
الجبهة التركمانية تدعو السوداني لإعادة تشكيل حكومة كركوك لتحقيق "التوازن"
دعا رئيس الجبهة التركمانية العراقية، محمد سمعان آغا، يوم الأربعاء، رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني إلى التدخل المباشر لإعادة تشكيل الحكومة المحلية في كركوك، بما يضمن تمثيل المكون التركماني في إدارة شؤون المحافظة.
وقال آغا في تصريح لوكالة شفق نيوز "نذكّر رئيس الوزراء بما تم التباحث حوله في الاجتماع الأخير لائتلاف إدارة الدولة بشأن ضرورة ترصين الجبهة الداخلية، ونؤكد مطالبتنا بإعادة تشكيل الحكومة المحلية في كركوك برعاية مباشرة من رئيس الوزراء".
وأكد أن "من الضروري تحقيق التوازن القومي في جميع دوائر ومؤسسات الدولة داخل كركوك والأقضية والنواحي التابعة لها، سواء كانت أمنية أو خدمية أو اجتماعية، بما يعكس الشراكة الحقيقية والتنوع الوطني الذي تتميز به المحافظة".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


موقع كتابات
منذ 37 دقائق
- موقع كتابات
لماذا البرلمان عاجز أن يحاسب النزعة الانفصالية (للرئيس) ويوقف رحلات الرفاهية للمؤتمرات الأوروبية؟
*كل كردي يحلم بوحدة كردستان في المستقبل(1). ليس هذا هو أول رئيس كردي يطلق تصريحات رسمية تنفيذية تُمزق وحدة العراق، ويبدو أنه لن يكون الأخير، طالما أن نظام المحاصصة الطائفية يوفر درعًا منيعًا حصينا ضد المحاسبة ؟ وهذا التصريح الانفصالي ليس سوى صدى لتجاوزات سابقة من رؤساء سبقوه، دون أن يرف جفن للبرلمان أو الحكومة . أين المساءلة؟ أين الاستجواب؟ أم أن هؤلاء المسؤولين شركاء صامتون في هذه الجريمة بحق وحدة العراق، مكتفين بالتصفيق فقط لنظامٍ طائفي مذهبي يحمي مثل هؤلاء؟ وفي عرضٍ جديد عبثي بمصير العراق، يطل علينا رئيس الجمهورية العراقية بتصريحٍ يُعد خيانة دستورية موصوفة غير قابلة للجدال أو التأويل ، معلنًا صراحة لا لبس فيها بحلمه بـ'إنشاء دولة كردستان الموحدة' في تحدٍ صارخ لليمين الدستوري الذي أقسم فيه 'بالله العلي العظيم' أن يحافظ على وحدة العراق وسلامة أراضيه. هذا التصريح الذي ادلى به ، الذي ينتهك المادة 61 (سادسًا) من الدستور ويمزق نص اليمين الذي التزم فيه بحماية وحدة البلاد، ليس مجرد زلة لسان، بل إعلانٌ صريح بتجاهل المسؤولية الوطنية. لكن، هل يُحاسب الرئيس؟ كلا! ففي ظل نظام المحاصصة الطائفية، يبدو أن خرق الدستور أصبح مجرد هواية أخرى تضاف إلى قائمة هوايات النخبة الحاكمة، التي تتفنن في كيفية ايجاد الطرق المبتكرة لنهب خزينة الشعب. ومرة أخرى، يثبت (قادة) العراق أن الشفافية والنزاهة سوف تبقى دائما عدوتهم اللدودة . ففي شريط إعلامي متباهٍ على موقع الرئاسة، يظهر رئيس الجمهورية العراقية وهو يصل إلى 'مقر إقامته' في 'أشبيلية / أسبانيا ' لحضور المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية للفترة (30 حزيران – 3 تموز 2025) وكان قد سبقها قبل أسابيع فقط وصوله الى مدينة 'نيس / الفرنسية' لحضور مؤتمر الدول المطلة على المحيطات !؟ ولكن من دون أن يُفصح عن اسم الفندق أو عنوانه، كما لو أن هذه التفاصيل سرٌّ دبلوماسي خطير يندرج ضمن الامن القومي العراقي ويُخشى من كشفه. فهل كان فندق 'نيغريسكو' الفاخر، حيث تُكلف ليلة واحدة ما يعادل رواتب عشرات الموظفين العراقيين؟ أم ربما 'حياة ريجنسي'، حيث يمكن لجيش المستشارين والحاشية الاستمتاع بإطلالات البحر المتوسط بينما ما يزال يغرق العراق في الظلام؟ هذا الصمت المريب حول عنوان الإقامة وتكاليفها المادية ومع صرفيات جيش المستشارين وتكاليف سفراتهم المليونية ليس سوى حلقة جديدة في مسلسل نهب ثروات الشعب، حيث تُبدد عشرات الملايين في مؤتمرات دولية لا تعني العراق في اي شيء ، بينما يُترك العراقيون يتصارعون مع الجوع وانعدام الخدمات المعيشية. إن هذا الغموض لن يحمي النخبة من المسائلة البرلمانية في يوم من الايام ؟ ولكن البرلمان الذي يجب أن يكون عين الشعب على كيفية صرف إيرادات النفط نراه اليوم مثل السابق وحتى في قادم الأيام مشلول وعاجز كليا عن استضافة فخامة (الرئيس) لغرض الكشف عن مدى صرفيته المادية ومع حاشيته وكلها على حساب الخزينة العامة ومن حق الشعب الذي سيُطالب بإجابة صريحة وواضحة: أين أنفقتم أموالنا؟ ولماذا على محيطات لا نملكها، وتنمية نحن ما زلنا بعيدا عنها وبينما شعبكم يتضور جوعًا وفقرا ومرضا؟ وفي فصلٍ جديد من مسرحية رواية الفساد التي لا تنتهي وما زالت مستمرة طوال أكثر من 22 عامآ ، يصل فخامة (الرئيس) إلى إشبيلية، برفقة جيشٍ جرار من المستشارين والحاشية، ليشارك في المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية، دون أن يُفصح عن أي تفاصيل حول الفندق الذي يُلقي بثروات الشعب العراقي. هل كان فندق 'ألفونسو الثالث عشر'، حيث تُكلف الليالي الفاخرة آلاف الدولارات، أم 'بارسيلو ريناسيميينتو' القريب من مراكز المؤتمرات، ليتمتع الوفد بإقامة تليق بأمراء النفط لا بممثلي شعبٍ جائع؟ هذا الصمت البرلماني المريب على الاستدعاء والمحاسبة ليس سوى ستارٍ يخفي تبذيرًا بملايين الدولارات في مؤتمر لا يخدم العراق، الذي يعاني أزمات الرواتب والخدمات. بينما يتصارع العراقيون مع الفقر والجوع والمرض وانقطاع الكهرباء، يتجول قادتنا في إشبيلية، ممولين من خزينة الشعب، في رحلةٍ سياحية أقرب إلى العطلة الترفيهية منها إلى الدبلوماسية. أيها السادة، إن كنتم تظنون أن سرية إقامتكم الفارهة ستنقذكم من غضب الشعب، فانتظروا؟ وسيُطالبكم الشعب: أين أنفقتم أموالنا؟ ولماذا على مؤتمرات لا ناقة لنا ولا جمل فيها؟ اليوم أصبحت كلمة 'الشفافية' و 'النزاهة' و 'الكفاءة' في العراق (الديمقراطي) الجديد ــ هكذا دائمآ يوصف في الإعلام الرسمي الموجه ــ يبدو كحلم بعيد المنال. بينما لا يزال يُعاني العراقيون من عدم توفر وإيجاد حلول جذرية من جفاف الأنهار وعدم توفر مياه صالحة للشرب وتدمير الأراضي الزراعية نتيجة للجفاف وانقطاع الكهرباء وانهيار الخدمات، ولكن نرى كيف تُبدد عشرات الملايين من خزينة الشعب على مؤتمر لا ناقة لنا ولا جمل فيه، فقط ليتباهى الوفد (الرئاسي) بصور تذكارية وتسوق فاخر من ارقى المحلات التجارية وماركاتها العالمية من الملابس والعطور والمجوهرات . هذا الصمت المريب حول تكاليف الإقامة ليس سوى دليل جديد على نهبٍ ممنهج، يُدار تحت ستار الدبلوماسية، فيما يُترك الشعب العراقي يتساءل: أين ذهبت ملياراتنا؟ ولماذا تُنفق على محيطات وهمية بينما نغرق في الفقر وتنمية ليس موجودة ولا نكاد نراها إلا للنخبة الحاكمة فقط ؟. وتتكشف يومآ بعد يوما عن تسريبات بأن هناك مستشارين مخصصين للسيدة الأولى، مهمتهم الوحيدة هي البحث عن مؤتمرات دولية تُعقد في دول الاتحاد الأوروبي، أمريكا، كندا، أو الدول الآسيوية المتقدمة مثل اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة. أما المؤتمرات في الدول الأفريقية الفقيرة؟ فهي مرفوضة بشدة! لماذا؟ لأن أجواءها 'حارة جدًا' ولا تُناسب ذوق الرفاهية للسيدة الأولى وفخامة (الرئيس) . بل إن العراق، حتى لو لم يُدعَ لهذه المؤتمرات، يُرسل كتبًا رسمية عبر سفاراتها لتذكير الدول المنظمة بضرورة دعوته، كما لو أن حضور هذه المناسبات هو قضية حياة أو موت، بينما الشعب يصارع من أجل لقمة العيش.لكن النكتة السوداء الأكبر جاءت على لسان الرئيس نفسه، الذي كشف في تصريحٍ حديث عن حلمه بـ'تقسيم العراق' من خلال إنشاء دولة ما تسمى بـ ((كردستان)) الموحدة، في تناقض صارخ مع يمينه الدستوري الذي يُلزمه بالحفاظ على وحدة البلاد. يا للعجب! رئيسٌ يُقسم على الدستور ثم يخرقه بكل جرأة، دون أن يرف له جفن، ودون أن يُحاسبه مجلس (النواب) أو يُطالب بإقالته. لماذا؟ لأن نظام المحاصصة الطائفية والمذهبية يحمي هؤلاء المتأنقين، الذين يفضلون قضاء وقتهم في رحلات سياحية مموهة باسم الدبلوماسية على مواجهة أزمات شعبهم. بينما يتصارع العراقيون مع أزمات الرواتب بين بغداد وأربيل، وينتظرون كهرباءً لا تأتي ومستشفياتٍ لا تعالج، ودواء مفقود , يتجول (قادة) العراق في عواصم الرفاهية الاوربية، ممولين من خزينة شعبٍ يتضور جوعًا . إنها ليست مجرد فضيحة، بل خيانة موصوفة. هؤلاء الذين يبحثون عن المؤتمرات في أوروبا وآسيا وامريكا، ويتجاهلون أفريقيا لأنها 'لا تُناسب' ذوقهم الراقي وحرارة شمسها ، يظنون أن الشعب سيظل صامتًا إلى الأبد. لكن غضب العراقيين يتصاعد، وعلى البرلمان ان يتحرك لغرض الاستجواب ليس فقط على التصريح الرسمي للرئيس ونزعته الانفصالية الواضحة ولكن على مدى ما بلغ بسفرات الرئيس للخارج لحضور المؤتمرات مع مرافقته لجيش من المستشارين والاصدقاء والاقرباء وهل هذه هي (القيادة) التي يستحقها العراق؟ حكامٌ يرمون بمليارات الدولارات في مؤتمرات لا تعنينا، بينما يتركون شعبهم يغرق في الديون وانعدام الخدمات؟. (1)


موقع كتابات
منذ 37 دقائق
- موقع كتابات
الفيليون: تعبت اقلامنا وبحت اصواتنا
نحن نقراء في الكثير من المرات ما يكتبه كتابنا الاجلاء بحرص حول ما يعانية الكورد الفيليون منذ بداية تشكيل الحكومة العراقية الاولى عام 1921 ولحد اليوم والذي اشتهرهذا المكون برفض الظلم ومقاومته له رغم كل المعاناة ، فهم على علم بأن الحياة لا تسير أبدًا في خطٍ مستقيمٍ فهي لا تصفو لأحد فالمشقة والشدائد والمصائب والبلايا ضيفٌ وهي حقيقة يؤكدها الله تعالى في القرآن الكريم حيث يقول سبحانه وتعالى في الآية 4 من سورة البلد 'لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ' يكابد فيها المشقة والمصائب فهذا أمرٌ حتميٌّ في هذه الدنيا فقد جعلها الله وسيلةً لتصفية نفوس النَّاس ومعرفة الصَّادقين من المنافقين وذلك لأنَّ المرء قد لا يتبيَّن في أوقات الرَّخاء لكنه يتبيَّن في أوقات الشِّدَّة ، ان شدائد الزمان هي محكٌّ لإيمان المرءِ واختبارٌ لصبر المحتسبين وثْباتهم عند حصول المصائب والبلاء ليتبين الصادق من الكاذب والصابر والشاكر ان الجهود المبذولة حتّى الان من قبل شرائح مختلفة من الكتاب والمحللين والمساهمين في الكتابة حول القضية الفيلية بلاشك مشكورة ولكن لا تكفي لتوثيق واستجلاء جوانبها المختلفة فالمصيبة كبيرة في حدي ذاتها ولعل التقصير يقع على اهلنا في البداية وممن يتحملون المسؤولية التنظيمة الغارقون في غياث لذائذ اعمالهم واهملهم الجانب الانساني ، وتقع مسؤولية كبيرة على