
الراعي: لبنان الجديد لن يُبنى إلا على عائلات تعيش الحب والالتزام
حضر القداس النائبان ندى البستاني وجورج عطالله، والنائب السابق أدي معلوف، والرئيس السابق للرابطة المارونية السفير خليل كرم، و"فرق السيدة" فرع لبنان، الذين احتفلوا بالقداس الأول لمناسبة "عيد الزوجين".
بعد تلاوة الإنجيل المقدس، ألقى البطريرك الراعي عظة بعنوان: "كونوا حكماء كالحيات وودعاء كالحمام"، وقال: "عندما أرسل يسوع تلاميذه، نبّههم أنهم سيلقون الاضطهاد بسببه، وبسبب الحقيقة والمحبّة وقداسة السيرة. وقال: «ها أنا أرسلكم كالخراف بين الذئاب. كونوا حكماء كالحيّات، وودعاء كالحمام» (متى 10:16)".
وأضاف: "الحكمة هي فضيلة وموهبة من الروح القدس، تساعد العقل على تمييز الخير، واختيار الوسائل الفضلى للبلوغ إليه. أما الوداعة فهي تواضع القلب المنفتح على الله والناس. ويضيف الرب يسوع فضيلة الصبر: «من يصبر إلى المنتهى يخلص» (متى 10:22). الصبر يرتكز على فضيلة الرجاء".
وتابع: "أرحب بكم جميعًا، خصوصًا "فرق السيدة" Equipes Notre-Dame، الذين يشاركوننا بدعوة من راعوية الزواج والعائلة. تأسست الحركة سنة 1939 على يد الأب هنري كافاريل، وتهدف إلى عيش الحياة الزوجية كدعوة إلى القداسة، بالصلاة والتأمل والمشاركة والنمو في المحبة، عبر ما يُعرف بـ«حياة الفريق»".
وأشار إلى أن "فرق السيدة" اليوم منتشرة في أكثر من 93 دولة، وتضم 72,000 زوجين، و2,900 أرمل وأرملة، و9,100 كاهن مستشار. أما منطقة لبنان التي تأسست عام 1963، فتضم 500 زوج، و15 أرمل وأرملة، و70 كاهنًا.
وقال: "الأب كافاريل فهم أن الزواج ليس مجرد واجبات، بل دعوة إلى القداسة في قلب الحياة. هذه الفرق تُجسّد وجه المسيح في العالم من خلال حياة الأزواج المؤمنين. واليوم نحتفل بـ"عيد الزوجين"، ليصبح عيدًا سنويًا يجدد فيه الزوجان عهدهما".
وتوقف عند زيارة ذخائر القديسين الزوجين لويس وزيلي مارتان، والدي القديسة تريز الطفل يسوع، قائلاً: "عاشا حياتهما في نور الإنجيل، بنيا عائلة على صخرة الإيمان، وأنجبا تسعة أولاد، توفي أربعة، ودخلت خمس الحياة الرهبانية، من بينهم القديسة تريز التي قالت: «تعلمت القداسة من والديّ»".
وشدد على أن "العائلة رغم التحديات تبقى النواة الصامدة، والحصن الأخير، والمدرسة الأولى للقيم. حين تُبنى على الإيمان يُبنى الوطن على الرجاء، ولبنان الجديد لن يُبنى إلا على عائلات حقيقية تعيش الحب والالتزام".
وختم: "فلتكن أمنا مريم العذراء شفيعة فرق السيدة، رفيقة درب الأزواج، ونجمة عائلاتنا، ومثال الطاعة والثقة، لمجد الله وشكرنا الدائم، آمين".
وكان القداس استُهل بكلمة للمستشار الروحي لفرق السيدة في لبنان، الأباتي سمعان أبو عبدو، قال فيها: "نجتمع للمرة الأولى في عيد أردناه عرسًا روحيًا بعنوان: «عيد الزوجين»، برعاية شفيعَينا القديسَين لويس وزيلي مارتان، والقديسة تريز الطفل يسوع".
