
الجيش يستعيد منطقتين بشمال كردفان والقتال في الفاشر يتصاعد
وبثت منصات مساندة للجيش مقاطع فيديو لمجموعة جنود من أمام مدخل منطقة كازقيل (تبعد نحو 45 كيلومتراً جنوب مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان) يلوحون بعلامة النصر، فضلاً عن تأكيد سيطرتهم على المنطقة وتوعدهم باستمرار تقدمهم لتحرير بقية مناطق غقليم كردفان التي ما زالت تحت قبضة "الدعم السريع". كما أظهرت بعض المقاطع استيلاء الجيش على مركبات قتالية وأسلحة متنوعة.
وبحسب مصادر عسكرية فإن الجيش مهد لهذه العملية بقصف عنيف بالطيران الحربي خلف خسائر كبيرة وسط "الدعم السريع"، وأجبرها على التراجع إلى منطقة الحمادي، مما مهد الطريق لاستعادة منطقة الدبيبات، ومنها الاتجاه لاسترداد المناطق التي تسيطر عليها هذه القوات وإعلان إقليم كردفان خالياً منها. وتوقعت المصادر نفسها تواصل حدة المعارك في كردفان التي تعدها "الدعم السريع" خط الدفاع الأول عن مناطق سيطرتها، بينما يهدف الجيش إلى إحراز تقدم باتجاه دارفور.
وأفادت وسائل اعلام محلية بأن "الدعم السريع" دفعت بتعزيزات عسكرية إلى المنطقة في محاولة لعرقلة تقدم الجيش.
وتبادل الجيش و"الدعم السريع" السيطرة على منطقة كازقيل، حيث استعادت الأخيرة السيطرة عليها نهاية مايو (أيار) بعد استعادتها منطقتي الخوي والحمادي، بعد نحو ثلاثة أسابيع من سيطرة الجيش عليها.
غارات جوية
في المحور نفسه شن طيران الجيش غارات جوية نوعية ومكثفة استهدفت تجمعات تتبع لـ"الدعم السريع" في منطقة الجنينة جنوب مدينة بارا بولاية شمال كردفان، أسفرت عن تدمير ست عربات قتالية، وأفادت مصادر ميدانية بأن هذه الغارات تأتي في إطار التصعيد العسكري الذي تشهده المنطقة، إذ أحدثت حالاً من الإرباك وسط تحركات "الدعم السريع" فضلاً عن اختلال تمركزاتها.
وفي شمال كردفان تسيطر "الدعم السريع" على محلية بارا بصورة كاملة، فضلاً عن 80 في المئة من محليتي أم دم حاج أحمد، وجبرة الشيخ، مع سيطرة كاملة على سودري، بينما يحتفظ الجيش بمحليات أم روابة والرهد أبو دكنة وشيكان. واحتدمت المعارك بين الطرفين في كردفان بعدما أحكم الجيش السيطرة على ولاية الخرطوم وبقية ولايات الوسط مطلع العام الحالي.
حركة نزوح
في الأثناء دفعت الأوضاع الإنسانية الصعبة عشرات الآلاف من سكان مناطق ولاية شمال كردفان إلى النزوح نحو مدينة الأبيض عاصمة الولاية. وأشار مفوض العون الإنساني بولاية شمال كردفان محمد إسماعيل إلى أن أكثر من 600 أسرة، ونحو 30 ألف شخص، نزحوا من القرى الواقعة شمال بارا، بسبب الأوضاع العسكرية في المنطقة، وأوضح أن مدينة الأبيض استقبلت أعداداً كبيرة من النازحين، في موازاة تسجيل عدد من الوفيات والإصابات وباء الكوليرا. وبين إسماعيل أن مدينة الأبيض تشهد تدفقات مستمرة للنازحين من مناطق الخوي وجنوب المدينة وبارا، مشيراً إلى أن القرى المستهدفة لا تشهد أي أنشطة عسكرية.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
محور دارفور
في محور دارفور تجدد القتال في مناطق عدة بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، مما أدى إلى وقوع انفجارات عنيفة جنوب غربي المدينة جراء القصف المدفعي المتبادل بين الجيش و"الدعم السريع"، ووفقاً لشهود، فإن "الدعم السريع" بادرت بقصف منطقة سوق المواشي الرئيسة في المدينة الواقعة في الجزء الجنوبي الغربي، إضافة إلى قصفها مقر قيادة الفرقة السادسة - مشاة التابعة للجيش، بينما وجه الأخير والقوات المساندة له مدفعيته باتجاه تمركزات "الدعم السريع" في الناحية الجنوبية الشرقية من المدينة. وتابع الشهود "حقق الجيش وحلفاؤه من الحركات المسلحة تقدماً ملحوظاً في المحور الجنوبي الغربي من المدينة، فضلاً عن تحييدهم قناصين موجودين في مبانٍ مرتفعة في أحياء أم شجيرة والثورة، كما تصدوا لمحاولات تسلل لأفراد من 'الدعم السريع' أسفرت عن مقتل عديد منهم".
أوضاع حرجة
إلى ذلك أشارت غرفة طوارئ معسكر أبو شوك للنازحين في مدينة الفاشر إلى مقتل أكثر من 45 شخصاً خلال يونيو (حزيران) الماضي نتيجة القصف المدفعي المتواصل الذي تعرض له المعسكر، في وقت يواجه فيه السكان أوضاعاً إنسانية وأمنية حرجة. وبينت الغرفة في بيان أن "الدعم السريع" تواصل قصفها المدفعي على المخيم، مما تسبب في مقتل العشرات وتدمير منازل المدنيين. وأكدت أن الأسبوع الجاري شهد تصاعداً في حدة القصف، مما أدى إلى خسائر جديدة في الأرواح والممتلكات.
