logo
تفعيل الخطاب الديني وتضمين قضايا البيئة في المناهج التعليمية في دراسة دكتوراه بجامعة الزقازيق

تفعيل الخطاب الديني وتضمين قضايا البيئة في المناهج التعليمية في دراسة دكتوراه بجامعة الزقازيق

الأسبوعمنذ يوم واحد
جانب من المناقشة
هشام صلاح
ناقش قسم مقارنة الأديان بكلية الدراسات والبحوث الأسيوية بجامعة الزقازيق بمحافظة الشرقية رسالة دكتوراه بعنوان" المنهج الديني فى الحفاظ على البيئة"دراسة مقارنة بين الإسلام والمسيحية والمقدمة من الباحث أحمد صبحي عطية عريف أمام وخطيب بأوقاف الشرقية.
وتكونت لجنة الإشراف والمناقشة والحكم على الرسالة من الدكتور محمد سليم وكيل لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس الشيوخ وأستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر مشرفا ومناقشا، والدكتور أحمد دهشان استاذ الدعوة والثقافة الإسلامية بكلية أصول الدين بالزقازيق والدعوة مشرفا، والدكتور محمد شحاته استاذ العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين والدعوة بالزقازيق مناقشا، والدكتور خالد فتحى محمد رئيس قسم العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين والدعوة بالزقازيق.
تُعد قضية البيئة من أبرز التحديات التي تواجه الإنسانية في العصر الحديث، نتيجة لما يشهده العالم من أزمات متزايدة كالتلوث، واستنزاف الموارد، والتغيرات المناخية المتسارعة. وفي ظل هذا الواقع، أصبحت الحاجة ماسة إلى دراسات علمية تتناول البعد القيمي والديني في معالجة الأزمة البيئية. ومن هذا المنطلق، جاءت هذه الرسالة بعنوان: "المنهج الديني في الحفاظ على البيئة: دراسة مقارنة بين الإسلام والمسيحية"، لتتناول هذا الموضوع من زاوية تجمع بين التأصيل الشرعي والتحليل العلمي، عبر مقارنة منهج الديانتين في التعامل مع البيئة، باعتبارهما يحملان تراثًا غنيًّا بالتوجيهات البيئية.
وتكمن أهمية هذه الدراسة في أنها تُعيد الاعتبار إلى الدين كعامل فاعل في تشكيل الوعي البيئي، لا سيما في زمنٍ طغى فيه الطابع المادي على العلاقة بين الإنسان والطبيعة. وقد سعى الباحث إلى بيان أن الإسلام والمسيحية لا ينظران إلى البيئة باعتبارها موردًا اقتصاديًا فقط، بل ينظران إليها كأمانة إلهية تستوجب الرعاية والصون، وتعد هذه الرسالة سابقةً من نوعها في الربط المباشر بين التعاليم البيئية في الديانتين، وفي جمعها بين المقاربة العقدية والتطبيق العملي، مما يمنحها طابعًا متميزًا في حقل الدراسات المقارنة، ويجعلها أساسًا لمزيد من البحوث في هذا المجال الحيوي. كما استهدفت الدراسة الكشف عن الجذور الأخلاقية للعناية بالبيئة، وتحفيز المؤسسات الدينية لأداء دورها في نشر الوعي البيئي.
واستندت الدراسة إلى منهجين رئيسيين هما: المنهج المقارن، لإجراء موازنة دقيقة بين التعاليم الإسلامية والمسيحية في مجال البيئة، والمنهج التحليلي، لتحليل النصوص الدينية واستخراج الدلالات البيئية منها، وربطها بالواقع المعاصر. وقد جاءت الرسالة موزعة على ثلاثة أبواب، تناول الأول المشكلات البيئية وأثرها على المجتمعات، والثاني منهج المسيحية في التعامل مع البيئة، والثالث منهج الإسلام، مع التركيز على رؤية القرآن الكريم والسنة النبوية وجهود علماء الإسلام. وقد وُفِّق الباحث في إبراز البُعد العملي في التعاليم الدينية من خلال تتبُّع المبادرات والجهود الكنسية والإسلامية في الحفاظ على البيئة.
ومن خلال التحليل والمقارنة، توصلت الدراسة إلى أن الأديان السماوية تتقاطع في التأكيد على قدسية البيئة، وأن الحفاظ عليها مسؤولية شرعية وأخلاقية، وأن جذور الأزمة البيئية لا تعود إلى النصوص ذاتها، بل إلى ضعف الوعي بها أو تأويلها خارج سياقها، وقد أوصت الرسالة بتفعيل الخطاب الديني في المجال البيئي، وتضمين قضايا البيئة في المناهج التعليمية والخطب والدروس، وتشجيع التعاون بين المؤسسات الدينية والبيئية، وتسعى هذه الدراسة إلى الإسهام في بناء وعي بيئي ديني متوازن، يعيد الاعتبار للقيم الروحية في معالجة القضايا المعاصرة، ويعزز الشراكة بين الدين والعلم في خدمة الإنسان والكون، وتشجيع الباحثين والمتخصصين على التوسع في الدراسات البيئية من منظور ديني مقارن، لاستكشاف مزيد من القيم المشتركة، وإبراز مبدأ الاستخلاف كمفهوم محوري في التوجيه الديني، يُحمِّل الإنسان مسؤولية الحفاظ على البيئة بوصفه مؤتمنًا عليها أمام الله، وإعادة قراءة النصوص الدينية المرتبطة بالبيئة قراءة واعية ومنضبطة، تبتعد عن التأويلات المغلوطة التي أسهمت في الفهم السلبي.
وقد منحت لجنة المناقشة والحكم علي الرسالة الباحث درجة الدكتوراه فى دراسات وبحوث الأديان بتقدير مرتبة الشرف الأولى.
حضر المناقشة الدكتور عبد الغني الغريب طه أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، والدكتور صلاح محمد حرى وكيل وزارة الأوقاف سابقا، والمهندس عمرو الوروارى وعدد من أعضاء هيئة التدريس بجامعتي الأزهر والزقازيق وطلبة الدراسات العليا، ولفيف من القيادات الشعبية والتنفيذية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سفارة تركيا بالقاهرة تحيي يوم الديمقراطية والوحدة الوطنية في ذكرى الانقلاب الفاشل
سفارة تركيا بالقاهرة تحيي يوم الديمقراطية والوحدة الوطنية في ذكرى الانقلاب الفاشل

