
فن الشارع في سراييفو: جسور من الألوان في مواجهة الانقسامات القومية
يقول كريم موسانوفيتش، حاملا عبوة رذاذ، إن فن الشارع "مفتوح للجميع". ويرسم الفنان الثلاثيني حيتانا بنفسجية ضخمة وتنانين ملونة مناقضة تماما ل"الأخبار السيئة". ويشرح أنه لا يختار "مواضيع سياسية"، بل لوحات "إيجابية… لا يفكر فيها المرء كثيرا"، في حين تنتشر في أماكن أخرى من الدولة البلقانية رسوم جدارية لمجموعة النازيين الجدد "كومبات 18″، وأخرى لمجرمي الحرب، وغيرها تمثل نجم موسيقى الروك ديفيد بووي والمغني البوسني دافورين بوبوفيتش.
وبعيدا عن التوترات في البوسنة ما بعد الحرب، المنقسمة إلى كيانين مستقلين هما جمهورية صربسكا (صرب البوسنة) واتحاد البوسنة والهرسك (الكرواتي-المسلم)، يحب كريم تنفيذ أعماله في أماكن مهجورة ذات هندسة معمارية غير تقليدية أو ذات دلالة تاريخية، كمخبأ قناص سابق أو منحنيات مضمار الزلاجات الجماعية الذي أصبح معقلا لفن الشارع، في محيط جبل تريبيفيتش المغطى بأشجار الصنوبر.
أما فرينكي، فتعلم الفن الجداري في ألمانيا حيث نشأ، ثم في توزلا (شمال غرب البوسنة)، وتحديدا خلال "ليلة مجنونة" رسم فيها على قطار جديد يربط بين كرواتيا وبولندا، مما أدى إلى سجنه.
كان الوضع لا يزال متوترا إلى حد ما في ذلك الوقت، على ما يروي الرجل الأربعيني. ويضيف: "ظنوا أن الأمر قد يكون سياسيا، لكنه لم يكن كذلك". ويؤكد أن السياسة لم تكن "مهمة"، بل إن الهدف كان "جعل المدينة ملكا" لناسها.
وقبلهما في كرواتيا، شارك فنان يطلق على نفسه اسم "لوناك" في تأسيس "YCP"، إحدى أولى مجموعات الغرافيتي في يوغوسلافيا السابقة، علما أن شباب المدن تأثروا بالفن الجداري النيويوركي منذ سبعينات القرن العشرين.
ألوان في مدينة "مظلمة"
وخلال الحرب الطائفية التي مزقت يوغوسلافيا بين عامي 1992 و1995، ظهرت في سراييفو أعمال غرافيتي تعبر عن الحصار، ومنها كلمة "The Wall" (الجدار) المنقوشة بأسلوب لا يخلو من الفكاهة على كتلة خرسانية كانت تحمي المدنيين من القناصة، في إشارة إلى عنوان الألبوم الشهير لفرقة "بينك فلويد".
ويقول فرينكي إن هذا "الأدرينالين" أثار حماسته خلال مراهقته، لكونه "أشبه بحياة مزدوجة، موزعة بين الذهاب إلى المدرسة أو ممارسة أنشطة عادية خلال النهار، ثم الخروج للرسم في الليل".
ويروي الفنان في صالة "مانيفستو" الفنية، حيث أقيم معرض لأعماله في مايو/أيار: "في البداية، كان الهدف مجرد تمضية وقت ممتع مع الأصدقاء. ثم أصبح أكثر جدية… إذ بات نوعا من العلاج النفسي"، إلى جانب الرغبة في "تأسيس شيء كبير في البوسنة بعد الحرب".
أضفت الرسوم والكتابات الجدارية الحياة والألوان على سراييفو التي كانت "شديدة الظلمة" بعد الحرب، بمبانيها المدمرة أو تلك التي نخر الرصاص واجهاتها.
ويشير فرينكي إلى أن صلات نشأت بينه وبين فناني الغرافيتي من زغرب وبلغراد. ويذكر الفنان، وهو أيضا مغني راب، بأن "سياسات الفصل العنصري والسياسة والقومية كانت قوية جدا بعد الحرب، وحطم الغرافيتي والهيب هوب كل تلك الجدران، وبنى جسورا جديدة بين هذه الأجيال".
لعبة
يقول الفنان بنيامين تشينغيتش إن القيام "بأمور استكشافية على طريقة أفلام إنديانا جونز، وكتابة اسمي في مكان ما، وإضفاء لمسة شخصية على بيئتي" كان "بمثابة لعبة مذهلة".
