
إسرائيل ترفع وتيرة القتل اليومي في غزة وعمليات التهجير
وكان آخر هذه المجازر قصف مبنى حكومي كان يؤوي نازحين شرق مدينة غزة، ما أسفر عن سقوط عدد من الضحايا، معظمهم من الأطفال، وفق المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة، محمود بصل.
وقالت مصادر طبية لشبكة «الجزيرة» إن حصيلة الشهداء الفلسطينيين بنيران الاحتلال بلغت، منذ فجر الأربعاء وحتى وقت إعداد هذا التقرير، 78 شهيدًا.
وذكر التقرير الإحصائي اليومي لوزارة الصحة أن 142 شهيدًا وصلوا المستشفيات، وأُصيب 487 آخرون خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
في المقابل، أعلن جيش الاحتلال عن مقتل جندي وإصابة ثلاثة بجروح خطيرة شمال غزة.
ومن بين المجازر التي ارتكبها الاحتلال الأربعاء، واحدة أودت بحياة أربعة مواطنين جراء قصف الطيران الحربي الإسرائيلي منزلًا في شارع يافا شمال شرقي مدينة غزة، وهم رجل من عائلة زينو وزوجته واثنان من أبنائهما الأطفال.
كما ارتقى 5 شهداء وأُصيب آخرون، بعضهم بجروح خطيرة، جراء استهداف مخيم للنازحين في شارع الصناعة في حي تل الهوا جنوب غربي مدينة غزة.
وفي هجوم آخر، أُصيب عدد من المواطنين بنيران طائرة مسيّرة إسرائيلية استهدفت حي الكرامة شمال غربي المدينة، كما أُصيب آخرون في قصف استهدف تجمعًا مقابل محطة دلول للبترول في حي الزيتون جنوبي المدينة.
وجاء ذلك على وقع تصاعد القصف المدفعي والجوي على المناطق الواقعة شرق وجنوب شرق المدينة، من خلال استهدافات عنيفة طالت أحياء الشجاعية والزيتون والتفاح.
واستمرت هجمات جيش الاحتلال على مناطق شمال قطاع غزة، حيث يدفع جيش الاحتلال ما تبقى من السكان القاطنين في الأطراف إلى النزوح القسري نحو مدينة غزة.
أما في وسط القطاع، فاستمرت قوات الاحتلال في استهداف طالبي المساعدات الغذائية قرب «محور نتساريم»، وأعلن مستشفى العودة في مخيم النصيرات وصول 8 شهداء و55 إصابة، بينهم 17 حالة خطيرة، جراء استهداف الاحتلال للمواطنين المنتظرين على شارع صلاح الدين جنوب منطقة وادي غزة.
خسائر لجيش الاحتلال والمقاومة «تقصف سديروت»
وعاد المستشفى ليعلن استشهاد طفل في المنطقة ذاتها، حيث يقع بالقرب منها أحد مراكز توزيع المساعدات التي أقامتها قوات الاحتلال وتديرها شركة أمريكية تتبع «مؤسسة غزة الإنسانية».
وقال المكتب الإعلامي الحكومي، مندِّدًا بالمجزرة الجديدة، إن ما تُسمى «مؤسسة غزة الإنسانية» تساهم بشكل فعلي في «زرع الموت وارتكاب جرائم إعدام ميدانية ممنهجة بحق المدنيين الفلسطينيين المُجوّعين».
وفي مجزرة أخرى، استشهد أربعة مواطنين وأُصيب آخرون في قصف نفذته طائرة مسيرة إسرائيلية على مجموعة من المواطنين بالقرب من مسجد البخاري في شارع البركة بمدينة دير البلح.
كما أعلن مستشفى العودة عن استقبال إصابة خطيرة لسيدة حامل جراء قصف مدفعي إسرائيلي على مخيم المغازي.
ولم يسلم النازحون المقيمون في خيام الإيواء داخل مستشفى شهداء الأقصى من الاستهداف، حيث أُصيب عشرة منهم جراء قصف إسرائيلي لخيمة تؤوي نازحين هناك، وترافق ذلك مع استمرار القصف المدفعي العنيف على المناطق الواقعة شمال مخيمي النصيرات والبريج.
