من مستودعات أميركية في ألمانيا، بينما ظل الجيش العربي يعتمد على تقنيات تقليدية. وفي نهاية الحوار، تطرّق الأسد إلى مواقف العرب من الحرب واصفاً إياها بالإيجابية، باستثناء العراق، على الرغم من قبول الرئيس البكر إرسال قوات عسكرية لمساندة الجيش السوري. وكون هذا اللقاء القصير قد تم في أجواء الحرب الأخيرة، لم يتطرق الرجلان إلى لبنان أو أية أحداث متعلقة به. اللقاء الثالث: لبنان بين الطائفية والتحالفات الإقليمية جاء اللقاء الثالث في 25 يونيو 1974، حيث بدا الأسد أكثر اهتماماً بالوضع اللبناني. تحاور مع جنبلاط في الانتخابات الرئاسية وواقع الجيش اللبناني والتوازنات الداخلية، وعبّر عن قلقه من انتشار الطائفية في لبنان. كان الأسد يحبّ أن يتحاور في الشأن الإقليمي والدولي مع مختلف ضيوفه، وكان يسأل كثيراً. سأل جنبلاط عن طلب الحكومة اللبنانية الحصول على صواريخ من سوريا، فأجابه الأسد: "صواريخنا موجودة في لبنان قبل أن يطلبها أحد... نحن لا نفرق بين الدفاع عن لبنان وسوريا". كما تطرّق النقاش إلى قانون التجنيد الإلزامي في لبنان، الموجود في سوريا منذ عام 1948، وتحدث جنبلاط عن ضرورة "تحجيم الجيش" وأعرب عن مخاوفه من تحوُّل الجيش اللبناني إلى "قوة انقلابية" على غرار ما حدث في سوريا والعراق. ردّ الأسد مازحا: "يا ريت"! (علواه)، معتبراً أن الجيش قد يكون أداةً لـلقضاء على الطائفية في لبنان. الطائفية والتوازنات الديموغرافية في الشأن اللبناني، قال جنبلاط إن القوة السياسية تتجه نحو تسمية الزعيم الطرابلسي رشيد كرامي رئيساً للوزراء، وهو عروبي وقريب من سوريا. أما عن رئاسة الجمهورية، فقد تطرق إلى احتمالية ترشح سليمان فرنجية لدورة ثانية، أو استبداله بابنه طوني (الذي قتل في مجزرة أهدن عام 1978). كان فرنجية صديقاً للأسد فلم يمانع استمراره في المنصب، وتساءل عن دور الزعيم الشيعي موسى الصدر في المعادلة السياسية، وهو مؤسس "حركة المحرومين" التي تحولت إلى "أفواج المقاومة اللبنانية–أمل"). كشف جنبلاط أن الشيعة يشكلون 60 في المئة من سكان بيروت، وأن "60 في المئة من أملاك شارع الحمراء لهم (الشارع التجاري غرب العاصمة اللبنانية)، مشيراً إلى أن كثيراً منهم لا يحملون الجنسية اللبنانية. الحلقة الثانية: لقاء الأسد وجنبلاط بعد حادثة "عين الرمانة" واندلاع الحرب الأهلية

قطر: المحادثات مستمرة للوصول إلى اتفاق مبادئ تمهيداً للتفاوض بشأن غزة
قطر: المحادثات مستمرة للوصول إلى اتفاق مبادئ تمهيداً للتفاوض بشأن غزة

