
تقرير يكشف حجم المعاناة.. الوضع الصحي في سوريا "كارثي"
وأشارت الصحيفة، إلى أنّ شبكة الرعاية الصحية المتهالكة، والتي كانت بالكاد تؤدي دورها طوال سنوات الحرب، باتت اليوم مهددة بالتوقف التام، مع بدء انسحاب المنظمات غير الحكومية من المشهد، نتيجة تقلّص التمويل الخارجي، خاصة من الولايات المتحدة وأوروبا.
تابعت:" فالولايات المتحدة، التي كانت أكبر المانحين لسوريا وقدّمت مساعدات تجاوزت 18 مليار دولار خلال الحرب، جمّدت برامجها الخارجية، فيما أنهت إدارة ترامب مهام الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. هذا القرار كان له وقع مدمر، ليس فقط على البرامج التي تموّلها واشنطن مباشرة، بل على شبكة الشركاء المحليين والدوليين الذين يعتمدون عليها".
ميشيل كولومبل، من منظمة "مهاد" الفرنسية السورية ، تحدثت عن "كارثة" حقيقية تضرب شمال سوريا، حيث يعيش ملايين النازحين ، بعد أن أُجبرت منظمات إنسانية شريكة على إغلاق مرافقها، ما دفع المرضى للتدفق بكثافة نحو مراكز المنظمة المتبقية.
أضافت الصحيفة:" في منطقة أعزاز، شمال حلب، رُصدت عشرات حالات سوء التغذية الحاد في الأشهر الثلاثة الماضية، بعد أن نفدت مخزونات أغذية الأطفال المغذية. منظمة "أنقذوا الأطفال"، التي كانت تؤمّن تلك المواد، أعلنت سابقًا أنها أُجبرت على إغلاق 40% من برامجها في سوريا بسبب نقص التمويل، مما عرّض أكثر من 416 ألف طفل لخطر سوء التغذية. وتواجه منظمة "مهاد" المصير ذاته، مع تعليق برامج الرعاية الصحية الأولية والتغذية ودعم الأمهات والأطفال. في بلدة كفر تخاريم قرب الحدود التركية ، كانت "مهاد" تخدم ثلث الأمهات والرضع. اليوم، تحمّلت عبء تقديم الخدمات لغالبية السكان بعد انسحاب باقي المنظمات.
تابعت:" في أيار، حذّرت الجهات الصحية من أن 172 منشأة في شمال غرب سوريا معرضة للإغلاق، ما قد يحرم 4.24 مليون شخص من الرعاية الأساسية. وفي الشمال الشرقي، تعطلت 23 منشأة، فيما يتهدد الخطر 68 أخرى، بحسب بيانات صادرة عن مجموعة الصحة التابعة لمنظمة الصحة العالمية. وفي مستشفى الكسرة غرب البلاد، ارتفعت أعداد المرضى بنسبة 10%، لكن الجناح المخصص لعلاج الأطفال المصابين بسوء التغذية أغلق أبوابه في نيسان بعد خسارة تمويله. ثلاثة أطفال انقطعت عنهم الرعاية أُعيدوا إلى المستشفى بمضاعفات، وفق ما أفاد منسق في جمعية الكسرة".
ولفتت الصحيفة، إلى أنّ الوضع لا يختلف كثيرًا في قطاع غسيل الكلى. ثلاث مراكز فقط تعمل حاليًا في شمال شرق سوريا، جميعها تديرها منظمة "مهاد"، فيما تعاني مراكز أخرى من أعطال في المعدات أو نقص في القدرة الاستيعابية. في مستشفى أبو حمام، اضطر الأطباء إلى رفض استقبال بعض مرضى الكلى بسبب تعطل الأجهزة. الطبيب أحمد أسود عبّر عن خشيته من تصاعد الأزمة، قائلاً: "إذا استمر خفض المساعدات، فسيموت بعض المرضى".