أما في مدينة خان يونس، فقد تعمّدت قوات الاحتلال استهداف النازحين في مناطق المواصي غربًا، رغم مزاعم الاحتلال بأن هذه المناطق «إنسانية»، ويطلب من سكان مناطق العمليات البرية التوجه إليها.
واستشهد 5 مواطنين في قصف على مناطق قرب المستشفى البريطاني الميداني ومخيم الصمود في المواصي، كما ارتقى شهيدان في قصف إسرائيلي لمنزل يعود لعائلة أبو شمالة في منطقة المواصي أيضًا، بينما جرى انتشال جثماني شهيدين من عائلة أبو خاطر، استشهدا إثر قصف إسرائيلي على منطقة معن شرقًا، كما استشهد مواطن جراء قصف على بلدة القرارة.
وذكرت مصادر طبية أن شهيدين من عائلة مقداد ارتقيا في استهداف قرب عمارة جاسر وسط المدينة، واستشهد مواطن ثالث في محيط المنطقة في وقت لاحق، وفيما يثبت أن الجيش الإسرائيلي يستهدف إيقاع أكبر خسائر بشرية ممكنة في صفوف المدنيين، أُصيب عدد من المواطنين، أغلبهم من الأطفال، جراء قصف لخيمة نازحين غرب المدينة نفذته طائرة مسيّرة.
واستمرت هجمات الاحتلال العنيفة على المناطق الواقعة شرق وجنوب ووسط المدينة، وهي المناطق التي يوسع فيها جيش الاحتلال من توغله البري.
أما في مدينة رفح، فقد استشهد خمسة مواطنين وأُصيب آخرون جراء استهدافهم من قبل جنود الاحتلال قرب مراكز توزيع المساعدات شمالي المدينة.
استشهاد مدير مستشفى
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، الأربعاء، استشهاد مدير المستشفى الإندونيسي، الدكتور مروان السلطان، وعدد من أفراد أسرته، جراء قصف إسرائيلي استهدف منزله في مدينة غزة. وقد استشهد مع السلطان زوجته وخمسة من أبنائه.
وأضافت أن «كل جريمة تُرتكب بحق الطواقم الطبية والإنسانية تؤكد المنهجية الدموية والإصرار المسبق على الاستهداف المباشر والمتعمد لهذه الطواقم».
ومنذ بدء الإبادة الجماعية في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، قتلت إسرائيل 1580 من أفراد الطواقم الطبية في قطاع غزة، وفق أحدث إحصائية صادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي.
كارثة إنسانية
ومع استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن العمليات العسكرية الإسرائيلية تكثفت منذ إصدار أمر النزوح الأخير يوم الأحد الماضي، حيث نزحت ما لا يقل عن 1500 عائلة من شمال غزة ومن الجزء الشرقي لمحافظة غزة، وانتقلت نحو الأجزاء الوسطى والغربية من المحافظة.
وقال: «بينما تتضاءل المساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية، يُحرم سكان غزة بشكل متزايد من وسائل البقاء على قيد الحياة»، مؤكدًا أن ذلك يمثل إنذارًا، ويتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة لتأمين فتح جميع المعابر وتسهيل العمليات الإنسانية، بما في ذلك تدفق الإمدادات المنقذة للحياة.
هجوم مركب للمقاومة
وتصدّيًا لهجمات الاحتلال، أعلن قائد ميداني في «سرايا القدس»، الذراع العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي»، أن فصيله نفذ «عملية مركبة نوعية» استهدفت عشرات الجنود ورتلًا من آليات الاحتلال في مربع الهدى شرق حي الشجاعية.