ويقر بأن فن الغرافيتي لا يزال "مجالا ضيقا جدا"، لكن مشهد "الفن الجداري" يكتسب زخما متزايدا، مع إقامة الكثير من المهرجانات الدولية، من بينها مهرجان "فاسادا" في سراييفو الذي يتولى الإشراف عليه، وقد دعمته المنظمة الدولية للهجرة عند إطلاقه عام 2021، ومهرجان موستار الذي أسسته مارينا ديابيتش عام 2012.
ويضيف تشينغيتش: "نبحث عن الأحياء المهملة، والواجهات المهدمة (…) ونجدد كل شيء من الصفر لنسج روابط". ويشبه توقيعه، وهو كناية عن زهرة، ب"بذرة صغيرة" مزروعة على الجدران "لتترك بصمة في المجتمع".
وتلاحظ أستاذة علم الاجتماع في جامعة سراييفو، سارينا باكيتش، أن ثمة نقصا في مساحات الإبداع والتوظيف و"التفاعل الثقافي والتفاهم والحوار" في هذا "المجتمع البوسني الفقير". وترى أن "الظروف الاجتماعية للشباب بالغة الصعوبة"، مع معدل بطالة يناهز 30% ورغبة الشباب في مغادرة البلاد. لكنها تعتبر أن فن الشارع يمكن أن يكون نقطة انطلاق لهم.
وتقول ليليانا رادوسيفيتش، وهي طالبة دكتوراه في هذا الموضوع بجامعة يوفاسكولا في فنلندا، إن "ثقافة الغرافيتي بحد ذاتها تتيح خيار رفض الانحصار في سردية قومية أو هوية مفروضة… إنها طريقة للمقاومة".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ يوم واحد
- الجزيرة
فن الشارع في سراييفو: جسور من الألوان في مواجهة الانقسامات القومية
من الخانات العثمانية إلى مضمار الزلاجات الجماعية الأولمبي المهجور، تشهد سراييفو ازدهار اللوحات الجدارية وكتابات الغرافيتي على جدرانها، ومعها الطموح لبناء الجسور التي تتجاوز الخطابات القومية. يقول كريم موسانوفيتش، حاملا عبوة رذاذ، إن فن الشارع "مفتوح للجميع". ويرسم الفنان الثلاثيني حيتانا بنفسجية ضخمة وتنانين ملونة مناقضة تماما ل"الأخبار السيئة". ويشرح أنه لا يختار "مواضيع سياسية"، بل لوحات "إيجابية… لا يفكر فيها المرء كثيرا"، في حين تنتشر في أماكن أخرى من الدولة البلقانية رسوم جدارية لمجموعة النازيين الجدد "كومبات 18″، وأخرى لمجرمي الحرب، وغيرها تمثل نجم موسيقى الروك ديفيد بووي والمغني البوسني دافورين بوبوفيتش. وبعيدا عن التوترات في البوسنة ما بعد الحرب، المنقسمة إلى كيانين مستقلين هما جمهورية صربسكا (صرب البوسنة) واتحاد البوسنة والهرسك (الكرواتي-المسلم)، يحب كريم تنفيذ أعماله في أماكن مهجورة ذات هندسة معمارية غير تقليدية أو ذات دلالة تاريخية، كمخبأ قناص سابق أو منحنيات مضمار الزلاجات الجماعية الذي أصبح معقلا لفن الشارع، في محيط جبل تريبيفيتش المغطى بأشجار الصنوبر. أما فرينكي، فتعلم الفن الجداري في ألمانيا حيث نشأ، ثم في توزلا (شمال غرب البوسنة)، وتحديدا خلال "ليلة مجنونة" رسم فيها على قطار جديد يربط بين كرواتيا وبولندا، مما أدى إلى سجنه. كان الوضع لا يزال متوترا إلى حد ما في ذلك الوقت، على ما يروي الرجل الأربعيني. ويضيف: "ظنوا أن الأمر قد يكون سياسيا، لكنه لم يكن كذلك". ويؤكد أن السياسة لم تكن "مهمة"، بل إن الهدف كان "جعل المدينة