ابناء المكون انفسهم ان يستنهضو جهودهم و أن يشمّروا عن سواعدهم لسدّ هذه الفجوة، فالذاكرة التاريخية والقضية الإنسانية تخصهم اولا واخراً وتحتّمان تسجيل كلّ الأبعاد الثقافية والتاريخية والاجتماعية لإبادة الجماعية التي لحقت بهذا المكون الاصيل ، المطلوب من الاخوة الذن استلموا المسؤوليات باسم المكون الفيلي او الذين يعملون في المنظمات التي تحمل اسم هذا المكون لابد ان يكون الاهتمام بالهوية كدافع اول لهذه المسؤولية وعدم الاكتفاء بحملهم الالقاب والجلوس خلف المناضد الملونة المغرية بالشكل وخلوها من تحقيق الاهداف العامة والاكتفاء بالمصالح الشخصية والفئوية وعليهم دراسة التاريخ السياسي والاجتماعي للكورد الفيليين ضمن هذين المنظومين ومن ثمة تناول الابعاد التاريخية للإبادة الجماعية التي لحقت بهم ، لانه كان اضطهادًا منهجيًا لهذا المكون من قبل نظام البعث بين عامي 1980 و1990 لثلاثة أسباب معروفة اولا لأنهم كورد يعتزون بهويتهم وهم جزء من المكون الكوردي الاصيل صاحب الحق في هذه الارض بشهادة التاريخ، وثانيا لأنهم من الطائفة الشيعية و يحترمون مذهبهم ويساهمون في احياء مناسباته، والثالثة لأنهم اوفياء للوطن بتضحاتهم المعروفة في مقاومة كل اشكال الظلم الذي مس الشعب العراقي وانضموا للحركة الوطنية العراقية والقومية والدينية ، لقد اقتيد على اثر اصدار القرارات الجائرة أكثر من 600 ألف إنسان بين عام 1980الى عام 1990 بمختلف الاعمار مع الاحتفاظ بعشرات الاف من الشباب في السجون وتم تصفيتهم دون ايجاد اي اثر لهم رغم هذه السنوات من التغيير في النظام عام 2003 وأخذوا من منازلهم ومدارسهم وأماكن عملهم الى مديرية الامن العامة ووحداتهم العسكرية إلى مكاتب سجون الانضباط العسكري من بغداد والمحافظات الاخرى من العراق ، بعد أن جردوا من الوثائق الرسمية (شهادات الميلاد وجوازات السفر والشهادات المدرسية والجامعية، وصكوك الملكية، وعقود الزواج، وغيرها)، يخضعوا للتفتيش الجسدي والاستجواب، وتعرضوا للإهانة بشتى الطرق، ثم وُضعوا في شاحنات وحافلات و اقتيدوا إلى المناطق الحدودية الشرقية. وكانوا يحملون الجنسية العراقية وشهادة الجنسية العراقية وامتلاكهم الاملاك والشركات ولهم دور كبير في الاقتصاد العراقي المؤثر. أدت هذه الحملات اضطهاد و تهجير ونفيهم وابعادهم عن أراضي أجدادهم. بدأ الاضطهاد عندما تعرّض عدد كبير من الأكراد الفيليين لحملة كبيرة من قبل النظام الصدامي الهمجي بدأت بإصدار بدأت بإصدار قرار RCCR المنحل بالقرار666 الذي حرم الكورد الفيليون من الجنسية العراقية واجريت عمليات الإعدام الممنهجة بحق شريحة كبيرة من مختلف الاعمار والاجناس من ابنائهم التي امتدت الى مختلف المحافظات العراقية دون استثناء وتغيب اثرهم . أخيرا ملاحظة مهمة للاخوة للعاملين في الساحة السياسية :أن تباين المواقف السياسية للأحزاب الفيلية في ما بينها، ولا سيما بشأن التحالف مع القوى السياسية الرئيسة في البلاد والالتجاء الى كيانات اخرى يؤكد الضرورة العودة الى تجاوز تلك الخلافات فيما بين، و خلق تشكيل يعمل على تنظيم وتنسيق الجهود لضمان تمثيل فاعل للكورد الفيليين في الانتخابات القادمة، والدفاع عن حقوقهم المشروعة في مختلف المجالات، بما يخدم المصلحة العامة ويعزز من وحدة الصف الفيلي ضمن اطار تحالف واحد ولا نظن ان التشتت الذي نشاهده اليوم في الساحة الفيلية يؤدي الى نتيجة مرضية إلا بالعمل الموحد.