وقال إن العملية بدأت بتفجير حقل ألغام بالآليات المتوغلة، ما اضطر الجنود إلى دخول المنازل المجاورة بشكل هستيري، لافتًا إلى أن نشطاء السرايا استهدفوا القوات المتحصنة داخل المنازل بصاروخ موجّه، أعقبه قصف بقذيفة «TBG» المضادة للتحصينات.وأضاف: «باغتنا القوات المستهدفة واشتبكنا معها من مسافة قريبة جدًا بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وأوقعنا أفراد الطواقم بين قتيل وجريح، بفضل الله تعالى».
كما عرضت «سرايا القدس» مشاهد من دك مقاتليها بالهاون لتجمعات الجنود والآليات المتوغلة في مدينة خان يونس، وأعلنت سيطرتها على طائرة استطلاع من نوع «EVO Max» خلال تنفيذها مهام استخبارية في سماء المدينة.
كما قصفت السرايا مدينة «سديروت» في غلاف غزة بالصواريخ.
وأعلنت «كتائب الشهيد عز الدين القسام»، عبر «تليغرام»، أنها استهدفت دبابة من نوع «ميركفاه» بعبوة أرضية شديدة الانفجار مساء الثلاثاء في منطقة الزنة شرق خان يونس.
وأعلن الإعلام العبري مقتل جندي برتبة رقيب من كتيبة المدرعات 82 في معارك شمال غزة، وإصابة قائد دبابة وجندي من سلاح المدرعات بجروح بالغة، وإصابة جندي من وحدة «إيغوز» في عملية منفصلة.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن الثلاثاء أنه «وسّع نطاق عملياته إلى مناطق إضافية داخل قطاع غزة خلال الأيام الأخيرة، وقضى على عشرات المسلحين، وفكك مئات من مواقع البنية التحتية فوق الأرض وتحتها».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


القدس العربي
منذ 4 ساعات
- القدس العربي
ذوو الأسرى الإسرائيليون في غزة يطالبون بصفقة شاملة أسوة باتفاق إيران
القدس: دعت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة، الجمعة، إلى إبرام 'اتفاق شامل' مع الفصائل الفلسطينية في القطاع لإطلاق سراح ذويها، أسوة بوقف إطلاق النار بين تل أبيب وطهران. جاء ذلك خلال وقفة قبالة المقر القديم للسفارة الأمريكية في تل أبيب، وفق بيان صادر عن عائلات الأسرى، قبيل لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالبيت الأبيض، الاثنين المقبل. وقالت العائلات: 'من حقق وقف إطلاق نار تاريخيا مع إيران قادر على تحقيق صفقة رابحة في غزة'. ودعت العائلات إلى 'استغلال هذه الفرصة التاريخية للتوصل إلى اتفاق شامل لإطلاق سراح جميع المختطفين وإنهاء القتال (الإبادة في غزة)'. ونقل البيان عن عيناف تسنغاوكر، والدة الجندي ماتان الأسير في غزة: 'سقط كثير من الجنود في حرب غزة، يجب أن نوقف هذا، فنحن لا نريد أن نرى العائلات تدخل في دوامة الحزن'. وأضافت: 'بعد أن انتهينا من لبنان وإيران، علينا الآن إنهاء ملف غزة. أعيدوا جميع الرهائن إلى ديارهم، ولنضع حدا للحرب'. بدوره، قال كيث سيغل أحد الأسرى السابقين، 'إلى الرئيس ترامب، أقول: إن مواطني إسرائيل يثقون بك ويقدرون كل ما تفعله من أجل دولة إسرائيل'. وأضاف سيغل: 'حان الوقت لإنهاء الحرب في غزة، والتوصل إلى اتفاق شامل يعيد جميع الرهائن الخمسين إلى ديارهم، حتى آخر رهينة'. وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و400 