ويعاني سكان المعسكر غياباً تاماً للخدمات الأساسية، إذ توقف بعض المطابخ الجماعية وتوزيع السلال الغذائية، وسط شح حاد في المواد التموينية بالأسواق، مما أدى إلى تدهور الأوضاع المعيشية للسكان الذين يواجهون انعداماً في خدمات الصحة والغذاء والماء، إضافة إلى انعدام الأمن. وتزامن تصاعد المعارك بين الطرفين مع تفاقم الأزمة الإنسانية في الإقليم، وسط غياب أي تدخلات إنسانية كافية من المنظمات الدولية نتيجة تدهور الوضع الأمني وصعوبة الوصول إلى المناطق المتأثرة.
سوء التغذية
صحياً، أطلقت السلطات الصحية في ولاية الجزيرة بوسط السودان، ترتيبات عاجلة لتنفيذ مسح ميداني شامل يهدف إلى اكتشاف حالات سوء التغذية لدى الأطفال وتقديم العلاج الفوري لها، في محاولة لإعادة بناء القطاع الصحي الذي انهار بصورة كبيرة خلال فترة سيطرة "الدعم السريع" على الولاية. وتوقع مدير إدارة الرعاية الصحية الأساسية بالولاية فيصل شطة أن تشهد الفترة المقبلة انطلاق هذا المسح في عدد من المحليات لاكتشاف حالات سوء التغذية ومعالجتها، متعهداً التوسع في البرامج التدريبية للكوادر الطبية المتخصصة في هذا المجال.
وتأتي هذه الجهود في ظل الدمار الواسع الذي لحق بالبنية التحتية والخدمية في الولاية.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" ذكرت في وقت سابق أن 3.2 مليون طفل في السودان معرضون لسوء التغذية الحاد هذا العام من بينهم 770 ألف طفل يواجهون النوع الحاد الذي يجعلهم أكثر عرضة للوفاة بالأمراض بنحو 11 مرة.
ويعد أطفال السودان الفئة الأكثر تضرراً في النزاع المندلع منذ الـ15 من أبريل (نيسان) 2023، إذ يواجهون أخطار القتل والعنف الجنسي والاختطاف والتجنيد القسري في صفوف الجماعات المسلحة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رواتب السعودية
منذ 20 دقائق
- رواتب السعودية
ترامب: نتنياهو وحماس يريدان حلا في غزة
نشر في: 8 يوليو، 2025 - بواسطة: خالد العلي قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، «إنَّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحماس يريدان حلا في غزة». ووصف ترامب الوضع في قطاع غزة بـ «المأساوي»، مشيرا إلى أنه سيجتمع اليوم مع رئيس الوزراء الإسرائيلي (الذي يزور الولايات المتحدة) لمناقشة الوضع في غزة، وفق «العربية». من جانبه قال المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، إن النقاط الخلافية بشأن اتفاق غزة تقلصت من أربعة نقاط إلى واحدة، مبديا أمله في التوصل إلى اتفاق في غزة بحلول نهاية الأسبوع. المصدر: عاجل


حضرموت نت
منذ 21 دقائق
- حضرموت نت
وزيرا خارجية السعودية وإيران يبحثان التطورات في المنطقة
4 مايو/ وكالات بحث وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، خلال لقائه في مقر الوزارة بمنطقة مكة المكرمة، اليوم 'الثلاثاء'، مع نظيره الإيراني عباس عراقجي، الجهود المبذولة، لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. وذكرت وكالة الأنباء السعودية «واس»، أن وزير الخارجية السعودي التقى نظيره الإيراني عباس عراقجي وبحثا وآخر التطورات في المنطقة، والجهود المبذولة لتحقيق الأمن والاستقرار فيها. وتأتي هذه الزيارة في ظل تحركات دبلوماسية متسارعة تتعلق بالملف النووي الإيراني، بعد يوم من تأكيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رغبة واشنطن في استئناف المحادثات مع إيران. وكانت الولايات المتحدة، وجهت الشهر الماضي ضربات لمواقع نووية إيرانية، قال ترامب إنها دمرت بالكامل البرنامج النووي الإيراني، واستبعد أي تخصيب لليورانيوم من جانب إيران، وهو ما ترفضه طهران

سعورس
منذ 22 دقائق
- سعورس
ولي العهد يلتقي وزير خارجية إيران
وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وبحث مستجدات الأوضاع الإقليمية والجهود المبذولة تجاهها. وأعرب سمو ولي العهد عن تطلع المملكة إلى أن يسهم اتفاق وقف إطلاق النار في تهيئة الظروف لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، مؤكدًا موقف المملكة في دعم الحوار بالوسائل الدبلوماسية كسبيل لتسوية الخلافات. من جهته أعرب معالي وزير الخارجية الإيراني عن شكره للمملكة على موقفها في إدانة العدوان الإسرائيلي، وتقديره لجهود سمو ولي العهد ومساعيه لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة. حضر اللقاء صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع، وصاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، ومعالي وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني الدكتور مساعد بن محمد العيبان.