موقع كتابات
منذ 37 دقائق
- موقع كتابات
الماذا دعمت إيران المسلمين في حرب البوسنة؟
١- في بداية تسعينيات القرن العشرين ومع تفكك يوغوسلافيا بدأت البوسنة والهرسك تسعى للاستقلال عن الدولة اليوغوسلافية التي كانت تضم عدة قوميات وبعد استفتاء شعبي في عام 1992 أعلن المسلمون والكروات استقلالهم بينما رفض الصرب ذلك وأقاموا كيانًا انفصاليًا بدعم من صربيا اندلعت الحرب بعد هذا الإعلان وشن صرب البوسنة حملة عسكرية شرسة استهدفت المسلمين والكروات وشهدت البلاد حصار المدن وارتكاب مجازر جماعية كان أبرزها مجزرة سربرنيتسا تعود أسباب الحرب إلى تصاعد النزعة القومية الصربية ومحاولات السيطرة على أراضي البوسنة وفشل المجتمع الدولي في منع العدوان مما أدى إلى تفوق عسكري لصالح الصرب وهو ما دفع بالبوسنيين إلى طلب المساعدة من دول إسلامية مثل إيران التي بدأت بدعمهم في ظل الحصار الدولي المفروض ٢-في الوقت الذي خذل فيه العالم المسلمين في البوسنة وتخلت الدول الكبرى عن واجبها الإنساني والأخلاقي ووقفت تتفرج على واحدة من أبشع المجازر في أوروبا الحديثة كانت القوات الصربية تمارس القتل والتهجير والتطهير العرقي ضد المدنيين العزّل من الشعب البوسني المسلم دون أن تحرك المنظمات الدولية ساكنًا واكتفى كثير من العرب والمسلمين ببيانات الشجب والاستنكار أو ببعض المساعدات الإنسانية المحدودة التي لم تكن قادرة على وقف آلة الحرب ولا على حماية شعب يُباد أمام أنظار العالم قُدّر عدد القتلى بما يقارب ثلاثمئة ألف من المسلمين بينهم أطفال ونساء حوامل وعجزة في مشاهد يندى لها جبين الإنسانية وتتناقض مع كل المواثيق الدولية وسط هذا الصمت المطبق برز موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي قدّمت دعمًا حقيقيًا ومباشرًا للمسلمين في البوسنة لم يكن دعمًا دعائيًا ولا خطوة تكتيكية بل كان نابعًا من قناعة دينية وإنسانية تعتبر نصرة المظلوم واجبًا شرعيًا لا يرتبط بحسابات الربح والخسارة ولا بتوازنات القوى كانت إيران من الدول القليلة التي مدّت يد العون للمقاتلين البوشناق وساعدتهم في الصمود أمام آلة القتل المدعومة من صربيا ومرتزقة الخارج وقدّمت دعمًا سياسيًا عبر المحافل الدولية وإسنادًا عسكريًا تمثل في إيصال السلاح وتدريب بعض الوحدات على الدفاع وتوفير قدر من المساعدات التي تعين على البقاء في ظل الحصار والجوع والنار ورغم كل ما قدمته حاولت بعض الأطراف المشبوهة تصوير هذا الدعم على أنه محاولة لنشر التشيع أو لتصدير الثورة الإسلامية إلى قلب أوروبا لكن الواقع أن الشعب البوسني بقي على هويته السنية ولم تتغير بنيته المذهبية لا قبل ولا بعد الحرب كما أن النخبة الإسلامية البوسنية في حينها تعاملت مع الدعم الإيراني كرافد ضمن شبكة دعم إسلامي أشمل لا كبديل عن خياراتها الداخلية ولم تستجب لأية ضغوط تغيّر من طبيعتها العقائدية أو الوطنية .