
المطرب الاردني وتحدي الاستمرار والتميز .. المؤسسات الثقافية والفنية قدمت ما عليها
على الرغم من وجود مخزون من الاشعار الغنائية المحلية والعربية التي يمكن ان ينتقي منها المطرب الاردني العديد من الالوان الغنائية التي تجعله قادرا على البقاء في الفضاء الفني وترك بصمة ، وهو ما يحيلنا الى قضية الاحتراف الغنائي على اصوله.
ولا نجد من بين المطربين الاردنيين الذين يعملون وفق عمل فني احترافي الا ما يمكن عدهم على اصابع اليد الواحدة.
وعلى الرغم من عدم تقصير الجهات المعنية في دعم المطرب الاردني والفنان الاردني بشكل عام من خلال اشراكه في اغلب المهرجانات الفنية ، ووضعه على مسارح مثل مسارح جرش والفحيص وصيف عمان ومسارح العقبة ، الا اننا نلمس في تلك الحفلات غياب الاغنيات الخاصة لاغلب المطربين الاردنيين ، حيث يضطر هذا المطرب وذاك للاستعانة باغاني مطربين اخرين لاستكمال وقت الحفلة المقررة له.
لا بل ان بعضهم لا يكمل غناء تلك الاغاني ، مما يفقد الجمهور شغف المتابعة ، ويلاحق المطرب من كوبليه اغنية الى كوبلية اغنية اخرى ، وهي مشكلة كبيرة في عدم ثقة بعض المطربين في انفسهم اولا وبالتالي عدم قدرتهم على شد الجمهور الحاضر لمتابعة اغاني لمطربين اخرين ، فيقعوا في فخ المقارنة في الاداء والصوت والحضور.
لا يمكن ان نلوم اذا الجهات المنظمة للمهرجانات الفنية والثقافية ، فهي وفرت لهم موظئ قدم في اعرق المهرجانات التي يتوق اليها اشهر المطربين العرب والفرق العالمية بالوقوف على المسرح الجنوبي او الشمال او مسرح الفحيص وصيف عمان وامواج العقبة.
وعليه فإن المسؤولية في تطوير قدرات المطرب الاردني تقع بادئ ذي بدء على المطرب نفسه ، وان يقدر المسؤولية والمسرح الذي يقف عليه ، فيكون ذلك بالتحضير المسبق من خلال انتاج اغنيات خاصة ومنوعة يستطيع من خلالها شد الجمهور اليه طوال فترة حفلته ، وان يقتنع بأنه يقف على اهم المسارح التي تسلط عليها الاضواء من مختلف وسائل الاعلام العربية والدولية كما هو الحال في مهرجان جرش ، فلا يعقل ان يقدم حفلا على المسرح الجنوبي او الشمالي او في مهرجان الفحيص وغيره من المهرجانات التي يدعى اليها ، ويقدم اداء كما لو انه يغني في حفل زفاف او سهرة شباب على 'سطح عمارة' ويكون همه ان يدخل في اغاني وكوبليهات متقطعة لجذب الجمهور.
وعليه فإن المسؤولية المشتركة بين ادارات المهرجانات والمطربين في الوصول الى توافق على عدم اشراك اي مطرب على المسارح الرئيسية اذا لم يكن يملك رصيد غنائي يؤهله للوقوف على تلك المسارح ، لا سيما وانه يتلقى بدلا ماليا مجزيا لقاء مشاركته في هذه المهرجانات ، يمكّنه من انتاج اغنية او اغنيتين في العام الواحد.
من الجيد ان نرى ادارات مهرجانات وعلى سبيل التخصيص مثل المبدع ايمن سماوي والذي يشرف على مهرجانات جرش والفحيص وامواج العقبة ، يقدم كل الدعم للفنان الاردني ولكن في المقابل يجب ان يقوم المطرب الاردني بما عليه من واجب في الخروج بحفل غنائي بمستوى يليق بالمسارح التي يقف عليها وبالجمهور الذي حضر لمتابعته ، وحقه في ان يجد شيء متميز لا ان يستمع لاغاني مطربين اخرين ربما يستطيع الاستماع اليها وهو يسير في مركبته او وهو جالس في منزله عبر التلفاز والراديو.
هذا بالاضافة الى ان العديد من الشركات الاردنية التي تبنت ودعمت العديد من الفنانين الاردنيين وقدمت لهم دعما ماليا كبيرا ، ولكن في المقابل لم نشهد اي تميز او استثمار لهذا الدعم في رفع سوية المطرب الاردني.
فلا يمكن ان يأتي المواطن والضيوف العرب للمهرجانات التي يحييها مطربون اردنيون ليستمعوا لاغنية خاصة لهم تم انتاجها قبل عديد السنوات ، ولا يشهدوا جديدا الا تكرارا لاغاني اشتهرت مع غيرهم من المطربين.
يقينا كفى مجاملات وجوائز ترضية على حساب المستوى الفني ، وعدم احراز اي تقدم في اطار انتاج خط غنائي اردني لا يكتفي بالاغنيات الوطنية التي نحبها ولكن يجب ان يقدم الوان غنائية متنوعة تؤهله لمنافسة المطربين العرب وبالتالي امكانية استضافته في مهرجانات عربية ، ليعكس المستوى الذي وصل اليه فن الغناء الاردني ، والذي تراجع كثيرا وحشر في زاوية المناسبات الوطنية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ 44 دقائق
- رؤيا نيوز
ديانا كرزون تحيي حفلاً غنائياً في مهرجان جرش 2025
تحيي الفنانة ديانا كرزون حفلا غنائيا ضمن حفلات مهرجان جرش بالأردن، وتحديدا على المسرح الجنوبي، وذلك يوم 26 يوليو الجاري. وأعلنت إدارة المهرجان عن طرح تذاكر حفل ديانا كرزون للحجز الإلكتروني للجمهور. وقد أشارت ديانا كرزون إلى أنها ستقدم باقة من أجمل أغانيها خلال الحفل، وأنها تتطلع إلى لقاء جمهورها وتقديم عروض مميزة تجعل الحفل لا ينسى.


