
أجراس الخطر الاقتصادي تهز إيران بعد المعركة الأخيرة
المعركة خطرة
وفي داخل الوسط الاقتصادي الإيراني من وصف المعركة بالخطرة، إذ كشفت عن مكامن القوة والضعف داخل النظام، ومثلت نقطة تحول في الأولويات، فهل كان ضرورياً إنفاق مئات المليارات على مشروع نووي لا يقدر على حمايته؟ وكيف اخترقت البلاد بهذه الطريقة المضحكة، حتى إن إدخال قطع الطائرات المسيرة كان سهلاً.
أعوام صعبة
وعلى رغم تحسن الاقتصاد الإيراني خلال فترات ما إلا أنه يعاني منذ أعوام طويلة تأثير العقوبات الأميركية والدولية والقيود على صادرات النفط، وكل ذلك تداعيات وليست أسباباً لهذا الحصار، فكيف تجد طهران مخرجاً للعودة للمجتمع الدولي بسياسة سلمية، وقد سارعت حكومة طهران إلى الحفاظ على انتظام تقديم الخدمات العامة مما ساعد في امتصاص جزء أساس من آثار الحرب ومنع تفاقمها في الشارع الإيراني، إلا أن المعطيات الحقيقية كانت شرخاً عميقاً في اقتصاد يعتمد على النفط ولديه التزامات مالية وضعف في النمو، فقد تجاوزت نسبة العجز في الموازنة 10.5 مليار دولار مما أدى بالبرلمان الإيراني إلى مناقشات حادة حول الأداء الاقتصادي الحكومي، وسط فراغ إداري أعقب حجب الثقة عن وزير الاقتصاد السابق.
صعود أسعار السلع
ويمثل ارتفاع أسعار السلع وتدهور القوة الشرائية، وبخاصة للطبقات المتوسطة، تحولاً مهماً مع رصد تراجع قيمة الريال وتدهور مستوى الإنتاج الوطني، بل إن الأوساط المالية رفعت أصواتها من أجل مكافحة الفساد وسط المسؤولين، كما يواجه التهديد الاقتصادي في ضعف البنية التحتية سيلاً من الاحتجاجات الاقتصادية التي تتساءل لماذا أظهرت البلاد ضعفاً اقتصادياً في مواجهة المعركة؟
قوة التهريب
وأظهرت نقاشات أن الاقتصاد يعاني قوة تهريب السلع من أبسط المواد حتى أخطرها، بل إن المعطيات تشير إلى غياب رقابة مالية لم يعترف بها النظام في كل أوقات الحرب والسلم، وتذكر أن ضعف الاقتصاد كان سبباً رئيساً في طلب إيقاف المعركة، وفي الوقت ذاته أظهرت منظومة الدفاع الإيراني عجزاً في المواجهة مهما حاولت السلطات إخفائها بضربات عسكرية ضد إسرائيل ليست كلها ناجحة.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعلى رغم التهويل الإعلامي في أحاديث مختلفة فإن الأوساط الاقتصادية تشير إلى أن طهران لم تكن مستعدة للمعركة، بل أن التمرد الاقتصادي المحلي كان طاغياً من إضرابات سائقي الشاحنات والمعلمين، فوقعت طهران في الورطة، فمعركة يونيو (حزيران) الماضي ليست كما بعدها، ولذلك تعلو الأصوات ولا مجال لغض النظر عن تدهور البلاد، فسماؤها باتت مكشوفة والضجيج حول الانتصار لا يخفي أن الاقتصاد الإيراني تحت وطأة سلسلة أزمات تبدأ بتجاوز معدلات الفقر مستويات قياسية، مع زيادة كبيرة وقياسية في معدلات التضخم، إضافة إلى انتشار البطالة والانهيارات المتسارعة للعملة المحلية في مقابل الدولار الأميركي، ومع إعلان إسرائيل الهجوم على كثير من المواقع الإيرانية، يبقى السؤال الأهم هل يتحمّل الاقتصاد الإيراني الدخول في حروب مباشرة؟
صورة النقد الدولي
منتصف الشهر الماضي رسم "صندوق النقد الدولي" صورة مقلقة للتدهور الاقتصادي والتضخم الشديد وانكماش الاقتصاد وزيادة عجز الموازنة في إيران، مما قد يكون مؤشراً إلى عدم استقرار طويل الأمد، وتوقع أن يبلغ نمو الاقتصاد الإيراني عام 2025 نسبة 0.3 في المئة وحسب، في حين توقع في تقرير سابق صدر في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 نمواً بنسبة ثلاثة في المئة، وهذه أرقام قبل المعركة، لكن المتوقع سيكون عكس ذلك مع تزايد العقوبات والانخفاض الحاد في الإيرادات إضافة إلى الضغوط المتزايدة للعقوبات الأميركية.
وقال الصندوق إن قطاع النفط، العمود الفقري للاقتصاد الإيراني، سيشهد مزيداً من الضرر خلال الظروف الحالية، وقدر أن ينخفض إنتاج وتصدير النفط الإيراني خلال العام المقبل بمقدار 300 ألف برميل يومياً، وفي سياق الأزمات أعلن مركز الإحصاء الإيراني أن معدل التضخم الشهري للسلع الأساس بلغ 3.9 في المئة خلال الشهر الأول من العام الإيراني الجديد الذي بدأ في الـ 21 من مارس (آذار) الماضي، وهو أعلى مستوى يسجله هذا المؤشر خلال الأشهر الـ 17 الماضية.