24 القاهرة

timeمنذ 4 ساعات

  • 24 القاهرة

سفارة تركيا بالقاهرة تحيي يوم الديمقراطية والوحدة الوطنية في ذكرى الانقلاب الفاشل

أحيت سفارة تركيا بالقاهرة، أمس الثلاثاء، يوم الديمقراطية والوحدة الوطنية 15 يوليو في حفل حضره نحو 250 ضيفًا من بينهم سفراء دول مختلفة مثل أذربيجان، البانيا، بروني، إندونيسيا، الفلبين، العراق، قطر، كمبوديا، منغوليا، باكستان، سلوفانيا، شيلي، السنغافورة، فينزويلا، فيتنام، تنزانيا المقيمين في القاهرة وسفير ورئيس كتب رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة والقائم بالأعمال للسفارة السورية بالقاهرة وممثلون عن المجتمع المصري وأعضاء بارزون في مجلس الشيوخ والأكاديميين ورجال الصحافة المصرية ورجال الأعمال الأتراك والمواطنين. وزار أعضاء السفارة التركية في القاهرة مقبرة الشهداء الأتراك في القاهرة أولًا ووقفوا دقيقة صمت حدادا على أرواح 4500 مواطن تركي استشهدوا على جبهة فلسطين خلال الحرب العالمية الأولى، بالإضافة إلى أولئك الذين استشهدوا في 15 يوليو، وبعد تلاوة القرآن الكريم والصلاة على أرواح الشهداء، وقع صالح موطلو شن، سفير تركيا في القاهرة، على كتاب الشهداء التذكاري. السفير التركي: الاستثمار في مصر هدف استراتيجي لتركيا سفير تركيا بالقاهرة: وزير المالية يزور مصر قريبا لتدشين مشروعات مشتركة وفي كلمته، قال السفير صالح موطلو شن، إنه على الرغم من مرور 9 سنوات على المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا في 15 يوليو، ففي الذكرى التاسعة ليوم الديمقراطية والوحدة الوطنية، فإن آثار تلك المحاولة لا تزال حاضرًة في الذاكرة. وذكر أن مصير الوحدة الوطنية والديمقراطية في تركيا قد تغير بشكل حاسم ولا رجعة فيه في الخامس عشر من يوليو، حيث أصبحت في يد الشعب التركي ذو المخالب الفولاذية. وذكر السفير شن أنه في 15 يوليو 2016، أظهرت الديمقراطية التركية نضجها ورشدها برفضها تسليم إرادتها ورئيسها لمدبري الانقلاب بتلك المحاولة الانقلابية الغادرة، كما ذكر أن الشعب خرج إلى الشوارع ووقف أمام الدبابات والأسلحة وضحى بحياته من أجل هذه القضية. وأكد السفير شن، أن البلاد خرجت من حافة كارثة كبرى وفوضى في 15 يوليو 2016، ومن الآن فصاعدا، أظهرت الجمهورية التركية إرادتها في حمل البلاد إلى مستقبل أقوى وأكثر إشراقا وازدهارا بروح الوحدة والتضامن والتكاتف مع الأمة التركية. ونو إلى أن الجمهورية التركية واجهت العديد من محاولات الانقلاب على مر تاريخها، بما في ذلك في1960 و1971 و80 و1997 وأوائل القرن الحادي والعشرين، وفي عام 1960، حكم مدبرو الانقلاب على عدنان مندريس، محبوب الأمة التركية، بالإعدام في محاكمة غير شرعية.. لم تنس الأمة التركية هذه الحادثة أبدًا، واستنادًا إلى التجربة المريرة التي تعلمتها من هذه التجربة، فقد حموا ودافعوا عن الرئيس رجب طيب أردوغان وأصبحوا درعا له. وأشار السفير شن أن الديمقراطية نعمة تحققت بجهد كبير ودم وعرق، موضحا