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية. وتجري الحكومة الإسرائيلية الأمنية المصغرة مشاورات بشأن احتمال التوصل إلى اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار مع الفصائل الفلسطينية بقطاع غزة، لكن المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى أكدوا مرارا أن نتنياهو يواصل الإبادة استجابة للجناح اليميني الأكثر تطرفا في حكومته، لتحقيق مصالحه السياسية الشخصية، لا سيما استمراره في السلطة، بينما وافقت حركة حماس على مقترحات سابقة. (الأناضول)


العربي الجديد
منذ 19 ساعات
- العربي الجديد
تفاؤل إسرائيلي بوقف لإطلاق النار في غزة: نتنياهو يريد صفقة بأي ثمن
نقل العديد من وسائل الإعلام العبرية، مساء اليوم الخميس، حديث مسؤولين إسرائيليين حول تفاؤل في إسرائيل بشأن إمكانية التوصل إلى صفقة مع حركة حماس ، وإجراء مفاوضات غير مباشرة وسط توقعات بأن ترد حماس على مقترح الصفقة في غضون ساعات، وسط ترجيحات بأن يكون الرد إيجابياً. وبينما ذكرت قناة "كان 11"، التابعة لهيئة البث الإسرائيلية، أنّ رئيس وزراء الاحتلال الصورة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولد في يافا عام 1949، تولى منصب رئاسة الوزراء أكثر من مرة، منذ 1996، وعرف بتأييده للتوسع في المستوطنات، ودعم حركة المهاجرين الروس، وتشدده تجاه الفلسطينيين. وشارك في العديد من الحروب والعمليات العسكرية التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي. وأثناء رئاسته للوزراء شن 6 حروب على قطاع غزة بين عامي 2012 و2023. بنيامين نتنياهو قال خلال زيارته، اليوم الخميس، إلى كيبوتس نيرعوز: "من ناحيتنا، هناك اتفاق، ونأمل أن نعلن عنه قريباً"، نقل موقع واينت العبري عن مسؤولين إسرائيليين كبار أن هناك تقدماً في الصفقة ولكن من المتوقع أن تكون هناك عقبات، مضيفين أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الصورة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولد دونالد ترامب في 14 حزيران/ يونيو 1946 في مدينة نيويورك، لأبوين من أصول ألمانية واسكتلندية، تلقى تعليمه الأولي في مدرسة كيو فورست بمنطقة كوينز في مدينة نيويورك. التحق بالأكاديمية العسكرية في المدينة نفسها، وحصل عام 1964 على درجة الشرف منها، ثم انضم إلى جامعة فوردهام بنيويورك لمدة عامين، ثم التحق بجامعة بنسلفانيا، وحصل على بكالوريوس الاقتصاد 1968 يتطلع للإعلان عن التوصل إلى صفقة خلال لقائه مع نتنياهو، الذي سيزور واشنطن الاثنين المقبل. وبحسب المسؤولين، فإنهم يستعدون لاحتمال أن يقود رد حماس إلى محادثات غير مباشرة وفي ذات المكان، وأن هذه المفاوضات قد تقود إلى صفقة حتى لو لم يكن ذلك فورياً. وأشار "واينت" إلى أن مسؤولين كباراً في المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابنيت) تحدثوا مع نتنياهو، وقالوا إنه "يرغب بشدة ومصمم على التوصل إلى صفقة بأي ثمن تقريباً"، وإنه يعتقد أن نافذة الفرص السياسية التي تقف أمام إسرائيل الآن "تحدث مرة واحدة في كل جيل". ووفقاً لأقوالهم، يقول رئيس الحكومة في محادثات