وأضاف: "نوجّه أسمى آيات الشكر لغبطة أبينا البطريرك على استقباله لنا، وصلاته على نية الأزواج في لبنان والعالم. فليصبح هذا العيد موعدًا سنويًا للرجاء، وللرجوع إلى ينابيع الحب الزوجي".
وأكد أن "فرق السيدة" تضع اليوم أمام الرب عهدًا متجددًا، وشهادات حب، وتطلب شفاعة القديسَين من أجل بركة لكل الأزواج، وفرح الإنجيل في كل بيت، قائلاً: "أهلاً بكم في هذا العرس الروحي، من لبنان وبلاد الانتشار، أهلاً بكل حب نضج بالصلاة وصمد في وجه الزمان".
وتقدّم الأزواج بهدايا رمزية تعبّر عن مسيرتهم ودعوتهم، وهي صورة مؤسس الحركة، إكليلية وبطرشيلا، ذخيرة القديسين الزوجين، وأيقونة العائلة المقدسة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 34 دقائق
- الديار
مثّل الراعي في حفل تكريس ومُباركة تمثال مار شربل عند مدخل بقاعكفرا المطران نصار: مار شربل طبيب الأجساد والنفوس ولبنان كان وسيبقى وطن القديسين والقديسات
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وممثّلًا له، ترأس المطران الياس نصار احتفال تكريس ومباركة تمثال القديس شربل عند مدخل بلدة بقاعكفرا، الذي استند إلى أول صورة لظهور القديس شربل بعد وفاته مع الرهبان. على وقع موسيقى أخوية مار شربل والتهليل، أزيحت الستارة عن التمثال، وتلا المطران نصار والكهنة صلاة تبريك المياه قبل أن يبارك بها التمثال والحاضرين. وترأس المطران نصار الذبيحة الإلهية في كنيسة السيدة في بقاعكفرا، بمناسبة افتتاح أسبوع مار شربل السنوي، حيث لفت في عظته "إلى أن القديس شربل هو "طبيب الأجساد والنفوس والأرواح"، وقد عطّرت رائحة قداسته الكنيسة في لبنان والعالم، إذ شعّ نوره في القارات الخمس وفي بيوت متعددة الانتماءات الدينية والطائفية"، مضيفا "أن شربل اختار محبة الله منذ صغره وسار على خطى المسيح والقديسين، فكان واسطة لبركاتٍ لا تُعدّ ولا تُحصى". وشدّد "على أن شربل بلغ القداسة لأنه نشأ في عائلة مؤمنة زرعت فيه محبة الله والكنيسة، فرفض التعلّق بمغريات الدنيا، وانخرط في الحياة الرهبانية، مكرّسًا نفسه للصلاة والعبادة ومحبة الإخوة"، داعيا "إلى الاقتداء بشربل في عيش القداسة المتاحة للجميع، بدءًا من معرفة الله وعبادته، وممارسة الصلاة والأسرار، ووصولًا إلى محبة القريب وبناء المجتمع على أسس الخير والعدالة والفرح". وفي الشق الوطني، قال المطران نصار: "ما أحوجنا في هذه الأيام العصيبة التي يمر بها وطننا لبنان وسائر الشرق إلى أن نعيش القداسة في عمقها، ونكون رسل سلام ورجاء وشهودًا حقيقيين للمسيح". وشدّد على أن لبنان "كان وسيبقى وطن القديسين والقديسات"، وكذلك أوطان الشرق المجاورة التي منها انطلقت البشارة إلى العالم". وختم بالصلاة إلى الله بشفاعة مار شربل لحفظ الأوطان والعائلات، وجعل المؤمنين نورًا مشعًّا لقيامة المسيح وسط ظلمات هذا العالم. وضمن الأمسية الاحتفالية، قدّمت المرنّمة ليال نعمة رسيتالًا من الترانيم والصلوات المخصّصة للقديس شربل، تخللتها لحظات تأمل وصلوات. وتتواصل احتفالات أسبوع مار شربل في بقاعكفرا، وتشمل قداديس، مسيرات، سهرات ترنيمية، عشاء وعرسًا قرويًا، بالإضافة إلى مهرجانات فنية متنوّعة.