أنه نتيجة لهذه الإنجازات، أصبحت إرادة الأمة وانتصارها الآن في أيدٍ أمينة، وأنه من الآن فصاعدًا، لن تفكر أي قوة أو شريحة من المجتمع في تركيا حتى في الانقلاب. وأضاف أن تركيا، بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، التي توحدها مبادئ "دولة واحدة وأمة واحدة وعلم واحد ووطن واحد" أصبحت لاعبًا دوليًا رائدًا في المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والسياسية والعسكرية، داعمةً للسلام والأمن والاستقرار والتنمية في منطقتها والعالم. وأكد أن تركيا، مدعومةً بديمقراطيتها ووحدتها الوطنية وإرادتها السياسية القوية والحازمة، تسعى جاهدةً لنشر ثقافة السلام والازدهار في منطقتها وخارجها. وفي هذا السياق، ذكر أن تركيا في مقدمة الجهود التي تهدف إلى إرساء الاستقرار والمصالحة والوحدة الوطنية في سوريا والعراق وضمان السلام والأمن والاستقرار في منطقة القوقاز من خلال ضمان الوحدة الوطنية وسلامة أراضي الدول الشقيقة والمجاورة، كما هو الحال في كاراباخ. وصرح السفير شن بأنه انطلاقًا من هذا الفهم والمنظور، تتشارك تركيا ومصر، بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان والرئيس عبد الفتاح السيسي، التزامًا مشتركًا بالتنمية والتعاون الاقتصادي القائم على السلام والأمن والاستقرار الإقليمي. كما أكد على أهمية قيام البلدين بضمان الحوار والتشاور والتنسيق بشأن جميع القضايا الممكنة لمواجهة التحديات التي تواجه الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، ومعالجة المشاكل الإقليمية، وتعزيز الاستقرار والتعاون وتوفير بيئة آمنة في جميع أنحاء المنطقة. وفي ضوء هذه التطورات، واستلهامًا من الروابط التاريخية والثقافية والاجتماعية الوثيقة بين الشعبين التركي والمصري، أشار السفير شن إلى أن التعاون الاقتصادي بين البلدين قد تعمق تدريجيًا في السنوات الأخيرة. وأشار إلى تحقيق حجم تجاري قياسي بما يعود بالنفع على كلا البلدين، كما أشار إلى أن المستثمرين الأتراك في مصر يوسعون استثماراتهم بسرعة، ويقومون أيضًا باستثمارات جديدة. وأشار السفير شن إلى أن استثمارات شركتي "يشيم تكستيل" (جيد) و"حياة كيميا"، اللتين حضر مديراهما العامان الحفل، في مصر وحدها بلغت 700 مليون دولار، مشيرا إلى أن العلامات التجارية التركية مثل "بيكو"، و"باشاباهتشه"، و"بيم"، و"كولينز"، و"ديفاكتو"، و"إل سي وايكيكي" تعمل أيضا في مصر. وذكر أن التعاون الثنائي سيتعمق ويتطور في الفترة المقبلة، لا سيما مع اتخاذ خطوات ملموسة في مجالات مثل السياحة والنقل الجوي، والبحري والتعليم والثقافة. وأكد السفير شن أن تركيا بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان عازمة على تطوير علاقاتها مع مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في كافة المجالات وتعميق التعاون، لأن مصير الشعبين التركي والمصري ومستقبلهما لا يمكن تحديدها وتعزيزها إلا من خلال العمل معا والإنتاج معا والسير معا.