الشرق السعودية

timeمنذ 34 دقائق

  • الشرق السعودية

قطر: المحادثات مستمرة للوصول إلى اتفاق مبادئ تمهيداً للتفاوض بشأن غزة

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، الثلاثاء، إن المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة مستمرة، مشيراً إلى أن فريقي التفاوض الفلسطيني والإسرائيلي لا يزالان في الدوحة، ويواصلان اجتماعاتهما غير المباشرة بالتنسيق مع الوسطاء من قطر، ومصر، والولايات المتحدة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء القطرية "قنا". وأضاف الأنصاري، خلال الإحاطة الإعلامية الأسبوعية التي تنظمها وزارة الخارجية: "مفاوضات وقف إطلاق النار لا تزال في المرحلة الأولى بهدف الوصول إلى اتفاق مبادئ بشأن المفاوضات التي ستبدأ في المرحلة القادمة"، موضحاً أن "العمل جار ومستمر على مدار الساعة في إطار دعم هذه الجهود وتكثيفها للوصول إلى اتفاق". وأوضح أن الجهود القطرية مستمرة للوصول إلى اتفاق في أسرع وقت ممكن، بهدف سد الفجوة بين وفدي التفاوض والقضايا العالقة بينهما؛ للوصول إلى اتفاق حول المبادئ التي من شأنها أن تساعد في المرحلة التالية من المفاوضات، مبيناً أنه لا يمكن التنبؤ بمدى زمني محدد للمفاوضات. وتابع: "لا يمكن وصف المرحلة التي تمر بها المفاوضات حالياً بأنها مرحلة جمود لأن اللقاءات لا تزال مستمرة"، مشدداً على أن "هذه اللقاءات ليست لقاءات تفاوض كما كان يتم سابقاً، وإنما لقاءات لمرحلة تسبق ذلك، بهدف الوصول إلى إطار تفاوضي". وأكد الأنصاري أن هناك تواصلاً يومياً بين الوسطاء في مصر، والولايات المتحدة، وقطر، لضمان تكثيف الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وقال إن "الاتصالات مع الإدارة الأميركية ومع ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، قد لا تكون يومية وإنما لحظية في إطار التوصل إلى اتفاق"، مبيناً أن هناك دعماً أميركياً لهذه المرحلة من التفاوض بصيغتها الحالية. الاتفاق الإطاري وجدد الأنصاري التأكيد على أنه طالما هناك لقاءات غير مباشرة بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي في الدوحة فإن المفاوضات لا تزال مستمرة، مشيراً إلى أنه حتى الآن جميع الأطراف منخرطة في هذه المحادثات ولم تنقطع عنها، وكذلك هناك أفكار متجددة توضع على الطاولة بشكل مستمر. وأوضح أن الاتفاق الإطاري سيكون هو الأساس الذي ستبدأ عليه المفاوضات غير المباشرة الهادفة لوقف إطلاق النار، تليها مرحلة الوصول إلى تهدئة عامة في قطاع غزة وسلام مستدام، مشيراً إلى أن الأسباب التي تقف وراء التركيز على الاتفاق الإطاري كمرحلة أولى، تكمن في تسهيل عملية المفاوضات غير المباشرة ووصولها لاتفاق، وتذليل الصعوبات أمامها من خلال جسر الهوة بين المواقف قبل أن تبدأ هذه المفاوضات. وخلال الإحاطة الإعلامية، أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، عن إدانة الدوحة "للسياسات الإسرائيلية غير المسؤولة في المنطقة، وسلوكها العبثي الذي يعرض أمن المنطقة للخطر". وشدد على أن "السلوك الإسرائيلي يخالف كل مبادئ احترام السيادة وحسن الجوار"، داعياً المجتمع الدولي للتحرك و"إيقاف هذا السلوك العبثي عبر الشرعية الدولية، كما يتوقع أن يتم مع أي دولة تقوم بذلك في العالم". تفاؤل أميركي كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد قال، الاثنين، إن "الأمور تسير على ما يرام في غزة" و"قد يكون لدينا شيء نتحدث عنه قريباً جداً"، في إشارة لمفاوضات وقف إطلاق النار بالقطاع التي تستضيفها قطر بين "حماس" وإسرائيل. وجاء تصريح ترمب للصحافيين في المكتب البيضاوي خلال لقائه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" مارك روته، بعد أن توقع في 27 يونيو الماضي قبل أكثر من أسبوعين أن يدخل وقف النار في غزة حيز التنفيذ في غضون أسبوع. وفي إطار تحركات مكثفة يقودها وسطاء من الولايات المتحدة ومصر وقطر لدفع جهود الهدنة في غزة، عقد رئيس المخابرات المصرية، اللواء حسن رشاد، لقاءات في الدوحة مع رئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، ومسؤولي الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي، بحسب قناة "القاهرة الإخبارية". ونقلت القناة المصرية عن مصادر أن لقاءات رشاد تهدف إلى دفع جهود وقف إطلاق النار وتجاوز العقبات التي تعرقل الاتفاق، مؤكدة توافق مصر وقطر على ضرورة التوصل إلى تهدئة شاملة تشمل إدخال المساعدات والإفراج عن الأسرى والمحتجزين. وعلى مدى الأسبوع الماضي، حضر وفدان من حركة "حماس" وإسرائيل، 8 جولات من المفاوضات في قطر، بتسهيل من رئيس الوزراء القطري ومسؤولين من المخابرات المصرية. وقدمت إسرائيل خريطة ثالثة، الاثنين، لانتشار قواتها في غزة طوال فترة، وقف إطلاق النار التي وفق الصفقة المطروحة ستسمر إلى 60 يوماً، وفق صحيفة "جيروزاليم بوست". وتتمثل نقاط الخلاف الرئيسية بين إسرائيل، و"حماس" في انسحاب الجيش الإسرائيلي، أثناء وقف إطلاق النار وتوزيع المساعدات داخل قطاع غزة. ويُظهِر الاقتراح الإسرائيلي الثالث بشأن خريطة الانتشار مزيداً من الانسحاب على طول الحدود بين غزة ومصر بين محوري فيلادلفيا وموراج. ويأتي هذا الاقتراح بعد أن قال مسؤولون فلسطينيون، إن مفاوضات وقف إطلاق النار على وشك الانهيار، موضحين أن الوفد الإسرائيلي، الذي أُرسل إلى الدوحة في قطر فقط كان من أجل لشراء الوقت لإسرائيل. واتهمت حركة "حماس"، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإفشال جولات التفاوض الرامية إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وقالت إنه لا يريد التوصل لأي اتفاق.