عجز مستمر
وبالعودة لتقرير "صندوق النقد الدولي" فمن المتوقع أن ينخفض إجمال الصادرات الإيرانية، بما في ذلك النفط والسلع غير النفطية والخدمات، بنسبة 16 في المئة هذا العام، لتصل إلى 100 مليار دولار، كما ستنخفض الواردات 10 في المئة لتصل إلى 98 مليار دولار، ونتيجة لذلك سيكون الفائض التجاري الإيراني ملياري دولار وحسب، مقارنة بـ 10 مليارات دولار العام الماضي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شبكة عيون
منذ 13 دقائق
- شبكة عيون
"إس آند بي": المشاريع الكبرى في السعودية بحاجة إلى سوق دين نشطة
"إس آند بي": المشاريع الكبرى في السعودية بحاجة إلى سوق دين نشطة ★ ★ ★ ★ ★ الرياض- مباشر: أكد تيموشين إنجين، العضو المنتدب ورئيس قسم البحوث والاستراتيجية في المملكة بشركة "إس آند بي غلوبال"، أن تنفيذ المشاريع العملاقة في السعودية، التي تتجاوز استثماراتها التريليون دولار خلال السنوات المقبلة، يتطلب وجود سوق دين نشطة لتوفير التمويلات اللازمة، على الرغم من متانة النظام المصرفي السعودي. وأشار إنجين، في تصريحات لقناة "الشرق"، إلى أن سوق إصدارات الدين في المملكة لا تزال في مراحلها الأولى، لكنها تتميز بالحيوية، وهو ما يظهر بوضوح في ارتفاع وتيرة الإصدارات خلال العام الماضي مقارنةً بالسنوات السابقة. ولفت إلى أن هناك جهوداً تنظيمية وتشريعية جارية لتطوير السوق، وهو ما سيُعزز من جاذبيتها أمام المستثمرين الأجانب، مؤكدًا أن تحفيز مشاركة رأس المال الأجنبي سيسهم في تنويع مصادر التمويل ودعم أهداف رؤية المملكة 2030. حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال آبل ستور أو جوجل بلاي للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوب اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك السعودية.. تابع مباشر بنوك السعودية.. اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك المصرية.. تابع مباشر بنوك مصر.. اضغط هنا ترشيحات السيسي يتلقى اتصالاً من زيلينسكي لبحث الأزمة الأوكرانية مجلس النواب المصري يوافق نهائيًا على مشروع قانون الإيجار القديم مباشر (اقتصاد) مباشر (اقتصاد) الكلمات الدلائليه السعودية مصر السيسي اقتصاد


شبكة عيون
منذ 14 دقائق
- شبكة عيون
الذهب يرتفع بدعم من تراجع التوظيف الأمريكي وآمال خفض الفائدة
الذهب يرتفع بدعم من تراجع التوظيف الأمريكي وآمال خفض الفائدة ★ ★ ★ ★ ★ القاهرة - مباشر : اختتمت أسعار الذهب تعاملات الأربعاء على ارتفاع، مدعومة ببيانات سلبية حول سوق العمل الأمريكي؛ ما عزز توقعات المستثمرين بشأن احتمالية استئناف مجلس الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة في المدى القريب . وارتفعت العقود الآجلة للذهب تسليم أغسطس بنسبة 0.30%، بما يعادل 9.9 دولار، لتصل إلى 3359.70 دولار للأوقية عند التسوية . وجاء هذا الصعود في أعقاب صدور تقرير مؤسسة "إيه دي بي" لشهر يونيو، الذي أظهر انخفاضاً غير متوقع في عدد الوظائف بالقطاع الخاص الأمريكي بمقدار 33 ألف وظيفة؛ وهو أول تراجع منذ أوائل عام 2023، مما عزز الرهانات على خفض الفائدة في الاجتماع المقبل للفيدرالي . وبحسب بيانات أداة "سي إم أي فيدووتش"، ارتفع احتمال خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماع يوليو الجاري إلى 23.3%، مقابل 20.7% في اليوم السابق . ويترقب المستثمرون عن كثب التقرير الشهري للوظائف المقرر صدوره غداً الخميس، وسط توقعات بإضافة الاقتصاد الأمريكي نحو 111 ألف وظيفة خلال يونيو، مقارنة بـإضافة 139 ألف وظيفة في مايو؛ ما قد يمنح إشارات أوضح بشأن مسار السياسة النقدية الأمريكية خلال الفترة المقبلة . حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال آبل ستور أو جوجل بلاي للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوب اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك السعودية.. تابع مباشر بنوك السعودية.. اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك المصرية.. تابع مباشر بنوك مصر.. اضغط هنا ترشيحات السيسي يتلقى اتصالاً من زيلينسكي لبحث الأزمة الأوكرانية مجلس النواب المصري يوافق نهائياً على مشروع قانون الإيجار القديم مباشر (اقتصاد) مباشر (اقتصاد) الكلمات الدلائليه أسعار السعودية مصر السيسي اقتصاد


البلاد السعودية
منذ ساعة واحدة
- البلاد السعودية
شراء طاقة الرياح
البلاد (الرياض) وقّعت الشركة السعودية لشراء الطاقة 'المشتري الرئيس' اتفاقية شراء الطاقة لمشروع ينبع لطاقة الرياح، الذي تبلغ سعته الإجمالية (700) ميجاواط، وباستثمارات تتجاوز (1.7) مليار ريال سعودي بنحو (458) مليون دولار أمريكي، مع تحالف يضم شركة ماروبيني وشركة أبناء عبد العزيز العجلان للاستثمار التجاري والعقاري (العجلان وإخوانه). ويقع المشروع في منطقة المدينة المنورة، وبتكلفة لإنتاج الكهرباء تبلغ (6.46755) هللة لكل كيلوواط – ساعة (1.72468) سنت أمريكي لكل كيلوواط – ساعة.