يوم نتعلم منه كل يوم
يوم نتعلم منه كل يوم

بوابة الأهرام

timeمنذ 4 ساعات

  • بوابة الأهرام

يوم نتعلم منه كل يوم

فى الأيام الأخيرة من الشهر الماضى والأولى من هذا الشهر احتفلنا بالعيد الثانى عشر لثورة يونيو، فعبرنا فيما كتبناه وفيما قلناه عن شعور عميق بالطمأنينة والرضا عما قمنا به فى ذلك اليوم الذى أصبح يوما من أيامنا التاريخية وعيدا من أعيادنا الوطنية. لكنى أشعر أن هذا الاحتفال بهذه الصورة التى تم بها لا يكفى ولا يفى هذا اليوم حقه. لأن ثورتنا فى الثلاثين من يونيو لم تكن مجرد حركة أسقطت نظاما فاسدا، ولم تكن مجرد يوم مضى وانقضي، وإنما كانت إنجازا حضاريا استعدنا فيه وعينا الذى فقدناه فقدانا كاملا، وواجهنا فيه أخطارا ماحقة كانت تحيط بنا من كل جانب. من الداخل والخارج، ومن الحاضر والماضي. كان يظن أنها ستنطلى على المصريين، على الأقل بعض الوقت الذى يستطيع فيه أن يسلح نفسه بما يبعث الرهبة والخوف فى أفئدة من تسول لهم نفوسهم أن يعارضوه بعد أن يستيقظوا من غفلتهم ويكتشفوا حقيقته. أما الآن وهو فى السلطة وافد جديد فعليه أن يتخفى بما يرفعه من شعارات ليست فى الحقيقة إلا أقنعة وادعاءات كاذبة استدرج بها البسطاء وحول بها نفسه من جماعة دينية، كما كان يزعم، إلى حزب سياسى يفرض نفسه باسم الإسلام الذى ادعت جماعة الإخوان أنها قامت لتمثله، كأن الإسلام فى حاجة لممثل جديد فى بلد عرف التوحيد قبل أن يعرفه الخلق جميعا، واستقبل المسيحية واحتضنها، ثم استقبل الإسلام واحتضنه، وتوارث الديانتين جيلا بعد جيل. لكن الذين حكموا مصر فى العقود السابقة كانوا فى حاجة لسند يبررون به طغيانهم وعداءهم للديمقراطية وللحريات، وتفريطهم فى الدفاع عن حقوق الوطن والسعى لما يستحقه ويتمناه. وقد وجدوا هذا السند فى هذه الجماعة التى كانت محتاجة بدورها لسند فى السلطة يضمن لها وجودها فى الساحة السياسية، وانفرادها بها. وهكذا وجدنا أنفسنا بين مخالب هذا الطغيان المزدوج، طغيان السلطة المستبدة، وطغيان الجماعة المتأسلمة. وقد ظل هذا الطغيان المزدوج جاثما على صدورنا عدة عقود يعيث فى مصر فسادا، ويعبث بمقدرات المصريين. وإنما كانت القوانين تؤلف وتزيف لتلبى الحاجة إلى خبر ينشر فى الصحف يزين به القابضون على السلطة صدورهم ثم ينسونه. والأحداث التى توالت علينا فى نصف القرن السابق على ثورة يناير وشهدت توغل الإخوان فى مؤسسات الدولة، وسيطرتهم على أجهزة الإعلام وعلى الجامعات والمدارس، واستيلاءهم على الشارع، ونجاحهم فى هذا الانقلاب الثقافى الذى قاموا به مع من وقف معهم من المتاجرين بالدين والطامعين فى السلطة، واستطاعوا به أن يزيحوا أئمة النهضة المصرية من أماكنهم ويحلوا محلهم ليحرموا الفن، ويصادروا الكتب والأفلام والمسرحيات، وينشروا أفكار المودودي، والبنا، وسيد قطب، ويغتالوا فرج فودة، ونجيب محفوظ، ويشككوا المصريين فى كل ما تعلموه على يد محمد عبده، وقاسم أمين، وعلى عبدالرازق، وأحمد لطفى السيد، وطه