إن قراءة الدور الإيراني في حرب البوسنة لا يمكن أن تنفصل عن السياق الأخلاقي والإنساني الذي أحاط بتلك المرحلة إذ كانت إيران تملأ فراغًا تسببت فيه القوى الكبرى بتخاذلها وكانت تحاول أن تقف في صف شعب مسلم يواجه الفناء دون أن تُطرح في ذلك الوقت حسابات المذهب أو الجغرافيا أو النفوذ الإقليمي كان الموقف موقفًا إسلاميًا وإنسانيًا بالدرجة الأولى وإذا كان للدول مصالح فإن من الظلم اختزال كل دعم في نوايا خفية أو مشاريع أيديولوجية دون النظر إلى حجم الكارثة التي كانت قائمة بالفعل ٣-كان الدعم الإيراني للمسلمين في البوسنة متعدد الأوجه وتكاملت فيه الأبعاد السياسية والعسكرية والإنسانية بحيث لم يكن مجرد موقف مؤقت بل مسار استمر لعدة سنوات وسط ظروف دولية معقدة وحصار خانق فرض على الحكومة البوسنية الناشئة في سراييفو ومنع عنها السلاح في الوقت الذي كانت فيه قوات صرب البوسنة تتلقى دعما مفتوحا من بلغراد ومن جهات أخرى في الجانب السياسي عملت إيران على الاعتراف المبكر باستقلال البوسنة وسارعت إلى فتح سفارتها في سراييفو رغم الظروف الأمنية الصعبة وكانت من أبرز الدول الإسلامية التي استخدمت منابر منظمة المؤتمر الإسلامي والمحافل الدولية الأخرى للدفاع عن قضية البوسنة وفضح الجرائم الصربية بحق المسلمين كما لعبت دورا في حشد الرأي العام الإسلامي لمناصرة البوشناق سياسيا ودبلوماسيا والضغط من أجل كسر العزلة المفروضة عليهم أما في الجانب العسكري فقد اتخذ الدعم الإيراني أشكالا مباشرة وغير مباشرة فبالرغم من الحظر الدولي المفروض على تسليح أطراف النزاع في البوسنة إلا أن إيران استطاعت إيصال كميات من الأسلحة والذخائر إلى القوات البوسنية عبر طرق سرية وعبر أراضٍ تسيطر عليها بعض الدول المتعاطفة كما أرسلت بعض المستشارين والخبراء العسكريين للمساعدة في التدريب والتهيئة الدفاعية وقد أكد مسؤولون بوسنيون سابقون أن طهران قدمت مساعدات عسكرية حقيقية أسهمت في تحسين قدرات جيش البوسنة الوليد في مواجهة قوات صربية كانت مدججة بالسلاح الثقيل والخبرة القتالية وفي الجانب الإنساني كان لإيران حضور عبر مؤسسات إغاثية وجمعيات مدنية أرسلت المساعدات الغذائية والطبية إلى المدنيين في مناطق النزاع كما أنشأت مستشفيات ميدانية في بعض المناطق التي تتعرض للقصف وكانت تسعى لتوفير الحد الأدنى من الرعاية في ظل الحصار والجوع والبرد الذي فتك بآلاف الأسر البوسنية خلال شتاء الحرب القاسي كما يضاف إلى ذلك البعد الثقافي والديني حيث حاولت إيران إقامة بعض المراكز الثقافية بعد الحرب لكنها لم تحقق اختراقا واسعا في البنية المذهبية للسكان الذين ظلوا على انتمائهم السني التقليدي ما يدل على أن البعد الدعوي لم يكن له الأثر الحاسم كما ادعت بعض الأطراف بل إن الطابع الغالب لذلك الدعم ظل إغاثيا وقتاليا في سياق الدفاع عن النفس والبقاء وليس تغيير الهوية الدينية أو المذهبية وإذا ما قُورن الدعم الإيراني بمواقف بعض الدول العربية والإسلامية التي اكتفت بالخطابات أو بالمساعدات