ختمت:" مع تراجع التمويل وغياب البدائل المحلية، يبدو أن السوريين مقبلون على أزمة صحية جديدة، في وقتٍ لا تزال فيه البلاد تلملم جراحها من حرب طاحنة، دون أن تحصد ثمرة السلام بعد". (The Washington Post)

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ ساعة واحدة
- صدى البلد
هيرميس تقدم الخدمات لصفقة استثمارية محورية بقيمة 190 مليون دولار في مجموعة ألاميدا
أعلنت اليوم إي اف چي هيرميس، إحدى شركات مجموعة إي اف چي القابضة وبنك الاستثمار الرائد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن قطاع الترويج وتغطية الاكتتاب التابع لها قد قام بدور المستشار المالي الأوحد لتوقيع اتفاقيات ملزمة لصفقة استثمار بقيمة 190 مليون دولار أمريكي مقابل حصة أقلية في مجموعة ألاميدا للرعاية الصحية ("ألاميدا")، أكبر مجموعة خاصة للرعاية الصحية في مصر من قبل شركة Development Partners International ('DPI') وبالتعاون مع مجموعة من المؤسسات الاستثمارية الدولية الرائدة. ووفقًا للصفقة، سيظل الدكتور فهد خاطر رئيس مجلس إدارة مجموعة ألاميدا، المساهم الرئيسي في المجموعة. وتخضع هذه الصفقة، التي تعد في الأساس صفقة زيادة رأسمال، للحصول على الموافقات اللازمة، ومن المتوقع إتمام الصفقة خلال الربع الثالث من عام 2025. ويُعد هذا الاستثمار الأجنبي المباشر الأكبر من نوعه في قطاع الرعاية الصحية المصري، ما يعزز ثقة المستثمرين في دعم الشركات سريعة النمو في مصر. كما ستُضخ عائدات الصفقة دولار الأمريكي في النظام المصرفي المصري، وستعزز الصفقة من قدرة الشركة على التوسع في مصر وأسواق الدول الخليجية. ومن جانبه، صرح ماجد العيوطي، الرئيس المشارك لقطاع الترويج وتغطية الاكتتاب بشركة إي اف چي هيرميس، قائلاً: 'يشرفنا أن نقوم بدور المستشار المالي الأوحد لهذه الصفقة المحورية، والتي أسفرت عن جذب استثمار بقيمة 190 مليون دولار أمريكي مقابل حصة أقلية استراتيجية في إحدى أبرز وأسرع منصات الرعاية الصحية نموًا على مستوى المنطقة. وتُعد هذه الصفقة إنجازًا بارزًا في سجل إي اف چي هيرميس الحافل، حيث ندعم أحد رواد القطاع بقيادة الدكتور فهد خاطر في تنفيذ عملية زيادة رأسمال، من شأنها تمكين المنصة في مسيرتها من التوسع والنمو على نطاق إقليمي واسع. وتُجسد هذه الصفقة حجم الخبرات والإمكانات التي نتمتع بها في تقديم خدمات الاستشارات المالية لصفقات الدمج والاستحواذ الكبرى في مصر والأسواق الإقليمية، حيث تأتي ضمن سلسلة من صفقات الدمج والاستحواذ التي قدمنا استشاراتنا بشأنها خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية، والتي تجاوزت قيمتها الإجمالية 2.5 مليار دولار أمريكي'. منذ بداية العام، قدمت إي اف چي هيرميس خدماتها الاستشارية في أربع صفقات دمج واستحواذ، وسبع صفقات في أسواق الدين، وسبع صفقات في أسواق رأس المال على مستوى المنطقة، بما في ذلك صفقات بارزة في كل من مصر، والإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، وعُمان، مما يؤكد ريادتها في الأسواق الإقليمية. ويهدف هذا الاستثمار إلى تعزيز مكانة ألاميدا كرائد للرعاية الصحية على مستوى مصر، مع دعم خطط التوسع الإستراتيجية داخل مصر وفي المنطقة. ومن شأن هذه الزيادة في رأس المال أن تدعم قدرة المجموعة بالاستثمار في توسيع قدراتها التشغيلية والطبية في مصر، وفي أسواق إقليمية رئيسية مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ودول الخليج الأخرى.