ملكا" لناسها. وقبلهما في كرواتيا، شارك فنان يطلق على نفسه اسم "لوناك" في تأسيس "YCP"، إحدى أولى مجموعات الغرافيتي في يوغوسلافيا السابقة، علما أن شباب المدن تأثروا بالفن الجداري النيويوركي منذ سبعينات القرن العشرين. ألوان في مدينة "مظلمة" وخلال الحرب الطائفية التي مزقت يوغوسلافيا بين عامي 1992 و1995، ظهرت في سراييفو أعمال غرافيتي تعبر عن الحصار، ومنها كلمة "The Wall" (الجدار) المنقوشة بأسلوب لا يخلو من الفكاهة على كتلة خرسانية كانت تحمي المدنيين من القناصة، في إشارة إلى عنوان الألبوم الشهير لفرقة "بينك فلويد". ويقول فرينكي إن هذا "الأدرينالين" أثار حماسته خلال مراهقته، لكونه "أشبه بحياة مزدوجة، موزعة بين الذهاب إلى المدرسة أو ممارسة أنشطة عادية خلال النهار، ثم الخروج للرسم في الليل". ويروي الفنان في صالة "مانيفستو" الفنية، حيث أقيم معرض لأعماله في مايو/أيار: "في البداية، كان الهدف مجرد تمضية وقت ممتع مع الأصدقاء. ثم أصبح أكثر جدية… إذ بات نوعا من العلاج النفسي"، إلى جانب الرغبة في "تأسيس شيء كبير في البوسنة بعد الحرب". أضفت الرسوم والكتابات الجدارية الحياة والألوان على سراييفو التي كانت "شديدة الظلمة" بعد الحرب، بمبانيها المدمرة أو تلك التي نخر الرصاص واجهاتها. ويشير فرينكي إلى أن صلات نشأت بينه وبين فناني الغرافيتي من زغرب وبلغراد. ويذكر الفنان، وهو أيضا مغني راب، بأن "سياسات الفصل العنصري والسياسة والقومية كانت قوية جدا بعد الحرب، وحطم الغرافيتي والهيب هوب كل تلك الجدران، وبنى جسورا جديدة بين هذه الأجيال". لعبة يقول الفنان بنيامين تشينغيتش إن القيام "بأمور استكشافية على طريقة أفلام إنديانا جونز، وكتابة اسمي في مكان ما، وإضفاء لمسة شخصية على بيئتي" كان "بمثابة لعبة مذهلة". ويقر بأن فن الغرافيتي لا يزال "مجالا ضيقا جدا"، لكن مشهد "الفن الجداري" يكتسب زخما متزايدا، مع إقامة الكثير من المهرجانات الدولية، من بينها مهرجان "فاسادا" في سراييفو الذي يتولى الإشراف عليه، وقد دعمته المنظمة الدولية للهجرة عند إطلاقه عام 2021، ومهرجان موستار الذي أسسته مارينا ديابيتش عام 2012. ويضيف تشينغيتش: "نبحث عن الأحياء المهملة، والواجهات المهدمة (…) ونجدد كل شيء من الصفر لنسج روابط". ويشبه توقيعه، وهو كناية عن زهرة، ب"بذرة صغيرة" مزروعة على الجدران "لتترك بصمة في المجتمع". وتلاحظ أستاذة علم الاجتماع في جامعة سراييفو، سارينا باكيتش، أن ثمة نقصا في مساحات الإبداع والتوظيف و"التفاعل الثقافي والتفاهم والحوار" في هذا "المجتمع البوسني الفقير". وترى أن "الظروف الاجتماعية للشباب بالغة الصعوبة"، مع معدل بطالة يناهز 30% ورغبة الشباب في مغادرة البلاد. لكنها تعتبر أن فن الشارع يمكن أن يكون نقطة انطلاق لهم. وتقول ليليانا رادوسيفيتش، وهي طالبة دكتوراه في هذا الموضوع بجامعة يوفاسكولا في فنلندا، إن "ثقافة الغرافيتي بحد ذاتها تتيح خيار رفض الانحصار في سردية قومية أو هوية مفروضة… إنها طريقة للمقاومة".