مغلقة: "أمامنا فرص سياسية نادرة، وخيالية". وبحسب فهمهم، يسعى نتنياهو حالياً إلى إنهاء الحرب، وليس إلى اتفاق ينتهي بعودة إسرائيل إلى القتال في غزة، حيث تُطرح على الطاولة أيضاً اتفاقيات محتملة مع السعودية وسورية وربما دول أخرى، بحسب زعمهم. وأشارت "كان 11" إلى تقديرات مسؤولين إسرائيليين، بأن حماس ستُقدّم رداً على الاقتراح بشأن الصفقة في وقت لاحق من هذه الليلة، وأن الرد سيكون إيجابياً كما يبدو. وبعد تلقي الرد، سيتم تنسيق جولات تفاوضية من المتوقع أن تُعقد في العاصمة القطرية الدوحة. ولفتت القناة إلى تفاؤل في أوساط مسؤولين إسرائيليين بشأن المرحلة المقبلة، لكنهم يعتقدون أيضاً أن المفاوضات قد تستغرق وقتاً، إذ لا تزال هناك قضايا خلافية، من بينها كيفية انسحاب قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة والأماكن التي سينسحب منها، والآلية التي تتمحور حول عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم، وكذلك مسألة إنهاء الحرب. من جانبها، أفادت القناة 12 العبرية بأنه على خلفية مؤشرات إلى تقدم كبير في الاتصالات نحو إبرام صفقة، زار نتنياهو لأول مرة اليوم، كيبوتس نيرعوز، بعد عام وتسعة أشهر من هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 (عملية طوفان الأقصى). ويدور الحديث عن أحد أكثر الأماكن تضرراً خلال هجوم حماس، والذي أصبح رمزاً للإخفاق الإسرائيلي. وأشارت القناة إلى أن لقاء نتنياهو مع عائلات محتجزين إسرائيليين ومحتجزين سابقين كان مشحوناً. أخبار التحديثات الحية ترامب: اتفاق بشأن غزة الأسبوع المقبل ونتنياهو يريد إنهاء الحرب وتحدث سكان الكيبوتس عن "الأحداث الصعبة" التي مروا بها، وعبّروا في الوقت ذاته عن خيبة أملهم من أن هذه هي المرة الأولى التي يزور فيها نتنياهو المكان رغم ما حل به ورغم أن تسعة من سكان الكيبوتس ما زالوا في الأسر. وطالب السكان نتنياهو بإعادة جميع المحتجزين كما طالبوه بتحمل المسؤولية عن الإخفاق. واعتبرت القناة أن زيارة نتنياهو الكيبوتس في هذا اليوم تحديداً، وعشية انطلاقه إلى واشنطن قد تحمل مؤشرات إيجابية بشأن الصفقة. وأرسل عدد من عائلات المحتجزين الإسرائيليين رسالة إلى نتنياهو، اليوم، طالبوه فيها بالتوصل إلى صفقة شاملة. واعتبرت العائلات أن" كل شيء دون ذلك سيكون بمثابة فشل خطير"، مضيفة أن "عهد الصفقات الجزئية والاختيارات الوحشية قد ولى"، في إشارة إلى اختيار إطلاق سراح محتجزين دون غيرهم في صفقات سابقة. من جهة أخرى، توجه ستة أعضاء من الكنيست في الائتلاف الحكومي، بعضهم من حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو، برسالة خاصة إلى رئيس الحكومة ووزراء الكابنيت، وطالبوا بحسم كامل ضد حماس وفرض سيطرة إسرائيلية كاملة على قطاع غزة. وحذّر أعضاء الكنيست من "أي حل آخر"، بحسب قولهم، سيشكل "خطراً وجودياً على دولة إسرائيل". وأضافوا أنهم "يتوقعون دعماً من الولايات المتحدة". المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تريد إنهاء الحرب في غضون أسبوعين أو ثلاثة من جهتها، ناقشت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية في تقرير تحليلي العوامل التي ترجح الوصول إلى إنهاء الحرب على غزة. ونقلت الصحيفة عن مصادر، وصفتها بالرفيعة، تأكيدها أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تريد إنهاء الحرب على غزة، التي تشنها إسرائيل منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، في غضون أسبوعين أو ثلاثة أسابيع. وأشارت الصحيفة إلى أن قرار إنهاء الحرب متعلق بالضغوط الأميركية التي تطالب بذلك، بمواجهة معارضة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير اللذين يطالبان باستمرار الحرب. ورأت الصحيفة أن هناك احتمالاً وارداً بقوة لنجاح الهدنة المقترحة لمدة 60 يوماً من قبل واشنطن هذه المرة، على عكس المرات السابقة، بسبب وجود رئيس الأركان الإسرائيلي الحالي، إيال زامير، حيث إنه يمتلك عوامل قوة بعكس سابقه هرتسي هليفي، الذي حقق "إنجازات كبيرة" خلال الحرب، ولكنه أيضاً تحمّل مسؤولية عملية طوفان الأقصى، 7 أكتوبر 2023، التي لطخت سمعته بشكل دائم، ولم يثق به نتنياهو قط، لأنه عُيّن أثناء وجود الأخير خارج منصبه، وهذا يفسّر رفض نتنياهو لطلبات هليفي بإنهاء الحرب أواخر عام 2024 وأوائل عام 2025 كجزء من صفقة كبرى لاستعادة جميع المحتجزين. في المقابل، سيطر زامير على 75% من قطاع غزة في غضون أشهر، كما وعد، وضرب البرنامج النووي الإيراني، وبرنامج الصواريخ الباليستية، والقيادة العسكرية العليا بمطرقة ثقيلة في عدوان الـ12 يوماً. وعليه يستطيع زامير القول إنه استخدم كل ما لم يكن هليفي ليفعله: السيطرة على 75% من غزة، بدلاً من التوغل فيها مؤقتاً ثم الانسحاب؛ وقطع المساعدات الإنسانية الجديدة عن غزة لمدة شهرين تقريباً؛ وأوقف سيطرة حماس على المساعدات الغذائية في وسط وجنوب غزة باستخدام مؤسسة غزة الإنسانية لتوزيعها، وكان مستعداً للقيام بكل هذا على الرغم من مخاوف البعض من أن هذه الخطوات ستُعرّض للخطر ما تبقى من محتجزين إسرائيليين، وعددهم 20. واعتبرت الصحيفة أن زامير يستطيع بالتالي أن يجادل نتنياهو بأن أي سيطرة إضافية على الـ25% المتبقية من مناطق غزة ستُعرّض المحتجزين للخطر، لأن هذه هي المناطق التي سيُحتجزون فيها. ويستطيع زامير بالتالي الضغط لاستعادة المحتجزين المتبقين حتى لو أدى ذلك إلى إنهاء الحرب، وهو ما نسبته إليه تسريبات إعلامية، دون أن يتعرض لتشويه سمعة مثلما حصل لهليفي. رصد التحديثات الحية ما نعرفه عن مقترح وقف إطلاق النار في غزة المدعوم من ترامب وأشارت الصحيفة إلى عامل آخر قد يجبر نتنياهو على الرضوخ وإنهاء الحرب، فالرئيس الأميركي ترامب عبر عن رغبته بإنهاء الحرب، ولن يستطيع نتنياهو مواجهته بعد أن منحه ترامب الضوء الأخضر لشن هجوم على إيران بل والاشتراك في قصف منشآت نووية إيرانية من قبل الجيش الأميركي، كما سمح ترامب لنتنياهو وزامير بتنفيذ أشد تحركاتهم عدوانية ضد حماس خلال الأشهر القليلة الماضية، وهو ما لم يكن الرئيس الأميركي السابق جو بايدن ليسمح به أبداً. لذا، قالت الصحيفة، عندما يلتفت ترامب إلى نتنياهو ويقول: "انتهى الوقت"، سيكون من الصعب عليه الرفض.