الديار
منذ 34 دقائق
- الديار
رعية مار جرجس - الخريبة في الحدت استقبلت ذخائر القديسة تريزيا الطفل يسوع
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب استقبلت رعية مار جرجس - الخريبة في الحدت، ذخائر القديسة تريزيا الطفل يسوع عند مدخل البلدة، حيث تجمع ابناء الحدت والجوار في مشهد مهيب، ورفعت الصلوات ونثرت الورود الحمراء على ضريح القديسة. ثم تقدم المؤمنون وكهنة الرعية في مسيرة حاشدة نحو كنيسة مار جرجس الخريبة، واقيم قداس احتفالي للمناسبة. وقد خصّ الخوري طوني كرم "الوكالة الوطنية للاعلام" بكلمة قال فيها: "في مسيرة صلاة وفرح عابق بالايمان اتجهنا الى كنيسة مار جرجس الخريبة الحدت، واحتفلنا بالصلاة بقداس احتفالي بعنوان "الطفولة الروحية للقديسة تريزيا"، ومن ثم خصصنا ساعتين للصلوات واستقبال المؤمنين مع عائلة الاخويات في اقليم بعبدا ومع الراعويات العمل الاجتماعي الذين يهتمون بالمعوزين والفقراء ومع رعية الصحة التي تهتم بجميع المرضى". اضاف: "بعد القداس، تم نقل الذخائر الى الكنيسة الاثرية، والتي كنا نصلي فيها خلال الحرب الاخيرة على نية المنطقة واهلها واحببنا ان تتبارك بذخائر القديسة تريز، وان نوجه رسالة خير وسلام من قلب بلدة الحدت، متضرعين الى الله "أن يمنّ وبشفاعة القديسة تريزيا على لبنان وعلى بلدة الحدت بالخير والسلام، وان يفض على العائلات النعم التي نرجوها بصلواتها وشفاعتها". بعد ذلك، نقلت ذخائر القديسة تريزيا الطفل يسوع الى الفياضية كنيسة القديسة تريز، حيث تبارك المؤمنون وابناء الرعية حتى المساء.


الديار
منذ 34 دقائق
- الديار
الراعي: حين تُبنى العائلة على الإيمان يُبنى الوطن على الرجاء
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب ترأس البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد السادس من زمن العنصرة، في كنيسة الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، وألقى عظة قال فيها: "الحكمة هي فضيلة وموهبة من أولى مواهب الروح القدس السبع، تساعد العقل على تمييز الخير الحقيقي، وعلى اختيار الوسائل الفضلى للبلوغ إليه. وتلتقي الحكمة مع الفطنة في حسن التصرف مع الانتباه والحذر. أما الوداعة فهي تواضع القلب المنفتح على الله والناس، وهي من ثمار الروح القدس فينا إلى جانب اللطف والقرب والمحبة وروح السلام. ويضيف الرب يسوع على هاتين الفضيلتين فضيلة الصبر، مؤكداً من يصبر إلى المنتهى يخلص (متى 10:22). الصبر يرتكز على فضيلة "الرجاء الذي لا يخيب" (روم 5:5). فالرجاء يشجع على الثبات وقبول الاضطهاد كما فعل المسيح نفسه، إذ قال: ليس تلميذ أفضل من معلّمه... فحسب التلميذ أن يصير مثل معلّمه... فإذا لقّبوا رب البيت ببعل زبوب (رئيس الشياطين)، فكم بالحري أهل بيته" (متى 10:25)". وتحدث الراعي عن فرق السيدة وعيد الزوجين، وقال: "فرق السيدة" حركة رسوليّة أسسها سنة 1939 خادم الله الأب Henri Caffarel، غايتها عيش الحياة الزوجية كدعوة إلى القداسة بالصلاة، والتأمل بكلام الله، والمشاركة في الحياة الزوجية، والنمو في المحبة، فيما يُعرف بـ"حياة الفريق" (Vie d'équipe).. لقد فهم المؤسس الأب Caffarel أن سر الزواج لا يختصر بمجموعة واجبات اجتماعية أو طقسية، بل هو دعوة إلى القداسة في قلب الحياة، حيث تتحول الشركة الزوجية إلى عيش ملموس للنعمة الإلهية. وهكذا، بنمو هذه الحركة، باتت تشكل اليوم شبكة روحية عالمية ترافق الأزواج، وتزرع في قلوبهم فرح الإنجيل، وتقوي التزامهم تجاه بعضهم البعض، وتجاه أولادهم ومجتمعهم"، مشيرا "إلى أن حركة "فرق السيدة" شاءت أن يكون قداسنا اليوم فاتحة "عيد الزوجين"، كما يوجد "عيد الأم" و"عيد الأب" و"عيد العائلة". وترغب أن يصبح هذا العيد عيدًا سنويًا يجدّد فيه الزوجان العهد بينهما، ويعاد التأكيد على أن سر الزواج هو في ذاته دعوة ورسالة ومسيرة خلاص". أضاف "وفيما نحن نحتفل بهذا العيد الجديد، ترافقنا نعمة عظيمة من السماء، هي حضور ذخائر القديسين الزوجين لويس وزيلي Martin، والدي القديسة تريز الطفل يسوع، اللذين أعلنهما السعيد الذكر البابا فرنسيس قديسين معًا سنة 2015. وقد عاشا حياتهما في نور الإنجيل بالعمل والتربية والصلاة والتضحية، وأظهرا أن العائلة التي تبني بيتها على الصخرة، صخرة الإيمان، لا تهزها عواصف الحياة. من بين أولادهما التسعة، واجها وفاة أربعة منهم، فيما خمس دخلن الحياة الرهبانية. فكانت القديسة تريز الطفل يسوع، بحسب شهادة القديس البابا بيوس العاشر: "أعظم قديسة في العصر الحديث". وقالت القديسة تريز يومًا: "تعلمت القداسة من والديّ". إنها بزيارة ذخائرها إلى لبنان في هذه الأيام، تنثر ورود النعم على هذا الوطن وشعبه. إننا بمناسبة زيارة ذخائر والديها القديسين لويس وزيلي، نجدّد التزامنا بالحب العائلي، ونثق بأن العائلة رغم التحديات، قادرة على أن تكون مهد قداسة إذا تأسست على الإيمان، وانفتحت على النعمة، وسلكت طريق المحبة المتبادلة والتضحية الصامتة". وتابع : "في خضم ما نعيش من أزمات وضغوط اقتصادية واجتماعية تحاصر العائلة في وطننا لبنان، تبقى العائلة النواة الصامدة، والحصن الأخير، والمدرسة الأولى والطبيعية للقيم، وأول مجتمع على الأرض. فحين تُبنى العائلة على الإيمان، يُبنى الوطن على الرجاء. كل عائلة تعيش حبها بأمانة تسهم في بناء لبنان الجديد، لبنان الدولة المتنوعة ثقافيًا ودينيًا، لبنان الرسالة، لبنان التلاقي، لبنان الإنسان، لبنان العيش المشترك المنظم في الدستور بروح الميثاق الوطني". وختم الراعي قائلا: "فلتكن أمنا مريم العذراء، شفيعة فرق السيدة، وسيدة جميع الشعوب، رفيقة درب الأزواج، ونجمة عائلاتنا، ومثال الطاعة والثقة والتسليم لمشيئة الله".