الجزيرة
منذ 2 أيام
- الجزيرة
بين الرخام والحرير.. متحف اللوفر يستضيف معرض الكوتور لسرد قصة الأناقة بالخيط والإبرة
بين أعمدة اللوفر الرخامية وعلى مقربة من جناح الموناليزا، التي حيّرت ابتسامتها المؤرخين، يستضيف متحف اللوفر في باريس معرض "كوتور" للأزياء الراقية، في حوار غير مسبوق بين الموضة والفن، يضم قطعا بارزة من تاريخ الأزياء المعاصرة تمتد من ستينيات القرن الماضي وحتى عام 2025، من كريستوبال بالنسياغا إلى إيريس فان هيربن. وبفضل هذا المعرض، لم يعد اللوفر حكرا على الفنون التشكيلية والكلاسيكية، بل كسر القاعدة ليقدّم سردية متكاملة عن الجمال والهوية، ويعيد حياكة تاريخ دور الأزياء الفرنسية بخيط وإبرة. وبينما يتنقّل الزائر بين قاعات المعرض، تتردد في ذهنه أسئلة جوهرية: "هل الأزياء محض استهلاك، أم لغة تعبّر عن الروح وتغذّي الإحساس؟" ويأتي جواب اللوفر واضحا: كل قطعة هنا تحكي قصة، تتمحور حول الأنوثة والفخامة والفن. سابقة فنية منذ افتتاحه عام 1793، لم يشهد متحف اللوفر تنظيم أي معرض مخصص بالكامل لعالم الأزياء، رغم موقعه الفريد في قلب باريس، بالقرب من أشهر دور الأزياء الراقية (الهوت كوتور). وفي هذا السياق، أوضح أوليفييه غابيه، مدير قسم الفنون الزخرفية بالمتحف، أن هذه هي المرة الأولى التي يُقام فيها معرض داخل اللوفر يُعنى بالموضة، من حيث التصميم والتقديم، ضمن مجموعاته الفنية. وأشار غابيه، في حديثه لموقع الجزيرة نت، إلى أن المتحف كان قد استضاف عام 2022 فعالية صغيرة بمناسبة الذكرى الـ60 لتأسيس دار "إيف سان لوران"، وذلك بناءً على اقتراح من المؤسسة نفسها. وعند سؤاله عن إمكانية تنظيم معارض مماثلة في المستقبل، قال: "اللوفر لا يملك مجموعة أزياء خاصة به، لذا فهو غير ملزم بتقديم معارض للموضة بشكل دوري. لكن من حسن حظنا أن اللوفر، بطبيعته، هو متحف يتقاطع مع عالم الموضة، الذي يتميز بدورات قصيرة وتجدد مستمر. وأعتقد أن الوقت المناسب لمعرض جديد سيأتي، عاجلا أم آجلا". توقيع على جسد الذاكرة في الوقت الذي كانت تُنظر فيه إلى الأزياء الراقية على أنها حكر على الملكات وزوجات القادة ونجمات السينما، كان مصمموها يرون فيها خطابا اجتماعيا بصيغة أنثوية. فالثوب والخيوط الذهبية، من وجهة نظرهم، لا تُصمَّم فقط لتلائم الجسد، بل لتعيد تشكيل ثقة المرأة بنفسها وتعزز حضورها، بعيدا عن القيود والتصورات النمطية. اليوم، وعلى مساحة تُقارب 9 آلاف متر مربع، يعرض متحف اللوفر 65 تصميما معاصرا، إلى جانب نحو 30 إكسسوارا، في حوار بصري وشاعري يمتد من بيزنطة إلى الإمبراطورية الثانية. وقد سلط أوليفييه غابيه، مدير قسم الفنون الزخرفية في المتحف، الضوء على مجموعة المصممة ماري لويز كارفن، مؤسسة دار كارفن بعد الحرب، والتي تبرعت بأكثر من 300 عمل لقسم الفنون الزخرفية في اللوفر، قائلا: "كان الهدف هو خلق حوار ناجح يضع الموضة في قلب صالات العرض". وأضاف غابيه: "أردنا أن نظهر كيف شكّلت بيزنطة، والعصور الوسطى، وعصر النهضة، والقرن الـ17 مع شخصية لويس الرابع عشر وفرساي، مصادر إلهام أساسية للعديد من المبدعين". وأشاد غابيه ببعض القطع البارزة في المعرض، من بينها فستان جون غاليانو المصنوع من الأورجانزا الحريرية والمرفق بغطاء رأس، وفستان صممه كارل أغرافيل عام 2019 مستوحى من خزانة أدراج الكونتيسة دي مايي المعروضة في اللوفر، بالإضافة إلى فستان من تصميم عز الدين علية مستلهم من الفن المصري القديم. بين الإبرة والريشة وبمجرد الدخول إلى إحدى القاعات، ستُغرم بالتقاطع الفريد بين فستان أسود من دار ديور يعود لمنتصف القرن الـ20 وُضع بمحاذاة منحوتة لرأس إمبراطور روماني، وفستان ذهبي من جيفنشي يقف تحت لوحة "أفروديت" الإغريقية، بالإضافة إلى التقاء خيوط شانيل بخيوط الذاكرة. ومن المصمم الشهير جاك دوسيه إلى مدام كارفن، أعارت 45 دار أزياء راقية مجموعات استثنائية تتناغم بشكل رائع مع اللوحات المعلقة على جدران قسم الفنون الزخرفية باللوفر. وعندما يتعلق الأمر بالتاريخ والموضة، فإن الروابط لا تُحصى، وغالبا ما تتجسد من خلال المعرفة والتقنيات اللامتناهية والثقافة البصرية، فضلا عن التفاعل الدقيق بين معنى اللوحة أو القطعة الأثرية وكتالوج المصمم. ليبدو الفستان كأنه درع يحمل في طياته شهادة ميلاد الزمن. ولعل أهم ما يميز معرض "كوتور" هو أنه لا يقدم عرضا للأزياء بقدر ما يُصوغ حوارا بين القرون، وكأن فستان هذا العصر يلقي التحية على تمثال فرعوني، وثنيات قماش مطرز يقلد انسياب الرداء الروماني. كما تمكنت كل القطع المعروضة في صالات العرض، التي تعرف جيدا لوحات وتحف القرون الماضية، من إخفاء الفوارق بين الفن والموضة، وبين الإبرة والريشة.