صدى البلد
منذ 17 ساعات
- صدى البلد
برلماني: تراجع الدين العام إلى 85% يعكس جدية الدولة في الإصلاح
أشاد النائب الدكتور حسين خضير ، رئيس لجنة الصحة بمجلس الشيوخ، بما ورد في البيان المالي الذي قدمه وزير المالية الدكتور أحمد كجوك، بتراجع نسبة الدين العام إلى الناتج المحلي لتصل إلى 85% بنهاية يونيو 2025، مؤكدًا أن هذه المؤشرات تعكس نجاح الدولة في تنفيذ برنامج إصلاح اقتصادي ومالي حقيقي يؤتي ثماره على أرض الواقع. وقال خضير، في تصريح صحفي له اليوم، إن خفض أعباء الدين العام ونجاح الحكومة في تقليص الدين الخارجي لأجهزة الموازنة بنحو مليار دولار خلال ثمانية أشهر فقط، يمثل خطوة كبيرة نحو استعادة التوازن المالي وتعزيز الثقة في الاقتصاد المصري محليًا ودوليًا. وأضاف أن التحسن في هيكل محفظة الدين المحلي وارتفاع متوسط عمرها يعكس إدراك وزارة المالية لأهمية تقليل مخاطر التجديد المستمر للدين وتخفيف أعباء الفوائد، وهو ما يسمح بتوفير موارد إضافية يمكن توجيهها إلى القطاعات الإنتاجية والتنموية مثل الصناعة والتعليم والصحة. وأكد حسين خضير أن، هذه المؤشرات الإيجابية تمنح الدولة مساحة أوسع لدعم الإنتاج المحلي وزيادة تنافسية الاقتصاد المصري، وتشكل أرضية قوية لجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية، لاسيما في ظل الاستقرار النقدي وتراجع الضغوط على المالية العامة. وأوضح رئيس لجنة الصحة بمجلس الشيوخ، أن البرلمان يدعم بقوة توجهات الحكومة نحو الاستدامة المالية وتعزيز الانضباط في الإنفاق العام، مشيرًا إلى أن الحفاظ على هذا المسار يتطلب الاستمرار في تنفيذ إصلاحات هيكلية حقيقية، وتوسيع القاعدة الضريبية دون المساس بمحدودي الدخل، وتشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة باعتبارها قاطرة للنمو والتشغيل. واختتم الدكتور حسين خضير رئيس لجنة الصحة بمجلس الشيوخ. حديثه مؤكدًا أن ما تشهده مصر حاليًا من انخفاض في مؤشرات الدين وتحسن الأداء المالي هو دليل على أن مسار الإصلاح الذي اختارته الدولة كان ضروريًا وشجاعًا، وأن الاستمرار فيه سيقود إلى تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة التي يطمح إليها الشعب المصري.