قطر: مفاوضات غزة مستمرة.. وفريقا التفاوض في الدوحة
قطر: مفاوضات غزة مستمرة.. وفريقا التفاوض في الدوحة

العربية

timeمنذ 2 ساعات

  • العربية

قطر: مفاوضات غزة مستمرة.. وفريقا التفاوض في الدوحة

أكدت قطر استمرار المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وأشارت إلى أن فريقي التفاوض الفلسطيني والإسرائيلي لا يزالان في الدوحة، يواصلان اجتماعاتهما غير المباشرة بالتنسيق مع الوسطاء في قطر ومصر وأميركا. وقال د. ماجد الأنصاري، المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية: «مفاوضات وقف إطلاق النار لا تزال في المرحلة الأولى بهدف الوصول إلى اتفاق مبادئ حول المفاوضات التي ستبدأ في المرحلة المقبلة». وأضاف أن العمل جار ومستمر لدعم هذه الجهود وتكثيفها للوصول إلى اتفاق. كما أوضح الأنصاري أن الجهود القطرية مستمرة للوصول إلى اتفاق في أسرع وقت ممكن بهدف سد الفجوة بين وفدي التفاوض والقضايا العالقة بينهما للوصول إلى اتفاق حول المبادئ التي من شأنها أن تساعد في المرحلة التالية من المفاوضات. وبيّن أنه لا يمكن التنبؤ بمدى زمني محدد للمفاوضات. وتابع: «لا يمكن وصف المرحلة التي تمر بها المفاوضات حاليًا بأنها مرحلة جمود، إذ إن اللقاءات ما تزال مستمرة». وشدد على أن هذه اللقاءات ليست لقاءات تفاوض كما جرت العادة سابقًا، إنما لقاءات لمرحلة تسبق ذلك، بهدف الوصول إلى إطار تفاوضي. وجدد الأنصاري التأكيد على أنه طالما هناك لقاءات غير مباشرة بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي في الدوحة فإن المفاوضات لا تزال مستمرة. وأشار إلى أنه حتى الآن جميع الأطراف منخرطة في هذه المحادثات ولم تنقطع عنها، وكذلك هناك أفكار متجددة توضع على الطاولة بشكل مستمر.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store