الجزيرة
٢٤-٠٧-٢٠٢٥
- الجزيرة
بيع عمل فني يجسد أفضل هدف سجله ميسي بمبلغ كبير
بيع عمل فني يجسّد أفضل هدف سجله النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي ، لاعب إنتر ميامي الأميركي، في مسيرته الاحترافية بمبلغ يقارب مليوني دولار. وذكرت صحيفة "ماركا" الإسبانية أن العمل الفني لهدف ميسي المفضل بيع بمبلغ 1.865 مليون دولار، وذلك بعد 10 أيام من عرضه في مزاد خيري بمركز روكفلر الواقع في مدينة نيويورك الأميركية. وأشارت الصحيفة إلى أن مشاركين في المزاد تقدموا بعروض مالية كبيرة، لينتهي عند المبلغ المذكور، الذي سيتم تخصيصه لدعم مبادرات خيرية ترعاها شراكة بين مؤسسة إنتر ميامي الخيرية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة " اليونيسيف". وسيخصص هذا المبلغ بالتحديد لتعزيز برامج تعليمية عالية الجودة في 5 بلدان من أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي. وأشرف على إنتاج العمل الفني المصمم الأميركي من أصل تركي رفيق أناضول، الذي أبدع عبر سلسلة من اللوحات الرقمية تجسيد هدف ميسي الرأسي الذي سجّله في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا 2008-2009 التي جمعت بين فريقه الأسبق برشلونة الإسباني ومانشستر يونايتد الإنجليزي. وباستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والبيانات البيومترية والتصوير الحركي، حوّل أناضول ذلك الهدف إلى تجربة متعددة الحواس استمرت 8 دقائق، مكّنت كل مشاهد من أن يعيش لحظة إحراز برشلونة لقبه الأوروبي الثالث، وكأنه يرافق ميسي شخصيا في تلك اللحظة. View this post on Instagram A post shared by Leo Messi (@leomessi) وكان ميسي قد شارك العمل الفني عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي قبل أيام، وأعرب عن أمله في أن يساهم في مساعدة كثير من الأطفال. وكتب ميسي باللغتين الإسبانية والإنجليزية: "لقد حان الوقت. يمكنكم الآن مشاهدة العمل الفني الرقمي المذهل الذي أبدعه رفيق أناضول، مستلهما ذكريات هدفي المفضل، وذلك بفضل مبادرة من مؤسسة إنتر ميامي الخيرية". وأضاف أن "العمل سيُعرض لبضعة أيام في دار روكفلر بنيويورك، أرى أن النتيجة رائعة ومميّزة جدا بالنسبة لي"، قبل أن يختم "آمل أن يُسهم في مساعدة عدد كبير من الناس". يُذكر أن ميسي كان قد اختار -في مايو/أيار الماضي- هدفه الذي سجّله في مانشستر يونايتد عام 2009 بنهائي دوري الأبطال، وذلك من بين أكثر من 870 هدفا هزّ بها شباك المنافسين سواء مع الأندية التي لعب لها (برشلونة، وباريس سان جيرمان، وإنتر ميامي) أو منتخب الأرجنتين. وحسب صحيفة "سبورت" الإسبانية، فإن هذا العمل هو مشروع فني وإنساني غير مسبوق في تاريخ كرة القدم والفن وحمل اسم "هدف في الحياة". وقال ميسي عن المشروع في وقت سابق إن "اختيار هدف واحد فقط من بين جميع الأهداف التي سجّلتها أمر في غاية الصعوبة، فلكل واحد منها لحظة مميزة وبعضها مهم للغاية أو يحمل لي ذكريات لا تُنسى". وأضاف "لكن أن أختار واحدا باعتباره الأفضل من أجل هذا المشروع الفريد هو أمر يستحق. هناك هدف إنساني قوي وراءه، وأنا سعيد جدا بالمشاركة فيه".