حسين، ويفرضوا على الأجيال الجديدة أن تبتعد عن هؤلاء. وفى هذه المتاهة التى ضاع فيها العقل، واختنقت الحريات، ولم يعد للأمل أو للحلم أو للمنطق مكان، كيف كان فى استطاعة المصريين وهم فى مواجهة هذه الجماعة الشريرة التى انفردت بهم، وأنستهم تاريخهم، ودمرت ثقافتهم، وزيفت شخصيتهم، ووضعت يدها على كل مقدراتهم أن يرفعوا عن وجهها القناع ليروها على حقيقتها؟. إننا لا نستطيع حتى الآن بعد كل الذى رأيناه من هذه الجماعة أن نكون متأكدين من أننا عرفنا كل شيء عنها وعن تنظيماتها التى انتشرت فى العالم العربى والإسلامى كما ينتشر الطاعون. تنظيمات تنتمى لها صراحة، وتنظيمات أخرى تشبهها ويكمل بعضها بعضا. أحزاب سياسية سنية وشيعية منها الإخوان، وحزب الله، وتنظيمات إرهابية منها القاعدة، وداعش، وهى أيضا نظم حاكمة فى إيران، والسودان، وأفغانستان، وفى سوريا أخيرا. ونستطيع أن نراها حتى فى هذه المستعمرة الصهيونية التى أقامها المحتلون الإنجليز فى فلسطين بعد أن انتزعوها من يد أهلها ليجعلوها وطنا لليهود، شعب الله المختار! ولا يزال هذا العالم بصوره هذه وبألوانه، وبحكامه، وبإخوانه وأمريكانه، لا يزال يرسم نفسه حتى هذه الأيام، ولا يزال ينمو ويتوسع ويعلن الحرب على الشعوب العربية والإسلامية، وعلى العقل والديموقراطية، وعلى التطور والتجديد، ولا يزال يتمسح بالدين ويتحالف مع الشيطان. وقد ظل هذا العالم بهذه الجماعات الشريرة يسير من سيئ إلى أسوأ حتى فاض الكيل بمحمد البوعزيزى بائع الخضر التونسى الذى صادرت شرطة زين العابدين بن على عربته فأحرق نفسه!. هكذا بدأ الربيع فى بلادنا. بدأه التوانسة على هذا النحو المأساوي، وتلقاه المصريون الذين استيقظوا ليجدوا أنفسهم فى ميدان التحرير، ومن ميدان التحرير إلى غيره من الشوارع والميادين، فى المدن والقري، رجالا ونساء لا يملكون أى شيء، لا البرنامج، ولا الهدف، ولا الخطة، ولا القيادة، ولا حتى الكلمات بعد أن عاشوا أكثر من نصف قرن منفيين فى وطنهم، محبوسين فى منازلهم أفرادا ممنوعين من التفكير والتعبير والاجتماع. وفجأة تذكروا أن ثلاثين عاما مرت، وهذا الرجل الجالس على العرش لا يرحل. هكذا بدأوا يستعيدون وعيهم ويهتفون بلغتهم: ارحل! يعنى إمشي! ياللى ما بتفهمش! وهكذا رحل نصف الطغيان ليحل محله النصف الآخر بعد عرض مسرحى أداه الإخوان ودخلوا فيه الانتخابات ليثبتوا حقيقة ينساها الكثيرون هى أن الديموقراطية ليست شكلا، وليست كلمة فى الدستور، وليست خبرا فى صحيفة، ولكنها نضال ينخرط فيه الشعب كله، وإلا فالديموقراطية فى غياب الجماهير وغياب الوعى يمكن أن تحمل أعداءها إلى السلطة ليدمروا كل ما يمت لها بسبب، وهذا ما فهمه المصريون فكان هذا اليوم التاريخى الذى استطاعوا فيه أن يتحرروا من سلطة الإخوان، وبقى عليهم أن يتحرروا من ثقافة الإخوان. نعم! علينا أن نتحرر من ثقافة الإخوان، وإلا استيقظنا ذات صباح لنجدهم فى السلطة من جديد. وفى هذه الحالة لن يسعفنا الثلاثون من يونيو.