العربي الجديد
منذ 20 ساعات
- العربي الجديد
غضب إثر "إعدام" طفل برصاص عنصر من "قسد" في الرقة
أجبرت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ذوي الطفل علي عباس العوني، الذي أعدم ميدانيًّا أمس الأربعاء على يد أحد عناصرها قرب معمل السكر في مدينة الرقة الواقعة شمال سورية، على دفنه ليلًا تحت حراسة أمنية مشددة، مما أثار حالة من الغضب الشعبي في المدينة، وسط دعوات إلى التظاهر مساء اليوم رفضًا لممارساتها وعملية الإعدام. وذكرت صفحة حملة "الرقة تذبح بصمت" اليوم الخميس، والتي تديرها مجموعة من الناشطين المتخصصين في توثيق الانتهاكات بحق أهالي الرقة، أن الطفل علي عباس العوني، البالغ من العمر 14 عامًا، أعدم ميدانيًّا قرب حاجز معمل السكر من عنصر ينتمي إلى "قسد" في المدينة. وأوضح الناشط الحقوقي من مدينة الرقة محمد عثمان لـ"العربي الجديد" أن "استخبارات قسد أجبرت ذوي الطفل على دفنه ليلًا دون أي مراسم تشييع، في محاولة للتستر على الجريمة"، مضيفاً: "أعدم الطفل علي أمس، وغدًا لا نعرف من يعدم، والقاتل ما زال طليقًا، ومليشيا قسد تمضي في مسلسل الانتهاكات الدموي وتستبيح الأرواح دون رادع". وتابع عثمان: "في أقل من 24 ساعة قتلت قسد طفلين في الرقة، ما يحدث ليس حالات فردية، بل جريمة ممنهجة، تنفذها مليشيا تكره هذه الأرض وأهلها، وتنتقم من سكان الجزيرة السورية". الطفل علي عباس العوني (فيسبوك) بدوره، أوضح الحقوقي عاصم الزعبي لـ"العربي الجديد"، أن الدلائل تشير إلى أن عملية القتل تمت بطريقة الإعدام الميداني للطفل، من خلال إطلاق النار المباشر عليه، موضحًا أن "هذا ينم عن نية مسبقة للقتل وليس الإصابة فقط". وشدد على أن ذلك "يعتبر جريمة ضد الإنسانية من جهة، وجريمة يعاقب عليها بالإعدام بحسب القانون السوري، حيث قتل فيها طفل دون سن الخامسة عشرة". وتابع الزعبي أن "قسد" تواصل من جهة أخرى منذ نشأتها عمليات تجنيد الأطفال قسرًا والقاصرين من الجنسين، سواء بالإجبار أو من خلال عمليات خطف تنفذها ما تسمى "الشبيبة الثورية" التابعة لـ"قسد". وأردف: "ظاهرة تجنيد الأطفال برزت بشكل كبير خلال الثورة السورية والحرب التي دارت بين مختلف الأطراف خلالها، ولكن لدى قسد وتنظيم داعش بشكل خاص. وعادة الهدف من هذا التجنيد هو تعويض النقص الحاصل في عدد القوات من جهة، وإنشاء جيل لا يعرف سوى القتال من جهة ثانية". وتجنيد الأطفال مخالف لكل القوانين، سواء الدولية أو المحلية، ويُعتبر جريمة، وفق ما أكده الزعبي، مشيرًا إلى أن "قسد" تعهدت مرارًا بوقف تجنيد الأطفال واستهدافهم، ولكن حتى الآن لم تفِ بوعودها، ولا بد من فتح تحقيقات مستقلة في الجرائم التي يرتكبها عناصرها. أخبار التحديثات الحية مسلحون يغتالون عنصرين من "قسد" شرقي دير الزور واعتقالات في الرقة وحول عملية إعدام الطفل، أشار مصدر لـ"العربي الجديد" إلى أن "قسد" تروج محاولة اعتداء الطفل وبعض رفاقه على أحد عناصرها بالقرب من الحاجز عند معمل السكر، وذلك عند محاولة الأطفال جمع حبوب قمح عن الأرض، مشيرًا إلى أن ظاهرة جمع القمح منتشرة حتى قبل الثورة السورية، حيث يحاول الأطفال الحصول على القمح من الشاحنات أو سيارات تحمل القمح قرب الصوامع، وغالبًا ما يتم طردهم من الحرس. وأضاف المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن الفقر واستغلال بعض الأطراف للأطفال دفعاهم إلى