الرمزية فإن موقف إيران في تلك المرحلة كان لافتا على مستوى الفعل والتأثير وخاصة حين كانت العاصمة سراييفو ترزح تحت الحصار والقصف ولم تكن الكثير من العواصم الإسلامية تجرؤ على اتخاذ موقف عملي مباشر في المحصلة لا يمكن إنكار أن لإيران مصالح وأهدافا مثل أي دولة في العالم لكن في حالة البوسنة تحديدا فقد تلاقت تلك المصالح مع واجب أخلاقي وديني تجاه شعب مسلم أعزل كان يواجه خطر الإبادة أمام أعين العالم وصمته ٤-في نهاية المطاف يمكن القول إن الدعم الإيراني لمسلمي البوسنة خلال الحرب لم يكن تفصيلا عابرا في سياق الصراع بل شكّل أحد أوجه المواجهة التي ساعدت الحكومة البوسنية الناشئة على الصمود في وجه آلة القتل الصربية وقد جاء هذا الدعم في مرحلة فارقة حين كانت الدولة البوسنية محاصرة دبلوماسيا ومعزولة عسكريا بينما كان خصومها يتلقون الدعم اللامحدود من دول إقليمية ودولية كبرى نجحت إيران في كسر بعض الحواجز التي فرضها الحظر الدولي على تسليح جيش البوسنة وأسهمت في نقل التجربة القتالية لبعض الوحدات إضافة إلى دعمها للحراك الدبلوماسي البوسني في المحافل الإسلامية والدولية كما ساعدت من خلال المؤسسات الإغاثية في تخفيف بعض الأعباء الإنسانية المترتبة على الحصار والجوع والتشريد الذي طال مئات الآلاف من المدنيين لكن رغم هذا التأثير الميداني فإن النتائج السياسية للدعم الإيراني بعد الحرب لم تكن بحجم التوقعات فقد واجهت طهران تحديات حقيقية في دعم المسلمين هنالك دون ان تنظر للقضية الطائفية ضمن مجال دعمها بقدر ماكانت ترسيخ وتثبيت الوجود الإسلامي بغض النظر عن الطائفة داخل البوسنة وبعد توقيع اتفاق دايتون للسلام حيث بدأ الغرب بقيادة الولايات المتحدة بإعادة ترتيب المشهد السياسي والأمني في البلاد وفق توازنات تخدم المصالح الأوروبية الأمريكية وبرز في تلك المرحلة أدوار لبعض الدول العربية وتركيا التي ارتبطت بعلاقات ثقافية وتاريخية أعمق مع البوسنيين كما أن البنية الدينية والثقافية في البوسنة ظلت محافظة على طابعها السني التقليدي وكان ذلك واضحا في استمرار التيار الإسلامي المحلي في البوسنة ضمن الإطار السني المعتدل دون تحولات مذهبية أو اصطفافات فكرية ورغم ذلك فإن موقف إيران خلال الحرب يبقى في نظر كثير من المراقبين موقفا استثنائيا بالمقارنة مع حالة التخاذل العربي والإسلامي العام فقد عبّر عن نوع من التفاعل العملي مع مأساة شعب مسلم في لحظة ضعف تاريخية وكان في مضمونه يحمل بعدا استراتيجيا وإنسانيا في آن معا ويصعب فصله عن موقع البوسنة كرمز من رموز الهوية الإسلامية في أوروبا إن تقييم الدعم الإيراني للبوسنة لا يجب أن يُبنى فقط على النتائج السياسية اللاحقة بل يجب النظر إليه أيضا من زاوية الواجب الأخلاقي الذي افتقده كثيرون في تلك المحنة ولعل ما يميز ذلك الدعم أنه جاء في لحظة لم يكن فيها كثير من الأطراف يجرؤون على تجاوز الخطوط الحمراء الدولية بينما كانت البوسنة تحترق وتستغيث ..