السفارة التركية بالقاهرة تحيي برنامج يوم الديمقراطية والوحدة الوطنية..والسفير شن يؤكد عمق العلاقات بين انقرة والقاهرة
السفارة التركية بالقاهرة تحيي برنامج يوم الديمقراطية والوحدة الوطنية..والسفير شن يؤكد عمق العلاقات بين انقرة والقاهرة

النهار المصرية

timeمنذ 5 ساعات

  • النهار المصرية

السفارة التركية بالقاهرة تحيي برنامج يوم الديمقراطية والوحدة الوطنية..والسفير شن يؤكد عمق العلاقات بين انقرة والقاهرة

تم اليوم احياء يوم الديمقراطية والوحدة الوطنية في السفارة التركية بالقاهرة . وحضر الحفل الذي نظمته السفارة نحو 250 ضيفًا من بينهم عدد من سفراء الدول المختلفة مثل أذربيجان، البانيا ، بروني، إندونيسيا، الفلبين ، العراق، قطر ، كمبوديا، منغوليا ، باكستان ، سلوفانيا ، شيلي ، السنغافورة، فينزويلا ، فيتنام ، تنزانيا المقيمين في القاهرة وسفير ورئيس كتب رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة والقائم بالاعمال للسفارة السورية بالقاهرة و ممثلون عن المجتمع المصري وأعضاء بارزون في مجلس الشيوخ والأكاديميين ورجال الصحافة المصرية ورجال الأعمال الأتراك والمواطنين. قام أعضاء السفارة التركية في القاهرة بزيارة مقبرة الشهداء الأتراك في القاهرة أولاً ووقفوا دقيقة صمت حداداً على أرواح 4500 مواطن تركي استشهدوا على جبهة فلسطين خلال الحرب العالمية الأولى، بالإضافة إلى أولئك الذين استشهدوا في 15 يوليو. وبعد تلاوة القرآن الكريم الصلاة على أرواح الشهداء، وقع صالح موطلو شن، سفير تركيا في القاهرة، على كتاب الشهداء التذكاري. شعار يوم الديمقراطية والوحدة الوطنية 15 يوليو لهذا العام، هو "اسم النصر هو تركيا". في المراسم التي أُقيمت بمقر السفارة الرسمي، عُزف النشيدان الوطنيان التركي والمصري، بعد دقيقة صمت حدادًا على أرواح شهداء 15 يوليو. وتضمنت الفعالية عرض فيديو ومعرضًا للصور الفوتوغرافية حول 15 يوليو، من إعداد إدارة الاتصال برئاسة الجمهورية التركية. وفي كلمته في الحفل، صرح السفير صالح موطلو شن أنه على الرغم من مرور تسع سنوات على المحاولة الانقلابية المشئومة في تركيا في 15 يوليو، ففي الذكرى التاسعة ليوم الديمقراطية والوحدة الوطنية، فإن اثار تلك المحاولة لا تزال حاضرًة في الذاكرة. وذكر أن مصير الوحدة الوطنية والديمقراطية في تركيا قد تغير بشكل حاسم ولا رجعة فيه في الخامس عشر من يوليو، حيث أصبحت في يد الشعب التركي ذو المخالب الفولاذية. وذكر السفير شن أنه في 15 يوليو 2016، أظهرت الديمقراطية التركية نضجها ورشدها برفضها تسليم إرادتها ورئيسها لمدبري الانقلاب الذين بتلك المحاولة الانقلابية الغادرة. كما ذكر أن الشعب خرج إلى الشوارع ووقف أمام الدبابات والأسلحة وضحى بحياته من أجل هذه القضية. وأضاف أن الجمهورية التركية توجت جمهوريتها بالديمقراطية بشكل قاطع ونهائي. وأكد السفير شن أن البلاد خرجت من حافة كارثة كبرى وفوضى في 15 يوليو 2016، ومن الآن فصاعدا، أظهرت الجمهورية التركية إرادتها في حمل البلاد إلى مستقبل أقوى وأكثر إشراقا وازدهارا بروح الوحدة والتضامن والتكاتف مع الأمة التركية. وأكد السفير شن أن الجمهورية التركية واجهت العديد من محاولات الانقلاب على مر تاريخها، بما في ذلك في1960و و1971 و80 و1997 وأوائل القرن الحادي والعشرين. في عام 1960، حكم مدبرو الانقلاب على عدنان مندريس، محبوب الأمة