بيروت نيوز
منذ 19 ساعات
- بيروت نيوز
تقرير يكشف حجم المعاناة.. الوضع الصحي في سوريا كارثي
رغم أن سقوط نظام الاسد في سوريا العام الماضي شكّل نهاية لصراع أهلي دام أكثر من عقد، إلا أن ما تبقّى للسوريين لا يوحي بأي راحة قريبة، لا سيما في القطاع الصحي الذي يقف على شفير الانهيار، حسب صحيفة 'The Washington Post'. وأشارت الصحيفة، إلى أنّ شبكة الرعاية الصحية المتهالكة، والتي كانت بالكاد تؤدي دورها طوال سنوات الحرب، باتت اليوم مهددة بالتوقف التام، مع بدء انسحاب المنظمات غير الحكومية من المشهد، نتيجة تقلّص التمويل الخارجي، خاصة من الولايات المتحدة وأوروبا. تابعت:' فالولايات المتحدة، التي كانت أكبر المانحين لسوريا وقدّمت مساعدات تجاوزت 18 مليار دولار خلال الحرب، جمّدت برامجها الخارجية، فيما أنهت إدارة ترامب مهام الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. هذا القرار كان له وقع مدمر، ليس فقط على البرامج التي تموّلها واشنطن مباشرة، بل على شبكة الشركاء المحليين والدوليين الذين يعتمدون عليها'. ميشيل كولومبل، من منظمة 'مهاد' الفرنسية السورية، تحدثت عن 'كارثة' حقيقية تضرب شمال سوريا، حيث يعيش ملايين النازحين، بعد أن أُجبرت منظمات إنسانية شريكة على إغلاق مرافقها، ما دفع المرضى للتدفق بكثافة نحو مراكز المنظمة المتبقية. أضافت الصحيفة:' في منطقة أعزاز، شمال حلب، رُصدت عشرات حالات سوء التغذية الحاد في الأشهر الثلاثة الماضية، بعد أن نفدت مخزونات أغذية الأطفال المغذية. منظمة 'أنقذوا الأطفال'، التي كانت تؤمّن تلك المواد، أعلنت سابقًا أنها أُجبرت على إغلاق 40% من برامجها في سوريا بسبب نقص التمويل، مما عرّض أكثر من 416 ألف طفل لخطر سوء التغذية. وتواجه منظمة 'مهاد' المصير ذاته، مع تعليق برامج الرعاية الصحية الأولية والتغذية ودعم الأمهات والأطفال. في بلدة كفر تخاريم قرب الحدود التركية، كانت 'مهاد' تخدم ثلث الأمهات والرضع. اليوم، تحمّلت عبء تقديم الخدمات لغالبية السكان بعد انسحاب باقي المنظمات. تابعت:' في أيار، حذّرت الجهات الصحية من أن 172 منشأة في شمال غرب سوريا معرضة للإغلاق، ما قد يحرم 4.24 مليون شخص من الرعاية الأساسية. وفي الشمال الشرقي، تعطلت 23 منشأة، فيما يتهدد الخطر 68 أخرى، بحسب بيانات صادرة عن مجموعة الصحة التابعة لمنظمة الصحة العالمية. وفي مستشفى الكسرة غرب البلاد، ارتفعت أعداد المرضى بنسبة 10%، لكن الجناح المخصص لعلاج الأطفال المصابين بسوء التغذية أغلق أبوابه في نيسان بعد خسارة تمويله. ثلاثة أطفال انقطعت عنهم الرعاية أُعيدوا إلى المستشفى بمضاعفات، وفق ما أفاد منسق في جمعية الكسرة'. ولفتت الصحيفة، إلى أنّ الوضع لا يختلف كثيرًا في قطاع غسيل الكلى. ثلاث مراكز فقط تعمل حاليًا في شمال شرق سوريا، جميعها تديرها منظمة 'مهاد'، فيما تعاني مراكز أخرى من أعطال في المعدات أو نقص في القدرة الاستيعابية. في مستشفى أبو حمام، اضطر الأطباء إلى رفض استقبال بعض مرضى الكلى بسبب تعطل الأجهزة. الطبيب أحمد أسود عبّر عن خشيته من تصاعد الأزمة، قائلاً: 'إذا استمر خفض المساعدات، فسيموت بعض المرضى'. ختمت:' مع تراجع التمويل وغياب البدائل المحلية، يبدو أن السوريين مقبلون على أزمة صحية جديدة، في وقتٍ لا تزال فيه البلاد تلملم جراحها من حرب طاحنة، دون أن تحصد ثمرة السلام بعد'. (The Washington Post)