هذه المهنة التي عادت أخيرًا للظهور، مشيراً إلى أن "هناك محاولة لتبرير الجريمة البشعة بتلك الرواية من قسد، لكن الأمر واضح، فعملية قتل الطفل متعمدة، لا سيما أنه ليس مصدر تهديد بحد ذاته". وذكر المصدر أن عملية إعدام الطفل أثارت حالة من الغضب الشعبي في مدينة الرقة، وهناك دعوات إلى التظاهر ضد "قسد" مساء اليوم رفضًا لممارساتها. "قسد" تعتقل صحافياً كردياً وفي سياق متصل، اعتقلت "قسد" في مدينة عامودا، أمس الأربعاء، الإعلامي رامان عبد السلام حسو، المراسل في قناة "كوردستان 24"، ونجل أسمهان داوود، رئيسة ممثلية إقليم كردستان في المجلس الوطني الكردي. وكان حسو دخل إلى سورية عبر معبر فيشخابور الحدودي، أول أمس الثلاثاء، برفقة ابنه البالغ من العمر ست سنوات، في زيارة عمل وإجازة إلى مناطق سيطرة الإدارة الذاتية. وفي اليوم التالي لوصوله، استدعاه جهاز قوى الأمن الداخلي "الأسايش" التابع لـ"قسد" في عامودا، وهو لا يزال قيد الاعتقال حتى لحظة إعداد هذا التقرير. كما شنت قوات حزب "الاتحاد الديمقراطي – PYD"، الأربعاء، حملة أمنية واسعة في مناطق ريف دير الزور الشرقي. ووفق مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، استهدفت الحملة حي الهمايل في بلدة غرانيج، حيث اعتقلت عدداً من الشبان عرف منهم حمد الحنوش، ومحمد الدهادي، وعبد الله الدهادي، ومحمد النوري الأسمر، وعلي الدهادي، ونواف الزبن. وبحسب المصادر، فإن الاعتقالات جاءت على خلفية اتهامهم بـ"مناصرة الدولة السورية"، في إطار سياسة مستمرة تتبعها "قسد" ضد من يظهرون ولاء للسلطات الجديدة في دمشق منذ سقوط النظام البائد، وفق تعبير المصادر. وفي سياق آخر، أفرجت السلطات في دمشق، الخميس، عن الصحافي حسن ظاظا بعد نحو أسبوع من اعتقاله من "الأمن العام". وكانت قوات الأمن داهمت منزل ظاظا في دمشق، يوم الجمعة الفائت، واعتقلته دون إبراز مذكرة قضائية أو توضيح أسباب الاعتقال، وفق ما أفادت به عائلته لـ"العربي الجديد". من جهته، أصدر مكتب العلاقات العامة في "حزب الاتحاد الديمقراطي – PYD" بياناً، الخميس، قال فيه إنه يتابع "بقلق بالغ التصعيد الأمني الخطير في العاصمة السورية دمشق"، لافتاً إلى أن "حملات الاعتقال طاولت شخصيات مجتمعية ونشطاء ومدنيين كُرداً، خصوصاً في أحياء مثل ركن الدين وزورآفا (وادي المشاريع)". وذكر الحزب في بيانه أن من بين المعتقلين أعضاء في الحزب، وهم عبد الرحمن فرحان فرحان، وعمر علي كدرو، ومحمد نزير جميل عبد الله، بالإضافة إلى الصحافي حسن ظاظا، مشيراً إلى أن "الاعتقالات تمت دون إجراءات قانونية واضحة أو مبررات قضائية"، معتبراً أن ذلك "يتعارض مع أبسط مبادئ العدالة وحقوق الإنسان"، وفق تعبير البيان. وادعى الحزب أن ما وصفه بـ"التصعيد الأمني بحق الكُرد" يأتي ضمن "سياق أوسع من الانتهاكات التي تطاول مكونات الشعب السوري في عدة مناطق، لاسيما في المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل معارضة تتهمها تقارير حقوقية بارتكاب انتهاكات، مثل فصيلي الحمزات والعمشات". ودعا "الاتحاد الديمقراطي" في بيانه "الجهات الرسمية في دمشق إلى التوقف الفوري عن هذه السياسات الأمنية والإفراج عن جميع المعتقلين"، كما طالب "القوى الوطنية والمنظمات الحقوقية السورية والدولية بالتحرك العاجل لرصد هذه الانتهاكات والضغط من أجل الحد منها"، حسب ما جاء في البيان.