الوكيل
منذ 2 ساعات
- الوكيل
جمهور جرش على موعد مع حفل غنائي للفنان عيسى الصقار
10:14 ص ⏹ ⏵ تم الوكيل الإخباري- يطل الفنان الأردني عيسى الصقار على جمهور مهرجان جرش في المسرح الجنوبي مساء السبت الموافق 26/07/2025، في تمام الساعة التاسعة مساءً، ليُحيي أمسية طربية يملؤها الفلكلور الأردني الأصيل والنغم الشعبي العذب. اضافة اعلان ويُعد الصقار أحد أبرز نجوم الأغنية الشعبية في الأردن، حيث عُرف بصوته الجبلي وأدائه العفوي الذي يلامس وجدان الجمهور. ومن المتوقع أن يشدو خلال الحفل بمجموعة من أشهر أعماله التي طالما ردّدها الأردنيون في أفراحهم واحتفالاتهم. الحفل يأتي ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون 2025، الذي يستقطب نخبة من الفنانين الأردنيين والعرب في أجواء مليئة بالإبداع والفن والتراث.


رؤيا نيوز
منذ 3 ساعات
- رؤيا نيوز
إطلاق مشروع 'الذاكرة الثقافية للمخيم' ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون 2025
تطلق رابطة الكتاب الأردنيين، بالتعاون مع مهرجان جرش للثقافة والفنون، مشروع 'الذاكرة الثقافية للمخيم'، الذي يأتي ضمن سلسلة من المبادرات الهادفة إلى تسليط الضوء على الأهمية الثقافية للمخيمات الفلسطينية في الأردن. ويهدف هذا المشروع، الذي ينطلق في 24 تموز المقبل، إلى ربط المخيمات بالمدن والقرى ثقافياً وتنموياً، وتكريس الذاكرة الثقافية للقضية الفلسطينية بأبعادها المختلفة، بحسب المنسق العام للمشروع، وعضو الهيئة الإدارية للرابطة محمد سلام جميعان، وقال في بيان صحفي، إن المشروع يعد جزءًا أصيلاً من مشروع 'ذاكرة المكان' الأوسع الذي تتبناه الرابطة، والذي يتناول الجوانب التاريخية والأنثروبولوجية والسياحية لعدد من المدن الأردنية. وأضاف، أن مشروع 'الذاكرة الثقافية للمخيم' يسعى بشكل خاص إلى تغيير الصورة النمطية عن المخيم باعتباره مجرد مكان للجوء، مؤكدا أنه حاضن للطاقات والإبداع والفعل التنموي والثقافي في مختلف أشكاله. وأشار جميعان، إلى أن المشروع يتطلع للكشف عن مكانة المخيم في الأدب الأردني والعربي والعالمي، وإلى الكشف عن الحضور المتنوع للمخيم في السرديات الأدبية، سواء في زمن انتظار العودة، أو الحنين، أو الإعاشة، أو العمران والحياة الاجتماعية. كما يهدف إلى استطلاع المعاني التي جسدها الأدباء الأردنيون والعرب والعالميون للمراحل الزمنية التي اكتنفت المخيم، والتحولات الثقافية والتنموية التي عبر عنها الأدب، والتي حولت حالة البؤس والضياع إلى حالة إبداع وفعل تنموي. كما يسعى البرنامج إلى نقل أدب القضية الفلسطينية من حالة فردية إلى حالة مجتمعية، من خلال ربط أدب المخيمات بالسياق العام للأدب الفلسطيني والعربي، وإعادة ترتيب الأنساق الأدبية بناءً على الأهمية والجودة الفنية. ويتضمن ذلك تحرير الأدب الفلسطيني من تأثيرات الآلة الإعلامية الدعائية التي أحاطت به خلال مراحل الصراع العربي الإسرائيلي ونشوء حركات التحرر. وبين جميعان أن فعاليات مشروع 'الذاكرة الثقافية للمخيم'، ستقام في إربد، ومخيم البقعة، ومخيم حطين (شنلر)، وتتضمن الفعاليات ندوات مشتركة، يتناول فيها كل متحدث محوراً من المحاور الرئيسية التي تشمل: 'المخيم في الإبداع العالمي'، 'المخيم في الإبداع العربي'، 'المخيم في الأدب الأردني'، و'المخيم في ذاكرة مبدعيه'. ويشارك في ندوة إربد التي تقام في قاعة البلدية، كل من: محمود عيسى موسى، وأحمد الخطيب، وعلي الهصيص، وتقديم صفاء أبو خضرة. وتقام ندوة مخيم حطين/ شنلر في قاعة لجنة خدمات مخيم حطين، بمشاركة كل من : أحمد الكواملة، شفيق العطاونة، ود. زياد أبو لبن، وتقديم كفاية عوجان. وتقام ندوة مخيم البقعة في قاعة لجنة خدمات المخيم، بمشاركة حسين نشوان، وليد أبو زهرة، وعدنان الأسمر، وتقديم بكر الأخرس. يؤكد هذا المشروع التزام رابطة الكتاب الأردنيين بدورها الريادي في إثراء المشهد الثقافي الأردني والعربي، وتسليط الضوء على قضايا محورية من خلال الفن والأدب، ويؤكد العلاقة الثقافية بينها وبين المهرجان تتجدد في كل دورة من دوراته.