التركية، بالإعدام في محاكمة غير شرعية. لم تنس الأمة التركية هذه الحادثة أبدًا، واستنادًا إلى التجربة المريرة التي تعلمتها من هذه التجربة، فقد حموا ودافعوا عن الرئيس رجب طيب أردوغان وأصبحوا درعا له. وأشار السفير شن أن الديمقراطية نعمة تحققت بجهد كبير ودم وعرق. موضحا أنه نتيجة لهذه الإنجازات، أصبحت إرادة الأمة وانتصارها الآن في أيدٍ أمينة، وأنه من الآن فصاعدًا، لن تفكر أي قوة أو شريحة من المجتمع في تركيا حتى في الانقلاب. وأشار السفير شن إلى أن تركيا، بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، التي توحدها مبادئ "دولة واحدة وأمة واحدة وعلم واحد ووطن واحد" أصبحت لاعباً دولياً رائداً في المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والسياسية والعسكرية، داعمةً للسلام والأمن والاستقرار والتنمية في منطقتها والعالم. وأكد أن تركيا، مدعومةً بديمقراطيتها ووحدتها الوطنية وإرادتها السياسية القوية والحازمة، تسعى جاهدةً لنشر ثقافة السلام والازدهار في منطقتها وخارجها. وفي هذا السياق، ذكر أن تركيا في مقدمة الجهود التي تهدف إلى إرساء الاستقرار والمصالحة والوحدة الوطنية في سوريا والعراق وضمان السلام والأمن والاستقرار في منطقة القوقاز من خلال ضمان الوحدة الوطنية وسلامة أراضي الدول الشقيقة والمجاورة، كما هو الحال في كاراباخ. و صرح السفير شن بأنه انطلاقًا من هذا الفهم والمنظور، تتشارك تركيا ومصر، بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان والرئيس عبد الفتاح السيسي، التزامًا مشتركًا بالتنمية والتعاون الاقتصادي القائم على السلام والأمن والاستقرار الإقليمي. كما أكد على أهمية قيام البلدين بضمان الحوار والتشاور والتنسيق بشأن جميع القضايا الممكنة لمواجهة التحديات التي تواجه الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، ومعالجة المشاكل الإقليمية، وتعزيز الاستقرار والتعاون وتوفير بيئة آمنة في جميع أنحاء المنطقة. وفي ضوء هذه التطورات، واستلهامًا من الروابط التاريخية والثقافية والاجتماعية الوثيقة بين الشعبين التركي والمصري، أشار السفير شن إلى أن التعاون الاقتصادي بين البلدين قد تعمق تدريجيًا في السنوات الأخيرة. وأشار إلى تحقيق حجم تجاري قياسي بما يعود بالنفع على كلا البلدين. كما أشار إلى أن المستثمرين الأتراك في مصر يوسعون استثماراتهم بسرعة، ويقومون أيضًا باستثمارات جديدة. وأشار السفير شن إلى أن استثمارات شركتي "يشيم تكستيل" (جيد) و"حياة كيميا"، اللتين حضر مديراهما العامان الحفل، في مصر وحدها بلغت 700 مليون دولار، مشيرا إلى أن العلامات التجارية التركية مثل "بيكو"، و"باشاباهتشه"، و"بيم"، و"كولينز"، و"ديفاكتو"، و"إل سي وايكيكي" تعمل أيضا في مصر. وذكر أن التعاون الثنائي سيتعمق ويتطور في الفترة المقبلة، لا سيما مع اتخاذ خطوات ملموسة في مجالات مثل السياحة والنقل الجوي، والبحري والتعليم والثقافة. وأكد السفير شن أن تركيا بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان عازمة على تطوير علاقاتها مع مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في كافة المجالات وتعميق التعاون، لأن مصير الشعبين التركي والمصري ومستقبلهما لا يمكن تحديدها وتعزيزها إلا من خلال العمل معا والإنتاج معا والسير معا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store